وصلت إلينا معرفتنا بالنصوص المبكرة في شكل شذرات تاريخية: "رسومات غريبة على جدران الكهوف والمقابر والقصور، وقطع من ألواح طينية، ومسلات وأحجار متنوعة.
ولتستمر المعرفة العلمية وتنمو جاء إنشاء المكتبات بهدف توثيق المعلومات، والمحافظة على المعرفة المتراكمة عبر العصور.
ومن بين أوائل المكتبات المعروفة في التاريخ الإسلامي مكتبة الحرم المكي الشريف والتي يرجع تاريخها إلى نحو 1300 عام، وبحلول العهد السعودي الزاهر حظيت المكتبة باهتمام شخصي من قبل مؤسس البلاد الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود -طيب الله ثراه- ، ثم سار من بعده أبناؤه ملوك هذه البلاد -رحمهم الله- حتى عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود -حفظه الله-.
وتضم مكتبة الحرم المكي الشريف قسماً خاصاً يحتوي على عددٍ من الرسائل الجامعية والتي بلغ عددها ما يقارب "2100" رسالة مابين رسائل الدكتوراة والماجستير.
وتتنوع هذه الرسائل في مضمونها وعناوينها مابين الشريعة واللغة العربية وعدد من التخصصات الأخرى، وكذلك فتراتها الزمنية التي جعلت منها ذات قيمة ومرجع هام لطلبة العلم والباحثين والمختصين.
وأيضاً تعود هذه الرسائل إلى عدد من أصحاب المعالي والفضيلة والسعادة الذين كان لهم الأثر البالغ في مجالهم وتخصصاتهم سواءً الأكاديمية منها أو الإدارية وغيرها.
وتستقبل مكتبة الحرم المكي الشريف هذه الرسائل من خلال الإهداء الذي يقوم به الباحث أو الطالب وذلك على حسب أهمية وندرة المحتوى العلمي الذي سيقدم فارقاً في مجاله.
وعملت المكتبة على فهرسة وتنظيم هذه الرسائل وفق أسس ومعايير المكتبات ومراكز المعلومات من خلال إضافة بيانات ببليوجرافيه بنظام إدارة المعلومات، واسترجاع بيانات المحتويات بشكل إلكتروني وفق المعايير العالمية بهدف توفيرها للباحثين والمهتمين بأسهل طريقة ممكنة.
يأتي ذلك وفقاً لتوجيهات معالي الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي الشيخ الدكتور عبدالرحمن بن عبدالعزيز السديس في توفير ما يخدم الحرمين الشريفين بشكل عام، وما يخدم مكتبات الحرمين الشريفين والعلم النافع بين أروقتهما، وبمتابعة مستمرة من فضيلة وكيل الرئيس العام للمكتبات والشؤون الثقافية الدكتور أحمد بن فهد الشويعر والحرص على تسخير كافة الخدمات الممكنة لخدمة العلم والمعرفة؛ وتحقيقاً لتطلعات ولاة الأمر - حفظهم الله -.