رفع فضيلة وكيل الرئيس العام للشؤون العلمية والأكاديمية الدكتور عبد الرحمن بن سعد الشهري التهنئة لمقام خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز ال سعود ولسمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز-حفظهما الله- بمناسبة اليوم الوطني ال 91 للملكة العربية السعودية.
وأوضح فضيلته أن القيادة الرشيدة تهتم وتعتني بالعلم عمومًا، والعلم الشرعي خصوصًا، لما له بفضل الله أثر بالغ في ما تتمتع به المملكة العربية السعودية من وفور الأمن واستقامة الحال في حواضرها وبواديها، وتاريخ مشرق في سجلات رجال نذروا أنفسهم لخدمة وطننا الغالي، إنها مسيرة مباركة حقًّا؛ كان رائدها وغارس بذورها الملك المؤسس عبد العزيز - طيَّب الله ثراه –، وقد رعيت تلك البذور المباركة من قبل أبنائه البررة، فجدوا في السير، وواصلوا المسير، حتى صرنا إلى ما يشهده القاصي والداني، بحمد الله تعالى.
وبين الشهري أن من مظاهر هذه العناية ما قام به المؤسس طيب الله ثراه من رعاية ودعم لطباعة "مصحف مكة"، فاحتفى بصدور أول طبعة من هذا المصحف الشريف، وأجزل العطاء للجنة التي عُهِد إليها إنجاز هذا المشروع؛ تقديرًا منه لهذا العمل الجليل والأوَّليَّة الرائدة، ومنها أيضاً أن أول عمل قام به المؤسس بعد دخول مكة المكرمة الدعوة إلى اجتماع علمي التقى فيه بعلماء مكة المكرمة حثهم فيه على التوسع في نشر العلم.
وفي عام 1330هـ أمر ببدء نظام الهِجَر، والذي كان يهدف إلى توطين البادية بغرض تعليمهم، حيث كان يرسل لهم الدعاة والمرشدين، ويجمع بينهم على التعاون في سبيل الخير، وترك العصبيات القبلية الضارة، وهكذا تكونت النواة الأولى للتعليم بالمملكة العربية السعودية ترعاها أيادٍ أمينة، وحرص حثيث وجهد يسابق الزمان في سبيل النهوض بالبلاد، وكذلك التوجه إلى إنشاء جامعات أكاديمية استجابة لمتطلبات العصر، وكان لمهبط الوحي فضل سبق في إنشاء كلية تعنى بالعلوم الشرعية والدراسات الإسلامية، واليوم بفضل هذه السياسة المتوارثة منذ المؤسس -طيب الله ثراه-، والتي ترى من العلم ضرورة لا غنى عنها فقد بلغ عدد الجامعات بالمملكة العربية السعودية (35) جامعة تقدم المعرفة بجميع التخصصات لروَّادها من أبناء الوطن، ورجال الغد المشرق.
وفي عام 1346 تشكلت هيئة مراقبة التعليم بالمسجد الحرام برئاسة الشيخ عبد الله بن حسن آل الشيخ رحمه الله، كمرحلة جديدة في مشروع الإصلاح والتطوير لحلقات التعليم بالمسجد الحرام، ثم تُوِّجت هذه الجهود - بحمد الله - بقرار إنشاء معهد الحرم المكي الشريف عام 1385هـ، الذي أصدره جلالة الملك فيصل بن عبد العزيز آل سعود -طيب الله ثراه-.
وأكد فضيلته أن الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي تعمل جاهدة في سبيل نهوض وتطوير المنظومة التعليمية بالمسجد الحرام تعليمًا وتنظيمًا وإدارة في معهد الحرم المكي، وكلية الحرم الشريف وذلك إيماناً منها بدور العلم، ولا سيما العلم الشرعي أصل الأصول، الذي تأسست عليه بلادنا المباركة، وإيصالا لما ابتدأه القادة الميامين من التنظيم والرعاية للتعليم بالحرمين الشريفين، ومن الثمار اليانعة لهذه العناية أن الداخل إلى المسجد الحرام يرى رأي العين العالم الإسلامي بطوله وعرضه قد اجتمع بين جنبات المسجد الحرام من أبناء شعوب العالم الإسلامي والأقليات المسلمة يستقون علم الكتاب والسنة جنبًا إلى جنب، مهما اختلفت أوطانهم وأعراقهم ولغاتهم، فجمعتهم الأخوة الإيمانية في رحاب المسجد الحرام، في ظل مملكة العلم وموطنها المملكة العربية السعودية.
وأشار الدكتور الشهري أن في معهد الحرم اليوم ما يزيد عن (2800) طالب وطالبة يمثلون (44) جنسية من شتى أنحاء العالم، وتضم كلية الحرم المكي بأقسامها ما يزيد عن (1445) طالبًا وطالبة يتلقى الجميع بحمد الله أصول الشريعة الغراء بجناب البيت العتيق على منهج وسطي سالمٍ من جفاء الجُفاة، وغلو الغُلاة، تهذب أخلاق الأجيال، وترسخ دعائم العقيدة ليتأسس من ذلك مجتمع إسلامي معتز بدينه ووطنه، ساع في نهضته، عارف بحقوق إخوانه من المؤمنين، إنه العمق الاستراتيجي الحقيقي الذي تعتز به هذه الدولة المباركة ذات اليد البيضاء على أبناء دينها، إنه إرثها التليد الذي تفاخر به العالمين، وتراه شعارًا ودثارًا، وحصنًا حصينًا أمام ملمات الزمان.
رافعاً شكره لقادة بلادنا المباركة على ما تحظى به الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي الشريف من دعم سخي ورعاية دائمة، سائلاً الله عز وجل أن يحفظ بلادنا ويديم عليها أمنها ورخاءها واستقرارها.