شارك معالي الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي الشيخ الدكتور عبدالرحمن بن عبدالعزيز السديس في الجلسة الافتتاحية الأولى لندوة الحج الكبرى في دورتها الــ (46) للعام 1443هــ، والتي كانت بعنوان " الحج ما بعد الجائحة ...نسك وعناية "، وشارك فيها عدد من أصحاب المعالي الوزراء، وحضرها عدد من العلماء وأصحاب المعالي والفضيلة والوزراء ونخبة من المفكرين والمثقفين من مختلف الدول الإسلامية.
حيث ترأس الجلسة الأولى معالي مستشار الديوان الملكي عضو هيئة كبار العلماء بالمملكة الشيخ الدكتور صالح بن عبدالله بن حميد، وشارك فيها معالي وزير الحج والعمرة الدكتور توفيق بن فوزان الربيعة وعدد من أصحاب المعالي لمناقشة عدد من القضايا الإسلامية المعاصرة وتشخيص التحديات والصعوبات وصناعة الحلول والمبادرات من جوار بيت الله الحرام.
وأثنى معالي الرئيس العام على الدور الريادي لهذه الندوة والتي تأتي بإشراف من وزارة الحج والعمرة ، ولما لمكة المكرمة من أثر ثقافي وعلمي بجوانبها التاريخية والحضارية والاجتماعية، مما ساهم في تأسيس هذه الندوة لمناقشة أهم القضايا والمستجدات .
وتعقد ندوة الحج الكبرى على مدى أربع جلسات يدلي بها المتحدثون بعدد من المحاور التي تلامس احتياجات الأمة الإسلامية في كافة أقطارها, وتحدث معاليه في الجلسة الافتتاحية من الحج إلى العالم ,قائلا: تظل ندوة الحج الكبرى الــ (46) أيقونة للمملكة العربية السعودية، في ظل جهود قيادتها الرشيدة – رعاها الله - في خدمتها لكافة المسلمين من خلال منهج الوسطية والاعتدال.
وقال معاليه في كلمته فإن من نعمة الله علينا في هذه البلاد الطيبة المباركة شرف خدمة الحرمين الشريفين، وقد اتخذ ولاة أمرها –وفقهم الله- من ذلك لقباً يتفاخرون به بخدمة الحرمين الشريفين؛ ألا وهو لقب: «خادم الحرمين الشريفين»، وأي شرف يعدل هذا الشرف؟.
وأكمل معاليه: سخرت حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز –حفظه الله- وولي عهد الأمين سمو الأمير محمد بن سلمان –وفقه الله- إلى تسخير كافة الإمكانات الأمنية والصحية والخدمية والإرشادية والتقنية في خدمة ضيوف الرحمن، وحجاج بيت الله الحرام؛ وذلك منذ أن تطأ أقدامهم هذه الأرض الطيبة وحتى وداعهم.
ولفت معاليه بقوله يسعدني أن أشارك في ندوة الحج الكبرى في هذا العام، عام ثلاثة وأربعين وأربعمائة وألف من هجرة النبي المصطفى ﷺ (1443هـ)، وعنوانها في هذا العام: "الحج ما بعد جائحة كورونا.. نسكٌ وعنايةٌ"، وضمن جلستها الافتتاحية الموسومة بـ: "من الحج إلى العالم".
وهذه الندوة الكبرى هي امتداد لتاريخ يربو على خمسين سنة منذ بدايات الندوة، وما تبعها من تطوير حتى وصلت إلى ما وصلت إليه من العالمية.
ولا غرو فإن الحج رسالة إلى العالم أجمع عن سماحة هذا الدين الحنيف، ومقاصده الشرعية، وما يحويه من اليسر والسهولة، والعدل والمساواة، والوسطية والاعتدال في كافة مناسكها وشعائرها، وفي كافة بقاعها ومشاعرها.
وقد تجلت محاسن هذا الدين الحنيف في ظل جائحة كورونا خلال العامين الماضيين، وهنا يطيب لنا أن نفخر بالنتائج الإيجابية التي تحققت خلال العامين الماضيين؛ حيث لم تسجل أي حالة بجائحة كورونا بين الحجاج في موسمي الحج، بل ولا موسمي العمرة والزيارة.
وفي حج هذا العام (1443هـ) يحج المسلمون البيت الحرام من كل بقاع العالم بعدما انقشعت سحابة جائحة كورونا –ولله الحمد-؛ وذلك بعد عامين متتابعين من الإجراءات الاحترازية، والتدابير الوقائية، والتعليمات الصحية.
وأشار معاليه بقوله فيما يلي تسليط للضوء على أهم المكتسبات، وأعظم الركائز التي تحققت أو يمكن تحقيقها في الحج لا سيما بعد جائحة كورونا، ومنها (الرؤية الحكيمة لولاة أمرنا –وفقهم الله- على تقديم أرقى الخدمات، وأحدث التقانات في خدمة ضيوف الرحمن، سواء في ظل جائحة أو بعدها، ونقل الصورة المشرقة والحضارية للمملكة العربية السعودية في خدمة الحرمين الشريفين وقاصديهما من الحجاج والمعتمرين والزائرين، وقدرة المملكة العربية السعودية في إدارة الأزمات في ظل الجوائح، والكوارث، والحواداث، والتعامل معها قبل حدوثها وأثناءها وبعدها، والمساهمة في إنجاح رؤية المملكة 2030 بعد جائحة كورونا؛ وذلك من خلال زيادة أعداد الحجاج والمعتمرين والزائرين بعد الجائحة، وفق رؤية المملكة، وإعداد دراسات علمية، وأبحاث أكاديمية، وكراسي بحثية عن النجاحات التي تحققت في ظل جائحة كورونا وما بعدها، وعقد ندوة علمية عن جهود المملكة العربية السعودية في خدمة الحرمين الشريفين وقاصديهما في ظل جائحة كورونا وما بعدها، ووضع آليات وبرامج تطويرية للحفاظ على المكتسبات التي تحققت، والآمال التي يتطلع إليها ولاة أمرنا -وفقهم الله وأعانهم وسددهم-، وتوفير كافة الوسائل التي تعين الحجاج على أداء نسكهم وعباداتهم بالحرمين الشريفين، واستفادتهم من حزم الخطط والمبادرات التي تستهدفها الرئاسة في خطط التحول الرقمي الشامل لمنظومة خدمات الحرمين الشريفين (2024)، والمتوازية مع مستهدفات رؤية المملكة العربية السعودية (2030)، ومواصلة استحداث وتطوير الخدمات المقدمة بالمسجد الحرام والمسجد النبوي، وتفعيل التقنيات العالمية الحديثة في التطوير والتحسين والتجديد، ونشر الوعي بين الحجاج والمعتمرين والزائرين بضرورة التعاون مع الجهات المعنية في الأخذ بالتعليمات والخطط؛ لأداء نسكهم بكل يسر وسهولة، وتضافر جهود كافة القطاعات المعنية في خدمة الحجاج والمعتمرين والزائرين من رجال الأمن والصحة والعاملين في الحرمين الشريفين، وإظهار محاسن الدين للعالم أجمع من خلال بث خطبة عرفة، وترجمتها المباشرة إلى اللغات العالمية الأخرى.، وإدارة حركة الحشود الهائلة، والتفويج المنظم، وتسهيل تنقل الحجاج بين المشاعر والمسجد الحرام والطواف والسعي، في وقت وجيز، وبكل يسر وسهولة، ونقل تجربة الحجاج والمعتمرين والزائرين عبر الوسائل الإعلامية، ومواقع التواصل الاجتماعي، وما لمسوه من جودة الخدمات وتطورها.
وختم الشيخ السديس بقوله نسأل الله جل وعلا في البدء والختام أن يوفقنا جميعاً لما يحبه ويرضاه من الأقوال والأعمال، وأن يحفظ بلادنا وبلاد المسلمين، وأن يوفق ولاة أمرنا إلى ما فيه الخير للبلاد والعباد، ونسأله سبحانه أن يحفظ علينا عقيدتنا وقيادتنا وأمننا واستقرارنا ووحدتنا، إنه هو السميع العليم، وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين.
في ختام الندوة كرم معالي وزير الحج والعمرة الدكتور توفيق الربيعة معالي الرئيس العام والمشاركين بالندوة.