وجه معالي الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي الشيخ الدكتور عبدالرحمن بن عبدالعزيز السديس كلمة إلى أبنائه طلاب معهد وكلية الحرم المكي الشريف، بدأها بحمد الله وشكره على ما منَّ به علينا من إشراق شمس عام جديد مبشر بعودة حميدة للدراسة، وبداية انطلاق مسيرة رجال الغد نحو مستقبل زاهر مشرق بإذن الله.
وقال معاليه في مطلع كلمته: طوبى لكم معشر طلبة العلم ببشارة نبيِّكم معلم البشرية وهادي الثقلين صلى الله عليه وسلم حيث قال: "من سلك طريقًا يلتمس فيه علمًا سهَّل الله له به طريقًا إلى الجنة".
إن من شكر الله تعالى على هذه النعمة: شكر ولاة أمرنا الميامين على ما يلقاه التعليم بالحرمين الشريفين من دعم ومؤازرة، فشكر الله لهم وجزاهم خير جزاء وأوفاه على ما يلقاه التعليم بالحرمين الشريفين من دعم وتشجيع.
كما أثنى الرئيس العام على قادة الركب، ورعاة النشء: أعضاء هيئة التدريس بِمَعْهَدَيْ الحرم المكي، والحرم النبوي، وكُلِيَتَيْ الحرم المكي، والحرم النبوي نقول لكم: نِعْمَ المهمة مهمتكم، ما أعظمها! ما أجلها! إرشاد وتعليم، وتربية: إنه مقام الأنبياء والمرسلين في أممهم، والمُوَرِّثُون ميراث النبوَّات في كل زمان: ها هم أمل الأمة قد أقبلوا إليكم يستحثون الخطى، ويحدوهم أمل الترقي في درجات العلم، في وقت يمر فيه التعليم بظرف تاريخي، فالله الله في الجد، والمثابرة في تذليل الصعاب لطلابكم، والقيام بدوركم التعليمي والتربوي على أحسن الوجوه، وأكملها.
وأنتم يا أولياء الأمور: يا حملة أمانة الأبوة، والأمومة: كونوا بجانب أبنائكم في مسيرتهم التعليمية، لا سيما في ظروف هذه الجائحة، أسهموا بمتابعتكم لهم في صناعة مستقبل زاهر لهم بإذن الله، مستقبل عنوانه الإسهام في بناء مستقبل أمتهم، ضعوا أيديكم بأيدي معلميهم، والإدارات القائمة عليهم، متعاونين فيما يعود عليهم بالنفع والفائدة في مسيرتهم التعليمية.
وحث معاليه أبناءه طلاب مَعْهَدَيْ الحرم المكي، والحرم النبوي، وكُلِيَتَيْ الحرم المكي، والنبوي: ليكن الجد والمثابرة شعاركم ودثاركم، كونوا ممن يستلون المنح من رحم المحن، اجعلوا ما ادخره الله من جزيل المكرمات لطلاب العلم زادًا تستلهمون منه الجد، والمثابرة، والمرابطة في دروب العلم، وشحذ هممكم في الاستزادة منه.
أخلصوا النيات، واعلموا أن العلم اصطفاء، وأمانة يدعها الخالق - سبحانه- في قلوب من يشاء من عباده، فأخلصوا نياتكم، وطهروا قلوبكم فهي مستودع العلم، وكونوا خير خلف لخير سلف.
والله أسأل أن يجعل عامكم عام خير وبركة وهداية وتوفيق، والله يحفظكم ويرعاكم.