أقامت الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي ممثلة في وكالة قياس الأداء والجودة والتميز المؤسسي، الممثلة في الإدارة العامة للإحصاء ودعم القرار دورة بعنوان (شرح نموذج الخدمات والإحصائيات ) لمنسوبي و لضباط الاتصال بالوكالات . 
وقد قدم الدورة سعادة مساعد مدير عام الإدارة العامة للإحصاء ودعم القرار ومدير إدارة تجربة ضيف الرحمن الأستاذ عيسى بن سفران الهُذلي.  
و تأتي تفعيلاً لمخرجات اجتماعات وكالة قياس الأداء والجودة والتميز المؤسسي، والتى تسعى لتطوير ورفع أداء الموظفين , واستهدفت هذه الدورة مسؤولي التقارير في الإدارات التابعة للوكالات، فيما تطرقت الدورة إلى كيفية عمل مؤشرات الأداء، وكيفية قياسها وبناء الأهداف قريبة الأجل ومتوسطة الأجل ، وذلك تماشيا مع رؤية الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي (2024) لحوكمة الأعمال وتجويد مخرجات الإدارات.   
وجاءت هذه الدورة حرصاً من الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي للارتقاء بمنظومة الأعمال والخدمات المقدمة لقاصدي المسجد الحرام , وانطلاقا مع توجيهات معالي الشيخ الدكتور عبد الرحمن بن عبد العزيز السديس، بالاستثمار في الكوادر البشرية وتطويرها لينعكس هذا على أداء  العمل وسيره .  

عقدت كلية الحرم المكي ندوة علمية عبر المنصة الإلكترونية بعنوان (انتماء) شارك فيها كلٌّ من إمام الحرم المكي الشريف وأستاذ الفقه المشارك فضيلة الشيخ الدكتور ياسر الدوسري، وفضيلة وكيل الرئيس العام للشؤون العلمية والأكاديمية الشيخ الدكتور عبدالرحمن الشهري، وفضيلة وكيل الرئيس العام للشؤون الفكرية والثقافية الشيخ الدكتور ناصر الزهراني، وأدارها فضيلة وكيل الرئيس العام الشيخ الدكتور أحمد الشويعر.

وقُدِّمتْ في الندوة ثلاث ورقات كان عنوان الأولى منها (جهود المملكة في دعم العلم الشرعي)، وأما الثانية فكانت بعنوان (الانتماء للوطن من منظور شرعي)، والثالثة بعنوان ( ثمرات المواطنة الفاعلة)، وجرى خلال هذه الورقات الثلاث بيانٌ جليّ من المشايخ الفضلاء بتأصيل معنى الوطنية، وتعزيز مبادئها وغرس مفهومها بإبراز جزء من أجزائها، ألا وهو خدمة المملكة للحرمين الشريفين في شتى المجالات والميادين.

وتأتي هذه المبادرة من الإدارة العامة لكلية الحرم المكي الشريف استجابة لتوجيه معالي الرئيس العام الشيخ الدكتور عبدالرحمن بن عبدالعزيز السديس، بعقد مثل هذه الندوات العلمية الوطنية والاستفادة من خبرات أئمة الحرم المكي الشريف ووكلاء معاليه في هذا الميدان، والوصاية من قبل معاليه باهتمام تعليم طلاب كلية الحرم وإرشادهم لكل ما فيه صلاحهم وصلاح بلادهم ووطنهم الغالي تحت شعار (هي لنا دار).
ناقشت وكالة الشؤون الفكرية والثقافية بالرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي، ماتم تنفيذه من مبادرات وبرامج خلال الربع الأول من العام الحالي (١٤٤٣هـ).
حيث أوضح فضيلة وكيل الرئيس العام للشؤون الفكرية والثقافية الدكتور ناصر بن عثمان الزهراني أنه في الاجتماع تم الاطلاع على التقرير الإحصائي لما تم تنفيذه من برامج، وكذلك تقرير اللجنة العلمية برئاسة فضيلة الوكيل المساعد الشيخ علي بن حامد النافعي، ثم الاستماع لأصحاب السعادة مدراء العموم بالإدارة العامة للأمن الفكري والوسطية والاعتدال بالمسجد الحرام، والإدارة العامة للشؤون الثقافية، وإدارة أكاديمية الوسطية والاعتدال، ومجلس شباب الرئاسة العامة التحاوري التطويري "شغف"، بحضور مساعدي مدراء العموم.
وقال الزهراني تم تقديم العديد من البرامج وحلقات النقاش والدورات التدريبية بالتعاون مع وكالة الشؤون التدريبية، والمحاضرات والمسابقات كذلك
تم الاطلاع على التقرير الختامي
لبرامج اليوم الوطني (٩١) والذي تنوع في طرحه ومستهدفيه.
وقال الزهراني تأتي هذه المبادرات والبرامج بتوجيه وإشراف من معالي الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي الشيخ الدكتور عبدالرحمن بن عبدالعزيز السديس -حفظه الله- وفق تطلعات ولاة الأمر -حفظهم الله- في تنوع البرامج النوعية الهادفة.

1EA783C6 F1AF 4865 B252 B491FD451843A59D8AF4 4D4C 4C67 9C50 8E485BB41158EDDBFF39 07E7 4D56 813C D7511B7A93DB
كرمت الوكالة المساعد للحشود والتفويج النسائية منسوباتها والبالغ عددهن (٣٠) موظفة نظير جهودهن المبذولة في الميدان خلال يومي الأربعاء والخميس التي تزامنت مع ذكرى اليوم الوطني السعودي"٩١".
حيث أوضحت الوكيل المساعد للحشود والتفويج النسائية الأستاذة نوف بنت محمد قحل بأن التكريم كان تقديرًا لحضور بعض منسوبات الوكالة للعمل خارج وقت الدوام ومساعدة البعض الآخر منهن للورديات الأخرى حرصًا منهن على مصلحة العمل، وسير برنامج الأنشطة والفعاليات المعدة لهذه المناسبة الوطنية الغالية على قلوب الجميع.
ومن جانبها كرمت مساعد الرئيس العام للشؤون التطويرية النسائية ووكيل الرئيس العام للشؤون النسائية الدكتورة العنود بنت خالد العبود، الوكيل المساعد للحشود والتفويج النسائية وأيضًا المديرة العامة للممرات الأستاذة صالحة جدم؛ لإسهاماتهن وجهودهن المباركة في هذه المناسبة المجيدة.
وفي الختام شكرت "قحل" القيادة الرشيدة-أيدها الله على دعمها واحتوائها لمثل هذه المناسبات الوطنية والشكر موصول لمساعد الرئيس العام للشؤون التطويرية النسائية الدكتورة العنود بنت خالد العبود على تشجيعها وتحفيزها المستمر لمنسوبات الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي.
 أطلقت وكالة الشؤون التوجيهية والإرشادية ممثلةً في الإدارة العامة لشؤون المصاحف والكتب إدارة شؤون الكتب "حقيبة التوحيد الرقمية" لقاصدي المسجد الحرام، حيث تحتوي  هذه الحقيبة على كتاب "عقيدة أهل السنة والجماعة" لسماحة الشيخ محمد بن صالح بن عثيمين -رحمه الله- و كتاب "العقيدة الصحيحة وما يضادها ورسالة المعية" لسماحة الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله بن باز -رحمه الله-. علماً بأن هذه الكُتب متاحة للمستفيدين عن طريق مسح الباركود التابع للكتاب لتحميل وتصفح الكتاب بشكل كامل.
   بالتزامن مع زيادة أعداد المعتمرين في المسجد الحرام واستقبال (100) ألف معتمر يومياً ، أعدت الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي ممثلة في وكالة الرئيس العام للتفويج وإدارة الحشود بخطة لفصل مسار كبار السن وذوي الإعاقة عن باقي المسارات المخصصة للطواف بحواجز ذات اللون الذهبي الفاخرة لزيادة التنظيم وضبط المسارات وتحقيق الإجراءات الاحترازية وتنظيم الوصول إلى صحن المطاف والمسعى والمصليات, وفق توجيهات معالي الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي الشيخ الدكتور عبدالرحمن بن عبدالعزيز السديس , أوضح ذلك سعادة وكيل الرئيس العام للتفويج وإدارة الحشود المهندس أسامة بن منصور الحجيلي . وبين سعادته أن الرئاسة استندت على خططها لتسير جموع المعتمرين على عدة عوامل وأهداف، واعتمدت من خلال ذلك على خبرات السنين المتراكمة بتعاون وتضافر عدد من الجهات المشتركة عبر التنسيق، ونظم المراقبة والرصد والتواصل الفعال والمستمر مع كافة الجهات العاملة في المسجد الحرام، ولفت إلى أن الرئاسة استفادت من العديد من الدراسات والبحوث الميدانية والآليات الهادفة لتحقيق السلاسة والتنظيم في حركة الدخول والخروج من وإلى البيت العتيق , مع اتباع الإجراءات الوقائية والاحترازية . وأضاف سعادة وكيل الرئيس العام  أن المملكة العربية السعودية حققت من خلال موسمي الحج والعمرة السابقة الريادة العالمية في تحريك وإدارة الحشود من خلال كوادر وطنية مؤهلة علميا ومهنيا لضمان تحقيق سلامة ضيوف الرحمن ومنع التكدس.     واختتم الحجيلي بأن هذه الخدمات تأتي تنفيذاً لتوجيهات معالي الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي الشيخ الدكتور عبدالرحمن بن عبدالعزيز السديس، وبمتابعة مستمرة من قبل سعادة مساعد الرئيس العام للمكلف الدكتور سعد بن محمد المحيميد ، حيث تأتي تحقيقاً لتطلعات القيادة الرشيدة –أيدها الله- في بذل كل ما من شأنه خدمة الحرمين الشريفين وقاصديهما.
IMG 20211001 184208 445IMG 20211001 184214 295IMG 20211001 184218 101IMG 20211001 184222 962
قامت الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي اليوم الجمعة بتوزيع (5000) مظلة على المعتمرين في صحن المطاف والمصلين وعلى العاملين في المسجد الحرام، وذلك ضمن مبادرة (مظلتك بين يديك) أحد برامج حملة الرئاسة العامة التي أطلقتها بعنوان: (خدمة معتمرينا شرف لمنسوبينا) والتي تهدف إلى عدة مبادرات وبرامج لتوفير أرقى وأفضل الخدمات المقدمة لقاصدي بيت الله الحرام وتأتي مبادرة (مظلتك بين يديك) لحماية المعتمرين من حرارة الشمس خلال أدائهم الطواف والعاملين في خدمتهم من منسوبي ومنسوبات الرئاسة العامة وأبطال الأمن والصحة والمتطوعين داخل المسجد الحرام وساحاته.

وذكر سعادة رئيس اللجنة الأستاذ جنادي بن علي مدخلي بأن المبادرات جاءت ضمن حزمة من المبادرات التي تقدمها الرئاسة العامة لقاصدي المسجد الحرام والهدف منها هو حماية المعتمرين والعاملين في المسجد الحرام من حرارة الشمس دفعا لإصابتهم بالإعياء والتعب وارتفاع درجات حرارة أجسادهم خاصة في ظل ظروف جائحة كورونا والإجراءات الاحترازية التي تطبقها الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي داخل المسجد الحرام.

وقال مدخلي: إن الحملة تسعى لتعزيز الخدمات المقدمة للمعتمرين والزوار وذلك تحقيقا لتطلعات
ولاة الأمر -حفظهم الله - ومواكبة لرؤية المملكة ( 2030 ) ويطبق فيها أشد معايير الإجراءات الاحترازية وأن الحملة تحظى باهتمام وتفاعل من جميع وكالات الرئاسة العامة لاستشعارهم بمسؤوليتهم العظيمة لخدمة ضيوف الرحمن وواجبهم تجاه وطنهم وقيادتهم.

وأكد الأستاذ جنادي حرص واهتمام الرئاسة بالصحة العامة وسلامة الجميع وأن هذه المبادرات تأتي بتوجيهات من معالي الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي الشيخ الدكتور
عبدالرحمن بن عبدالعزيز السديس، وبمتابعة فضلية مساعد الرئيس العام ووكيل الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام وشؤون الأئمة والمؤذنين الدكتور سعد بن محمد المحيميد لتحقيق تطلعات ولاة أمرنا -حفظهم الله -لتقديم أرقى وأفضل الخدمات لقاصدي بيت الله الحرام ليؤدوا نسكهم بكل يسر وسهولة .

3530fe20 616c 4a88 88da 245db70736efea6ab0e7 1310 445d a523 af1ab6a48006717bf09b 4c2d 466f b779 311b2382f740
قامت الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي بتخصيص (٣٠) عربة كهربائية مع فريق مختص من الرجال والنساء لخدمة كبار السن، داخل المسجد الحرام.

حيث أوضح سعادة مدير إدارة خدمات التنقل بالمسجد الحرام الأستاذ أحمد المقاطي بأن هذه المبادرة تهدف إلى تقديم أفضل وأرقى الخدمات لكبار السن وتخفيف المشقة عليهم ليتمكنوا من أداء نسكهم بكل يُسر وسهولة.

وبين المقاطي أن الإدارة وفرت أكثر من (٣٠) عربة كهربائية لكبار السن، كذلك تخصيص مختصين لخدمة كبار السن وتعريفهم كيفية استخدام العربات، إضافة إلى مختصات لخدمة كبيرات السن وقد حرصت الإدارة على تكثيف جهودها نظراً لزيادة أعداد المعتمرين.

وأكد المقاطي أن هذه المبادرة تعكس مدى اهتمام وحرص الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي في خدمة قاصدي بيت الله الحرام.

واختتم المقاطي حديثه بأن هذه الخدمات والجهود تأتي تنفيذاً لتوجيهات معالي الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي الشيخ الدكتور عبدالرحمن بن عبدالعزيز السديس، وبمتابعة مستمرة من قبل وكيل الرئيس العام للخدمات والشؤون الميدانية وتحقيق الوقاية البيئية الأستاذ محمد بن مصلح الجابري، داعياً الله -عز وجل- أن يجزي الله خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين -حفظهما الله- خير الجزاء على جهودهم ودعمهم الدائم للحرمين الشريفين.

تنزيل (1)
أمّ المسلمين اليوم لصلاة الجمعة في المسجد النبوي فضيلة إمام وخطيب المسجد النبوي الشيخ الدكتور حسين آل الشيخ واستهل فضيلته خطبته الأولى بالحديث عن حسن الخلق فقال : من أفضل الأعمال وأزكى القربات بالتقرب إلى الله سبحانه وتعالى هي حسن الخلق قال الله جل وعلا في وصف نبيه محمد صلي الله عليه وسلم: { وَإِنَّكَ لَعَلَىٰ خُلُقٍ عَظِيمٍ } يقول النبي صلى الله عليه وسلم : ( إن من خياركم أحسنكم أخلاقا ) متفق عليه .

و سئل صلى الله عليه وسلم عن البر والإثم فقال: (البر حسن الخلق والإثم ما حاك في نفسك وكرهت أن يطلع عليه الناس) رواه مسلم.

حسن الخلق سبب من أسباب دخول الجنان ورضا الرحمن قال صلى الله عليه وسلم : ( ما من
شيء أثقل في ميزان المؤمن يوم القيامة من حسن الخلق) رواه أحمد وابو داود والترمذي وصح سنده .

واختتم فضيلته خطبته الأولى عن سجية خلق المؤمن فقال: إن طلاقة الوجه والبشاشة عند اللقاء سجية صاحب الخلق العظيم عليه أفضل الصلاة والسلام.

عن جرير بن عبدالله رضي الله عنه قال: ( ما حجبني النبي صلى الله عليه وسلم منذ أسلمت ولا راني إلا تبسم في وجهي) رواه مسلم .

فأوصوا على خلق البشاشة لإخوانكم كونوا أهل بشاشة في اللقاء وهشاشه وسماحه وطلاقة
العشرة قال صلى الله عليه وسلم: ( تبسمك في وجه أخيك لك صدقه ) رواه الترمذي وغيره وصحح سنده من حديث ابي داود .

قال ابن بطال فيه: (أن لقاء الناس بالتبسم وطلاقة الوجه من أخلاق النبوة وهو مناف للتكبر و جالب للمودة ) .

فاحرصوا رحمكم الله على توطين أنفسكم بإلزامها بهذا الخلق الكريم تعظم أجوركم وتفشوا المودة بينكم وتسود المحبة ويعم الإخاء مجتمعكم بهذا الخلق تطمئن القلوب وتسعد النفوس وتنشرح الصدور .

قال صلى الله عليه وسلم: ( اتقوا النار ولو بشق تمره فمن لم يجد فبكلمة طيبه) وقال (الكلمة الطيبة صدقه ) متفق عليهما.

وتحدث فضيلته في خطبته الثانية عن خلق البشاشة فقال : ويتأكد خلق البشاشة ويعظم آجره و ينبل أثره خاصة مع صاحب الحاجه قال أحد الحكماء إلق صاحب الحاجة بالبشر تشكر أو تعذر قال سبحانه: {وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْنًا} وقال عز شأنه{وَإِمَّا تُعْرِضَنَّ عَنْهُمُ ابْتِغَاءَ رَحْمَةٍ مِّن رَّبِّكَ تَرْجُوهَا فَقُل لَّهُمْ قَوْلًا مَّيْسُورًا} وقال{وَأَمَّا ٱلسَّآئِلَ فَلَا تَنْهَرْ}.

أمّ المسلمين اليوم لصلاة الجمعة في المسجد الحرام معالي الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي الشيخ الدكتور عبدالرحمن بن عبدالعزيز السديس فتحدث معاليه في خطبته الأولى عن الطلاق ومشاكله التي تترتب عليه فقال: في ملتهب القضايا الاجتماعِيَّة اليومِيَّة، والمِحن الأسريَّة العالمِيَّة، تتبدَّى قضيَّة عالجتها الشريعة الغرَّاء بأروع أنموذج وأبدع مِثال، قضية لا يتوَلَّى حَلَّها إلاَّ الأفذاذ مِن الرجال، والحكماء مِن رَاجِحِي الصِّفاتِ والخلال. قضيَّة شهد لها الواقع بأنها تجعل شُم البيوت بلاقع، تورث الأسف والأرق، والأنكاد والحُرَق، تسوق إلى الأسر سُحُب الفراق والغم، وزعازع الشتات والهم. كم فرَّقت من جموع وأذرفت من دموع، كم أيَّمَت من نِسَاء، وشَتَّت من أبناء حوَّلت كثيرًا من عامِر البيوت ونَظيم الأسر إلى سَعِير لا يُطاق، إنها يَا رعاكم الله قضية الطلاق، ومعضلة الفِرَاق، والله المستعان.

لقد كثر الطلاق واستخف به أقوام لأيسر الأسباب، قال تعالى محذِّرًا من التَّعجّل في الطلاق، ﴿وَتِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ وَمَنْ يَتَعَدَّ حُدُودَ اللَّهِ فَقَدْ ظَلَمَ نَفْسَهُ لَا تَدْرِي لَعَلَّ اللَّهَ يُحْدِثُ بَعْدَ ذَلِكَ أَمْرًا﴾.

ووجه معاليه رسالة للزوجان فقال: الزَّوجان شريكان كريمان، وأصْلان في الأسرة أمِينان، وجعل بينهما مودة ورحمة لتدوم العلاقة وتُزهر، وتستمرَّ وتُثْمِر، ولِيدوم في رِحَاب البيت الأُنس والوفاق، ويَرْحَل الخُلْف والشِّقاق؛ لذلك سَما الإسلام بِعُقدَة النِّكاح، إذ هي علاقة متينة بين أسرتين وميثاق غليظ بين الزَّوجين، قال تعالى: ﴿وَقَدْ أَفْضَى بَعْضُكُمْ إِلَى بَعْضٍ وَأَخَذْنَ مِنْكُمْ مِيثَاقًا غَلِيظًا﴾. ميثاق غليظ ليس من اليسير فصْمه، ولا من الهَيِّن فَضُّه وهَتْمه.

فالإسلام نظام لكل أسرة، ومنهاج لكل بيت، وقد جاء لإخماد أوار الطلاق، ودَحْر شَبَحه العِملاق: كي ترَفرِف على الأسرة رايات الحُبِّ والإشفاق والحنان، وتشرق بينها شموس الوفاق، والرَّحمة والإحسان، تَرِف على القسَمَات ابتسَامة حانِية، وكلمات رقيقة، ونظرات محسنة رفيقة، ومشاعر فياضة، يتقارضها الطرفان، ويسْعَدُ بها الأبوان، يشمل ذلك قوله تعالى: ﴿وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ﴾.

وليعلم الأزواج الأكارم، والزوجات الكريمات، أنَّ السعَادة بحسن المعاملة الصَّادقة المخلصة، والمعاشرة الطيبة الصَّابرة، قال جل اسمه: ﴿وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ فَإِنْ كَرِهْتُمُوهُنَّ فَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَيَجْعَلَ اللَّهُ فِيهِ خَيْرًا كَثِيرًا﴾، وقال ج: "خيركم خيركم لأهله، وأنا خيركم لأهلي".

ثم تحدث معاليه عن بعض أسباب الطلاق فقال: وعلى الرُّغم مِمَّا حَدَّه الإسلام من معالم وأسس لإعلاء صرح الأسرة وحمايتها من المحن والمضائِق، والإحن ووبيل الطرائق، فإن البَشر قد جُبلوا على النُبُوِّ والنُّقصان، والخطإ والافتتان، ولكن أمثلهم وأكملهم، التَّوَّابون والوَقَّافون عند حدود الله تبارك وتعالى، ﴿ذَلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ حُرُمَاتِ اللَّهِ فَهُوَ خَيْرٌ لَهُ عِنْدَ رَبِّهِ﴾، لذلك قد يَعصف بالبيت الآمن السعيد، عواصف وزعازع تَجُبُّ الوِفاق، وتزرع الشتات والافتراق، وأعمُّها وأصَمُّها الهيَجان والغضب، المُفضِيان إلى أسوإ العَطب، فالغضب –أنار الله البصائر، وأصلح الضَّمائر- زلزلة للأسرة، والحِلْمُ ضِمَادُها، والهَوَج نَبْوةٌ، والصبر عِمَادُها، وأمَرُّ الناس عَيْشًا، أشدُّهم خفَّةً وطيْشًا، ومِمَّا يبعث على الحسرة والأسى، وأشْخص مَن طَبَّ وأسَا، أَنَّ بعض الأزواج في مشكلاتهم وخلافتهم لا يَرَون الحَلَّ إلاَّ في الطلاق، ولا شَيْءَ غير الطلاق، وهذا مُصَادم لأحكام البارئ الخلاق. أخرج البُخاري ومسلم في صحِيحَيْهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "استوصوا بالنساء، فإنَّ المرأة خُلِقَتْ من ضلع، وإن أعوج شيء في الضلع أعلاه، إنْ ذهبتَ تقيمُه كسرتَه، وإنْ تركتَه لم يزل أعوج، استوصوا بالنساء خيرا".

أيها الأزواج الأفاضل، أيتها الزوجات الفاضلات: الطلاق المُتعجِّل بُرْكان من حِمَم يَقضِي على كيان الأسرة وأنسِها وقرارها، وسكينتِها واستقرارها، الطلاق المتعجِّل لا يُخصُّ الزَّوجين وحسب، بَل يتعدَّى ضَرَرُه للأبناء، ثم الأسرتين، ثم المُجتمع. لذلك كَرِه الإسلام الطلاق، ونَفَّر منه لعواقبه السَّقيمة، وآثاره المُرْدِية الوخيمة، فعن ابن عمر –رضي الله عنهما- أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "ما أحل الله شيئًا أبغض إليه من الطلاق".

فكم من أسرة بسَبب الطلاق العَجُول ارتكست من الذروة والسَّنام، إلى النَّكد والضّرام، وقد كانت من السعادة كالغرَّة في جبين الأيام.

وها هو المنهج الرَّباني الحكيم، قد أبان الترياق لهذه القضية والعلاج، وأساغه في الأرواح واللَّهاة، عذبًا نميرًا كالفرات، قال تبارك وتعالى:﴿وَإِنِ امْرَأَةٌ خَافَتْ مِنْ بَعْلِهَا نُشُوزًا أَوْ إِعْرَاضًا فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِمَا أَنْ يُصْلِحَا بَيْنَهُمَا صُلْحًا وَالصُّلْحُ خَيْرٌ وَأُحْضِرَتِ الْأَنْفُسُ الشُّحَّ وَإِنْ تُحْسِنُوا وَتَتَّقُوا فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرًا﴾، كما ورد التوجيه النبوي الكريم، والتسديد الحكيم في قوله صلى الله عليه وسلم من حديث أبي هريرة رضي الله عنه: "لا يَفْرَك مؤمن مؤمنة، إن كره منها خُلقًا رَضِي منها آخر" وفي ذلك الحكمة البالغة والعظة النابغة، لعلاج الهفوات، وتدَارك الزَّلات بين الأزواج والزوجات، وفيه الموازنة العاقلة المُنْصفة بين الإيجابيات والسلبيات، والحسنات والسَّيئات، والنقائص والكمالات، فمن الذي ما ساء قط، ومن الذي له الحسنى فقط. وبذلك تدوم العشرة، ويستحكم الصفاء، ويَرْفأ الهناء كلَّ وَحَرٍ وعَنَاء، ولَن يَعودَ ذلك النَّقد البديع، وتلك النظرة الباصرة الفاحصة –على الأسرة الشَّتيتة، والمجتمع الكليم، إلاَّ بالاستقرار والصَّلاح، والسؤدد والفلاح.

ثم تحدث معالي الرئيس عن أسباب الصلح بين الزوجين فقال: ومن معاقد الإصلاح في أمر الطلاق؛ لإجلاء مدلَهِمَّات الكروب بين الحبيبة والمحبوب، بعد توفيق علاّم الغيوب، إسراج أنوار العقول الخبيرة الحكيمة، لِتمسك بأرسان العواطف الجارفة الأليمة، وذلك بإرسال الحكمين الكريمين من قِبل أهل الزَّوجين، وأن يكونا من الحُصفاء المهرة، الأزكياء البَرَرة، فما أكثر الجمَاهر، وأقَل المَاهر، قال سبحانه: ﴿وَإِنْ خِفْتُمْ شِقَاقَ بَيْنِهِمَا فَابْعَثُوا حَكَمًا مِنْ أَهْلِهِ وَحَكَمًا مِنْ أَهْلِهَا إِنْ يُرِيدَا إِصْلَاحًا يُوَفِّقِ اللَّهُ بَيْنَهُمَا إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيمًا خَبِيرًا﴾، وإن أفضى الإصلاح إلى النُّجح والفلاح، فإنَّه لا يجوز للمرأة الإبقاء على طلب الطلاق، قال صلى الله عليه وسلم: "أيما امرأة سألت زوجها الطلاق من غير ما بأس، فحرام عليها رائحة الجنَّة" رواه الإمام أحمد وأبودَاود.

وتطرق معاليه إلى الأرقام التي يهب العلماء والآباء الى تقليصها في قضايا الطلاق فقال : إنَّ الباحث في أسباب انتشار قضايا الطلاق، لَيَجِدُ أنَّ من أَهَمِّهَا وأعَمِّها: التقصير في معرفة الأحكام الشرعيَّة وغياب التفاهم والحِوَار، وعَدَم للاستماع والإصغاء للآخر، ونَبْذُ التوقف عن المكابرة والعِناد، والتشبثِّ بالرَّأي الجانف والاستبْدَاد، وإقصاء المُصارحة ونفَاد الاصطبار، عند حدوث الزعازع وظهور التنازع، مع طلب المثالية في الأقوال والأفعال، دون اعتبار للفوارق النَّفسية والفكريَّة، والثقافِيَّة، بين الطرفين، ولا يعجل بالطلاق إلاَّ رجُل اتَّبع عاطفته الجامحة فأطاعها، وألغى سلطة عقله فأضاعها، والله المستعان. فيا أيها الأزواج والزوجات اتقوا الله في أنفسكم وبيوتكم وأبنائكم ومجتمعكم، ويا أيتها الزوجة الكريمة اتقي الله في زوجك كوني له وطاءَ يكنْ لك غطاء، حاورية باللّطف والقناعة، وعاشريه بحُسنِ السَّمع والطاعة، وما دُمتِ له أشدَّ تقديرًا وإعظاما، كان لكِ أشد حُبًّا وإكراما، قال صلى الله عليه وسلم: "إذا صلَّتِ المرأةُ خَمْسَها، وصامتْ شهرَها، وحفظتْ فرجَها، وأطاعتْ زوجَها قيل لها: ادْخلِي الجنَّةَ مِن أيِّ أبوابِ الجنَّة شئتِ".

واختتم معاليه خطبته الأولى برسالة للزوج فقال: اتق الله في زوجك وكن العاقل الخبير الذي يلتمس لأهله المعاذير، واحذر أن تكون الذي يلتمس الزَّلات والمَعَاثِير.

تلقاها باللَّطافة والبشر، واحذرن أن تكون في بَيْتِك الصَّلِف المَفْتُون، وقد أرشدَك المُفْتُون، وكن لها مُعينًا أوان الشدَّة والضّيق، والله –سبحانه المسؤول أن يوفق الجميع إلى ما يُحبّه ويرضاه، ويُعيذنا مِمَّا يُسْخطه ويَأبَاه، وأن يُصْلح القلوب، ويُنير الدُّروب، ويحقق كُلَّ مَطلوب، إنه ولي ذلك والقادر عليه.

واستهل معالي الرئيس خطبته الثانية عن أحكام الطلاق فقال: فاتقوا الله عباد الله فتقواه تعْمُر القلب رَحمة وإشراقا، وتزكِّي البُيُوت والجوارح نَدًى وإشرَاقا، والأسر ألفَةً وائتلاقا، واعلموا أن للطلاق أحكامًا يجب الإلمام بها، فلا يجُوز للزوج أن يُطلق وفْق ما شاء، دون علم أو بصيرَة ومن فقهه الطلاق بإحسان، قال تعالى: ﴿الطَّلَاقُ مَرَّتَانِ فَإِمْسَاكٌ بِمَعْرُوفٍ أَوْ تَسْرِيحٌ بِإِحْسَانٍ﴾، ومن الإحسان اتِّقَاء التجريح والقسوة، وإظهار الشماتة والنِّقمة.

ومن الإحسان: الإنفاق على الأبناء مِن السَعة، دون بُخل وإقتار، ومن الإحسان نسيان الزَّلات والهفوات، وترك تتبّع ما كان وفات.

ومِن الجانب الفقهي للطلاق وهو الأعظم والأهم: أنه على نوعين: طلاق سُنِّي، وطلاق بِدْعي. فالطلاق السُّني هو الذي يَجب إيقاعه عند إرَادة الطلاق وذلك بأن تُطلَّق المَرْأة طلقة واحدة في طهر لم يُوَاقِعها فيه، وأمَّا الطلاق البدعي فأنْ تُطلق المَرْأة أكثر من طلقةٍ دَفعة واحِدَة، أو يقول: أنتِ طالِقٌ ثلاثًا، أو يُطلِّقها وهي حائض، أو يُطلِّقها في طُهر واقعها فيه، وفاعل ذلك آثم، مرتكبٌ أمرًا مُحَرَّمًا، فهل فَقِه المُطلِّقون هذه الأحكام، أم أوقعوا الطلاق دُون زمام أو خطام.

واختتم معاليه خطبته الثانية عن الأمور الدخيلة المحرمة في الطلاق فقال: ومن المنكرات الدخيلة بل المحرمات الوبيلة، إقامة الحفلات إثر الطلاق وهل المقام مقام صبر وأسف واسترجاع، أم مقام فرح وابتهاج؟ رحماك رباه رحماك!! تلك –وفقكم الله- بعض الآداب والمعالجات في شؤون الأسرة والطلاق، فحق على ذوي العلم والوُجهاء، والأهل والنبلاء، أن يكونوا عَونًا وسَندًا لتخفيف أثقال الطلاق وآثار الفراق. فحماية الأسرة من الطلاق والافتراق، من أعظم الواجبات، وتمهيد الطريق أمامها من أجلِّ القربات، لأنها طريق المجتمع الآمن الزاهر، المُصْلِح الباهر، واعلموا –رحمكم الله- أنه مَن أصلح ما بينه وبيْن الله أصلح الله حاله ومآله، وأصلح زوجه وأولادَه، وحقق له من السَّعَادة والصَّفاءِ مُرَادَه، ﴿وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْرًا﴾.

99a8437b df01 44a6 b07e 71c1fa74f7e5
a26fb0e0 5219 4ed1 b8b7 b43ef8583dc2ae2e596f 3b81 457b 9d41 6541f9fdb30f46a213e5 5cad 4f6a 867e ade7282884e4849fed16 c756 4514 9dcb e14017e584e1a1090ca6 1979 428f b2c0 a060ea98ed5cbcab1892 0a91 4ca3 9670 43ee8e9ac118c95eb3fa d948 46d5 86e8 29391851baa6cb9fb0f2 4216 4243 9765 312043a0b427ccbf3241 a74e 4bd2 96df 9aa88d8cebf3849fed16 c756 4514 9dcb e14017e584e1
الصفحة 35 من 35