ألقى معالي الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي الشيخ الدكتور عبدالرحمن بن عبدالعزيز السديس درسه في شرح كتابي (تفسير السعدي) و (عمدة الأحكام) في رحاب المسجد الحرام, وذلك ضمن البرنامج العلمي الدائم, بحضور عدد من قاصدي بيت الله الحرام وطلاب العلم.
واستكمل الشيخ السديس درسه بشرح تفسير سورة الحديد من الآية (20) إلى الآية (21) بعد توقفه في الدرس السابق حيث ذكر: مناسبة قوله تعالى: (اعْلَمُوا أَنَّمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَزِينَةٌ وَتَفَاخُرٌ بَيْنَكُمْ وَتَكَاثُرٌ فِي الْأَمْوَالِ وَالْأَوْلَادِ ۖ كَمَثَلِ غَيْثٍ أَعْجَبَ الْكُفَّارَ نَبَاتُهُ ثُمَّ يَهِيجُ فَتَرَاهُ مُصْفَرًّا ثُمَّ يَكُونُ حُطَامًا ۖ وَفِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ شَدِيدٌ وَمَغْفِرَةٌ مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَانٌ ۚ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ (20)، أن الله سبحانه لما بشر المؤمنين بأن نورهم يوم القيامة يسعى بين أيديهم وبأيمانهم, وحثهم على بذل الجهد وترك الغفلة, وذكر ثواب المتصدقين والمتصدقات, ووصف حال الدنيا وسرعة زوالها وتقضيها.
وأوضح معاليه هدايات الآيات في بيان أصناف المؤمنين ورتبهم وهو المتصدقون والمقرضون في سبيل الله أموالهم, والمؤمنون بالله ورسله حق الإيمان والصديقون والشهداء في سبيل الله, وكذلك التحذير من الاغترار بالحياة الدنيا, والدعوة إلى المسابقة في طلب مغفرة الذنب ودخول الجنة, وبيان الجنة وما يكسبها وهو الإيمان بالله ورسله ومستلزماته من التوحيد والعمل الصالح.
ثم انتقل الدكتور السديس إلى شرح الحديث الثَّامن والتَّاسع من كتاب الصَّلاة، باب المواقيت, عَنْ عائِشَةَ رضي الله عنها أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "إذَا أُقِيمَتِ الصَّلاةُ, وَحَضَرَ الْعَشَاءُ, فَابْدَءُوا بِالْعَشَاءِ"، وَعَنْ ابْنِ عُمَرَ نَحْوهُ.
وَلِمُسْلِمٍ عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها قَالَتْ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يقُولُ : "لا صَلاةَ بِحَضْرَةِ طَعَامٍ, وَلا وَهُوَ يُدَافِعُهُ الأَخْبَثَانِ".
وفي ختام الدرس استقبل معالي الرئيس العام أسئلة الحضور والإجابة عليها, موضحاً أهمية هذه الدروس ودورها في النقل الصحيح المستمد من الكتب والمتون الصحيحة, مؤكداً حرص الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي على الجانب التوجيهي والإرشادي والتوعوي، ونشر العلم النافع لزوار بيت الله الحرام.