بمتابعة من قبل معالي الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي الشيخ الدكتور عبدالرحمن بن عبدالعزيز السديس، وجه بتقديم معرض إثراء وشرف باستقبال جميع الفئات وتقديم الخدمات الإنسانية.

وقال معاليه: إن معرض إثراء وشرف يشهد كثافة عالية من قبل زواره من حجاج بيت الله الحرام حيث تبلغ متوسط إحصائية الزيارة اليومية 4 آلاف زائرة.

وبين معاليه أن المعرض يهدف لإثراء تجربة حجاج بيت الله الحرام، مترجمًا لرؤية الرئاسة في حسن الوفادة ونشر الهداية للعالمين المنبثقة من رؤية المملكة الطموحة 2030.

وذكر معاليه أن المعرض يحتوي على (11) ركنًا من وكالات المسجد الحرام ووكالة المسجد النبوي، بمشاركة عدة جهات منها وزارة الحج والعمرة، وبرنامج خدمة ضيوف الرحمن، ووزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية من خلال منصة التطوع، بالإضافة إلى عرض عدد من الخدمات التوجيهية والإرشادية وخدمات اللغات والترجمة والخدمات التطوعية والإنسانية، كذلك ركن خاص بالمطبوعات وركن للهدايا التذكارية.

وزعت وكالة شؤون المسجد الحرام بالرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي، ممثلة بوكالة المسجد الحرام المساعدة للشؤون الاجتماعية، (12) ألف مظلة و (3) آلاف سجادة على الزوار والقاصدين لبيت الله الحرام، ضمن حملة الرئاسة "خدمة الحاج والزائر وسام فخر لنا" في عامها الحادي عشر، وذلك تحت شعار "من الوصول إلى الحصول".

وأكد سعادة وكيل المسجد الحرام المساعد للشؤون الاجتماعية الأستاذ جنادي بن علي مدخلي، أن هذه المبادرة تأتي من أجل توفير أفضل الخدمات للزوار والقاصدين للمسجد الحرام، وتعزيزًا لمبدأ حسن الوفادة وكرم الضيافة لحجاج بيت الله الحرام.

وأفاد مدخلي بأن وكالة المسجد الحرام المساعدة للشؤون الاجتماعية، قدمت العديد من المبادرات الاجتماعية لخدمة حجاج بيت الله الحرام وتقديم أرقى وأفضل الخدمات الاجتماعية، بما في ذلك توزيع الهدايا وتفعيل البرامج لخدمة ضيوف الرحمن، والعمل على تسهيل كافة الإجراءات ليؤدوا مناسكهم بكل يسر وسهولة، مشيرًا إلى أن هذه المبادرة جاءت ضمن حزمة من المبادرات التي تقدمها الرئاسة لضيوف الرحمن.

وتأتي هذه الجهود إنفاذًا لتوجيهات معالي الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي الشيخ الدكتور عبدالرحمن بن عبدالعزيز السديس، وبمتابعة مستمرة من فضيلة مساعد الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام الدكتور سعد بن محمد المحيميد.

msg 1468035115 47216msg 1468035115 47219

قامت سعادة مستشار ومساعد الرئيس العام للشؤون التطويرية النسائية بالمسجد الحرام الدكتورة العنود بنت خالد العبود بجولة ميدانية على المرافق الداخلية والخارجية للمسجد الحرام للوقوف على الخدمات المقدمة لضيوف الرحمن من قاصدات المسجد الحرام بموسم حج هذا العام ١٤٤٤هـ.

وأبانت سعادتها بأن الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي ممثلة بالوكالات النسائية حريصات على تقديم أجود الخدمات وأرقاها لضيوف الرحمن ضمن حملة الرئاسة خدمة الحاج والزائر وسام فخر لنا بعامها الحادي عشر وتحت شعار الوصول إلى الحصول.

واختتمت " العبود "برفع وافر الشكر لمعالي الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي الشيخ الدكتور عبدالرحمن بن عبدالعزيز السديس لدعمه المتواصل وتوجيهاته الحكيمة في ضرورة إيصال الرسالة العالمية للحرمين الشريفين بما يتوافق مع تطلعات القيادة الرشيدة-أيدها الله-.

فعلت الوكالة المساعدة للخدمات الاجتماعية والتطوعية والإنسانية النسائية ممثلة بالإدارة العامة للخدمات الاجتماعية والأعمال التطوعية النسائية وعبر إدارة الأشخاص ذوات الإعاقة و إدارة رعاية شؤون المسنات مبادرة رفق لذوات الإعاقة والمسنات بالمسجد الحرام ضمن حملة الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي خدمة الحاج والزائر وسام فخر لنا في عامها الحادي عشر وتحت شعار(الوصول إلى الحصول).

وأبانت مدير إدارة الأشخاص ذوات الإعاقة وإدارة رعاية شؤون المسنات الأستاذة فاطمة بنت علي السهلي بأن مبادرة رفق خصصت للأشخاص ذوات الإعاقة والمسنات بالمسجد الحرام، كما أن تفعيل مشروع رفق لدى ذوات الإعاقة والمسنات يهدف إلى مساعدة القاصدات للالتقاء بذويهم في حال الضياع -لا قدر الله - وذلك بوضع أسورة على يد القاصدة تحمل معلوماتها ورقم التواصل مع المرافق حتى يتمكن الجميع من مساعدتها.

وفي الختام رفعت سعادة الوكيل المساعد للخدمات الاجتماعية والتطوعية والإنسانية النسائية الأستاذة نجلاء بنت عويضة السلمي شكرها وتقديرها لسعادة وكيل الرئيس العام للخدمات الاجتماعية والتطوعية والإنسانية النسائية الدكتورة عبير بنت محمد الجفير لحرصها الدائم على تقديم أرقى الخدمات وأجودها لضيوف الرحمن بجميع فئاتهم المجتمعية بما يتوافق مع توجيهات معالي الرئيس العام بضرورة إيصال رسالة الحرمين الشريفين المباركة للعالمين.
photo1687515167photo1687515167 1

نفذت الإدارة العامة لشؤون التطويف والمطوفين برنامج (تبيان ودلالة) والذي يقدم خدمات إرشادية ميدانية وتوعوية لضيوف الرحمن، أوضح ذلك سعادة مدير إدارة شوون المطوفين الأستاذ عبدالرحمن العبدلي.
وبين سعادته أنه يشرف على تقديم خدمات البرنامج نخبة من المطوفين وبمشاركة مراقبي الإدارة ، وبلغ عدد المستفيدين من بداية موسم الحج أكثر من (63.000) مجموعة ووفد.
وأكد العبدلي بأن ذلك يأتي إنفاذاً لتوجيهات معالي الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي الشيخ الدكتور عبدالرحمن بن عبدالعزيز السديس وبمتابعة وكيل الرئيس العام لشؤون التوعية الميدانية فضيلة الشيخ الدكتور ماجد بن صالح السعيدي بما يحقق تطلعات القيادة الرشيدة في خدمة الحرمين الشريفين وحجاج بيت الله الحرام.
IMG 20230623 134308 389IMG 20230623 134308 349IMG 20230623 134308 761

وفرت الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي كافة إمكاناتها البشرية والآلية، اليوم الجمعة، حيث قام (400) مشرف سعودي بمراقبة الأعمال الميدانية والتي يقوم بها (4000) عامل وعاملة، لغسل المسجد الحرام (10) مرات، إضافة إلى تخصيص (800) عامل لتوزيع الماء المبارك، وتم توزيع أكثر من مليوني عبوة ماء زمزم، فيما وُزعت (4500) حافظة ماء زمزم في أرجاء المسجد الحرام، يستهلك من خلالها حوالي (500) ألف لتر.

وجهزت الرئاسة (9000) عربة عادية وكهربائية، وربطها عبر تطبيق "تنقل" وتشغيلها عبر خطط منهجية تتضمن تكثيف عمليات التعقيم الدوري والإشراف على تنظيم مهام دافعي العربات. وتوفير مراقبين على أبواب المسجد الحرام لاستقبال المصلين وتوجيههم إلى الأماكن المخصصة لهم، وتنظيم عملية دخول وخروج المصلين وإرشادهم إلى أماكن المصليات ومساندة رجال الأمن في تحويل وتوجيه المصلين حال امتلاء المصليات ولحظة رصد أي تزاحم للمصلين.

كما عمل (11) روبورتاً ذكيا للتعقيم، و(20) بايوكير مهام التعقيم بالبخار الجاف للهواء والأسطح في آن واحد وبسرعة عالية وبشكل فعال، و(20) جهاز تعقيم ضبابي يستخدم لتعقيم المناطق التي يصعب الوصول لها مثل الأسقف والأعمدة، و(600) جهاز آلي لتعقيم الأيدي حديثة و عالية الجودة تعمل بخاصية عدم التلامس، يساندهم عدة فرق تعمل على تعقيم كافة جنبات المسجد الحرام وساحاته الخارجية ودورات المياه بأكثر من (70) ألف لتر من المعقمات، وفق آلية عمل تراعي أعلى المعايير الصحية العالمية في تنفيذ عمليات الوقاية البيئية ومكافحة الأوبئة بالمسجد الحرام.

إضافة إلى وجود خطط ميدانية لتهيئة مداخل وممرات المسجد الحرام وتنظيم دخول وخروج القاصدين عبر الأبواب والسلالم الكهربائية وتوجيه المصلين إلى الأدوار العلوية والمعتمرين إلى صحن الطواف حسب خطة الرئاسة التشغيلية المعتمدة، كذلك تطبيق إرشادات عدم الجلوس في الممرات ‏المؤدية إلى صحن الطواف أو السعي ‏وعدم الجلوس خلف المقام، إضافة إلى تخصيص موظفين مؤهلين لتنظيم الساحات والممرات والتأكد من جاهزية وسائل السلامة وفاعلية أنظمة الإطفاء، وأجهزة الإنذار وسلامة طرق المشاة وتأهب خطة الطوارئ في حال الأمطار وتقلبات الطقس.

كما استعدت الرئاسة لحج هذا العام بكادر وظيفي هو الأعلى والأكبر في تاريخها حيث وصل مجموع القوى العاملة في الحرمين الشريفين إلى (14) ألف موظف وموظفة، وعامل وعاملة، من المؤهلين تأهيلاً كاملاً، يشرف عليهم كادر متكامل من الكفاءات الوطنية المؤهلة، يتم توزيع هذه القوى العاملة إلى (4) ورديات رئيسية، مع مراعاة الأوقات ذات الكثافة العالية، وأيضاً المناطق التي تحتاج لتواجد أكبر قدر من الموظفين، لا سيما صحن المطاف والرواق السعودي والمسعى والساحات.
وفي مجال التطوع والأعمال الإنسانية أتاحت أكثر من (8) آلاف فرصة تطوعية في الحرمين الشريفين في (10) مجالات تطوعية، لتحقيق أكثر من (200) ألف ساعة تطوعية خلال موسم الحج -بفضل الله ومنته-.

كما وفرت الرئاسة (300) آلاف مصحف موزعة في المسجد الحرام والمسجد النبوي، حتى يتسنى للقاصد الكريم تلاوته وقراءته، مع إتاحة عدد من حلقات تعليم وتحفيظ القرآن الكريم، يقوم عليها كوكبة من المدرسين والمحفظين من ذوي المهارة والقدرة.

وقدمت الرئاسة خدمات الترجمة والإرشاد المكاني وإجابة السائلين بإحدى وخمسين (51) لغة عالمية، من خلال (49) نقطة موزعة في صحن المطاف والرواق السعودي وتوسعة الملك فهد بالمسجد الحرام.

وضمن جهود الرقمنة وتعزيز التطبيقات الحديثة وأثرها الملموس في تحسين تجربة ضيوف الرحمن تم تهيئة (14) خدمة إلكترونية، منها تطبيق تنقل، وتطبيق لوامع الأذكار، والمصحف الشريف.

5787212172592528724 1215789638764690259204 1215789638764690259206 1215789638764690259208 1215789638764690259223 1215792172125380001537 1215794362605945601322 1215794362605945601323 1215796258541949009953 1215798639809256865195 1215798639809256865279 1215803020083193298607 1215805237643527700552 1215807893604058907070 1215807893604058907212 1215810027038868880539 1215810027038868880541 1215996645317795232759 1216046309575122073061 1216046309575122073065 121


خطب وأم المصلين في المسجد النبوي فضيلة الشيخ الدكتور عبدالمحسن بن محمد القاسم إمام وخطيب المسجد النبوي الشريف وبعد أن حمد الله تعالى بدأ خطبته قائلًا: أيها المسلمون: تتجدد مواسم الخيرات على العباد فضلاً من الله وكرما؛ فما إن تنقضي شعيرة إلا وتليها عبادة أخرى؛ ليغسلوا فيها درنهم، وتعلو بها درجاتهم، وقد أظلتنا أيام عشر مباركة، هي خير الأيام وأفضلها، وأجلها وأعظمها، أقسم الله بها، فقال: (والفجر، وليال عشر)، قال مسروق رحمه الله: «هي عشر الأضحى، أفضل أيام السنة»، وهي من أيام الله الحرم، وخاتمة الأشهر المعلومات التي قال الله فيها: (الحج أشهر معلومات) قال كعب رحمه الله: «أحب الأشهر الحرم إلى الله ذو الحجة، وأحب ذي الحجة إلى الله العشر الأُوَل»، نهارها أفضل من نهار العشر الأواخر من رمضان؛ قال صلى الله عليه وسلم: «أفضل أيام الدنيا: أيام العشر».

وأضاف فضيلته: وفضيلة عشر ذي الحجة؛ لمكان اجتماع أمهات العبادة فيها - من الصلاة،
والصيام، والصدقة، والحج ، ولا يتأتى ذلك في غيرها.
والتفاضل بين الليالي والأيام داع لاغتنام الخير فيها، ومن اغتنام العشر: الإكثار من الأعمال الصالحة فيها؛ فالعمل الصالح فيها أحب إلى الله من نفس العمل إذا وقع في غيرها.
قال النبي صلى الله عليه وسلم: «ما من أيام أعظم عند الله ولا أحب إليه من العمل فيهن من هذه العشر؛ فأكثروا فيهن من التهليل والتكبير والتحميد»؛ قال النووي رحمه الله: «يستحب الإكثار من الأذكار في هذه العشر زيادة على غيرها، ويستحب من ذلك في يوم عرفة أكثر من باقي العشر»، وأفضل الذكر: تلاوة كتاب الله؛ فهو الهدى والنور المبين.
وأكمل: كان ابن عمر وأبو هريرة رضي الله عنهما يخرجان إلى السوق في أيام العشر، يكبران ويكبر الناس بتكبيرهما»؛ كما يشرع التكبير المقيد عقب الصلوات، من فجر عرفة للحجاج وغيرهم إلى عصر آخر أيام التشريق عقب كل صلاة.
والصدقة عمل صالح، بها تفرج كروب وتزول أحزان، وخير ما تكون في وقت الحاجة وشريف الزمان،
وبما يستحب في العشر: صيام التسعة الأولى منها، قال النووي رحمه الله: «مستحب استحباباً شديداً»، وصيام يوم عرفة «يكفر السنة الماضية والباقية) والأفضل للحاج أن لا يصومه؛ تأسياً بفعل النبي صلى الله عليه وسلم، وإبقاء لقؤته ليستكثر من التضرع والدعاء.
ويوم عرفة ملتقى المسلمين المشهود، يوم رجاء وخشوع، وذل وخضوع، يوم كريم على المسلمين ف«ما من يوم أكثر من أن يعتق الله فيه عبداً من النار من يوم عرفة»
قال ابن عبد البر رحمه الله: «دعاء يوم عرفة مجاب كله في الأغلب».
وفي عشر ذي الحجة يوم النحر؛ أعظم الأيام عند الله؛ قال النبي صلى الله عليه وسلم: «إن أعظم الأيام عند الله: يوم النحر، ثم يوم القر».
وأضاف فضيلته: ومع سرور الناس بالعيد قد يغفل بعضهم عن ذكر الله، قال سبحانه: (واذكروا
الله في أيام معدودات) قال ابن عباس رضي الله عنهما: «الأيام المعدودات: أيام التشريق، وهي ثلاثة أيام بعد النحر»، وقال النبي صلى الله عليه وسلم: «أيام التشريق: أيام أكل، وشرب، وذكر لله».
وفي أيام النحر والتشريق عبادة مالية بدنية هي من أحب الأعمال إلى الله، قرنها الله بالصلاة؛ فقال سبحانه: (فصل لربك وانحر)، وقد حث الله على الإخلاص في النحر، وأن يكون القصد وجه الله وحده، لا فخر ولا رياء ولا سمعة ولا مجرد عادة، فقال سبحانه: (لن ينال الله لحومها ولا دماؤها ولكن يناله التقوى منكم)؛ وقد«ضحى النبي صلى الله عليه وسلم بكبشين أملحين أقرنين، ذبحهما بيده»؛ والأملح: الأسود الذي يعلو شعره بياض، والأقرن: ذو القرون.
وأفضل الأضاحي: أغلاها ثمناً وأنفسها عند أهلها، وتجزئ شاة واحدة عن الرجل وعن أهل بيته، ولا بأس أن يقترض الرجل ليضحي، ويحتسب الخلف من الله، ولا يتذمر من غلاء ثمنها؛ فثوابها عند الله عظيم، فطيبوا بها نفساً، وكلوا، وأطعموا، وتصدقوا، وتحروا بصدقاتكم فقراءكم، وبهداياكم منها أرحامكم وجيرانكم.
وبيّن: ومن أراد أن يضحي حَرُمَ عليه في العشر أن يأخذ من شعره أو أظفاره شيئا، قال النبي صلى الله عليه وسلم: «من كان له ذبح يذبحه، فإذا أهل هلال ذي الحجة، فلا يأخذ من شعره ولا من أطفاره شيئا حتى يضحي».
واختتم فضيلته الخطبة بقوله: فالسعيد من اغتنم مواسم الشهور والأيام والساعات، وتقرّب إلى مولاه بما فيها من وظائف الطاعات، فعسى أن تصيبه نفحة من تلك النفحات، فيسعد سعادة يأمن بعدها من النار وما فيها من اللفحات، ويفوز بجنة عرضها الأرض والسموات.


أمّ إمام وخطيب المسجد الحرام الشيخ الدكتور أسامة خياط المصلين في يوم الجمعة واستهل فضيلته خطبته قائلاً: بيت الله الحرام، وحرمه الآمن، ومشاعره المباركة العظام كل أولئك: مما تتجدد به ذكرى إمام الحنفاء، ورافع القواعد من البيت، إبراهيم أبي الأنبياء، خليل الرحمن -عليه وعلى نبينا أفضل صلاة وأزكى سلام- كما قال عز اسمه: ﴿وَإِذ يَرفَعُ إِبراهيمُ القَواعِدَ مِنَ البَيتِ وَإِسماعيلُ رَبَّنا تَقَبَّل مِنّا إِنَّكَ أَنتَ السَّميعُ العَليمُ﴾ وإنَّ في الاستجابة لنداء الخليل بالحج، ذلك النداء الذي أمره به ربه بقوله سبحانه: ﴿وَأَذِّن فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالًا وَعَلَىٰ كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِن كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ﴾، وفي قصد هذا البيت الشريف، في هذه الأشهر الغُر، تجديدٌ لذكرى هذه النعمة، التي أكرم الله بها خليله عليه السلام، وهو تجديدٌ في مواطن الذكريات الأولى، عند البيت والحجر، والركن والمقام، والصفا والمروة وزمزم، ومنى وعرفة والمشعر الحرام وفيه أيضًا: توثيقُ عرى التوحيد الخالص لله رب العالمين، و أخذ النفوس بكمال الالتزام به، وتمام العمل بما يقتضيه، والحذر من كل ما يضاده وينافيه، وهو الشرك الذي يحبط به العمل، فلا ينتفع به صاحبه، ﴿وَلَقَدْ أُوحِيَ إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكَ لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ﴾، ﴿وَقَدِمْنَا إِلَىٰ مَا عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ فَجَعَلْنَاهُ هَبَاءً مَّنثُورًا﴾، أي: أشركوا فيه مع الله غيره.


واضاف:إن فرصة حج البيت، لهي من أعظم ما يتم به تجريد التوحيد، وتحقيق العبودية لله، الذي لا معبود بحق إلا هو سبحانه؛ إذ في كل نسك من مناسك الحج، وفي كل شعيرة من شعائره، تتجلى العبودية لله في أوضح صورها، ويتبدى أثرها ظاهرًا في أداء هذه الشعائر، من نية إحرام، وتجرد من المخيط، وحسر عن الرؤوس، وطواف بهذا البيت، واستلام الركن وتقبيل الحجر الأسود، والسعي بين الصفا والمروة، والوقوف بعرفة، والمبيت بمزدلفة ومنى، ورمي الجمار، والذبح أو النحر، وطواف الإفاضة، في كل ذلك مظهر للعبودية الخالصة لله رب العالمين، بإفراده بجميع أنواع العبادة، والتي هي الغاية من خلق العباد، كما قال تعالى: ﴿وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ﴾.

وقال فضيلته: إن السبيل الذي يتعين على حاج بيت الله التزامه وعدم الحيدة عنه، ليحظى بهذا الموعود، جاء بيانه في قوله سبحانه: ﴿الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَّعْلُومَاتٌ فَمَن فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ فَلاَ رَفَثَ وَلاَ فُسُوقَ وَلاَ جِدَالَ فِي الْحَجِّ﴾، وبينه رسول الهدى صلوات الله وسلامه عليه بقوله: "مَن حَجَّ لِلَّهِ فَلَمْ يَرْفُثْ، ولَمْ يَفْسُقْ، رَجَعَ كَيَومِ ولَدَتْهُ أُمُّهُ " ويشمل الرفث غشيان النساء وكل ما يتصل به، ويشمل الفسوق جميع المعاصي سواءً ما كان منها بالقلب كالشرك بالله تعالى،                      وسائر ما قبح من الأعمال التي يكون مصدرها القلب، أو ما كان بالجوارح كالشتم واللعن والقذف والعدوان بمختلف أنواعه، وكذلك سائر المحظورات التي حظرت على الحاج أثناء تلبسه بالإحرام.

وأشار بقوله: من السبل أيضًا اختيار الحلال من الكسب والتزود به لأداء هذه الفريضة، كما جاء في الحديث الذي أخرجه الإمام مسلم في صحيحه عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إنَّ اللَّهَ طَيِّبٌ لا يَقْبَلُ إلَّا طَيِّبًا، وإنَّ اللَّهَ أمَرَ المُؤْمِنِينَ بما أمَرَ به المُرْسَلِينَ، فقالَ: {يَا أَيُّهَا الرُّسُلُ كُلُوا مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَاعْمَلُوا صَالِحًا إِنِّي بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ} ، وقالَ: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ} ، ثُمَّ ذَكَرَ الرَّجُلَ يُطِيلُ السَّفَرَ أشْعَثَ أغْبَرَ، يَمُدُّ يَدَيْهِ إلى السَّماءِ، يا رَبِّ، يا رَبِّ، ومَطْعَمُهُ حَرامٌ، ومَشْرَبُهُ حَرامٌ، ومَلْبَسُهُ حَرامٌ، وغُذِيَ بالحَرامِ، فأنَّى يُسْتَجابُ لذلكَ؟!"، وإن للحاج في كل خطوة من خطواته، منذ أن يبرح بيته ويفارق وطنه حتى يقضي مناسكه ويختم أعمال حجه: مواقف دعاء وتضرع، يقتضي منه أن يطيب كسبه وأن تزكو نفقته.

وأبان: ومن السبل التي تتعين على الحاج الإخلاص لله تعالى في كل ما يعمل من عمل، وتحري الاتيان به على الوجه المشروع، السالم من الابتداع، قال الفضيل بن عياض رحمه الله في قوله سبحانه: {لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا} (إن العمل إذا كان خالصًا ولم يكن صوابًا لم يُقبل، وإذا كان صوابًا ولم يكن خالصًا لم يُقبل حتى يكون خالصًا صوابًا، والخالص أن يكون لله، والصواب ما كان على السنة).

وقال فضيلته: وإن من الإخلاص يا عباد الله، ألا يقصد الحاج بحجه الفخر والرياء والسمعة، فإنه خرج ابتغاء رضوان الله ورجاء ثوابه، جاء في الحديث القدسي الذي يرويه النبي صلى الله عليه وسلم عن ربه: "أنا أغْنَى الشُّرَكاءِ عَنِ الشِّرْكِ، مَن عَمِلَ عَمَلًا أشْرَكَ فيه مَعِي غيرِي، تَرَكْتُهُ وشِرْكَهُ" وأما وجوب أن يكون العمل على الوجه المشروع وهو ما كان موافقًا لسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقد أمر به الله تعالى وجعله أساسًا لصحة الاتباع، وسببًا لمحبة الله، وطريقًا إلى غفران الذنوب، فقال عز من قائل:﴿قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ  وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ﴾ وإنه لجدير بحاج البيت أن يتحرى السنة في كل عمل من أعمال حجه، بأن يضع نصب عينيه ما صح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في صفة حجته التي عرفت بحجة الوداع، و أن يتخذ منها منارًا يهتدي به، ومرجعًا يثوب ويحتكم إليه، وصدق سبحانه إذ يقول: ﴿لَّقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا﴾.


واختتم: الله: في جوار هذا البيت العتيق، وهذا الحرم الآمن، تتوثق الصلات بين أهل الإسلام، وتقوى الوشائج، وتسود المحبَّة والتعارف والتآلف والتعاطف الذي هو من أظهر سمات المجتمع الإسلامي الراشد، الذي يأخذ أفراده بنصيب وافر من أعمال البر، بالإحسان إلى الفقراء واليتامى والأرامل، ودعم المؤسسات الخيرية الرسمية والمعتمدة، بإمدادها بألوان المعونة، التي تعينها على القيام بأعمال تطوعية جميلة السعي جليلة المراد، فإن هذا من النفقة في الحج والعمرة، التي يؤجر عليها المنفق، ويشكر له سعيه، ففي الصحيحين وغيرهما عن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها أن رسول الله عليه وسلم قال لها في عمرتها: "إنَّ لكِ من الأجرِ على قدرِ نصَبِك ونفقتِك" وهو من الإحسان في الحج الذي يكون صاحبه معدودًا في من عنى الله تعالى بقوله جل ذكره: ﴿لِّلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَىٰ وَزِيَادَةٌ  وَلَا يَرْهَقُ وُجُوهَهُمْ قَتَرٌ وَلَا ذِلَّةٌ  أُولَٰئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ﴾.
IMG 20230623 131354 173IMG 20230623 131354 909IMG 20230623 131354 163IMG 20230623 131354 606IMG 20230623 131354 714IMG 20230623 131354 191
اختتمت الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي ممثلةً بوكالة المعارض والمتاحف مشاركتها في المعرض المصاحب لندوة الحج الكبرى في فندق الريتز كارلتون بجدة تحت عنوان "واحة الإعلام".

وقد استقبل جناح الرئاسة المشارك في المعرض جمعاً من أصحاب المعالي الوزراء المشاركين في الندوة، بالإضافة إلى الوفود المشاركة من الإعلاميين ووكلاء الرئيس العام وعددًا من منسوبي الرئاسة، وقد أثنى الضيوف الكرام على ما رأوه من مقتنيات ومعروضات تساهم بشكل فعال في تقديم الخدمات ذات المستوى العالي للمصلين والمعتمرين والزوار والحجاج في الحرمين الشريفين.

ويعتبر هذا الحدث فرصة لتسليط الضوء على الجهود المبذولة لتحسين تجربة الحجاج والمعتمرين وتوفير الخدمات والتسهيلات اللازمة لهم.

وفي ختام المشاركة رفع سعادة وكيل الرئيس العام لشؤون المعارض والمتاحف المهندس ماهر بن منسي الزهراني الشكر والتقدير لمعالي الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي الشيخ الدكتور عبد الرحمن بن عبد العزيز السديس لدعمه الدائم لوكالة المعارض والمتاحف, معربًا عن امتنانه لجميع الجهات المشاركة والزوار الذين ساهموا في إنجاح هذا الحدث آملًا أن يكون المعرض قد ساهم في تعزيز التعاون بين الجهات المعنية وتبادل الخبرات والأفكار لمواصلة تطوير وتحسين خدمات الحج والعمرة.
Image 13Image 14Image 15

 

يسر وكالة المكتبات والشؤون الثقافية النسائية، ممثلة بإدارة البحث العلمي النسائية، دعوتكم لحضور برنامج بعنوان: " أنواع مناهج البحث والفروق بينها"، ضمن مبادرة بصمة كفيف البحثية، تقدمه سعادة الدكتورة منال بنت معيض الجعيد.
عبر رابط منصة زووم الافتراضية:
Join Zoom Meeting
Meeting ID: 944 0992 1176
Passcode: 123 2030).