الخميس, 24 أيلول/سبتمبر 2020 12:38

أكثر من خمسة عقود قدمت حكومتنا الرشيدة الغالي والنفيس للعلم وطلبة العلم بالحرمين الشريفين

قيم الموضوع
(1 تصويت)
 
حصل التعليم في المملكة العربية السعودية على اهتمام خاص من قادته العظماء باعتباره ركيزة مهمة من الركائز التي تعتمد عليها الدولة في تحقيق التقدم ومواكبة التطورات التقنية والعلمية، وتعد كلية ومعهد الحرم المكي الشريف التي تقع في داخل المسجد الحرام، هي إحدى الصروح العلمية التي تنشر العلم والهدى والنور إلى سائر جميع أنحاء العالم، وتعد مصدر اعتزاز وفخر لدولتنا الرشيدة وللعالم الإسلامي أجمع، وتعتبر دليلاً واضحاً على اهتمام ورعاية قادتنا –حفظهم الله- بالعلم وطلاب العلم.
 
صرح لنشر هدايات الدين الحنيف
إن اهتمام قيادتنا الرشيدة -حفظها الله – بالعلم وطلابه لعمارة المسجد الحرام والمسجد النبوي بدروس العلم، ومنبراً لنشر هدايات ديننا الحنيف، وترسيخ منهج الوسطية والاعتدال وتكوين طلبة وعلماء من جميع جنسيات العالم الإسلامي، وتقوية أواصر الأخوة الإسلامية، وتوثيق الصلة بين طلاب العلم وأهل العلم الراسخين فيه، ورفع المستوى التعليمي والثقافي لموظفي الرئاسة، بالإضافة إلى منح طلبة العلم الشهادات العلمية المعتمدة.
 
انطلاقة الخير
وقد أنشئ معهد الحرم المكي الشريف عام 1385هـ، بتوجيهات كريمة من الملك فيصل بن عبدالعزيز –طيب الله ثراه- ليشهد المسجد الحرام بذلك انطلاقة الخير ويشهد الحرم تشييد معهد الحرم المكي الشريف، وتعد كلية الحرم المكي الشريف تطوراً أكاديمياً للقسم العالي بمعهد الحرم المكي الشريف، وفي عام 1436هـ دشن صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل مستشار خادم الحرمين الشريفين أمير منطقة مكة المكرمة كلية الحرم المكي الشريف، بمسماه الجديد بعد أن كانت تابعة لمعهد الحرم المكي الشريف باسم (القسم العالي).
 
رؤية صائبة وأهداف واضحة
تتمثل رسالة الكلية والمعهد في تخريج طلبة علم متميزين يرتقون بأنفسهم وأوطانهم، ويسعون إلى النهوض بمسيرة أمتهم الإسلامية على هدي من الكتاب والسنة والمنهج القويم الوسطية والاعتدال، والذين سيسهمون في خدمة مجتمعاتهم في العلوم الشرعية والعربية –بإذن الله-، بمعايير عالمية ومخرجات عالية الجودة، ومستعيناً بكادر شرعي من أهل العلم الراسخين الثقات، وطلاب يشرفون بتلقي دروسهم في أطهر بقاع الأرض، في المسجد الحرام، ويأتي هذا الاهتمام من حكومتنا الرشيدة وفق رؤية صائبة في العناية بالعلم وأهله.
 
العناية باستقطاب الكفاءات العلمية للتدريس
انطلاقا من اهتمام الدولة بالعلم والعلماء فقد نجهت منذ عهد المؤسس الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود –طيب الله ثراه- ومن بعده أبناؤه البررة الاهتمام بالكفاءات العلمية من أبناء العالم الإسلامي واستقطابها وتمكينهم من التعليم بالمسجد الحرام ومن أبرزهم: تعيين الشيخ أبو بكر خوقير مدرساً بالحرم المكي الشريف بأمر سامي من جلالة الملك عبدالعزيز –رحمه الله- وذلك عام 1349هـ، وتكليف الشيخ سعد وقاص البخاري عام 1349هـ، والشيخ محمد بن حامد الفقي عام 1345هـ، كما طلب جلالة الملك عبدالعزيز –طيب الله ثراه- الشيخ عبدالظاهر أبو السمح من مصر وتعيينه إماماً وخطيباً ومدرساً بالمسجد الحرام عام 1345هـ، ومن أبناء هذا الوطن المعطاء أشرف على المعهد خلال مسيرته عدد من أصحاب السماحة والفضيلة، وكان أول من قاد المعهد سماحة الشيخ محمد السبيل -رحمه الله- من عام 1385هـ وحتى 1388هـ، تلاه فضيلة الشيخ صالح المقوشي -رحمه الله- من العام 1388هـ وحتى 1421هـ، عقب ذلك تسلم فضيلة الشيخ الدكتور يوسف الوابل مهام إدارة المعهد عام 1421هـ، وقضى فضيلة الشيخ الدكتور فواز القايدي عشرة أعوام مديراً للمعهد من 1422هـ وحتى 1433هـ، كما أشرف فضيلة الشيخ سلمان المقوشي من 1433هـ إلى 1437هـ، وكان لفضيلة الشيخ عبدالرحمن الشهري شرف قيادة المعهد من العام 1437هـ حتى العام 1439هـ، وفي مطلع عام 1440هـ عُين فضيلة الدكتور عبدالله عسيري، وعُين الشيخ صالح السلمي في بداية عام 1441هـ.
 
مجلس علمي ومراحل تعليمية متعددة
للمعهد مجلس علمي برئاسة معالي الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي الشيخ الدكتور عبدالرحمن بن عبدالعزيز السديس الذي يتولى الإشراف على السياسة التعليمية المطبقة بالمعهد، ويضم المعهد عدداً من المراحل التعليمية، هي: المرحلة المتوسطة، والثانوية، والقسم العالي، كما افتتح القسم النسائي في العام 1438هـ، وقد تم تدشين فرع المعهد في المسجد النبوي عام 1423هـ بقرار من معالي الشيخ صالح الحصين رحمه الله.
 
المواد الشرعية والعربية
ويحوي المعهد عدة مواد شرعية هي: القرآن وعلومه، والعقيدة، والحديث وعلومه، والمطالعة والخط، والفقه وأصوله، والحساب، والإملاء والبلاغة والإنشاء، والتاريخ، وعلوم اللغة العربية، وقد بلغ اجمالي الذين يدرسون بالمعهد (2320) من طلبة العلم.
 
إسهامات معهد الحرم المكي الشريف في تحقيق رؤية المملكة (2030)
إسهام معهد الحرم المكي الشريف وفرعه بالمسجد النبوي في تحقيق رؤية المملكة العربية السعودية (2030) والتي تنص على ضرورة الاستفادة من المكانة الدينية للمملكة العربية السعودية لتعزيز حضورها العالمي والإقليمي والعمق الاستراتيجي التي تحظى به هذه البلاد المباركة، وكذلك استقبال أكثر من ثلاثين مليون زائر كل عام وذلك بتقديم المبادرات التي تسهم في تحقيق هذين الهدفين ومن تلك المبادرات:
عمارة المسجد الحرام والمسجد النبوي بدروس العلم حيث يقيم المعهد والكلية أكثر من 6000 آلاف درس شهريا في أروقة المسجد الحرام والمسجد النبوي تقريبا من 48000 ألف درس سنويا في الفقه والعقيدة والتفسير والحديث واللغة العربية.
مساهمة أعضاء هيئة التدريس في تثقيف قاصدي المسجد الحرام والمسجد النبوي وإرشادهم وتعليمهم ما يلزم من أمور دينهم وقد استفاد من هذه المبادرة مئات الألوف وقدمت الآلاف من الدروس التوجيهية والارشادية لقاصدي الحرمين الشريفين.
مساهمة طلاب معهد الحرم في العمل التطوعي في موسمي رمضان والحج حيث يشارك ما يقارب 1300 طالب في خدمة قاصدي الحرمين الشريفين.
مساهمة طلاب معهد الحرم المكي الشريف وفرعه بالمسجد النبوي في ترجمة الخطب والدروس العلمية لأكثر من عشرين لغة
تخرج من معهد الحرم أكثر من 5000 آلاف طالب يحملون شهادة نظامية وبعض طلاب العلم أصبحوا وزراء ومسؤولين وقضاة في بلدانهم وهذا يعزز مكانة المملكة الدينية وعمقها الاستراتيجي.
حرصت الرئاسة على تفعيل النواحي العلمية وتطويرها لتلائم رسالة «الحرمين الشريفين» المبنية على الوسطية المعتدلة، وذلك من خلال الاهتمام بالمناهج الدراسية، والتوعية والإرشاد الطلابي، واستخدام التقانة المتطورة، والارتقاء بمنظومة الخدمات المقدمة للطلاب، بطموح كبير يهدف إلى الرقي بالنواحي التعليمية، بما يتماشى مع الجامعات الكبرى في المملكة العربية السعودية، وفق تطلعات قادتنا الحكيمة ورؤيتها المباركة (2030)، فجزى الله هذه الدولة خيراً وبارك في جهودها وصرف عنها كل شر ووفق ولاتها لما فيه خير الإسلام والمسلمين .

تقرير المعهد1تقرير المعهد 2تقرير المعهد 3
قراءة 2194 مرات آخر تعديل في الخميس, 24 أيلول/سبتمبر 2020 21:31