عاد بمعهد الحرم المكي الشريف حوالي (3) آلاف طالب وطالبة من (٤٤) جنسية مختلفة، لمواصلة دراستهم عن بعد، من خلال المنصة التعليمية التي أطلقها المعهد مؤخرًا في ظل انتشار جائحة فايروس كورونا.
ويقدم التعليم عن بعد أكثر من (80) معلما ومعلمة، من خلال البث المباشر الذي يتم من خلاله بث حصص تفاعلية مباشرة على المنصة التعليمية المعتمدة بتقسيم الطلاب على الفصول، وشرح المواد وفق جدول دراسي محدد، واستلام التكاليف والواجبات من خلال المنصة، وإتاحة نسخة مسجلة للبث على المنصة للتحميل، فيما سيكون تدريس المواد النظرية للمرحلة المتوسطة والثانوية عن طريق التسجيل الذي يتم مسبقا ويبث لكل مادة في الموعد المحدد في الجدول الدراسي، ويكون بقالب فيديو (صوت وصورة).
وسوف تصل عدد الساعات الدراسية هذا العام إلى (١٠٠٠) ساعة في الأسبوع، لحوالي (٢٠٠) فصل افتراضي لجميع الطلاب والطالبات الذين تتراوح أعمارهم مابين (١١) سنة، و (٦٥) سنة.
وأكد المعهد على منسوبيه التواصل المستمر مع الطلاب من أول اليوم الدراسي إلى آخره لاستقبال الملاحظات على البث، ورفع تقارير الحضور والغياب في نهاية كل يوم دراسي لشؤون الطلاب، ومتابعة البث والتنسيق للإبلاغ عن أي ملاحظة أو خلل فني يحصل أثناء البث، والمتابعة إلكترونياً لطلاب الفصل الخاص بكل مراقب، والتحضير في بداية البث ونهايته لكل مادة،
ويتم ذلك من خلال مراقبي الفصول.
كما أن المعهد قام بإقامة لقاء إلكتروني عن كيفية التعامل مع المنصة التعليمية التابعة له، يأتي ذلك تزامنًا مع بداية العام الدراسي، ويهدف اللقاء إلى التعريف بكيفية التعامل مع المنصة التعليمية، وآلية الدخول على الفصول الافتراضية، وكيفية التواصل مع المعلمين وإرسال الواجبات، لضمان سير المنظومة التعليمية بجودة عالية.
حيث وفر المعهد نسخة إلكترونية من المقررات لكل مرحلة دراسية، ويأتي ذلك ضمن الإجراءات الاحترازية التي
اتخذها المعهد في ظل انتشار جائحة فايروس كورونا، بعد أن اعتمد نظام التعليم الإلكتروني لهذا العام (1442هـ).
كما قام المعهد باستقبال طلبات التقديم وإجراء المقابلات والاختبارات التحريرية للقبول عن طريق
النظام الإلكتروني، لضمان سلامة جميع المتقدمين والمتقدمات، وتطبيق جميع الإجراءات الاحترازية التي اتبعتها المملكة العربية السعودية لمنع انتشار فايروس كورونا.
ويعد معهد الحرم المكي الشريف من المعاهد الرائدة التي تقوم بتدريس العلوم الشرعية منذ تأسيسه في عهد الملك
فيصل بن عبد العزيز –رحمه الله-، وأسس المعهد بناء على ما رفعه سماحة الشيخ عبد الله بن محمد بن حميد – رحمه الله - رئيس الإشراف الديني بالحرم آنذاك، مبينًا أهمية المؤسسة التعليمية المتخصصة داخل الحرم، لكونها تسهم في تثقيف الناس عمومًا والحجاج والمعتمرين خصوصًا، فجاء
القرار ذي الرقم : 2796 المؤرخ : 7/2/1385هـ بإنشاء المعهد بمراحله الثلاث : الإعدادي، والثانوي، والعالي. فوضعت له المناهج الشرعية والعربية من ذوي الاختصاص.
وأصبح المعهد معلمًا بارزاً من معالم الحرم الشريف، ودوحة مشيدة في العلم، فالداخل إليه يشنف مسامعه
بآية مفسرة، وحكم مستنبط من حديث، واستدلال محقق من مباحث أصولية، فهو بحق آية محكمة، وسنة ثابتة، وفريضة عادلة، وقد ارتبط المعهد بالرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي، وقد توالت عناية أصحاب الفضيلة الرؤساء السابقين، وحظي بمزيد من الاهتمام في الوقت
الحالي من معالي الرئيس العـــام لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي الشـيخ الأستاذ الدكتور عبدالرحمن بن عبدالعزيز السديس.