الجمعة, 09 كانون1/ديسمبر 2022 23:21

فضيلة الشيخ حسين آل الشيخ في خطبة الجمعة: مهما حل بك من بلوى، ونزل بك من ضراء، فارفع يديك إلى خالقك، وادعه دعاء المتضرع الذليل بإخلاص وصدق. 

قيم الموضوع
(0 أصوات)
وبعد أن حمد الله عز وجل بدأ خطبته بقوله: عباد الله إن تجريد التوحيد لله قلباً و قولاً وفعلاً وسلوكاً وتوجهاً هو أعظم مقاصد القرآن العظيم وهو الغاية الكبرى لرسالة الأنبياء والمرسلين عليهم أفضل الصلاة والتسليم، ولقد انتشر في بعض وسائل التواصل التساهل في هذا الجانب بما في ذلك دعوة الناس إلى صرف الخلق مما هو متيقن من نصوص الوحيين مما هو محكم لا يقبل الشك والاحتمال إلى بعض المتشابهات المبنية على فلسفة منطقية أو هرطقة فلسفية هي في أصلها منقوضة وفي نتائجها واهية ضعيفة أو مبنية على الاستدلال بنصوص موضوعة أو ضعيفة أو على تحريف للنصوص المحكمة بتأويلات تعسفية محرفة عن المقاصد الكبرى للشريعة والمعاني المتفقة للغة العربية.

وأكمل فضيلته: أيها المسلم: إذا دعوت فلا تدعوا إلا الله سبحانه وإذا سألت فلا تسأل إلا هو عز شأنه وإذا استعذت فلا تستعذ إلا به جل في علاه فلا أوضح بياناً وأجلى تعليماً من قول خالقنا جل وعلى حينما نادى عبادة بقوله: (وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ).

وأضاف: إياك أيها المسلم من الاستعانة بالأموات أنبياء أو صالحين وهكذا الاستعانة بالأحياء الغائبين أو في ما لا يقدرون عليه، بل عليك اللجوء إلى ربك في الشدائد والبليات وفيكشف المهمات وفي قضاء الحاجات ومن لجأ إلى الأموات ونحوهم فقد وقع في الهلاك الأبدي والعذاب السرمدي كما قاله الشيخ صنع الله الحنفي وقال المقريزي الشافعي، والكتب الإلهية كلها من أولها إلى آخرها تبطل هذا المذهب ويرده وتقبح أهله وتنص على أنهم أعداء الله تعالى.

فلا يوجد في الكلام أوضحوا إفهاماً وأتم بياناً من قول الله العلي الكبير القوي المتين (وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ).

وأكمل فضيلته: ولقد جاهد النبي صلى الله عليه وسلم في تعليم أمته علماً لا مثال معه لأحد مهما عل شأنه، لقد علمنا علماً يفيد اليقين القاطع ألا نتيجة بأي نوع من أنواع الدعاء وبأي وسيلة من الوسائل إلا بما أرشد به صلى الله عليه وسلم حينما قال عليه الصلة والسلم لبن عباس ( يا غلامُ إني مُحدِّثُكَ حديثًا احفظِ اللهَ يَحفظْك احفظِ اللهَ تَجدْهُ تُجاهَك إذا سألتَ فاسألِ اللهَ وإذا استعنتَ فاستعنْ باللهِ ..).

إنها وصية للأمة ألا يتعلق القلب إلا بالله جل وعلى، وألا ينزل العبد فقره وحاجته إلا بالله وحده سبحانه وتعالى.

فيا أخي المسلم كن على حذر شديد من صرف العبادة لغير الله فذلكم شرك محبط للعمل وللعبادة مخرج عن الملة نعوذ بالله من الخذلان، وإن الدعاء وهو طلب جلب المنافع والسراء وكشف البلاء والضراء والدعاء عبادة كما دلت عليه نصوص الوحيين فلا يصرف بأي وجه لا لنبي ولا لولي، لا يصرف إلا لله وحده.

عباد الله إن أردتم النجاة من كل مرهوب والفوز بكل مرغوب فلا تحيد عن توجيهات القرآن الكريم ولا عن تربيتي سيد الأنبياء والمرسلين عليه أفضل الصلاة والتسليم.

وأضاف: معاشر المسلمين: لماذا نلجأ إلى توجيهات من يريدون أن يصرفونا عن منهج الوحيين ومسلك الأنبياء والمرسلين بالتوجه إلى الفاظ إما شركيه محضة أو أدعية مخترقة مبتدعة، ففي كتاب ربنا جل وعلى وفي توجيهات نبينا وقدوتنا صلى الله عليه وسلم فلنتأمل في ما هو واضح جلاء الشمس في رابعة النهار.

فهذا نبي الله أيوب يناجي ربه فيجيبه على الفور من بيده الملك وهو على كل شيء قدير فيقول الله عز شأنه (وأيّوبَ إِذْ نَادَى رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِي الضُّرُّ وَأَنتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ* فَاسْتَجَبْنَا لَهُ فَكَشَفْنَا مَا بِهِ مِن ضُرٍّ..).

واختتم فضيلته الخطبة بقوله: مهما حل بك من بلوى ونزل بك من ضراء فارفع يديك إلى خالقك وادعه دعاء المتضرع الذليل بإخلاص وصدق دعاء المستيقن بقول ربه (أَمَّن يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاءَ الْأَرْضِ ۗ أَإِلَٰهٌ مَّعَ اللَّهِ ۚ قَلِيلًا مَّا تَذَكَّرُونَ).
قراءة 549 مرات