تتردد أسئلة السائلين من المعتمرين وقاصدي المسجد الحرام خلال الفترة الحالية (فترة جائحة فايروس كورونا) حول لبس الكمامة واستخدام المعقمات العطرية أثناء الإحرام، ويؤكد عليهم فريق الإفتاء المختص التابع للرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي، مدى تناغم مقاصد الشريعة الإسلامية مع النوازل والجوائح التي تُلِمُّ بالناس وتحقيقها للمصلحة العامة للمجتمعات، ويوصون منسوبي الإفتاء بالالتزام بالمتطلبات الطبية والنظامية للإجراءات الاحترازية التي وضعتها الجهات المعنية، حفاظاً على سلامتهم وسلامة الآخرين.
ويشيد فريق الإفتاء بما يجده من دعم واهتمام من رئاسة الحرمين لتجويد مخرجات أعمالهم والرقي بمنظومة الخدمات المقدمة لضيوف الرحمن، وفق تطلعات قيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود وولي عهده الأمين الأمير محمد بن سلمان -حفظهم الله- الرامية إلى تطوير شامل لمنظومة خدمات الحرمين الشريفين.
حيث تحدث فضيلة أستاذ التفسير في جامعة جدة والمشارك منذ أكثر من 10 سنوات في تقديم الفتاوى بالمسجد الحرام الدكتور أحمد حميدان السلمي، عن تمحور أعمال الإدارة على تقديم الفتاوى المتعلقة بالمسائل الشرعية للرجال والنساء، لا سيما مناسك الحج والعمرة، متذكّرا في الوقت ذاته البصمة التي وضعها معالي الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي الشيخ الأستاذ الدكتور عبدالرحمن بن عبدالعزيز السديس، وسعادة وكلاء الرئيس العام في خدمات الحرمين الشريفين، ومواكبتهم للمنظومة الخدمية في المسجد الحرام خلال الجائحة التي ألمَّت بالعالم أجمع.
كما تطرّق فضيلته إلى الاحتياطات التي اتبعتها الإدارة لتحقيق ما تتطلّبه الإجراءات الاحترازية من استحداث حواجز التباعد الاجتماعي، والتأكيد على لبس الكمامة أثناء تقديم الفتاوى للمعتمرين والمصلين.
وعند سؤاله عن أكثر الأسئلة التي ترد خلال الفترة الماضية أجاب بأن المعقمات الكحولية ودخولها ضمن المعطرات والمطيبات هي أكثر ما وردني من أسئلة، لذلك أحث أنا وزملائي على استخدام المعقمات الآلية (عن بعد) التي وفرتها الرئاسة للتسهيل على المعتمرين والمصلين.
أما فضيلة الشيخ عبدالهادي بن مهجي العميري فبدأ بقوله: أنا أحد مدرسي معهد الحرم المكي الشريف وطالب دكتوراه في كلية الشريعة قسم الفقه بجامعة أم القرى، أعمل كمتعاون مع الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي في تقديم الفتاوى، وذلك نابع من إيماني بالدور الكبير الذي يؤديه، لما لهذه الخدمة الجليلة في هذه البقعة المباركة ودورها المحوري من تأثير في إيضاح المسائل الشرعية لمن يجهلها من الراغبين في أداء مناسك الحج والعمرة.
وأضاف العميري قائلاً: أتقدم بالشكر لرئاسة الحرمين على إيصال سماحة مقاصد الشريعة الإسلامية المعتدلة للسائلين طوال العام وعلى مدار (24) ساعة، ليس فقط من داخل المسجد الحرام، بل وإلى جميع المسلمين من داخل وخارج المملكة العربية السعودية، وتحقيقها لتطلعات ولاة الأمر -حفظهم الله- في رقي وتطور خدمات الحرمين الشريفين من خلال التطوير المستمر لأعمال إدارتهم وكافة إدارات الرئاسة داخل وخارج المسجد الحرام.
وعن كيفية تقديم الفتاوى المتعلقة بالظروف الاستثنائية بيّن فضيلة الشيخ العميري أنهم يؤكدون في المقام الأول على توافق أحكام الشريعة مع كافة التدابير الوقائية حتى وإن اضطروا لفعل المحظورات، ضارباً المثل بما يتكرر من أسئلة عن كون الحاجز الوقائي يدخل ضمن لبس المخيط وتغطية الكمامة لوجه المرأة، وإفادتهم بوجوب الالتزام بالمتطلبات الإلزامية لمكافحة العدوى للحفاظ على سلامتهم وسلامة الجميع واتباع المخرج الفقهي وهو الكفّارة.
أما دكتور الفقه في جامعة أم القرى فضيلة الشيخ صالح بن حسن المبعوث أحد العاملين على تقديم الفتاوى الهاتفية بالمسجد الحرام، فأكد أن منسوبي الإفتاء يوصون خلال أداء مهامهم على الالتزام بالمتطلبات الطبية والنظامية للإجراءات الاحترازية التي وضعتها الجهات المعنية، حفاظاً على سلامتهم وسلامة الآخرين، وأشار إلى ما يلاحظه من تكرار يومي لأسئلة توافق التباعد الاجتماعي خلال أداء الصلوات ومناسك العمرة ومسائل تغطية الكمامة للوجه من الرجال والنساء، ونوّه على دوره ودور أصحاب الفضيلة المتواجدين على كراسي وكبائن الإفتاء في إيضاح مدى تناغم مقاصد الشريعة الإسلامية مع النوازل والجوائح التي تُلمّ بالناس وتحقيقها للمصلحة العامة للمجتمعات.
وأكد مدير إدارة إجابة السائلين الأستاذ سلطان البقمي أن كبائن إجابة السائلين وُزعت بطرق تتماشى مع العملية التنظيمية لدخول وخروج حشود المصلين والمعتمرين خلال مواسم الحج والعمرة ومع المسارات والأبواب والأروقة المخصصة لتحقيق متطلبات المرحلة الثالثة من العودة التدريجية للمصلين والزائرين.
وأردف بقوله: سخرنا في منظومة خدمات الإفتاء (33) شخصا من أصحاب الفضيلة، موزعين على (4) ورديات يخدمون أكثر من (300) مستفيد يومياً، ويتطلعون جميعاً لتقديم أي معلومات إرشادية تساهم في سلامة المنهج عند أداء النسك والعبادات داخل المسجد الحرام، يرافقهم عدد من منسوبي اللغات والترجمة برئاسة الحرمين لضمان شمولية الخدمات لكافة القاصدين من داخل وخارج المملكة.
الجدير بالذكر أن الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي خصصت ١٩ موقعاً داخل المسجد الحرام وأروقته وساحاته ورقمين هاتفيين مجانيين(8001222400/8001222100) يعملان على مدار الساعة لإجابة السائلين والمستفتين في الأمور الشرعية من خلال مشايخ وقضاة وأساتذة جامعات مُلمّين بهدي كتاب الله وسنة رسوله عليه الصلاة والسلام، ومدركين لما تقتضيه مقاصد الشريعة الإسلامية السمحة وأهدافها السامية في جلب المصالح ودرء المفاسد خلال الظروف الاستثنائية للجائحة العالمية.