بعد أن مكنت الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي المرأة العاملة في منظومتها، وأسندت إليها العديد من المهام المحورية في تحقيق أهدافها وعكس رؤيتها، أثبتت بدورها أنها أهل لهذه الثقة من خلال ما حققته ولاتزال تحققه من إنجازات متوالية في شتى الجوانب، حيث تعمل وكالة الشؤون النسائية بالمسجد الحرام على إحداث تطوير للخدمات المقدمة لقاصدات بيت الله الحرام بكفاءة عالية، وجودة متميزة تعكس الصورة المشرفة للوكالة وكادرها، واليوم وبالنظر لرؤية المملكة (٢٠٣٠) والتي تركز على تعزيز العمل التطوعي من أجل الوصول إلى مليون متطوع والدور الفاعل للشراكة المجتمعية كركن أساسي لأي مؤسسة، لم يغب عن الوكالة النسائية ضرورة تأطير العمل التطوعي لها فدأبت على تمهيده وإرساء قواعده وتذليل العقبات التي قد تواجهه، ومن ثم حوكمته بما ينسجم مع التطلعات السامية للقيادة الرشيدة -حفظها الله- والآراء القيّمة من قبل سعادة الوكيل المساعد للخدمات الاجتماعية والتطوعية والإنسانية النسائية الدكتورة عبير بنت محمد الجفير، والتي حظي مركز الأخبار النسائي بحوار معها حول مراحل تطور العمل التطوعي بالمسجد الحرام وإنجازاته المتحققة.
بسؤال سعادتها حول مستوى تطور العمل التطوعي النسائي داخل الحرمين وأبرز شواهده وآثاره أكدت بشدة حرص الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي ممثلة في وكالة الشؤون النسائية عبر الوكالة المساعدة للخدمات الاجتماعية والأعمال التطوعية والإنسانية النسائية على تطوير العمل التطوعي لارتباطه بالقيم التربوية الإسلامية، والإسهام في التنمية المستدامة والعمل الإنساني، والبناء الحضاري مشيرة إلى مراحل ذلك التطور والذي بدأ بتأسيس وحدة تنسيق الأعمال التطوعية ١٤٤٠هـ لتصبح فيما بعد إدارة الخدمات الاجتماعية والتطوعية في عام ١٤٤٣هـ، ومن ثم الإدارة العامة للخدمات الاجتماعية والأعمال التطوعية ١٤٤٤هـ، أولت فيها منذ تأسيسها اهتمامًا كبيرًا برفع الوعي المجتمعي وتعزيز ثقافة العمل التطوعي من خلال تقديم العديد من الفعاليات والبرامج ومن أهمها معرض "إثراء وشرف" والمتضمن العديد من المواد الرقمية والخرائط التفصيلية، كذلك معرض "عطاء ورحمات "الذي احتوى سبعة أقسام بهدف إيصال رسالة التطوع للعالم أجمع، وتقديم العديد من الدورات التدريبية لتنمية مهارات العمل التطوعي.
كما تحرص الوكالة دومًا على تحفيز المتطوعات وتكريم الفائزات وإبراز الجهود التطوعية وتغطيتها إعلامياً وإتاحة الفرصة لهن للمشاركة في المبادرات والمشاريع والفعاليات المقامة في الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي، مشيرةً إلى أن أثر التطور في العمل التطوعي تعكسه زيادة إحصائيات عدد الفرق التطوعية.
استثمار التقانة الحديثة في العمل التطوعي
وبالحديث حول المستقبل الواعد للوكالة المساعدة للشؤون الاجتماعية والتطوعية والإنسانية النسائية أشارت إلى أنها ماضية في المزيد من الاستثمار للتقانة الحديثة، وإدخال آليات الذكاء الاصطناعي، ورقمنة الخدمات، وإطلاق عدد من التطبيقات الإلكترونية التي تساعد القاصدات على أداء مناسكهن بيسر وسهولة.
خطط مستقبلية وشراكات مجتمعية ومبادرات ريادية
وبالتطرق إلى أهم الخطط التي تسعى الوكالة المساعدة للشؤون الاجتماعية والتطوعية والإنسانية النسائية لتحقيقها أمام منجزات البرامج الطموحة للرؤية، نوهت سعادتها إلى أن الوكالة دؤوبة على تحقيق الأداء المميز للمشاريع المقدمة لضيوف بيت الله الحرام ودعم خطط التحول الرقمي، والإسهام في تنمية الخدمات الرقمية بالمسجد الحرام، بالإضافة إلى وقوفها على تطوير الشراكات وتعزيز التنمية المجتمعية وضمان استدامة المبادرات والبرامج الرقمية ، وفيما يخص المبادرات القادمة مستقبلًا في المجال التطوعي أشارت إلى عزم الوكالة تدشين أول فريق تطوعي نسائي بمسمى (شرف الوفادة) لمنسوبات الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي والذي يرمي إلى بناء مجتمع تطوعي ريادي ذي قيم إنسانية راسخة ، وإطلاق الدليل الإرشادي للعمل التطوعي في المسجد الحرام كما صرحت عن ملتقى عن العمل التطوعي في الحرمين الشريفين والمشاركة في جائزة العمل التطوعي التي أطلقتها وزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية كذلك تعزيز الشراكات المجتمعية من خلال إتاحة الفرصة للتدريب طالبات الجامعات، وتدريب المتطوعات والعمل على الابتكار والإبداع والاستفادة من التقنيات المستحدثة مع تقديم مختلف الحوافز المادية والمعنوية.
العمل التطوعي في المسجد الحرام بين الواقع والمأمول
لا حدود للفرص التطوعية في المسجد الحرام فهو يعد الأرض الخصبة لممارسة التطوع هكذا أردفت سعادتها بسؤالنا لها حول مدى زيادة الفرص التطوعية مضيفة إلى أن الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي ترحب بجميع الشراكات وفق ضوابط معينه وآلية محددة وحول حديثها عن العمل التطوعي في المسجد الحرام بالأرقام بين الواقع والمأمول قالت سعادتها: إنه يسير وفق خطة منظمة بدءً من توقيع المواثيق وإصدار البطاقات ثم ممارسة المتطوعة للعمل الميداني وينتهي برصد الساعات التطوعية في المنصة الوطنية للعمل التطوعي والإقبال على التطوع في المسجد الحرام كبير حتى إنه بلغ في العام الماضي ما يزيد عن ١٧٠٠ متطوعة من خارجه، وكذلك من منسوبات الرئاسة اللواتي يقضين ساعات في العمل التطوعي خارج أوقات الدوام وقد وصل عددهن قرابة ١٢٧ متطوعة مؤكدة على طموحها العالي لمضاعفة العدد في هذا العام سعيًا لتحقيق الرؤية الميمونة.