يعود تاريخ دروس التوجيه والإرشاد بالمسجد الحرام إلى القرن الأول الهجري عندما انتشر الإسلام في شبه الجزيرة العربية وصار الحجاج والمعتمرون يوفدون إلى مكة المكرمة من كل مكان، مغتنمين فرصة وجودهم في المسجد الحرام، يقبلون بشغف على حلقات الوعظ والإرشاد والتعليم التي كان يتولى التدريس فيها علماء أجلاء، وكانت هذه الحلقات ملتقى طلاب العلم والعلماء من مختلف بلاد المسلمين، ولازالت دروس الوعظ والإرشاد والتعليم في المسجد الحرام منذ أن بدأت في القرن الأول الهجري إلى عصرنا هذا في العهد السعودي الزاهر، حيث أولى قادة هذه البلاد المباركة الحرمين الشريفين وحلقات العلم ودروس الوعظ والإرشاد فيهما اهتماما خاصاً.
فمنذ تأسيس هذه البلاد المباركة على يد الملك المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود -طيب الله ثراه- وجه -رحمه الله- بنشر العقيدة الصحيحة والتفقه في الدين على يد العلماء والفقهاء، وتنظيم التدريس بالمسجد الحرام والنهوض به ليواصل مسيرته العلمية والتاريخية، مركزا على علوم الحضارة الإسلامية، فصدر أول أمر ملكي في ربيع الثاني عام ١٣٤٥هـ لتكوين هيئة تتولى الإشراف على سير الدروس في المسجد الحرام، وفي عام ١٣٤٨هـ صدر أمر ملكي بتعيين أسماء هيئة المراقبة والمدرسين، وفي نهاية صفر من نفس العام صدر أمر بالموافقة على تعيين هيئة التدريس والمراقبة في المسجد الحرام.
وعلى هذا النهج سار أبناؤه البررة من بعده، حتى وقتنا الحاضر عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي عهده الأمين الأمير محمد بن سلمان –حفظهما الله-، فبلغ عدد حلقات التدريس بالمسجد الحرام اثنان وعشرون حلقة في الأيام المعتادة، ويقوم بالتدريس فيها جملة من العلماء المتخصصين في علوم الشريعة واللغة العربية، وبعض هذه الدروس يلقى بغير اللغة العربية، أما في أيام المواسم كرمضان والحج، فإن عدد الحلقات يزداد إلى أكثر من ذلك، وتسهم الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي بإقامة حلقات للتدريس بقصد توعية الحجاج والمعتمرين، شارك فيها نخبة من المشايخ والعلماء أمثال معالي الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله صالح بن محمد اللحيدان، والشيخ عبدالرحمن العجلان، والشيخ صالح بن حميد، والشيخ عبدالكريم الخضير، والشيخ سعد الشثري، وغيرهم.
وبعد هذه اللمحة القصيرة من تاريخ الدروس العلمية بالمسجد الحرام نأخذك عزيزي القارئ لنطلعك على النقلة النوعية في الدروس العلمية والتوجيهية والإرشادية بالمسجد الحرام، فمواكبة للنهضة العلمية التي يشهدها العالم وتعدد وسائل المعلومات؛ أخذت الرئاسة على عاتقها تنظيم عملية التوجيه والإرشاد في المسجد الحرام بما يتناسب مع الإقبال الكبير على المسجد الحرام من معتمرين وقاصدين وحجاج، وتفعيل دور التقانة ووسائل التواصل الحديثة.
إجابة السائلين
حرصت الرئاسة من خلال برنامج إجابة السائلين الرد على استفسارات الزوار والمعتمرين المتعلقة بمناسك الحج والعمرة وغيرها من العبادات بأكثر من لغة وتوفير كل ما من شأنه تسهيل مناسك الزوار والمعتمرين وإجابتهم على استفساراتهم، بتعيين مختصين في الإفتاء على مكانة عالية من العلم الشرعي، بالإضافة إلى القيام بأكثر من ١٥٠ جولة شهرية لمنع الإفتاء من غير المختصين، حفاظاً على العقيدة الصحيحة وسلامة مناسك قاصدي البيت الحرام ممن يفتون بغير علم، ويتخذ البرنامج (١٩) موقعاً، وكذلك تم تغطية ساحات الحرم بعدة كبائن لإجابة السائلين، ويقوم على هذا البرنامج عدد من أصحاب الفضيلة القضاة وأساتذة الجامعات ومدرسي معهد الحرم المكي على مدار الساعة، ويقدر عدد المستفيدين من البرنامج أكثر من (350) مستفيد يومياً.
وتم تخصيص رقمين مجانيين لإجابة السائلين عن طريق الهاتف : 8001222100
8001222400
بث الدروس والمحاضرات والدورات العلمية:
عنيت الرئاسة بإيصال الرسالة السامية للحرمين الشريفين وبث الدروس والمحاضرات والدورات العلمية التي تقام فيه، واستثمار جميع وسائل الإعلام والبث والنشر المتاحة لتصل الفائدة لأكبر شريحة من المستفيدين في مختلف أنحاء العالم.
حيث يتم التسجيل الدروس وتوثيقها على نسخ إلكترونية ومن ثم حفظها على أقراص مدمجة أو أجهزة (يو إس بي) وغيرها من وسائل حفظ المعلومات الإلكترونية الحديثة، وتحرير الدروس وتفريغها صوتياً ومرئيا، فبعد تسجيل الدروس يتم تنزيل المادة الصوتية عن طريق جهاز خاص بالتفريغ، ومن ثم يتم التحرير الصوتي للمادة، وبعد ذلك ترفع المواد على موقع الرئاسة، والمنصات الإلكترونية الأخرى، ويتم أيضا البث المباشر للدروس المقامة في المسجد الحرام من خلال رابط البث الصوتي التالي: (http://mixlr.com/twjeh)
وعلى رابط اليوتيوب التالي:
أو بث هذه المواد عبر منصات الرئاسة الرسمية أو منصة منارة الحرمين عبر الرابط التالي:
التصميم والمقاطع الصوتية:
يتم إعداد التصميم والمقاطع الصوتية عن طريق فريق مختص ومدرب، مسؤول عن إعدادها وتجهيزها للنشر بما يتوافق مع سياسة الرئاسة الإعلامية، ويعنى هذا الفريق بتجهيز التصاميم للجداول العلمية والدروس المقامة في المسجد الحرام والندوات والمحاضرات بطريقة تفصيلية مختصرة تبين عنوان الدرس وموقعه وتوقيته، واسم من يلقيه.
والمقاطع الصوتية عبارة عن مقطع صوتي مختصر يكون مجتزأ من ندوة علمية أو درس أو محاضرة، فيه فائدة علمية أو دعوية أو توعوية وغيرها مما يفيد المستمع ويسهم في إيصال رسالة الحرمين التوجيهية والإرشادية.
وحدة المحتوى والمعلومات:
وتعنى هذه الوحدة بمحتوى الشاشات التلفزيونية في المسجد الحرام، حيث تعمل على صياغة محتوى يواكب المواسم والمناسبات، ويسهم في توعية وتثقيف قاصدي المسجد الحرام، حيث يقوم العاملون في هذه الوحدة على حصر شاشات المسجد الحرام سواء في الأروقة أو الساحات وكذلك مبنى رئاسة الحرمين ومعرفة أنواعها وفرزها حسب مواقعها ومدى استفادة المتلقي منها.
وأخيراً مشروع التفريغ النصي لدروس علماء المسجد الحرام يعمل عليه فريقٌ مهيأ لهذه المهمة ومجهز بالأجهزة اللازمة لتفريغ دروس علماء المسجد الحرام ومراجعتها وتنقيحها وإعدادها لتخرج بشكلها النهائي المناسب للمتلقي بعد التدقيق والمراجعة شرعيا ولغويا وفنيّا.