استأنف معالي الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي الشيخ الدكتور عبدالرحمن بن عبدالعزيز السديس درسه الأسبوعي حضورياً بالمسجد الحرام، وذلك من كتابي (تفسير السعدي، وعمدة الأحكام)، وسط إجراءات احترازية مشددة، حيث شهد الدرس إقبالاً من طلاب العلم وزوار وقاصدي المسجد الحرام.
وابتدأ معاليه الدرس: بحمد الله والثناء عليه ثم الصلاة والسلام على سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، ثم قام معاليه بتهنئة الحاضرين بقرب الفرج وانكشاف الغمة، مبيناً جهود قادة هذه البلاد المباركة - حفظهم الله- في التصدي لهذه الجائحة وكيفية تعاملهم معها وسعيهم الحثيث في حفظ النفس وسلامتها مع الحرص على إقامة الشعائر من حجٍ وعمرة وصلوات في المساجد، وذلك وفق ما تفرضه ظروف الجائحة العالمية.
ثم ابتدأ معاليه الدرس من (تفسير السعدي) رحمة الله سورة الحديد من الآية (10) {وَمَا لَكُمْ أَلَّا تُنْفِقُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلِلَّهِ مِيرَاثُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لَا يَسْتَوِي مِنْكُمْ مَنْ أَنْفَقَ مِنْ قَبْلِ الْفَتْحِ وَقَاتَلَ أُولَئِكَ أَعْظَمُ دَرَجَةً مِنَ الَّذِينَ أَنْفَقُوا مِنْ بَعْدُ وَقَاتَلُوا وَكُلًّا وَعَدَ اللَّهُ الْحُسْنَى وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ (10)} حيث بين معاليه مناسبة الآيات، وأنَّ الله سبحانه لمَّا ذكر التكاليف الدينية؛ ومنها طلب إنفاق المال في سبيله، وأبان أنَّ المال عارية مستردة فهو ملك له، وأنتم خلفاؤه في تثميره في الوجوه التي فيها خيرٌ لكم، ولأمَّتكم، ولدينكم، ولكم على ذلك الأجر الجزيل الذي يضاعفه إلى سبع مئة ضعف، ثم حثَّ على ذلك، كما أوضح معاليه تفاوت الدرجات بين المنفقين فمن أنفق وقاتل قبل الفتح أفضل من النفقة والقتال بعد الفتح؛ لأنَّ حاجة الناس كانت إذ ذاك أكثر، وهم أقل وأضعف، ولم يؤمن إذ ذاك إلا الصديقون، أما بعد الفتح فقد انتشر الإسلام، ودخل الناس دين الله أفواجًا، كما تحدث معاليه عن هدايات الاية ومنها: وجوب الإنفاق في سبيل الله من زكاة، ونفقةِ جهادٍ، وصدقةٍ على الفقراء، الإنفاق في المجاعات والشدائد والحروب أفضل منه في اليسر والعافية، الترغيب في الإنفاق في سبيل الله بمضاعفة الأجر، وما عند الله خير وأبقى، وللآخرة خيرٌ من الأولى.
ثم انتقل معاليه الى شرح الحديث الثالث من كتاب الصلاة، باب المواقيت من كتاب (عمدة الاحكام) وأفاد خلال الشرح إلى الاجابة عن المســــــــــــألــــــــــة الأولى: لماذا بَدَأَ جابرُ بْنُ عبد الله -رضي الله عنهما- الحديثَ بميقات صلاة الظُّهر ولم يبدأ بميقات الفجر؟!
وذكر الجــــــــــــــواب: أن ابتدأ جابر بن عبدالله-رضي الله عنهما-الحديثَ بميقات الظُّهر، للوجوه التالية: الوجه الأول: لِأَنَّهَا أَوَّلُ صَلَاةٍ صَلَّاهَا جِبْرِيلُ بِالنَّبِيِّ ﷺ مُعَلِّمًا لَهُ فِي الْيَوْمَيْنِ، أي: لِبَدَاءَةِ جِبْرِيلَ بِهَا لَمَّا صَلَّى بِالنَّبِيِّ ﷺ كما فِي حَدِيثِ ابْنِ عَبَّاسٍ، وَجَابِرٍ-رضي الله عنهم.
الوجه الثاني: لأنَّ النَّبيَّ ﷺ بَدَأَ بِهَا حِينَ عَلَّمَ الصَّحَابَةَ مَوَاقِيتَ الصَّلَاةِ، كما في حَدِيثِ بُرَيْدَةَ، وَغَيْرِهِ.
الوجه الثالث: أنَّ الله تعالى قد بَدَأَ بهَا فِي قَوْله تَعَالَى ﴿أقِم الصَّلَاة لدلوك الشَّمْس﴾.
ثم اختتم معاليه الدرس بالدعاء للجميع بداوم الخير والتوفيق والصحة والعافية.
يذكر أنه تمت ترجمة الدرس إلى خمس لغات وهي اللغة الإنجليزية, والأردية، والملايو، والفرنسية، والفارسية، بالإضافة إلى لغة (الاشارة)، وبثها عبر منصة منارة الحرمين الشريفين عبر الرابط التالي:
كما شهد الدرس تظافر جهود وكالات الرئاسة في تقديم الخدمات للحظور حيث تم توزيع المعقمات والكمامات والتبخير موقع الدرس وتعقيمه، وتوزيع مياه زمزم المباركة.