أنهت الوكالة التطويرية للشؤون النسائية مُمثلة في إدارة العلاقات العامة والإعلام والاتصال تدريب طالبات كلية العلوم الاجتماعية( قسم الإعلام ) بجامعة أم القرى للعام الدراسي ١٤٤٢هـ وفق ما أدلت به سعادة الأستاذة منال بنت مصلح المجنوني.
وفي هذا الشأن أشارت مديرة وحدة العلاقات العامة الأستاذة بتول بنت محمود الكيشان بأنه قد تم تدريب الطالبات البالغ عددهن ( ١٦ طالبة) على آلية تنفيذ المهام العملية الإدارية منها والميدانية الخاصة بالعلاقات العامة، والإعلام لمدة (٦) أسابيع بهدف إثراء معارفهن العملية، وللإسهام بشكل فاعل في تجويد المخرجات التي تهيئهن لسوق العمل.
وفي الختام  قُدمت الهدايا التذكارية التي عبرت الطالبات على إثرها عن بالغ الشكر التقدير على ما قدم لهن من خدمات تعليمية وتثقيفية جليلة معتمدة على كادر بشري متميز يمضي قُدماً في تحقيق الأهداف التطويرية التي تأتي ترجمة لما تحث عليه سعادة وكيل الرئيس العام للشؤون التطويرية سعادة الدكتورة العنود بنت خالد العبود.
IMG 5132.JPG
أكد معالي الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي الشيخ الدكتور عبدالرحمن بن عبدالعزيز السديس، أن التطبيقات الذكية والتحولات الرقمية من أهم الوسائل التطويرية في تأريخ الرئاسة، ومن ركائزها الأساسية خلال مسيرتها في المرحلة القادمة.
وأضاف الشيخ السديس أن الذكاء الاصطناعي والتطبيقات الخدمية ستشهدان تطورًا متسارعًا في الحرمين الشريفين، كما ستبني الرئاسة برامجها وخططها بما يتوافق مع الرؤية المباركة للمملكة العربية السعودية (2030)، باعتبار خدمة ضيوف الرحمن من أبرز برامجها.
وأشار إلى أننا نضع نصب أعيننا "إثراء وتعميق تجربة الحج والعمرة من خلال تقديم خدمات استثنائية في جميع مراحل رحلة الحجاج والمعتمرين"، وسنسعى لتحقيق هذا الهدف السامي لبرنامج خدمة ضيوف الرحمن.
ولفت معاليه إلى أن من سمات جهاز الرئاسة خلال السنوات القادمة الاعتماد التام في كافة مخرجاتها على التقانة، ودعم المبادرات الرقمية، وتحفيز الموهوبين في المجالات كافة وبالأخص المبتكرون لتطبيقات الذكاء الاصطناعي.
وذكر أننا في جهاز الرئاسة العامة نهدف إلى المساهمة بشكل فعال ومؤثر في ارتقاء مؤشرات النضج في الخدمات الرقمية الحكومية، وسنسعى جاهدون لرقمنة الخدمات المقدمة للمستفيدين بشكل كامل.
أمّ المسلمين اليوم لصلاة الجمعة في المسجد النبوي فضيلة إمام وخطيب المسجد النبوي الشيخ الدكتور عبدالباري الثبيتي وأستهل فضيلته خطبته الأولى بالحديث عن أجل الإنسان وعمره فقال: تمر الساعات، وتنقضي الأعوام، وتطوى مراحل من حياتنا، ويقف المرء مشدوها أمام سرعة الأيام، وتقارب الزمان، وتلاحق الأحوال، وتلاحم الأحداث، وانقضاء الأعمار؛ وماحوته الأيام التي مضت والسنون التي انقضت من أقوال وأعمال؛ لن يمحوها الزمن، ولن تأسى مع تقادم الوقت، ولن تذهب أدراج الرياح؛ وهذا يجعل المسلم يقف وقفة
تأمل واتعاظ وتدبر؛ قال تعالى: (فوربك لنسألنهم أجمعين عما كانوا يعملون) ، وقوله صلى الله عليه وسلم من حديث برزة الأسلي: لا تزول قدما عبد يوم القيامة حتى يسأل عن عمره فيما أفناه، وعن علمه فيم فعل ، وعن ماله من أين اكتسبه وفيم
أنفقه ، وعن جسمه فيم أبلاه) رواه الترمذي بإسناد صحيح.
تؤكد النصوص الشرعية حقيقة لا تخفى على كل مسلم، وهي أن قوله مكتوب، وفعله مرصود، وسرة معلوم، ونجواه مسموعة.
كل ذلك مدون في صحيفة كل مكلف، التي ترسمها أعماله، وتخطها سيرته، ويتحمل مسؤوليتها؛ تحصى الأعمال كل وقت وآن؛ لا تأخير فيها ولا تأجيل، عمل دؤوب، ورصد دقيق، ترفع صحائف كل يوم قبل مجيء ليله، وعمل الليل قبل شروق شمس النهار؛
فعن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه قال : قام فينا رسول الله صلى الله عليه وسلم بخمس كلمات فقال : إن الله عز وجل لا ينام، ولا ينبغي له أن ينام، يخفض القسط ويرفعه، يرفع إليه عمل الليل قبل عمل النهار، وعمل النهار قبل عمل الليل) رواه مسلم.
وأكمل فضيلته بالحديث عن بقاء العمل بعد انقطاع أجل العبد فقال: وإذا وافت العبد المنية؛ انقطع كل ما في الدنيا عن مرافقته إلا صحيفة عمله؛ فإنها تدخل معه في قبره؛ وإذا بعث، وفي مواقف القيامة، وعلى الصراط، وعند الميزان.
وإذا قامت القيامة، نشرت صحائف الأعمال، وتطايرت الكتب، ونصبت الموازين؛ قال
تعال: {وَكُلَّ إِنسَانٍ أَلْزَمْنَاهُ طَائِرَهُ فِي عُنُقِهِ ۖ وَنُخْرِجُ لَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ كِتَابًا يَلْقَاهُ مَنشُورًا (13) اقْرَأْ كِتَابَكَ كَفَىٰ بِنَفْسِكَ الْيَوْمَ عَلَيْكَ حَسِيبًا}.
موقف عرض الصحائف؛ ذلك المشهد المهيب، يثير الهلع، ويورث الفزع؛ مشهد يجعل القلوب وجلة، والنفوس مرهوبة؛ قال تعالى{وَتَرَىٰ كُلَّ أُمَّةٍ جَاثِيَةً ۚ كُلُّ أُمَّةٍ تُدْعَىٰ إِلَىٰ كِتَابِهَا الْيَوْمَ تُجْزَوْنَ مَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ (28) هَٰذَا كِتَابُنَا يَنطِقُ عَلَيْكُم بِالْحَقِّ ۚ إِنَّا كُنَّا نَسْتَنسِخُ مَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ}.
وهناك في ساحة العرض الأكبر، والخلق في ترقب إلى أين سيقادون؛ يتسلم الناس صحائفهم، وهذا حدث له دلالاته، ومؤشر بارز له ما بعده؛ إما فرح وسرور، أو حزن وثبور؛ فمن أخذ كتابه بمينه؛ فإن نفسه تسكن، وروعه يهدأ، وتغمره مشاعر الفرح
والسرور؛ ومن أعطي كتابه بشماله؛ فحاله حال الحسرة والثبور؛ قال الله تعالى {فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ (7) فَسَوْفَ يُحَاسَبُ حِسَابًا يَسِيرًا (8) وَيَنقَلِبُ إِلَىٰ أَهْلِهِ مَسْرُورًا (9) وَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ وَرَاءَ ظَهْرِهِ (10) فَسَوْفَ يَدْعُو ثُبُورًا (11) وَيَصْلَىٰ سَعِيرًا}.
ثم اختتم فضيلته خطبته الأولى بتذكير الناس بأن الله رحيم فقال: إن من يقرأ نصوص الشرع قرأنا وسنة؛ يجد أن فوق العرش رب رؤوف رحيم لطيف بعباده؛ يفتح أبواب الأمل، ويدعوا إلى تدارك ما فات وما هو آت قبل حلول الأجل؛
بأعمال تكفر الخطايا، وتمحو السيئات.
يقلب الرب - سبحانه - عباده في مواسم الخيرات المترادفة على مدار العام، ويعظم لهم فيها الأجور، ويبسط يده بالليل ليتوب مسيء النهار، ويبسط يده بالنهار ليتوب مسيء الليل، إذا عمل العبد حسنة كتبها الرب الرؤوف بعباده عشر حسنات، وضاعفها
أضعافا كثيرة، والسيئة لا يجزى العبد إلا مثلها، قال تعالى{إِلَّا مَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلًا صَالِحًا فَأُولَٰئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ ۗ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَّحِيمًا}.
والأحاديث الصحيحة في هذا الباب كثيرة منها قول رسول الله صلى الله عليه وسلم من حديث أبي
هريرة رضي الله عنه: (من صام رمضان، إيمانا واحتسابا، غفر له ما تقدم من ذنبه )رواه البخاري ومسلم، وعن أبي قتادة الحارث بن ربعي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (صيام يوم عرفة، أحتسب على الله أن يكفر السنة التي قبله، والسنة التي بعده، وصيام يوم عاشوراء، أحتسب على الله أن يكفر السنة التي قبله) رواه مسلم،
وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من قال سبحان الله وبحمده مائة مرة؛ غفرت ذنوبه وإن كانت مثل زبد البحر).
والذي عليه عامة العلماء؛ أن التكفير يشمل الصغائر دون الكبائر؛ لأن الكبائر لا بد لها من توبة،
أما قوله صلى الله عليه وسلم: (من حج لله فلم يرفث، ولم يفسق، رجع كيوم ولدته أمه)؛ فظاهره كما ذكر العلماء أن الحج المبرور يكفر الكبائر.
ومن لطف الله تعالى ورحمته؛ أن خطأ الجاهل، وسهو الناسي، وعمل المكره معفو عنه باتفاق، ولا حساب عليه؛ لأن الإثم مرتب على المقاصد والنيات؛ فعن أبن عباس - رضي الله عنهما - قال رسول الله صلى الله عليه وسلم(إن الله وضع عن أمتي الخطأ والنسيان وما استكرهوا عليه) رواه ابن ماجه بإسناد صحيح.
ونصح فضيلته في خطبته الثانية المسلمين ألا يسترسل في المعاصي فقال: وعلى المسلم العاقل ألا يسترسل مع الذنوب والمعاصي ويتساهل بحجة ما ورد من أحاديث الرجاء؛ فإنه لا يضمن تكفير الخطايا، وقد يقوم مانع يمنع من تكفير السيئات.
والناجي هو الذي يسلك حالة الاتزان بين الخوف والرجاء، يكثر من الأعمال الصالحة، ويحسن الظن بربه، ويكون على حذر من الكبائر، ولا يحتقر الصغائر؛ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إياكم ومحقرات الذنوب ، فإنما مثل محقرات الذنوب ؛ كمثل قوم نزلوا بطن واد ، فجاء ذا بعود، وجاء ذا بعود، حتى جمعوا ما أنضجوا به خبزهم.
وإن محقرات الذنوب متى يؤخذ بها صاحبها مهلكه).
ومن المعلوم بداهة؛ أن هذه المعاني الإيمانية إذا استقرت في القلب؛ فإن لها أثرا في ضبط إيقاع الحياة، والارتقاء بسلوك الفرد وإصلاح المجتمع وتهذيبه.
فإذا سمع المسلم قوله سبحانه وتعالى {مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ}، أورثه ذلك يقظة تدعوه إلى أن يحفظ لسانه، ويغض بصره، ويبصر مواطن العطب فيحذرها، وإذا سمع قوله تعالى: { وَإِنَّ عَلَيْكُمْ لَحَافِظِينَ (10) كِرَامًا كَاتِبِينَ (11) يَعْلَمُونَ مَا تَفْعَلُونَ }؛ أحيا ذلك في نفسه مراقبة الله في أفعاله، وحقق مراد ربه في نياته، وأدى حق
الله وحقوق العباد، فيصلح ويصلح، قال تعالى{مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ}.
تعتزم الإدارة العامة لأكاديمية المسجد الحرام ممثلة بأكاديمية خدمات الحجاج والمعتمرين إطلاق برنامج تدريبي بعنوان مهارات ضبط الانفعالات ويقدمها سعادة المدرب الدكتور وسيم بن عبدالرحمن معلم مدرب التنمية البشرية، أوضح بذلك سعادة مدير عام الإدارة العامة لأكاديمية المسجد الحرام الأستاذ أحمد بن عيد الوذيناني. وبين سعادته أن دورة مهارات ضبط الانفعالات تعنى بتطوير أساليب ضبط الانفعالات والسلوكيات وتغيير المشاعر السلبية.
وأكد الوذيناني أن الأكاديمية تطلق هذه الدورات لضمان تطوير قدرات الموظفين، والرفع من مستواهم في شتى المجالات، وذلك إنفاذًا لتوجيهات معالي الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي الشيخ الأستاذ الدكتور عبد الرحمن بن عبد العزيز السديس، لتطوير الكوادر البشرية بما ينعكس إيجابا على الخدمات المقدمة لزوار بيت الله الحرام.
أعلنت الوكالة التطويرية للشؤون النسائية مُمثلة في إدارة العلاقات العامة والإعلام والاتصال عن إحصائية عددًا من المبادرات التي فُعلت بموسم الحج المبارك للعام الهجري ١٤٤٢هـ، وقد استفادت منها بما يربو عن  (٦٥,٨٤٦) مستفيدة.

وأوضحت مديرة الإدارة العامة الأستاذة منال بنت مصلح المجنوني بأنه تم خلال الموسم تفعيل (١٠) مبادرات تنوعت مجالاتها بين الدينية، والثقافية، والصحية، كما قُدمت بلغات عدة، ولمختلف الفئات العمرية المستهدفة تمثلت في (زاد الحاج،  بلغتكم، ماء زمزم لما شُرب له، كن مسعفا (٢)، الركن الخامس،  أبناؤكم أبنائنا، فضل عشر ذي الحجة، ومضات فكرية من السنة النبوية، وقفات وعظات في حياة الصحابيات، لسلامتك).

وأشارت المجنوني بأن توفير مثل هذه الإحصائيات يأتي من منطلق الإسهام في إيجاد متطلبات التطوير والتنمية المستدامة على أسسٍ علمية سليمة وذلك وفقًا لما تحث عليه سعادة وكيل الرئيس العام للشؤون التطويرية النسائية سعادة الدكتورة العنود بنت خالد العبود إذ تمثِّل البيانات والمؤشرات الإحصائية القاعدة الأساسية للتخطيط والتطوير الذي يأتي مواكب لأهداف رؤية المملكة ٢٠٣٠ على مختلف الأصعدة.

IMG 4616



 
تواصل الإدارة العامة للمراجعة الداخلية التابعة للوكالة التطويرية للشؤون النسائية تقديم خدماتها التنظيمية و الإشرافية والرقابية لضمان كفاءة وجودة الخدمات المقدمة لقاصدات بيت الله الحرام خلال الاستعداد لاستقبال المعتمرات لموسم هذا العام .
وأوضحت وكيلة الإدارة العامة للمراجعة الداخلية الأستاذة عابدة السلمي أن الإدارة وجميع كادرها حريصات على تقديم الخدمات المتنوعة في بيت الله الحرام  , وبما  يتعلق بمتابعة تطبيق الإجراءات الاحترازية وإرشاد القاصدات نحو الأماكن التي يرغبَّن قصدها، والعمل على تكثيف وتوفير وسائل الأمن والسلامة داخل المصليات النسائية والأروقة، كما أنهن ومن خلال التواجد الميداني الدائم في المصليات ورصد الحالات الطارئة ومتابعتها ، إلى جانب مراقبتهن لانتظام دوام منسوبات الوكالة بالتنسيق مع إدارة الموارد البشرية .
ومن جانبها ثمنت السلمي دعم سعادة وكيل الرئيس العام للشؤون التطويرية الدكتورة العنود  العبود وحرصها الشديد على تحقيق أفضل الخدمات للقاصدات بشكلٍ يعكس الصورة المشرفة لتوجيهات معالي الرئيس العام الرامية لضرورة تجويد الخدمات المقدمة لقاصدات البيت الحرام ورقي مستوى الأداء فيما بين المنسوبات بما يتوافق مع تطلعات القيادة الرشيدة- رعاها الله - تجاه الحرمين الشريفين.

PHOTO 2021 08 06 12 44 36PHOTO 2021 08 06 12 44 35

أمّ المسلمين اليوم لصلاة الجمعة في المسجد الحرام فضيلة إمام وخطيب المسجد الحرام الشيخ الدكتور فيصل غزاوي فتحدث فضيلته في خطبته الأولى عن سمات المسلم الصادق فقال: إن للمسلم الصادق سماتٍ رائدة وخصائصَ فريدة تميزه عن غيره وتتوافق مع فطرته السوية، حري بكل مسلم أن يكون لها ذاكرا وبها متمسكا؛ لينعم بتحصيل ثمارها وجني قطافها، ويحيا حياة طيبة، ويحققَ السعادة في الدارين. 
 
وقد تمثلت تلك السمات في أبهى صورها وأكمل معانيها في مجتمع الجيل الأول من سلف هذه الأمة الذين تمسكوا بدين الله واستقاموا كما أمروا وثبتوا على الحق فأفلحوا وأنجحوا وسادوا وشادوا.  
 
من سمات المسلم التي يتصف بها: اعتزازه بالله، (من كان يريد العزة فلله العزة جميعًا) فيوقن أن عزة الله تعالى هي مصدر عزته وقوته ونصرته (وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ) ويستشعرُ إكرام الله له في هدايته للدين الحنيف فهو مصدر شرفه ومنعته، قال الفاروق عمر بن الخطاب رضي الله عنه: "إِنَّكُمْ كُنْتُمْ أَذَلَّ النَّاسِ، وَأَقَلَّ النَّاسِ، وَأَحْقَرَ النَّاسِ، فَأَعَزَّكُمُ اللَّهُ بِالْإِسْلَامِ، فَمَهْمَا تَطْلُبُوا الْعِزَّ بِغَيْرِهِ يُذِلَّكُمُ اللَّه".
 
إن المسلم إذا فقد اعتزازه بدين الله ضعفت إرادته وخارت قواه وشعر بالنقص والضعف والانهزام النفسي وقد ينساق مقلدا متشبها دون تمييز ولا بصيرة.
 
ثم تحدث فضيلته عن تعظيم شعائر الله في نفس المسلم وأنها من سماته فقال: ومن سمات المسلم: تعظيمه شعائرَ الله وعدمُ انتهاك الحرمات وعدم الاستهانة بما شرع الله (ذلك وَمَن يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِن تَقْوَى الْقُلُوبِ) فتعظيم شعائر الله صادر من تقوى القلوب، فالمعظم لها يبرهن على تقواه وصحة إيمانه، لأن تعظيمها، تابع لتعظيم الله وإجلاله.
 
إن تعظيم الله حقٌّ على كل أحدٍ، فمَن لم يعظمِ اللهَ لم يُقِمْ حدوده ولم يمتثل شرعه، ومن لم يعظم الله لم يَقْدُره حق قدره ولم يخش الوقوف بين يديه فلم يبادر إلى طاعته، بل يستخف بأمره وينتهك حرماته، وتعظيم العبد لله يمنعه من أن يحتقر شيئا من المحرمات أو يستصغر شيئا من السيئات كما قيل "لا تنظُرْ إلى صِغر المعصية، ولكن انظر إلى عظمة من عصيت" ينظر العبد إلى عِظم من عصى، إنه الله الجليل ذو الجبروت والملكوت والكبرياء والعظمة. وكلما ضعف الإيمان وقلت خشية الله في قلب العبد وغابت رقابته ضعفت عظمة الله في نفسه واستهان بالمعاصي، فعن أنس رضي الله عنه قال: "إنَّكُمْ لَتَعْمَلُونَ أعْمالًا، هي أدَقُّ في أعْيُنِكُمْ مِنَ الشَّعَرِ، إنْ كُنَّا لَنَعُدُّها علَى عَهْدِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم مِنَ المُوبِقاتِ". ولنعلم عباد الله أنَّ كل فساد في الدنيا، وكل انحراف عن منهج الله هو ناشئ عن عدم تعظيم العبد لربه لذلك قال جل وعلا: (وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ) وقال عز ثناؤه: (مَا لَكُمْ لَا تَرْجُونَ لِلَّهِ وَقَارًا) ما الذي يمنعكم أن تعظموه جلَّ في علاه حق تعظيمه وأن تُجِلُّوه حق إجلاله.
 
ومن سمات المسلم: سعيه في طلب رضوان الله كما قال تعالى: (وَمِنَ النَّاسِ مَن يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغَاءَ مَرْضَاتِ اللَّهِ وَاللَّهُ رَءُوفٌ بِالْعِبَادِ) فهؤلاء هم الموفقون الذين باعوا أنفسهم وأرخصوها وبذلوها طلبا لمرضاة الله وإعلاءً لكلمته ورجاءً لثوابه. 
 
ومما يتبع ذلك تجرد هؤلاء الصفوةِ للحق، فالمؤمن لا يتبع الهوى ولا يُعجب برأيه ولا يؤثر رغباته وشهواته على ما جاءه من البينات ولا يعارض الحجج والبراهين بأقوال ومذاهب تخالف شرع الله. كما أنه موصوف بكونه أوابا منيبا لا يصر على الخطأ ولا البقاء على الذنب كما وصف الله المتقين بقوله: (وَالَّذينَ إِذا فَعَلوا فاحِشَةً أَو ظَلَموا أَنفُسَهُم ذَكَرُوا اللَّهَ فَاستَغفَروا لِذُنوبِهِم وَمَن يَغفِرُ الذُّنوبَ إِلَّا اللَّهُ وَلَم يُصِرّوا عَلى ما فَعَلوا وَهُم يَعلَمونَ). 
 
ثم اختتم فضيلته خطبته الأولى بأن تعظيم توحيد الله من سمات المسلم فقال : ومن أعظم سمات المسلم: توحيده لله وإقراره بربوبيته فلا يشوب عقيدتَه شيء من الشرك والأباطيل والبدع والخرافات، بل قلبه معلق بربه متوكل عليه، يعلم أن الله وحده مالك النفع والضر والعطاء والمنع؛ فلا يأتي شيئا يخالف منهج التوحيد ولا يرتكب أمرا ينافي الاعتقاد الصحيح وهو حذر فطن لا يرضى ما يفسد عقيدته ويلوث فطرته، ولذلك فهو لا ينخدع بما يُرَوَّجُ له من قوانين قائمة على اعتقادات وتصورات باطلة كالدعاية للعلاج المبني على اعتقاد أن الطاقة مقابل الإله، فكما نعتقد نحن المسلمين أن الله سبحانه مدبر الكون والخالق المهيمن القادر الذي يفعل ما يشاء وبيده كل شيء وهو على كل شيء قدير فأولئك يعتقدون أن الطاقة لها قدرة تستطيع أن تعمل ما تريد في الوقت الذي تريد كيفما تريد عياذا بالله من ذلك، وقد صبغت هذه النظرية بصبغة علمية وخصصت لها دورات تدريبية تطويرية، أصبح لها سوق واتُخذت تجارةً يحقق أصحابها من ورائها أرباحا مادية، ومن العجائب أن يجادل بعضهم بغير علم زاعما أنها من الرُّقية الشرعية، وليست منها في شيء؛ فتلك النظريات والطقوس تقدح في التوحيد وتنتظم عقائدَ شيطانيةً وثنية، وتقوم على قضايا غيبية باطنية، ومع هذا يرى المتلقفون لها دون وعي ولا هدى أن قوالبها التطبيقية تلبي حاجتهم اليومية، وتتواءم مع تطلعاتهم في الوصول إلى صحة أبدانهم وسعادة نفوسهم بزعمهم، دون أن يتأكدوا من جدواها ويدركوا حقيقتها ومغزاها ويتثبتوا من حكمها الشرعي الكاشف لأصولها وصحة دعواها، ناهيك عن تلك الاعتقادات المنحرفة التي سرت بين كثير من الجهلة من اتخاذ التمائم والخيوط بأشكال مختلفة وانتشارِ تعليقها بقصد دفع العين والحسد والحماية من الأمراض ورفع البلاء ودفع القلق والتوتر والكآبة. وكل ذلك ناشئ عن ضعف الإيمان والجهل بالتوحيد والتعلق بالأوهام والخرافات والدجل والشعوذة وترك القرآن الذي فيه الشفاء الحقيقي والغفلة عن ذكر الله وعن الآيات والأدعية الشرعية. وإلا فأين هؤلاء مما حذر عنه النبي صلى الله عليه وسلم بقوله (إنَّ الرُّقَى والتَمائِمَ والتِّوَلَةَ شِرْكٌ)، وقولِه صلى الله عليه وسل: (من علق تميمة فقد أشرك). 
 
أقول هذا أيها الإخوة في الله من باب ما يلزم المسلمَ لأخيه من النصيحة والشفقة عليه، وحرصا على حماية جناب التوحيد، وسدا لكل طريق موصل إلى الشرك، وتحذيرا من الوقوع في الانحراف العقدي بشتى أنواعه وصوره، فحين جاء ذلك الرجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم وقال: ما شاء الله وشِئْتَ، أنكر عليه صلى الله عليه وسلم أن جعله شريكا مساويا له فقال: (أجعلتني لله نِدًّا؟ ما شاء اللهُ وَحْدَه) ففيه التحذير مِن جعل المخلوق مساوياً للخالق باللفظ في المشيئة أو التعظيم وإن لم يعتقد قائلها ذلك بقلبه، فكيف بمن يعتقد في المخلوق شيئا مما هو من خصائص ربوبية الله؟! كما جاء التحذير من الاغترار بالمشعوذين والدجالين والأفاكين، في قوله صلى الله عليه وسلم (من أَتَى كَاهِنًا، أَوْ عَرَّافًا، فَصَدَّقَهُ بِمَا يَقُولُ، فَقَدْ كَفَرَ بِمَا أُنْزِلَ عَلَى مُحَمَّدٍ ) ولا عذر لمن يتعاطى مثل تلك الأسباب غير المأذون فيها شرعا بقصد العلاج ويقول: نحن لا نعتقد هذه العقائد الفاسدة، فنيتنا حسنة نريد الخير، ومقصدنا الاستشفاء والتداوي فكلامه مردود عليه؛ إذ قرر النبي صلى الله عليه وسلم ما يَرُدُّ هذه الدعوى ويدحضُ مثلَ هذه الحجة بقوله: (إنَّ اللهَ لم يجعلْ شفاءَكم فيما حَرَّم عليكم) فكيف إذا كان هذا العلاج مشوبا بما يُضاد التوحيد وينافيه، ومبنيا على تصوراتٍ تخالف الدين القويم ومبانيه، لا شك أن الأمر أعظم والبلية أشد، كما أن تعليق ما يكون على شكل التمائم وصورها مما يتخذ للزينة والجمال وإن لم يُقصد بلبسه الاعتقادُ الفاسد محرم لأن فيه مشابهةً لمن يلبسها اعتقادا.
 
وتحدث فضيلته في خطبته الثانية عن تزود المسلم بالعلم النافع فقال : ومن سمات المسلم: استزادته من العلم النافع كما قال تعالى: (وقل رب زدني علما) وبذلك تفتح له أبواب العلوم والمعارف ويدفع الجهل عن نفسه ويعمل على بصيرة؛ فلا بد للعبد مِن قوة علمية تبصره وتهديه، حتى يجمع بين العلم النافع والعمل الصالح، وهولا ينفك عن سؤال ربه أن ينفعه بما علمه، ويعلمه ما ينفعه؛ فكلما ازداد العبد علما بالله كان أكثر صلة به وأقوى إيمانا وأصلب عقيدة وأبعد عن الشكوك والوساوس والأوهام.
 
ومن سمات المسلم: ثباته على الدين فلا ينقلب على عقبيه ولا يغير ولا يبدل شيئا مما عاهد الله عليه، بل يوفِى بعهده أكمل وفاء قال تعالى: (مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُم مَّن قَضَىٰ نَحْبَهُ وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا) وقال عز من قائل: (وَمَنْ أَوْفَىٰ بِمَا عَاهَدَ عَلَيْهُ اللَّهَ فَسَيُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا) ولا يرجع إلى ما حرم الله بعد إذ أنقذه الله من الغواية والعمى؛ فشر العمى الضلالة بعد الهدى والحور بعد الكور بل يظل دائم السؤال لربه ألا يفتنه وأن يمسِّكَه بالدين حتى يلقاه؛ طلبا للثبات على الدين وخوفا من الزيغ والافتتان، ولا غرابة في ذلك فقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يكثر أن يقول (يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك).
 
ثم تحدث فضيلته في ختام خطبته عن المحافظة على السمات وان علامات القبول ثبات المؤمن على  مرضاة ربه فقال : بعد انقضاء مواسم الخيرات ينظر المرء حاله، فمن علامة القبول فيها ثبات المؤمن على دوام المسارعة إلى مرضاة الله بجليل الطاعات وعظيم القربات واغتنام الفرص والأوقات والتعرض للنفحات. 
 
ونحن في ميدان سباق ومضمار عمل في هذه الحياة، فلا يتوقف المرء عن العمل ولا ينقطع عن العبادة حتى الممات (واعبد ربك حتى يأتيك اليقين) فلا تنحصر العبادة في وقت ولا مكان ولا حال. 
 
وها هي الأعوام والشهور تمضي والأيام والساعات تنقضي، وكم في ذلك من تذكرة وعبرة! وليس الاعتبار بأن يعمر المرء ويطول بقاؤه في الدنيا، بل بإحسان العمل فخير الناس من طال عمره وحسن عمله وشر الناس من طال عمره وساء عمله كما أخبر بذلك الصادق المصدوق صلى الله عليه وسلم.
254325163687894737675773
 
ثمن معالي الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي فضيلة الشيخ الدكتور عبدالرحمن بن عبدالعزيز السديس، جهود القيادات الأمنية بكافة قطاعاتها في إنجاح موسم الحج الاستثنائي لعام ١٤٤٢هـ، وما قدم من تعاون مشترك مع كافة الجهات المشاركة بالمسجد الحرام.
 
وأشاد معاليه بما قدم من قبل الجهات الأمنية المشاركة في خدمة ضيوف الرحمن من إسهامات في الحفاظ على أمن وسلامة الحجاج والمعتمرين والزوار، وتنظيم أدائهم ليؤدوا مناسكهم في أجواء من الطمأنينة والروحانية ووفق منظومة عالية من الإجراءات الاحترازية والبرتوكولات الصحية للحفاظ على النفس البشرية.
 
وأكد معاليه على تعزيز التعاون مع الجهات الأمنية بكافة قطاعتها بالمسجد الحرام والمسجد النبوي، وكيفية تطوير وتعزيز العلاقات المشتركة بينها بما يساهم في تقديم كافة الخدمات لضيوف وعمار المسجد الحرام، وتحقيق تطلعات القيادة الرشيدة -حفظها الله -في خدمة قاصدي الحرمان الشريفان. 
 
وختامََا دعا معاليه أن يجزي خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين -حفظهم الله- كل الجزاء، على ما يقدمونه من جهود عظيمة ومتابعة مستمرة لخدمة قاصدي الحرمان الشريفان، وأن يحفظ أمن واستقرار هذه البلاد، وبلاد المسلمين كافة.
أعلنت الوكالة المساعدة لشؤون المكتبات والمطبوعات والبحث العلمي النسائية المتمثلة بالقسم النسائي بمكتبة الحرم المكي الشريف اختتام برامج موسم الحج، تحقيقاً لأهدافها المجتمعية والتثقيفية والتي أقيمت (عن بُعد)، خلال الفترة من 4/7/2021م وحتى 2/8/2021م
هذا وقد حرصت المكتبة على تقديم باقة متميزة من البرامج الثقافية المتنوعة منها (الهدايات الربانية في التعامل مع الشائعات- المبدع الصغير- مدخل إلى علم النفس السيبراني)، حيث بلغ إجمالي الحضور في الموسم ما يقارب (134) مستفيد شملت جميع الفئات العمرية، قدمها نخبة متميزة من المدربين، بلغت نسبة رضا المستفيدين فيها (98%) ،إضافة لتقديم شهادات الحضور مجانًا لجميع المستفيدين.
كما توجهت سعادة الوكيل المساعد لوكالة شؤون المكتبات والمطبوعات والبحث العلمي النسائية الأستاذة ابتهال علي الجعيد بالشكر والثناء للأساتذة الأفاضل مدربي البرامج والموظفات القائمات على تفعيل هذا البرنامج تثمينًا لجهودهم على ما قدموه.
ويأتي ذلك بناءً على توجيهات كريمة من معالي الرئيس العام بشؤون المسجد الحرم والمسجد النبوي الشيخ الدكتور عبدالرحمن بن عبدالعزيز السديس وحرصت على إثراء الجانب الثقافي والمعرفي بتقديم البرامج والعلوم النافعة لكافة شرائح المجتمع.
 
نفذت الإدارة العامة لأكاديمية المسجد الحرام ممثلة في وحدة المدربين، دورة تدريبية عن بُعد بعنوان: (تصحيح التلاوة) لأبناء منسوبي ومنسوبات الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي.
وقد تضمنت الدورة عدة محاور؛ كان من أهمها: تطبيق أحكام التلاوة والتجويد بإتقان، ونطق الحروف نطقاً عربياً صحيحاً من مخارجها وبكامل صفاتها، وتعلم الوقف والابتداء، وإجادة قراءة الكلمات بعلامات الإعراب الصحيحة، وقدمها سعادة المدرب الأستاذ منهال شاغف
وأوضح سعادة مدير الإدارة العامة لأكاديمية المسجد الحرام الأستاذ أحمد بن عيد الوذيناني أن الأكاديمية تواصل تقديم عدد من الدورات عن بُعد، وذلك إنفاذاً لتوجيهات معالي الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي الشيخ الدكتور عبد الرحمن بن عبد العزيز السديس؛ لتطوير الكوادر البشرية، بما ينعكس إيجابا على الخدمات المقدمة لزوار بيت الله الحرام، والاستفادة من وسائل التقانة.