أطلقت وكالة الشؤون التوجيهية والإرشادية ممثلةً في إدارة شؤون الكتب "حقيبة الصلاة الرقمية"، حيث تحوي هذه الحقيبة على كتابين لسماحة الشيخ محمد بن صالح بن عثيمين -رحمه الله- يتحدث كتاب "حكم تارك الصلاة" عن بيان حكم تارك الصلاة والعقوبة المترتبة على هذا الترك وفق ما جاء في الكتاب والسنة.
كما يتناول كتاب "رسالة في الوضوء والغسل والصلاة" تعريف الوضوء والغسل والصلاة وأحكامهما وكيفية طريقة فعلهما الصحيح وطريقة أداء الصلاة للمريض والحالات التي يجوز له فعلها في الصلاة كما جاء في الكتاب والسنة.
علماً بأن هذين الكتابين متاحين لعموم المستفيدين عن طريق مسح الباركود أو الاستفادة منهما عن طريق تحميله وتصفحه بشكل كامل عبر الرابط المرفق لكل كتاب بصيغة (PDF).

كتاب حكم تارك الصلاة (PDF):
https://2u.pw/9EV62?source=qr

كتاب رسالة في الوضوء والغسل والصلاة (PDF):
https://2u.pw/T8fkG?source=qr

 

 

تفاعلاً مع شهر التوعية بسرطان الثدي نظمت وكالة المكتبات والبحث العلمي النسائية معرضا للتوعية بمخاطر سرطان الثدي بمقر مكتبة الحرم المكي الشريف.

قُدّم في المعرض نبذة حول أهمية الكشف المبكر حيث يعد الوسيلة الوحيدة لاكتشاف المرض في مراحله الأولى مما يساعد في علاجه المبكر، وطرق اتخاذ التدابير الوقائية اللازمة من سرطان الثدي، وأهمية رفع معدل الاهتمام والدعم المقدم في مراحل العلاج والرعاية، والإجابة عن استفسارات الحضور وتوزيع المنشورات والتي تحتوي على إرشادات ونصائح للتقليل من الإصابة بسرطان الثدي بمشيئة الله.

وفي ختام الفعالية تم تقديم شهادات شكر للمشرفات على المعرض من منسوبات وزارة الصحة على جهودهم الدائمة في رفع مستوى الوعي الصحي والثقافي للمجتمع والذي تشاركهم به المكتبة للوصول إلى مجتمع واع صحياً وفكرياً.

ضِمن البرنامج العلمي الدائم بالمسجد الحرام والتي تشرف عليه وكالة الشؤون التوجيهية والإرشادية وتنفذه إدارة شؤون التدريس والمدرسين التابعه للإدارة العامة للشؤون التوجيهية والإرشادية، اختتم معالي عضو هيئة كبار العلماء وعضو اللجنة الدائمة للفتوى، الشيخ الدكتور عبدالسلام بن عبدالله السليمان (مجالسه العلمية في شرح كتاب الأصول الثلاثة).
وتحدث معاليه عن أهمية تعلم التوحيد وتعليمه وأنه أساس الدين وعليه تنبني صحة العبادات وقبولها ثم بين معاليه مكانة المملكة العربية السعودية وأنها قبلة الإسلام والمسلمين وماتقوم به من نشر للتوحيد والعقيدة الصحيحة المبنية على الكتاب والسنة على فهم السلف الصالح ، ثم شرع معاليه في شرح كتاب (الأصول الثلاثه للشيخ الإمام محمد بن عبدالوهاب رحمه الله تعالى)، وبيان ما احتوى عليه من مهمات العلم وأساس الدين وهي الأسئلة التي يسأل عنها المرء في قبره من ربك ومادينك ومن نبيك؟.
واختتم حديثه سائلاً المولى بأن يحفظ ولاة أمر هذه البلاد وأن يوفقهم لكل خير، وأن يحفظ بلادنا من كل سوء ومكروه، ويديم عليها الأمن والاستقرار، إنه سميع قريب مجيب.
40140d72 3a20 4dc8 968b 5be483d22225461a7538 0459 453a 8437 5a57f4e85492205313a9 d9d3 43e0 8499 bd51a28c85918d55534e bf5a 4cc6 8b95 98c443a569f259f895c2 bcf1 4461 8f80 dceffbd0fec1
عقدت إدارة معهد الحرم المكي الشريف اجتماعًا بمعلمي المعهد، وذلك بحضور فضيلة وكيل الرئيس العام للشؤون العلمية والأكاديمية الدكتور عبدالرحمن بن سعد الشهري، وفضيلة مدير عام معهد الحرم المكي الشيخ صالح السلمي، وذلك لمناقشة آلية عمل الاختبارات والاستعدادات اللازمة لها.
وبدأ اللقاء بكلمة فضيلة مدير المعهد الشيخ صالح السلمي، رحب فيها بالحضور مقدمًا شكره لأصحاب الفضيلة معلمي المعهد على جهودهم المباركة والمبذولة في تقديم أجود نماذج التعليم  لطلاب العلم في المسجد الحرام، مثمنا الدعم الذي يحظى به التعليم في الحرمين الشريفين  من القيادة الرشيدة -أيدها الله-، وبعد ذلك ألقى فضيلة الدكتورعبدالرحمن الشهري كلمته، مبتدأً بنقل تحيات معالي الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي الشيخ عبدالرحمن بن عبدالعزيز السديس، مثمنًا لأصحاب الفضيلة المشايخ جهودهم العلمية في تقديم العلم الشرعي لطلاب العلم، على منهج من كتاب الله، وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم مذكرًا بدورهم العظيم في تربية الأجيال.
ثم ناقش الحاضرون آلية توزيع الدرجات وفق الخطة الجديدة لمعهد الحرم بفصوله الدراسية الثلاثة، بعد ذلك تم مناقشة آلية الاختبارات النهائية للفصل الدراسي الأول، وبعد ذلك تم الاستماع الى أسئلة واستفسارات ومناقشة أصحاب الفضيلة المشايخ معلمي المعهد والإجابة عليها، وكذلك الاستماع إلى مقترحاتهم حول سير المنظومة التعليمية.
وفي نهاية اللقاء قدم الحاضرون شكرهم لله ثم لمعالي الرئيس العام لجهوده في دعم التعليم في الحرمين الشريفين وبمعهد الحرم على وجه الخصوص، سائلين الله التوفيق والسداد في تحقيق تطلعات ولاة الأمر -حفظهم الله- بالارتقاء بالتعليم والعناية بجودة مخرجاته.
‏مواكبة لإطلاق سمو ولي العهد (مبادرة السعودية الخضراء)، أعلنت الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي، عن عدة فعاليات تستهدف تشجير المناطق المحيطة بالرئاسة ومرافقها، وذلك انطلاق من دورها الفعال والبناء في المشاركة المجتمعية، تحقيقاً للرؤية المباركة للمملكة العربية السعودية (2030)، وتماشياً مع تطلعات القيادة الرشيدة - ايدها الله-.
ويذكر أنه سبق للرئاسة أن تبنت تفعيل (مبادرة ساحات المسجد الحرام الخضراء) المنطلقة من مبادرة سمو ولي العهد-حفظه الله- (السعودية الخضراء)، بتوجيه معالي الرئيس العام ‏لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي الشيخ الدكتور عبد الرحمن بن عبدالعزيز السديس.
أشاد ‏معالي الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي الشيخ الدكتور عبدالرحمن بن عبدالعزيز السديس، بمضامين مؤتمر السعودية الخضراء، والذي أعلن من خلاله سمو ولي العهد عن مبادرتي، (السعودية الخضراء، ومبادرة الشرق الأوسط الأخضر).
وقال معاليه إن من غير المستغرب على سمو ولي العهد ‏صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان آل سعود -حفظه الله- إطلاق مثل هذه المبادرات الهادفة والبناءة التي تسهم في خير المجتمعات وسلامة البيئة والحفاظ عليها، مبيناً أن المملكة العربية السعودية كانت وما زالت عنصراً أساسيًا وبناءًا في الحفاظ على البيئة وسلامتها، ولا سيما في ظل رؤيتها المباركة (2030) التي سابقنا بها الزمن وأصبحت المملكة اليوم من مصاف دول العالم الأول.
كما أكد معاليه أن المملكة بقيادة سمو ولي العهد ستمضي قدماً إلى كل مافيه خير وصلاح العالم أجمع بإذن الله وأن هذه المبادرة وغيرها من المبادرات العديدة التي أطلقها ولي العهد خير دليل على أن المملكة ماضية بحزم وعزم إلى تحقيق أهدفها وغاياتها النبيلة بإذن الله، سائلاً الله -العلي القدر- أن يبارك في جهود قادة هذه البلاد وأن يجعلها في موازين أعمالهم الصالحة.
 
قامت الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي اليوم الجمعة بتوزيع (١٠٠٠٠) مظلة على المعتمرين في صحن المطاف والمصلين وعلى العاملين في المسجد الحرام، وذلك ضمن مبادرة (مظلتك بين يديك) أحد برامج حملة الرئاسة العامة التي أطلقتها بعنوان: (خدمة معتمرينا شرف لمنسوبينا) والتي تهدف إلى عدة مبادرات وبرامج لتوفير أرقى وأفضل الخدمات المقدمة لقاصدي بيت الله الحرام وتأتي مبادرة (مظلتك بين يديك) لحماية المعتمرين من حرارة الشمس خلال أدائهم الطواف والعاملين في خدمتهم من منسوبي ومنسوبات الرئاسة العامة وأبطال الأمن والصحة والمتطوعين داخل المسجد الحرام وساحاته.
وذكر سعادة رئيس اللجنة الأستاذ جنادي بن علي مدخلي بأن المبادرة جاءت ضمن حزمة من المبادرات التي تقدمها الرئاسة العامة لقاصدي المسجد الحرام والهدف منها هو حماية المعتمرين والعاملين في المسجد الحرام من حرارة الشمس دفعا لإصابتهم بالإعياء والتعب وارتفاع درجات حرارة أجسادهم خاصة في ظل ظروف جائحة كورونا والإجراءات الاحترازية التي تطبقها الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي داخل المسجد الحرام.
وقال مدخلي: إن الحملة تسعى لتعزيز الخدمات المقدمة للمعتمرين والزوار وذلك تحقيقا لتطلعات ولاة الأمر -حفظهم الله - ومواكبة لرؤية المملكة ( 2030 ) ويطبق فيها أشد معايير الإجراءات الاحترازية وأن الحملة تحظى باهتمام وتفاعل من جميع وكالات الرئاسة العامة لاستشعارهم بمسؤوليتهم العظيمة لخدمة ضيوف الرحمن وواجبهم تجاه وطنهم وقيادتهم.
وأكد الأستاذ جنادي حرص واهتمام الرئاسة بالصحة العامة وسلامة الجميع وأن هذه المبادرات تأتي بتوجيهات من معالي الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي الشيخ الدكتور عبدالرحمن بن عبدالعزيز السديس، وبمتابعة فضلية مساعد الرئيس العام ووكيل الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام وشؤون الأئمة والمؤذنين الدكتور سعد بن محمد المحيميد لتحقيق تطلعات ولاة أمرنا -حفظهم الله - لتقديم أرقى وأفضل الخدمات لقاصدي بيت الله الحرام ليؤدوا نسكهم بكل يسر وسهولة .
IMG 20211022 161416 849IMG 20211022 161422 481IMG 20211022 161419 911IMG 20211022 161427 043IMG 20211022 161429 904
 قامت الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي، اليوم الجمعة، برفع جميع أجهزة القياس الحراري الموجودة على مداخل المسجد الحرام.
حيث أكد سعادة وكيل الرئيس العام للخدمات والشؤون الميدانية وتحقيق الوقاية البيئية سعادة الاستاذ محمد بن مصلح الجابري أنه بعد (٢٠) شهرا ‏من وضع الكاميرات الحرارية على مداخل المسجد الحرام قامت الوكالة برفعها، وذلك تزامنا مع تخفيف الإجراءات الاحترازية وإلزام قاصدي بيت الله باستخراج التصاريح عن طريق التطبيقات "اعتمرنا، وتوكلنا" لأداء العمرة والصلاة، والالتزام التام بارتداء الكمامة طيلة تواجدهم  في المسجد الحرام،
مختتماً حديثه سائلا الله -عز وجل- أن يحفظ ولاة الأمر ويجزيهم خير الجزاء على ما يقدمونه من خدمات للمعتمرين والمصلين، وأن يجزي معالي الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي الشيخ الدكتور عبدالرحمن بن عبدالعزيز السديس خير الجزاء على حرصه الدؤوب وتوجيهاته السديدة لتقديم أفضل الخدمات لقاصدي وزوار بيت الله الحرام .
1825047E 5068 470B A601 1F69026D8C00D37486A5 4368 4B0A ADEF 825ACEC29BD03A253950 D862 4711 927C B0AA5C21F73BB546CC6E C2C4 4A6D 80EE 05A0C131ABF7
أكد سعادة وكيل الرئيس العام للشؤون الفنية والتشغيلية والصيانة وإدارة المرافق المهندس سلطان بن عاطي القرشي، جاهزية منظومة الخدمات الفنية والتشغيلية المقدمة لقاصدي المسجد الحرام واستعداد كامل القوى البشرية الفنية لاستقبال قاصدي المسجد الحرام، وأن الوكالة قامت برفع الكفاءة والطاقة التشغيلية لأصول المسجد الحرام شاملة العناصر الكهربائية والميكانيكية والإلكترونية مع تهيئة المساحات المخصصة للصلاة وللطواف وللسعي لضمان جودة البيئة التعبدية لقاصدي بيت الله الحرام.

حيث بين سعادته بأن الوكالة قامت بتهيئة عناصر الحركة الرأسية كالسلالم والمصاعد الكهربائية والتأكد من تواجد المشغلين وعملها بالشكل المطلوب، أو الأفقية كالمنحدرات والجسور، وكذلك تجهيز المنظومة الصوتية والتأكد من سلامتها في مكبرية الأذان وموقع مصلى الإمام ومخارج الصوت، بالإضافة إلى عمل الاختبارات الفنية اللازمة لمكبرات الصوت وأجهزته.

كما ذكر سعادته بأن الوكالة قامت بالتأكد من جاهزية منظومة التكييف بالمسجد الحرام وأخذ قياسات درجات الحرارة داخل المصليات، والتأكد من عمل جميع وحدات التكييف (AHU).

وقد قامت الوكالة بتجهيز جميع المواضئ ودورات المياه والتأكد من تدفق المياه إليها بالشكل المناسب .

وأشار سعادته بأن الوكالة تتابع أعمال الفحص والصيانة بشكل مستمر وعلى مدار الساعة لمنظومة الصوت والإنارة والتهوية داخل مباني المسجد الحرام وساحاته ومرافقه واستبدال المتضرر منها .

واختتم "القرشي " تصريحه أن هذه الخدمات تأتي بتوجيه من معالي الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي الشيخ الدكتور عبدالرحمن بن عبدالعزيز السديس، بتهيئة كافة المصليات وتقديم بيئة روحانية متكاملة لقاصدي المسجد الحرام .
أمّ المسلمين اليوم لصلاة الجمعة في المسجد الحرام فضيلة إمام وخطيب المسجد الحرام الشيخ الدكتور ماهر المعيقلي فتحدث فضيلته في خطبته الأولى عن عبادة الله بإخلاص فقال: إن الله تعالى خلق الخلق، وبعث الرسل، وأنزل الكتب؛ لعبادته وحده لا شريك له: ((وَما خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلاَّ لِيَعْبُدُونِ))، ولا تقوم هذه العبادة إلا بالإخلاص، فلا يبتغي بها العبد إلا وجه الله تعالى، لا رياء فيها ولا سمعة، فالإخلاص هو حقيقة الدين، وأساس العبادة، وشرط قبولها، وهو بمنـزلة الروح للجسد، فلا عبودية لمن لا إخلاص له، ((مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا نُوَفِّ إِلَيْهِمْ أَعْمَالَهُمْ فِيهَا وَهُمْ فِيهَا لا يُبْخَسُونَ . أُولَئِكَ الَّذِينَ لَيْسَ لَهُمْ فِي الآخِرَةِ إِلا النَّارُ وَحَبِطَ مَا صَنَعُوا فِيهَا وَبَاطِلٌ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ))، فبالإخلاص ترفع الدرجات، وتغفر الزلات، ويطمئن القلب، ويرتاح البال، والإخلاصُ يا عباد الله عزيز، يحتاج إلى مجاهدة، وإلى دوام محاسبة، والرياء أخفى من دبيبِ النّمل، على صفاةٍ سوداء، في ليلة ظلمَاء، وهو يفسِد العبادة، ويحبط الأجر، والله جل جلاله، هو الغنيّ الحميد، العزيز المجيد، لا يرضى أن يشرِك معه غيره، فإن أبى العبد إلا الشرك، تركه الله وشركه، وردّ عليه عملَه، وفي مسند الإِمَام أَحمَد، قال رَسُول اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّم: ((إِنَّ أَخوَفَ مَا أَخَافُ عَلَيكُمُ الشِّركُ الأَصغَرُ))، قَالُوا: وَمَا الشِّركُ الأَصغَرُ يَا رَسُولَ اللهِ؟! قَالَ: ((الرِّيَاءُ، يَقُولُ اللهُ -عَزَّ وَجَلَّ- إِذَا جَزَى النَّاسَ بِأَعمَالِهِم: اِذهَبُوا إِلى الَّذِينَ كُنتُم تُرَاؤُونَ في الدُّنيَا، فَانظُرُوا هَل تَجِدُونَ عِندَهُم جَزَاءً)).

وتحدث فضيلته عن طريقة دفع الرياء بالخبيئة الصالحة فقال: إن مما يعين على تربية النفس على الإخلاص، ودفع أسباب الرياء، أن يجعل المؤمن لنفسه خبيئة من عمل صالح، يرجو بها ما عند الله جل جلاله، والخبيئة الصالحة: هي كل طاعة في السر، لا يطلع عليها إلا الله، ركعات في ظلمة الليل تركعها، أو تلاوات وختمات للقرآن تختمها، أو صدقة تخفيها، أو كربة تفرجها، أو رعاية أرملة وأيتام، أو بر أب وأم، أو استغفار بالأسحار، أو دمعة في خلوة من خشية القهار، أو إصلاح في السر بين الناس، أو صيام  لا يعلم به أحد من الناس، ففي صحيح الجامع، عَنْ الزُّبَيْرِ بْنِ الْعَوَّامِ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: ((مَنِ اسْتَطَاعَ مِنْكُمْ أَنْ يَكُونَ لَهُ خَبْءٌ مِنْ عَمَلٍ صَالِحٍ فَلْيَفْعَلْ)).

ومن الخبايا الصالحة: التأمل في اختلاف الليل والنهار ، والنظر في آياتها، والتفكر في خلق السموات والأرض، وتسبيح فاطرها، والنية الصادقة، من الخبايا الصالحة، فمن همَّ بحسنة فلم يعملها، كتبها الله عندَه حسنةً كاملة، ومَن سأل الله الشهادةَ بصدقٍ، بلّغه الله منازلَ الشهداء، وإن مات على فراشه، وفي سنن الترمذي، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (( إِنَّمَا الدُّنْيَا لأَرْبَعَةِ نَفَرٍ، عَبْدٍ رَزَقَهُ اللَّهُ مَالاً وَعِلْمًا، فَهُوَ يَتَّقِي فِيهِ رَبَّهُ، وَيَصِلُ فِيهِ رَحِمَهُ، وَيَعْلَمُ لِلَّهِ فِيهِ حَقًّا، فَهَذَا بِأَفْضَلِ الْمَنَازِلِ، وَعَبْدٍ رَزَقَهُ اللَّهُ عِلْمًا وَلَمْ يَرْزُقْهُ مَالاً، فَهُوَ صَادِقُ النِّيَّةِ، يَقُولُ: لَوْ أَنَّ لِي مَالاً لَعَمِلْتُ بِعَمَلِ فُلاَنٍ، فَهُوَ بِنِيَّتِهِ، فَأَجْرُهُمَا سَوَاءٌ)).

فالخبيئة الصالحة: دليل على الصدق والإخلاص، وبها يتقرب العبد إلى ربه، ويدخرها لنفسه، ويرجو بها أن يكون ممّن يُظِلُّهُمُ اللهُ في ظِلِّهِ، يَومَ لا ظِلَّ إِلاَّ ظِلُّهُ، الَّذِينَ قَالَ صلى الله عليه وسلم في شأنهم: ((وَرَجُلٌ ذَكَرَ اللهَ خَالِيًا فَفَاضَت عَينَاهُ، وَرَجُلٌ دَعَتهُ امرَأَةٌ ذَاتُ مَنصِبٍ وَجَمَالٍ فَقَالَ إِنِّي أَخَافُ اللهَ، وَرَجُلٌ تَصَدَّقَ بِصَدَقَةٍ فَأَخفَاهَا حَتَّى لا تَعلَمَ شِمَالُهُ مَا تُنفِقُ يَمِينُه))، مُتَّفَقٌ عَلَيهِ.
قال ابن حجر رحمه الله: في معنى قوله صلى الله عليه وسلم: ((وَرَجُلٌ ذَكَرَ اللهَ خَالِيًا فَفَاضَت عَينَاهُ))، قال: "وقوله ذكر الله، أي بقلبه من التذكر، أو بلسانه من الذكر، وخاليا: أي من الخلو، لأنه يكون حينئذ أبعد من الرياء، والمراد خاليا من الالتفات إلى غير الله، ولو كان في ملأ".

فالخبيئة الصالحة، لا تَخرج إلا من قلب سليم، قد أحسن الظن بربه، ورغب فيما عنده، فأخفى عمله، وتجرد لخالقه، فأهل الخبيئة الصالحة، لهم نور في الوجه، وقبول ومحبة عند الخلق، وذلك لما خلو بالله جل جلاله، أحبهم وألبسهم من نوره، وجعل لهم المحبة والقبول عند خلقه، قال ابن المبارك رحمه الله: "ما رأيت أحدا ارتفع مثل مالك بن أنس_ أي: لما له من المحبة والهيبة في قلوب الناس_ ليس له كثير صلاة ولا صيام، إلا أن تكون السريرة"، ((فإِذَا أَحَبَّ اللهُ عَبْدًا نَادَى جِبْرِيلَ: إِنَّ اللَّهَ قَدْ أَحَبَّ فُلاَنًا فَأَحِبَّهُ، فَيُحِبُّهُ جِبْرِيلُ، ثُمَّ يُنَادِي جِبْرِيلُ فِي السَّمَاءِ: إِنَّ اللَّهَ قَدْ أَحَبَّ فُلاَنًا فَأَحِبُّوهُ، فَيُحِبُّهُ أَهْلُ السَّمَاءِ، وَيُوضَعُ لَهُ القَبُولُ فِي أَهْلِ الأَرْضِ))، رواه البخاري ومسلم، قال ابن الجوزي رحمه الله: "والله، لقد رأيت من يكثر الصلاة والصوم والصمت، ويتخشع في نفسه ولباسه، والقلوب تنبو عنه، وقدره في النفوس ليس بذاك! ورأيت من يلبس فاخر الثياب، وليس له كبير نفل، ولا تخشع، والقلوب تتهافت على محبته، فتدبرت السبب، فوجدته السريرة، فمن أصلح سريرته، فاح عبير فضله، وعبقت القلوب بنشر طيبه، فالله الله في السرائر، فإنه ما ينفع مع فسادها صلاح ظاهر".

واختتم فضيلته خطبته الأولى عن فضل عبادة الخلوة فقال: إن من ثمار عبادة الخلوة: صلاح القلب واستقامته، وطهارته وتنقيته، وبعده عن الشهوات والشبهات، وثباته عند المحن والفتن، ((إِنَّ نَاشِئَةَ اللَّيْلِ هِيَ أَشَدُّ وَطْئًا وَأَقْوَمُ قِيلًا))، ولذا كانت الخبيئة الصالحة، أشد الأعمال على الشيطان، فالشيطان لا يزال بالعبد، حتى ينقل عمله من السر إلى العلانية، ومن الإخلاص إلى الشرك والرياء، والعجب والشهرة.

وحسن الخاتمة، من ثمار الخبيئة الصالحة، فالفواتح عنوان الخواتم، والمرء إذا كان على جادةٍ وهدي، وعمل خالصٍ لله جل وعلا، فالله لطيف بعباده، وهو أعدل وأكرم وأرحم، مِن أن يَخذل مَن كانت هذه حاله، بل هو أهل للتوفيق والسداد، والثبات وحسن المآب، ((يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ وَيُضِلُّ اللَّهُ الظَّالِمِينَ وَيَفْعَلُ اللَّهُ مَا يَشَاءُ))، وفي الصحيحين، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((وَإِنَّ الرَّجُلَ لَيَعْمَلُ عَمَلَ أَهْلِ النَّارِ، فِيمَا يَبْدُو لِلنَّاسِ، وَهُوَ مِنْ أَهْلِ الجَنَّةِ))، قال ابن رجب رحمه الله: "قوله: ((فِيمَا يَبْدُو لِلنَّاسِ))، إشارةٌ إلى أنَّ باطنَ الأمر يكونُ بخلافِ ذلك، فقد يعمل الرجلُ عملَ أهل النَّارِ، وفي باطنه خصلةٌ خفيةٌ من خصال الخير، فتغلب عليه تلكَ الخصلةُ في آخر عمره، فتوجب له حسنَ الخاتمة".

ولقد كان سلفنا الصالح، يستحبّون أن يكون للرّجل خبيئةٌ صالحة، لا تعلم به زوجته ولا أولاده، فضلا عن غيرهم، فقال الحسن البصري، في وصفه لمَن أدركهم من الصحابة والتابعين: "ولقد أدركنا أقوامًا ما كان على الأرض من عمل يقدرون أن يعملوه في السر، فيكون علانية أبدًا"، فتصفح يا عبد الله في سجل حياتك، هل تجد في صحيفة أعمالك، خبيئة صالحة، تدخرها ليوم القيامة؟.

أَعُوذُ بِاللهِ مِنَ الشَّيطَانِ الرَّجِيمِ: ((إِنَّمَا يُؤمِنُ بِآيَاتِنَا الَّذِينَ إِذَا ذُكِّرُوا بها خَرُّوا سُجَّدًا وَسَبَّحُوا بِحَمدِ رَبِّهِم وَهُم لا يَستَكبِرُونَ * تَتَجَافى جُنُوبُهُم عَنِ المَضَاجِعِ يَدعُونَ رَبَّهُم خَوفًا وَطَمَعًا وَمِمَّا رَزَقنَاهُم يُنفِقُونَ * فَلا تَعلَمُ نَفسٌ مَا أُخفِيَ لَهُم مِن قُرَّةِ أَعيُنٍ جَزَاءً بما كَانُوا يَعمَلُونَ)).

ثم تحدث فضيلته في خطبته الثانية عن إخفاء العبادات فقال: لقد جَاءَتِ نصوص الشريعة، بالحَثّ عَلَى إخفاء العِبَادَات، وَاستِحبَاب نوافل الطَّاعَات في الخَلَوَات، فصدقة السر، أفضل من صدقة العلانية، وصلاة الليل، أفضل من صلاة النهار، لما فيها من تعظيم الرب جل جلاله، والرغبة فيما عنده، وتطهير القلب من أدران الرّياء، والتّطلعِ لحبِّ الثناء، ((إِن تُبدُوا الصَّدَقَاتِ فَنِعِمَّا هِيَ وَإِن تُخفُوهَا وَتُؤتُوهَا الفُقَرَاءَ فَهُوَ خَيرٌ لَكُم وَيُكَفِّرُ عَنكُم مِن سَيِّئَاتِكُم وَاللهُ بما تَعمَلُونَ خَبِير)).

وأوصى صلى الله عليه وسلم أصحابه، بأداء نوافل الصلوات في البيت، مع أن الصلاة في مسجده بألف صلاة فيما سواه، إلا المسجد الحرام، وفي سنن الترمذي: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:  ((أَقْرَبُ مَا يَكُونُ الرَّبُّ مِنَ العَبْدِ فِي جَوْفِ اللَّيْلِ الآخِرِ، فَإِنْ اسْتَطَعْتَ أَنْ تَكُونَ مِمَّنْ يَذْكُرُ اللَّهَ فِي تِلْكَ السَّاعَةِ فَكُنْ))، والأحاديث في هذا الباب كثيرة، وليس المراد منها اعتزال الناس، أو إخفاء كل العبادات، فمن العبادات والشعائر، ما لا يتم إلا بإظهاره وإشاعته، والله سبحانه مطلّع على السرائر، فقد جاءت نصوص الكتاب والسنة، بالحث على شهود الجمع والجماعات، والإحسان والصلات، والتعاون على البر والتقوى، وأن مَنْ دَلَّ عَلَى خَيْرٍ فَلَهُ مِثْلُ أَجْرِ فَاعِلِهِ.

واختتم فضيلته خطبته الثانية بالحث على الخبيئة الصالحة بين العبد وربه فقال: فالمَقصُود يا عباد الله، أَن يُصلِح العَبد ما بينه وبين رَبِّه، وأَن تكون له خبيئة مِن عَمَلٍ صالح، يَرجُو ثوابها، وَيَحتَسِبُ أجرها، ويصلح بها سريرته، فصلاح السرائر، طريق للرفعة في الدنيا، والنجاة في الأخرى، فمن أصلح سريرته، أصلح الله علانيته، ومن أصلح أمر آخرته، أصلح الله له دنياه، ومن أصلح ما بينه وبين الله، أصلح الله ما بينه وبين الناس، وفي سنن الترمذي: كَتَبَ مُعَاوِيَةُ رضي الله عنه، إِلَى عَائِشَةَ أُمِّ المُؤْمِنِينَ رضي الله عنها، أَنِ اكْتُبِي إِلَيَّ كِتَابًا تُوصِينِي فِيهِ، وَلَا تُكْثِرِي عَلَيَّ، فَكَتَبَتْ عَائِشَةُ إِلَى مُعَاوِيَةَ: سَلَامٌ عَلَيْكَ. أَمَّا بَعْدُ: فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: ((مَنِ التَمَسَ رِضَاءَ اللَّهِ بِسَخَطِ النَّاسِ، كَفَاهُ اللَّهُ مُؤْنَةَ النَّاسِ، وَمَنِ التَمَسَ رِضَاءَ النَّاسِ بِسَخَطِ اللَّهِ، وَكَلَهُ اللَّهُ إِلَى النَّاسِ))، وَالسَّلَامُ عَلَيْكَ».

8cbf9ef7 e37a 45a9 882c 0b16db12e8810b68d299 2c66 4a56 92e3 d072a046078f1af0305e 9559 4d0c b56e 731a24f8758e6a0ec4d4 a2da 4a67 9617 7ac68e1a579f7aa0c722 cd40 4252 8d92 ecbeb94e31b79e8775e0 6cf9 48d8 94a1 65b29856452f9ea58b8b 046a 4286 877a 37a0dfdc36cc20e5b68d 478a 4280 b235 45873f6cb0cd15cb2d9b 803c 42f5 b541 d89a94fc2ec974eeefe8 b2cc 4eb7 bd62 42c07ba271c1