لم تقتصر عناية حكومة المملكة العربية السعودية –أيدها الله- للحرمين الشريفين وقاصديهما عند الأعمال التطويرية والخدمية والتوجيهية وتجهيزها لاستقبال الحجاج والمعتمرين والزوار وحسب، بل تجاوزت ذلك بجعل الحرمين الشريفين منارتين للعلم والمعرفة، ينهل منهما المسلمون من العلوم الشرعية النافعة.
وقد عنيت الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي على تهيئة البيئة المناسبة لاستقطاب كبار العلماء والمدرسين للتدريس في الحرمين الشريفين، وتتولى الإدارة العامة للشؤون التوجيهية والإرشادية ممثلة في إدارة إبراز رسالة المدرسين بالمسجد الحرم التابعة لوكالة الشؤون التوجيهية وإبراز جهود هذه الكوكبة من العلماء البارزين بالمسجد الحرام ومن بينهم معالي الشيخ الدكتور سعد بن ناصر الشثري –حفظه الله –، والذي سنستعرض سيرة ومسيرة هذا العلم، الذي يشارك في الجهود المباركة والموفقة التي تلقى عنايةً واهتماما من الدولة -أيدها الله- في نشر رسالة الحرمين الشريفين العلمية والتوجيهية من خلال الدروس التي ينفذها أصحاب السماحة والمعالي والفضيلة العلماء.
فقد نشأ معالي الشيخ الدكتور سعد بن ناصر الشثري في أسرة علم ودين أبًا عن جد، فكان مهتمًّا بطلب العلم والتوجه له، فأكمل دراسته الجامعية في كلية الشريعة بالرياض، ثم درس
الماجستير، وأعد رسالته فيها بعنوان "التفريق بين الأصول والفروع"، ثم أكمل دراسته الدكتوراه بعنوان "القطع والظن عند الأصوليين" عام 1417هـ.
وكان من مشايخه الذين تتلمذ عليهم وتأثر بهم كل من: سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز -رحمه الله، وسماحة الشيخ عبد العزيز آل الشيخ مفتي عام المملكة -حفظه الله-, وفضيلة الشيخ صالح بن عبدالرحمن الأطرم - رحمه الله-، وفضيلة الشيخ عبد الله الركبان عضو هيئة كبار العلماء سابقا -حفظه الله -.
وبدأ مسيرته في التدريس في المسجد الحرام: منذ عام١٤٢٦هـ إلى الآن شارحاً عدد من الكتب في المسجد الحرام مثل:
التفسير، وسنن أبي داود، وبلوغ المرام، وعمدة الفقه، والحموية، والأربعين النووية، واختصار الموافقات، وسنن الدارمي، ونور البصائر، ومختصر خوقير
من المؤلفات المطبوعة: المسابقات في الشريعة الإسلامية، والتقليد وأحكامه في الشريعة، وعقد الإيجار المنتهي بالتمليك، والقطع والظن عند الأصوليين، وتقسيم الشريعة إلى أصول وفروع، وقوادح الاستدلال بالإجماع، ومختصر صحيح البخاري، والتفريق بين الأصول والفروع، ومقدمة في مقاصد الشريعة، وعبادات الحج، وشرح الورقات، وأخلاقيات الطبيب المسلم، ومفهوم الغذاء الحلال، وحقيقة الإيمان وبدع الإرجاء في القديم والحديث، وحكم زيارة أماكن السيرة، وآراء الصوفية في أركان الإيمان، وشرح المنظومة السعدية في القواعد الفقهية، والقواعد الأصولية المتعلقة بالمسلم غير المجتهد، والطرق الشرعية لإنشاء المباني الحكومية، العلماء الذين لهم إسهام في الأصول والقواعد الفقهية (1300- 1375).
وأما الكتب التي حققها فكانت: روضة الناظر لابن قدامة ومعه نزهة الخاطر العاطر لابن بدران، والمطالب العالية لابن حجر، وسنن ابن ماجه، ومصنف ابن أبي شيبة
ومن البحوث العلمية المنشورة في المجلات العلمية: المصلحة عند الحنابلة [مجلة البحوث الإسلامية (الإفتاء)]، وآراء الإمام ابن ماجه الأصولية [مجلة البحوث الإسلامية (الإفتاء)]، والاستدلال بالقدر المشترك (مجلة جامعة الإمام)، وآراء الإمام البخاري الأصولية (مجلة جامعة الإمام)،و التخريج بين الأصول والفروع (مجلة البحوث الفقهية المعاصرة)، وتطبيق القواعد الأصولية على حكم الإسراف في الماء (مجلة البحوث الفقهية المعاصرة)، ومقاصد الشريعة ووسائلها في المحافظة على ضرورة العرض (مجلة البحوث الفقهية المعاصرة)، والمؤلفون في القواعد الفقهية في القرن (14) (مجلة الدرعية)، والعلماء الذين لهم إسهام في أصول الفقه (مجلة الدرعية)، وقياس العكس (مجلة جامعة أم القرى)، والقواعد الأصولية التي يمكن تطبيقها على بحوث الخلايا الجذرية (مجلة المجمع الفقهي بمكة)
وأما ما شارك به معاليه من البحوث في المؤتمرات: مقاصد الشريعة في محاربات الشائعات (أكاديمية/ صنعاء)، القواعد الأصولية التي تهم العامي في الغرب (وزارة الشئون الإسلامية/ أدنبرة)، واستنباط أحكام الجرائم الحديثة (أكاديمية نايف/ الرياض)، والرعاية الشرعية للسجناء (إدارة السجون)، وأخلاقيات الطبيب المسلم (المستشفى العسكري بالرياض)، والقواعد الفقهية المتعلقة ببحوث الخلايا الجذرية (مدينة الملك عبد العزيز)، والضوابط الشرعية لبحوث الجينات والاستنساخ (مستشفى الملك فيصل التخصصي/ الرياض)، ومعالجة العقم بالاستنساخ (وزارة الصحة/ جدة)، وتغيير جنس الجنين وأثر الصبغات الوراثية في ذلك (وزارة الصحة/ جدة)، والتقنية الحيوية: مشروعيتها وضوابطها الشرعية (مستشفى الملك فيصل التخصصي/ جدة).
وقد كلف معاليه بعدد من مناصب والتكليفات كالتدريس بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية في الرياض لمقررات (أصول الفقه – مقاصد الشريعة – القواعد الفقهية) في كليات الشريعة وأصول الدين والدعوة، وأستاذ في كلية الحقوق والعلوم السياسية بجامعة الملك سعود، ومستشار في الديوان الملكي بمرتبة وزير, وعضو هيئة كبار العلماء، وعضو في اللجنة الدائمة للفتوى، ومدرس في الحرمين الشريفين.
بالإضافة لتعاون معاليه وعضويته في عدد من اللجان مثل: اللجنة التحضيرية للمجلس الأعلى للشئون الإسلامية، و اللجنة الفنية والطلابية للمعاهد العلمية، ولجنة البحوث الشرعية والاقتصادية بجامعة الإمام، و اللجنة العلمية بجهاز الإرشاد والتوجيه، وتعاون معاليه مع وزارة الشئون الإسلامية في البرامج الدعوية، ووزارة الثقافة والإعلام في إعداد بعض البرامج.
وغير ذلك من الأعمال المتعددة مثل: عمله كمستشار في مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية، وخطيب جمعة بمدينة الرياض، والتدريس وقد سبقت الإشارة إليه، والإشراف على الرسائل العلمية ومناقشتها، والمشاركة في إلقاء الدروس والمحاضرات العامة والدورات التدريبية، وتحكيم البحوث العلمية للمؤتمرات والمجلات العلمية