عقدت إدارة مراجعة الالتزام بالإدارة العامة للمراجعة الداخلية، اجتماعا مع الإدارات التابعة للإدارة العامة للشؤون الخدمية ، بهدف بحث التحديات وحصرها تمهيدًا لتقويم المخاطر الناتجة عنها، ومن ثم الرفع بالتوصيات اللازمة لمعالجتها.

وأكد سعادة مدير عام الإدارة العامة للمراجعة الداخلية الأستاذ ريان بن حسين العدواني، أن إدارة مراجعة الالتزام معنية بتحديد مدى التزام الإدارات بالإجراءات والتعليمات الملزمة لها، وتحديد أي مخاطر قد تنشأ -لا سمح الله- تؤثر في الخدمات المقدمة لزوار بيت الله الحرام نتيجة لخلل بالالتزام.

من جانبه أفاد سعادة مدير إدارة الالتزام الأستاذ محمد بن غزاي الحكمي، أن هذا الاجتماع الأولي مهم في معالجة التحديات؛ وذلك لترتب إجراءات تقويم المخاطر عليه بعد تحديد التحديات وإجراء العمليات اللازمة حيالها، بدءً من إجراء المقارنات اللازمة تدرجًا إلى الحلول عن طريق تجزئة المشكلات أو تجميعها وانتهاءً بمواجهة المخاطر ومعالجتها أثناء مرحلتي التخطيط والتنفيذ لأعمال المراجعة المستمرة، مع التأكيد على الحصول على ما يكفي من أدلة المراجعة.

IMG 20220918 WA0012IMG 20220918 WA0011IMG 20220918 WA0013

بحث سعادة مدير إدارة الإعلام المؤسسي بالرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي الأستاذ صفوان بن ياسين مليباري، أوجه التعاون الإعلامي مع سعادة مدير مركز التواصل في وزارة الحج والعمرة الأستاذ عاصم بن عبدالرحمن قطب، وذلك في زيارة قام بها فريق وكالة الرئاسة للاتصال والشؤون الإعلامية، إلى مقر الوزارة بمكة المكرمة.

واستمع الفريق إلى شرح موسع عن عمل المركز، والقنوات الاتصالية التي يعمل من خلالها، وكيفية الإجابة عن ما يرد من استفسارات بلغات متعددة، كما اطلع على غرف الاتصال والأنظمة التقنية المستخدمة.

وبين صفوان مليباري أن التعاون والتفاهم المشترك مع الجهات الإعلامية سيسهم في تعزيز الخدمات المقدمة في الحرمين الشريفين، وإيصال رسالتهما السامية للعالم أجمع، من خلال مواكبة التقنيات الحديثة، بما يتماشى مع الرؤية الطموحة للمملكة (2030).

من جهته تقدم عاصم قطب بالشكر لفريق الإعلام بالرئاسة على الزيارة، مشيرًا إلى رغبة المركز، بمزيد من التعاون المستقبلي.

يأتي ذلك في إطار الحرص على تعزيز أوجه التعاون مع الجهات ذات العلاقة بخدمة ضيوف الرحمن، انطلاقًا من توجيهات معالي الرئيس العام الشيخ الدكتور عبدالرحمن بن عبدالعزيز السديس، وإشراف سعادة وكيل الرئيس العام للاتصال والشؤون الإعلامية الأستاذ هاني بن حسني حيدر.

 DSC5105 DSC5115 DSC5116 DSC5125 DSC5132 DSC5150 DSC5151 DSC5157
 
 أقامت وكالة الرئاسة لتمكين المرأة والمبادرات وتحقيق الرؤية النسائية بالرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي وبالتعاون مع الوكالة المساعدة للشؤون الإدارية والتدريبية والإثرائية ممثلة في أكاديمية التدريب النسائية ورشة عمل بعنوان (برنامج مايكروسوفت المطور). 

وأوضحت سعادة وكيل الرئيس العام لتمكين المرأة الأستاذة مرام بنت عبدالكريم المعطاني أن ورشة العمل تهدف إلى تمكين المرأة في الجانب التقني وتنمية قدراتها ومهاراتها المعرفية والرقمية، واقيمت على مدار يومين مستهدفةً "المنسوبات من الإداريات" لشرح برنامج مايكروسوفت المطور وأهم تقنيات استخدامه عبر المنصة الافتراضية زووم، حيث قدمتها سعادة الأستاذة ميسون بنت محمد العُمري من الإدارة العامة للخدمات الاجتماعية والأعمال التطوعية النسائية.

وأشارت المعطاني أن الوكالة تسعى إلى تمكين وتجويد الخدمات على أعلى مستوى وتحقيق الاستفادة الكبرى من التقنية الحديثة والذكاء الاصطناعي في سبيل خدمة القاصدات وتلبية احتاجاتهن والرقي بالمنظومة النسائية بما يتوائم مع الرؤية الطموحة للمملكة ٢٠٣٠م بدعم حثيث من مستشار ومساعد الرئيس العام للشؤون التطويرية النسائية الدكتورة العنود بنت خالد العبود.

انطلاقاً من دور الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي في تفعيل دور القطاع الغير ربحي في خدمة ضيوف الرحمن، فقد عقدت وكالة الرئاسة للتخطيط والمبادرات والموهبة والابتكار وتحقيق الرؤية ممثلةً بالإدارة العامة لمشاريع القطاع غير الربحي اجتماعاً تنسيقياً مع مرصد العمل غير الربحي، بحضور وكالة الرئاسة للخدمات وتحقيق الوقاية البيئية ووكالة الرئاسة للخدمات الاجتماعية والتطوعية والإنسانية لمناقشة إسهامات القطاع غير الربحي في خدمة ضيوف الرحمن وبحث سبل تمكين جهات القطاع في خدمة الزوار والمعتمرين.

ويأتي هذا الاجتماع تأكيداً على أهمية التعاون بين الجهات وتحقيقاً لمستهدفات رؤية المملكة (2030) الرامية لاستقبال (30) مليون معتمر وزائر سنوياً، بالإضافة لرفع مستوى الخدمات المقدمة في الحرمين الشريفين إلى أعلى مستويات الجودة بما يتوافق مع التطلعات الكريمة من القيادة الرشيدة -أيدها الله-وتوجيهات معالي الرئيس العام لشؤون المسجد الحرم والمسجد النبوي وحرصه على التطور المستمر وبحث ما يحسن تجربة قاصدي الحرمين الشريفين.




أعلنت إدارة شؤون الطلاب بمعهد الحرم المكي الشريف عن انطلاق برنامج حفظ المتون العلمية لطلاب وطالبات معهد الحرم المكي الشريف، بَدَأَ من يوم الأحد الموافق ١٤٤٤/٢/٢٢هـ.

وأوضح مدير إدارة شؤون الطلاب فضيلة الشيخ أحمد بن حسين باعيسى أن البرنامج يهدف إلى الارتقاء بمستوى الطلاب العلمي والمعرفي وتجويد مخرجات المعهد والعناية بالتأصيل العلمي، فيحفظ الطالب المتون المقررة في المعهد وغيرها من المتون العلمية التي تعتبر أصولا في علوم الشريعة، حاثّا طلاب العلم على الالتحاق بهذه البرامج النوعية.

وأعرب الشيخ أحمد باعيسى عن شكره لمعالي الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي الدكتور عبد الرحمن بن عبد العزيز السديس على حرصه الكبير ومتابعته المستمرة لما يقدم للطلاب والطالبات وما يصب في ترقيهم في مدارج العلم والمعرفة، كما تقدم بالشكر لفضيلة مدير معهد الحرم المكي الشريف الشيخ صالح بن دخيل ربه السلمي نظير دعمه للبرامج والمبادرات مما يسهم في دفع العملية التعليمية في أروقة المعهد إلى مستويات قياسية ومنشود.


اختلفت الألسنة والألوان واتحدت القلوب والأرواح في أطهر بقعة على البسيطة، في رحاب البيت العتيق وفي يوم الجمعة الفضيل؛ تكثف الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي جهودها وخدماتها المقدمة للقاصدين والقاصدات وتعمل  على توفير كافة الإمكانات التقنية والبشرية لضمان أداء العبادات بكل  يسر وراحة وطمأنينة.

ومن صور تلك الخدمات ماتقوم به الوكالة المساعدة للغات والترجمة النسائية ممثلة في الإدارة العامة للغات والترجمة النسائية في يوم الجمعة من مهام جليلة و مجهودات كبيرة من خلال تجنيد طاقاتها وتفعيل مبادراتها والإسهام في خلق بيئة إيمانية مفعمة بالسكينة؛ إذ تقوم الوكالة بخدمة القاصدات عبر كاونترات موزعة داخل المسجد الحرام يقف عليها عدد من المترجمات المتحدثات بعدة لغات، كذلك يتم توزيع مايزيد عن  (500) سماعة مختصة بسماع الخطب داخل المصليات النسائية، كما تعمل على تفعيل مبادرة "بلغتكم" بخمس لغات مختلفة عبر توضيح سنن يوم الجمعة وأوقات إجابة الدعاء بعدة لغات للقاصدات.


وقد تجول الكادر الإخباري النسائي اليوم في أروقة المسجد الحرام لرصد الأراء ومعرفة الانطباعات حول الخدمات المقدمة والتقت بمجموعة من القاصدات القادمات من كافة أنحاء العالم منهن الحاجة علياء محمد من بريطانيا والتي قالت  "أعبر عن شكري البالغ لما شاهدته من الجهد الجبار والمتكامل من قِبل المترجمات فلم أعاني أي صعوبة، حيثُ الإستماع لخطبة الجمعة باللغة الإنجليزية عبر منصة الحرمين مع استخدام السماعات المختصة التي قُدمت لي"، وأضافت والبسمة تعلو محياها  "في الحقيقة إنني لا أجد عبارات تصور البيئة الروحانية المثالية التي نحظى بها، فشكرًا للكوادر النسائية بجميع مستوياتها على مايبذلن من جهود ليست عملية فحسب بل تعدتها للإنسانية وجزاهن الله خير الجزاء".


وأشادت عائشة رهينا القادمة من الهند لأداء العمرة بالخدمات الجليلة المقدمة قائلةً: "قدمت إلى بيت الله الحرام قبل عدة سنوات ولكن اليوم أبهرتني جدًا التطورات الهائلة في الخدمات المقدمة باللغات المختلفة فقد شد إنتباهي توفير المصاحف بعدة لغات وبيان سنن الجمعة لنا من قِبل المترجمات اللواتي يتحدثن اللغة بطلاقة".

وأبدت الحاجة سعادة تو القادمة من نيجيريا إعجابها الشديد بحسن التنظيم وتميز الخدمات المقدمة بلغتها قائلة "نستطيع التواصل والحصول على الإجابات لما نحتاجه من الخدمات وقد أبهرني وجود كاونترات خاصة للقاصدات الغير ناطقات باللغة العربية".

أما نوڤي من إندونيسيا فرفعت شكرها لله -عز وجل- على أن منّ عليها بزيارة المسجد الحرام مبديةً إعجابها بما شهدته من تنظيم وخدمات قائلة: "لطالما دعوت الله أن يرزقني زيارة بيته الكريم وقد استجاب دعائي فالحمد والثناء له -عزوجل-، ثم إنني سعيدة جداً لما لمست من جهود وخدمات لنا نحن الغير ناطقات بالعربية، فوجود المترجمات سهل لنا الكثير وأثرانا بالأمور الدينية التي تُشكِل علينا، إلى جانب أن ترجمة الخطبة ساعدنا في معرفة موضوعها والإستفادة منها".

وتعد الوكالة المساعدة للغات والترجمة النسائية من الوكالات المساعدة الفاعلة دومًا من خلال تقديم الخدمات المميزة بأرقى التقنيات وأحدث الأساليب الممكنة في سبيل خدمة القاصدات وتلبية احتياجاتهن؛ تحقيقًا لتطلعات القيادة الرشيدة -أيدها الله-، وإنفاذاً لتوجيهات معالي الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي الشيخ الدكتور عبدالرحمن بن عبدالعزيز السديس وبمتابعة حثيثة من سعادة وكيل الرئيس العام للشؤون النسائية بالمسجد الحرام الدكتورة نورة بنت هليل الذويبي.
IMG 20220917 WA0000IMG 20220917 WA0001IMG 20220917 WA0010
عقد فضيلة نائب مساعد الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام للشؤون التوجيهية والإرشادية الشيخ الدكتور بدر بن عبد الله الفريح الاجتماع الدوري للجنة إجابة السائلين بالمسجد الحرام.

واستعرض الاجتماع مواقع الإفتاء بالمسجد الحرام، وتحديد الاحتياج الفعلي لتغطية المواقع الرئيسية الهامة، والتي تستهدف أكبر قدر من السائلين من قاصدي بيت الله الحرام، وذلك تسهيلاً وإعانة لهم لأداء نسكهم على علم وبصيرة.

وأوضح الدكتور الفريح أن اللجنة تعمل على حوكمة إجراءاتها الإدارية فيما يتعلق بشؤون واحتياجات أصحاب الفضيلة المفتين تسهيلاً لإنهاء ما من شأنه القيام به.

كما تعمل اللجنة على إبراز هذا الدور العظيم لإجابة السائلين من خلال عدد من البرامج والمبادرات كمدونة الفتوى وهي إصدار علمي جديد يُعنى بحصر المسائل التي تتكرر على أصحاب الفضيلة المفتين، والإجابة عليها وإجازتها من هيئة كبار العلماء، وترجمة وثيقة الحرمين الشريفين للفتوى، وتفعيل التقانة عبر الهواتف المحمولة والروبوت الذكي وغيرها.

حضر الاجتماع فضيلة وكيل الرئيس العام للشؤون التوجيهية والإرشادية الشيخ عبد الله الصولي، وفضيلة الوكيل المساعد للشؤون التوجيهية والإرشادية الشيخ إبراهيم شيبة، وسعادة مدير إدارة شؤون إجابة السائلين الأستاذ معاذ الجنيدل.
628D295D 44BE 4114 9F5B 8FE951B1E0E1
أمّ المسلمين اليوم لصلاة الجمعة في المسجد النبوي الشريف فضيلة الشيخ الدكتور عبدالمحسن القاسم إمام وخطيب المسجد النبوي الشريف.

وبعد أن حمد الله تبارك في علاه استهل خطبته قائلاً: دين الله الذي ارتضاه للخليقة كلها أولها وآخرها هو الإسلام، جاء به النبيون جميعاً، وحمل لواءه الرسل كلهم، قال تعالى: (إن الدين عند الله الإسلام)، وهو إخلاص الوجه لله وحده، والتَّسليم له ربّاً مالكاً متصّرفاً وإلهاً معبوداً وحده دون سواه، وإقبال الأفئدة والألباب عليه، وهو الحنيفيةُ ملّةُ أبينا إبراهيم، (ثَّم أوحينَا إليك أن اتَّبع ملَّة إبراهيم حنيفاً وما كان من المشركينٌ)، وهو عقيدةٌ وشريعة، وعلمٌ وعمل، وظاهر يصدّقه الباطن، و«لا إله إلا الله» أساسه وأصلُه، وقُبَّة بنيانه التي بها كمالُه وجمالُه، وأولُه وآخره، وسببُه وغايتُه، ومعناها من لفظها بمنزلة الروح من الجسد، لا يُنتَفع بالجسد ُدوَن الروح، ولفظها دون معناها لا يغني عن صاحبها شيئاً، ومن قالها عالماً بمعناها، عاملاً بمقتضاها، مستوفياً حقوقها حقق التوحيد، وأصدق برهان من العبد على التوحيد، وأدل دليل على اختصاص الخالق بالتَّفريد، دعاءُ الله وحده دون سواه، قال النبي صلى الله عليه وسلم: ( إذا سألت فاسأل الله )
وأكمل فضيلته: وقد أمر الله نبيه أن يُعلن لقومه أن رسالته قائمة على توحيد الله في الدعاء (قل إنما أدعوا ربي ولا أشرك به أحدا)، ومن استكبر عن دعائه توَّعده الله بالنار والصّغار، قال عز وجل (إن الذين يستكبرون عن عبادتي سيدخلون جهنم داخرين).
وأضاف: إن الإخلاص لله وحده في الدعاء علامةُ الإيمان، وبُرهان الإيقان، وحبل النجاة، ووسيلة الفوز والنجاح، وهو شعار الأنبياء والمؤمنين، فالداعي الموحد لربه في دعائه هو العابد الصادق، والعارف
المصيب طريق أشرف الحقائق، إذ الدعاء هو الركن الشديد الذي يأوي إليه المسلمون، والملاذ الآمن الذي يَعتَصم به المحتاجون، وإذا أخلص العبد دعاءه لله انبعثت جوارحه مصدِّقة، فخضعت لرِّبها وذلَّت، وتعلَّق القلبُ به في الملمات، و اللِّسان بدعائه في الكُربات والكروب والشدائد تعّرف العبد بربه وتأخذ بيده إلى الإخلاص في دعائه.
واختتم فضيلته الخطبة بقوله: الدعاء عبادة عزيزة بها يظهر الموحد من غيره، وهو من أيسر الأبواب على الشيطان لإفساد دين العباد، قال ابن القيم رحمه الله: (طلب الحوائج من الموتى، والاستغاثة بهم، والتوجه إليهم، أصل شرك العالم)، والمسلم يجمعُ قلبه وعبادتَه ومعاملتَه على ربه وحده، ويفرِّقُ في علمه وقصده وإرادته ومحبته بين الخالق والمخلوق، فيَعرفُ لكلٍ منهما حقه ومنزلتَه، ولا يجعل لأحدهما ما للآخر، فالرب له العبادة والدعاء، والخوف والرجاء، وصالح الخلق لهم المحبة والاتباع، وحفظُ الحرمة و ُحسن الثناء.

 أمّ المسلمين اليوم لصلاة الجمعة في المسجد الحرام فضيلة الشيخ الدكتور أسامة خياط إمام وخطيب المسجد الحرام.

وبعد أن حمد الله تبارك في علاه استهل خطبته قائلاً: عباد الله: اتقوا الله وابتغوا إليه الوسيلة وراقبوه؛ فالسعيد من اتقى الله وأقبل على مولاه، فأكرمه سبحانه ونعَّمَه واجتباه ﴿يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَآمِنوا بِرَسولِهِ يُؤتِكُم كِفلَينِ مِن رَحمَتِهِ وَيَجعَل لَكُم نورًا تَمشونَ بِهِ وَيَغفِر لَكُم وَاللَّهُ غَفورٌ رَحيمٌ﴾.

وأضاف فضيلته: الثناءُ على المحسنين، والإشادةُ بالعاملين، والمدحُ للمجتهدين، منهجٌ قرآني، وهَديٌ نبوي، ومسلَكٌ تربوي، يسلُكه أولو الألباب، ويُعرف به الصفوة المخلصون، ويستمسك به البررة المتقون، الذين سلمت صدورهم من الغلِّ، وسَمَت نفوسهم عن الصغائر، وطَهُرت قلوبهم من السَّخائم.

   إنهم يتلون كتاب ربهم بالغداة والعشي، فيجدون فيه الثناء العطر، على أصحاب النبي –صلَّى الله عليه وسلَّم-، لجميل صفاتهم، وكريم فعالهم، في قوله عزَّ اسمه: ﴿مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِم مِّنْ أَثَرِ السُّجُودِ ذَٰلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الْإِنجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَىٰ عَلَىٰ سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُم مَّغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا﴾، كما يجدون فيه، الثناء على هذه الأمَّة، بأنها خير الأمم، وأنفع الناس للناس، لكونها تأمر بما أمر الله به ورسوله، وتنهى عما نهى عنه الله ورسوله، ولإيمانها بالله، وذلك في قوله سبحانه: ﴿كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ﴾ الآية.

   ويجدون فيه أيضًا الثناء على الأنصار، لمحبتهم إخوانهم المهاجرين، ولإيثارهم إياهم بكل ما تحت أيديهم، ولو كانوا في أشد الحاجة إليه، وذلك في قوله –عزَّ وجلَّ-: ﴿وَالَّذِينَ تَبَوَّءُوا الدَّارَ وَالْإِيمَانَ مِن قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلَا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِّمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلَىٰ أَنفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَن يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ﴾.

   وأشار فضيلة الشيخ خيّاط إلى أن الصحابة -رضوان الله عليهم- إذا نظروا في سُنَّة رسول الله–صلَّى الله عليه وسلَّم-، ألفَوا فيها حشدًا وافرًا، وجمهرة من النصوص الصحيحة، في الثناء على المحسنين، والمدح لهم بما هو فيهم من كريم السجايا، فقد أثنى النبي –صلَّى الله عليه وسلَّم- على الصديق –رضي الله عنه- لسَبْقه وحسن بلائه، وبَذله ماله في سبيل الله، فقال في الحديث الذي أخرجه الشيخان في صحيحيهما، عن أبي سعيد الخدري –رضي الله عنه- أن النبي -صلَّى الله عليه وسلَّم- قال: "إنَّ أمَنَّ النَّاسِ عَلَيَّ في صُحْبَتِهِ ومَالِهِ أبو بَكْرٍ".

   وقال لعمر بن الخطاب –رضي الله عنه-: "والذي نَفْسِي بيَدِهِ ما لَقِيَكَ الشَّيْطَانُ سَالِكًا فَجًّا قَطُّ، إلَّا سَلَكَ فَجًّا غيرَ فَجِّكَ". أخرجه البخاري ومسلم في صحيحيهما من حديث سعد بن أبي وقاص –رضي الله عنه- والفجُّ: هو الطريق الواسع بين جبلين.

   وقال في الثناء على الأنصار ما أخرجه البخاري في صحيحه، عن أبي هريرة –رضي الله عنه- أن رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- قال: "لَوْلَا الهِجْرَةُ لَكُنْتُ امْرَأً مِنَ الأنْصَارِ، ولو سَلَكَ النَّاسُ وادِيًا وشِعْبًا، لَسَلَكْتُ وادِيَ الأنْصَارِ وشِعْبَهَا، الأنْصَارُ شِعَارٌ، والنَّاسُ دِثَارٌ". والشِّعار: هو ما يلي الجسد من الثياب. والدِّثار: هو ما يكون فوق الشِّعار. وهو تعبير عن عظم مكانتهم بشدة قربهم منه عليه الصلاة والسلام.

وجاء في الثناء على الحسن والحسين –رضي الله عنهما- ما أخرجه الترمذي في جامعه بإسناد صحيح عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أنَّ رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- قال: "الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة".

   وأثنى على أَشَجِّ عبد القيس حين قدم عليه مع قومه، فقال له - صلَّى الله عليه وسلَّم -: "إن فيك خَصْلَتَيْن يحبُّهما الله: الحِلْم والأناة". أخرجه مسلم في صحيحه، إلى غير ذلك مما هو مُدوَّن في أبواب المناقب من كتب السُّنَّة.

ثم بيّن فضيلتهُ أنّهُ ليس عجبًا أن يكون لهذا المنهج القرآني، والهدي النبوي، أعمق الآثار في نفوس سلف هذه الأمَّة وخيارها -رضوان الله عليهم- فحَفلت سيرهم بالكثير المعجِب، من حسن الثناء على مَن استحقه بحسن فعاله، وحلو خِصاله.

   فهذا الإمام سفيان الثوري، والإمام عبد الله بن المبارك يقولان: "كان أبو حنيفة أفقه أهل الأرض في زمانه"، وهذا الإمام الشافعي يقول عن شيخه الإمام مالك -رحمهما الله-: "إذا ذُكر العلماء فمالك النجم، ومالك حجة الله على خلقه"، ويقول الإمام الشافعي –رحمه الله- عن تلميذه الإمام أحمد بن حنبل –رحمه الله-: "خرجت من بغداد فما خلفت بها رجلاً أفضل، ولا أعلم، ولا أفقه، ولا أتقى من أحمد بن حنبل"، ويقول الإمام أحمد -رحمه الله- عن الإمام الشافعي -رحمه الله-: "ما أحد أمسك في يده محبرةً وقلمًا إلا وللشافعي في عنقه منَّة"، وهذا الإمام مسلم -رحمه الله- يسأل الإمام البخاري -رحمه الله- عن حديث فيبين له علته، فيقول له مسلم: "أبقاك الله يا أستاذ الأستاذين، ويا طبيب الحديث في عِلَلِه". وما زال هذا الحال شأن الفضلاء، وديدن العلماء، ونهج الراسخين في العلم، في كل عصر وفي كل مِصرٍ، حتى يأتي أمر الله.

وأوضح فضيلة إمام وخطيب المسجد الحرام أن في الثناء على المحسنين، حِكَمًا كثيرة، وفوائد جليلة، منها: توجيه الأنظار إلى الخِصال الشريفة، والفِعال الحميدة، التي استحق عليها أهلها الثناء، ومنها تثبيت مَن اتَّصف بهذه الصفات وتشجيعه، وحثُّه على الاستدامة عليها، ومنها حفز الهمم، واستنهاض العزائم، بالتشويق لغيرهم ممن لم يتصف بتلك الصفات، إلى حسن التأسِّي وكمال الاقتداء، ومنها القيام بمقتضى العدل؛ إذ العدل يقتضي أنَّه كما يذم المسيء لإساءته، كما يثنى على المحسن لإحسانه.

   فجميل أن يأخذ كل امرئ نفسه بهذا الخلق، ويتحلَّى بهذه الحِلية، وأن يُعوِّد عليه أهله وأولاده، وكل مَن يلي أمره، وإنَّه ليسير غاية اليسر لمَن يسَّره الله له، ووفقه إليه، فما هي إلا كلمة طيبة، وهي صدقة يتصدق بها المرء على نفسه، فيؤجر عليها، كما جاء في الحديث الصحيح: "والكلمة الطيبة صدقة". أو دعاء للمحسن بحسن الجزاء، وهو عبادة يثاب عليها الداعي، كما جاء في الحديث الصحيح الذي أخرجه الترمذي وابن ماجة في سننهما بإسناد صحيح، عن النعمان بن بشير -رضي الله عنه- أن النبي –صلَّى الله عليه وسلَّم- قال: "الدعاء هو العبادة".

   عباد الله: إنه لا يجني المرء من خُلُق الجحود والتجاهل، وكراهية الاعتراف بالفضل لأهله، والنفور من شكر مسدي المعروف على معروفه؛ غير أن يَصِم نفسه بوصمة الحسد، ويضعها عن مراتب الأخيار، ويقعد بها عن بلوغ المعالي، وعن اللِّحاق بالسابقين إلى كل فضل، والمتقدِّمين إلى كل خير، وإن في شيوع التخلُّق بهذا الخُلُق الكريم، والخصلة الجليلة، وعموم التحلِّي بها، أثرًا عظيمًا آخر، يتجلَّى في إبراز الصورة المشرقة لهذه الأمَّة المحمدية، إذ إنها تعرف للمحسن إحسانه، وتثني عليه، ولو كان من غيرها، كما تُنكر على المسيء إساءته، ولو كان منها، فهذا مقتضى العدل مع الخلق جميعًا، وهو الذي أمر به سبحانه بقوله: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ لِلَّهِ شُهَدَاءَ بِالْقِسْطِ وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَىٰ أَلَّا تَعْدِلُوا اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَىٰ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ﴾.

وفي الخطبة الثانية أوضح فضيلة الشيخ: أنَّ الثناء على المحسن لإحسانه، ليس منه المبالغة والإسراف في المدح، فإن هذا هو الذي جاء النهي عنه في الحديث الذي أخرجه الشيخان في صحيحيهما واللفظ للبخاري، عن أبي موسى الأشعري -رضي الله عنه- أنه قال: "سمع النبي –صلَّى الله عليه وسلَّم- رجلاً يثني على رجلٍ ويطريه في المِدحة، فقال: أهلكتم -أو قطعتم- ظهر الرجل". فإن المراد بالنهي: النهي عن المبالغة، والإفراط في المدح، بدليل قوله: "يُطريه"، والإطراء: هو مجاوزة الحد في المدح؛ لأنَّه -كما قال أهل العلم-:  "لا يؤمَن على الممدوح في هذه الحالة أن يداخله العُجْب؛ لظنه أنه بتلك المنزلة، فربما ضيَّع العمل أو ترك الازدياد من الخير، اتكالًا على ما وُصِفَ به مما هو مبالَغ فيه". ولذا: فإنَّ المراد بقوله –صلَّى الله عليه وسلَّم- في الحديث الآخر الذي أخرجه مسلم في صحيحه عن المقداد –رضي الله عنه- عن رسول الله –صلَّى الله عليه وسلَّم- أنه قال: "احثُوا في وجوه المدَّاحينَ التُّرابَ"؛ إنَّه مَن يمدح الناس في وجوههم بما ليس فيهم، وأمَّا المدح بما فيهم فلا يدخل في النهي، على أن يقول في مدحه: "أحسبه كذا، والله حسيبه، ولا أزكِّي على الله أحدًا". كما ورد بذلك الحديث الذي أخرجه البخاري ومسلم في صحيحيهما، عن أبي بكرة –رضي الله عنه-.

وعلى المحسن أن يجعل رضا ربه وقبول عمله نصب عينه، وغاية كدحه، غير آبه بثناء مثنٍ ولا بذم ذام، والله لا يضيع أجر من أحسن عملاً، إذا أخلص النية، وأحسن القصد، وابتغى وجه ربه الأعلى.
photo 5846083723110496575 yphoto 5846083723110496572 yphoto 5846083723110496573 yphoto 5846083723110496576 yphoto 5846083723110496577 y


أطلقت وكالة الشؤون التوجيهية والإرشادية، ممثلة في الإدارة العامة للشؤون التوجيهية والإرشادية، برنامج (محاضرات تعزيز قيم المواطنة)، والذي تنفذه إدارة شؤون التدريس والمدرسين؛ تزامناً مع قرب حلول الذكرى السنوية لليوم الوطني(٩٢) للمملكة العربية السعودية.

وجاءت أولى باكورة هذا البرنامج محاضرة بعنوان "حقوق الراعي والرعية في ضوء الكتاب والسنة" لفضيلة الشيخ الأستاذ الدكتور خالد بن محمد عروس عبدالقادر المدرس بالحرمين الشريفين.

وقد تحدث فضيلته عن أهمية الحقوق في الكتاب والسنة وبيّن أهمية الإمامة في الإسلام مستدلاً على ذلك بالكتاب والسنة، وأوضح ما يجب على الراعي والرعية من حقوق شرعية، وتبيان أصول أهل السنة والجماعة فيما يعتقدونه تجاه الراعي من طاعته وتقديره واحترامه والدعاء له.

وتطرق الشيخ محمد عبدالقادر إلى تحريم الخروج على ولاة الأمر، ذاكرًا مفاسد الخروج على مرِ التاريخ من لدن الخوارج ومن تبعهم.