دشن معالي الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي الشيخ الدكتور عبدالرحمن بن عبدالعزيز السديس، حملة الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي في عامها العاشر "خدمة الحاج والزائر وسام فخر لنا"، بعنوان: الجودة والريادة في حسن الهداية وتميز الرفادة وكرم الوفادة، بحضور قيادات الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي.

وأضاف معاليه: إن من نعم الله علينا بالرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي وفي هذه البلاد المباركة خدمة الحرمين الشريفين وضيوف الرحمن، وإن منسوبينا على أتم الاستعداد لاستقبال ضيوف الرحمن وفق الخطط المدروسة، والخدمات المكثفة التي أعدتها الرئاسة، لاستقبال ضيوف الرحمن وفق تطلعات القيادة الحكيمة -أيدها الله- وإن هذه الحملة المباركة تهدف إلى تحقيق أفضل وأرقى الخدمات لقاصدي الحرمين الشريفين، حيث قدمت الرئاسة العامة كافة خدماتها، واستحدثت برامج وتقنيات حديثة للارتقاء بمنظومة الخدمات.

وأكد معاليه أن ولاة أمرنا الميامين -أيدهم الله- يبذلون الغالي والنفيس في خدمة الحرمين الشريفين وقاصديهما، داعياً المولى القدير أن يحفظ خادم الحرمين الشريفين، وسمو ولي عهده الأمين، وأن يجعل ما قدموا في موازين حسناتهم، وأن يجزيهم الأجر والمثوبة.
Image 1 (1)Image 4Image 1 (2)Image 2 (2)Image 3Image 3 (1)Image 4 (1)

ناقش معالي الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي الشيخ الدكتور عبدالرحمن بن عبدالعزيز السديس استعدادات الرئاسة لموسم الحج مع فضيلة مساعد الرئيس العام المكلف وكيل شؤون المسجد الحرام الدكتور سعد بن محمد المحيميد ، وسعادة المستشار ووكيل الرئيس العام لشؤون مجمع الملك عبدالعزيز لكسوة الكعبة المشرفة الأستاذ عبدالحميد بن سعيد المالكي.

 وجرى خلال اللقاء مناقشة خطط واستعدادات الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي لاستقبال موسم الحج، والتركيز على تقديم أفضل الخدمات وكافة التسهيلات لضيوف الرحمن وفق تطلعات القيادة الرشيدة -حفظها الله - ومواكبة لرؤية المملكة العربية السعودية ٢٠٣٠.

وفي الختام شدد معاليه على ضرورة تسريع وتيرة العمل ورفع مستوى الجاهزية سعياً لتوفير أفضل الخدمات والسبل للحرمين الشريفين وقاصديهما.
Image 2Image 4Image 3
التقى معالي الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي الشيخ الدكتور عبدالرحمن بن عبدالعزيز السديس الرئيس التنفيذي لبرنامج خدمة ضيوف الرحمن الأستاذ محمد إسماعيل أبو الخير.

وأكد معاليه أن خدمة ضيوف الرحمن واجب ديني حث عليه ديننا الحنيف، وأن ولاة أمر هذه البلاد المباركة -حفظهم الله - جعلوا جل اهتماماتهم خدمة الحرمين الشريفين وقاصديهما، وأن الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي أطلقت العديد من المبادرات والبرامج النوعية خدمةً للحرمين الشريفين وقاصديهما وفق تطلعات قيادتنا الحكيمة -أيدها الله - لتهيئة كل السبل والمقومات لكي يؤدوا مناسكهم بكل يسر وسهولة وطمأنينة.
Image 1 (4)

أكدت وكالة الخدمات والشؤون الميدانية وتحقيق الوقاية البيئية بالرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي، وصول (40) ألف طن من ماء زمزم المبارك إلى المسجد النبوي، منذ بداية العام الهجري، وفق مواصفات قياسية تراعي أعلى معايير الجودة العالمية، لضمان سهولة وصول ماء زمزم لجميع زوار المسجد النبوي، على مدار 24 ساعة، أوضح ذلك سعادة وكيل الرئيس العام للخدمات والشؤون الميدانية وتحقيق الوقاية البيئية ووكيل الرئيس العام بالمسجد الحرام للشؤون التنفيذية والتطويرية الأستاذ محمد بن مصلح الجابري.
 
وبين سعادته أن عمليات نقل ماء زمزم من محطات التعبئة بمكة المكرمة، إلى خزانات زمزم بالمسجد النبوي، تتم عبر ناقلات مجهزة بصهاريج سعة (20) طنا يتم التأكد من سلامتها وسلامة قائدها وإحكام إقفال الصهاريج بحيث لا تفتح إلا عن طريق الموظف المختص بوكالة الرئاسة لشؤون المسجد النبوي، مضيفاً بأن الوكالة تشرف على كافة الإجراءات والاشتراطات التي وضعتها الرئاسة بمواصفات خاصة لحماية المياه من أي مؤثرات خارجية، وذلك حرصاً على وصول الماء المبارك إلى المدينة المنورة بأعلى المعايير الصحية والوقائية المتبعة عالمياً.
 
وأضاف: تهدف الوكالة من خلال عمليات وإجراءات نوعية إلى حماية الماء المبارك من التلوث بدأً من خروجه من البئر حتى مروره عبر خطوط نقل المياه الخام وتعقيمه عبر الأشعة فوق البنفسجية وفي محطات التنقية والفلترة بمنظومة متكاملة من الفلاتر لإنتاج المياه بدرجة عالية من النقاوة والتعقيم، وضمان توزيعه إلى كافة المحطات والمواقع المخصصة في المسجد الحرام والنقل للمسجد النبوي.
واختتم الجابري بأن هذه الجهود والخدمات تأتي ضمن منظومة عمل متكاملة خصصتها وكالة الخدمات والشؤون الميدانية وتحقيق الوقاية البيئية، لتحقيق أعلى معايير الجودة في استخراج ماء زمزم ونقله إلى المسجد النبوي، وإنفاذاً لتوجيهات معالي الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي الشيخ الدكتور عبدالرحمن بن عبدالعزيز السديس، نحو التطوير المتواصل لكافة مخرجات أعمال الوكالة، بما يتناسب مع عظم ومكانة الحرمين الشريفين، وخطط الرئاسة للتطوير الشامل (2024).
0595E283-5A0C-44FD-8359-18EC2662A2D6.jpeg
03037A80-5E93-43F1-8E62-95B144F401A1.jpeg
EFF03614-10BE-4581-94A3-80E595E3955A.jpeg

تسلمت وكالة الشؤون الإدارية والدعم والتنمية والخدمات المساندة العقود المخصصة لاستئجار مبنى مكتبة الحرم المكي الشريف، من الهيئة العامة لعقارات الدولة إلى الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي؛ حيث قام وفد من هيئة عقارات الدولة، ووكالة التنظيم والميزانية بوزارة المالية، بزيارة لمقر مكتبة الحرم المكي الشريف، وكان في استقبال الوفد سعادة وكيل الرئيس العام لشؤون المكتبات والبحث العلمي الدكتور أحمد بن فهد الشويعر، والوكيل المساعد سعادة الأستاذ عبد الله بن حمد الصولي.
واطلع الوفد على ما تحويه المكتبة من مخطوطات وكتب نادرة، وما تقدمه من برامج لإبراز دورها ومكانتها التاريخية، وما تجده من عناية كريمة واهتمام بالغ من لدى القيادة الرشيدة -يحفظها الله- وعلى رأسها مقام خادم الحرمين الشريفين، وسمو ولي عهده الأمين -حفظهم الله- جرى بعد ذلك تسليم العقود والوثائق الخاصة بالقرار إلى ممثلي الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي، سعادة مدير عام الإدارة العامة للتخطيط والميزانية الأستاذ بسام بن صالح الحبيب، وسعادة مدير إدارة العقود الأستاذ عبدالله الشحيتان.
وأعرب وكيل الرئيس العام للشؤون الإدارية والدعم والتنمية والخدمات المساندة سعادة الأستاذ طلال بن صالح الثقفي، عن مدى تكامل الأعمال بين الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي، وبين الجهات ذات العلاقة، وأهمية التعاون المشترك فيما من شأنه تقديم أفضل الخدمات، لضيوف الرحمن وطلاب العلم، وأن هذا يأتي ترجمةً لحرص ومتابعة معالي الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي معالي الشيخ عبدالرحمن بن عبدالعزيز السديس -حفظه الله- وتوجيهه على مد جسور التعاون والتنسيق والارتقاء بالخدمات التي تقدمها الرئاسة، وصولاً لتطلعات قيادتنا الرشيدة -يحفظها الله-ومواكبة لرؤية المملكة العربية السعودية 2030.
IMG 20220612 130838 504Image 4Image 1 (1)Image 2 (1)Image 3Image 6Image 5

عقد فضيلة الوكيل المساعد للشؤون الفكرية والثقافية، مدير مركز مواجهة الانحرافات الفكرية الشيخ علي بن حامد النافعي، بحضور عدد من أصحاب الفضيلة و السعادة مدراء العموم ومدراء الإدارات اجتماع المجلس التنفيذي بالوكالة وذلك لمناقشة الأعمال والبرامج المقدمة لضيوف بيت الله الحرام.

وأوضح النافعي أن الوكالة حريصة على تقديم أرقى وأفضل الخدمات لقاصدي المسجد الحرام، حيث عمدت الوكالة إلى الإطلاع على برنامج صناعة المحتوى من خلال الفريق العلمي والذي يحوي ٣٦ برنامجاً من البرامج والمبادرات التي تحقق كافة المواصفات الفنية الاحترافية في إيصال رسالة الوكالة الفكرية والثقافية لعموم قاصدي الحرم المكي الشريف.

يأتي هذا اللقاء بمتابعة من فضيلة وكيل الرئيس العام للشؤون الفكرية والثقافية الدكتور ناصر بن عثمان الزهراني، وانطلاقاً من توجيهات معالي الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي الشيخ الدكتور عبد الرحمن بن عبد العزيز السديس ببذل المزيد من الجهود للرقي بالخدمات التوعوية المقدمة لرواد الحرمين الشريفين.
IMG 3128IMG 3126IMG 3127

اطلق معالي الرئيس العام للمسجد الحرام والمسجد النبوي الشيخ الدكتور عبدالرحمن بن عبدالعزيز السديس حملة الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام ووكالتها لشؤون المسجد النبوي في عامها العاشر "خدمة الحاج والزائر وسام فخر لنا" بعنوان "الجودة والريادة في حسن الهداية وتميز الرفادة وكرم الوفادة", والتي تهدف إلى إظهار الحفاوة بقاصدي الحرمين الشريفين على أكمل وجه، وتعظيم الاستفادة من التقنية الذكية وتعزيز رسالة الحرمين الشريفين وإيصالها للعالم أجمع.

وأوضح الرئيس العام أن الرئاسة حرصت على الاستعداد المبكر لموسم الحج هذا العام بخطط مكثفة، مشيراً أن الرئاسة والوكالة تعملان لتمكين ضيوف الرحمن من تأدية مناسكهم بكل يسر وسهولة وسكينة وهدوء، وتوفير الاجواء التعبدية الامنة والصحية لقاصدي الحرمين الشريفين، والحرص على توجيههم بالحكمة والموعظة الحسنة، والتأكد من جاهزية جميع الخدمات على الوجه الذي يتطلع إليه ولاة الأمر – حفظهم الله.

وبين الشيخ السديس أن الحملة تُعنى بهدفين رئيسين من خلال رؤية تحقق الريادة والتميز في خدمة ضيوف الرحمن وزائري المسجد الحرام ومسجد الرسول صلى الله عليه وسلم، وهي حُسن الوفادة للقاصدين وحُسن الهداية للعالمين, مؤكدًا أن بلاد الحرمين الشريفين حققت الريادة في هذا المجال وسط منظومة من الخدمات المتكاملة يؤديها أبناء هذه البلاد المباركة بكل فخر وشرف واعتزاز.

ونوه السديس على ضرورة تكامل منظومة الخدمات والمحافظة على النجاحات السابقة والتعاون مع الجهات ذات العلاقة لصنع قصص النجاح وتحقيق نقلات نوعية في خدمة قاصدي الحرمين الشريفين.

وأكد معاليه أن القيادة الرشيدة تبذل قصارى جهدها لتوفير أرقى الخدمات لحجاج بيت الله الحرام وزوار المسجد الحرام والمسجد النبوي, سائلًا المولى -عز وجل- أن يوفق خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود وسمو ولي عهده الأمين لما يحبه ويرضاه، وأن يجعل ما يقدمانه في خدمة ضيوف الرحمن في موازين حسناتهم.
أشاد معالي الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي الشيخ الدكتور عبدالرحمن بن عبدالعزيز السديس بمسابقة خادم الحرمين الشريفين للقرآن الكريم والسنة النبوية لدول غرب إفريقيا، مؤكدا أنها تجسد اهتمام القيادة الرشيدة -أيدها الله- بالمسلمين وعنايتهم بالكتاب والسنة النبوية.

وأوضح معاليه أن المملكة العربية السعودية تولي كتاب الله عز وجل أهمية بالغة وذلك من خلال إقامتها لمسابقات القرآن الكريم، التي تهدف إلى تشجيع أبناء الأمة الإسلامية لحفظ كتاب الله، والعمل بأحكامه والتمسك بآدابه والعناية بعلومه.

ودعا الشيخ السديس الله -عز وجل- أن يجزي قادة هذه البلاد المباركة خير الجزاء، على ما يقدمونه من اهتمام وعناية بكتاب الله تعالى، وأن يحفظ بلادنا وقيادتها الرشيدة، وأن يوفقهم لما فيه خير لخدمة الإسلام والمسلمين.

أمَّ المسلمين اليوم لصلاة الجمعة في المسجد النبوي إمام وخطيب المسجد النبوي فضيلة الشيخ الدكتور عبدالمحسن القاسم فتحدث في خطبته الأولى عن اليقين ومنزلته في الإيمان فقال: العلم بالله منزلة عظيمة، واليقين بزيادة العلم وطمأنينة القلب درجة أخصُ من العلم، وشعبة من أعلى درجات الإيمان، والموقنون طائفة خاصة من المؤمنين، أعلى درجة واطمئناناً من سائر المؤمنين، وكما أن الإحسان يكون في عمل الجوارح، فاليقين في عمل القلب، وأهله فيه متفاوتون؛ وتحقيق اليقين بالله الذي هو: العلم التام الذي لا شك فيه، الموجب للعمل؛ أعظم مقامات الإيمان ، وهو شعار الأنبياء، وصفة المؤمنين.

ومنزلة اليقين من الإيمان بمنزلة الروح من الجسد، قال ابن مسعود رضي الله عنه: «اليقين الإيمان
كله »، ولما أراد الله أن يزيد خليله إبراهيم عليه السلام إيماناً مع قوة إيمانه؛ أراه ملكوت السموات
والأرض، ليصل إلى تلك المنزلة الرفيعة، قال سبحانه: ﴿ وَكَذَٰلِكَ نُرِي إِبْرَاهِيمَ مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَلِيَكُونَ مِنَ الْمُوقِنِينَ﴾ ، قال ابن كثير رحمه الله: «أي: تبين له وجه الدلالة في نظره إلى خلقهما على وحدانية الله عز وجل، في ملكه وخلقه، وأنه لا إله غيره، ولا رب سواه».

وأهل اليقين أرفع الناس منزلة بعد الأنبياء؛ لكمال يقينهم، قال أبو بكر بن عياش رحمه الله: «ما
سبقهم أبو بكر رضى الله عنه - بكثرة صلاة ولا صيام، ولكن بشيء وقر أي: سكن وثبت - في قلبه».

والموقنون هم المنتفعون بالنظر في الآيات والبراهين، قال تعالى: ﴿ وَفِي الْأَرْضِ آيَاتٌ لِّلْمُوقِنِينَ﴾،
وخص الله أهل اليقين بالهدى والفلاح من بين العالمين، قال تعالى: ﴿ وَالَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنزِلَ مِن قَبْلِكَ وَبِالْآخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ* أُولَٰئِكَ عَلَىٰ هُدًى مِّن رَّبِّهِمْ ۖ وَأُولَٰئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ﴾ .

وتحدث فضيلته عن النظر في الآيات الدالة على الله سبحانه وتعالى فقال: والله حث على النظر في الآيات الدالة عليه : ﴿ وَفِي الْأَرْضِ آيَاتٌ لِّلْمُوقِنِينَ* وَفِي أَنفُسِكُمْ ۚ أَفَلَا تُبْصِرُونَ﴾ وطرق معرفة الله والاستدلال على وجوده واستحقاقه العبادة لا حصر لها، فله في كل شيء أية، وكل مافي الكون يدل عليه، قال سبحانه: ﴿ يُفَصِّلُ الْآيَاتِ لَعَلَّكُم بِلِقَاءِ رَبِّكُمْ تُوقِنُونَ﴾ وقاعدة القرآن: تقرير توحيد الإلهية بتوحيد الربوبية، وربوبيته تستلزم ألوهيته.

ومن أعظم الأدلة على وجوده: مخلوقاته، فلا شيء في الكون إلا والله خالقه؛ إذ استقر في العقول
والفطر كلها أن المخلوق لا يخلق نفسه ، ولا يوجد من غير موجد، وأن المسبب مرتبط بسببه، أَمْ خُلِقُوا مِنْ غَيْرِ شَيْءٍ أَمْ هُمُ الْخَالِقُونَ* أَمْ خَلَقُوا السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ ۚ بَل لَّا يُوقِنُونَ﴾ .

وتحدث فضيلته عن دلالة الإنسان نفسه في وجود الخالق فقال: وفي نفس الإنسان أعظم الدليل على خالقه، خلقه بعد العدم من ماء مهين لا قيمة له، فصيره لحماً وعظاما، وأنشأه خلقاً آخر، يسمع ويبصر، وينطق ويسكت، ويأخذ ويعطي، ويذهب ويجيء، علمه بعد الجهل، وأغناه بعد الفقر، وجمله بالعقل، وهداه إلى مصالحه، وأحسن خلقه، ورفع شانه، وسخر له كل شيء من حوله ﴿ سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنفُسِهِمْ حَتَّىٰ يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ ﴾.

واختتم فضيلته خطبته الأولى عن وجود الله وهو أعظم الحقائق فقال: فالرب هو الحق الذي لا مرية فيه؛ اسمه الحق، والحق صفته، ووجوده أعظم الحقائق ثبوتا ﴿ ذَٰلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ وَأَنَّ مَا يَدْعُونَ مِن دُونِهِ الْبَاطِلُ ﴾ ، واليقين بأصل الإيمان؛ شرط من شروط لا إله إلا الله، ولا إيمان مع الشك أو التردد وعدم اليقين، فالإيمان لا يقبل إلا باليقين، والعلم واليقن يجده الإنسان من نفسه كما يجد سائر إدراكاته وحركاته، ومن رزق اليقين لم يرجع عن دينه سخطة له، وترقى في مدارج العبودية حى يبلغ الدرجات العلى.

وتحدث فضيلته في خطبته الثانية عن بلوغ حقيقة الإيمان: لا يبلغ العبد حقيقة الإيمان حتى ينتفي عنه الريب ، ويجزم بصدق الرسالات، ويوقن بكمال الرب، ويعبده وحده دون سواه، ويوقن بالبعث بعد الموت، وعلى هذه الأصول مدار الرسالات كلها، وأصل الإيمان لا يثبت ولا يثمر إلا إذا تعاهده صاحبه بالإصلاح، لئلا تضعفه شبهة، أو تؤثر فيه فتنة، والحاجة إلى زيادة اليقين وتثبيته ملحة في كل حين، وتزداد الحاجة إلى زيادة اليقين عند توارد الشبهات، والمؤمن حسيب نفسه، يتفقدها عند ورود الشكوك والريب، فإذا أحس بضعف اليقين فزع إلى ما يقويه، و سرع إلى ما يثبته .


أمّ المسلمين اليوم لصلاة الجمعة في المسجد الحرام معالي الشيخ الدكتور صالح بن حميد إمام وخطيب المسجد الحرام واستهل معاليه خطبته الأولى عن فضل الأخ والأخت فقال: من صلب الأب خرجوا ،  أو في رحم الأم اجتمعوا ، أو فيهما جميعا نشؤا ، إنهم الإخوة الأشقاء ، والإخوة لأب ، والإخوة لأم ، إنهم جميعاً إخوان النسب .
بطن الأم حملهم ، وحضنها ضمهم ، ومن لبنها أرضعتهم .
الأخُوَّة : رابطة نسبية ، ومحبة فطرية ، وقربة شرعية .
الإخوة والأخوات هم جمال الدنيا ، وأنس العين ، بوصلهم تتوثق الحياة  ، وبحبهم تحل السعادة ، وبصلتهم تكون طاعة الله وابتغاء مرضاته .

العلاقة بين الإخوة من أرق العلاقات وأرقاها ، وأَشدِّها وأقواها ، وأقدِرها على البقاء ، ومن أصلبها في الملمات ، من أوثقها في مواجهة الصعاب والأزمات .

معاشر الإخوة : وتبدأ هذه العلاقة الكريمة في التوثق والتمتن من الوالدين ، فالوالدان هما اللذان يربيان أبناءهما تربية تزرع فيهم حقوق الُأخوَّة ، إن تعاملهما مع أبنائهما هو سر العلاقة التي تنشأ بين الإخوة .

وأعظم ذلك وأكبره تحقيق العدل في كل أنواع التعامل معهم من النظرات ، والقُبْلات ، والهدايا ، والأعطيات ، وتجنب المقارنات الخاطئة ، والبعد عن الغلظةِ في المعاملة لبعضهم دون بعض ، والحذر من تشجيعِ من يستحق التشجيع بتحقير الآخرين ، أو الحطِّ من قدرهم .

ثم تحدث معاليه عن فضل العيش مع الإخوة فقال : الحياة مع الإخوة في بيت الوالدين نعمة عظيمة ، وصلة حميمة ، يتبين جمالها ، ويظهر الحنين إليها حينما ينتقل الأخ إلى بيت الزوجية فتنبعث الأشواق إلى إخوانه وإلى منزل والديه ، مأدبةِ الطعام المشترك ، ومشاركة الحياة في العواطف ، وأحاديثِ المودة ، وارتفاع الأصوات وانخفاضها في انسجام ، وأخذ ورد ، وعفو ، وتسامح ، وعطاء وتغافل ، والتماس للأعذار .

بيئة كريمة تصان فيها الحقوق ، وتغرس الفضائل ، توقير للكبير ، ورحمة بالصغير ، واحترام للند والمماثل .

وتحدث معاليه عن مشاركة الإخوة فقال: أخوك تعطيه ويعطيك ، وتأخذ منه ويأخذ منك ، تتفق معه وتختلف ، تعاتبه ويعاتبك ، ثم تصطلحون ، وفي آخر النهار تضحكون وتسمرون .

يفرح لفرحك ، ويحزن لحزنك ، يرد غيبتك ، ويستر عيبتك ، إذا مددت يدك إلى خير مدها ، وإن رأى فيك ثغرة سددها ، وإن نزلت بك نازلة واساك ، وإن سألته أعطاك ، وإن سكت ابتداك ، يؤثرك في الرغائب ، ويتقدم عليك في النوائب ، إذا غبت افتقدك ، وإذا غفلت نبهك ، وإذا ضللت أرشدك ، وإذا دعا ربه لم ينسك ، هو التاج على الرأس ، والقلادة على الصدر .
أخوك إذا وقع فارفعه ، وإذا احتاج فساعده ، وإذا ضعف فأسنده .

الإخوان هم على نوائب الدهر أعوان ، يُستظل بهم ، ويُعتمد عليهم ، أوثق من يُستوثق ، وأودع من يُستودع .

أخوك عضيد لا يلين ولا يتراخى ، ولا يدبر ، ولا يتخلى ، هو مكمن السر ، ومحل الستر .
أخوك أخوك : ينشر الحسنات ، ويطوي السيئات ، إذا خدمته صانك ، وإذا صحبته زانك ، أنس الخاطر ، وسلوة القلب ، وقرة العين ، وهو عصاك التي تتوكأ عليها .

ومن لطائف التفسير : أن الله سبحانه كلما ذكر نبيا وصفه بأنه أخو قومه : ﴿ وَإِلَىٰ عَادٍ أَخَاهُمْ هُودًا ۗ﴾ قال تعالى: ﴿ وَإِلَىٰ ثَمُودَ أَخَاهُمْ صَالِحًا ۗ﴾ قال تعالى : ﴿ وَإِلَىٰ مَدْيَنَ أَخَاهُمْ شُعَيْبًا ۗ﴾ قال أهل العلم سماه أخا تنبيها إلى إشفاقه عليهم شفقة الأخ على أخيه .  
وبين معاليه عن خسارة مكانة الإخوة فقال: من الخسارة والغبن أن لا تعرف مكانة أخيك إلا بعد أن تفقده ، نعم تفقده إما بموت ، أو بسبب مطامع الدنيا ، فتبقى وحيدا لا تقدر على شيء.

كم من أخ بكى على قبر أخيه متمنياً لو اصطلحا قبل لحظة الفراق .

إن الحفاظ على الأخوة في قوتها ومتانتها تحتاج إلى عقل ، وحكمة ، وصبر ، وتحمل ، وتضحية .﴿ إِنَّا نَرَاكَ مِنَ الْمُحْسِنِينَ﴾ .

لا تقابل تصرفات إخوانك بالتحليل والتدقيق ، فأغلبها أو جُلُّها عفويةٌ تلقائية لا تقبل التحليل ولا التعمق ، ولا تستحق الوقوف عندها .

واعلم أنه مهما طالت علاقتك بإخوانك فهي لن تدوم ، فلسوف يقطعها أقربكم أجلاً ، وأعجلكم موتا ، فبادر - حفظك الله - بكل خير ومكرمة ، قولاً وفعلاً ، ولا تمنن تستكثر .

إذا كنت ذا علم ، أو منصب ، أو جاه ، أو ثراء ، أو شهرة ، فانزع عنك هذه العباءات كلَّها حينما تكون مع أهلك وإخوانك .

بادر بالتواصل مع إخوانك حتى ولو كنت ترى أن الحق لك .

احرص على ضبط التعاملات المالية بالدقة ، وكتابتها ، والإشهاد عليها ، وتوثيقها .

من الكمال والجمال والمروءة أن تُظْهِر افتخارَك بإخوانك ، وبما يمتازون به من فضل ومكانة .

أخبارك وأحوالك ينبغي أن تصل إلى إخوانك عن طريقك لا عن طريق غيرك بعد تقدير المصلحة في ذلك .

واعلم - حفظك الله - أن كثرة الشيء ترخصه ، فلا تكن كثير اللوم ، والنقد ، والعتاب ، والاستقصاء ، والتشكي .

واعلم أن كثرة العتاب طريقُ النفرة والاجتناب .
يقول علي رضي الله عنه : من لم يحمل أخاه على حسن النية لم يحمده على حسن الصنعة .

ويقول حمدون القصار رحمه الله : إذا زل أخوك فاطلب له سبعين عذراً ، فإن لم يقبله قلبك ، فاعلم أن العيب فيك ، حيث ظهر لك سبعون عذرا فلم تقبله .

واختتم معاليه خطبته الأولى عن حقيقة الإخوة فقال: حقيقة الأُخوَّة : مودة في القلب ، ولطف باللسان ، ورفد بالمال ، وتقوية بالأدب ، وحسن الذب عن العيب ، وتناصر ، وتعليم ، ونقل خبرات.
الأخوة الصالحة : تورث المجد ، والإيثار ، وتبعد الحسد ، والشحناء ، والغل والقطيعة.

ومن المقطوع به في تجارب الناس أن اجتماع الإخوة يزيدهم قوة ، وتفرقهم يوقعهم في الضعف والهلكة .

الإخوان والأخوات نعمة عظيمة ، ومنحة جليلة تحتاج من يقدرها ويحوطها ويحافظ عليها . حسن العلاقة ، وجمالها سبب متين لسعادة الدنيا وفلاح الآخرة .

وتحدث معاليه في خطبته الثانية عن صيانة ومراعاة الأخوة فقال: الأخوَّة نعمة تصان بالرعاية ، وتحاط بالعناية ، وتحفظ عن المكدرات ، وتحرس عن المنغصات ، الأخوة : أنس في الوحشة ، ونور في الظلمة ، وفرح في الحزن .

استعيذوا بالله من إخوة بينهم شحناء ، وعداوةٌ وبغضاء ، وغلظة وجفاء ، قطيعة شنيعة ، وفرقة فظيعة ، خيرهم مصروف للناس ، وشرهم مجموع للإخوان ، البعيد أنيسهم ، والقريب موحشهم ، الوجوه بينهم عابسة ، وقلوبهم فيما بينهم قاسية ، صدورهم ضيقة ، لعبت بهم الأهواء ، وفرقهم وسخ الدنيا ، وعبث فيهم الطمع ، فقطعوا أرحامهم .
يكدر صفو الأُخوَّة ضعفُ الإيمان ، ونسيان الديان ، واستدراج الشيطان .

يكدر صفوة الأخوة مطامع الدنيا : مال ، وميراث ، وعقار ، وإيجار .

واختتم معاليه خطبته الثانية عن البيوت السعيدة والتعيسة فقال: لعلكم تستذكرون إخوة تقاطعوا أعواماً ، أو إخوة ترافعوا أمام المحاكم تداعيا وخصاما ، وإخوة نهبوا حقوق إخوانهم وأخواتهم ظلما وعدوانا .

كما تتذكرون إخوة بكوا دماً ، كما بكوا دموعاً بعد فراق إخوانهم متمنين لو اصطلحوا قبل الفراق ، وتراضوا قبل يوم الحساب .

هذه النماذج هي التي يستذكرها الناس ويتداولون أحوالهم وقصصهم .

أما الإخوة المتصافون المتحابون ، فلا يذكرهم الناس لأن الحكمة تقول : (البيوت السعيدة لا صوت لها ) ، ( والضجيج تصدره الأواني الفارغة ) .
فهذه البيوت الكريمة يصعب حصرها ، ويعجز العاد عن عدها .

بل كم رأيتم أسراً كبيرة قد اجتمعت في مناسباتها في الأعياد ، والأفراح ، والأتراح ، ورأيتم السرور يعمهم ، والسلام يُظِللهم ، ثم تظنون أن هذه الأسر المباركة لا مشكلات عندهم ، ولا اختلافات بينهم ، بل إنهم أسر كريمة غلَّبوا جانب الدين ، والعقل ، وحقِّ الرحم ، فخفضوا فيما بينهم الجَنَاح ، وبسطوا في دوربهم التودد ، وتنازلوا عن كثير من الحقوق ، لانهم بعقلهم وتدينهم أدركوا أن خفض الجَنَاح ليس ضعفاً ، والتودد ليس نفاقاً ، والتنازل ليس انكساراً .
IMG 20220610 134437 506IMG 20220610 134441 290IMG 20220610 134438 531