ألقى معالي الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي الشيخ الدكتور عبدالرحمن بن عبدالعزيز السديس درسه في شرح كتابي تفسير السعدي وعمدة الأحكام في رحاب المسجد الحرام , ضمن البرنامج العلمي الدائم , بحضور عدد كبير من قاصدي بيت الله الحرام وطلاب العلم .
وبدأ معاليه بحمد الله على ما أتم على هذه البلاد المباركة من نعم عديدة وفضائل مديدة , مؤكداً على حرص الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي على الجانب التوجيهي والإرشادي والتوعوي، ونشر العلم النافع لزوار وروّاد وعمار بيت الله الحرام، والاستفادة من الدروس العلمية وتطبيقها، والسير على نهجها والتمسك بمبادئها القويمة.
وبدأ معالي الدكتور السديس درسه بشرح تفسير سورة الحديد من الآية (10) إلى الآية (17) وتبيان مناسبة هذه الآيات لِما قبلها: حيث أنَّ الله سبحانه لمَّا ذكر التكاليف الدينية؛ ومنها طلب إنفاق المال في سبيله، ولكم على ذلك الأجر الجزيل الذي يضاعفه إلى سبع مئة ضعف، ثم حثَّ على ذلك بأنْ جعَل هذا صفوة دعوة الرسول، وقد أخذ عليكم العهد به، وآياتُ كتابه هادية لكم تخرجكم من ظلمات الكفر إلى نور الإيمان.
وأضاف معاليه أن الله ذكر حال المؤمنين المنفقين يوم القيامة، فبيَّن أن نورهم يسعى بين أيديهم وبإيمانهم، ليرشدهم إلى الجنة، وأنهم يبشرون بجنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها أبدًا، ثم أردفه بذكر حال المنافقين إذ ذاك، وأنهم يطلبون من المؤمنين شيئًا من الضوء يستنيرون به ليهديهم سواء السبيل؛ فيتهكم بهم المؤمنون، ويخيِّبوا آمالهم، ويقولون لهم: ارجعوا إلى الدنيا، فالتمسِوا نورًا بتحصيل العلوم والمعارف، فلا نور إلا منها , ثم بدأ معالي بتفسير الآيات .
ثم انتقل معالي الرئيس العام إلى شرح الحديث الثالث من كتاب الصلاة، باب المواقيت , وهو حديث عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ الله- رضي الله عنهما- قَالَ: «كَانَ ﷺ يُصَلِّي الظُّهْرَ بِالْهَاجِرَةِ, وَالْعَصْرَ وَالشَّمْسُ نَقِيَّةٌ، وَالْمَغْرِبَ إذَا وَجَبَتْ , وَالْعِشَاءَ أَحْيَاناً وَأَحْيَاناً إذَا رَآهُمْ اجْتَمَعُوا عَجَّلَ، وَإِذَا رَآهُمْ أَبْطَئُوا أَخَّرَ , وَالصُّبْحَ كَانَ النَّبِيُّ ﷺ يُصَلِّيهَا بِغَلَسٍ», موضحاً معاليه مسائل الحديث ومسألته الثانــــيةفيدَفْعُ تَعَارض، وإزالة إشكال ! , حيث بين ظاهر الحديث يقتضي عدم الإبراد بالظُّهر في قول جابر بن عبد الله- رضي الله عنهما: «كَانَ ﷺ يُصَلِّي الظُّهْرَ بِالْهَاجِرَةِ» إذ الهاجرة: شدَّةُ الْحرِّ بعد الزَّوال، وصيغة: «كان يفعل» تُشعر بالكثرة والغلبة؟([1])، وهو معارض بما رواه البخاري ومسلم من حديث أبي هريرة عن النبي ﷺ أنه قال: «إذا اشتد الحر فأبردوا بالصَّلاة»([2])؟! .
وفي ختام الدرس استقبل معالي الدكتور عبدالرحمن السديس أسئلة الحضور والإجابة عليها , موضحا دور هذه الدروس في النقل الصحيح المستمد من الكتب والمتون الصحيحة , موصياً الجميع بضرورة حضورها لما لها من فوائد عظيمة , مشيراً لدور الرئاسة التوجيهي والإرشادي , ودعم ولاة الأمر – حفظهم الله – لنشر العلم النافع والسماح بعودة هذه الدروس المباركة في رحاب الحرمين الشريفين .