الاخبار الرئيسية - AR

الاخبار الرئيسية - AR (11830)

فئات موروثة

إقامة صلاة الغائب على المغفور له أمير دولة الكويت الشقيقة بالمسجد الحرام

إقامة صلاة الغائب على المغفور له أمير دولة الكويت الشقيقة بالمسجد الحرام (0)

بتوجيه من لدن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود أقيمت صلاة الغائب على سمو الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح أمير دولة الكويت الشقيقة – رحمه الله – بالمسجد الحرام والذي وافته المنية يوم أمس الاثنين الموافق 12/2/1442هـ .
وقد أم المصلين لصلاة الغائب معالي الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي الشيخ الأستاذ الدكتور عبدالرحمن بن عبدالعزيز السديس، بحضور عدد من قيادات الرئاسة، وأوضح معالي الشيخ السديس أن إقامة صلاة الغائب على سمو الشيخ صباح الأحمد الصباح في الحرمين الشريفين تعكس عمق الترابط العميق بين دولتنا المباركة -حماها الله-ودولة الكويت الشقيقة -رعاها الله-، مؤكداً معاليه أن فقيد دولة الكويت فقيد للأمة العربية والإسلامية، داعيًا الله أن يحفظ خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين - أيدهما الله -، ويديمهما ذخرًا للوطن والمواطنين، وأن يحفظ دول الخليج من كل سوء ومكروه , وأن يرحم سمو أمير دولة الكويت وأن يسكنه فسيح جناته.

590375A9 C487 4FC7 864D 4D5693FBACDD3E7A10AC 149C 41EE 9F31 668AE8D3A458D691A152 12E5 4987 8006 8FFA9500BE46FDDFBA82 DBE1 49A5 861B 7C50D4FF21E67F87ADAE A06E 4CD2 B079 EFD3F8E1F9E6331D9F6B 4377 4620 B552 77F94AC7097B3541C52E 6DAE 49AB 9E55 BC7DE0F17A83A7FE89C2 559A 43E3 8B02 54576F25B7F5


عرض العناصر...
السلامة في المسجد الحرام تتابع سير أعمالها

السلامة في المسجد الحرام تتابع سير أعمالها (0)


عقد سعادة مساعد مدير عام السلامة مدير إدارة السلامة بالمسجد الحرام الأستاذ حسين بن حسن العسافي اجتماعاً بسعادة وكيل الإدارة الأستاذ فيصل من محمد العبدلي، ورؤساء الورديات؛ لمناقشة واستعراض الخطة التشغيلية ومهام الإدارة.

وأوضح العسافي ضرورة مواصلة ومضاعفة الجهود وتهيئة السبل لتأدية الزوار والمعتمرين نسكهم بكل ويسر وسهولة، ومتابعة استمرارية الأعمال على أكمل وجه لتحقيق السلامة في كافة أنحاء المسجد الحرام.

ويأتي الاجتماع بإشراف ومتابعة سعادة مدير عام السلامة المهندس بسام بن سعيد العبيدي وتوجهات سعادة وكيل الرئيس العام للأمن والسلامة ومواجهة الطوارئ والمخاطر الأستاذ فايز بن عبد الرحمن الحارثي؛ المبنية على توجيهات معالي الرئيس العام الشيخ الدكتور عبدالرحمن بن عبدالعزيز السديس.

عرض العناصر...
الأربعاء, 18 كانون1/ديسمبر 2024 14:10

الخط العربي يزهو بجماله في رحاب المسجد الحرام

قيم الموضوع
(1 تصويت)


يُعتبر المسجد الحرام، بمكانته المقدسة، منارةً للجمال المعماري، حيث تُجسد تفاصيله إبداع الخط العربي الأصيل الذي يُزيّن جنباته، يظهر ذلك جليًّا في باب الكعبة المشرفة وكسوتها، وفي مختلف أرجاء المسجد الحرام، ليُبرز جمال الحروف العربية ودقتها بتناغم فريد.


باب الكعبة المشرفة: تحفة بخط الثلث العربي


يُعد باب الكعبة المشرفة من أروع الأمثلة على جمال الكتابة بالخط العربي، حيث تزينه نقوش قرآنية وعبارات دينية مكتوبة بخط الثلث المعروف بانسيابيته ودقته.

أنواع الخطوط المستخدمة في المسجد الحرام

في أرجاء المسجد الحرام، تتعدد أنواع الخطوط العربية التي تُظهر جمال التنوع في الكتابة بهذه اللغة، ومن أبرزها:

​1-​خط الثلث
​.​الخط الأجمل والأصعب من حيث التنفيذ.
​.​يُزين كسوة الكعبة المشرفة، حيث يتميز بانسيابية حروفه ودقتها وتداخلها بتناغم فريد.

​2.​الخط الكوفي
​•​يُعد من أقدم أنواع الخطوط، ويتميز بالطابع الهندسي وجمال التناسق.
​•​مستوحى من الخط النبطي ويميل إلى إمالة الألفات واللامات.

​3.​الخط الحُر
​•​خط حديث يعتمد على مهارة وإبداع الخطاط.
​•​يتميز بإدخال التحويرات الفنية على الحروف.


البعد الجمالي لفن الخط العربي

لا يقتصر الخط العربي في المسجد الحرام على الجمال البصري فقط، بل يحمل معاني عميقة تُذكّر المؤمنين بلغة القرآن الكريم، النقوش القرآنية تُشعر الزائر بالسكينة والطمأنينة.

7edd12f5-ffc1-4400-acbf-fd082a5574ad.jpg

6e1b9e97-c09d-4508-8098-9390edb45023.jpg
dbb163e9-c1dd-451d-970d-4bb2511d9569.jpg
ac6ae139-1935-44a8-b727-967479ebac58.jpg
الأربعاء, 18 كانون1/ديسمبر 2024 14:10

الخط العربي يزهو بجماله في رحاب المسجد الحرام

قيم الموضوع
(0 أصوات)


يُعتبر المسجد الحرام، بمكانته المقدسة، منارةً للجمال المعماري، حيث تُجسد تفاصيله إبداع الخط العربي الأصيل الذي يُزيّن جنباته، يظهر ذلك جليًّا في باب الكعبة المشرفة وكسوتها، وفي مختلف أرجاء المسجد الحرام، ليُبرز جمال الحروف العربية ودقتها بتناغم فريد.


باب الكعبة المشرفة: تحفة بخط الثلث العربي


يُعد باب الكعبة المشرفة من أروع الأمثلة على جمال الكتابة بالخط العربي، حيث تزينه نقوش قرآنية وعبارات دينية مكتوبة بخط الثلث المعروف بانسيابيته ودقته.

أنواع الخطوط المستخدمة في المسجد الحرام

في أرجاء المسجد الحرام، تتعدد أنواع الخطوط العربية التي تُظهر جمال التنوع في الكتابة بهذه اللغة، ومن أبرزها:

​1-​خط الثلث
​.​الخط الأجمل والأصعب من حيث التنفيذ.
​.​يُزين كسوة الكعبة المشرفة، حيث يتميز بانسيابية حروفه ودقتها وتداخلها بتناغم فريد.


​2.​الخط الكوفي
​•​يُعد من أقدم أنواع الخطوط، ويتميز بالطابع الهندسي وجمال التناسق.
​•​مستوحى من الخط النبطي ويميل إلى إمالة الألفات واللامات.



​3.​الخط الحُر
​•​خط حديث يعتمد على مهارة وإبداع الخطاط.
​•​يتميز بإدخال التحويرات الفنية على الحروف.


البعد الجمالي لفن الخط العربي

لا يقتصر الخط العربي في المسجد الحرام على الجمال البصري فقط، بل يحمل معاني عميقة تُذكّر المؤمنين بلغة القرآن الكريم، النقوش القرآنية تُشعر الزائر بالسكينة والطمأنينة.

7edd12f5-ffc1-4400-acbf-fd082a5574ad.jpg

6e1b9e97-c09d-4508-8098-9390edb45023.jpg
dbb163e9-c1dd-451d-970d-4bb2511d9569.jpg
ac6ae139-1935-44a8-b727-967479ebac58.jpg
قيم الموضوع
(4 أصوات)
تواصل الهيئة العامة للعناية بشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي جهودها في الحفاظ على نظافة وجودة السجاد داخل المسجد الحرام، حيث يُعد السجاد جزءًا من تجربة ضيف الرحمن، إذ تغطي أكثر من 35 ألف سجادة خضراء أروقة المسجد الحرام، موزعة على 30 موقعًا مختلفًا قابلة للزيادة في يوم الجمعة والمواسم، ما يوفر مساحات واسعة ومريحة للمصلين والمعتمرين. 


وتتم العناية بالسجاد في المسجد الحرام وفق برنامج دوري يشمل أعمال التنظيف والتعقيم باستخدام تقنيات حديثة وصديقة للبيئة، ولا تقتصر عملية العناية على التنظيف فحسب، بل تشمل استبدال السجاد دورياً، لضمان الراحة التامة للمصلين والمحافظة على مستوى عالٍ من النظافة في جميع الأوقات.


كل سجادة في المسجد الحرام تخضع لفحص شامل قبل إعادتها إلى أماكن الصلاة، حيث يتم فحصها للتأكد من خلوها من أي عيوب أو تلف قد يؤثر على جودتها، ويشمل ذلك التدقيق في التفاصيل الصغيرة مثل الألوان والنسيج والحواف لضمان بقاء السجاد في أفضل حالاته، كما يعد وعي ضيف الرحمن باستخدام السجاد للأغراض المخصصة له؛ عاملًا هامًا للحفاظ على جودته لأطول فترة ممكنة وتحقيق راحتهم أثناء عباداتهم.


وتعمل الهيئة العامة للعناية بشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي على تطوير الخدمات المرتبطة بالحرمين الشريفين بشكل مستمر، لضمان أن يحظى قاصديهما بتجربة متكاملة تتسم بالراحة والسلاسة، مع التركيز على الجودة والاستدامة في جميع عملياتنا.
photo 5947541931657644409 y HIM7295photo 5963138254989542310 yphoto 5963138254989542314 y
قيم الموضوع
(1 تصويت)

حققت الهيئة العامة للعناية بشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي إنجازاً بفوزها بجائزة العمل التطوعي في مسار تنظيم العمل التطوعي للجهات الحكومية، وذلك خلال حفل الجائزة الوطنية للعمل التطوعي 2024، الذي أقيم ضمن فعاليات (COP16) في مدينة الرياض.

وجاء تحقيق الهيئة للجائزة تقديراً لدورها في تنظيم بيئات عمل تطوعية فعالة تخدم قاصدي المسجد الحرام والمسجد النبوي، وإسهامها في تعزيز ثقافة العمل التطوعي؛ باعتباره أحد الركائز الأساسية لتحقيق التنمية المستدامة في المملكة العربية السعودية.

وقد بلغ عدد الجهات التطوعية المشاركة في المسجد الحرام خلال عام 1445-1446هـ 50 جهة، وعدد المتطوعين 9,737 متطوعاً، قدموا 661,246 ساعة تطوعية، استفاد منها أكثر من 30,843,667 مستفيداً، عبر أكثر من 10 مجالات تطوعية شملت التنظيم، التوعية، الترجمة، الإرشاد، خدمات الأشخاص ذوي الإعاقة وكبار السن، والخدمات الصحية، والإغاثية، التدريب والتأهيل، المساهمات التعليمية، المشاركة الاجتماعية.

وتشهد المملكة نمواً ملحوظاً في أعداد المتطوعين، حيث بلغ عدد المسجلين في المنصة الوطنية للعمل التطوعي 2.1 مليون متطوع، مع توفير أكثر من 285 ألف فرصة تطوعية مطروحة، مما يؤكد على تهيئة بيئة محفزة للعمل التطوعي تسهم في خدمة المجتمع وتحقيق الأهداف التنموية.

الجائزة الوطنية للعمل التطوعي تهدف إلى تكريم المبادرات البارزة التي تعزز العمل التطوعي في مختلف القطاعات، وتُعد منصة لتشجيع الجهات الحكومية والخاصة والأفراد على تطوير مبادرات مبتكرة ومستدامة تسهم في تلبية احتياجات المجتمع وتعزيز قيم التكافل الاجتماعي.

قيم الموضوع
(3 أصوات)
النظام الصوتي في المسجد الحرام ليس مجرد وسيلة لنقل الصوت، بل هو نموذج للتنظيم المتكامل والجهود المتواصلة التي تضع راحة ضيوف الرحمن على رأس الأولويات، الأرقام تعكس حجم العمل الذي لا يراه الزوار، صوت الأذان والصلاة يصل واضحًا إلى كل زاوية؛ عبر أنظمة عالية الجودة تتميز بدقتها، في كل موقع تعمل غرف للتحكم موزعة بدقة توفّر استجابة فورية تضمن عدم حدوث أي خلل في النظام الصوتي.

النظام الصوتي في أرقام

- 650,000 م2 مساحة التغطية الصوتية في المسجد الحرام
- 8,000 سماعة موزعة في التوسعات الثلاث والساحات.
- 120 مهندسًا وفنيًا يعملون على مدار الساعة.
- 100 ميكروفون لتسجيل ونقل أصوات الأئمة والمؤذنين والخطباء والدروس.
- 21 نظامًا مستقلًا تتيح التحكم في الصوت داخل أجزاء مختلفة من المسجد الحرام


الصيانة وضمان الجودة

النظام الصوتي يتطلب صيانة مستمرة وبرنامجًا يوميًا لضمان الجودة، وعليه يتم مراقبة الغرف والإشراف والمتابعة من قبل المهندسين والفنيين بعد كل صلاة، والتأكد من سلامة اللواقط الحساسة في المكبرية والتي تعمل على التقاط أصوات المؤذنين وأئمة المسجد الحرام وفق توازن صوتي تعمل عليه بشكل يومي لضمان الجودة، وتشغيل ميكروفونات احتياطية تلقائيًا لضمان استمرارية الصوت في حال حدوث أي عطل.

أنظمة النقل المباشر

ومع تكامل النظام مع أنظمة البث المباشر، يتم نقل الصلوات والخطب عبر وسائل الإعلام بجودة عالية إلى العالم عبر الإذاعات والتلفزيونات، مما يعزز ذيوع رسالة الحرمين الشريفين في تعزيز الوسطية والاعتدال ونشر قيم التسامح والسلام عالميًا.


تعزيز التجربة الصوتية للزوار

تسعى الهيئة بنظامها الصوتي إلى تعزيز التجربة الصوتية بما يهيئ للمصلين والمعتمرين والزائرين رحلة إيمانية مليئة بالخشوع والتدبّر واستشعار قدسية المكان، والزائر يؤدي دورًا أساسيًا في دعم التجربة بالتزامه الهدوء وتجنّب التشويش على المصليين واحترام قدسية المكان.
photo 5935945416879227557 y
photo 5935945416879227553 yphoto 5935945416879227552 yphoto 5935945416879227555 yphoto 5935945416879227551 y
قيم الموضوع
(3 أصوات)
تعمل الهيئة العامة للعناية بشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي على توفير رعاية شاملة لكبار السن والأشخاص ذوي الإعاقة؛ عبر تهيئة بيئة آمنة ومريحة تُمكّنهم من أداء عباداتهم بكل يسر وسهولة، من خلال حزمة من الخدمات المخصصة لهم.


عربات كهربائية كبيرة للسعي
خصصت الهيئة العامة عربات كهربائية كبيرة لكبار السن والأشخاص ذوي الإعاقة تُعينهم على أداء السعي بكل سهولة. وتتواجد هذه العربات في عدة مواقع داخل المسجد الحرام، تشمل:
باب (25) سلم المروة.
باب (16) سلم الأرقم.
بدروم السلام باب (39) سلم القرارة.
رسوم الخدمة للسعي:تبلغ تكلفة استخدام العربات الكهربائية 50 ريالًا، مع التأكيد على أن الخدمة مجانية تمامًا للأشخاص ذوي الإعاقة.
ملاحظة: تقدم هذه الخدمة فقط في الدور الثاني للمسعى.
 
مصليات مهيأة
تم تجهيز مصليات مخصصة لكبار السن والأشخاص ذوي الإعاقة في توسعة الملك فهد -رحمه الله-، وتشمل المواقع التالية:
1. للرجال:
الدور الأول، أمام باب (91).
الدور الأول، أمام باب (68)، جسر الشبكة.
مصلى الساحة الجنوبية (جسر أجياد).
مصلّيان التوسعة السعودية الثالثة، باب (123).
مصلى الساحة الشرقية.
2. للنساء:
الدور الأرضي، باب (88).
الدور الأول، الشبيكة باب (65).
مصلى (15) المطل على صحن المطاف.
مصلى الساحة الجنوبية (جسر أجياد).
مصلى الساحة الغربية (الشبيكة).
مصلى الساحة الشرقية.

أدوات مساعدة أثناء الصلاة
حرصًا على راحة كبار السن، توفر الهيئة كراسي للصلاة ومصاحف بأحجام كبيرة تساعد من لديهم ضعف في النظر، إلى جانب حوامل بلاستيكية مخصصة للمصاحف. كما يتم توزيع عبوات زمزم بشكل منتظم بين الصلوات لضمان راحتهم أثناء أداء عباداتهم.

التكامل مع الجهات
تتعاون الهيئة مع عدة جهات لضمان تقديم أفضل الخدمات لكبار السن والأشخاص ذوي الإعاقة، بما يشمل الدعم الاجتماعي والصحي، هذا التعاون يهدف إلى تحسين تجربتهم وتلبية احتياجاتهم أثناء أداء المناسك في المسجد الحرام.
قيم الموضوع
(5 أصوات)

خطب وأمّ المصلين في المسجد الحرام فضيلة الشيخ الدكتور عبدالله الجهني ، إمام وخطيب المسجد الحرام.

تحدث فضيلته في خطبته الأولى عن كف اللسان في الشر فقال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أفصح العرب لساناً، وأوضحهم بياناً ، وأعذبهم نطقاً ، وأسدهم لفظاً، وأبينهم لهجة، وأقومهم حجة، وأعرفهم بمواقع الخطاب، وأهداهم إلى طرق الصواب، تأييدا ولطفا إلهيا ، وعناية ربانية ، ورعاية روحانية ، ولم يكن فاحشا متفحشاً ولا لعانا ولا طعانا ،  فاللسان رعاكم الله عضو من أهم أعضاء الجسد ، وهو من نعم الله تبارك وتعالى العظيمة على عباده امتن به عليهم فهو ترجمان الأفكار والقلوب ، وبه يُعَبِّرُ الإنسانُ عن مَكنونِ نَفْسِه، ويُظهِرُ ما يَحويه قَلبُه وعَقلُه ونَفْسُه مِنَ الخَيرِ أوِ الشَّرِّ، ومِنَ الإيمانِ والكُفرِ، وغَيرِ ذلك مِن دَواخِلِ الإنسانِ، وقد أُمِرْنا بإمساكِ اللِّسانِ عنِ السُّوءِ والشَّرِّ  .

وكَفَّ اللسان وضبطه وحبسه هو أصل الخير كله ، ومن ملك لسانه فقد ملك أمرَه وأحكمَه وضبَطَه .

وما لم يستخدم العاقل لسانه فيما يرضاه الله تعالى من الكلام كان وبالاً وحسرة على صاحبه يوم القيامة قال تعالى ( يوم تشهد عليهم ألسنتهم وأيديهم وأرجلهم بما كانوا يعملون ) .

وإن من أبلغ الوصايا وأقيمها وأجلها وأنفعها ، حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه مرفوعا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: إذا أصبح ابن آدم ، فإن الأعضاء كلها تكفر اللسان ، تقول : اتق الله فينا ، فإنما نحن بك ، فإن استقمت استقمنا، وإن اعوججت اعوججنا. رواه الترمذي.

وروي أن أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه رأى خليفة رسول الله أبا بكر الصديق رضي الله عنه وهو يمد لسانه بيده فقال له : ما تصنع يا خليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال : هذا أوردني الموارد ، إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ليس شي من الجسد إلا يشكو إلى الله اللسان على حدته . رواه البزار وأبو يعلي وصححه الألباني رحمه الله.

ونصح فضيلته الناس بحفظ اللسان فقال: واعملوا رحمكم الله أنه ينبغي لكل مكلف أن يحفظ لسانه عن جميع الكلام إلا كلاماً تظهر المصلحة فيه ، ومتى استوى الكلام وتركه في المصلحة، فالسنة الإمساك عنه قال صلى الله عليه وسلم : من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيراً أو ليصمت ، رواه البخاري.

وقال عليه الصلاة والسلام: ( من حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه) رواه البخاري.

قال العلامة ابن القيم رحمه الله تعالى : ومن العجب إن الإنسان يهون عليه التحفظ والاحتراز من أكل الحرام، والظلم والزنا، والسرقة، وشرب الخمر، ومن النظر الحرام، وغير ذلك، ويصعب عليه التحفظ والاحتراز من حركة لسانه، حتى ترى الرجل يشار إليه بالدين والزهد والعبادة، وهو يتكلم بالكلمة من سخط الله، لا يلقي لها بالاً، ينزل في النار بالكلمة الواحدة أبعد ما بين المشرق والمغرب، وكم ترى من رجل يتورع عن الفواحش والظلم ولسانه يفري في أعراض الأحياء والأموات لا يبالي ما يقول. انتهى كلامه رحمه الله .

وختم فضيلته خطبته الأولى بتحذير الناس من الكذب على الله فقال: إن من أعظم آفات اللسان العظيمة القول على الله بغير علم  والكذب والغيبة والنميمة والبهتان وقذف المحصنات الغافلات ، فزلة من زلات هذا العضو الصغير قد تؤدي بالإنسان إلى الهلاك والعطب ، فليحذر العاقل مما يجري به لسانه ، من انتهاك حرمات المسلمين ، وإساءة الظن، والطعن بالنيات ، والخوض بالباطل فيهم ، وعليه التعود على حفظ لسانه من الوقوع في القيل والقال ، حينئذ سيعتاد عليه ويستقيم أمره ، ويسهل عليه التحكم في لسانه وينجو من شرّه .

ولو أن عبدًا اختار لنفسه ما اختار شيئا أفضل من الصمت .
فرحم الله امرأً حفظ عن اللغو لسانه ، وعن النظر المحرم أجفانه ، وعن سماع الملاهي آذانه، وعمر أوقاته بالطاعات ، وساعاته بكتب الحسنات وتدارك بالتوبة النصوح ما فات، قبل أن يصبح وجوده عدماً، وصحته سقماً، وعظامه رفاتاً وحياته مماتاً في برزخ لا يبرح من نزله حتى يلحق آخر الخلق أوله ، فحينئذ زلزلت الأرض زلزالها ، وأخرجت الأرض أثقالها، وجوزيت الخلائق بأعمالها ، ووفيت جزاء كسبها وأفعالها ، فطوبى لعبد قال خيرًا فغنم ، أو سكت عن الشر فسلم.

أعوذ بالله من الشيطان الرجيم ، بسم الله الرحمن الرحيم:( ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد).

وحث فضيلته في الخطبة الثانية المسلمين عدم التدخل في شؤون الآخرين فقال: واعلموا رحمكم الله إن من محاسن إسلام المسلم وتمام إيمانه ابتعاده عما لا يخصه ولايهمه ولا يفيده وما لا يفيده من الأقوال والأفعال وعدم تدخله في شوون غيره ،وعليه الحذر من المعاصي والفواحش ما ظهر منها وما بطن .

واعلموا عبادالله أنكم مجزيون بأعمالكم ومحاسبون على أقوالكم وأفعالكم وكفى بالله محصيا بأعمال عباده ومجازيا لهم عليها ، قال تعالى :( فمن يعمل مثقال ذرة خيراً يره ومن يعمل مثقال ذرة شراً يره ) .

 HIM6267 HIM6268 HIM6269 HIM6271 HIM6272 (4) HIM6273
قيم الموضوع
(3 أصوات)
خطب وأم المصلين في المسجد النبوي فضيلة الشيخ الدكتور حسين بن عبدالعزيز آل الشيخ إمام وخطيب المسجد النبوي الشريف.

وبعد أن حمد الله تعالى بدأ خطبته قائلًا: يقول تعالى: (إِنَّ اللّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ)؛ سنة عامة من سنن الله للبشرية أجمع، وأن أمة الإسلام من ضمن الأمم التي تخضع لهذه السنة الإلهية، وفق توجيهات الوحيين، فهي أمة صلاحها وفلاحها، وعزها وسؤددها مرتبط باعتصامها بدينها، وتمسكها بشريعة خالقها؛ أمة عافيتها وسلامة أمنها ورخاء حياتها، مقيد بطاعتها لربها والعمل بسنة نبيها صلى الله عليه وسلم؛ فلا بد من تزكية جادة للنفوس وتعديل مدروس، لتنقيح الأفكار والأخلاق بما حمله الإسلام من أوامر تزكي النفوس والعقول، وتجمل الأخلاق والسلوك مع الخالق والمخلوق معًا.

فالإسلام في مصادره وأهدافه وغاياته، حدد الهدف لبني الإنسان ليحقق العبادة الشاملة لخالقه، وليعمر هذه الحياة بكل صالح ونافع، ولهذا أحدث في نفوس الصحابة رضي الله عنهم ما جعلهم أعظم المثل، فانتقلوا من عبادة العباد إلى عبادة ربّ العباد، ومن ضيق الدنيا إلى سعة الدارين، ومن سيء الأخلاق والمعتقدات إلى أحسنها وأفضلها وأكملها.

وأضاف: هكذا هي سنة الله سبحانه في كل زمان، قال ابن جرير في تفسير قوله تعالى: (إِنَّ اللّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ)، إن اللَّهَ لا يُغَيِّرُ ما ‌بقومٍ ‌من ‌عافيةٍ ‌ونعمةٍ، فيُزِيلُ ذلك عنهم ويُهْلِكُهم، حتى يُغَيِّرُوا ما بأنفسِهم من ذلك، بظلمِ بعضِهم بعضًا، واعتداءِ بعضِهم على بعضٍ، فيُحِلَّ بهم حينئذٍ عقوبتَه وتغييرَه؛ فسنة الله جل وعلا بكمال علمه وعدله وحكمته، أنه لا يغير حال قوم من حال إلى أخرى، إلا بسبب منهم وبما كسبوا بأيديهم، فإذا كانوا في صلاح وخير ورخاء فغيروا، غير الله عليهم بالعقوبات والنكبات والشدائد بمختلف أشكالها الحسية والمعنوية، وقد يمهل عباده ويملي لهم لعلهم يرجعون ويتوبون، وقد يؤخر عقابهم في الآخرة ليكون أشد وأعظم؛ وهكذا قد يكونون في شدة وبلاء ومحن، فيحدثون توبة وإنابة، فيغير الله حالهم إلى نعم تترى، ومنن شتى.

وأوضح فضيلته: الواجب على المسلمين وهم في وضع لا يخفى، أن يسعوا جادين للعمل بالأسباب الشرعية التي تصلح بها أحوالهم، وتسلم بها مجتمعاتهم من غوائل الشرور والفتن، ومن ذلك العمل الصادق لوحدة الصف ونبذ التفرق ومجانبة البغضاء، والبعد عن إثارة الفتن، ومجانبة إثارة العداوة بين المسلمين، والحرص على كل ما يقرب ولا يبعد، ويجمع ولا يفرق، ومن حفظ أوامر الله سبحانه والتزم بشرعه، حفظه الله سبحانه، وأسعده ونصره وأعزه وأصلح حاله.
واختتم فضيلته الخطبة بقوله: وقال صلى الله عليه وسلم: «مَثَلُ الْمُؤْمِنِينَ فِي ‌تَوَادِّهِمْ ‌وَتَرَاحُمِهِمْ وَتَعَاطُفِهِمْ مَثَلُ الْجَسَدِ، إِذَا اشْتَكَى مِنْهُ عُضْوٌ تَدَاعَى لَهُ سَائِرُ الْجَسَدِ بِالسَّهَرِ وَالْحُمَّى»؛ وإن من أعظم الجرائم في الإسلام الاعتداء على المسلمين في نفس، أو عرض، أو مال، فكيف إذا اجتمعت هذه الجرائم كلها، ولا حول ولا قوة إلا بالله، قال تعالى: (وَمَن يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُّتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا)؛ فهل من عودة للصواب، ورجوع لمنطق الشرع والعقل، فاتقوا الله أيها المسلمون وغيّروا من واقعكم لما يدعوكم إليه دينكم تفوزوا وتغنموا بكل خير.
قيم الموضوع
(3 أصوات)

أمّ إمام وخطيب المسجد النبوي الشيخ الدكتور صلاح البدير المصلين في يوم الجمعة واستهل خطبته قائلاً : الحمد لله الذي نهانا عن الغيبة والنميمة والبهتان، أنعم علينا بنعمه السابغة البالغة فحقٌ أن يحمد ويشكر ويذكر، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن نبينا وسيدنا محمداً عبده ورسوله، نصح أمته ووعظ وأرشد وذكّر صلى الله وسلم عليه وعلى آله وأصحابه صلاة دائمة زاكية، ما سعى ساعٍ لرزقه وبكّر.

أما بعد، يا أيها المسلمون، اجعلوا التقوى زادكم والآخرة أمامكم، واستثمروا بالطاعة حياتكم.

أيها المسلمون، من علامة العقل وطهارة النفس وقوة الإيمان التحفظ في المنطق، ومن صلح جنانه صلح لسانه، والتنزه عن الغيبة والتحرز من سماعها والرضا بها دأب الصالحين المشفقين من العذاب وسوء الحساب، فلا يستغيبون أحداً ولا يمكِّنون أحداً أن يستغيب بحضرتهم لما في الغيبة من ذميم العاقبة واستجلاب الضغائن وإفساد الإخاء.

قال بعض العلماء: "أدركنا السلف وهم لا يرون العبادة في الصوم ولا في الصلاة ولكن في كفّ الأذى عن أعراض الناس"، وقال آخرون "كان أفضلهم عندهم أسلمهم صدوراً وأقلهم غيبة".

يقول الله عز وجل: "وَلَا يَغْتَب بَعْضُكُم بَعْضًا أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَن يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتاً فَكَرِهْتُمُوهُ"، فالغيبة إدام اللئام ومرعى الآثام.

والغيبة أن تذكر أخاك بما يكرهه، سواء ذكرت نقصاً في بدنه، أو خلقه، أو دينه، أو ماله، أو غير ذلك.



واستهل فضيلته خطبته الثانية قائلاً : الحمد لله الذي آوى من إلى لُطْفه أوى، وأشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن سيدنا ونبينا محمداً عبده ورسوله، من اتبعه كان على الهدى، ومن عصاه كان في الغواية والردى، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه.

أيها المسلمون، ينبغي لمن سمع غيبة مسلم أن يردها، ويزجر قائلها، فإن لم ينزجر بالكلام والنصيحة تنحى عنه وفارق مجلسه.

وقال عمرو بن عبيد لرجل يستمع لآخر يغتاب: "صن سمعك عن سماع الغيبة -يا عبدالله-، نزهّ أذنك عن استماع الخنا كما تنزه لسانك عن النطق به".

ويجب على المغتاب التوبة بأن يقلع عن الغيبة ويندم على فعله ويعزم على ألا يعود إليها، ولا يشترط إعلام من اغتابه.
قيم الموضوع
(3 أصوات)


أمّ فضيلة إمام وخطيب المسجد الحرام الشيخ الدكتور أسامة خياط المصلين في يوم الجمعة واستهل خطبته الأولى قائلاً: أيها المسلمون: إن من دأب المخلصين من عباد الله، ذوي البصائر النيرة، والعقول الراجحة، دوام الأخذ بأسباب السعادة، وكمال الحرص على سلوك مسالك الفوز وسبل النجاة، رغبةً منهم في حسن العاقبة وكرم المآل، وكثيرًا ما يعرض القرآن للمدح لهم، والثناء عليهم، بكريم خصالهم، وجميل صفاتهم، كما قال سبحانه: ﴿إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الْأَلْبَابِ (19) الَّذِينَ يُوفُونَ بِعَهْدِ اللَّهِ وَلَا يَنقُضُونَ الْمِيثَاقَ (20) وَالَّذِينَ يَصِلُونَ مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَن يُوصَلَ وَيَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ وَيَخَافُونَ سُوءَ الْحِسَابِ (21) وَالَّذِينَ صَبَرُوا ابْتِغَاءَ وَجْهِ رَبِّهِمْ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَأَنفَقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرًّا وَعَلَانِيَةً وَيَدْرَءُونَ بِالْحَسَنَةِ السَّيِّئَةَ أُولَٰئِكَ لَهُمْ عُقْبَى الدَّارِ﴾.


تلكم يا عباد الله بعض أوصاف أولي الألباب ، وفي الطليعة منها: الوفاء بالعهد الذي قطعه المرء على نفسه، والالتزام بالأوامر والنواهي التي أمر الله بها أو نهى عنها، والوفاء بالعهد الذي بينه وبين الناس، من عقود ومعاملات، وأداء للأمانات، لا يخل به ولا ينكص عنه، وعدم النقض للميثاق الذي وثقه بالله، وأشهد على المضي فيه والاستمرار عليه، لا يحمله على عدم الوفاء أو على النكث به، إغراء المادة وبريقها، أو تلويح بالسراب الخادع؛ فعهد الله تعالى واجب الوفاء حتمًا، ونقض الميثاق خطيئة كبرى، تنذر بالهلكة وسوء المصير.


ومن صفات أولي الألباب الحميدة، صلة الأرحام، والإحسان إليهم، والصبر على ما يصدر منهم من أذى، وما يبدر منهم من جفوة وملام، كما جاء في الحديث القدسي الذي يرويه النبي صلى الله عليه وسلم عن ربه: "قال اللهُ عزَّ وجلَّ: أنا اللهُ، وأنا الرَّحْمَنُ، خَلَقْتُ الرَّحِمَ، وشَقَقْتُ لها اسْمًا مِنَ اسْمِي، فمَنْ وصَلَها وصَلْتُهُ ، ومَنْ قَطَعَها قَطَعْتُهُ". أخرجه الإمام أحمد في مسنده وأبو داود والترمذي في سننهما بإسناد صحيح.


ومن صفات أولي الألباب الجليلة، الخشية من الله، ومخافة مقامه، والخوف من عذابه، ومن مناقشة الحساب يوم القيامة فإن "مَن نُوقِشَ الحِسابَ عُذِّبَ". كما جاء في الصحيحين عن عائشة رضي الله عنها مرفوعًا، وحري بمن كان على هذه الحال، أن يستمسك بالحق والهدى، ولا يميل عنهما، اتباعًا لهواه، فيكون ممن أثنى الله عليهم بقوله: ﴿قَدْ أَفْلَحَ مَن تَزَكَّىٰ (14) وَذَكَرَ اسْمَ رَبِّهِ فَصَلَّىٰ﴾.


ومن صفات أولي الألباب التي ينبغي أن يحرص المرء على التحلي بها، الصبر في مختلف دروبه، صبر على طاعة الله، وما يقتضيه من إخلاص وبذل جهد، وصبر عن معصيته سبحانه، وما يوجبه من لجم للنفس، وكبح لجماحها، وحجزها عن النزوات والهفوات، وصبر على أقدار الله المؤلمة، وما يستلزمه من رضا واحتساب وتسليم، والعباد يتفاوتون في ذلك؛ فمن كان أعظم صبرًا واحتسابًا، كان أجزل أجرًا وأكثر ثوابًا ﴿إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُم بِغَيْرِ حِسَابٍ﴾.


ومن صفات أولي الألباب المثلى وسماتهم العظمى، إقامة الصلاة المكتوبة، بحدودها ومواقيتها، وركوعها وسجودها وخشوعها، على الوجه الشرعي المرضي، الذي أمر به وبينه الله ورسوله صلى الله عليه وسلم، دون إخلال بها، أو تشاغل عنها بصوارف الحياة.


ومن صفات أولى الألباب الكريمة، الإنفاق مما آتاهم الله من رزق، على من يجب الإنفاق عليه، من أهل وولد وقرابات، وعلى من يندب الإنفاق فيه من أوجه البر، كالصدقة على البؤساء والمحرومين، أو المساهمة في مشروعات تنتفع بها الأمة، من بناء للمدراس، وإنشاء للمستشفيات، ودور للأيتام، وحفر للآبار، وتمهيد للطرق، وكافة الأعمال التطوعية، مما تنهض بها البلاد، وينتفع بها العباد، مع صدق النية وإخلاص القصد، ﴿وَمَا تُقَدِّمُوا لِأَنفُسِكُم مِّنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِندَ اللَّهِ هُوَ خَيْرًا وَأَعْظَمَ أَجْرًا﴾.


ومن صفات أولي الألباب الأدبية العالية، درء السيئة بالحسنة، مقابلة للقبيح بالجميل، ومدافعة للشر بالخير، وللأذى بالإحسان، امتثالاً للأدب القرآني، الذي أدب الله به عباده في قوله عز اسمه: ﴿ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ (34) وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ﴾.


عباد الله: إنه إذا ملك المرء نفسه، وألزمها سلوك الجادة، وسار بها في سبيل النجاة وطريق السعادة، ونأى بها عن أسباب التهلكة، وجنبها مسالك البوار والخسران، فإنه يكون بهذا من أولي الألباب، الذين رفع الله قدرهم، وأعلى منزلتهم، وبين ما أعدَّ لهم في دار كرامته، ومستقر رحمته، من الجزاء الضافي والأجر الكريم، فقال عز من قائل: ﴿ أُولَٰئِكَ لَهُمْ عُقْبَى الدَّارِ (22) جَنَّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَهَا وَمَن صَلَحَ مِنْ آبَائِهِمْ وَأَزْوَاجِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِمْ وَالْمَلَائِكَةُ يَدْخُلُونَ عَلَيْهِم مِّن كُلِّ بَابٍ (23) سَلَامٌ عَلَيْكُم بِمَا صَبَرْتُمْ فَنِعْمَ عُقْبَى الدَّارِ ﴾ .


واستهل فضيلته خطبته الثانية قائلاً: الحمد لله حمد من يرجو من الله النجاة وحسن العقبى، أحمده سبحانه، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الأسماء الحسنى والصفات العلى، وأشهد أن سيدنا ونبينا محمدًا عبده ورسوله، نبيه المصطفى وحبيبه المجتبى، اللهم صلِّ وسلم على عبدك ورسولك محمد، على آله وصحبه ومن اقتفى.


أما بعد فيا عباد الله، على العكس من ذلك الفريق الصالح، والطائفة الراشدة، والفئة الفائزة، من كان على النقيض منهم في جميل صفاتهم، وكريم خلالهم.
وهم الذين لا يوفون بعهد الله من بعد تأكيده وتغليظه وتوثيقه عليهم، بل يقابلونه بالنقض والإعراض، ويقطعون ما أمر سبحانه وتعالى بوصله من الإيمان والعمل الصالح وصلة الأرحام، ويفسدون في الأرض بالكفر والإثم والصد عن سبيل الله، فهؤلاء الذين توعدهم الله بالطرد والإبعاد من رحمته، مع ما أعدَّ لهم في نار جهنم يوم القيامة من سوء المصير، فقال تعالى ذكره: ﴿ وَالَّذِينَ يَنقُضُونَ عَهْدَ اللَّهِ مِن بَعْدِ مِيثَاقِهِ وَيَقْطَعُونَ مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَن يُوصَلَ وَيُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ أُولَٰئِكَ لَهُمُ اللَّعْنَةُ وَلَهُمْ سُوءُ الدَّارِ﴾. عياذًا بالله من ذلك!.


فاتقوا الله عباد الله، واعملوا على الأخذ بصفات أولي الألباب الأخيار، والحذر من صفات الفجار الأشرار، تطب حياتكم، وتستقم أحوالكم، وتحظوا برضوان ربكم.
IMG 20241108 WA0003IMG 20241108 WA0004IMG 20241108 WA0006IMG 20241108 WA0007
الصفحة 1 من 845