أمَّ إمام وخطيب المسجد النبوي الشيخ الدكتور عبدالله البعيجان آخر خطبة من شهر رمضان المبارك وقال: عباد الله: إن الصبر على المداومة والاستقامة والثبات من أعظم القربات، فالثبات والاستمرار دليل على الإخلاص والقبول (وأحب الأعمال إلى الله أدومها)، (وكان عمل رسول الله صلى الله عليه وسلم ديمه)، فالثبات الثبات على الطاعة، والاستقامة الاستقامة على البر، والمداومة المداومة على العمل، ألا وأن طرق الخيرات كثيرة فأين السالكون، وأن أبوابها مفتوحة فأين الداخلون، وإن الحق لواضح لا يزيغ عنه إلا الهالكون، فخذوا عباد الله من كل طاعة نصيب.
عباد الله: طاعة الله خير مغنم ومكسب، ورضاه خير ربح ومطلب، فالجنة حفت بالمكارم، وحفت النار بالشهوات، وإنما توفون أجوركم يوم القيامة فمن زحزح عن النار وأدخل الجنة فقد فاز، ومالحياة الدنيا إلا متاع الغرور، فتداركوا عباد الله ما بقى من شهركم فإن الأعمال بالخواتيم، وبادروا بالتوبة، و سارعوا إلى الطاعة.
عباد الله: الشهور كلها مواسم عبادة وإن تفاوتت واختلفت في الفضل والوظائف، والعمر كله فرصة عمل وطاعة، وكل الناس يغدوا فبائع نفسه فمعتقها أو موبقها، وكل ميسر لما خلق له، فاتقوا الله تعالى بادروا أعماركم بأعمالكم، وحققوا أقوالكم بأفعالكم، فإن حقيقة عمر الإنسان ما أمضاه في طاعة الله.