أمّ معالي الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي الشيخ الدكتور عبدالرحمن بن عبدالعزيز السديس المصلين في أول جمعة من شهر رمضان المبارك بالمسجد الحرام وقال: أيها المسلمون: هذه الأيام المباركة فرصة سانحة لمراجعة النفس ومحاسبتها وإصلاح العمل، فاشكروا ربكم أن بوأكم هذا الزمان وهذا المكان، واجتهدوا بالدعاء في هذه الأيام والليالي المباركة، وارفعوا أكفَّ الضراعة لكم ولأهليكم وولاة أمركم وأوطانكم وأُمتكم، أن يحفظ الله مقدسات المسلمين، ويحقن دماءهم، ويُصْلح أحوالهم في كل مكان، وينصر إخوانكم المستضعفين والمشرَّدين، والمنكوبين والمأسورين، والمضطهدين في كل مكان وأن يُفرِّج كروبهم، وهمومهم، ويكشف شدائدهم وغمومهم، وأن يكشف عن أمة الإسلام الفتن والمِحن، والأمراض والأوبئة، إنه سميع مجيب. أعوذ بالله من الشيطان الرجيم: ﴿وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُواْ لِي وَلْيُؤْمِنُواْ بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ﴾.
واستهل معاليه الخطبة الثانية قائلا: إخوة الإسلام: إن على الأمّة المباركة في شهرها المبارك أن تَنْخلع مِن حَيِّز المقال والانفعَال، إلى التحقُّق بالفِعَال، فَهَلُمُّوا نَتَضَمَّخُ من شهر الجلال بأزكى الطُّيُوب والنَّشْر، هَلُموا نَمْتَحُ أفَاويق الإشْرَاقات، وسوامقَ البَشائر والنَّفحات، بِمُحْكم الآيات ومَجْلُوِّ الصَّفَحات، تكون لِقُلُوبِنَا تِرْيَاقًا وشِفَاءَ، ولأرْواحِنَا صُبْحًا وضَّاءَ، لاسيّما والسّهام تَرِيشُ الأمة مِن كُل حَدَبٍ وصَوْب، نعم – يا رعاكم الله - جدير بنا ونحن في هذا الشهر المبارك الذي اكتنـز ليلةً هي خير من ألف شهر، أن نُحَدِّدَ الأهداف والدُّروب، ونُوَحِّد الصفوف والقلوب، وأن يُحَرَّك من الأمَّة الهِممُ والعَزائم التي تروم العِزَّة، وتأبى الهَزائم.
وإن مِنَ التَّحَدُّثِ بنعم الله؛ ما نَعِمَ وينعم به المعتمرون والزائرون في رِحَابِ الحرمين الشريفين من منظومة الخدمات المتكاملة المُتَوَّجة بالأمن والأمان، والراحة والاطمئنان، بعد رفع الإجراءات الاحترازية المتعلقة بالجائحة الكورونية في بلادنا المحروسة، كُلُّ ذلك بفضل الله تعالى ثم ما سَخَّرَتْهُ هذه الدولة المباركة من جهود لخدمة ضيوف الرحمن ، ولا غرو فقد اختصها الله بهذا الشَّرف العظيم ، نسأل الله أن يثيبها ويُعِينَهَا على مواصلة هذا الشرف المُؤثَّل ، والمجد المُؤصَّل ، في خدمة الحرمين مكانًا وزمانًا، وقاصديهما إنسانًا وبناءً.