الجمعة, 08 تموز/يوليو 2022 15:18

فضيلة الشيخ الدكتور علي الحذيفي في خطبة الجمعة: إن ربنا رحيم كريم عظيم بين لنا الأوقات الفاضلات والأماكن المباركة لنستكثر من الخير والدعاء

قيم الموضوع
(0 أصوات)


أمّ المسلمين اليوم لصلاة الجمعة في المسجد النبوي إمام وخطيب المسجد النبوي فضيلة الشيخ الدكتور علي الحذيفي فتحدث في خطبته الأولى قائلاً: إن هذه الأمة أتاها الله من الحفظ والضبط والإتقان للقرآن والسنة ما لم تبلغه أمة قبلها -ولله الحمد- لأنه لا نبي بعد محمد -صلى الله عليه وسلم- ولأن توحيد الله تعالى وصفاء العقيدة الإسلامية يزيد في الإدراك والحفظ والعقل والعمل الصالح، قال تعالى:( الله نور السموات والأرض مثل نوره كمشكاة فيها مصباح المصباح في زجاجة الزجاجة كأنها كوكب ردي يوقد من شجرة مباركة زيتونة لا شرقية ولا غربية يكاد زيتها يضيء ولو لم تمسسه نار نور على نور يهدي الله لنوره من يشاء ويضرب الله الأمثال للناس والله بكل شيء عليم).، وهذه الآية العظيمة حافظة وحارسة للإسلام من الزيادة والنقصان فمن أراد أن يزيد في الدين فقد استدرك على الله تعالى وردت زيادته الباطلة، ومن انتقص شيء من الإسلام عملت الأمة تنقصه للدين واستهانته به ونبذت انتقاصه للإسلام وعامله الله بما يبطل مقاصده وإرادته وهل سعد بمعصية الله -عز وجل- أحد من الأمم الخالية؟ وكما أكمل الله الوحي للأمة فقد امتن على الصحابة -رضي الله عنهم- بتمام العمل بالإسلام وإكمال نعمة العمل بهدي النبي -صلى الله عليه وسلم- لأن الإسلام يراد به القرآن الكريم والسنة ويراد به العامل بالوحي كما صح عن بعض السابقين أنه قال: كنت ربع الإسلام والمتبعون للصحابة بإحسان هم ورثة هذا الدين، ومراد عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- أن يوم الجمعة عيد الأسبوع وأن يوم عرفة من أعياد الإسلام وقد جعلهم الله تعالى من أعياد المسلمين بتشريع قربات وطاعات فيهما ومظهراً لعز الإسلام وقوته باجتماع المسلمين ولم يجعل للرأي فيهما ابتداع أمور من البشر لا دليل عليها، وكل حجة تذكر بوصايا نبينا محمد -صلى الله عليه وسلم- في حجة الوداع وتأكيد أوامر الدين ونواهيه فمن ما أبدأ فيه وأعاد تحقيق التوحيد بعبادة الله وحده لا شريك له عن سلمة بن قيس الأشجعي -رضي الله عنه-قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في حجة الوداع: إنما هن أربع لا تشركوا بالله شيئا ولا تقتلوا النفس التي حرم الله إلا بالحق ولا تزنوا ولا تسرقوا قال فما أنا بأشح عليهن مني حين سمعتهن من رسول الله -صلى الله عليه وسلم-.
وعن أبي أمامة رضي الله عنه قال: سمعتَ رسولَ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ يخطُبُ في حَجَّةِ الوداعِ فقالَ اتَّقوا اللَّهَ ربَّكم وصلُّوا خمسَكم وصوموا شَهرَكم وأدُّوا زَكاةَ أموالِكم وأطيعوا ذا أمرِكم تدخلوا جنَّةَ ربِّكُم، فأكد صلوات الله وسلامه عليه على التوحيد الذي علمه قبل حجته وحققه ليتمسكوا به أشد التمسك لأن تغيير أمم الأنبياء عليهم السلام قبله في دينهم بدأ بالابتداه في توحيد الله فعبدوا الأوثان والصالحين واستغاثوا بالقبور ورفعوا الحوائج والمطالب ودفع الشرور إلى من لا يملك نفعا ولا ضرا من دون الله تعالى ولا يملكون شفاعة ولا موتا ولا حياة ولا نشوزا فوقعوا في الشرك الأكبر الذي يخلد في النار فهو صلى الله عليه وسلم يحذر أمته من شرك الأمم المغيرة للتوحيد ومما قرره في خطبة عرفة حقوق المرأة التي بينها الإسلام وفصلها، فالإسلام أعطاها حقوقها كلها التي تنفعها وتحفظها في الدنيا والآخرة وأما القوانين البشرية فأعطاها بعض ما ينفعها في الدنيا حرمتها كرامتها وشرفها وعفتها، كما قرر مراراً حرمة الأموال والدماء والأعراض في خطبة عرفة وفي عيد النحر وعند الجمرة وأيام التشريق فقال عليه الصلاة والسلام: إنَّ دِماءَكُم، وأمْوالَكم وأعْراضَكُم حرامٌ عَلَيْكُم كَحُرْمة يومِكُم هَذَا، في شهرِكُمْ هَذَا، في بلَدِكُم هَذَا.
واستهل فضيلته خطبته الثانية قائلا: فاتقوا الله ربكم باستباق الخيرات ومجانبة السيئات تفوزوا بالخيرات عباد الله إن ربنا رحيم كريم عظيم بين لنا الأوقات الفاضلات والأماكن المباركة لنستكثر من الخير والدعاء فالحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة وإذا لم يتمكن كل العباد من عمل صالح بعينه شرع لهم مثله مما يقدرون عليه فمن لم يتمكن من الحج لسبب ما فقد شرع لهم الأعمال الصالحات في أشهر الحج وعشر ذي الحجة من إحسان الصلوات وبذل الصدقات وكثرة الذكر والدعاء والقرآن مقابل التلبية، وصيام يوم عرفة مقابل الوقوف بها والأضحية مقابل قربان الحج، وذكر الله تعالى من أدرك صلاة الفجر جماعة وجلس في مصلاه حتى تطلع الشمس ثم صلاة ركعتين تعدل حجة وعمرة تامة تامة تامة، كما صح بذلك الحديث وبر الوالدين أحدهما أو كلاهما يدخل به المرء الجنة، وإذا مات فبر صديقهما كبرهما وإذا ماتت الأم فبر الخالة كبر الأم قال تعالى: وَسَارِعُوا إِلَىٰ مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ، وعن ابن عباس رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم ما من أيام العمل الصالح فيها أحب إلى الله من هذه الأيام» يعني أيام العشر. قالوا: يا رسول الله، ولا الجهاد في سبيل الله؟ قال: «ولا الجهاد في سبيل الله، إلا رجل خرج بنفسه وماله، فلم يَرْجِعْ من ذلك بشيء»، وفي الحديث صيام يوم عرفة يكفر السنة الماضية والآتية.
قراءة 785 مرات