تتميز مكتبة الحرم المكي الشريف بعظمة المكان والاسم، وباحتوائها على أمهات الكتب الإسلامية وغيرها من العلوم الدينية والدنيوية، مما جعلها من أهم روافد العلوم الشرعية والفقهية واللغوية والدراسات العلمية، وشتى العلوم الإنسانية والمعرفية، وتعد من أقدم وأهم المكتبات بالعالم الإسلامي.
حازت المكتبة على اهتمام بالغ لا نظير في العهد السعودي الزاهر حيث أمر الملك المؤسس -رحمه الله- في عام (١٣٥٧) بتسمية المكتبة باسمها الحالي وهو "مكتبة الحرم المكي الشريف" وتهيئة مكان لها أكبر وأشمل ليتواكب مع عظمة المكان والمحتوى الذي تحمله المكتبة بين أروقتها، لتتوالى بعد ذلك الإنجازات والتطورات الملموسة بين أروقتها التي أمر بها من بعده أبناؤه الملوك البررة، وأصبحت تتكون من عدة إدارات بمهام مختلفة، وذلك في سبيل العلم والمعرفة الدينية والدنيوية وتأتي في مقدمة إداراتها، إدارة الخدمات المكتبية:
وتحرص إدارة الخدمات المكتبية على تهيئة المكان وتوفير مختلف فروع العلم وصنوف المعرفة لتمكين الباحثين والمطالعين وطلبة العلم من الاستفادة منها بأرقى وسيلة ممكنة. وتضم الإدارة قاعة الشيخ ناصر الراشد للاطلاع والقراءة، وفيها أكثر من (٧٠ ألف مجلد) بعناوين مختلفة منها اللغة العربية والشريعة والسيرة النبوية والعلوم الاجتماعية والعلوم التطبيقية والعلوم البحتة وغيرها.
وتقوم الإدارة على توفير عدد من الخدمات بشكل مباشر وبشكل تقني، وذلك لضمان تقديم أرقى الخدمات لروادها من خلال توفير أجهزة حاسب آلي تعمل بنظام (السيمفوني) لتسهيل وتسريع عملية البحث، وكذلك موظفين مختصين يعينون الزوار في الوصول إلى الكتب المطلوبة بأسرع وقت وأسهل طريقة ممكنة، وتوفير خدمة التصوير الجزئي عند الطلب، كما تم تهيئة أماكن خاصة للباحثين الدائمين، وحرصت أيضاً على توفير جهاز لتعقيم الكتب بشكل فوري ومستمر، مع ضمان تطبيق معايير الإجراءات الاحترازية والتدابير الوقائية.
وتسعى إدارة الخدمات المكتبية على أن توفر الاستفسار عبر قنوات التواصل المختلفة والردود عليها، وكذلك توفير بعض الكتب والمصادر بشكل رقمي حتى يتسنى لأكبر عدد الاستفادة منها في أي وقت ومن أي مكان.
ويأتي كل هذا تحقيقاً لتطلعات القيادة الرشيدة، وإبرازاً لجهود الدولة التي أتاحت لهذا الصرح الثقافي العمل في مسيرة المبادرات والمساهمات في تحقيق (خطة الرئاسة التطويرية٢٠٢٤ ) المستمدة من الرؤية ٢٠٣٠.