تعتزم وكالة الشؤون التأهيلية والتدريبية والإثرائية ممثلة في الإدارة العامة لأكاديمية المسجد الحرام بالتعاون مع وكالة الشؤون التقنية والتحولات الرقمية والذكاء الاصطناعي إقامة لقاء تعريفي بوكالة الشؤون التقنية والتحولات الرقمية والذكاء الاصطناعي يقدمه سعادة الأستاذ فيصل بن فهد المنعمي، وذلك يوم الاثنين الموافق ١٤٤٣/٠٦/١٤هـ. أوضح ذلك سعادة وكيل الرئيس العام للشؤون التأهيلية والتدريبية والإثرائية الدكتور وليد بن صالح باصمد.
من جانبه بين مدير عام الإدارة العامة لأكاديمية المسجد الحرام المهندس حسن بن محمد فلاته، أن هذا اللقاء سيتضمن التعريف بالوكالة ومهامها والخدمات التي تقدمها. وسيكون اللقاء عن بعد وعبر برنامج زووم :
https://us02web.zoom.us/j/83771854616?pwd=UDJzdFpZVWlUYWxGa2ZmeDE3WHp0UT09

Meeting ID: 837 7185 4616
Passcode: 33

وأكد فلاته أن هذه اللقاءات تأتي بتوجيه من معالي الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي الشيخ الدكتور عبدالرحمن بن عبدالعزيز السديس، لتوضيح الأدوار والخدمات الرئيسة التي تقدمها الوكالات بالرئاسة، مما يسهم إيجاباً في رفع جودة العمل وتحقيق التكامل المنشود في خطط الرئاسة للتطوير الشامل لمنظومة خدمات الحرمين الشريفين (2024).
نفذت وكالة الشؤون التأهيلية والتدريبية والإثرائية، ووكالة الشؤون الإدارية والدعم والتنمية والخدمات المساندة، وفريق الدعم والتمكين لمشروعات الرئاسة، بالتعاون مع هيئة كفاءة الإنفاق والمشروعات الحكومية،دورة تدريبية بعنوان: (إدارة عمليات التشغيل), أوضح ذلك سعادة وكيل الرئيس العام للشؤون التأهيلية والتدريبية والإثرائية الدكتور وليد بن صالح باصمد.
ومن جانبه، أكد سعادة الوكيل المساعد للشؤون التأهيلية والتدريبية والإثرائية الأستاذ أحمد بن عيد الوذيناني أن الدورة التدريبية قد تضمنت:
تخطيط المساحات واستغلالها، ومراقبة المرافق والتخطيط الموسمي، والتخفيف من أخطار الظواهر الطبيعية، وخدمة العملاء وكيفية تطوير إجراءات التشغيل.
وأكد الوذيناني أن وكالة الشؤون التأهيلية والتدريبية والإثرائية ستواصل تقديم عددٍ من الدورات لمنسوبي ومنسوبات الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي، إنفاذاً لتوجيهات معالي الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي الشيخ الدكتور عبدالرحمن بن عبدالعزيز السديس، وذلك لتطوير العملية التدريبية والمنظومة العملية داخل الحرمين الشريفين.
واستفاد من هذه الدورة منسوبي وكالة الشؤون الفنية والتشغيلية والصيانة وإدارة المرافق، ووكالة الخدمات والشؤون الميدانية وتحقيق الوقاية البيئية، وقدمها سعادة المهندس أحمد القرني مدير مشاريع أعلى بإدارة المرافق بهيئة كفاءة الإنفاق والمشروعات الحكومية.



تقوم وكالة الخدمات والشؤون الميدانية وتحقيق الوقاية البيئية بأعمال جليلة في خدمة الحرمين الشريفين وقاصديهما، حيث خصصت أكثر من 12 فرقة تعمل على مدار 24 ساعة لتطهير وتعقيم المسجد الحرام، ويبلغ عددهم (4000) عامل وعاملة، ومن هذه الفرق:

1) فرقة العناصر المعمارية

تختص بتطهير كافة العناصر المعمارية بالمسجد الحرام بما فيه المسعى والتوسعة السعودية الثانية وما يشمله من أعمدة وقباب وعقود وزخارف ونقوش والدرابزين الرخامي المطل على صحن المطاف وجميع العناصر المعمارية للتوسعة السعودية الثانية من الأعمدة الرخامية والقواعد الأكتاف والتيجان والأبواب والنوافذ والمنارات والقباب من الداخل والأسقف وجميع عناصرها الزخرفية والأجزاء النحاسية على أن يتم تطهيرها وتلميعها بالمواد المناسبة لذلك
٢) فرقة النحاسيات
تختص بنظافة وتلميع فوانيس حجر إسماعيل ومقام إبراهيم عليه السلام ودواليب المصاحف وأعمدة الإنارة وجميع الدرابزين والنحاسيات المثبتة بتيجان وقواعد الأعمدة وكذلك سماعات الصوت النحاسية المثبتة بالأسقف وكذلك النحاسيات الموجودة بالساحات.
٣) فرقة أعمال غسيل السجاد
تقوم بغسل سجاد المسجد الحرام بمغسلة كدي وتجفيفه وكنسه بعد التجفيف وتعطيره بمادة خاصة بالسجاد ومن ثم لفه بعناية وفق برنامج معد لذلك
٤) فرقة السلالم والمصاعد الكهربائية
تقوم هذه الفرقة بغسل وتنظيف السلالم والمصاعد الكهربائية باستخدام المواد الخاصة بالاستنلس حسب برنامج معد لذلك
٥) فرقة الدرج والمنارات
تقوم هذه الفرقة بصنفرة الدرج الثابت وإزالة أي أوساخ متراكمة عليه والمنارات وفق برنامج معد لذلك
٦) فرقة المجمعات
تقوم هذه الفرقة بأعمال نظافة المجمعات بصفة يومية وصنفرتها حسب البرنامج المعد لذلك
٧) فرقة السطح
تقوم هذه الفرقة بغسيل السطح وتنظيف الأعمدة وقواعد الألمنيوم الموجودة به
٨) فرقة الطوارئ
تقوم هذه الفرقة بأي أعمال إضافية يتم طلبها سواء لداخل أو خارج الحرم لكي لايتم سحب العمالة الخاصة بنظافة الحرم من مواقعهم
٩) فرقة غسيل المشايات البلاستيكية داخل وخارج الحرم وإعادة نشرها مرة أخرى بعد تجفيفها ومتابعتها بعد فرشها
١٠) فرقة تنظيف واجهات المسجد الحرام
تقوم بتنظيف القراميد الأخضر على مداخل الأبواب وغسله بالماء
١١) فرقة المناهل
تقوم بنظافة المناهل الموجودة داخل المسجد الحرام وساحاته بعد نزع القريلات وتنظيف وغسيل ماتحتهابالمواد المنظفة والمطهرة
١٢)فرقة كنس السجاد
تقوم بفرش السجاد وكنس السجاد الموجود داخل وخارج المسجد الحرام وتقوم بنقل السجاد من وإلى المسجد الحرام
ويتم رفع السجاد في الحالات الطارئة وتنظيف الوجه الخلفي للسجاد وتبديل السجاد في حالة
تعرضه للماء أو نجاسة مع تأمين البديل
وتأتي هذه الجهود المباركة بتوجيهات من معالي الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي الشيخ الدكتور عبدالرحمن بن عبدالعزيز السديس، وبمتابعة من سعادة وكيل الرئيس العام للشؤون التنفيذية والتطويرية ووكيل الرئيس العام للخدمات والشؤون الميدانية وتحقيق الوقاية البيئية الأستاذ محمد بن مصلح الجابري، لتقديم أفضل وأرقى الخدمات لضيوف الرحمن وفق تطلعات القيادة الحكيمة - أيدها الله - ومواكبة لرؤية المملكة 2030.
IMG 20220115 141810 090IMG 20220115 141749 067IMG 20220115 141754 120IMG 20220115 141757 460IMG 20220115 141739 052IMG 20220115 141741 344IMG 20220115 141743 597IMG 20220115 141746 014IMG 20220115 141734 234
قام سعادة وكيل الرئيس العام للخدمات والشؤون الميدانية وتحقيق الوقاية البيئية الأستاذ محمد بن مصلح الجابري بجولة تفقدية على المسجد الحرام ، اطلع خلالها على سير العمل وجاهزية واستعدادات الرئاسة  لتقديم خدماتها مع هطول الأمطار .
يرافقه ووكيل الرئيس العام للتفويج وإدارة الحشود سعادة المهندس أسامة بن منصور الحجيلي
واشتملت الجولة التفقدية على عدة مواقع في المطاف والساحات وبعض مواقع الإدارات بالمسجد الحرام
وتم حث العاملين على تنفيذ الخطط وبذل مزيد من الجهود لمواصلة التميز في تقديم الخدمة الميدانية لقاصدي المسجد الحرام.
وتاتي هذي  الجولات من حرص الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي على تكثيف الاحترازات وتفعيل الجوانب التقنية وتسهيل المناسك للمعتمرين وللمصلين وإثراء تجربتهم بما يتوافق مع رؤية المملكة (2030) والخطط التطويرية لمنظومة خدمات الحرمين الشريفين (2024).


أم المسلمين اليوم لصلاة الجمعة في المسجد النبوي فضيلة إمام وخطيب المسجد النبوي الشيخ الدكتور عبدالمحسن القاسم واستهل فضيلته خطبته الأولى عن الشباب فقال : جعل الله تعالى في الحياة قوة بين ضعفين؛ وتلك القوة هي عماد حياته، الثمرة في آخرته، قال تعال:{اللَّهُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن ضَعْفٍ ثُمَّ جَعَلَ مِن بَعْدِ ضَعْفٍ قُوَّةً ثُمَّ جَعَلَ مِن بَعْدِ قُوَّةٍ ضَعْفًا وَشَيْبَةً ۚ} .

وسن الشاب هو القوة بعد الضعف، وفيه توقد العزيمة، وعلو الهمة، ونفعهم عبر العصور كبير،
قال قوم إبراهيم عليه السلام عنه{ سَمِعْنَا فَتًى يَذْكُرُهُمْ يُقَالُ لَهُ إِبْرَاهِيمُ } وقال تعالى عن قوم موسى عليه السلام:{فَمَا آمَنَ لِمُوسَىٰ إِلَّا ذُرِّيَّةٌ مِّن قَوْمِهِ} قال السعدي رحمه الله: «أي: شباب من بني إسرائيل، صبروا على الخوف، لما ثبت في قلوبهم الإيمان »، وقال عن عيسى عليه السلام: {وَآتَيْنَاهُ الْحُكْمَ صَبِيًّا} قال ابن كثير رحمه الله: «{وَآتَيْنَاهُ الْحُكْمَ صَبِيًّا} أي: الفهم والعلم والجد العزم، والإقبال على الخير، والإكباب عليه، والاجتهاد فيه وهو صغير حدث السن ».

وقال تعالى عن أصحاب الكهف: {إِنَّهُمْ فِتْيَةٌ آمَنُوا بِرَبِّهِمْ وَزِدْنَاهُمْ هُدًى } قال أبن كثير رحمه الله «فذكر تعالى أنهم فتية وهم الشباب، وهم أقبل للحق، وأهدى للسبيل من الشيوخ ، ولهذا كان أكثر المستجيبين لله ولرسوله صلى الله عليه وسلم شباباً».

ثم ذكر فضيلته تواضع النبي صلى الله عليه وسلم فقال : فمن تواضعه عليه الصلاة والسلام يدني منه صغار أصحابه وضعفاءهم ولا يستكف مجالستهم، فال سعد بن أي وقاص رضي الله عنه "كنا مع النبي ﷺ ستة نفر فقال المشركون للنبي ﷺ: اطرد هؤلاء لا يجترئون علينا، فأنزل الله تعالى: ولا تطرد الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي يريدون وجهه .

وكان صلى الله عليه وسلم يسلم على الكبار، وإذا مر بصبيان خصهم بالسلام، عن أنس رضي الله عنه أنه كان يمشي مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فمر بصبيان فسلم عليهم».

قال ابن بطال رحمه الله: «سلام النبي صلى الله عليه وسلم على الصبيان من خلقه العظيم، وأدبه الشريف وتواضعه عليه السلام وفيه تدريب لهم على تعليم السنن، ورياضة لهم على آداب الشريعة ليبلغوا حد التكليف وهم متأدبون بأدب الإسلام».

والنبي صلى الله عليه وسلم وهو الرجل العظيم كان يمازح الصبيان، قال رد بن الربيع رضي الله عنه: «عَقَلْتُ مِنَ النبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ مَجَّةً مَجَّها في وجْهِي وأنا ابنُ خَمْسِ سِنِينَ مِن دَلْوٍ - أي- أدخل النبي صلى الله عليه وسلم في فمه ماء من وعاء ثم أخرجه من فمه على وجه الصبي» متفق عليه، بل ويسألهم عن طيورهم ويناديهم بكنيتهم ملاطفة لهم، قال أنس رضي الله عنه: «إن كان النبي صلى الله عليه وسلم ليخالطنا حتى يقول لأخ لي صغير يا أبا عمير ما فعل النغير -طير صغير-)» متفق عليه.


واختتم فضيلته خطبته الأولى عن أخلاق العظماء فقال : فكلما علت أخلاق العظماء تواضعت للصبيان، والصغير مجبول على التعلم من الآخرين ،وإدراكه في الحفظ والفهم قد يفوق الكبار، ودين الإسلام موافق لفطرتهم يحبونه ويحبون آدابه وشرائعه، وهدي النبي صلى الله عليه وسلم تنشئتهم عليه، واحتقارهم والإعراض عنهم لا يوافق العقلاء، قال النبي صلى الله عليه وسلم: «بحسب امرئ من الشر أن يحقر أخاه المسلم، أعوذ بالله من الشيطان الرجيم : {لَّقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا}.

وتحدث فضيلته في خطبته الثانية عن هدي النبي صلى الله عليه وسلم فقال: هدي رسول الله صلى الله عليه وسلم أكمل الهدي، وطريقته أكمل الطرق، ومعاملته أرفع المعاملة ، وصغار اليوم هم شباب الغد، وشباب اليوم هم أمل الأمة وعمادها، ومن ابتغى الخير للناشئة فليلزم هدي النبي صلى الله عليه وسلم في تعامله معهم، وبعنايته عليه الصلاة والسلام بصغار أصحابه وشبابهم آل إليهم العلم، وانتفعت الأمة بهم، ومن توفيق الله للصبيان تيسير عالم لهم يعلمهم دينهم، ويؤدبهم بأخلاق الأنبياء عليهم السلام.

77fac6de 7642 48f2 8ad8 82c7eb97dc3e38690e7d cba5 41f0 8a65 6998f186b846c3c473b6 bd8f 4262 8b79 e3aead9d9ab9



قامت وكالة الشؤون الإدارية والتطويرية النسائية ممثلة بالوكالة المساعدة للتخطيط الاستراتيجي والمبادرات وتحقيق الرؤية النسائية الممثلة بإدارة الجودة والتميز المؤسسي، بجولة ميدانية داخل المسجد الحرام وساحاته لقياس رضا القاصدات بالخدمات المقدمة وتجويدها وشمل عدد إحصائيات قياس رضا القاصدات ( ٥٨٠١ ) قاصدة وفق الإجراءات الاحترازية بما يتناسب مع الوضع الراهن.

وأوضحت سعادة الوكيل المساعد للتخطيط الاستراتيجي والمبادرات وتحقيق الرؤية النسائية الأستاذة وداد الثبيتي أن تلك الجهود المنهجية التي تقوم بها الرئاسة للوقوف على مدى رضا زوار بيت الله الحرام عن البرامج والخدمات المقدمة تأتي لرفع مستوى الخدمات وتقديمها بالشكل المتميز وفق الانطلاقة المستقبلية للمبادرات التحويلة والرقمية (2024).

وأكدت الثبيتي أن هذه الأعمال تأتي بإشراف ومتابعة وكيل الرئيس العام للشؤون الإدارية والتطويرية النسائية سعادة الدكتورة كاميليا بنت محمد الدعدي، وفق توجيهات معالي الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي الشيخ الدكتور عبدالرحمن بن عبدالعزيز السديس -حفظه الله- لتوفير كافة الخدمات وأرقاها لقاصدي المسجد الحرام بما ينعكس على جودة الخدمة المقدمة لهم.

6887ee83 a04d 4a13 86c7 346280a148ff


قامت الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي اليوم الجمعة بتوزيع (6000) مظلة على المعتمرين في صحن المطاف والمصلين وعلى العاملين في المسجد الحرام، وذلك ضمن مبادرة (مظلتك بين يديك) أحد برامج حملة الرئاسة العامة التي أطلقتها بعنوان: (خدمة معتمرينا شرف لمنسوبينا) والتي تهدف إلى عدة مبادرات وبرامج لتوفير أرقى وأفضل الخدمات المقدمة لقاصدي بيت الله الحرام.

وذكر سعادة رئيس اللجنة الأستاذ جنادي بن علي مدخلي، بأن المبادرة جاءت ضمن حزمة من المبادرات التي تقدمها الرئاسة العامة لقاصدي المسجد الحرام والهدف منها هو حماية المعتمرين والعاملين في المسجد الحرام من حرارة الشمس دفعا لإصابتهم بالإعياء والتعب وزخات المطر خاصة في ظل ظروف جائحة كورونا والإجراءات الاحترازية التي تطبقها الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي داخل المسجد الحرام.

وقال مدخلي: إن الحملة تسعى لتعزيز الخدمات المقدمة للمعتمرين والزوار وذلك تحقيقا لتطلعات ولاة الأمر -حفظهم الله - ومواكبة لرؤية المملكة ( 2030 ) ويطبق فيها أشد معايير الإجراءات الاحترازية، وإن الحملة تحظى باهتمام وتفاعل من جميع وكالات الرئاسة العامة لاستشعارهم بمسؤوليتهم العظيمة لخدمة ضيوف الرحمن وواجبهم تجاه وطنهم وقيادتهم.

وأكد الأستاذ جنادي حرص واهتمام الرئاسة بالصحة العامة وسلامة الجميع وأن هذه المبادرات تأتي بتوجيهات من معالي الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي الشيخ الدكتور عبدالرحمن بن عبدالعزيز السديس، وبمتابعة فضلية مساعد الرئيس العام ووكيل الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام وشؤون الأئمة والمؤذنين الدكتور سعد بن محمد المحيميد، لتحقيق تطلعات ولاة أمرنا -حفظهم الله - لتقديم أرقى وأفضل الخدمات لقاصدي بيت الله الحرام ليؤدوا نسكهم بكل يسر وسهولة .



1c93b6d2 a005 4d57 82d0 b1c90700128eb9af1c3f 18eb 469a 9286 b10ffcdd47d94e30b5f4 6a52 48a1 bcb9 9ff463526873

أم المسلمين اليوم لصلاة الجمعة في المسجد الحرام معالي فضيلة إمام وخطيب المسجد الحرام الشيخ الدكتور صالح بن حميد فتحدث في خطبته الأولى عن تهذيب النفس والعمل للآخرة فقال : الدنيا تقطع بالأقدام ، ومفاوز الآخرة تقطع بالقلوب .

وإن في النفوس ركونا إلى السهل والهينِّ، ونفوراً عن المكلِّف والشاق ، والحازم يرفع نفسه إلى معالي الأمور ، ويروضها حتى تألف جلائل المطالب ، و تطمح إلى أعالي الذرى ، حتى إذا ما عرفت العزة نفرت من الذل ، وإذا ذاقت لذة الروح استصغرت لذة الجسد .

والفكر لا يحد ، واللسان لا يصمت ، والجوارح لا تسكن ، فإن لم تُشْغل بالعظائم شُغِلت بالصغائر ، وإن لم تستعمل في الخير انصرفت إلى الشر.

فسبحان من أشهد بعض عباده جنته قبل لقائه ، وفتح لهم أبوابها في دار العمل فآتاهم من رَوْحها ، ونسيمها ، وطيبها ، ما استفرغ قواهم بطلبها ، والمسابقة إليها .

حتى قال بعض السلف : إنه لتمر بي أوقات أقول : إن كان أهل الجنة في مثل هذا إنهم لفي عيش طيب .
نعم – حفظكم الله - شتان بين من يُنْعِم بدنا ، ويُهْلِك قلبا ، ومن يُتْعِب بدنا ، ويُسْعِد قلبا : ( حُفَّتْ الجنةُ بالمكاره ، وحُفَّتْ النار بالشهوات).

ثم تحدث فضيلته عن حلاوة الإيمان فقال : يقول الحافظ بن رجب رحمه الله : الإيمان له حلاوة ، وطعم يذاق بالقلوب كما تذاق حلاوة الطعام والشراب بالفم ، والإيمان هو غذاء القلوب وقُوتُها ، كما أن الطعام والشراب غذاء الأبدان وقُوتها ، والجسد يجد حلاوة  الطعام والشراب عند صحته ، فإذا سقم لم يجد حلاوة ما ينفعه ، بل قد يستحلى ما يضره ، فكذلك القلب يجد حلاوة الإيمان إذا سلم من مرض الأهواء المضلة و الشهوات المحرمة ، وإذا مرض وسقم لم يجد حلاوة الإيمان ، بل يستحلى ما فيه هلاكه من الأهواء والبدع ، والمعاصي ، والمنكرات . انتهى كلامه رحمه الله .

ومعنى حلاوة الإيمان استلذاذ الطاعات ، وتحمل المشقات في رضى الله عز وجل ورضى رسوله صلى الله عليه وسلم ، وإيثار ذلك على عرض الدنيا .

وحلاوة الإيمان ولذة العبادة هي راحة النفس ، وسعادة القلب ، وانشراح الصدر عند القيام بالمطلوبات الشرعية من كل ما يحبه الله ويرضاه ، من الأقوال ، والأفعال الظاهرة والباطنة .  

وهي حلاوة تختلف من شخص إلى شخص ، ومن حال إلى حال ، ومن قوة وضعف ، وإقبال وإدبار .

فسبحان من فاوت بين الخلق في هممهم حتى ترى بين الهمتين أبعد ما بين المشرقين والمغربين .

حلاوة الإيمان - عباد الله - مفتاح الثبات على طاعة الله ، ولذة العبادة سر الصمود أمام الفتن .

أيها الاخوة : والقلب إذا خالطته بشاشة الإيمان ، وامتلأت البصيرة بنور الوحي ظهرت فيه هذه الحلاوة ، وبرزت فيه هذه السعادة .

وتحدث فضيلته عن لذة العمل الصالح فقال : لذات الدنيا مصحوبة بالمنغصات والمكدرات ، ولذة العمل الصالح خالصة .

ولذة العمل الصالح لا ملل فيها بل كلما زاد من العمل الصالح زادت اللذة والسعادة .

ولذة الدنيا قد تُفَوِّت على العبد لذة الآخرة ، ولذة العمل الصالح مدركة في الدنيا والآخرة .

أما الأسباب الجالبة لهذه الحلاوة ، فأولها وأهمها تزكية النفس وتطهيرها ، فمن شرب من إناء متسخ فلن يجد الحلاوة التي ينشدها ، ولو أنه نظفه وطهره ، ثم سكب فيه الماء فسوف يجد الحلاوة الكاملة ، والعذوبة التامة ، وكذلك القلب الذي تلبس بقاذورات المعاصي وأدران الخطايا ، وأوساخ الشهوات لا يجد حلاوة الإيمان إلا عندما يطهر وينظف .

وفي الحديث الصحيح : ( ثلاث من فعلهن فقد طَعِمَ طَعْمَ الإيمان : من عبد الله وحده ، وأن لا إله إلا هو ، وأعطى زكاة ماله طيبة بها نفسه ، وزكى نفسه ) .

وفي دعاء النبي صلى الله عليه وسلم : ( اللهم آت نفسي تقواها ، وزكها أنت خير من زكاها ، أنت وليها ومولاها ) رواه مسلم .

ويقول بشر بن الحارث : ( لا يجد العبد حلاوة العبادة حتى يجعل بينه وبين الشهوات حائطا من حديد ) .

ثم تحدث فضيلته عن تزكية النفس فقال : وتكون التزكية بإقامة العبد فرائض الله باطنا وظاهرا ، ولزومِ السنة ، مستعينا بالله ، متبرئا من حوله وقوته ، وأول ذلك توحيد الله عز وجل ، والإخلاص له ، وصدق التوكل عليه ، والاعتماد عليه ، والاستعانة به ، مع محبته ودوام ذكره ، والسكون إليه ، والطمأنينة إليه ، وإفراده بالحب والخوف ، والرجاء والتوكل ، بحيث يكون سبحانه هو المستولي على هموم العبد ، وعزماته ، وإراداته ، وإنما تقر عين العبد بربه على حسب قربه من ربه عز وجل ، فمن قرت عينه بالله قرت منه كل عين ، ومن لم تقر عينه تقطعت نفسه عليه حسرات ، ومن تعلق قلبه بربه ، وجد لذةً في طاعته وامتثال أوامره ، لا تدانيها لذة .

ومن التزكية أن يجاهد العبد نفسه في التوبة من الذنوب ، ويكثر التوبة والاستغفار ، متبرئا من حوله وقوته ، سائلا ربه الإيمان والتوفيق والتسديد .

فإذا رأى انه لا ينشرح صدره ، ولا يحصل حلاوة الإيمان فليكثر التوبة والاستغفار ، ويلازم الاجتهاد بحسب الإمكان ، وبقدر الجهد الطاقة ، إن من اجتهد بالتقرب إلى الله بالفرائض ثم بالنوافل قربه إليه حتى يرقى إلى درجة الإحسان فيصير يعبد الله على الحضور والمراقبة كأنه يراه فيمتلئ قلبه بمعرفة الله ومحبته ، وعظمته ، وخدمته ، ومهابته ، وجلاله ، والأنس به ، والشوق إليه .

والعبد كلما ازداد عبودية الله وافتقاراً ازداد لنفسه ازدراء واحتقاراً ، وتعلَّق قلبه بربه وحده سبحانه ، ولهذا خاف من خاف من الصالحين النفاق على نفسه .

ويقول مطرف بن عبد الله بن الشخير : لأن أبيت نائما وأصبح نادماً ، أحب إلى أن أبيت قائما ، وأصبح معجبا ، فالمعجب لا يصعد له عمل ، وأنين المذنبين أحب إلى الله من زجل المسبحين الُمدِّلين .

وأحب القلوب إلى الله قلب قد تمكن منه الانكسار ، وملكه الافتقار ، فهو ناكس الرأس بين يدي ربه ، لا يرفع رأسه إليه حياء وخجلا .

ومن الوسائل العظيمة الجالبة للذة والحلاوة : الدعاء فهو السلاح الذي لا ينبو ، وقد جاء في الحديث : ( وأسالك نعيما لا ينفذ ، وقرة عين لا تنقطع ) رواه أحمد .

وليكثر العبد من قراءة القرآن بالتدبر ، والتقرب إلى الله بالنوافل بعد الفرائض ، ومداومة ذكر الله ، وإيثار محابه على محاب النفس عند غلبة الهوى ، ومشاهدة بره ، وإحسانه ، وإكرامه ، وإنعامه ، واغتنام وقت السحر ، ووقت النزول الإلهي ، ومجالسة الاخيار والصالحين .

ثم اختتم فضيلته خطبته الأولى بالحديث عن استجلاب حلاوة الإيمان فقال : ومن أعظم ما يستجلب به حلاوة الإيمان ولذة العبادة العناية التامة بأعمال القلوب ، وبخاصة المحبة والرضا ، وفي خبر الصحيحين : ثلاث من كن فيه وجد حلاة الإيمان أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما ، وأن يحب المرء لا يحبه إلا الله ، وأن يكره أن يعود في الكفر بعد إذا أنقذه الله منه كما يكره أن يعود في النار ) .

والمحبة العظيمة تورث شوقا عظيما ، وأعظم لذة في الدنيا أن تشتاق لله كما أن أعظم لذة في الآخرة هي النظر إلى وجهه الكريم ، ، ولهذا جمع بينما النبي صلى الله عليه وسلم في دعائه : ( وأسألك لذة النظر إلى وجهك الكريم ، والشوق إلى لقائك ) ، رواه احمد والنسائي .

يقول بعض السلف : ( أطيب ما في الدنيا معرفة الله ومحبته ، وأطيب ما في الآخرة رؤيته ) .

وقال بعض الصالحين : مساكين أهل الدنيا خرجوا منها وما ذاقوا أطيب ما فيها ، قيل له : وما أطيب ما فيها ؟ قال محبة الله ومعرفته وذكره .

ومن لوازم المحبة الرضا بالمحبوب والرضا عنه ، فذلك من أعظم مقامات الإيمان الذي بتحقيقه تحصل الحلاوة واللذة ، وفي الحديث الصحيح : ( ذاق طعم الإيمان من رضي بالله ربا ، وبالإسلام دينا ، وبمحمد رسولا ) رواه مسلم.
والمحبة والرضا أعلى مراتب الإيمان .

ويصل العبد إلى مقام الرضا إذا التزم ما فيه رضى ربه ومولاه ، قال بعض السلف : ( الرضا باب الله الأعظم وهو مستراح العابدين).

وتحدث فضيلته في خطبته الثانية عن آثار حلاوة الإيمان فقال : أيها المسلمون ومن آثار حلاوة الإيمان ولذة العبادة : الثبات على دين الله فلا يزال العبد في أداء العبادات ، والإكثارِ من الأعمال الصالحات حتى تصير لذته في هذا الاجتهاد ، حتى تراه يشعر بالحسرة في ضياع شيء من وقته ، وفتوره في العبادة .

ومن الآثار كذلك : الرغبة في المزيد من الطاعة فتصير الصلاة قرة عينه ، والصيام متعته ، والذكر أنيسه ، والقرآن العظيم جليسه ، ومن اعظم آثار هذه الحلاوة :أن يحييه الله الحياة الطيبة .

فيكون من أطيب الناس عيشا ، وأشرحهم صدراً ، وأقواهم قلبا ، وأسَرهِّم نفسا ، تلوح نضرة النعيم على وجهه .

واختتم فضيلته خطبته الثانية عن موانع حصول لذة الإيمان فقال: وإذا كانت هذه هي حلاوة الإيمان ، وهذه أسباب تحصيلها ، وآثارها فاعلموا أن من موانع حصولها المعاصي والذنوب ، فإن المعاصي حجاب غليظ يمنع إدارك حلاوة الإيمان ، ولذة العبادة ، لما تورثه من قسوة وغلظة ، وجفاء ، حتى قال بعض السلف : ( ما ضرب الله عبداً بعقوبة أعظم من قسوة القلب ) .

فرب شخص أطلق بصره فحرم نور البصيرة ، أو أطلق لسانه فحرم صفاء القلب ، أو آثر شبهة في مطعم فأظلم صدره ، وحرم قيام الليل ولذة المناجاة .

وذكر ابن القيم رحمه الله : أن من عقوبة الذنب محو لذة الذكر ، والقراءة ، والدعاء ، والمناجاة .
وقد قال أهل العلم : أن أهل المعاصي والذنوب لا يجدون حلاوة العبادة ، ولا لذتها ، ولا يتنعمون بها ، فالعبادة ليست قرة أعينهم ، ولا سرور قلوبهم ، ولا غذاء أرواحهم وحياتهم .

ويقول ذو النون رحمه الله : وكما لا يجد الجسد لذة الطعام عند سقمه ، كذلك لا يجد القلب حلاوة العبادة مع الذنوب .

c3bfe7bb f1d8 4750 a4a1 08698bd330b83b8da38b 8674 4d31 965d a3e7b4b87f587c8da0ec ca5d 4ccf b8d4 166d2c7a1d1c9ab5d4c6 d8e1 4840 aa56 ef7b116caafc642cbbae d7b6 48b0 80ac fbbb83bc73121121f3e4 0709 4143 850b a8943af69f98a96f3bc1 2362 4490 805b 600a27b91484c5b71144 4b84 442e af33 829b9ce4aceacfdfe92b 7403 4786 a64e c276a860eec0d329fcf6 e40d 460f bdbf ffd38cb978511c772e23 ac25 4753 a61e e6d7367a5f85
الحمد لله كتب على أهل هذه الدار الفناء، أحمده سبحانه فهو المتفرد بالبقاء، وأشكره في السراء والضراء، لا إله إلا هو جعل الموت راحة للأتقياء، وسوء مصير للأشقياء، والصلاة والسلام على سيدنا ونبينا محمد خاتم الأنبياء وإمام الحنفاء، وعلى آله السادة الأصفياء، وأصحابه النجباء، والتابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم اللقاء.
أما بعد: فللعلماء في هذا الدين مكانة عظيمة لا تنكر، وفضل كبير لا يكاد يحصر، هم الأمناء على وحي الله، وهم أهل خشيته، وهم النور في الظلمات، والمنار في المدلهمات.
ومن المتقرر لدى أهل العلم أن العلم يذهب بذهاب العلماء مصداقا للحديث.. «إن الله لا يقبض العلم انتزاعاً ينتزعه من صدور الرجال، ولكن يقبض العلم بموت العلماء، فإذا لم يُبْقِ عالماً اتخذ الناس رؤوساً جهالا فسألوا فأفتوا بغير علم فضلوا وأضلوا»، وقد قال أهل العلم في قوله جل وعلا: {أولم يروا أنا نأتي الأرض ننقصها من أطرافها}، إن ذلك هو موت العلماء، كما هو منقول عن ابن عباس -رضي الله عنهما- وعن غيره، وقد قال الحافظ بن عبدالبر: إن العلماء تلقوا هذا التفسير بالقبول.
وقيل: لسعيد بن جبير ما علامة هلاك الناس؟ قال: إذا هلك علماؤهم.
وقال سفيان بن عيينه: وأي عقوبة أشد على أهل الجهل أن يذهب أهل العلم.
الأرض تحيا إذا ما عاش عالمها
متى يمت عالم منها يمت طرف
كالأرض تحيا إذا ما الغيث حل بها
وإن أبى عاد في أكنافها التلف
العلماء هم صمام الأمان ورابطة الاجتماع، يبقى العلم ببقائهم، ويذهب الحق بذهابهم.
وحينئذٍ يتصدر الجهلاء، ومن ثم فلا تسأل عن الفتنة والبلاء.
وفي الحديث عن أبي أمامة -رضي الله عنه- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: «خذ العلم قبل أن يذهب، قالوا: وكيف يذهب العلم يا نبي الله وفينا كتاب الله؟ قال: فغضب ثم قال: ثكلتكم أمهاتكم أولم تكن التوراة والإنجيل في بني إسرائيل فلم يغنيا عنهم شيئاً، إن ذهاب العلم أن يذهب حملته». رواه بن ماجه بسند صحيح.
وفي الحديث الآخر كما في البخاري: «يذهب الصالحون الأول فالأول، ويبقى حثالة كحثالة الشعير أو التمر لا يباليهم الله باله».
يقول سعيد بن المسيب -رحمه الله-: «شهدت جنازة زيد بن ثابت -رضي الله عنه- فلما دُلّي في قبره قال ابن عباس رضي الله عنهما: من سره أن يعلم كيف ذهاب العلم فهكذا ذهاب العلم، والله لقد دفن اليوم علم كثير».
يحفظ الله دينه بالعلماء العاملين المخلصين، أعلام هدى هم النور الذي يهتدى به في الطريق.
ومن أجل هذا جاء الثناء العظيم عليهم في كتاب الله وفي سنة نبيه محمد -صلى الله عليه وسلم- يقول عز شأنه: {يرفع الله الذين آمنوا منكم والذين أوتوا العلم درجات}، ويقول جل وعلا: {قل هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون}، ويقول عليه الصلاة والسلام: (من سلك طريقاً يلتمس به علماً سهل الله به طريقاً إلى الجنة وإن الملائكة لتضع أجنحتها لطالب العلم رضا بما يصنع، وإن العالم ليستغفر له من في السموات ومن في الأرض حتى الحيتان في الماء، وفضل العالم على العابد كفضل القمر على سائر الكواكب، وإن العلماء ورثة الأنبياء، وإن الأنبياء لم يورثوا ديناراً، ولا درهماً وإنما ورثوا العلم، فمن أخذه أخذ بحظ وافر) رواه أبو داوود والترمذي من حديث أبي الدرداء رضي الله عنه.
يقال ذلك كله وقد فقدت البلاد، وأهل العلم قامة علمية شامخة، كانت ملء السمع والبصر، في علمها وفضلها وصلاحها وحضورها وقوتها، إنه سماحة الشيخ، العلامة، الفقيه، الداعي إلى الله، الشيخ الإمام، صالح بن محمد اللحيدان حيث وافته المنية ليلة الأربعاء الماضي 2-6-1443هـ، بعد معاناة من المرض غفر الله له، ورحمه، وأسكنه فسيح جناته، وجعل ما أصابه تكفيراً لسيئاته ورفعاً لدرجاته، وعوض المسلمين وأهل العلم والبلاد خيراً.
أظلمت بعده الديار وقد
كان سراجاً بها وبدراً منيراً
* * * *
إلى الله أشكو لا إلى الناس فقده
ولوعة حزن أوجع القلب داخله
لم يكن -رحمه الله- مجرد مسؤول أو رئيس، بل كان ذا رأي وعزم، وكمال عقل مع أفق واسع، ودراية مستوفية، مع ما وهبه الله من هيبة، ونفاذ بصيرة، وقوة في الحق، وثبات لا يتزعزع.
وأحيط القضاء في عهد سماحته بسياج من الحفظ والهيبة قل نظيره، وكان يحمي القضاة، ويحفظ جانب القضاء، من كل من يحاول أن يتطاول عليه، أو ينال من أهله من جهات أو شخصيات.
إذا هَمَّ لم تردع عزيمة همه
ولم يأت ما يأتي من الأمر هائباً
وكانت له مواقف محمودة، وعزمات مشهودة، حفظ الله به هذا الكيان العظيم، فهو شيخ القضاة وحامي القضاء، صاحب العلم المقصود، والمجلس المشهود.
يدير مجلس القضاء ببصيرة نافذة، وجلد كبير، لا يقوى عليه إلا نوادر الرجال.
كما أنه - رحمه الله - لا تأخذه في الحق لومة لائم، يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر، لا يتأخر في شفاعة، ولا يتوانى عن مساعدة، ذو خبرة واسعة في الدين والدنيا.
ترى في شخصيته النزاهة حين يجملها العلم، وتبصر فيه الإدارة حين يكسوها العقل والخبرة.
إنه أحد الشيوخ الكبار: الكبار في العلم، والخلق، وفي الشخصية القوية النفاذة.
عالم جليل من كبار علماء المسلمين، ومن رموز التدريس والفتيا والدعوة إلى الله، تعلوه المهابة، ويكسوه الجلال.
عرف -رحمه الله- بصلابته بالحق، سطر التاريخ ذكره وهو لا يزال يمشي على الأرض، بعيد النظر، عالي الهمة، قوي الشخصية، صادق اللهجة.
لازم سماحة الشيخ محمد بن إبراهيم -رحمه الله- منذ أن تخرج من كلية الشريعة عام 1379هـ، حتى وفاة الشيخ عام 1389هـ، سكرتيرا له في الإفتاء، ثم كان مساعداً لرئيس المحكمة الكبرى في الرياض، ثم رئيساً لها حتى عام 1390هـ، حيث صار قاضي تمييز ثم عضواً في الهيئة القضائية العليا.
في عام 1403هـ عين رئيساً للهيئة الدائمة في مجلس القضاء الأعلى، ونائباً للرئيس حتى عام 1413هـ، ليكون رئيساً للمجلس بهيئته العامة الدائمة حتى عام 1430هـ.
عضو هيئة كبار العلماء منذ إنشائها عام 1391هـ، وعضو في رابطة العالم الإسلامي.
له نشاط علمي مبارك مشهود في إلقاء الدروس وبخاصة في المسجد الحرام، وفتاوى في برنامج نور على الدرب.
والشيخ -رحمه الله- خطيب بارع متمكن من اللغة وملازم لمنبر الدعوة وإلقاء المحاضرات والدروس والمواعظ، في مساجد الرياض، وفي المسجد الحرام، وبخاصة في موسمي رمضان والحج، وفي الطائف.
وقد امتاز سماحته -رحمه الله- برجاحة العقل وحسن البيان، والحرص على جمع الكلمة، ووحدة صف الأمة، يقف من الأحداث وبخاصة الموجات الفكرية المتطرفة والمسالك المنحلة، يقف موقف العالم رجل الدين والدولة، الذي يوازن بين المصالح والمفاسد من منظور السياسة الشرعية التي هو أحد رموزها.
إضافة إلى المحاضرات والندوات، والمشاركة في مناقشة رسائل الماجستير والدكتوراه.
وغير ذلك من المناشط العلمية المباركة في العلم والتوجيه والإرشاد والإصلاح.
شيخ جليل وما ضمت عباءته
غير المكارم في شتى مباديه
عمر من العلم والتقوى يجملها
صدق الفتاوى لمن قد جاء يفتيه
متواصل مع ولاة الأمر في صدق النصح، وحسن البطانة، نحسبه كذلك والله حسيبه.
لقد رسم القدوة للمسؤولين من بعده -كبارهم وصغارهم- في التبكير إلى الصلاة، فلا يكاد يؤذن المؤذن إلا وهو فيه مصلاه في الصف الأول، ومع أن هذا من أعظم المسؤوليات والواجبات لكنه لم يؤثر أبداً على عمل الشيخ وحفظه لوقت العمل فهو من أول من يدخل مكتبه إن لم يكن أولهم، ومن آخر من ينصرف إن لم يكن آخرهم، فضلاً عن إصطحابه لأعماله التي لم يتم إنجازها في المكتب لينجزها خارج وقت الدوام.
حينما تنظر من يغشى مجلسه في مكتبه أو منزله تراهم ما بين قاض يعرض عليه همومه القضائية في وظيفته أو شأنه الخاص، وما بين صاحب دعوى يطلب منه النظر في دعواه التي لدى القاضي الفلاني، أو المحكمة الفلانية، قد جاءوا إليه من أطراف المملكة المترامية الأطراف، وما بين محتسبين حضروا لإطلاع الشيخ على ما يرون أهمية إطلاعه عليه في شؤون الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ومن طالب شفاعة ليعينه في الوصول إلى حقه، وكل هؤلاء يصدرون من عند الشيخ وقد عالج موضوعاتهم بما تقتضيه الأنظمة، والإدارة، والحكمة والتوجيه بما يعين على حل هذه القضايا، ناهيكم عمن يأتيه من الأمراء والوجهاء للسلام أو أخذ المشورة.
وتأملوا في هذه الواقعة لتدركوا ما عليه الشيخ -رحمه الله- من المسؤولية الشاملة، وليس إدارة القضاء فقط - وأعظم بها من إدارة-، ولكنه يشعر أن مسؤوليته أعظم، وأن التعامل مع من يعمل معه أوسع من أن يكون تطبيق أنظمة، أو إنهاء معاملة أو نحو ذلك على أهميته.
تقول الواقعة: دخل على سماحته أحد القضاة، وقد حصل له حادث مروري مروع، طالباً تمديد إجازته بسبب هذا الحادث، فسأل الشيخُ القاضيَ عن أحواله فأجابه بما يسر الحال، فدقق الشيخ في الأسئلة، والقاضي ظن أنه يريد أن يرى هل هو مستحق لتمديد الإجازة، ولكن مراد الشيخ غير ذلك إذ أدرك الشيخ أن القاضي قد تلفت سيارته بالكامل، فما كان من الشيخ إلا أن اتصل بإحدى وكالات السيارات وعمدهم بصرف سيارة للقاضي، وهو يعرف قيمة السيارة التي تناسب مقام القاضي، فاغرورقت عينا القاضي بالدموع حامداً الله شاكراً أن كان على رأس القضاء مثل هذا العلم الشامخ.
وفي واقعة أخرى عُرِضَ على الملك فهد -رحمه الله- معاملةٌ يرغب فيها صاحبها إصدار أمره بإعادتها لمجلس القضاء لإعادة النظر في بعض وقائعها وأحداثها فرفض الملك وأظهر تضايقه وقال: ما يصل إلينا من الشيخ صالح لا يراجع، فهو أدرى بعمله، ثم أثنى ثناءً عاطراً على الشيخ -رحمهم الله جميعاً-.
وأذكر أننا في هيئة كبار العلماء حينما افتقدناه أول مرة بعدما ألم به المرض أننا فقدنا شيئاً كبيراً، فقد كان له حضوره، وهيبته، ورأيه فيما يعرض من موضوعات.
وأذكر كذلك حينما كلفت بإدارة مجلس القضاء كان بين صدور الأمر الملكي بالتكليف والمباشرة قرابة أسبوعين، وفي هذين الأسبوعين لا يزال المسؤول هو سماحة الشيخ -رحمه الله-، فطلبت زيارته مع أنني أزاوره قبل ذلك فهو في مقام الوالد.
فعندما حضرت عنده في مجلسه استقبلني استقبالاً كريماً، وبعدما أبداه من حفاوة جزاه الله خيراً وأحسن إليه طلبت منه النصيحة والمشورة في هذا الأمر فأبدى لي في هذا شيئاً كثيراً، استفدت منه، ثم قلت له إن هذه المدة المتبقية هي تحت إدارتكم وتوجيهكم فاعملوا ما ترون، وإن كان هناك ما ترغبون من القيام به أو إكماله إن لم يكن الوقت كافياً لإكماله فأنا أكمله على ما توجهون به.
فذكر لي بعض المسائل والموضوعات المرفوعة لدى بعض الجهات الإدارية كالمتبع، فقلت ما أجريتموه لا أخرج عنه، وبالفعل بعدما باشرت العمل كان من المتبع لدى الإدارات والتنظيمات الحكومية أنه إذا جاء مسؤول جديد وثمة موضوعات مرفوعة من المسؤول السابق فإن الإدارة أو الجهة تعيد المعاملات لينظر فيها المسؤول الجديد.
والحمدلله: أتممت الإجراءات على ما بدأها رحمه الله.
أما علاقته بالوالد -رحمه الله- فهي قديمة قبل أن يجتمعا في مجلس القضاء فسماحة الشيخ صالح كان يزاور الوالد كثيراً في الرياض، وفي مكة المكرمة، وفي الطائف، ويحبه ويقدره ويعرف مكانته.
كما كان الوالد -رحمه الله- حفياً به، مقدراً علمه، وفضله، ومكانته، وحرصه على حفظ مكانة القضاء بخاصة، ومكانة العلم وأهله بعامة، وكان الوالد يصطحبه حين يخرج في بعض متنزهاته لما يتصف به -رحمه الله- من أنس، ولطف حديث ومشاركات أدبية، ومطارحات شعرية، فالشيخ صالح إخباري لبق يحفظ من القصص والنوادر والطرائف والأشعار الشيء الكثير ويحسن الإيراد والاستشهاد، والوالد -رحمه الله- يأنس به ويستظرف مجلسه.
وبعد ومع كل هذه الحسرة على فقد أهل العلم والأسى لفراقهم، فلا يأس ولا قنوط، فالخير في هذه الأمة إلى يوم القيامة، وقد مات سيد الخلق، وقدوة العلماء، وإمام الأتقياء، ومن بعده أصحابه النجباء، ثم من تبعهم بإحسان من النبلاء، ولم يزل دين الله باقياً وشأنه ظاهراً.
ولا يزال أهل الحق ظاهرين لا يضرهم من خذلهم ولا من خالفهم.
وقد قال عليه الصلاة والسلام: «إذا أصاب أحدكم مصيبة فليذكر مصيبته بي، فإنما هي أعظم المصائب».
نعم كل مصاب بعد رسول الله -صلى الله عليه وسلم- جلل.
وإنما المقصود هو بيان مكانة العلماء ليعرف مكانتهم، وينهل من علمهم، ويهتدى بهم، ونحفظ منزلتهم.
مات اللحيدان فالأرواح تبكيه
وذاك مسجده ناحت نواحيه
مات اللحيدان ركن العلم في وطني
قوموا إلى العلم يا قوم نعزيه
* * * *
إن العظيم وإن توسد في الثرى
يبقى على مر الدهور مهيباً
* * * *
ولفقده في كل قلب لوعةٌ
ولذكره في حمده ترديد
فزوال ذاك الطود بعد ثباته
ينبيك أن الراسيات تبيد
اللهم ارحم علماءنا ومشايخنا رحمة واسعة، وأبق ذكرهم وعلمهم وفضلهم في أنواره الساطعة، وآثاره النافعة، اللهم من أحييته منهم فبارك في علمه، وعمله، وسعيه، ووفقه، وسدده، وثبته، وأيده، ومن مات منهم فأمطر عليه شآبيب رحمتك، واغفر له، وارحمه، وتجاوز عن سيئاته، وعوض الأمة عنه خيراً، وأصلح عقبه وذريته، إنك كريم جواد سميع الدعاء.
وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين، والحمد لله رب العالمين .
قامت وكالة الشؤون الفنية و التشغيلية و الصيانة و إدارة المرافق بالتعاون مع الهيئة السعودية لكفاءة الطاقة (ترشيد) بإستبدال جميع وحدات الإضاءة التقليدية بمبنى الرئاسة إلى آخرى موفرة للطاقة و ذات جودة عالية بتقنية (LED)
و أكد سعادة وكيل الرئيس العام للشؤون الفنية و التشغيلية و الصيانة و إدارة المرافق سعادة المهندس سلطان بن عاطي القرشي أن عدد وحدات الإضاءة التي تم استبدالها ٣٣٠٠ وحدة إضاءة
و يتضمن ذلك جميع أجزاء المبنى من مكاتب و ممرات ومواقف السيارات
و أضاف سعادته أن المشروع يتضمن تركيب نظام تحكم بالإنارة عن طريق حساسات (motion sensor) للتحكم بعمل الإنارة حسب الأماكن المشغولة وعدم عملها عندما تكون خالية )للزيادة من توفير استهلاك الطاقة الكهربائية
كما أفاد سعادته أن المشروع يستهدف توفير ثلاثين في المئة (%30)من استهلاك الطاقة الكهربائية للمبنى

واختتم "القرشي " حديثه رافعاً خالص الشكر والتقدير لمعالي الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي الشيخ الدكتور عبدالرحمن بن عبدالعزيز السديس لحرصه ومتابعة لتقديم أفضل الخدمات وفي إطار خطة متكاملة تقوم بها الرئاسة تعمل من خلالها على تطوير أصول وأنظمة المسجد الحرام. وبما يحقق توجيهات القيادة الرشيدة – أيدها الله – في العناية والرعاية الجليلة بالحرمين الشريفين .
IMG 20220113 WA0032IMG 20220113 WA0033IMG 20220113 WA0035IMG 20220113 WA0036