السبت, 09 تموز/يوليو 2022 08:19

فضيلة الشيخ عبدالباري الثبيتي في خطبة العيد : افرحوا بالعيد؛ فالفرح سلوك راق، وهدف منشود، ينعش القلب، ويجدد النشاط

قيم الموضوع
(1 تصويت)


أمّ المسلمين اليوم السبت لصلاة العيد في المسجد النبوي فضيلة إمام وخطيب المسجد النبوي الشيخ الدكتور عبدالباري الثبيتي واستهل فضيلته خطبته الأولى عن اكتمال الدين في يوم عرفة فقال: في حجة الوداع، وفي يوم عرفة العظيم نزلت أية عظيمة هي أكبر نعمة على هذه الأمة: {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا ۚ}.

ومات رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بعد يوم عرفة بواحد وثمانين يوما، أكمل الله به الدين، فلا
يحتاجون إلى دين غيره، ولا إلى نبي غير نبيهم - صلى الله عليه وسلم -، وهو خاتم الأنبياء، فلا حلال إلا ما أحله ،ولا حرام إلا ما حرمه.

أكمل الله هذا الدين، فلا يحتاجون إلى زيادة أبدا؛ قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم : «من أحدث
في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد».

دين كفلت أصوله وقواعده وأخلاقه، وبلغت ذروة الكمال، دين أبدي عالمي ثابت، هو المنهج الأقوم
للحياة والأكمل، مهما تغيرت الأزمنة وتعددت العصور ؛ قال - صلى الله عليه وسلم : «فإنه من يعش منكم فسيرى اختلافا كثيرا؛ فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين، فتمسكوا بها وعضوا عليها بالنواجذ، وإياكم ومحدثات الأمور».

ثم تحدث فضيلته عن شريعة الإسلام السمحاء فقال: شريعة الإسلام أحكم ما تساس به الأمم، وأصلح ما يقضى به بين الناس، صالح لكل زمان ومكان، وأمة وحال، وكلما تقدمت العصور وترقت الأمم ظهر برهان جديد على صحة الإسلام ورفعة شأنه.

ومن كمال الإسلام: أنه كلٌ لا يتجزأ، ووحدة لا تتفرق، لا تجد في أحكام الدين تناقسا، ولا في شرعه اختلافا ؛ قال تعالى:{وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا}.

الإسلام منهج متكامل للحياة، ينظم علاقة الإنسان بأخيه الإنسان، وعلاقته بالكون من حوله، ويلبي
كل حاجات البشرية، في أمور الدنيا والآخرة، في السلم والحرب، في السياسة والاقتصاد؛ قال تعالى: {وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَانًا لِّكُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً وَبُشْرَىٰ لِلْمُسْلِمِينَ }.

الإسلام تشريع رباني يصلح الظاهر، ويهذب الباطن، خال من العيوب، لا يخضع لأذواق البشر ولا لمصالحهم الذاتية.

وتحدث فضيلته عن حفظ الإسلام لصحة البدن والعقل فقال: ديننا يحفظ العقول، ولهذا حرم الخمر والمخدرات وكل ما يؤدي إلى فساد العقل، ويحفظ الأموال، ولهذا حث على الأمانة وحرم السرقة، ويحفظ الأنفس، ولهذا حرم قتل النفس بغير الحق، وبحفظ الصحة.

ديننا يصون العلاقات والأنساب بنظام الزواج والأسرة، يحفظ الشرف والكرامة، لا يدع الغرائز تنطلق دون وعي ولا ضابط، فحمى النسل، وصان المرأة، ووضع نواة للأسرة؛ قال تعالى:{وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً ۚ }.

واختتم فضيلته خطبته الأولى عن حث الإسلام في طلب العلم والإحسان فقال : جعل الإسلام العلم وبناء العقل أساس التنمية والتقدم، وليس سبيلاً للتدمير والتخريب وزرع بذور العدوان، ونشر الطغيان واستعباد الأمم والإنسان.

يتميز ديننا بالسماحة واليسر، وليست الغلظة والقسوة من الدين؛ قال - صلى الله عليه وسلم: «إن الله كتب الإحسان على كل شيء».

ديننا يحث على امتثال أحسن الأخلاق والأعمال،{ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ }.

ديننا يأمر بستر العورات،وقضاء حاجات المسلمين، وتنفيس كربهم، وعيادة المريض، وتشييع الجنائز،
وأن تحب لأخيك ما تحب لنفسك.

ديننا يأمر ببر الوالدين، وحسن المعاملة للزوج والأولاد، وصلة الأرحام، وإكرام الجار، والرفق بالحيوان؛ قال تعالى:{إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَىٰ وَيَنْهَىٰ عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنكَرِ وَالْبَغْيِ ۚ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ}.

وتحدث فضيلته في خطبته الثانية عن يوم النحر فقال: إن يومكم هذا يوم عظيم، يوم الحج الأكبر، فيه يشترك الحجاج وغير الحجاج بإراقة دماء الهدي
والأضاحي، تقرباً إلى الله - عز وجل -؛ قال الله تعالى:{لَن يَنَالَ اللَّهَ لُحُومُهَا وَلَا دِمَاؤُهَا وَلَٰكِن يَنَالُهُ التَّقْوَىٰ مِنكُمْ ۚ }.

ووقت ذبح الأضاحي من بعد صلاة العيد إلى غروب شمس اليوم الثالث عشر من أيام التشريق، ويبدأ
التكبير المقيد بعد الصلوات المكتوبة من فجر يوم عرفة إلى صلاة العصر من آخر أيام التشريق.

واختتم فضيلته خطبته الثانية بحث المسلمين على الفرح في أيام العيد فقال: افرحوا بالعيد؛ فالفرح سلوك راق، وهدف منشود، ينعش القلب، ويجدد النشاط؛ وكل يسع إلى فرح قلبه، وزوال همه وغمه، يتحقق ذلك بأن نعيش الفرحة في كل لحظاتها، والبهجة بكل معانيا، في حدود الشرع ومرتكزات القيم والأخلاق.

الفرح بمفهومه الشامل؛ مركزه القلب، وميدانه السلوك، ومظهره اللباس والزينة والكلم الطيب
والشعور الحسن.

تقبل الله منا ومنكم صالح الأعمال، وكل عام وأنتم بخير.
٢٠٢٢٠٧٠٩ ٠٨١٨٣٣٢٠٢٢٠٧٠٩ ٠٨١٨٣٠
قراءة 1007 مرات