أقامت وكالة الشؤون الفكرية والمعرفية ممثلةً بإدارة نشر ثقافة التسامح وحقوق الإنسان جلسة حوارية بعنوان (إنسانيون في مهوى الأفئدة) شارك فيه كل من فضيلة عضو هيئة التدريس بجامعة أم القرى بكلية الشريعة الدكتور خالد بن عيد الجريسي، وفضيلة نائب مساعد الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام الدكتور ناصر بن عثمان الزهراني، وفضيلة وكيل الرئيس العام للشؤون الفكرية والمعرفية الشيخ علي بن حامد النافعي.
وفي بداية اللقاء رحب الأستاذ معتوق بن سعدي المنعمي مدير البرامج والتنسيق بالضيوف والحضور ونقل تحية معالي الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي الشيخ الأستاذ الدكتور عبدالرحمن بن عبدالعزيز السديس حفظه الله لهم وبالجهود التي تبذلها الرئاسة بإشراف معاليه وماتقدمه الدولة من عناية ورعاية لحجاج بيت الله الحرام
ثم تناول فضيلة الدكتور خالد الجريسي محور "وحدة الصف و وضوح الهدف بين المسلمين" واوضح خلال حديثه حينما يأتي شهر ذي الحجة يفد المسلمون من أنحاء الأرض إلى الأراضي المقدسة ليؤدوا فريضة الحج وليشهدوا منافع لهم، ومن المعاني التي يبعثها الحج في نفوسهم وحدة الصف والهدف والتعاون والتكامل والتكافل، وكلها من الضرورات الحيوية لأمن الأمة وسلامتها في حاضرها ومستقبلها، والحج توحيد خالص، ووحدة للصف والهدف والعقيدة، فهو تلبية من أول لحظاته، تلبية هي استجابة لله وحده، استجابة كاملة للأمر ونفي الشريك: “لبيك اللهم لبيك، لبيك لا شريك لك لبيك، إن الحمد والنعمة لك والملك لا شريك لك”. وأوضح في نهاية حديثه عن العقيدة هي التي تجمع بين الشعوب والأمم، وهي التي تقضي على عوامل التفرق، مهما كانت عميقة الجذور، وأمثلة وأدلّة ذلك لا تحتاج إلى بيان، وأن وحدة عقيدة المسلمين قامت على عقيدة صافية انبثقت منها شريعة كاملة طبقها رجال أمناء يريدون بأعمالهم وجه الله والدار الآخرة.
كما تناول فضيلة الدكتور ناصر الزهراني محور "جهود المملكة في توحيد اللُحمة بين المسلمين"، واوضح خلال مشاركته الجهود العظيمة التي تبذلها المملكة منذ تأسيسها حتى عصرنا الحاضر لتحقيق "السلم ووحدة الصف وجمع كلمة المسلمين" وحثت على نشر نصوص الكتاب والسنة المؤصلة لتحقيق الاطمئنان والأمان، كما أوصت العلماء والدعاة وطلبة العلم بإرشاد الناس وتوجيههم، "ولا سيما الشباب، إلى أهمية اجتماع الكلمة ونشر الوسطية والأعتدال"، ومن أولى اهتمامات المملكة هي حث الدعاة في الحج على الدعوة إلى السلام ونشر الأمان وقيم التسامح والمحبة في الإسلام، معبرة عن تأييدها للمنهج الشرعي الذي تقوم عليه السعودية وتطبيقاً لدستورها الكتاب والسنة في جميع أنظمتها وقراراتها وإجراءاتها للحفاظ على السلم ونشر الأمان، واختتم حديثة بأن المملكة تحضى بخدمة الحرمين الشريفين وفق قيم وتعاليم العقيدة الإسلامية السمحة لتقديم خدمات متميزة، توحيد الجهود لتحفيز المواطن ليسهم بدوره، ما وسعه ذلك، في خدمة ضيوف الرحمن سواء مكلفاً أو متطوعاً.
وشارك فضيلة الشيخ علي النافعي بمحور "جهود الرئاسة في تعزيز قيم التسامح والتعايش بين المسلمين" حيث اوضح خلال حديثه أن الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي تُعنى بالحجيج والمعتمرين والزوار من شتى بقاع الأرض أيّما عناية، وترعى مقاصدهم في كافة المناحي في الحرمين الشريفين، انطلاقاً من مقاصد الشريعة الإسلامية، ووفق ماشرعه الله -عز وجل- ، مشيراً إلى تعدد جوانب التسامح والتعايش في منظومة الخدمات المقدمة بشتى مجالاتها لقاصدي الحرمين الشريفين وحرص الرئاسة بما يحقق التطلعات الكريمة للقيادة الرشيدة -حفظها الله- والتميز والجودة في تقديم أرقى الخدمات وفق أعلى المعايير وفق منظومة متكاملة من الخدمات الاجتماعية والتطوعية والإنسانية والخدمية والميدانية وتوفير البيئة المناسبة لقاصدي الحرمين الشريفين لإتمام مناسكهم بكل يسر وسهولة وراحة وطمأنينة بكوادر بشرية مؤهلة.
وفي نهاية الحوار اختتم مدير إدارة نشر ثقافة التسامح وحقوق الإنسان فضيلة الدكتور صلاح بن عيد الطفيحي بالشكر والامتنان للمشايخ الكرام على مشاركتهم المثرية والنافعة.
وأكد سعادة وكيل إدارة نشر ثقافة التسامح وحقوق الإنسان الأستاذ راشد الشريف أن هذه اللقاءات تأتي بتوجيه ومتابعة من معالي الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي الشيخ الدكتور عبدالرحمن بن عبدالعزيز السديس.