الاخبار الرئيسية - AR

الاخبار الرئيسية - AR (11822)

فئات موروثة

إقامة صلاة الغائب على المغفور له أمير دولة الكويت الشقيقة بالمسجد الحرام

إقامة صلاة الغائب على المغفور له أمير دولة الكويت الشقيقة بالمسجد الحرام (0)

بتوجيه من لدن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود أقيمت صلاة الغائب على سمو الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح أمير دولة الكويت الشقيقة – رحمه الله – بالمسجد الحرام والذي وافته المنية يوم أمس الاثنين الموافق 12/2/1442هـ .
وقد أم المصلين لصلاة الغائب معالي الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي الشيخ الأستاذ الدكتور عبدالرحمن بن عبدالعزيز السديس، بحضور عدد من قيادات الرئاسة، وأوضح معالي الشيخ السديس أن إقامة صلاة الغائب على سمو الشيخ صباح الأحمد الصباح في الحرمين الشريفين تعكس عمق الترابط العميق بين دولتنا المباركة -حماها الله-ودولة الكويت الشقيقة -رعاها الله-، مؤكداً معاليه أن فقيد دولة الكويت فقيد للأمة العربية والإسلامية، داعيًا الله أن يحفظ خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين - أيدهما الله -، ويديمهما ذخرًا للوطن والمواطنين، وأن يحفظ دول الخليج من كل سوء ومكروه , وأن يرحم سمو أمير دولة الكويت وأن يسكنه فسيح جناته.

590375A9 C487 4FC7 864D 4D5693FBACDD3E7A10AC 149C 41EE 9F31 668AE8D3A458D691A152 12E5 4987 8006 8FFA9500BE46FDDFBA82 DBE1 49A5 861B 7C50D4FF21E67F87ADAE A06E 4CD2 B079 EFD3F8E1F9E6331D9F6B 4377 4620 B552 77F94AC7097B3541C52E 6DAE 49AB 9E55 BC7DE0F17A83A7FE89C2 559A 43E3 8B02 54576F25B7F5


عرض العناصر...
السلامة في المسجد الحرام تتابع سير أعمالها

السلامة في المسجد الحرام تتابع سير أعمالها (0)


عقد سعادة مساعد مدير عام السلامة مدير إدارة السلامة بالمسجد الحرام الأستاذ حسين بن حسن العسافي اجتماعاً بسعادة وكيل الإدارة الأستاذ فيصل من محمد العبدلي، ورؤساء الورديات؛ لمناقشة واستعراض الخطة التشغيلية ومهام الإدارة.

وأوضح العسافي ضرورة مواصلة ومضاعفة الجهود وتهيئة السبل لتأدية الزوار والمعتمرين نسكهم بكل ويسر وسهولة، ومتابعة استمرارية الأعمال على أكمل وجه لتحقيق السلامة في كافة أنحاء المسجد الحرام.

ويأتي الاجتماع بإشراف ومتابعة سعادة مدير عام السلامة المهندس بسام بن سعيد العبيدي وتوجهات سعادة وكيل الرئيس العام للأمن والسلامة ومواجهة الطوارئ والمخاطر الأستاذ فايز بن عبد الرحمن الحارثي؛ المبنية على توجيهات معالي الرئيس العام الشيخ الدكتور عبدالرحمن بن عبدالعزيز السديس.

عرض العناصر...
قيم الموضوع
(1 تصويت)
أوضح فضيلة مدير عام الإدارة العامة لمعهد الحرم المكي الشريف ومدير مشروع تطوير التعليم في الحرمين الشريفين الشيخ صالح بن دخيل ربه السلمي، بدأ مشروع تطوير المنظومة التعليمية في الحرمين الشريفين في مرحلته الثانية، بتحليل احتياجات المنظومة التعليمية.
و أبان "السلمي" بأن المرحلة الحالية هي المرحلة الثانية في خارطة مراحل المشروع الخمسة، والتي تهدف إلى الإرتقاء بالمستوى العلمي ورفع مستوى الأداء والإنتاجية وتحقيق الجودة العلمية للمساهمة في تنفيذ خطة الرئاسة (2024)، ورؤية المملكة (2030)، وتركز المرحلة الحالية، على تحليل مقومات وخصائص واحتياجات المنهج والمحتوى للمنظومة التعليمية بالحرمين الشريفين من خلال عقد ورش العمل والمقابلات والاستبانات والتحاليل المكتبية وتحكيم الخبراء للوصول إلى دراسة متكاملة توضح الاحتياجات اللازمة للتطوير.
وقدم فضيلته الشكر لمعالي الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي الشيخ الدكتور عبدالرحمن بن عبدالعزيز السديس على دعمه المتواصل في تطوير المنظومة التعليمية في الحرمين الشريفين لتحقيق تطلعات ولاة الأمر - حفظهم الله-.
IMG 4756IMG 4751

قيم الموضوع
(3 أصوات)
 
هنأ معالي الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي الشيخ الدكتور عبد الرحمن بن عبد العزيز السديس، سعادة مدير الإدارة العامة للمراجعة الداخلية الأستاذ ريان بن حسين العدواني؛ بمناسبة حصوله على درجة الماجستير في (إدارة الأعمال التنفيذي). وأكد الشيخ السديس على دور القيادة الرشيدة -حفظها الله- من خلال تخصيصها برامج تعليمية ضخمة لأبناء الوطن، واستثمار الكوادر الشابة في تنمية مختلف القطاعات؛ سعيًا لتحقيق رؤية المملكة العربية السعودية (2030). وبين معاليه أن الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي لن تدخر جهدًا في دعم وتمكين منسوبيها، والعمل على تطوير قدراتهم العلمية والعملية، واستثمار نتاج الأبحاث العلمية في خدمة الحرمين الشريفين وقاصديهما. من جانبه شكر العدواني معالي الرئيس العام على دعمه غير المحدود، والذي يعد حافزاً لتقديم أفضل الخدمات لقاصدي الحرمين الشريفين، واعداً ببذل المزيد من الجهد لخدمتهم، بما يحقق التطلعات الكريمة من القيادة الرشيدة -رعاها الله-.
قيم الموضوع
(2 أصوات)
   
أنهت وكالة قياس الأداء والجودة والتميز المؤسسي بالرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي، ممثلة في الإدارة العامة للإحصاء ودعم القرار المرحلة الأولى لنموذج الخدمات والإحصاءات والقياس عبر نموذج يهتم بحصر الخدمات بالرئاسة وتوصيفها ووضع مؤشرات اداء لكل خدمة وربطها بالأهداف والمؤشرات الإستراتيجية وتحديد الخدمات ذات العلاقة ببعضها. وأوضح ذلك سعادة  مدير عام الإدارة العامة للإحصاء ودعم القرار المهندس فارس بن محمد المسعودي . وبين المسعودي إنه تم خلال هذه المرحلة عقد عدد من حلقات النقاش والدورات التعريفية للنموذج وقد بلغ عدد الوكالات المستفيدة من الدورات والشروحات 25 وكالة وعدد الزيارات الميدانية لتقديم الدعم المعلوماتي 8 زيارات وتم جمع عدد 780 خدمة و 1253 مؤشر. مُبيناً أن هذا الجهود يأتي سعياً للتطوير المستمر في منظومة العمل وفقا لتوجيهات معالي الرئيس العام، وبمتابعة مستمرة من قبل وكيل الرئيس العام لقياس الأداء والجودة والتميز المؤسسي سعادة الدكتور سمير بن سعد السويهري .
قيم الموضوع
(4 أصوات)
أقامت وكالة الشؤون النسائية بالرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي، ممثلة الوكالة المساعدة للعلاقات والشؤون الإعلامية والشراكات المجتمعية النسائية، عن طريق الإدارة العامة للعلاقات العامة والإعلام، وبالتعاون مع كلية العلوم الطبية التطبيقية برنامجًا لمنسوبات الوكالة النسائية بمناسبة ذكرى اليوم العالمي لمرضى السكري. وأوضحت مساعدة المديرة العامة للعلاقات العامة والإعلام الأستاذة بتول بنت محمود الكيشان الهدف من البرامج لمنسوبات الوكالة وهو التنوع في الخدمات المقدمة لهن توعويًا وصحيًا وثقافيًا. وقالت الكيسان لقد أثرى عضوات وفد الكلية الطبية التطبيقية بقيادة الأستاذ المساعد بقسم التغذية الاكلينيكية بكلية العلوم الطبية التطبيقية سعادة الدكتورة نجلاء بنت حامد المحمادي، جميع الحاضرات بالمعلومات القيمة والمنشورات التوعوية المتعلقة بطرق الوقاية من مرض السكري، وكيفية التعامل والتعايش معه في حال الإصابة به -لا سمح الله- . وفي ختام رفعت الكيشان الشكر الجزيل لسعادة الوكيل المساعد للعلاقات والشؤون الإعلامية والشراكات المجتمعية النسائية الأستاذة ندى بنت عبد الله المالكي لرعايتها لمثل هذه البرامج الهادفة والشكر موصول لسعادة مساعد الرئيس العام للشؤون التطويرية النسائية وكيل الرئيس العام للشؤون النسائية الدكتورة العنود بنت خالد العبود على دعمها ومتابعتها المستمرة للشراكات المجتمعية النسائية الهادفة والتي تأتي تنفيذًا لتوجيهات معالي الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي الشيخ الدكتور عبدالرحمن بن عبدالعزيز السديس-حفظه الله- في الإرتقاء بمستوى الخدمات الجليلة المقدمة لمنسوبات الرئاسة بما ينسجم مع رؤية المملكة ٢٠٣٠م. والجدير بالذكر هو إشادة عضوات الوفد بالترحاب وحفاوة الاستقبال وبتثمينهن للهدايا التذكارية التي كرمنَّ بها من قبل الإدارة العامة للعلاقات العامة والإعلام النسائية.
9A6324F1 6F03 47A2 AC28 7C0C3017AF92.jpegBB5A3CD0 67EE 42C0 98D3 E4E72EE6178F.jpeg9E55F69C 8A50 41D8 8BD9 F49FA68FF04A.jpeg8A66F3C4 ED98 4406 B31C 8D56DBF316BD.jpeg58971C8D 2272 4D89 BB9B 499503AB3A58.jpegCA1121BD 597E 44AC 82C9 695A21C033D8.jpeg8590A886 232B 44A4 B20A EFA5DE1B7333.jpeg
قيم الموضوع
(0 أصوات)


قامت الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي اليوم الجمعة بتوزيع (8000) مظلة على المعتمرين في صحن المطاف والمصلين وعلى العاملين في المسجد الحرام، وذلك ضمن مبادرة (مظلتك بين يديك) أحد برامج حملة الرئاسة العامة التي أطلقتها بعنوان: (خدمة معتمرينا شرف لمنسوبينا) والتي تهدف إلى عدة مبادرات وبرامج لتوفير أرقى وأفضل الخدمات المقدمة لقاصدي بيت الله الحرام وتأتي مبادرة (مظلتك بين يديك) لحماية المعتمرين من حرارة الشمس خلال أدائهم الطواف والعاملين في خدمتهم من منسوبي ومنسوبات الرئاسة العامة وأبطال الأمن والصحة والمتطوعين داخل المسجد الحرام وساحاته.

وذكر سعادة رئيس اللجنة الأستاذ جنادي بن علي مدخلي بأن المبادرة جاءت ضمن حزمة من المبادرات التي تقدمها الرئاسة العامة لقاصدي المسجد الحرام والهدف منها هو حماية المعتمرين والعاملين في المسجد الحرام من حرارة الشمس دفعا لإصابتهم بالإعياء والتعب وارتفاع درجات حرارة أجسادهم خاصة في ظل ظروف جائحة كورونا والإجراءات الاحترازية التي تطبقها الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي داخل المسجد الحرام.

وقال مدخلي: إن الحملة تسعى لتعزيز الخدمات المقدمة للمعتمرين والزوار وذلك تحقيقا لتطلعات ولاة الأمر -حفظهم الله - ومواكبة لرؤية المملكة ( 2030 ) ويطبق فيها أشد معايير الإجراءات الاحترازية وأن الحملة تحظى باهتمام وتفاعل من جميع وكالات الرئاسة العامة لاستشعارهم بمسؤوليتهم العظيمة لخدمة ضيوف الرحمن وواجبهم تجاه وطنهم وقيادتهم.

وأكد الأستاذ جنادي حرص واهتمام الرئاسة بالصحة العامة وسلامة الجميع وأن هذه المبادرات تأتي بتوجيهات من معالي الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي الشيخ الدكتور عبدالرحمن بن عبدالعزيز السديس، وبمتابعة فضلية مساعد الرئيس العام ووكيل الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام وشؤون الأئمة والمؤذنين الدكتور سعد بن محمد المحيميد لتحقيق تطلعات ولاة أمرنا -حفظهم الله - لتقديم أرقى وأفضل الخدمات لقاصدي بيت الله الحرام ليؤدوا نسكهم بكل يسر وسهولة .

0090aa6d c87d 4eda 8700 e15460c697712b07b112 7f69 4c49 8cbd f475f393573021bd443a f616 44e9 b32e 6e830e6a741ea081308b fa6e 4e52 b6c5 b2fbfe1d7fd1e4a4e095 9bb2 4f79 87aa 129239e8cc78
قيم الموضوع
(4 أصوات)

أم المسلمين اليوم لصلاة الجمعة في المسجد النبوي فضيلة إمام وخطيب المسجد النبوي الشيخ الدكتور عبدالباري الثبيتي وأستهل فضيلته خطبته الأولى عن جمال الإسلام في عهد النبي صلى الله عليه وسلم فقال: عن عبدالله بن سلام، قال: لم قدم النبي صلى الله عليه وسلم المدينة، انجفل الناس قبله، وقيل قد قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم ، قد قدم رسول الله، قد قدم رسول الله ثلاثاً، فجئت في الناس لأنظر، فلما تبينت وجهه، عرفت أن وجهه ليس بوجه كذاب، فكان أول شيئ سمعته " تكلم به، أن قال : (يا أيها الناس أفشوا السلام، وأطعموا الطعام، وصلوا الأرحام ، وصلوا بالليل والناس نيام، تدخلوا الجنة بسلام) رواه الترمذي وابن ماجه بإسناد صحيح.

حديث عظيم؛ جمع جلال الدين وجمال الإسلام؛ ليؤسس منظومة المجتمع المتأخي الراقي المتكاتف؛ مجتمع العطاء والرحمة والسخاء؛ الذي يتسم بمكارم الأخلاق، ونبل المعاملة، وهو حديث عميق في معناه، قوي في مبناه، عظيم في مغزاه، يبقى أثره في نفس من سمعه ورواه، فيه أعمال تقوي الوشائج، وترتقي بسلوك المجتمع وتنميته، وتخفف الفقر، وتشيع الأمن، وتنقي المجتمع من الضغائن والأحقاد ولوثات النفوس.

هذا الحديث من أوائل أقواله صلى الله عليه وسلم أول مقدمه المدينة؛ ليؤكد أهمية التكافل في
المجتمع، وتقوية لحمته، ورص صفوفه قلبا وقالبا، وأن يحمل الغني الفقير، والميسور المعسر، وأن  يبذل المستطيع ما يستطيع من كلمة طيبة وسلوك ندي وصلة موصلة إلى الدرجات العلى.

ثم تحدث فضيلته عن معنى تحية الإسلام فقال: السلام عليكم؛ جملة قصيرة المبنى، عظيمة المعنى ؛ تحمل في مضامينها رسالة محبة، وعنوان مودة، يحلو بها اللسان، يرسل قائلها إلى كل من سمعها أنه يحمل في نفسه لهم الأمن والأمان على الأنفس والأعراض والأموال ،فيشيع السلم والسلام في المجتمع، والسلام غاية الإسلام؛ روى مسلم من حديث آبي هريرة رضي الله عنه؛ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (لا تدخلون الجنة حتى تؤمنوا ولا تؤمنوا حتى تحابوا أولا أدلكم على شيء إذا فعلتموه تحاببتم أفشوا السلام بينكم).

والسلام تحية من عند الله، وعبادة وثواب، وسمة المسلم التي يعلو بها على من سواه؛ وعن أبي أمامة الباهلي - رضي الله عنه - قال قيل : يا رسول الله، الرجلان يلتقيان. أيهما يبدأ بالسلام ؟، فقال : أولاهما بالله رواه الترمذي وصححه الألباني، أي : أقرب المتلاقين إلى رحمة الله من بدأ بالسلام.

والسلام من موجبات المغفرة والرحمة؛ فعن هانئ بن يزيد - رضي الله عنه - قال : قلت : يا رسول الله دلني على عمل يدخلني الجنة . قال: (إن من موجبات المغفرة بذل السلام ، وحسن الكلام ) رواه الطبراني ، وصححه الألباني.

أفشوا السلام؛ إحسان بالقول، وأطعموا الطعام إحسان بالفعل وترسيخ لقيمة البذل والتألف،
واستدعاء لمعاني الأخوة وحسن الجوار؛ فعن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال: أن رجلاً سأل
النبي صلى الله عليه وسلم: أئ الإسلام خير؟ قال: تطعم الطعام. وتقرأ السلام على عرفت ومن
لم تعرف) رواه البخاري ومسلم.

ثم تحدث فضيلته عن فضل الصدقة وإطعام الطعام فقال: وإطعام الطعام يشمل الصدقة والهدية والضيافة واطعام الفقراء ابتغاء وجه الله تعال، وتزداد الحاجة إليها في أوقات المجاعة وغلاء الأسعار.

ومن صور الإطعام الإهداء إلى الجيران، قال النبي صلى الله عليه وسلم: (يا أبا ذر إذا طبخت مرقة، فأكثر ماءها، وتعاهد جيرانك) رواه مسلم.

وإطعام الطعام يشمل سائر المخلوقات؛ فإن الصحابة رضي الله عنهم قالوا: يا رسول الله، وإن لنا في البهائم اجراً؟ قال: «في كل كبد رطبة أجر».

لا يستقل المرء في إطعام الطعام أي مقدار ولو كن شق تمرة؛ فإنها تربو في كف الرحمن حتى تكون أعظم من الجبل؛ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من إستطاع منكم أن يستتر من النار ولو بشق تمرة فليفعل ) رواه مسلم، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ما تصدق أحد بصدقة من طيب- ولا يقبل الله إلا الطيب - إلا أخذها الرحمن بيمينه ، وإن كانت تمرة فتربو في كف الرحمن حتى تكون أعظم من الجبل ، كما يربي أحدكم فلوه أو فصيله ) رواه البخاري ومسلم واللفظ له.

تلك قيم نبيلة يربي عليها الإسلام، وصفات جليلة تغرس في بنية المجتمع المسلم التقوى، وتبرز قيم الإسلام السمحة للعالم أجمع.

وتحدث فضيلته عن صلة الأرحام وفضله فقال : وصلوا الأرحام ): الأرحام هم كل من تربطك بهم رحم أو قرابة من جهة الأب والأم: وحقهم في البذل والعطاء مقدم على اليتامى والفقراء، قال سبحانه {يَسْأَلُونَكَ مَاذَا يُنْفِقُونَ قُلْ مَا أَنْفَقْتُمْ مِنْ خَيْرٍ فَلِلْوَالِدَيْنِ وَالْأَقْرَبِينَ وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ } والسخاء عليهم ثوابٌ مضاعف ، قال عليه الصلاة والسلام: (إن الصدقة على المسكين صدقة وعلى ذي الرحم اثنتان صدقة وصلة ) رواه النسائي وصححه الألباني.

صلة الرحم بالقول الطيب، والوجه النير. وتعاهدهم بالزيارة والنصح، ومساندة المكروب، وعيادة
المريض، والصفح عن عثراتهم. واجتناب الإضرار بهم! سواء بالقول أو الفعل.

وأختتم فضيلته خطبته الأولى بالحديث عن فضل قيام الليل فقال: وصلوا بالليل والناس نيام)؛ وردت هذه العبادة العظيمة بعد الدعوة إلى إفشاء السلام وإطعام الطعام وصلة الأرحام للدلالة على أثرها في التعاملات والمعاملات؛ فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال جاء رجلٌ إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: إن فلاناً يصلي بالليل، فإذا أصبح سرق قال (إنه سينهاه ما تقول) رواه أحمد بإسناد صحيح .

صاحب قيام الليل يصبح طيب النفس نشيطا يعان على عمله سائر يومه.

وقت عظيم؛ تخلو فيه النفس وتناجي خالقها ، زمن إجابة الدعاء، ونزول الرب؛ عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ينزل ربنا تبارك وتعالى كل ليلة إلى السماء الدنيا حين يبقى ثلث الليل الأخر ، يقول: من يدعوني، فأستجيب له؟ من يسألني فأعطيه؟ من يستغفرني فأغفر له؟ )رواه البخاري.

تتدخلوا الجنة بسلام؛ وصف بليغ طيب، ناطق بالحفاوة التي هي عطاء الله الخالص لخواصه؛ قال الله تعالى: {وَسِيقَ ٱلَّذِينَ ٱتَّقَوْاْ رَبَّهُمْ إِلَى ٱلْجَنَّةِ زُمَرًا ۖ حَتَّىٰٓ إِذَا جَآءُوهَا وَفُتِحَتْ أَبْوَٰبُهَا وَقَالَ لَهُمْ خَزَنَتُهَا سَلَٰمٌ عَلَيْكُمْ طِبْتُمْ فَٱدْخُلُوهَا خَٰلِدِينَ } ودخول الجنة بسلام: ظاهره أنه بلا عقاب ولا عذاب. لأن من عذب لم يسلم.

إن دخول الجنة بسلام، هو فضل الله على من صبر على المشقة وصابر على جفاء الناس في كل تعاملاته؛ قال سبحانه، {سَلَامٌ عَلَيْكُمْ بِمَا صَبَرْتُمْ فَنِعْمَ عُقْبَى الدَّارِ } فصبركم هو الذي أوصلكم إلى هذه المنازل العالية، والجنان الغالية.

وتحدث فضيلته في خطبته الثانية عن حديث إفشاء السلام الى آخر الحديث فقال: يا أيها الناس أفشوا السلام، وأطعموا الطعام، وصلوا الأرحام ، وصلوا بالليل والناس نيام. تدخلوا الجنة بسلام: حديث عظيم حمل أطيب الكلمات وأجمل المعاني وأعظم الأجور؛ فعن علي: رضي الله عنه- قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن في الجنة غرفاً يرى ظاهرها من بطونها وبطونها من ظهورها». فقام أعرابي فقال لمن هي يا رسول الله ؟ قال : «من أطاب الكلام وأطعم الطعام وأدام الصيام وصلى بالليل والناس نيام» رواه الترمذي وحسنه الألباني.

وقد أشار العلماء إلى أن العطف بالواو في هذا الحديث يقتضي اشتراط اجتماع الأمور المذكورة.

3a53c4fe ed56 43c4 8f57 47992d68a49c3a114fa1 6948 448b a225 15aee83edfa945a75a0a 5905 49fb 8f9a da7df2b7c5f97665bc84 da78 4194 9189 67bfcf5f715c3c018720 8172 4b54 b76d 7dd802924eff7a39eb2c 7ea6 42e2 abeb 6bab303311e68157ac5d 6990 4802 9652 a18feeb220bd
قيم الموضوع
(1 تصويت)

أم المسلمين اليوم لصلاة الجمعة في المسجد الحرام معالي الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي إمام وخطيب المسجد الحرام الشيخ الدكتور عبدالرحمن بن عبدالعزيز السديس فتحدث في خطبته الأولى عن التمسك بكتاب الله وسنة رسوله فقال: ارتِقاء الأمم وازدِهارها، ورُقِيُّها في مَدَارات المَجْد وانْتِصَارُها، ونَفَاذُها في مَشارق النُّبْل والثَّنَاء والفضائل، واسْتِعْصَامُها دُون الارتِكاسِ في مَهاوي الأوْضَار القولِيَّة والرَّذائل، وأخْذها مِنَ الآخرةِ بِأوفر الحظّ والنَّصيب، واسْتِمرار رَغَدِها الهَانِئِ الخَصِيب، مع امْتِدَادِ أَمْنِها الوارف الرَّحِيب؛ مآل قطعِيٌّ، وقَدَرٌ رَبَّانِيٌّ لِنُفوسٍ صادِقة صالحة مُصْلِحَة، تَمَسَّكت بكتاب رَبِّها، واهتدَت بِسُنَّة نبِيِّها صلى الله عليه وسلم ، نُفُوس كبار ارتبأت مطايا الأخلاق الكريمة، وتَوشَّحَتِ الخِلالَ الأريجة القَويمة، فألسِنتُها عَفَّة مُصَانة، نُفُوس صَبرت فما كَلَّت، وصَابرَت فَمَا انهزمت ولا مَلَّت؛ لذلك عُنِيَ القرآن الكريم بِلَفْت الأنظار والفهوم، ومَدَارك العقول والحلوم، إلى مواقف الأفراد والمُجتمعات مع خالِقهم –جَلَّ جلاله- ومع أنبِيَائهم –عليهم السَّلام- إذْ كان الأتْبَاع بين المَنْصورين السُّعَدَاء، والمُتبَّرين الأشقِياء.

ثم تحدث معاليه عن تطاول السفهاء على خالقهم فقال : وكيف يَسْلم البُرَآء مِن النَّيْل والافترَاء، وقد تطاول السُّفهاء على خالِقهم بِنِسْبة الولد إليه؛ تعالى الله عمَّا يقول الظَّالمون علوًّا كَبيرا:﴿وَقَالُوا اتَّخَذَ الرَّحْمَنُ وَلَدًا﴾، فبَكَّتهم الجَبَّار بقوله:﴿وَمَا يَنْبَغِي لِلرَّحْمَنِ أَنْ يَتَّخِذَ وَلَدًا﴾، وقالوا: الملائكة بنات الله جَلَّ وعلا الله:﴿أَفَأَصْفَاكُمْ رَبُّكُمْ بِالْبَنِينَ وَاتَّخَذَ مِنَ الْمَلَائِكَةِ إِنَاثًا إِنَّكُمْ لَتَقُولُونَ قَوْلًا عَظِيمًا﴾، ﴿لَقَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ فَقِيرٌ وَنَحْنُ أَغْنِيَاءُ سَنَكْتُبُ مَا قَالُوا وَقَتْلَهُمُ الْأَنْبِيَاءَ بِغَيْرِ حَقٍّ﴾.

وتطاول المُفْتَرون على الرُّسل والأنبِياء عليهم السَّلام، فهذا نَبِيُّ الله نوح عليه السلام رمَاه قومه بالضَّلال:﴿قَالَ الْمَلَأُ مِنْ قَوْمِهِ إِنَّا لَنَرَاكَ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ﴾، وهود عليه السلام نَسَبُوا للسَّفَاهَة والكذب، ﴿قَالَ الْمَلَأُ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ قَوْمِهِ إِنَّا لَنَرَاكَ فِي سَفَاهَةٍ وَإِنَّا لَنَظُنُّكَ مِنَ الْكَاذِبِينَ﴾، ونَبِيُّ الله إبراهيم عليه السَّلام، كاد له قومه بِالحَرق، ﴿قُلْنَا يَانَارُ كُونِي بَرْدًا وَسَلَامًا عَلَى إِبْرَاهِيمَ﴾، ونَبِيُّ الله يوسف عليه السلام كاد له إخوته فألقُوه في الجُّبِّ وحيدًا فريدًا، بعد أن حَسَدُوه، وافترت عليه امرأةُ العزيز المُرَاودة، فألقي في السِّجن، ﴿قَالَتْ مَا جَزَاءُ مَنْ أَرَادَ بِأَهْلِكَ سُوءًا إِلَّا أَنْ يُسْجَنَ أَوْ عَذَابٌ أَلِيمٌ﴾، ونَبِيُّ الله شعيب عليه السلام اسْتضعَفَه مَدْيَنٌ وهَمَّت بِرَجْمه ﴿وَإِنَّا لَنَرَاكَ فِينَا ضَعِيفًا وَلَوْلَا رَهْطُكَ لَرَجَمْنَاكَ وَمَا أَنْتَ عَلَيْنَا بِعَزِيزٍ﴾.

وهكذا سَائر الأنبياء الأخيار عليهم السلام،وخاتمهم نبيُّنا المُصطفى المُخْتار، الذي بلغ –في الأولين والآخرين- من العظمة مُنتهاها، ومن الأمانة ذُرَاها،تطاول عليه –بأبي هو وأمي عليه الصَّلاة والسَّلام- الجاحدون الألدَّاء، والجاهلونَ الأعدَاء، وإلى عصرنا الرَّاهن عصر الحريَّات الزّيفاء، نَالوا من رسالته ومعجزاته وأخلاقه، وقالوا وبئس ما قالوا: مجنون وسَاحر، وكاذب وشاعر، ﴿وَيَقُولُونَ أَئِنَّا لَتَارِكُو آلِهَتِنَا لِشَاعِرٍ مَجْنُونٍ ~ بَلْ جَاءَ بِالْحَقِّ وَصَدَّقَ الْمُرْسَلِينَ﴾، وكلّ الأنبياء والمرسلين نَجَّاهم الباري –سبحانه- وأهلك مُناوئيهم وشانئيهم ﴿وَلَقَدِ اسْتُهْزِئَ بِرُسُلٍ مِنْ قَبْلِكَ فَحَاقَ بِالَّذِينَ سَخِرُوا مِنْهُمْ مَا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ﴾، كما نال الوضعاء والمغرضون من الصَّحابة الكرام، وفي تزكية قدْرهم وإعلاء أَمْرِهم يقول الحق سبحانه:﴿وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ﴾، وهل تُنسَى الصِّدِّيقة بنت الصِّدِّيق –رضي الله عنها وعن أبيها- التي عَانت الشَّوَاقّ، فبَرَّأها الله مِن فوق السَّبع الطباق؟!

ثم بين معاليه فضل المجددين في الدين من أهل العلم الذين حفظ الله بهم الدين فقال: ودُون مَسَامِعكم مَا كَابدَهُ الأئمة الأجلاء، والعلماء النبلاء –رحمهم الله-، الذين لا يذكرون إلا بالجميل ومن ذكرهم بغير الجميل فهو على غير سواء السبيل ومنهم إمام أهل السُّنَّة المُبَجَّل أحمد بن حنبل ~ لقي من الكيد والنَّيل أصْنَافًا، فما استكان ولا انصاع، بل ثبت على الحقِّ مُتوَكِّلاً على الله، دون اتِّضاع، فبارك الله عِلْمَه ومَوْقفه، فانتشر في كل المَدَائِن والأصْقَاع، وهو الذي قال فيه الإمام الشافعي ~:"خرَجْت من العرَاق فمَا خلَّفْت فيه رَجُلاً أفضل ولا أعلم ولا أتقى منه"، ومن دُرَرِ الأنام شيخ الإسلام ابن تيمية الهمام، وحيد عَصْره، وفريد دَهْره المُجَدِّد الزَّاهد، والعالم العابد، مَنْ نَصَر الله به المِلَّة، وأحْيَى السُّنَّة، أضْمَر له فِئام الكيد والعِدَاء، ورَشَقُوه بالحَشْوِ والتَّجسِيم والتَّشبيه؛ لأنّه تصَدَّى لِكُلِّ بِدْعَة وإفْسَاد، فنصره الله على أهل الأهواء الحُسَّاد، وانْتفعَتِ الأمم بِعِلْمِه، وانتشر وسَاد.

ومِن الذين نَالتهم الألْسُن الحِدَاد، دون عَقْلٍ وإرْوَاد، البَحْر الهَامِر، والغيْث الغَامِر، مُجَدِّدُوا القَرْن الثاني عشر وما بعده من أئمة الدَّعوة السَّلفيّة الإصلاحية الوسطيّة، وبَاعثوا العقيدة الصَّافية السَّنية، فقد لَقوا مِن قالة السُّوء والتَّشْنيع، الأمر الفَضِيع، سَطَّرُوا في تجهيلهم، وبُطلان دليلهم، ما يَصِمُ القُلوب والآذان، فصَبَرَوا واحتسبوا، وبَلَّغهم المولى –تعالى- أَعْلَى المَقاصِد والرُّتَب، وَعَمَّت دَعْوتهم الدُّوَل والمُجْتَمعات، والأُمم والأَقلِّيَّات، وها هو العالم الإسلامي، وفي صَدَارته بلاد الحرمين الشَّريفين حَارِسَة دَعوتهم، يتَّفيَّؤون ظلال العقيدة الصَّحيحة الصَّافية، ودَعوتهم السُّنِّيَّة المُباركة. ﴿إِنَّا لَنَنْصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الْأَشْهَادُ﴾.

ثم بين معاليه إن هنالك أهل شر يحاربون أهل الدين فحذر منهم وقال : وفي هذا الأَوان، ها هو التَّاريخ يُعيد سِيرَتَه وأخباره، ولَهِيبَه وشَرَارَه، فَمَا إِنْ يَكْبُوَ في الأمَّةِ يَرَاع، وتَعْلُوَ صيْحةُ مُلْتَاع، أو يَنْطِق بالحَقِّ صَوْتٌ مِصْدَاع، إلاَّ طار النَّزَقة والأغرَار، وأشبَاه الرِّجال الأغمَار، إلى الشَّبَكة العَنكبوتِيّة، ووسائل التَّواصل الاجتماعِيَّة، نِسَاءً ورِجَالاً، خِفَافًا وثِقَالاً، يَبُثُّونها الكذب والإرجَاف، والسُّمَّ الزُّعاف، مَا بَيْن غَامِزٍ وطاعِن، وشاتِم ولاعِن، وبَاهِتٍ وقَاذِف، ومُحَشٍّ وحَادِف، إلاَّ من وفَّقَه الله للحَقِّ وسَدَّده، وهدَاه لِلحِجَى وأرشدَه، يَلمِزون العُلَمَاء الأجِلاَّء، والأخْيَار الصّلَحَاء، والمُصْلِحِين الكُرَمَاء، والجِلَّة البُرَءاء؛ يَجِمُونَ صَوْبَ إنْجَازاتِهم، ويتغَافلون عن جميع حَسَناتهم، يُضَخِّمون هَفَواتِهم –إنْ كانت- ويَتَصَامَمُون عن إبْدَاعَاتهم.

قال النبي صلى الله عليه وسلم "إنَّ أربى الرِّبا استطالة الرّجُل في عِرْض أخيه المُسْلم". وقال مالك ابن دِينار:"كَفى بالمَرْءِ شرًّا أن لا يكون صالحًا وهو يقع في الصَّالحين"، فَيا مَنْ تُطلقون التُّهَم دُون رَسَنٍ أو خِطام، وتقذِفون الأجِلَّة بِبَواطل الأحكام، وتُهْطِعُون صَوْب الشَّائعات وسَرَاب الأوهام، أيها المُنقادُون لِلأهواء والباطل دُون خَشية وذِمَام، ولِلفِرَى دُون زِمَام، للنَّيْل من رُموز الأمَّة والصَّالحين، والمُبْدِعين والنَّاجِحِين، والمميزين الطموحين والمبدعين، لقد أوقدْتم للفِتَن الضّرَام، وأجْلبْتم على أنفسكم سَيِّء الطَّوَام، ستسألون عمَّا تنطقون وتَكْتُبون، سَتُسْألون عَنِ العَظائم والدَّقائق، وما اقْترَفْتُموه مِن بوائق، يومٍ تُجْمع الأمم والخلائق، وتُمْحَى الأَواصر والعلائق فكل الصيد في جوف الفرا لذوي الإفك والفرى فالزم إن كنت تسمع وترى.

ويَا مَن تَسَمَّى بِاسم مُسْتَعَار، وتَخَفَّى ورَاء شَاشَته عن الأنظار؛ للطَّعن في الأماجد والأخيار، الذين يَعِيشُون قضايا الأمَّة وجرَاحها، ويَأْسُون نَزْفها، ويَرُومون فَلاحَهَا، أَنَسِيتَ أن الخالق –سبحانه- يُبْصِرُك ويرَاك، ويعلم سِرَّك ونَجْوَاك؟ وما تخطه أناملك وتحمله زواملك ألم يعلم بأن الله يرى.

ويا أيها المُغرِّدون عَبْر الفَضَاءات والأقْطار، توبوا إلى بارئكم ومولاكم، وزِنُوا مَا تُسَطِّره يَدَاكم، وكُفُّوا عن المسلمين وَحَرَ صُدوركم وأذاكم، أتخوضون بكلِّ صَفاقة في غيب السَّرَائر وتقذفونها بالجَرائر؟! رَمِّمُوا بالسُّمُوِّ والنُّبل تَشظياتكم النَّفسِيَّة، وتصَحُّرَاتِكم الرُّوحِيّة، وهَزائمكم الفِكْريَّة والقِيَمِيَّة!! نعم! كم مِن عَيْر شَاهِق على جَبل شاهق!! سُبْحان الله!! أَبَاطيل ظلْمَاء، وحَمَاقات خَرْقاء، وتعليلات رعْناء، ومُجَازفات شوهاء، ونفوس للهدى عطشاء، وكتابات مظلمة غَطْشاء، تَبَّت يَدَا مَن رقَمَها وتَبّ، ما أشْنَع صَنِيعه ومَا كسَب!! ومنهم مَن تجدُه على الأخيار جَامِحٌ شرس، وعلى الأعدَاء طيِّع سَلِس؟! ﴿وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُبِينًا﴾.

وأختتم معاليه خطبته الأولى بالحديث عن صبر أهل العلم على الأذى فقال : والصَّادِقون والصالحون يَهُون عليهم –بِحَمْد الله- كُلَّ ما يَلقونه في الله، من تزييفٍ واجْتِرَاء، وتَشْويه وافتراء، يمضون بكل ثقة وشموخ، ولا يزيدهم ما نيل منهم إلا ثباتًا واستمساكًا، فيترفع أحدهم أن يكون لكل سفيه مجيبا، كعود زاده الإحراق طيبا، فهم يدركون أن مجاراة الدنيء نوع من جنس فعله فيكظمون الغيظ ويصبرون، ﴿لَا تَحْسَبُوهُ شَرًّا لَكُمْ بَلْ هُوَ خَيْرٌ لَكُمْ لِكُلِّ امْرِئٍ مِنْهُمْ مَا اكْتَسَبَ مِنَ الْإِثْمِ﴾؛ ولأنَّ نَحِيزتهم كالحة مكشوفة، وإنهم لمرتكسون في شنيع أهدَافهم، ومُجْزَوْن بِلَئيم أوْصَافهم، قال تعالى في الأفَّاكين المُعْتدين:﴿سَيَجْزِيهِمْ وَصْفَهُمْ إِنَّهُ حَكِيمٌ عَلِيمٌ﴾.

وحذر معاليه في خطبته الثانية عن المشبوه في الوسائل التواصل الاجتماعي فقال: ومِمَّا يَجب التَّحذير مِنه، والوصِيَّة باجتِنابه وتجَافيه، والإعراض عمَّا جاء فيه، المشبوه من مَواقع التواصل الاجتماعي، وشبكات المعلومات والاتصالات، فإنها الوسائل التي تلهب الأُوار، وتذكي جمار النّار، بِالوِشايات، والنِّكايات، والسِّعايات، مِمَّا يُثيرُ الكُلُوم والإحن، والأقاويل الهَدَّامَةِ الفَتَّاكة، التي تُثير النَّعَرات الفردِيَّة والمُجتمعيَّة والإقليميَّة والطائفية، فكان لِزامًا مِن تعقِّبها لهتك باطلها، ونبْذ عاطلها؛ لِيَتَمَيَّز النُّور من الدّيجور، وإنَّ الحَملات الإعلامية المُستعِرة المأجورة ضدَّ قِبلة أهل الإسلام، بلاد الحَرمَيْن الشريفين وقادتها الميامين الكرام وعُلمائها الأُبَاة الأَعلام، لَنْ تنال من عظمَتِها شرْوى نَقير، ولا أقل مِن قطمير، فإن تَعَانق الأمّة الحصِيفة الأريبة، مع قيادَتِها الحكيمة الرشيدة، كَتَعانق الألِف واللاَّم، على عقيدة صافية كمُزن الغمام، لا يَزِيدُها إلاَّ منعة وإبَاءً وشُمُوخَا، وعِزًّا باذخًا ورسُوخَا.

كما نُهيب بالأمَّة عُمُومًا وشبَاب الإسلام خصوصًا، أن يُنَزِّهوا أسْمَاعهم وأبْصارهم عن تلك الأكاذيب والأضاليل.

وأختتم معاليه خطبته الثانية عن ردع الأنظمة للذين ينالون أهل الدين فقال : ومِمَّا يزيد المؤمن توكُّلاً على الله وإيقَانا، وتفَاؤلاً بِجميل لُطفه وإيمانَا، أنَّ الحَقَّ في هذه الأمَّة المباركة سَرْمَدًا مُتَوَاصِلا، والذَّب عن أهله مُشرِقًا ماثلا، فلن يعْدَم مُنَافِحًا وقائلا، ومما يؤكد هنا أهمية سنّ الأنظمة الحازمة في ردع الخراصين الأفاكين من ذوي الجرائم المعلوماتية، والأخذ على أيديهم حتى تسلم المجتمعات والأوطان من غلواء شرورهم، وحسب المسلم رضى رب العالمين، فإذا رضي عنيا فيا فوزينا.



4b495d78 db05 4538 9136 4b8ad74e8ac95cc45993 4562 487e b006 4a3b5d79692cdc76e7e0 c998 4996 a233 0194d29774fe18a90b73 12b0 4b10 a036 e2531c74d44c6979686a 4b6e 46ef 9e17 d80e22dcea3cdbd99921 9cf5 4072 8ca2 89299a009403dd019a04 223d 4c18 9d7b 8b9e8ffd23fce0e405ec b3fc 47d9 859c b3876d2b7cd1e163b314 fb2f 4064 a32a a1718ff4331f1cea842e 494f 41f4 89ae adda2d6804cc6a8c2a96 dcdc 4d43 8464 5a9ff505705e8f2af6a9 e2eb 4b18 b71b 3e776835cf45fba8a55c 3ffa 454b b2ce 042c9f5e4fc2
قيم الموضوع
(8 أصوات)


أصدرت الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي ممثلة في وكالة الرئاسة لشؤون المكتبات والبحث العلمي تحقيق كتاب شرح ابن عقيل على ألفية ابن مالك.

وحُقق كتاب شرح ابن عقيل لألفية ابن مالك الشهيرة في النحو، على (٥) نسخ فريدة تعتبر من أهم نسخ شرح ابن عقيل في العالم الإسلامي من قبل سعادة وكيل الرئيس العام للمكتبات والبحث العلمي الدكتور أحمد بن فهد الشويعر نُسخ مخطوطة أصلية، جميعها من مقتنيات مركز المخطوطات بمكتبة الحرم المكي الشريف.

ويهدف الكتاب الصادر من مركز المخطوطات بمكتبة الحرم المكي الشريف إلى تعزيز وتحفيز الجانب اللغوي لدى كافة الناطقين باللغة العربية، وتعزيز إتقانهم لفنون النحو والصرف، انطلاقاً من أهمية اللغة العربية وكونها لغة القران والوسيلة الأمثل لفهم أسراره و تدبر معانيه ومعاني التشريع الإسلامي.
قيم الموضوع
(0 أصوات)


أطلقت الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي ممثلة في وكالة الرئاسة لشؤون المكتبات والبحث العلمي مشروع صناعة الفقيه والذي يعده مركز البحث العلمي وإحياء التراث الإسلامي.

ويتكون المشروع من دورات في التأهيل الفقهي بصورة شمولية واعية على أسس وقواعد أصيلة بأدوات اجتهادية معاصرة كما يهدف إلى تمكين مبدأ الجودة والاختصاص في الفقه الإسلامي عند المتدرب والتوعية بالمذاهب الفقهية وأوجه اتفاقها وما بينها من الترابط والتناغم ومعرفة مناهج الفقهاء في مؤلفاتهم وامتلاك الملكة الاجتهادية في التعاطي مع النوازل والقضايا الفقهية المعاصرة.

يأتي ذلك انطلاقا من دور مكتبة الحرم المكي الشريف العلمي الثقافي.
قيم الموضوع
(1 تصويت)

أصدرت الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي ممثلة في وكالة الرئاسة لشؤون المكتبات والبحث العلمي كتاب (مواهب) وهو عبارة عن برنامج تطويري لرعاية الموهوبين وتكوين العلماء بكلية الحرم المكي الشريف.

ويعد كتاب "مواهب" برنامج تطويري يعنى بالموهوبين من طلاب كلية الحرم المكي الشريف ليصبحوا علماء مؤثرين في المستقبل، ويزودهم بالكفايات التي تلبي احتياجاتهم عن طريق الأنشطة والبرامج المصاحبة وفق المنهج الوسطي لأهل السنة والجماعة التي تتميز به هذه البلاد المباركة.