الأحد, 29 أيار 2022 19:37

المشاركين في الإفتاء وإجابة السائلين بالمسجد الحرام: ندوة "الفتوى في الحرمين الشريفين وأثرها في التيسير على قاصديهما" أحد الجهود المباركة التي تسهم في تحقيق منافع علمية وإرشادية وتوجيهية لضيوف الرحمن والعاملين في خدمتهم

قيم الموضوع
(2 أصوات)
أكد عدد من أصحاب الفضيلة المشاركين، في إرشاد السائلين بالمسجد الحرام، أن لندوة "الفتوى في الحرمين الشريفين وأثرها في التيسير على قاصديهما" عظيم الأثر، في رفع مستوى العمل، وتنظيم مخرجات الفتوى، في الحرمين الشريفين وغيرهما، وأنها أحد الجهود المباركة، التي تسهم في تحقيق منافع علمية، وإرشادية، وتوجيهية، لضيوف الرحمن، والعاملين في خدمتهم، في الجانب الشرعي، والتعليمي، والتوجيهي.

وتحدث فضيلة الشيخ فهد العماري، بأنهم يعتمدون في إجابة وإرشاد السائلين، على فتوى هيئة كبار العلماء، واللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء، والتي تستمد فتواها من كتاب الله -عز وجل- والسنة النبوية الشريفة، والإجماع، وأقوال الصحابة، موضحاً أنه يتم الرد على من يطلب الفتوى مع اختلاف المذاهب والجنسيات، بما ذكر سابقاً  قال الله تعالى، (فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله والرسول) وأكثر الناس لا يسأل ولا يطلب الفتوى وفق مذهبه، لثقتهم بهذا البلد وعلمائه، ولكن إذا طلب وفق ذلك وقال: أنا مذهبي مالكي، أو حنفي، أو شافعي، وأتبع مذهبي فإن كان مذهبه، وافق الدليل الصحيح، أوله حظ من النظر الشرعي فيفتي وفق مذهبه ولا حرج في ذلك، وقد قرره جمهور الفقهاء، بأن المقلد لمذهب معتبر  وصحيح يتبع مذهبه ولا ينكر عليه في ذلك، وإذا كان مذهبه ضعيفاً أو مرجوحاً وعليه علماء بلده فيقال الفتوى على مذهبك كذا وكذا والأقرب للصواب الموافق للدليل كذا وكذا.

وأكمل "العماري" بأنه يتم التعامل بالفتوى التي تتعلق بفقه النوازل، وفق ما عليه فتوى هيئة كبار العلماء، واللجنة الدائمة، وقرار المجمع الفقهي، التابع لرابطة العالم الإسلامي، أو منظمة التعاون الإسلامي.

وأضاف "العماري" أنه سيكون للندوة -بإذن الله- الأثر العظيم في رفع مستوى العمل وتنظيم مخرجات الفتوى في الحرمين وغير الحرمين، لا سيما أن هذا البلد بلد الحرمين وعلماؤه محط أنظار العالم، وهذا معروف ومشاهد منذ عشرات السنين، لثقة الشعوب في ولاة أمر هذا البلد وعلمائه، واتباعهم للكتاب والسنة ومنهج الوسطية والاعتدال في العقيدة والفكر والفقه والمنهج والسلوك، وينعكس كل ذلك على قاصدي الحرمين في اتباعهم للكتاب والسنة والوسطية والتمسك بالدين الإسلامي.

ومن جانبه قال فضيلة الشيخ الأستاذ الدكتور صالح بن حسن المبعوث: نستمد فتوانا بما ورد في كتاب الله تعالى وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم الصحيحة، وبالإجماع، وبالتخيير من الآراء والقواعد الفقهية، ومقاصد الشريعة بما يناسب حال السؤال مع مراعاة حال السائل وظروفه، مبيناً أنه يراعى في إجابة السائل الالتزام بمنهج الوسطية والاعتدال  في الفتوى، فلا ميل للتشدد ولا للتساهل، ويتم التركيز في الفتوى على الجوامع وما لا يؤدي للخلاف، وما يوحد الصف مع مراعاة سؤال المستفتي عن "بلده" وإقامته وهل هو ملتزم بمذهب معين؟ أو ينتشر في بلده مذهب، حتى تكون الفتوى وفق مذهبه مع مراعاة حال المستفتي من حيث صياغة الفتوى ولغتها، والنظر باعتبار الخصوصية للمستفتي في بعض المسائل، وقد يكون من الضروري إرشاد المستفتي إلى ضرورة مراجعة مفتي بلده في القضايا المرتبطة بذلك المكان والزمان، ومفتي البلد أعرف من غيره فيها وفي الجملة فإننا نراعي في الجواب إظهار الحكم الشرعي في المسائل التي تعرض علينا، وفق منهج  الوسطية والاعتدال التي قام عليها ديننا الإسلامي الحنيف، وتتبناها بلادنا المباركة، وبما يحقق المصلحة، ولا يؤدي إلى الضرر والمفسدة، ونجعل ميزان مقاصد الشريعة نصب أعيننا في كل مسألة ترد علينا للإجابة عنها.

ونوه فضيلة "المبعوث" أنه من الضروري في النوازل فهم المسألة فهما دقيقا، ذلك أن الإفتاء في النازلة ليس مجرد نقل رأي لأحد الأئمة، ولكنه إعمال للعقل على قواعد الشرع؛ فإجابة السائلين  تحتاج إلى حسن تفهم وتدبر، قبل إبداء الرأي فيها مع التمهل وإعطاء البحث والفكر وقته لبحث المسألة، وعدم  التعجل بإخراج رأي في النازلة وخاصة أن النازلة غالبا ما لا يكون فيها رأي، مع ضرورة الاتصال بأهل الاختصاص، في موضوع القضية، والتأكد منهم عن جميع المعلومات المتعلقة بالقضية، وطلب رأيهم وتوضيحهم لأي غموض أو إشكال يعترض المفتي في فهم تلك القضية، وما يحيط بها من ملابسات عملا بقوله تعالى: (فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ ) ومن ثم الإفادة من اجتهادات العلماء والفقهاء السابقين، أو المجامع الفقهية، وإن لم يكن فتفعيل فقه المقاصد الشرعية،  مع مراعاة فقه الأولويات وفقه المآلات والاعتبار  بالمصالح المتغيرة والمستجدة، لأن الفتوى بنت بيئتها وزمانها، ومن سنن الله – تعالى – في الكون التغير والاختلاف، مع مراعاة اختلاف العادات والتقاليد، فاختلاف العادة والعرف، يوجب اختلاف الفتوى؛ "لأن انتقال العوائد يوجب انتقال الأحكام " مع ملازمة كبار العلماء من المفتين الثقات، وتحصيل طريقتهم والإفادة من ذلك كله.

كما أشار "المبعوث" إلى أن دور الندوة في تحقيق الأثر الديني على قاصدي وضيوف الرحمن بقوله: لاشك في أن حرص قيادة المملكة العربية السعودية، على رعاية وخدمة ضيوف الرحمن وقاصديهما، وحرصها على تقديم الخدمات لهم في أفضل منظومة، وأتقن عمل، وأسهل وسيلة، وأيسر سبيل، أمر مشاهد ومعلوم ويشهد به القاصي والداني، ولم تتوقف الجهود عند ذلك، بل تعدته إلى الحرص على تثقيف الحاج وتعليمه وتوجيهه وإرشاده إلى ما هو نافع وصواب له في نسكه لأجل أن يؤدي الحاج والمعتمر نسكه بطريقة شرعية صحيحة  وفق الكتاب والسنة، ولذلك تأتي الموافقة السامية على إقامة هذه الندوة المباركة، لتكون أحد الجهود المباركة التي تسهم في تحقيق منافع علمية، وإرشادية، وتوجيهية، لضيوف الرحمن والعاملين في خدمتهم في الجانب الشرعي، والتعليمي، والتوجيهي، والحرص  على كل ما فيه نفع لهم، لضمان أداء ضيوف الرحمن مناسكهم على أكمل وجه، ووفق ما ورد في كتاب الله، وسنة رسوله -صلى الله عليه وسلم- مما يجعل القاصدين وضيوف الرحمن يفيدون من هذه الندوة فوائد عظيمة، في رفع ثقافتهم الإسلامية، وتعلم مناسكهم، وضبط نسكهم، والحرص على أداء نسكهم بطريقة صحية وفق ما ورد في الكتب والسنة وإجماع الأمة.

30373743336941
قراءة 945 مرات آخر تعديل في الإثنين, 30 أيار 2022 13:09