يرسم حروفه على ثوب الكعبة المشرفة على مدى عقدين من الزمن تزينت بفن حرفه العربي حوافها وأركانها، خطاط كسوة الكعبة المشرفة فضيلة الشيخ مختار عالم مفيض الرحمن محمد إسماعيل شقدار، والتي حضيت إدارة مركز الأخبار بالرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي بلقاه، عمل لأكثر من 44 عاماً يعلم الخط العربي وفنونه.
وقال فضيلته في بداية الحوار أرفع شكري لله -عز وجل- على ما أسدى علي فيه من نعم متتالية وعلى رأسها أن أكن خطاط كسوة الكعبة المشرفة ثم تحدث عن بداية حياته ونشأته وكيف تعلم الخط والبيئة التي أحاطت به لتصنع شخصية مختار عالم:-
فقال فضيلته: بطفولتي كنت حريصاً على الجمال والفن بالرسم والاهتمام بالخط وكنت متفوقاً منذ الصف الأول الابتدائي وحفظت القرآن الكريم في تسعة أشهر ولله الحمد، والذي أثر على شخصيتي والدي رحمه الله كان ملتزماً ويحرص كل الحرص على أداء الصلوات والواجبات والتثقف بالعلم ايضاً وادخلني حلقات تحفيظ القرآن الكريم ووالدتي ايضاً حفظها الله، كما أكد عالم أنه كان لوالديه الأثر الجميل عليه فكان والده شديد جداً على مصالحه الدينية والتعليم وأمور الحياة العامة وكان يحثنا على أن نجعل أوقاتنا تعود بالنفع ولله الحمد.
كما استكمل "عالم" بقوله: نحن أربع إخوه من الذكور وأخت واحدة أما الذكور جمعيهم فنانين بمجالات الخط والرسم وأعمال الديكور، وأنني تقدمت عنهم بمجال الخط، وتعلمت الخط بمدارس تعليم الخطوط وطورت نفسي بهذا المجال، وأحد أخواني يحفظ خمسة لغات ولم يدخل أي مدرسة ولا معهد وحفظ جميع القواميس الموجودة ومنها (المورد يحتوي على ألف صفحة) وهو رساماً ماهراً بمجاله والآن تحول إلى الطب الشعبي، وأخي الذي أصغر مني سنناً هو الدكتور مرشد كان خطاطاً وهو دكتور بالشريعة يعمل برابطة العالم الإسلامي، والوالد كان خطه جميل جداً والوالده خطها جميل أيضا.
وعمن أثر به من المعلمين بالخط قال: جميع المعلمين الذين تلقيت تعليمي تأثرت بهم وآخرهم الأستاذ محمد حسن أبو الخير رحمه الله بالجامعة بقسم التربية الفنية، وهذا الرجل تأثرت به بالفن والأخلاق وحسن التعامل الراقي.
وعند سؤاله عن كيفة تنمية مهارات الطلاب في الخط أجاب "خطاط كسوة الكعبة": تنمية مهارات الطلاب بأن يتم تدريسهم على القواعد والأصول ويتم تشجعيهم ومتابعتهم وإعطاءهم دورات بهذا المجال، وأكمل لا بد أن يتسم معلم الخط بعدد من السمات الشخصية والمهارات العلمية، أولها الأخلاق بأن يكون صاحب خلق، وثانيا أن يمتلك العلم الصحيح القوي بمجاله، ويكون صبورا، فالخط يعلم الصبر والإتقان.
ثم تحدث فضيلته قائلاً ولله الحمد لدي أربع بنات جمعيهم خطوطهم جميلة والأبنة الثانية خطاطة بالعربي والانجليزي ورسامه ايضاً، وقدمت بعض الدورات منها بالرئاسة بمكتبة الحرم المكي وهي مثابره جدا.
ثم أنهى محور الحديث عن مهنته وذلك بما يخص المهارة والعمل فقال "عالم": عملت في عدد من المجالات ولكن العمل الذي أضاف إلى هذه المهارة حلقات التحفيظ حيث كنت مسؤول الشهادات، وعينت مشرفاً أكثر من عشرون عاماً وبالخط، وكذلك بحثي الشخصي ومشاركاتي بالمعارض والتقيت بكبار الفانين بهذا المجال.
كما أضاف "عالم" عن كيفية وصله للعمل بكسوة الكعبة المشرفة قال: كان ذلك عام 1422هـ عندما التقيت برجل أعمال بجدة اسمه محمد سالم باجنيد وكان خطاطاً وفناناً وعندما شاهد أعمالي نالت إعجابه وشجعني بالعمل بمصنع كسوة الكعبة المشرفة وأوصى الأستاذ زياد خوجه وكان مدير المصنع بذلك الوقت وشاهد أعمالي الفنية ونالت على إعجابه، وتم تقديم ملفي بالرئاسة وتم عمل اختبار بجامعة أم القرى ولله الحمد تجاوزته بالنجاح وتم قبولي بالمصنع عام 1423 بجمادى الأولى.
وعند سؤاله ماذا أضاف للخط في مجمع كسوة الكعبة قال: عملت على أن يكون العمل أكثر تنظيم ولا سيما في حفظ الأوراق المخطوطة باليد، وذلك باستخدام الحاسوب وحفظها كصورة للحفاظ عليها وسهولة ومرونة التعامل معها وأضفت أيضا بالسنوات الماضية بعض الزخارف وتعديل بعض الأشياء وعن مواصفات وشروط خط الكسوة قال "عالم": أن تكون بخط الثلث الجلي المركب وهذا أفضل الخطوط، لما فيه من جمال وجلالاً وخط يوجد به مرونة وتم اختياره لتزيين الكعبة المشرفة وكذلك المسجد النبوي وكثيرا من المساجد ايضاً، ومبيناً أن خطاط الكسوة لابد أن يتحلا بعدد من المهارات الشخصية والعلمية من أهمهما الإلمام بقواعد الخط الأصيلة، ويكون ماهراً بإدائها، ولا يشترط أن يكون لديه الإلمام بجميع الخطوط وخط الكسوة هو الثلث لجماله، وأن يكون لديه الخبرة والتجربة ليكون متمكن بهذا المجال لأن خط الثلث حجمه كبير ليس مثل غيره من الخطط.