قامت وكالة الخدمات الاجتماعية والتطوعية والإنسانية بالرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي، ممثلةً بالإدارة العامة لتنسيق الأعمال التطوعية ضمن مبادرة "تطوع"  بتوزيع المظلات الشمسية على المعتمرين للوقاية من أشعة الشمس، ويأتي ذلك ضمن برنامج حملة الرئاسة (خدمة معتمرينا شرفاً لمنسوبينا) ، والذي يهدف إلى تقديم عدة مبادرات تطوعية لتوفير أرقى وأفضل الخدمات لقاصدي بيت الله الحرام، أوضح ذلك سعادة مدير عام الإدارة العامة لتنسيق الأعمال التطوعية الأستاذ عادل بن رجا الله الجهني.
وأكد سعادة مدير عام الإدارة العامة لتنسيق الأعمال التطوعية الأستاذ عادل بن رجا الله الجهني استعدادات الإدارة العامة لتنسيق الأعمال التطوعية منذ وقت مبكر لتوفير المظلات الشمسية وتوزيعها على المعتمرين في صحن الطواف، وأضاف الجهني بأن هذه المبادرات تأتي إنفاذًا لتوجيهات معالي الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي الشيخ الدكتور عبدالرحمن بن عبدالعزيز السديس .
وقال م تقديم العديد من المبادرات التطوعية لخدمة ضيوف الرحمن والاهتمام بقاصدي المسجد الحرام وإثراء تجربتهم وتقديم خدمات الضيافة لهم وفق خطة الرئاسة التطويرية 2024 المنبثقة من رؤية المملكة الطموحة 2030 لتوفير كافة الخدمات والتسهيلات وتفعيل المبادرات النوعية وتسخير كافة الإجراءات وتذليل العقبات لقاصدي المسجد الحرام ليؤدوا مناسكهم بكل يسر وسهولة وراحة وطمأنينة.
وفي الختام رفع الجهني شكره إلى معالي الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي الشيخ الدكتور عبدالرحمن بن عبدالعزيز السديس على دعمه المتواصل ومتابعته المستمرة وحرصه الدائم على تجويد وتطوير منظومة الخدمات التطوعية وتسخير كافة الإمكانات المتاحة لخدمة ضيوف الرحمن وتقديم أرقى وأفضل الخدمات على أعلى معايير الجودة وتحقيق الريادة في استدامة التطوع، ويأتي ذلك بمتابعة من قبل سعادة وكيل الرئيس العام للخدمات الاجتماعية والتطوعية والإنسانية الأستاذ خالد بن فهد الشلوي.

7268B8BD 33AA 47F8 9AF7 86F48B31EED585081CE8 8C91 4947 B5F0 4793F3299E41ECE2377B 9CC2 4938 B4AD A2645F59F606FB032033 F9D6 4B8D BEFF 9CD02DD5D31F


أطلقت وكالة الشؤون التوجيهية والإرشادية والإدارة العامة للحلقات والمقرأة الإلكترونية ممثلة بإدارة الحلقات القرآنية وبالتعاون مع الوكالة المساعدة للشؤون التوجيهية والإرشادية النسائية البرنامج التعليمي الدائم للحلقات القرآنية بالمسجد الحرام، على أوقات وفترات متعددة تناسب أوقات الطلاب والطالبات .

أوضح ذلك سعادة مدير إدارة الحلقات القرآنية الأستاذ عمر بن عمير المعبدي، أن البرنامج التعليمي يستهدف الطلاب والطالبات الراغبين في صحبة كلام الله عز وجل "حضورياً " في رحاب المسجد الحرام، عبر مسارات متنوعة ومستويات متدرجة تراعي أعلى درجات الإتقان والجودة التعليمية.

وأفاد المعبدي أن البرنامج  التعليمي لهذا العام 1444هـ أنضم فيه من جميع الفئات العمرية الصغار والشباب والكبار رجالاً ونساء ،وبلغ عدد المتقدمين ما يزيد عن 2400 طالب وطالبة، وانطلق البرنامج في اول اسبوع بقسم الطلاب، حيث انتظم فيه حتى اللحظة ما يزيد عن 400 طالب، تم توزيعهم على 30 حلقة وموزعه على 6 فترات على مدار الساعة، وقد حدد بدروم توسعة الملك فهد للطلاب من الأبواب (75 و 76 و 77 و 81 و 82 و 83).

فيما اوضح سعادته أن قسم الطالبات سينطلق مع يوم الأحد القادم في التوسعة الشمالية للطالبات من باب رقم (114)، على عدة فترات من الفجر إلى العشاء

  وأكد سعادته أنه من الأهداف للبرنامج تقديم خدمة تعليمية نوعية تليق بقداسة المكان وعظمة الرسالة ،‫ وإعداد جيل قارئ وحافظ لكتاب الله، ومتخلق بأخلاقه، وتفعيل دور المسجد الحرام لخدمة القرآن الكريم وإقرائه، وحفظ أوقات الطلاب، بما يعود عليهم بالنفع والبركة ونشر ثقافة حفظ كتاب الله والترغيب فيه.‬

وأوضح سعادته أن التسجيل ما زال متاحاً لكافة فئات المجتمع الطلاب والطالبات والموظفين والمتقاعدين الراغبين في حفظ كلام الله عز وجل بين جنبات وأروقة المسجد الحرام ، وذلك عبر الرابط التالي:
https://cutt.us/QHrem

واختتم تصريحه أن هذه البرامج تأتي إنفاذًا لتوجيهات معالي الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي الشيخ الأستاذ الدكتور عبدالرحمن بن عبدالعزيز السديس ، وبمتابعة مستمرة من قِبل فضيلة وكيل الرئيس العام للشؤون التوجيهية والارشادية الشيخ عبدالله بن حمد الصولي، سعياً في بذل المزيد من الجهود لإبراز دور الرئاسة التعليمي والتوجيهي والإرشادي وتقديم أرقى الخدمات لقاصدي بيت الله الحرام تحقيقاً لتطلعات ولاة الأمر – حفظهم الله – .

0A3FA6B5 EA8B 4F55 A811 EE5680859AF9043456DE 0429 470F 9B7E 41C35F48CD051B6A621D BC44 44E3 A961 A03E5F79203F1F5D7359 A8B7 4032 B8B9 B709B8DAAD7E2A759E00 4B7C 4D83 B69A 4AFB5474BC5E5B36984A 5DF6 428B 922B AB00EF00C67D6D3C67C2 EDC1 410A 9309 02022FDE105B49E6CF6F 2D48 4C17 B016 C1BBD61E064E70D61B75 1662 4817 87A2 0009836D958CF14A0D2C 4AB7 4EC9 A118 8E1969467DC4DF579E60 9C06 4D7A B3FD 2D41909D7063DB863F0D 06C4 42D1 93B7 24526E19940AD3694EBE 1BB0 40A2 8667 64370FE6A9B2C436B7A9 EDCE 4ECA BA3D 477BBE78FCA7


أكد سعادة وكيل الرئيس العام للخدمات وتحقيق الوقاية البيئية المهندس أحمد بن عمر بالعمش ان القاطرة الكهربائية التي استحدثتها الوكالة لنقل كبار السن والأشخاص ذوي الإعاقة خلال أداء الطواف والسعي بالمسجد الحرام تؤكد حرص الوكالة الدائم على تقديم أفضل الخدمات لقاصدي المسجد الحرام وتسهيل أداء مناسكهم بكل يسر وسهولة.

وأشار "بالعمش" إلى أن القاطرة أحد مخرجات الخطط التطويرية التي تعكف وكالة الخدمات وتحقيق الوقاية البيئية على تنفيذها وفق خطط منهجية ومدروسة تتماشى مع توجيهات معالي الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي الشيخ الدكتور عبدالرحمن بن عبدالعزيز السديس نحو تعزيز الخدمات الميدانية بأرقى الوسائل التقنية وتسخيرها في خدمة الحاج والزائر والمعتمر، مشيراً في الوقت ذاته إلى الإشراف والمتابعة المستمرة من مساعد الرئيس العام للشؤون الخدمية والفنية والميدانية سعادة الأستاذ محمد بن مصلح الجابري لتقديم أفضل الخدمات والعمل على تطوير منظومة الخدمات المقدمة في المسجد الحرام بما يحقق توجيهات القيادة الرشيدة -أيدها الله-.

واختتم وكيل الرئيس العام للخدمات وتحقيق الوقاية البيئية تصريحه بتأكيد استمرارية الخطط التطويرية لمنظومة الخدمات الميدانية وعنايتها بتقديم خدمات متطورة تتماشى مع أحدث المعايير والمواصفات العالمية ومتطلبات العصر الحديث، منوهاً إلى أن الوكالة تستثمر في الامكانات والطاقات البشرية والآلية لمواصلة سلسة النجاحات وتحقيق التطلعات الكريمة من قيادة المملكة العربية السعودية بالرقي الشامل بمنظومة خدمات الحرمين الشريفين.
نفذت الإدارة العامة للاتصال والتوعية الإعلامية ممثلة في إدارة التوعية الإعلامية بالتعاون مع الإدارة العامة لأكاديمية المسجد الحرام لقاء توعوي،  عن بعد بمناسبة "يوم البيئة العربي" وذلك يوم الخميس الماضي.

وتضمن اللقاء عدد من المحاور وهي جوانب التحسين والتطوير لمخرجات الأعمال والخدمات الخاصة بالوقاية البيئية بالمسجد الحرام، والمبادرات التي تقدمها الرئاسة في حماية البيئة والتنمية المستدامة.

واستضاف اللقاء:  سعادة مدير الإدارة العامة للوقاية البيئية ومكافحة الأوبئة بالمسجد الحرام الاستاذ حسن بن بركات السويهري، و سعادة مديرة وحدة التعقيم والوقاية البيئية بالمسجد الحرام الاستاذ سرا بنت جمعان المطيري.

وتحدث "السويهري" عن الجهود التي قدمتها الرئاسة في الحفاظ على بيئة المسجد الحرام، وعن جوانب التحسين والتطوير لمخرجات الأعمال الخاصة بالوقاية البيئية بالمسجد الحرام.

ومن جانبها أضافت "المطيري" عن المهام الرئيسية في وحدة التعقيم والوقاية البيئية، وعن المبادرات التي تقدمها الرئاسة في حماية البيئة والتنمية المستدامة.

كما عبر سعادة مدير إدارة التوعية الإعلامية بالمسجد الحرام الأستاذ سند الهذلي أن هذا اللقاء يأتي ‏ضمن حملة الإدارة "توعية وإعلام في خدمة قاصدي بيت الله الحرام" التي تهدف ‏إلى رفع مستوى الوعي لقاصدي المسجد الحرام ومنسوبي الرئاسة والجهات المشاركة في خدمة قاصدي المسجد الحرام بالتعاون مع الإدارة العامة للأكاديمية.

ومن جهته أوضح سعادة مدير الإدارة العامة لأكاديمية المسجد الحرام المهندس حسن بن محمد فلاته أن هذه الفعاليات تأتي بتوجيه وحرص  من معالي الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي الشيخ الدكتور عبدالرحمن السديس لمواكبة المناسبات العالمية ورفع مستوى الوعي والإدراك لمنسوبي ومنسوبات شؤون الحرمين .

461F13CC 2AAE 4722 8DB7 1D42551653C9
بمناسبة اليوم العالمي للإبصار نفذت وكالة الخدمات الاجتماعية والتطوعية والإنسانية ممثلة في الإدارة العامة لشؤون الأشخاص ذوي الإعاقة ضمن مبادرة " إبصار " بالتعاون مع وكالة الشؤون التدريبية والتأهيلية والإثرائية بالتنسيق مع جامعة أم القرى لقاء إثرائي توعوي،  عن بعد بعنوان  "كيفية التعامل مع الاشخاص ذوي الإعاقة البصرية بالمسجد الحرام"، وتضمن اللقاء التوعوي عددًا من المحاور المهمة وهي تعريف الإعاقة البصرية وتصنيفاتها، والأساليب الصحيحة والطرق المثلى للتعامل مع هذه الفئة الغالية، وطريقة المرشد المبصر الصحيحة، وبعض من صور الخدمات التي يريدونها الأشخاص ذوي الإعاقة البصرية.

وأوضح سعادة مدير عام الإدارة العامة لشؤون الأشخاص ذوي الإعاقة الأستاذ ماهر بن سعيد السويهري عن أهمية اللقاء التوعوي بالتعاون مع الإدارة العامة لأكاديمية المسجد الحرام لتوعية منسوبي ومنسوبات الرئاسة بالطرق الصحيحة للتعامل الأمثل مع الأشخاص ذوي الإعاقة البصرية وعرض الخدمات التي قدمتها الإدارة في خدمة الأشخاص ذوي الإعاقة في المسجد الحرام، وعن الجوانب المهمة في أساليب تقديم الخدمة والعمل والسعي على تطوير منظومة الخدمات الإنسانية المقدمة لفئة الأشخاص ذوي الإعاقة، وقدم اللقاء سعادة الدكتور نايف بن حسين الحارثي أستاذ مساعد في جامعة أم القرى بقسم اللغة العربية من ذوي الإعاقة البصرية.

ومن جهته ختم سعادة مدير الإدارة العامة لشؤون الأشخاص ذوي الإعاقة الأستاذ ماهر بن سعيد السويهري بالشكر الجزيل للإدارة العامة لأكاديمية المسجد الحرام على تعاونها المستمر في تقديم اللقاءات الإثرائية التوعوية لمنسوبي ومنسوبات الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي وذكر قائلًا أن مثل هذه اللقاءات التوعوية تأتي ‏إنفاذًا لتوجيهات معالي الرئيس العام الشيخ الدكتور عبدالرحمن بن عبدالعزيز السديس حفظه الله لتوعية منسوبي الرئاسة والجهات المشاركة في خدمة قاصدي المسجد الحرام من فئة الأشخاص ذوي الإعاقة البصرية، ويأتي ذلك بمتابعة حثيثة من قبل سعادة وكيل الرئيس العام للخدمات الاجتماعية والتطوعية والإنسانية الأستاذ خالد بن فهد الشلوي.
خطب وأم بالمصلين فضيلة الشيخ الدكتور علي بن عبدالرحمن الحذيفي إمام وخطيب المسجد النبوي الشريف.
وبعد أن حمد الله تعالى بدأ خطبته بقوله: أيها المؤمنون اتقوا الله تعالى بمعرفة حقوقه والقيام بها وزكوا أنفسكم بالأوامر امتثالاً، وبالمنهيات بعداً وبغضاً لها وهجرا، فالتقوى ضمان لرضوان الله عز وجل وللجنات، وأمان من غضب الله ومن الفساد والعقوبات، أيها الناس هلموا إلى النجاة، أقبلوا إلى الفلاح، اسلكوا الصراط المستقيم الذي ينظم مصالح الحياة الدنيا ويرفع سالكه في الآخرة جنات النعيم، تعالوا أيها الناس إلى سعادتكم الأبدية، أجيبوا ربكم إلى ما خلقتم له افتحوا قلوبكم لنداء الله سبحانه، قال تعالى (يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ * الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الأَرْضَ فِرَاشًا وَالسَّمَاءَ بِنَاءً وَأَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجَ بِهِ مِنَ الثَّمَرَاتِ رِزْقًا لَكُمْ فَلا تَجْعَلُوا لِلَّهِ أَندَادًا وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ) ففي هذه الآية يأمر سبحانه وتعالى بعبادته إحساناً من ربنا وكرماً ورحمة، وإعداداً للإنسان وإمداداً له ليرقى في درجات الكمال البشرى في الدنيا بإصلاحها بسنن الله المرضية التي أرشد إليها عباده الصالحين، و ليترقى الإنسان في درجات العبادة ليبلغ ما قدر له من الكمال بهذه العبادة، وليصلح الإنسان نفسه بعبادة ربه التي اشتملت على جميع الأعمال الصالحات، وحفظت العبد من الخبائث والشرور والمهلكات، وضمنت له نعيم الآخرة في الجنات فقد تكفل الله لمن قام بعبادته بالنجاة في الآخرة من العذاب الأليم ذى الدركات، وعبادة الله هي الغاية والحكمة من الخلق قال الله تعالى: (وَمَا خَلَقْنَا السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا لَاعِبِينَ (38) مَا خَلَقْنَاهُمَا إِلَّا بِالْحَقِّ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ).
وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال: لما بعث النبي صلى الله عليه وسلم إلى اليمن معاذ بن جبل قال: إنك تقدم على قوم من أهل الكتاب فليكن أول ما تدعوهم إليه عبادة الله.
وأكمل فضيلة الشيخ: فما فرض الله علينا من العبادات وما نهانا عنه من المحرمات هو بعض حقوق الله علينا، لأن حق الله على العباد أن يذكر فلا ينسى، وأن يطاع فلا يعصى، وأن يشكر فلا يُكفر وأن يحب أعظم من حب النفس والمال والأهل والولد وأن يقدم حبه على حب كل شيء، وأن يتذلل له العبد ويخضع تمام الذل والخضوع ويفرح بهدايته أشد الفرح فالرب هو المستحق للعبادات لذاته لما اتصف به من صفات الجلال والكمال والعظمة والكبرياء والرحمة والقدرة على كل شيء ولما أسبغ على الخلق من النعم الظاهرة والباطنة ولما اتصف به من الأسماء الحسنى، والصفات العلا، وأعظم وأكبر فضل من الله أن بين الله لنا وللناس العبادات التي ترضيه، والمعاصي التي تغضبه وتؤذيه ليكون المسلم عبداً خالصاً لله قوياً بربه منطرحاً على بابه ليعطيه الخيرات ويدفع
عنه الشرور والمهلكات، فالعبادة يرفع الله بها شأن الإنسان، و قد قال عمر رضي الله عنه: نحن قوم أعزنا الله بالإسلام فإذا ابتغينا العزة بغيره أذلنا الله، فأقوى إنسان في الوجود هو الموحد، و أضعف إنسان في الوجود هو المشرك بالله.
وأضاف: ، فأي نعمة أعظم من نعمة العبادة لله وحده لاشريك له، التي يعافى بها العبد من رقة وعبودية الآلهة والمعبودات الكثيرة التي لاتعد و لاتحصى ولا تنفع من الأصنام والأوثان، والأهواء المظلة التي تصد عن الحق قال سبحانه: (أَرَءَيْتَ مَنِ ٱتَّخَذَ إِلَٰهَهُۥ هَوَىٰهُ أَفَأَنتَ تَكُونُ عَلَيْهِ وَكِيلًا)، والشبهات المكفرة باتباعها، إلى غير ذلك مما يوقع في الشرك بالله تعالى والعبادات لله سبحانه هي عبادات القلوب، وعبادات الجوارح والأعضاء فعبادات القلوب أفضل وأجل وهي الدعاء والإخلاص والإيمان واليقين والتقوى والإحسان والتوكل والإنابة والمحبة والرغبة والرهبة والخوف والرجاء، والحب في الله والبغض في الله والزهد والورع إلى غير ذلك من أعمال القلوب وممن فسر هذه المعاني العظيمة الإمام ابن جرير وابن كثير في تفسيريهما والإمام ابن القيم في مدارج السالكين بما لا مزيد عليه تفسيراً
كالعسل المصفى، و الصحابة رضي الله عنهم فاقوا الأمة باعتنائهم وتحقيقهم عمل القلوب فهي
أساس عمل الجوارح، وعمل الجوارح هو أركان الإسلام الخمسة وما بعدها تابع لها، أتدرون
لماذا كانت العبادات لله تعالى هي الغاية والحكمة من خلق هذا الوجود وما فيه؟ لأن الوجود
لا يصلح إلا بها، ولأن عبادة الله هي التي تحفظ حقوق الله وهي الوسيلة إليه، وتحفظ حق رسوله صلى الله عليه وسلم ثم تحفظ حق الوالدين وحق ولي الأمر وحق الأقرباء وحق الخلق بعضهم على
بعض، والناس في القيام بعبادات الله درجات بعضها فوق بعض فأعلى الناس درجة في عبادة الله من إذا قام بعمل صالح أراد به رضوان الله وثوابه، فاحرص أن تريد بالعمل رضوان الله أولاً مع رجاء ثوابه.
٢٠٢٢١٠١٤ ١٥٣١٠٢٢٠٢٢١٠١٤ ١٥٣١٠٤٢٠٢٢١٠١٤ ١٥٣٠٥٨

فضيلة الشيخ الدكتور فيصل غزاوي في خطبة الجمعة : إنّ الشيطان عدوّ مخادع، يحرص بعد تكرار العبد الذنب وإسرافِه على نفسه بالمعاصي أن يقع في كبيرة اليـأس من رحمة الله، وإساءة الظن بربه؛ والتي هي أكبر من ذنبه أصلا

أمّ المسلمين اليوم لصلاة الجمعة في المسجد الحرام فضيلة الشيخ الدكتور فيصل غزاوي إمام وخطيب المسجد الحرام، واستهل فضيلته خطبته الأولى قائلاً: مما يجب ألا يغيب عن كل مسلم أنّ الشيطان عدو لا يفتر ولا يقصر عن محاربة العباد قال سبحانه: (إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوًّا)، فهُوَ لا يزال يعادينا بكل ما يستطيع، فَعلينا أن نستفرغ الوسع في محاربته، ونُحرِز أنفسنا من كيده بملازمة ذكر الله؛ ولا نكون ممن قال الله فيهم: (اسْتَحْوَذَ عَلَيْهِمُ الشَّيْطَانُ فَأَنسَاهُمْ ذِكْرَ اللَّهِ ۚ أُولَٰئِكَ حِزْبُ الشَّيْطَانِ ۚ أَلَا إِنَّ حِزْبَ الشَّيْطَانِ هُمُ الْخَاسِرُونَ).

ومن المسائل الدقيقة التي قد تخفى على كثير من الناس وتُعدُّ من مكايد الشيطان الخبيثة ومكره الكبار ألا يكتفي بإيقاع العبد في المحرمات، بل يوقعه أيضا في ترك الواجبات؛ إذ قد يصاحب وقوعَ العبد في المعصية قنوط من التوبة وشعور بالعجز أن ينفك عن حاله؛ فيدفعه ذلك إلى ارتكاب جميع المعاصي ويكون معتقدا أنه مادام مسرفا على نفسه بالعصيان فلا توبة له ويسوغ لنفسه أن يتوقف عن أداء ما افترض الله عليه وأوجب بحجة أنه لا يصلح للعاصي مثله أن يصلي ويصوم وينصح ويأمر بالمعروف وينهى عن المنكر ويفعل الخير، فما أعظم تلبيس إبليس عليه، إذ سوّل له أن يقطع صلته بدينه وما يجب عليه! وهذا حال من يغفل عما ينبغي للمذنب أن يعمل، من التوبة والاستغفار والفزع إلى الصلاة، كما أُرشدنا إليه قال تعالى: (وَأَقِمِ الصَّلَاةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفًا مِنَ اللَّيْلِ إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ذَلِكَ ذِكْرَى لِلذَّاكِرِينَ) وقال صلى الله عليه وسلم: (وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِه، لوْ لَمْ تُذْنِبُوا لَذَهَبَ اللَّهُ بِكُمْ، وَلَجَاءَ بِقَوْمٍ يُذْنِبُونَ، فَيَسْتَغْفِرُونَ اللَّهَ، فَيَغْفِرُ لهم)؛ فيا عبد الله: متى ظفر الشيطان منك بخطيئة وأوقعك في زلة فاتَّبع ما أرشدك إليه نبيك صلى الله عليه وسلم بقوله: (وَأَتْبِعِ السَّيِئَةَ الْحَسَنَةَ تَمْحُهَا)، وإن قُدِّر أن عدت للذنب بعد التوبة؛ فعليك أن تعود مرة أخرى لهذا الدواء الناجع، وتحذر أن يغلبك الشيطان مرتين مرة بإيقاعك في الذنب وأخرى بتركك الطاعة، وتحرص أن تصنع لك مسارًا ثابتًا للطاعة، لا يتأثر بوقوعك في الذنب وارتكابك المعصية، ومهما غلبتك نفسك فيجب ألا تنقطع عن ثوابت العمل اليومية: القرآنِ، والصلاة، والذكر، والدعاء، التي هي زادك الإيماني، وحصنك الحصين؛ فمثلا إذا كنت ممن يحرص على صلاة الجماعة ولك ورد من القرآن والذكر؛ ووقعت في ذنب من الذنوب فلا يحملنك ذلك على ترك شيء من الأعمال الصالحة التي اعتدت عليها، واحذر أن تتحول من حال سيء إلى حال أسوأ؛ فلا تنتقل من حال الاستتار بالمعصية إلى حال المجاهرة والعلانية بها، ولا تنتقل من حال الذنب مع عدم الإصرار، إلى حال الذنب مع الإصرار، ولا تنتقل من حال الاسترسال في الصغائر إلى حال الوقوع في كبيرة، ولا تنتقل من حال الوقوع في كبيرة إلى حال الذي يسوغ لنفسه فعل المعاصي ولا يبالي أيَّ محارم الله انتهك عياذًا بالله.

فيا مخطئا وكلنا ذوو خطأ: لا تكن كحال من كبّله الشيطان، ومنعه من الخير والإحسان، وحجبته معاصيه أن يُصلح نفسه، ويتلافى نقصه؛ فإنّ من الناس مَن إذا نُصِح في ترك شيءٍ من المعاصي امتنع ولم يستجب للنصيحة؛ بحجة أنّ لديه من كبائر العصيان ما لا يعلمه هذا الناصح وأنّ الأمر ليس متوقفا على هذه المخالفة وحسب، وهذا خطأ؛ فكلّ ذنب له توبة تخصّه، ولا تتوقّف التّوبة من ذنب على التّوبة من بقيّة الذّنوب ، كما لا يتعلّق أحد الذّنبين بالآخر، والواجب على العاقل ألا يستجيب لمكر الشيطان وألا ييأسَ من رَوْحِ الكريم المنان؛ إذ إنّ في النفس البشرية فطرةً طيبة تهفو إلى الخير وتُسَرُّ بإدراكه، وتكره الشر وتحزن من ارتكابه، وترى في الحقّ امتداد وجودها وصحّة حياتها.

فعن عمر بن الخطاب رضي الله عنه وأرضاه أنه فَقَدَ رجلا كان يفدُ عليهِ فَقَالَ: مَا فَعَلَ فُلَانُ بْنُ فُلَانٍ؟ فَقَالُوا: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، يُتَابِعُ فِي هَذَا الشَّرَابِ. قَالَ: فَدَعَا عُمَرُ كَاتِبَهُ، فَقَالَ: اكْتُبْ: "مِنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ إِلَى فُلَانِ ابْنِ فُلَانٍ، سَلَامٌ عَلَيْكَ، أمَّا بَعْد: (فَإِنِّي أَحْمَدُ إِلَيْكَ اللَّهَ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ، غَافِرِ الذَّنْبِ وَقَابِلِ التوب، شديدِ العقاب، ذي الطول، لا إله إِلَّا هُوَ إِلَيْهِ الْمَصِيرُ". ثُمَّ قَالَ لِأَصْحَابِهِ: ادْعُوَا اللَّهَ لِأَخِيكُمْ أَنْ يُقْبِل بِقَلْبِهِ، وَأَنْ يَتُوبَ اللَّهُ عَلَيْهِ فَلَمَّا بَلَغَ الرَّجُلَ كتابُ عُمَرَ جَعْلَ يَقْرَؤُهُ وَيُرَدِّدُهُ، وَيَقُولُ: غَافِرِ الذَّنْبِ وَقَابِلِ التَّوْبِ شَدِيدِ الْعِقَابِ، قَدْ حَذَّرَنِي عُقُوبَتَهُ وَوَعَدَنِي أَنْ يَغْفِرَ لِي فَلَمْ يَزَلْ يُرَدّدها عَلَى نَفْسِهِ، ثُمَّ بَكَى ثُمَّ نَزَعَ فَأَحْسَنَ النَّزْعَ وحسنت توبته).

ثمّ بيّن فضيلته أنّ الشيطان عدوّ مخادع، يحرص بعد تكرار العبد الذنب وإسرافِه على نفسه بالمعاصي أن يقع في كبيرة اليـأس من رحمة الله، وإساءة الظن بربه؛ والتي هي أكبر من ذنبه أصلا، ومن أجل دفع هذه المفسدة العظيمة نُهي عن تَقنيطِ الناس مِن رَحمةِ اللهِ، وتيئيس أهل الإجرام والآثام من توبة الله، وقَبُح بالطائع المستقيم أن يعيرَ أحدا بزيغ؛ ففي الحديث (أنَّ رَجُلًا قالَ: واللَّهِ لا يَغْفِرُ اللَّهُ لِفُلانٍ، وإنَّ اللَّهَ تَعالَى قالَ: مَن ذا الذي يَتَأَلَّى عَلَيَّ أنْ لا أغْفِرَ لِفُلانٍ، فإنِّي قدْ غَفَرْتُ لِفُلانٍ، وأَحْبَطْتُ عَمَلَكَ).

إنه مهما طال بعد المرء عن ربه فله أن يتوب مادام في زمن المهلة فقد "أَتَى رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ شيخ كبير هَرِم فَقَالَ: أَرَأَيْتَ رَجُلًا عَمِلَ الذُّنُوبَ كُلَّهَا، فَلَمْ يَتْرُكْ مِنْهَا شَيْئًا، فَهَلْ لَهُ مِنْ تَوْبَةٍ؟ قَالَ: «فَهَلْ أَسْلَمْتَ؟» قَالَ: أَمَّا أَنَا فَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، وَأَنَّكَ رَسُولُ اللهِ، قَالَ: «نَعَمْ، تَفْعَلُ الْخَيْرَاتِ، وَتَتْرُكُ السَّيِّئَاتِ، فَيَجْعَلُهُنَّ اللهُ لَكَ خَيْرَاتٍ كُلَّهُنَّ»، قَالَ: وَغَدَرَاتِي وَفَجَرَاتِي؟ قَالَ: «نَعَمْ» قَالَ: اللهُ أَكْبَرُ، فَمَا زَالَ يُكَبِّرُ حَتَّى تَوَارَى".

عباد الله: إن فضل الله واسع، لا تقتحمه العبارة، ولا تجسر إليه الإشارة، فلا يأس من رحمة الله، بل كلما وقَعَتْ مِن العبد زلة أحدث لها توبة متذكرا على الدوام قول الملك العلام ﴿إِنَّ ٱللَّهَ يُحِبُّ ٱلتَّوَّٰبِينَ وَيُحِبُّ ٱلْمُتَطَهِّرِينَ﴾ ففيه تأنيس لقلوب المتحرجين من معاودة التوبة بعد الوقوع في ذنب ثان؛ فمن عرف عظيم عفو الله وأن رحمته أوسع من ذنوبه لم يقنط من روحه ولم يتوقف عن تجديد توبته فِفي الحديث: ( أَذْنَبَ عَبْدٌ ذَنْبًا، فَقالَ: اللَّهُمَّ اغْفِرْ لي ذَنْبِي، فَقالَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى: أَذْنَبَ عَبْدِي ذَنْبًا، فَعَلِمَ أنَّ له رَبًّا يَغْفِرُ الذَّنْبَ، وَيَأْخُذُ بالذَّنْبِ، ثُمَّ عَادَ فأذْنَبَ، فَقالَ: أَيْ رَبِّ اغْفِرْ لي ذَنْبِي، فَقالَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى: عَبْدِي أَذْنَبَ ذَنْبًا، فَعَلِمَ أنَّ له رَبًّا يَغْفِرُ الذَّنْبَ، وَيَأْخُذُ بالذَّنْبِ، ثُمَّ عَادَ فأذْنَبَ فَقالَ: أَيْ رَبِّ اغْفِرْ لي ذَنْبِي، فَقالَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى: أَذْنَبَ عَبْدِي ذَنْبًا، فَعَلِمَ أنَّ له رَبًّا يَغْفِرُ الذَّنْبَ، وَيَأْخُذُ بالذَّنْبِ، اعْمَلْ ما شِئْتَ فقَدْ غَفَرْتُ لَكَ) يعني: اعمل ما شئت ما دمت كُلَّما أذنَبت ذنبًا جَديدًا تبت من ذنبِك واستَغفَرتَ، قال بعضهم لشيخه: " إني أذنب، قال: تب، قال: ثم أعود، قال: تب، قال: إلى متى؟ قال: إلى أن تُحزن الشيطان، ودَّ لو ظفر منك باليأس والقنوط".

وشدّد فضيلة خطيب المسجدِ الحرام على الرسائل التي ينبغي أن تصل إلى كل مسلم ومسلمة وتبلغ كل ملازم للمعصية؛ وهيَ أن الإنسان مفطور على الفطرة السوية ومحبة الخير وقبوله وإيثاره، وكراهية الشر ودفعه ورفضه، فعلى كل عاص لله أن يجاهد نفسه ويستدعيَ ما لديه من صفات الخير فيُقوِّيَها ويُنَمِّيَها، فكلّما قويت تضاءلت في نفسه نوازعُ الشّرّ، وضاقت مسالك المعصية، وسُدّت منافذ الشيطان، كما عليه ألا يجعل ما ارتكب من العصيان سدًا منيعًا بينه وبين التوبة والغفران، وليعلم أنه لا يضيق على المذنبين ما وسعهم من رحمة أرحم الراحمين وأن أي ذنب مهما كان كبيرا لا يمنع المرء من محاولة العودة عنه ليكون من التائبين، فذاك الرجل الذي قتل مئة نفس رغم ما ارتكب من كبائر الذنوب لم ييأس من حاله وخرج من أرضه تَائِبًا مُقْبِلاً بِقَلْبِهِ إِلَى اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ فتوفاه الله وهو في طريقه إلى الأرض التي أراد أن يعبد الله فيها فأدركته رحمة الله وقبضته ملائكة الرحمة.

عباد الله: إذا فَتَح الله على العبد الموحد بابًا من الخير فعليه أن يلزمه حتى لو كان مقصرا في طاعة الله؛ فمما قصه النبي صلى الله عليه وسلم على أصحابه (أنَّ رجلًا لم يعملْ خيرًا قطُّ، وكان يُداينُ الناسَ، فيقولُ لرسولِه: خُذْ ما تيسَّر، واتركْ ما عَسُرَ وتجاوزْ، لعل اللهَ يتجاوزُ عنا. فلما هلك قال اللهُ له: هل عملتَ خيرًا قطُّ؟ قال: لا، إلا أنه كان لي غلامٌ، وكنتُ أُدايِنُ الناسَ، فإذا بعثتُه يتقاضى قلتُ له: خُذْ ما تيسَّرَ، واتركْ ما عَسُرَ، وتجاوزْ، لعل اللهَ يتجاوزُ عنا. قال اللهُ تعالى: قد تجاوزتُ عنك)، كما أن علينا أن نستثمر جوانب الفطرة النّقيّة التي يولد كلّ إنسان مجبولا عليها؛ فكلّ مولودٍ يولَد على الفطرة، ومادام أن بذرة الخير مهما ضمرت تبقى موجودة في العبد، وإن كان غارقاً في الملذات والشهوات والشرور ومنغمساً فيها؛ فعلى المربين والمصلحين أن يعملوا على تقوية الوازع الدِّيني في الناس، ويستثمروا الخير الكامن في نفوسهم ويتعهدوا بالعناية والرعاية ما لدى العصاة من بقية صلاح أو مروءة، كما يتعهّد الإنسان الزرع الأخضر الصغير لِينمو ويكبَر، ويقضيَ على ما حوله من شجر خبيث.

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ: إِنَّ فُلَانًا يُصَلِّي بِاللَّيْلِ، فَإِذَا أَصْبَحَ سَرَقَ!! قَال: (إِنَّهُ سَيَنْهَاهُ مَا تَقُولُ) وعنه صَلَّى اللهُ أنه أُتي يومًا برجل فجُلِد في شرب الخمر، فقال رجل مِن القوم: اللَّهمَّ الْعَنْهُ، ما أكثر ما يُؤتى به؟ فقال النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم: (لا تلعنوه، فوالله ما علمت إلَّا أنَّه يحبُّ الله ورسوله) وفي رواية قال رجلٌ: ما له؟! أخزاه الله! فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لا تكونوا عون الشَّيطان على أخيكم) كما أن العبد العاصي قد يدركه الله بلطفه فتأتيه موعظة تكون لقلبه موقظة، وقد توجه طاقته ومواهبه نحو الخير فيُنتج نتاجا طيبا كريما، فعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه أنه مر ذات يوم في موضع من نواحي الكوفة فإذا فتيان فُسّاق قد اجتمعوا يشربون وفيهم مغن يقال له زاذان يضرب ويغني وكان له صوت حسن فقال له ابن مسعود: ما أحسن هذا الصوت لو كان بقراءة كتاب الله فأثر ذلك الكلام في نفس زاذان وغير مسار حياته فتاب، وترقى في مراتب الإحسان، واستدرك ما فاته حتى أصبح بعد توبته إمامًا محدثًا ووصف بأنه أحد العلماء الكبار رحمه الله.

وفي الخطبة الثانية أوضح فضيلة الدكتوز غزاوي أنّ مما يدفعنا إلى التوبة استشعارَنا أن الله كتب على نفسهِ الرحمة ووسع الخلائقَ عفوُه ومغفرتُه، وأنَّ رحمته سبقت غضبَه، وباب التوبة مفتوح لديه منذ خلق السماوات والأرض إلى آخر الزمان وأن الله تعالى يريد منا أن نتوب ونُهدى ويريد الشيطان أن نضل ونشقى ففي الحديث: (إن الشيطان قال وعزَّتِك يارب! لا أبرحُ أُغوي عبادَك ما دامت أرواحُهم في أجسادِهم، فقال الرب عز وجل: وعزَّتي وجلالي لا أزالُ أغفرُ لهم ما استغفَرُوني)، فكن عبدالله من الشيطان على حذر واستعذ بمن خلقه وإليه فر، فهو سبحانه على طرده عنك أقدر، فقد حكي عن بعض السلف أنه قال لتلميذه: ما تصنع بالشيطان إذا سوّل لك الخطايا؟ قال: أجاهده. قال: فإن عاد؟ قال: أجاهده. قال: فإن عاد؟ قال: أجاهده. قال: هذا يطول. أرأيت لو مررت بغنم فنبحك كلبها ومنعك من العبور ما تصنع؟ قال: أكابده وأردّه جهدي. قال: هذا يطول عليك، ولكن استعن بصاحب الغنم يكفّه عنك.

واختتم فضيلته خطبتهُ موضحًا أنّهُ مما يُستفاد من قوله عليه الصلاة والسلام: (كلُّ ابنِ آدمَ خطَّاءٌ، وخيرُ الخطَّائينَ التَّوَّابونَ) أنه لا غرابة في وقوع المرء في الذنوب لكن الغرابة أن يستمرئ المعاصي والعيوب وأن يستمر في طريق الغواية ولا يسلك سبيل الهداية، وليس الخطر أن يُخطئ العبد بعد استقامته لكن الخطر في عدم اليقظة التي ترده إلى الله بعد إساءته، فيا أخا الإسلام: بادر بالتوبة ولا تتردَّد ولا تسوف، ولا تَبْعُدْ عن ربك ولا تقطع صلتك بمولاك.
فإلى كل من استزله الشيطان، وإلى كل من حاد عن سبيل الرحمن، وإلى كل من بعد عن ربه المنان، وإلى كل من أسرف على نفسه بالعصيان، وإلى كل من أثقلته الخطيئات، وإلى كل من أصابه اليأس من رحمة رب البريات، وإلى كل من غلبه هواه فأظلم قلبه، وضاق صدره، وإلى كل من ظنّ أنّه فقد الأمل في التوبة فعسر أمره؛ إلى كل هؤلاء أقولُ لكم: تذكروا أن ربكم رحيم غفور، عفوٌّ شكور، متى أقبلتم عليه قبلكم، مهما عظم ذنبكم، ومهما كان من أمركم؛ ففي الحديث: (إن الله عز وجل يبسط يده بالليل ليتوب مسيء النهار، ويبسط يده بالنهار ليتوب مسيء الليل، حتى تطلع الشمس من مغربها).

فاهرعوا إلى من وثقت بعفوه هفوات المذنبين فوسعتها، وعكفت بكرمه آمال المحسنين فما قطع طمعها، وخرقت السَّبعَ الطِّباق دعواتُ التائبين والسائلين فسمعها، إنه أرحمُ بعباده من الوالدة بولدها، وأفرحُ بتوبة التائب من الفاقد لراحلته التي عليها طعامه وشرابه في الأرض المهلكة؛ أفلا يجدر بنا وهذا شأن ربنا أن نقبل عليه ونؤوب إليه؟! ونحن أحوج ما نكون لمغفرته، ولا غنى لنا طرفة عين عن رحمته، بلى والذي نفسي بيده؛ فلنحذر أن تعيقنا ذنوبنا؛ ونمتنع عن الإقبال على ربنا فنبقى في العصيان على حالنا.

68918ED4 C10C 4A9B 8051 A808FCF82FDBB367C46D DF36 4A3C BC3B F8CEDDF07A2CEBD19D98 2230 4F3F A11A 4B2E07020E2D
اطلع معالي الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي الشيخ الدكتور عبد الرحمن بن عبدالعزيز السديس على ممر باب السلام في رحاب المسجد النبوي رافقه عدد من وكلاء معاليه وقيادات الوكالة. 
وقد أشاد معاليه بالجهود الكبيرة التى يبذلها منسوبي الوكالة من خدمة وأداء وتسهيل وتنظيم إدارة الحشود بالتزامن مع موسم العمرة ١٤٤٤ه . 
جاء ذلك خلال تفقد معاليه أثناء زيارته للمسجد النبوي والوكالة لضمان تقديم كافة الخدمات بجودة عالية لزوار المسجد النبوي .
اطلق معالي الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي فضيلة الشيخ الدكتور عبدالرحمن بن عبدالعزيز السديس مشروع المكاتب الذكية للباحثين والزوار في مكتبة المسجد النبوي.
وأكد معاليه أن هذا المشروع سيسهل على الباحثين وطلاب العلم والزوار سهولة الوصول لمرادهم عبر الوسائل التقنية ، والتي ستساهم في رقي الخدمات المكتبية لدى الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي. 
وذكر وكيل الرئيس العام لشؤون المكتبات والشؤون الثقافية الأستاذ رشيد الرفيعي ان عدد المكاتب الذكية ٥٠ مكتب، و مزودة ب٥٠ كرسي طبي في إطار التحول الرقمي و أنسنة الخدمات المقدمة للزائرين في المكتبة الرقمية الذكية بمكتبة المسجد النبوي .
واختتم معاليه بدعاء الله عز وجل أن يكلل هذه الجهود المباركة بالتوفيق والنجاح والسداد لخدمة الحرمين الشريفين وقاصديهما.
ناقش معالي الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي الشيخ الدكتور عبدالرحمن بن عبدالعزيز السديس وكيل معالي الرئيس العام للاتصال والشؤون الإعلامية الدكتور سعد بن علي الأسمري، والمنسق الإعلامي لمكتب معالي الرئيس عمار بن دخيل الله الأحمدي بمكتب معاليه في مبنى الوكالة آخر المستجدات الاعلامية في المسجد النبوي.   
وبحث معاليه مع مسؤلي الإعلام الجهود الإعلامية التي تبرزها الوكالة في كل ما يخص المسجد النبوي الشريف وجهود ولاة الأمر حفظهم الله في خدمة زوار المسجد النبوي .  
 كما شكر معاليه منسوبي الإعلام بالوكالة على ما قدموه من خدمات إعلامية هادفة ، والتي تخدم الزائر، والمشاهد، في كل ما يخص المسجد النبوي، وفق تطلعات ولاة الأمر حفظهم الله.