صرّح المتحدّث الرسمي باسم الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي سعادة المهندس ماهر بن منسي الزهراني بجاهزية المسجد الحرام بساحاته ومرافقه لاستقبال الصائمين وقاصدي المسجد الحرام خلال الأيام البيض الثلاث؛ الثالث عشر والرابع عشر والخامس عشر من شهر محرم، حيث سخرت الرئاسة كافة الخدمات والطاقات البشريّة لتعين الصائمين والقاصدين والزوار على تمام نسكهم في بيئة تعبدية تتناسب مع فضل هذه الأيام العظيمة.
وأكّد الزهراني: أن هذه الاستعدادات دائمة ومستمرة ومتجددة لتوائم الأيام الفضيلة وتتناسب مع الأشهر الحُرم التي يهفوا إليها القاصد ويتعنّى من أجلها المعتمر والزائر، ليغنم بالثواب العظيم وينال الأجر الوفير من الله عز وجل، خاصة وأن الرئاسة بكوادرها البشرية وخبراتها التراكمية لكافة الأعمال الميدانية لا تتوانى في خدمة القاصدين من عمّار وزوار على مدار الساعة واليوم.
ومن عدسة قريبة تأخذنا لجاهزية واستعدادات الرئاسة قال الزهراني: وفرت الرئاسة مراقبين على أبواب المسجد الحرام لاستقبال الصائمين وتوجيههم إلى الأماكن المجهّزة بسفر الإفطار حيث يمّد لهم قُبيل أذان المغرب حبات التمر وماء زمزم وبعض الوجبات الجافة. وقبل إقامة الصلاة يتم توجيه العمال برفع السفر في زمن قياسي لا يؤخّر الصائمين عن أداء صلاة المغرب. لتتناغم أعمال الكوادر الميدانية داخل المسجد الحرام ما بين مراقبة وتهيئة ونظافة ومتابعة.
كما ذكر الزهراني أن برنامج إجابة السائلين بالمسجد الحرام متاح وجاهز على مدار الساعة، يقوم عليه ما يزيد عن (70) من أصحاب الفضيلة عبر (49) موقعاً منتشرة في (المطاف، والرواق السعودي والدور الأرضي والدور الأول، والتوسعة السعودية الثانية، والثالثة، والمسعى بأدواره، والساحات المحيطة بالمسجد الحرام، والهاتف المجاني، وذلك للتعريف بفضل صيام الأيام البيض وغيرها من الأيام الفضيلة، وتوعية الزوار بالأمور الشرعية والدينية التي تعينهم على أداء مناسكهم.
وبيّن سعادة المتحدث أنّه تم تجهيز (9) آلاف عربة عادية وكهربائية لكبار السن وذوي الإعاقة، وربطها عبر تطبيق "تنقل"، لتنظيم عملية دخولهم وخروجهم وإرشادهم إلى أماكن المصليات بمساندة رجال الأمن في تحويل وتوجيه المصلين وتنظيم الحشود وضمان انسيابية الحركة داخل المسجد الحرام لاستقبال الصائمين والمصلين.
مشيراً إلى أن فريق الرئاسة الهندسي والفنّي قام بفحص السلالم الكهربائية، والمصاعد، وأنظمة الإطفاء، وأجهزة الإنذار، والمسارات المخصصة للمشاة وخطط الطوارئ لا قدر الله، وتقلبات الطقس من خلال فريق عمل هندسي ميداني مدعوم بكوادر فنية وإدارية، أيضًا يقوم بتجهيز المنظومة الصوتية والتأكد من سلامتها في مكبرية الأذان وموقع مصلى الإمام ومخارج الصوت المتعلقة بخطبة الجمعة، بالإضافة إلى عمل الاختبارات الفنية اللازمة لمكبرات الصوت وأجهزته، وتشغيل وصيانة الأنظمة الإلكترونية والكهربائية والميكانيكية بالمسجد الحرام ومرافقه حيث يجري تغطية كافة أعمال الصيانة وإجراء الاختبارات اللازمة للتأكد من جهازية الأنظمة كالنظام الصوتي بالمسجد الحرام وأنظمة الطاقة غير المنقطعة، والتأكد من نوعية عمل جميع وحدات التكييف وأخذ قياسات درجات الحرارة داخل المصليات للتأكد من كفاءة التبريد ومدى التناسب مع درجات الحرارة الخارجية.
وأشاد سعادة المتحدث الرسمي بالدور الفعّال في الوكالات النسائية داخل المسجد الحرام، حيث يقمن باستقبال القاصدات والصائمات والزائرات بالحفاوة والترحيب وتقديم الكتيبات التي تساعدهنّ في أداء نسكهنّ وعباداتهنّ وفق النهج الصحيح، وتوديعهنّ بالهدايا القيّمة كالمصاحف وعبوات ماء زمزم، كما تهيئ لهنّ المصليات وتجهزنها بخدمات الأشخاص ذوي الإعاقة كالقلم القارئ ومصاحف برايل، وحافظات زمزم، ومن مهامهنّ الجليلة انسيابية دخول وخروج القاصدات وانتظام وصولهن إلى صحن المطاف والمسعى والمصليات على مدار اليوم، إضافة إلى مجالات التطوع الصحي والتوجيه والإرشاد المكاني و المشاركة في تنظيم الحشود وسقيا زمزم والترجمة واللغات لخدمة أكبر فئة من قاصدات البيت العتيق.
وكما نوّه سعادته بأنّ التقنية الحديثة ووسائل الذكاء الاصطناعي تساند في عملية النظافة التعقيم والتطهير من خلال (11) روبوتاً ذكيا للتعقيم، و(20) جهاز بايوكير للتعقيم بالبخار الجاف للهواء والأسطح في آن واحد وبسرعة عالية وبشكل فعال، و(20) جهاز تعقيم ضبابي يستخدم لتعقيم المناطق التي يصعب الوصول إليها مثل الأسقف والأعمدة، و(600) جهاز آلي لتعقيم الأيدي، إضافة إلى عدة فرق تعمل على تعقيم كافة جنبات المسجد الحرام وساحاته الخارجية ودورات المياه بأكثر من (70) ألف لتر من المعقمات؛ يقوم عليها (200) مشرف سعودي و(4000) عامل وعاملة ليتم غسل المسجد الحرام (10) مرات يومياً، وتهيئته بـ(20) ألف عبوة ماء زمزم يقوم بتوزيعها (800) عامل، إضافة إلى توزيع (4500) حافظة ماء زمزم في أرجاء المسجد الحرام، يستهلك من خلالها حوالي (500) ألف لتر.
فيما أكد المتحدث الرسمي تنوع خدمات الرئاسة في التوسعة الشمالية بين مشربيات ماء زمزم، وتكييف ودواليب للمصاحف ونظام صوتي وأنظمة إنارة وتأمين السجاد وتهيئة دورات المياه بالإضافة لتشغيل عدد من السلالم الكهربائية التي تنقل المصلين و كبار السن إلى جميع الأدوار المتاحة، من خلال كفاءات تمتلك الخبرة في التعامل المباشر مع دخول وخروج المصلين للتأكد من سلامتهم وتوجيههم إلى المساحات المخصصة لأداء الصلوات والمحافظة على تنظيم المشايات والممرات بمشاركة الجهات ذات الاختصاص وفق الخطط المعدة مسبقاً؛ لتسهيل الحركة داخل التوسعة الشمالية.
واختتم سعادة المهندس ماهر الزهراني المتحدث الرسمي باسم الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي تصريحه سائلًا المولى القدير بأنّ يجزي خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين خير الجزاء على ما أولوه من كامل الرعاية وعظيم العناية لخدمة ضيوف الرحمن ثم الشكر لمعالي الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي الذي أخلص وتفانى في تنفيذ الأمانة وتأدية الرسالة الإسلامية النبيلة العالمية للعالمين.