ألقى معالي المستشار بالديوان الملكي عضو هيئة كبار العلماء الشيخ الأستاذ الدكتور سعد بن ناصر الشثري عبر الاتصال المرئي درسه في الأحكام الفقهية المتعلقة بجائحة كورونا ، وذلك ضمن الدورة العلمية الصيفية "إذكاء القرائح بأحكام الجوائح" جائحة كورونا أنموذجاً.
حيث أوضح معاليه أن الطهارة لاتقوم عند جمهور أهل العلم إلا بالماء الطهور ويستدلون على ذلك بقوله تعالى {فَلَمْ تَجِدُوا مَاءً فَتَيَمَّمُوا صَعِيدًا طَيِّبًا} فإن الماء الذي يتوضأ منه المريض المصاب بالكورونا له جانبان
الأول ؛ أنه في حكم المياه المستعمله فالعلماء لهم رأي في حكم الماء المستعمل هل الاستعمال يسلبه الطهورية أو لا والظاهر من قول أهل العلم أن الاستعمال لايسلبه الطهورية وأنها لازالت باقية ولكن فيه تفصيل صنف لايخشى العدوى وصنف يخشى انتقال العدوى فلا يستعمل الماء .
الثاني: في الإناء الذي استعمله المصاب هل يجوز استعماله أو لا فإن الإناء إن كان يخشى من انتقال المرض فلا يجوز استعماله وذلك من مراعاة الأثر الذي سيحدث من استعمال ذلك الإناء من انتشار ذلك المرض ونحوه وكذلك ثياب المريض فإن لم يجد الإنسان من يستر عورته فينبغى عليه ألايستعمل ثياب المريض فإن لم يجد صَلى على حسب حاله وذلك لمراعاة القواعد السابقة في الضرر ووجوبالاحتراز .
ثم بين معاليه آداب قضاء الحاجة حين استعمال الخلاء بعد المريض أو دخول دورات المياه فإن كان الإنسان يخشى من استعمالها بعد المريض فلا يستعملها ويبحث عن غيره لقضاء الحاجة خشية من انتقال المرض تحقيقا لمقصد الشريعة في حفظ النفوس وبين كذلك مسألة الاستنجاء باليمين وذلك أن بعض المرضى يده اليسرى مشغولة إما بسبب وضع الأجهزة الطبية فيها أو لكون الإبر أثرت على يد المريض فبتالي لم يعد يستطيع استعمالها في الاستنجاء ففي هذه الحالة الاستنجاء باليد اليمني جائز لوجود هذه الحاجة ثم بين بعض المسائل المتعلقة بالوضوء ونواقضه للمريض كما تطرق حفظه الله إلى باب الغسل للمريض وبعض الأحكام المتعلقة بهذا الباب.
واختتم معاليه بالتضرع إلى الله –عز وجل- أن يديم على هذه البلاد أمنها وأمانها ورخائها وعقيدتها أنه ولي ذلك والقادر عليه.