أشاد معالي الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي الشيخ الدكتور عبدالرحمن بن عبدالعزيز السديس معاليه بجهود رجال الأمن العظيمة في العناية بحماية أمن الحجاج والمعتمرين حتى يؤدوا عباداتهم بكل يسر وسهولة، ومساهمتهم في الارتقاء بمنظومة الخدمات المقدمة في المسجد الحرام، تحقيقاً لتطلعات القيادة الرشيدة - حفظها الله-.

ودعا الشيخ السديس الله -عز وجل-، أن يبارك في جهود رجال الأمن على ما يقومون به من أعمال جليلة في حفظ أمن وسلامة ضيوف الرحمن، وأن يجعل ما يقومون به في موازين أعمالهم الصالحة، وأن يديم على بلادنا أمنها وأمانها واستقرارها.

التقى معالي الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي الشيخ الدكتور عبدالرحمن بن عبدالعزيز السديس بعدد من قيادات الرئاسة بالمسجد الحرام، بحضور مساعد الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام فضيلة الدكتور سعد بن محمد المحيميد، وسعادة مساعد الرئيس العام للخدمات والشؤون الميدانية الأستاذ محمد بن مصلح الجابري، وسعادة مساعد الرئيس العام لشؤون مجمع الملك عبدالعزيز لصناعة كسوة الكعبة المشرفة والشؤون الهندسية والفنية والتشغيلية المهندس سلطان بن عاطي القرشي، فضيلة نائب مساعد الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام ، الدكتور ناصر بن عثمان الزهراني.

وأكد معاليه على أهمية مضاعفة الجهود لخدمة ضيوف الرحمن، وتهيئة كافة السبل والامكانات لراحة ضيف الرحمن، وتمكين القاصدين من أداء المناسك بكل يسر وسهولة.

وحث الشيخ السديس على رفع مستوى الأداء وتطوير الخدمات المقدمة بالحرمين الشريفين، و تعزيز تعاون الرئاسة مع الجهات ذات العلاقة،
والسعي لتحقيق تطلعات ولاة الأمر -حفظهم الله- في توفير بيئة آمنة مطمئنة في الحرمين الشريفين.

داعياً الله -عز وجل- أن يبارك في جهود الجميع، وأن يجعل عملهم خالصاً لوجهه الكريم، وأن يجعل ما يقومون به في موازين أعمالهم الصالحة.

IMG 1425IMG 1426IMG 1427IMG 1428IMG 1429IMG 1430IMG 1431
عقد مجلس وكالة الشؤون التوجيهية والإرشادية اجتماعاً برئاسة فضيلة وكيل الرئيس للشؤون التوجيهية والإرشادية الشيخ عبدالله بن حمد الصولي، بحضور فضيلة الوكيل المساعد ومدير عام الإدارة العامة للشؤون التوجيهية والإرشادية الشيخ إبراهيم بن محمد شيبة، وأصحاب الفضيلة والسعادة مدراء العموم ومساعديهم؛ وذلك لمناقشة أعمال الوكالة لموسم حج ١٤٤٤هـ.

وناقش المجلس خلال اجتماعه جُملة من البرامج والمبادرات المُباركة التي تهدف إلى تقديم أفضل الخدمات، وعكس الصورة المشرِّفة والحضارية للمملكة في خدمة الحرمين الشريفين وضيوف الرحمن، وإحاطتهم بكل أسباب الراحة واليسر. وأكد الصولي خلال الاجتماع على الجميع التفاني في مضاعفة الجهود للارتقاء برسالة الحرمين الشريفين، والعمل على تحقيق الأهداف المرجوة من الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي المتسقة مع الهدف الأسمى لقيادتنا الرشيدة وهو خدمة ضيوف الرحمن.

تأتي هذه الاجتماعات واللقاءات للوقوف على آخر المستجدات، والسعي المتواصل إلى تطوير منظومة العمل، بتوجيه من معالي الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي الشيخ الدكتور عبدالرحمن بن عبدالعزيز السديس، تحقيقاً لتطلعات ولاة الأمر –حفظهم الله- وما يصبون إليه في تقديم أجود الخدمات التوجيهية لضيوف الرحمن.
0315c659 2e03 429c 907d e46b66ca291e558cdb51 d85a 4c39 add1 dabc685ae4664c4b9daf 0db5 4467 bdc5 aa6cdd91b2df
خطب وأم المصلين في المسجد النبوي فضيلة الشيخ الدكتور عبدالباري بن عواض الثبيتي إمام وخطيب المسجد النبوي الشريف.
وبعد أن حمد الله بدأ خطبته قائلاً: في سير الأنبياء دروس وعبر، وسيرة خليل الله إبراهيم عليه السلام لها ارتباط وثيق في بعض صفحاتها بموسم الحج وبيت الله الحرام؛ جاء إبراهيم عليه السلام بابنه إسماعيل وأمه حتى وضعهما في المكان الذي بنى به البيت من بعد؛ عند دوحة فوق زمزم في أعلى المسجد، لا يبدو فيه أي مظهر من مظاهر الحياة، ولا بشر ولا ماء، ووضع عندهما جرابًا فيه تمر، وسقاء من ماء؛ ثم قفل إبراهيم راجعاً من حيث قدم؛ فتبعته أم إسماعيل فقالت يا إبراهيم: أين تذهب وتتركنا بهذا الوادي الذي ليس فيه أنيس ولا شيء؟! تردد ذلك مراراً وهو لا يلتفت إليها، حتى قالت: آلله أمرك بهذا؟ قال: نعم، قالت: إذن لا يضيعنا.
وأكمل فضيلته: موقف مذهل وحدث عجيب، وسمو ثبات في ساعة ابتلاء لا يبلغه إلا العظماء؛ العظماء بإيمانهم ويقينهم وتوكلهم، كلمات قصيرة المبنى، عميقة المدلول والمعنى ، آلله أمرك بهذا؟ إذن لا يضيعنا؛ تقول هذا في الوقت الذي توقن فيه أن زوجها سيذهب ويتركها في صحراء مقفرة لا أنيس فيها ولا شيء؛ ومن قرأ القصة غير مؤمن؛ فإنه يراها ضرباً من الخيال، لا تستوعبها العقول؛ لكن القلوب المفعمة بالإيمان تستوعب أن من توكل على الله حق التوكل فإن الله يحفظه ويكفيه ويحميه ويرزقه.
وأضاف: لقد لقيت أم إسماعيل جزاء حسن ظنها بربها وبولدها؛ بل وللناس كلهم؛ فنبع ماء زمزم بين يديها؛ هذا الماء الذي صار طعام طعم، وشفاء سقم، وخلد الله ذكرها في العالمين؛ فكلما سعى الناس بين الصفا والمروة تعبداً لله وتنسكاً؛ تلوح لهم هذه القصة، تكريما لها ورفعة لشأنها.
ولك أن تتأمل موقف أم إسماعيل وثقتها بربها؛ لم يتسلل الخوف إلى قلبها رغم المكان الموحش الخالي من الطعام والشراب والبشر؛ فإن قارنت ذلك بنا اليوم وحولنا كل شيء؛ تعجبت أنه يساورنا الحزن والقلق خوفاً على الزرق والأولاد والمستقبل؛ خوفا من المرض، من الغد، من المجهول؛ وأساس ذلك ضعف اليقين والتوكل على الله.
أمر الله خليله إبراهيم عليه السلام ببناء البيت فجعل ابنه إسماعيل يأتي بالحجارة وإبراهيم يبني، فكان بناء الكعبة مجرد حجارة لا تضر ولا تنفع؛ وإنما استمدت شرعيتها من شرع الله وأمره بتعظيم البيت وبالطواف حوله تأسياً بنبينا محمد صلى الله عليه وسلم، ولولا أن الله شرع تقبيل الحجر الأسود كما علمنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ما فعلناه؛ لأن الحجر لا يضر ولا ينفع ولا هو معبود.، قال عمر رضي الله عنه: (إنِّي لَأَعْلَمُ أَنَّكَ حَجَرٌ لَا تَضُرُّ وَلَا تَنْفَعُ وَلَوْلَا أَنِّي رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُقَبِّلُكَ مَا قَبَّلْتُكَ).، وهذا شأن كلما شرع زيارته من مساجد وقبور وبقاع وأماكن الغزوات، لا يتجاوز فيها الحد الذي شرعت لأجله زيارتها من حصول العظة والعبرة والتذكرة؛ فهي لا تعدوا أن تكون حجارة وتراباً لا ضر فيها ولا نفع.
وذكر فضيلته: بناء بيت الله الحرام؛ عمل عظيم، ومنصب رفيع، وعمل صالح، وشرف لا يدانيه شرف ناله إبراهيم وابنه إسماعيل عليهما السلام؛ وهما في أثناء ذلك وبعده يلهجان بالدعاء: {ربنا تقبل منا إنك أنت سميع العليم}.، تضرع وانكسار مع أداء أجل الأعمال الصالحة؛ وهذا حال أهل الإيمان والتقوى لا يدلون بأعمالهم على الله تبارك وتعالى، ولا يمنون بطاعتهم وكأنهم يحسنون إلى ربهم بحج أو عمرة أو صلاة أو صدقة،بل ينبغي على المؤمن أن يتقال كل عمل يبذله في سبيل مرضات الله، فمدار الأعمال الصالحة على القبول، وهذا مقصود العمل وغايته؛ ومن الغبن أن يعمل الإنسان أعمالاً صالحة فيسمح للرياء أن يتسلل إليها ويقتلع أجرها وثوابها من جذورها ويجعلها هباء منثورا.
وقال فضيلته : لقد نالت مكة وبيت الله الحرام نصيباً وافراً من دعوات خليل الله إبراهيم عليه السلام؛ رفعت شأنها، وأعلت مقامها وهيئتها لأمر عظيم، (رَّبَّنَآ إِنِّيٓ أَسۡكَنتُ مِن ذُرِّيَّتِي بِوَادٍ غَيۡرِ ذِي زَرۡعٍ عِندَ بَيۡتِكَ ٱلۡمُحَرَّمِ رَبَّنَا لِيُقِيمُواْ ٱلصَّلَوٰةَ فَٱجۡعَلۡ أَفۡـِٔدَةٗ مِّنَ ٱلنَّاسِ تَهۡوِيٓ إِلَيۡهِمۡ وَٱرۡزُقۡهُم مِّنَ ٱلثَّمَرَٰتِ لَعَلَّهُمۡ يَشۡكُرُونَ).
دعوة تجاوزت السحب والأفلاك وأقطار السماوات، واستقرت عند مليك مقتدر؛ فهذه الأفئدة تهفوا قبل
الأجساد، والأشواق تسبق الخطوات؛ تتقاطر الجموع من كل حدب وصوب بحب يهون كل مشقة، ولذة تذيب كل عقبة، في ملتقى إسلامي لا نظير له، الفوارق تلاشت، والعنصريات ذابت، والأجناس تلاقت، والألسن على تنوع لغاتها تلهج بلغة واحدة لرب واحد: لبيك اللهم لبيك.
وحتى يحقق هذا الجمع المبارك مقصده ويؤدي نسكه؛ دعا النبي الكريم إبراهيم الخليل ربه:(رَبِّ اجْعَلْ هَذَا بَلَدًا آمِنًا وَارْزُقْ أَهْلَهُ مِنَ الثَّمَرَاتِ). فاستجاب الله دعاءه فجعل مكة مكاناً يأنس إليه الناس ويأمنون من الخوف والآفات.
خليل الله إبراهيم عليه السلام صال وجال في أرض الله الواسعة يدعو إلى التوحيد، يرسخ العقيدة، حاور عليه السلام النمرود الذي ادعى الألوهية عندما قال: {أنا أحيي وأميت}، وحاور أباه المشرك وتلطف معه في العبارة فكان في ندائه له يقول: {يا أبت}، وحاور قومه المشركين ونوع معهم الخطاب، وتنزل معهم في الجدال ليثبت فيهم وحدانية الله، ولقد فصل القرآن الكريم تلك الحوارات آيات تتلى وقصص تروى ودروساً تستقى.
نستلهم من دعوة إبراهيم عليه السلام، ما أكد عليه القرآن أن الحوار هو المسلك الأسمى في دعوة غير المسلمين؛ ولو قام المسلمون القادرون منهم بنشر رسالة الإسلام وكشف الحجب عنها لكان له شأن آخر؛ فالإسلام دين الفطرة، والأدلة على وحدانية الله مبثوثة في الكتاب المقروء والمنظور، والحجج بينة، والبراهين ناصعة جلية؛ لكنها تتطلب رجالاً صادقين أهل علم يحملونها ويحاورون بأسلوب رصين وحكمة رشيدة كما حاور إبراهيم عليه السلام بلغة هادئة وألفاظ بليغة وبراهين علمية عقلية.
حاور إبراهيم عليه السلام زوجه وابنه إسماعيل ليؤكد لنا أن الحوار منهج حياة، وهو الغذاء المتجدد الذي يقوي الوثاق بين الزوج وزوجته، وقاعدة بناء علاقة الوالدين مع أبنائهما، وغياب لغة الحوار الهادئ العلمي اللطيف أفرز مظاهر منها؛ تمرد الأولاد، وزيادة نسب الطلاق والخلع؛ ولعل هذا الواقع يستحث أهل الحل والعقد والفكر إلى تصدر المشهد، وحمل زمام المبادرة لحماية المجتمع والوطن والأمة من آثار التفكك الأسري. دين إبراهيم عليه السلام ديناً للأنبياء جميعاً الحنيفية السمحاء، والتوحيد الخالص، قال الله عز وجل: (مَا كَانَ إِبْرَاهِيمُ يهوديًّا وَلاَ نصرانيًّا وَلَكِن كَانَ حَنِيفًا مُّسْلِمًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِين).


أمّ معالي الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي الشيخ الدكتور عبدالرحمن بن عبدالعزيز السديس المصلين في يوم الجمعة واستهل خطبته قائلا: تماسك المجتمعات واستقرارها، وتلاحُم أفرادِها وأطيافِها، أمام الأزمات والتحديات، والتصدعات والانقسامات، مطلبُ أولي النُّهَى والطموحات، ومن استكنه ثَمَدَ التاريخ ودُرُوسَه، وسَبَرَ أغواره وطُرُوسه، أَلْفَى بين جَمَاهِرِ الأقوال ومضارب الأمثال حقيقةً شاخصة، زاخرة غير ناقصة، وهي أنه لا تخلو أمةٌ من الأمم من متربص حاسد، أو عدو حاقد، فذلك سنن لاحب، أزليٌّ ثاقب، من شواهده عداوة إبليس لأبينا آدم، وما عاناه الأنبياء مع أقوامهم.

وقال معاليه: استهداف الدين والأوطان والمجتمعات سُنَّة من سنن الله الكونية، وكما لم تسلم القرون السالفة من نزغات الشياطين والمفسدين والمضلين، حيث استهدفت العقائد، إذ مدت ضروب الإشراك فسطاطها، ونشرت ضد التوحيد والسنة رواقها، وسبحان الله عباد الله وما أشبه الليلة بالبارحة، فإن فئاما من الخوالف ساروا على درب أسلافهم ممن قصرت أفهامهم، وطاشت أحلامهم، قد نعب الشيطان في آذانهم فاستجابوا لدعائه، وحَسَّن لهم إسخاط سلطانهم فأسرعوا إلى ندائه.

وأردف بقوله: هذه الدعوات المغرضة التي تستهدف المجتمعَات الإسلامية، ليس وراءها إلا هدمها وتفكُّكها وإخلالُ أمنها واستقرارها، والمصطلحات والمفاهيم الشرعية التي يستخدمها بعض هؤلاء لجر المجتمعات إلى الويلات باتت واضحة مكشوفة الأهداف لكل ذي عينين، ولا تزال أفعالهم الباطلة الرَّديئة، وأقوالُهم المنمَّقةُ الوبيئة، تفضح مكنون ضمائرهم، وتكشف مضمون سرائرهم؛ لأن بعضهم اتخذوا الدِّين لِرَخيص مآربهم مطية وذريعة، ومَسْلَكا لأهوائهم الطَّامعة الشَّنيعة والتضليل والخديعة، وهنا تكمن خطورة استهداف الأوطان والمجتمعات على الدين بصرفه عن الاعتدال والوسطية، وجميل القيم الإسلامية السامية، وعظيم الأخلاق الشرعية الراقية، الداعية إلى التراحم والتسامح ليس بين أبناء الدين الإسلامي فحسب بل بين جميع أفراد الإنسانية، فالاستهداف تحد واستنزاف وحسد واستخفاف وزيغ وانحراف وكيد وإجحاف وبلبلة وإرجاف وبعد عن الوئام والإيلاف، فيا أيها اللبيب الأريب ارفع وعيك وخذ حذرك من خطر المستهدف وإن كنت أنت المستهدف فليس يخلو المرء من ضد ولو حاول العزلة في رأس جبل.

وأشار : لا تقف خطورة استهداف الأوطان والمجتمعات على الانحراف في فهم التعاليم الشرعية فحسب؛ بل تتعداها إلى الفكر والتطبيق وهنا يكمن الخطر المحدق بالمجتمع خاصة أمنه وشبابه، فحينما تتعمق الأفكار المتطرفة والمنحلَّة في نفوس هذه الفئام تتحول إلى جرائم تهدد الأوطان وتنذر بخراب الديار، وتجعل منهم وقودا للانحلال والإرهاب، وقوة غاشمة للفساد والإرعاب، وتعمل على زعزعة الأمن وخلخلة النسيج الاجتماعي المتميز، مما يهدد وحدة الأمة، ويبث فيها الفرقة والانقسام إلى أحزاب ضالة وجماعات منحرفة وتنظيمات مشبوهة تعمل على إثارة الفتنة وإذكاء النعرات والعصبيات والتحريش والبلبلة والتشويش، وذلك استهداف للمجتمعات في أعز مقوماتها وهي وحدتها وتضامنها.


وقال معالي الرئيس العام: من عجائب الأمور، ومما يحار فيه ذوو العقول، أن يوجِّه أصحابُ السهامِ المسمومة، والأنفسِ الضيقة المحمومة، سهامهم المشئومة إلى دُرة الأوطان ومهبط الوحي ومأرز الإيمان، بلاد الحرمين الشريفين، بلاد التوحيد والوحدة والقرآن والسنة، التي جعلها الله مثابة للناس وأمنا وقبلة. فيبثون فيها أفكارهم، وينشرون فيها سمومهم؛ من المخدرات والمؤثرات العقلية، فلا تزال مادة الشبو ومثيلاتها الخبيثة تشبو، ولاستهداف العقول تنبو وتربو، ولكنها بفضل الله ثم بالوعي والردع ستكبو وتخبو. فالمملكة حرسها الله أعلنت عن الحملة الوطنية والأمنية للحرب على المخدرات ومروجيها مما يؤكد على الجميع التفاعل والتفعيل لهذه الحملة المباركة، وأطلقت حملة "بالمرصاد". وليست هذه المرة الأولى التي تُطلق فيها المملكة حَرْبًا ضروسا ضد المخدرات، بل إنها عمدت على مر السنين على مواجهة هذه الآفة الخطيرة لحماية المجتمع وأبنائه من الاستهداف بتلك المواد السامة التي تفتك بالعقل وتقضي على حياة الإنسان، وواجبنا التعاون مع الجهات الأمنية بالإبلاغ عن مروجي المخدرات ومهربيها.

وأشار: يشمل الاستهداف استهداف الدين والأنفس والعقول والأعراض والأموال ومنه ضروب الافتراء على الابرياء بقذفهم والنيل من أعراضهم ونشر خصوصياتهم وتضخيم هناتهم وطمس حسناتهم ومنه صور الابتزاز والاستغلال، ومنه الاحتيالات المالية عبر المنصات والرسائل الوهمية بدعوى الثراء السريع والتستر التجاري والمساهمات الوهمية واستهداف أموال الناس والاحتيال عليهم، بشتى الوسائل الاعتيادية والرقمية وكذا الاختراقات الإلكترونية.

وأخطر أنواع الاستهداف الاستهداف الاستراتيجي المؤدلج الممنهج ضد الرموز والقدوات في محاولة إسقاط مكشوفة، وهز للثقة بهم مفضوحة، فيا أيها المبارك الموفق وأمام الاستهدافات ارفع وعيك، وخذ حذرك من خطر المستهدف وإن كنت أنت المستهدف، وأبشر فأصحاب الحق محفوظون منصورون، والأعداء الشانئون مبتورون مدحورون، فعلى شباب الأمة أن يدركوا أبعاد هذه الاستهدافات الخطرة، وأن يحصّنوا أفكارهم ضد المؤثرات العقدية والفكرية والسلوكية، وألا يكونوا ميدانًا خصبًا لها أو سببا في انتشارها، وأن يقفوا في الأحداث عن علم وبصيرة، معتصمين بالكتاب والسنة على منهج سلف الأمة رحمهم الله، وهنا يؤكد دور الأسرة والبيت والمدرسة والجامع والجامعة.

ونوه معاليه بقوله: للقائمين على وسائل الإعلام ومواقع التواصل: الله الله في الوعي بخطورة الاستهداف لدينكم وأوطانكم، لا تكونوا بَوْقًا للمرجفين المخذلين المستهدفين، ولتحرصوا على وأد الفتن في مهدها واجتثاثِها من أصولها وتجفيفِ منابعها، لاسيما في أوقات الأزمات، وعدمِ التهويل والإثارة والمبالغة في التعليقات والأطروحات وبث الشائعات، وإيجادِ صيغة علمية، وآلية عملية للحوار الحضاري، ونشر القيم القويمة، والفضيلة المؤتَلِقة.

وأبان الشيخ السديس بقوله: في هذه الأيام المباركة تشرئب الأعناق، وتنجذب القلوب من جميع الآفاق، حيث قوافل حُجاج بيت الله الحرام ومواكب الحجيج تؤم هذه البقاع الشريفة، التي هيأها الله لعباده، واختارها لتكون محلا للمناسك، فأهلا ومرحبًا بك أيها الناسك، في خير البقاع وأشرف المسالك، وهاهي طلائع ضيوف الرحمن تشرّف هذه البقاع المشرفة فحللتم أهلاً ووطئتم سهلاً.

واختتم بقوله: إن مِنْ غُرَرِ المكَارِمِ والخِلال المكتَنِزَةِ برَواجح الفِعَال، ما تَطرَّزَت به المشَاعِر المقَدَّسَةِ عُمُومًا والحرَمَيْنِ الشَّرِيفَينِ خُصُوصًا بالاهتمام الغَامر مِنْ لَدُنْ وُلاةِ الأَمْرِ في هذه البلاد المبارَكَة، ومُضَاعَفَة منظُومَةِ الخدمات، وتسخِير كل الموارد والإمكَانِيَّاتِ، كما أنَّ مَنْظُومة الخَدَمَاتِ المتكاملة هذه لرحمةٌ للحُجَّاج والعُمَّار والزُّوَّار من قاصدي بيت الله الحرام ومسجدِ رَسُولِ الله عليه أفْضَلُ صَلاةٍ وأزكى سَلام، وما الرواق السعودي إلا نموذج مشرف لريادة هذه البلاد المباركة في إعمار وخدمة الحرمين الشريفين وضيوف الرحمن، فجزى الله قادة هذه البلاد المباركة خير الجزاء على تلك الجهود المسَدَّدة في خدمة الحرمين الشريفين، وخدمة قاصديهما، وليحذر القاصدون لها من استهداف أمنها ونظامها العام بأي نوع من المخالفات والحملات الوهمية ضد تعاليمها الشرعية والنظامية.
0f172c76 940f 4aef 8558 3666d52fe76ca3d681f3 f947 4e7a 89c1 720f31ea347e87210f3f 8d7b 491c 9cb2 e02c8513ea963f8ceb30 4c2f 4c78 a514 827e8975fc3ad715eca4 1b55 4a39 b6f7 8bcc4b9ff8ca8143db9c dee9 406f a705 92074543cf387068559d 1957 43eb bdab 8b1d33c59a1ab344d479 017f 4460 8ddf e68ac42634e94b81b90e 522f 4466 9fa3 c4bb7c450b8e3f3d4774 5cb8 43d6 86de 39f4625cda69cdbd3565 2bb8 4111 9b9c 7b30d092bdfe04596589 076c 4102 b78a c6d5a15b23bf26bbd470 18ec 4798 a6e0 edd1d876e9e01c4ef873 56ef 4b6f 9eee ab2d5237c8a595577f47 af13 46c1 ba00 c6acae209dd882a4ce85 1b3f 4108 bac8 47948500bbba
برعاية معالي الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي الشيخ الدكتور عبدالرحمن بن عبدالعزيز السديس، تطلق وكالة الخدمات الاجتماعية والتطوعية والإنسانية النسائية بالمسجد الحرام، برنامج (احتفاء)، ضمن خطة (وثبة ريادة)، ويتضمن البرنامج العديد من اللقاءات التأهيلية والتثقيفية للمنسوبات والفرق التطوعية، منها ريادة التطوع بمعايير إنسانية، ومحورية ضيف الرحمن وتقديم أجود الخدمات، و أخلاقيات التعامل مع ضيوف الرحمن، والعمل التطوعي (آثاره وفوائده)، تأهبًا واستعدادًا لاستقبال وفد الرحمن في المواسم، ويقدمها نخبة من المختصين.
حيث تأتي هذه البرامج انطلاقاً من استراتيجية وخطة الرئاسة ٢٠٢٤، مرتكزه على خطة حج هذا العام في تحسين استقبال ضيوف الرحمن ومحوريتهم، وتلمّس احتياجاتهم وتقديم أفضل الخدمات الإنسانية والتطوعية لهم لتحقيق التنافسية في جودة الأداء والخدمات، وخلق انطباعات إيجابية لديهم  وعكس الصورة المشرقة لبلادنا المباركة.





استقبلت الوكالة المساعدة للشؤون الإعلامية والعلاقات والمعارض النسائية ممثلة في الإدارة العامة للعلاقات العامة وعبر إدارة العلاقات العامة وإدارة المعارض والمتاحف النسائية التعاون مع جمعية الكادي بجدة وفدًا من حديثات الإسلام بمجمع الملك عبدالعزيز لكسوة الكعبة المشرفة.

حيثُ أشارت مديرة إدارة المعارض والمتاحف النسائية الأستاذة منال بنت مصلح المجنوني أنه كان في استقبال الوفد بمجمع الملك عبدالعزيز لكسوة الكعبة المشرفة سعادة مدير الإدارة العامة للعلاقات العامة والإعلام بالمجمع الأستاذ أحمد بن مساعد السويهري الذي أخذ الوفد في جولة تعريفية بالمجمع والذي يضم مراحل صناعة كسوة الكعبة المشرفة، والأجهزة الحديثة والمتطورة في الحياكة والنسيج والصباغة، وفي ختام الزيارة عبَّر الوفد عن سعادته الغامرة بحفاوة الاستقبال والإكرام .

من جانبها أشارت مديرة الإدارة العامة للعلاقات العامة الأستاذة بشاير بنت عبدالعزيز البنيان أن تلك الاستقبالات تأتي بمتابعة ودعم مستمر من سعادة وكيل الرئيس العام للشؤون الإعلامية والعلاقات والمعارض النسائية الأستاذة ندى بنت عبدالله المالكي، وتنفيذًا لتوجيهات معالي الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي الشيخ الدكتور عبد الرحمن بن عبد العزيز السديس، وتحقيقًا لتطلعات قيادة هذه البلاد المباركة.
WhatsApp Image 2023 06 08 at 9.36.53 PM


إنطلاقاً من حرص الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي الإرتقاء بالخدمات المقدمة لحجاج بيت الله واستجابة لتوجيهات معالي الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي الشيخ الدكتور عبدالرحمن بن عبدالعزيز السديس باطلاق مبادرة (رحلة الحاج من الوصول للحصول).

فقد ناقشت الإدارة العامة لأكاديمية المسجد الحرام الاستعدادات لموسم حج هذا العام ١٤٤٤هـ من خلال تقديم البرامج واللقاءات الاثرائية المقدمة لمنسوبي الرئاسة لتطوير المهارات والأساليب التي تعود بالنفع والفائدة وتقديم ارقى الخدمات لضيوف بيت الله الحرام, أوضح ذلك سعادة مدير الإدارة العامة لأكاديمية المسجد الحرام المهندس حسن بن محمد فلاته.

وأضاف سعادة مساعد مدير الادارة العامة لاكاديمية المسجد الحرام الأستاذ تركي بن صويلح اللحياني أن هذه البرامج والفعاليات تأتي بتوجيه معالي الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي الشيخ الدكتور عبد الرحمن بن عبد العزيز السديس وإشراف مباشر من سعادة وكيل الرئيس العام للشؤون التأهيلية والإثرائية الدكتور وليد بن صالح با صمد.


شارك معالي الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي الشيخ الدكتور عبد الرحمن بن عبد العزيز السديس، في برنامج الاتصال الفعال ضمن مبادرة (يغضون أصواتهم) في الشطر النسائي بالمسجد النبوي والتي أقامته الإدارة العامة للمبادرات النسائية، بالتعاون مع الإدارة العامة للتدريب النسائي.

وأكد معاليه على أهمية التأدب بالآداب الإسلامية والقيم النبوية للعاملين والعاملات في خدمة قاصدات الحرمين الشريفين وإظهار الصورة المشرقة والأنموذج المشرف لتعامل المرأة المسلمة والمرأة السعودية.

وأشار الشيخ السديس إلى أهمية دور المرأة في خدمة دينها ووطنها والمساهمة في تطوره وازدهاره, حاثاً على الارتقاء بالخدمات المقدمة لضيوف الرحمن وتقديم النصح والتوعية لزائرات مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم.

يذكر أن البرنامج يهدف إلى الارتقاء بأعمال المنظومة النسائية بالمسجد النبوي والتسهيل في خدمة القاصدات والزائرات, والمساهمة في رفع مستوى الخدمات مواكبةً لرؤية المملكة العربية السعودية 2030 .

قامت وكالة الشؤون التوجيهية والإرشادية ممثلة في الإدارة العامة للشؤون التوجيهية والإرشادية، بالتعاون مع التشغيل والصيانة، بعمل صيانة دورية للتأكد من جاهزية النظام الصوتي للدروس العلمية، وتجهيز ما يلزم من الناحية الفنية في مكبرات الصوت، والحرص على صفاء الصوت وتحسينه، استعداداً لانطلاق الدورة العلمية "بُلْغة الناسك إلى فقه العقيدة والمناسك".

وأوضح فضيلة الوكيل المساعد ومدير عام الإدارة للشؤون التوجيهية والإرشادية الشيخ إبراهيم بن محمد شيبة، أن الإدارة تحرص على القيام بمهامها والتي تشمل جوانب عدة منها: التنسيق مع الإدارات ذات الاختصاص، لتوفير التجهيزات اللازمة لمواقع الدورة العلمية وصيانتها والتأكد من جاهزيتها، كما تقوم الإدارة بتقديم خدماتها لأصحاب المعالي والفضيلة مدرسي المسجد الحرام.

تأتي هذه الخدمات إنفاذًا لتوجيهات معالي الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي الشيخ الدكتور عبدالرحمن بن عبدالعزيز السديس، ومتابعة مستمرة من قِبل فضيلة وكيل الرئيس العام للشؤون التوجيهية والإرشادية الشيخ عبدالله بن حمد الصولي، في بذل المزيد من الجهود و تقديم أرقى الخدمات لقاصدي المسجد الحرام، تحقيقاً لتطلعات ولاة الأمر – حفظهم الله – .
IMG 5180IMG 5179IMG 5178IMG 5181IMG 5185IMG 5184