أعلن سعادة الرئيس التنفيذي لهيئة العناية بشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي المهندس غازي بن ظافر الشهراني عن نجاح الخطة التشغيلية لموسم رمضان 1445هـ، وتحقيقها لأهدافها، وإنجاز المؤشرات والمستهدفات لكافة الأصول والخدمات بالحرمين الشريفين، وذلك لتمكين ضيوف الرحمن من أداء مناسكهم بيسر وسهولة. 

وأكد الرئيس التنفيذي أن خطة هذا العام بنيت على عدد من الركائز من أهمها: صياغة نموذج تشغيلي للخدمات الرئيسية، ووضع مستهدف لكل أصل وخدمة تقدمها الهيئة، وتعزيز الإشراف الميداني والجولات الرقابية، وحوكمة الأعمال والخدمات لرفع جودتها والطاقة التشغيلية لها، وتحفيز الموظفين والموظفات الميدانيين المتميزين؛ وذلك لتحسين تجربة القاصد الكريم، وعكس الصورة الإيجابية لمستوى الخدمات المتميز الذي تقدمه الدولة "رعاها الله" لخدمة ضيوف الرحمن.

كما عملت الهيئة على تعزيز التكامل والمواءمة مع مختلف الشركاء العاملين في خدمة الحرمين الشريفين وتمكينهم من أداء أدوارهم بشكل فعال.

وفي ختام تصريحه رفع سعادة المهندس غازي بن ظافر الشهراني، الشكر والامتنان إلى خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود "حفظه الله" وولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز آل سعود "حفظه الله" على ما يوليانه من عناية ورعاية لخدمة الحرمين الشريفين وقاصديهما.
أعلن المتحدث الرسمي للهيئة العامة للعناية بشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي المهندس ماهر بن منسي الزهراني أبرز الإحصائيات لموسم رمضان المبارك لعام 1445هـ، والذي شهد تنوع في الخدمات المقدمة لضيوف الرحمن من زائرين ومعتمرين في عدة مجالات.

وأوضح سعادته أنّ من أبرز الخدمات النوعية والحديثة في موسم هذا العام 1445هـ إنشاء وتشغيل مركزين لضيافة الأطفال في التوسعة السعودية الثالثة بجوار مستشفى الحرم للطوارئ، تستوعب قرابة (2000) طفل يومياً، ومركزًا للمفقودات في الساحة الشرقية من المسجد الحرام، يتيح للقاصد تقديم البلاغات بسهولة عبر الإنترنت، وأيضًا توفير (101) عربة كهربائية تتسع لـ 6 الى 10 أشخاص خُصصت لنقل كبار السن وذوي الإعاقة في سطح المطاف، و(2700) عربة كهربائية صغيرة تتسع لشخص او شخصين تسهل على المعتمرين أداءهم للطواف والسعي بكل يسر وسهولة.

وأضاف الزهراني أنّ أعمال النظافة للمسجد الحرام والمطاف بمعدل 10 مرات يوميا، حيث قام أكثر من (6434) عامل في تنظيف المسجد الحرام باستخدام (5633) معدة و (63) ألف لتر من المطهرات، وتوفير مياه زمزم المبارك داخل المسجد الحرام وفي صحن المطاف كانت من أولويات الخدمات المقدمة لضيوف الرحمن في هذا الموسم، حيث تم استهلاك ( 35 ) الف م3 من ماء زمزم المبارك، وتوزيع مليون عبوة زمزم و استخدام (70) مليون كاسة بلاستيكية من قبل ضيوف الرحمن خلال هذا الموسم المبارك.

وأبان أنّ في المسجد الحرام أعمال الكتروميكانيكية وفنية تتابعها الهيئة بحرص شديد على مدار اليوم والليلة؛ كأعمال الإنارة بالمسجد الحرام والصوتيات والتهوية والتكييف ومتابعة عمل المصاعد والسلالم الكهربائية؛ لكي تهيئ لضيوف الرحمن أجواء تعبدية وروحانية تعينهم على أداء نسكهم وعبادتهم.

وأشار إلى دور السلامة والأمن في المسجد الحرام الذي يُعنى بسلامة ضيوف الرحمن كمراقبة أنظمة المرافق العامة والكشف المبكر عن المخاطر، وفحص فعالية أنظمة الإطفاء والصيانة الدورية لصناديق الإطفاء وأجهزة الإنذار، وإزالة أية عوائق تعيق حركة القاصدين، والمساهمة في تنظيم الدخول عبر السلالم الكهربائية، وتنسيق توجيه المصلين إلى الأدوار العلوية، وتنظيم الممرات المؤدية إلى صحن الطواف والسعي، وتوجيه الزوار إلى المصلى المخصص لسنة الطواف، مع اهتمام خاص لتنظيم مصلى الجنائز واستقبال ذويهم.

ونوّه سعادته بالدور الرقمي والذي يستهدف المسلمين غير القاصدين في أنحاء العالم، فتنقل لهم عبر الأثير خطب المسجد الحرام وصلاتي التراويح والقيام عبر تطبيق منارة الحرمين، حيث بلغت احصائيات منصة منارة الحرمين خلال شهر رمضان المبارك لعام 1445هـ (4.3) مليون مستفيد من الخطب والدروس المباشرة والمسجلة وأكثر من نصف مليون مستفيد من البث المباشر لخطب الجمعة، كما يوفر لهم خدمات متنوعة منها الإجابة عن الاستفسارات الشرعية وتصفح القرآن الكريم بعدة لغات.

وفي الجانب الإعلامي حققت الرسائل التوعوية الإعلامية متابعات ولاقت صدى في جميع وسائل التواصل الاجتماعي ومن أبرز هذه الجهود إطلاق فيلم " أنا الفريدة " السينمائي عبر الشاشات والقنوات الإعلامية والإخبارية والتواصل الاجتماعي والذي حصد أكثر من (12) مليون مشاهدة، ويحكي الفيلم عن الكعبة المشرفة كما لم ترها من قبل، في مشاهد تلامس الوجدان وتحبس الأنفاس وتأخذ المشاهد في جولة روحانية فريدة بالقرب من الكعبة المشرقة.

وعرّج على الجانب الإثرائي الذي يُعنى بإثراء تجربة ضيوف الرحمن والتعريف بالخدمات المقدمة للقاصدين، فقد أُقيمت معارض بالتوسعة السعودية الثالثة في المسجد الحرام؛ وهي (المعرض التوعوي الرقمي، ومعرض معالم الكعبة المشرفة) لتعرفّ بالخدمات المقدمة في المسجد الحرام وطرق الاستفادة القصوى منها، مما يعزز من توعية ضيوف الرحمن بما تقدمه الهيئة لهم في المسجد الحرام، وكذلك استقبال الزوار لمجمع الملك عبدالعزيز لكسوة الكعبة المشرفة والتعرف على مراحل تصنيع الكسوة وآلية انتاجها، وأيضا اتاحة الفرصة لطلاب العلم والباحثين بزيارة مكتبة المسجد الحرام على مدار الساعة.

واختتم سعادة المهندس ماهر بن منسي الزهراني تصريحه بشكر الله عزّ وجل ثم لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وسمو ولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان حفظهم الله على حرصهم وعنايتهم، والشكر موصول لرئيس مجلس إدارة الهيئة العامة للعناية بشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي معالي الدكتور توفيق الربيعة على حرصه لإنجاح هذا الموسم المبارك، سائلاً المولى عزوجل أن يؤيدنا بتوفيقه وامتنانه حتى نحقق أسمى أهداف رؤية المملكة العربية السعودية 2030 ليصل عدد المعتمرين والزائرين في المسجد الحرام إلى 30 مليون زائر في ظل عناية ولاة الأمر -حفظهم الله- بالحرمين الشريفين وقاصديهما.
photo1712678400 7photo1712678400 10photo1712678400 9photo1712678400 4photo1712678400 2msg233677939 18283photo1712678400 15

تعمل الهيئة العامة للعناية بشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي خلال شهر رمضان على تحقيق راحة القاصدين، من خلال توفير كافة الخدمات والتسهيلات اللازمة التي تساعدهم على أداء النُسك بيسر وطمأنينة، وتحرص على تعزيز سلامتهم وضمان وصولهم بسهولة، لتجربة دينية مريحة.


النظافة والتطهير:

تعمل الفرق الميدانية على نظافة المسجد الحرام بشكل مستمر، حيث يتم غسله 10 مرات يومياً من خلال 4000 عامل وعاملة، مع استخدام 2500 لتر من المعطرات، و120 ألف لتر من المطهرات يومياً، كما يتم غسل صحن المطاف بعد صلاة المغرب في 20 دقيقة فقط بمساعدة 200 عامل و2000 لتر من المياه.


خدمات المعتكفين:

تهيئ للمعتكفين أماكن مخصصة تتوفر من خلالها خدمات تُعينهم مثل: خدمات السقيا، وتقديم وجبات الإفطار والسحور، وخدمات النظافة، والطيب والبخور، وحقيبة هدية "مصحف"، كما تتوفر عيادات طبية متكاملة للمحافظة على صحة المعتكفين وسلامتهم، بالإضافة إلى تقديم سلسلة من المحاضرات العلمية والإرشادية.


مراكز رعاية للطفل وعربات للطواف:

تتوفر للقاصد خدمات متنوعة أخرى تشمل: العربات اليدوية والكهربائية والجولف التي تسهل التنقل داخل المسجد الحرام، ومركزان لضيافة الأطفال يقدمان خدمات تناسب أعمارهم واحتياجاتهم.


مركز للمفقودات:

اتيح للقاصد خلال شهر رمضان المبارك الاستفادة من مركز المفقودات والذي يقع في الساحة الشرقية من المسجد الحرام، والذي يُمكنه من تقديم البلاغات بسهولة عبر الإنترنت عبر منصة (أبشر).


آراء المستفيدين:

أعرب العديد من قاصدي المسجد الحرام عن سعادتهم بالخدمات المقدمة خلال موسم رمضان، حيث أفادوا أن من ضمن الخدمات التي سهلت عليهم أداء عبادتهم إلحاق أبنائهم في مراكز الضيافة دون قلق على سلامتهم، كما أشاد مستفيدو خدمة العربات الكهربائية "القولف" المستحدثة في سطح المسجد الحرام والمسعى بجودتها وفعاليتها في تسهيل أداء مناسكهم.
تيسيرًا على قاصدي المسجد الحرام وسعيًا لراحتهم، أطلقت الهيئة العامة للعناية بشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي مركزاً للمفقودات في الساحة الشرقية من المسجد الحرام، يتيح للقاصد تقديم البلاغات بسهولة عبر الإنترنت، بالإضافة إلى توفير قنوات اتصال مباشرة للتواصل السريع والفعال.

وتعمل الخدمة على مدار الساعة بواسطة قوة أمن المسجد الحرام، ويتلقى الفريق البلاغات بطريقة إلكترونية عبر بوابة وزارة الداخلية (أبشر)، مع إمكانية إرفاق المستندات أو الصور الداعمة للبلاغ، وعقب استلام البلاغ يتم جمع وفرز المفقودات وتوثيقها باستخدام نظام آلي مخصص للمفقودات، لتُعاد لاحقًا لأصحابها.

ويمكن للقاصد الاستفادة من الخدمة عبر التقدم ببلاغ في منصة أبشر باتباع الخطوات التالية:-
1 – ادخل بوابة وزارة الداخلية (أبشر).
2 – اختر الخدمات الإلكترونية.
3 – اختر نظام الرسائل والمعاملات الإلكترونية.
4 – اختر قوة أمن المسجد الحرام.
5 – دوّن البلاغ وأرفق المستندات أو صور المفقودات عند توفرها.
6 – عند إرسال البلاغ سيتم تزويدك برقم مرجعي للبلاغ.

يذكر أن تنفيذ الخدمة يتم عبر كادر يجيد التعامل بلغات عدة لضمان التفاعل مع ضيوف الرحمن، كما تم تخصيص أرقام اتصال خاصة لاستقبال البلاغات عن المفقودات على مدار الساعة، من خلال رقم الواتساب للتواصل المباشر 0504321147 أو الرقم الثابت 0125751204 تحويلة 106.

خطب وأم المصلين في المسجد النبوي فضيلة الشيخ الدكتور عبدالله بن عبدالرحمن البعيجان إمام وخطيب المسجد النبوي الشريف, 
وبعد أن حمد الله تعالى بدأ خطبته بقوله: معاشر المسلمين: رمضان شهر عبادة وتوبة، شهر تقرب وأوبه، شهر توبة ورجوع، وإخلاص وخشوع، وسجود وركوع، شهر صيام وقيام، شهر بر وإحسان، وتلاوة للقرآن؛ ألا وإنه قد آذن بالرحيل، وما بقي منه إلا القليل القليل، قد وقف على ثنية الوداع، وأوشك على الرحيل، فليت شعري من المقبول فنهنيه، ومن المردود فنعزيه؛ فالغنيمة الغنيمة عباد الله، والبدار البدار، تداركوا ما بقي منه، وبادروا بالتوبة والاستغفار، وسابقوا إلى مغفرة من ربكم وجنة عرضها السماوات والأرض أعدت للمتقين.

وأكمل: ألا وإن الأعمال بالخواتيم، فاجتهدوا فما هي إلا أيام معدودة، وساعات محدودة، ويذهب التعب والنصب، ويبقى الأجر إن شاء؛ ما هي إلا أيام يسيرة وتطوى صحفه، وتختم أعماله، فيا سعادة الفائزين، ويا ضيعة الخائبين، يا ويح المفرطين، ويا حسرة الخائبين، ويا مصيبة الغافلين؛ صعد رسول اللّه صلى الله عليه وسلم المنبر فلمّا رقي عتبةً قال: (آمين)، ثمّ رقي عتبةً أخرى فقال: (آمين)، ثمّ رقي عتبةً ثالثةً فقال: (آمين)، ثمّ قال: أتاني جبريل فقال: يا محمد من أدرك رمضان فلم يغفر له فأبعده اللّه، قلت: آمين، قال: ومن أدرك والديه أو أحدهما فدخل النار فأبعده اللّه قلت: آمين، فقال: ومن ذكرت عنده فلم يصل عليك فأبعده الله قل: آمین فقلت: آمین". رواه ابن حبان.


وأضاف فضيلته: إنكم في أيام عظيمة، وأوقات فاضلة، فلا تضيعوها في القيل والقال، وفي الغفلة والكسل واللهو واللعب، ولا تضيعوها بالاشتغال بالجوالات ووسائل التواصل؛ اغتنموا أوقاتكم، اغتنموها في الصلاة والذكر وقراءة القرآن، اغتنموها في التوبة والاستغفار والدعاء والابتهال. وأوضح: ألا وإن طرق الخيرات كثيرة فأين السالكون، وإن أبوابها المفتوحة فأين الداخلون، فخذوا عباد الله من كل طاعة بنصيب، قال تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ارْكَعُوا وَاسْجُدُوا وَاعْبُدُوا رَبَّكُمْ وَافْعَلُوا الْخَيْرَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ)


وأضاف فضيلته: أيها الصائمون ..للعبادة المقبولة أثر في الإيمان، فأثرها في القلب والجنان، إصلاح النية، وتزكية النفوس والتقوى، والإخلاص والخشوع لله الأعلى؛ وأثرها في الجوارح والأركان، الكف عن المعاصي والمحرمات، والمثابرة على فعل الخير والطاعات، وقد قال تعالى عن الصلاة، (إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَىٰ عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنكَرِ ۗ)؛ وقال عن الصوم: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ)؛ فراقبوا الله في أعمالكم، فإن الله لا ينظر إلى صوركم ولا إلى أجسامكم، ولكن ينظر إلى قلوبكم وأعمالكم، ورب صائم ليس له من صيامه إلا العطش والجوع والنصب، ورب قائم ليس له من قيامه إلا السهر والتعب، نسأل الله السلامة والعافية.


وبيّن: إن من علامات قبول الأعمال، تغير الأحوال إلى أحسن حال، والاستقامة على صالح الأعمال، والتوبة إلى الله عز وجل، فأروا الله من أنفسكم خيرًا. وأوضح فضيلته: في العشر الأواخر ليلة خير من ألف شهر، تنزل فيها الرحمات، وتستجاب فيها الدعوات، وتكفر الخطيئات، وتغفر الزلات، من قامها إيمانًا واحتسابًا غفر له ما تقدم من ذنبه، العبادة فيها خير من عبادة ألف شهر، وفيها تكتب المقادير، ويفرق كل أمر حكيم، فاحرصوا على قيامها، واجتهدوا في تحريها، وجدوا في طلبها، وتضرعوا إلى الله فيها، وحري بمن التمسها أن لا يخيب، والله ذو الفضل العظيم، وهي تلتمس في سائر ليال العشر، وخاصة في الوتر منها، وما بقي منها القليل.


ألا وإن أمامكم أرجى لياليها ليلة السابع والعشرين، فعن أبيّ بن كعبٍ رضي الله عنه أنه كان يقول في ليلة القدر: «واللّه الّذي لا إله إلّا هو، إنّها لفي رمضان، يحلف ما يستثني، وواللّه إنّي لأعلم أيّ ليلةٍ هي، هي اللّيلة الّتي أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بقيامها، هي ليلة صبيحة سبع وعشرين، وأمارتها أن تطلع الشّمس في صبيحة يومها بيضاء لا شعاع لها» رواه مسلم. وعن ابن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من كان متحريها فليتحرها ليلة سبع وعشرين"، وقال: "تحروها ليلة سبع وعشرين"، يعني ليلة القدر. رواه أحمد؛ فاحرصوا على قيامها، واجتهدوا في تحريها، وجدوا في طلبها، وتضرعوا إلى الله فيها.



واختتم الخطبة بقوله: قد شرع الله في ختام هذا الشهر الكريم زكاة الفطر، فتجب على كل مسلم تلزمه مؤنة نفسه إذا فضل عن قوته وقوت عياله يوم العيد وليلته، وتلزم الذكر والأنثى والصغير والكبير، وعلى الغني والفقير، يخرجها المسلم عن نفسه وعن من تلزمه نفقته. والمستحق لزكاة الفطر هو المستحق لزكاة المال، ومقدارها صاع من بر أو تمر أو شعير أو زبيب أو قمح أو أقط، أو ما يقوم مقام ذلك من قوت أهل البلد كالأرز والحنطة. والصاع مكيال يقاس به الحجم، وليس الوزن، فعن عبد اللّه بن عمر رضي الله عنه «أنّ رسول اللّه صلى الله عليه وسلم فرض زكاة الفطر من رمضان على كلّ نفس من المسلمين حر، أو عبد، أو رجل، أو امرأة، صغيرٍ أو كبير صاعًا من تمرٍ، أو صاعًا من شعير» رواه مسلم؛ وقد شرع الله زكاة الفطر طهرة للصائمين من اللغو والإثم، وزكاة للبدن، وطعمة للمساكين، ومواساة للفقراء يوم العيد؛ وتجب بغروب الشمس من آخر يوم من شهر رمضان، والسنة إخراجها يوم العيد قبل الصلاة، ويجوز تعجيل إخراجها قبل العيد بيوم أو يومين، ويأثم من أخرها بعد صلاة العيد من غير عذر، ويلزمه إخراجها.

أمّ وخطب المصلين بالمسجد الحرام معالي رئيس الشؤون الدينية بالمسجد الحرام والمسجد النبوي الشيخ الدكتور عبدالرحمن بن عبدالعزيز السديس واستهل معاليه خطبته قائلًا: أَيُّها المُسْلمون الصائِمون: في هذهِ الآونَةِ الشَّريفَةِ من الزّمانِ، أناخَتْ أُمَّتُنَا الإِسْلاَمِيَّةُ مُنذُ بِضْعةِ أيَّامٍ مَطَايَاهَا، بَيْنَ يَدَيْ عَشْرٍ عَظِيمَةٍ، مُبَجَّلَةٍ كَرِيمَةٍ، بِالخَيْرَاتِ جَمِيمَةٍ، وَبِالفَضَائِلِ عَمِيمَةٍ، تِلْكُم ياعِبادَ الله العَشْرُ الأواخِر مِن رمضان، سيِّدِ الشُّهور، يغشاكُم فيها بِرحمتِه الربُّ الغفور، وتَفيضُ أيَّامُها بالقُرُباتِ وَالسُّرُورِ، وَتُنِيرُ لَيَالِيهَا بِالآيَاتِ المَتْلُوَّاتِ وَالنُّورِ. 

معَاشِر المُسلمين: ومن فضْلِ الموْلى الكريمِ سُبحانه على هذِه الأُمَّة المحمَّديَّةِ في هذه الأوْقاتِ الشَّريفات، أنْ فضّلَها على غيرِها من الأُممِ السَّابقاتِ، بليلةٍ شريفةٍ في قدْرِها، عظيمَةٍ في أجْرِها، لاتُشابهُها في الفضْلِ والشَّرفِ والمكانةِ أيُّ ليلةٍ أٌخْرى منْ ليالي الدَّهْر، وتَتَجلَّى هذهِ الَّليلةُ المُباركة ويسْطعُ نورُها في العشْر الأخيرةِ من ليالي رمضَان، وبِها تُباهي العشْرُ غيْرَها من الَّليالي وتُفاخِِر، فهيَ غُرَّةُ هذِه الَّليالي وشامَتُها، إنّها ليلةُ القدْر؛ التي أُنْزل فيها القرآن، وفيها تكتب الأرزاقُ والأقدارُ، و الآجال، منْ لدُنِ الملكِ المُتعال، [وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ * لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ * تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِمْ مِنْ كُلِّ أَمْرٍ * سَلَامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ]. 

إِنَّهَا أيُّها القائِمون المتهجّدون: اللَّيْلَةُ الَّتِي تَتَنَزَّلُ فِيهَا المَلاَئِكَةُ حَتَّى تَكُونَ أَكْثَرَ فِي الأَرْضِ مِنْ عَدَدِ الحَصَى، إِنَّهَا اللَّيْلَةُ الَّتِي مَنْ قَامَهَا إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ، وَأَرْجَحُ الأَقْوَالِ - عباد الله - في وقْتِها أَنَّهَا فِي الوِتْرِ مِنَ العَشْرِ الأَوَاخِرِ، وَأَنَّهَا تَنْتَقِلُ، وَأَرْجَى أَوْتَارِ العَشْرِ عِنْدَ الجَمْهُورِ لَيْلَةُ سَبْعٍ وَعِشْرِينَ، كَمَا نَصَّ عَلَى ذَلِكَ الحَافِظُ ابْنُ حَجَرٍ رحمه الله. غَيْرَ أَنَّ القَوْلَ بِتَنَقُّلِهَا بَيْنَ لَيَالِي أَوْتَارِ العَشْرِ هوَ القَوْلُ الرَّاجِحُ إن شاء الله، جَمْعًا بَيْنَ الأَخْبَارِ؛ فَيَنْبَغِي عَلَى المُسْلِمِ أَنْ يَجْتَهِدَ فِي هَذِهِ العَشْرِ كُلِّهَا، قَالَ أَهْلُ العِلْمِ:وَإِنَّمَا أَخْفَى اللَّهُ مَوْعِدَ هَذِهِ اللَّيْلَةِ؛ لِيَجْتَهِدَ العِبَادُ فِي العِبَادَةِ، وَكَيْلاَ يَتَّكِلُوا عَلَى فَضْلِهَا وَيُقَصِّرُوا فِي غَيْرِهَا، فَأَرَادَ مِنْهُمْ الجِدَّ فِي العَمَلِ أَبَدًا. إِنَّهَا عِبادَ الله، لَيْلَةٌ تَجْرِي فِيهَا أَقْلاَمُ القَضَاءِ، بِإِسْعَادِ السُّعَدَاءِ، وَشَقَاءِ الأَشْقِيَاءِ:﴿فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ﴾ [الدخان:4]، فَتَحَرَّوْهَا عِبَادَ اللَّهِ فِي هَذِهِ اللَّيْلَتين الباقِيَتَيْن مِنَ الأوتارِ، لَعَلَّ اللَّهَ أَنْ يَمُنَّ عَلَيْكُمْ بِقيامهَا إيمانًا واحتِسابًا، فيَغْفِرُ لكم ما تقدّم من ذنوبِكم، ويُعْتِقَكُمْ مِنَ النَّارِ بِمَنِّهِ وَكَرَمِهِ، وَقَدْ وَرَدَ فِي السُّنَنِ عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنْها، قَالَتْ: قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ: أَرَأَيْتَ إِنْ عَلِمْتُ أَيَّ لَيْلَةٍ هِيَ لَيْلَةُ القَدْرِ، مَا أَقُولُ فِيهَا؟ قَالَ:[قُولِي: اللَّهُمَّ إِنَّكَ عَفُوٌّ تُحِبُّ العَفْوَ فَاعْفُ عَنِّي].

وأوضح الشيخ السديس أن الدُّنيا كُلّها كلَمْحةِ برقٍ أوْ غَمْضةِ عَين، فكيف بأيَّامٍ وليالٍ معدودات؟!!، وكيْفَ بالثُّلُثِ الأخيرِ منْها وما بقيَ منْه ؟!!، فالوقْتُ قصيرٌ لا يحْتملُ التقْصير، وهذِه الأيَّامُ السَّعيداتُ والَّليالي المباركاتُ، قدْ ذَهَبَ جُلُّها وأسْناها، وبقيَ خَاتِمَتُها وأَرْجَاها، فاتَ مُعْظمُها، وبقيَ أعْظَمُها، وأكْثرُ الشَّهرِ قدْ ذهبَ، وما بقيَ أغْلى من الذّهب، وَقَدْ فازَ وسَعِد - بإذنِ الله - من وُفِّق لِقِيامِها وعَمَلِ الصَّالِحاتِ فِيها والقُرُبات، ومَنْ تثاقَلَ وتَوانَى فَلْيبَادِر فيما بَقي، ولْيُحْيي ليلهُ قائِمًا ُقانِتًا، راكِعًا ساجدًا، لَعَلّه أنْ يلْحق الرّكْبَ الأُلَى، ويفوزَ بالقَبول والرِّضا.


أيُّهَا الصّائمون الأبرار: إنّ الله عزّ وجلّ كتبَ على هذه الدُّنيا الزَّوالَ والفَناء، وَتِلْكَ سُنَّةُ اللهِ فِي خَلْقِهِ، أَيَّامٌ تَنْقَضِي وَأَعْوَامٌ تَنْتَهِي إِلَى أَنْ يَرِثَ اللهُ الأَرْضَ وَمَنْ عَلَيْهَا، وما هيَ إلاّ أيَّامٌ قَليلةٌ حتّى نوَدِّع ذَلِكُمُ المَوْسِمَ الكَرِيم، شَهْر رَمَضَانَ المُبَارَكَ، فَقَدْ قُوِّضَتْ خِيَامُهُ، وَتَصَرَّمَتْ أَيَّامُهُ، وَأَزِفَ رَحِيلُهُ، وَلَمْ يَبْقَ إِلاَّ قَلِيلُهُ، وإنَّ قُلوبَ الصالحينَ ونُفوسهُم إلى هذا الشهرِ تَحِنُّ، ومِن أَلَمِ فِراقِهِ تَئِنُّ، وكيفَ لاَ؟! وقَد عاشُوا فِيه أجْملَ الأوقاتِ وأسْعَد الَّلحظاتِ، حَيْثُ  تُسْكَبُ العبَراتُ، وتُرْفعُ الدعواتُ إلى ربِّ الأرضِ والسماوات، فتُنَزَّلُ الرَّحمات، وتُمْحى الخطايا وتُبَدَّلُ السَّيئاتُ حسَنات، وتُعْتقُ الرِّقابُ من النيران والدّركات، وتُرفَعُ الدَّرجاتُ في أعالي الجنّات ؟ فكيفَ لاَ تَتأَلَّمُ قلوبُ المُحبِّينَ الْوالهين على فِراقِهِ.

وبين إمام وخطيب المسجد الحرام أن الشَّهْرُ الكَرِيمُ سينْقضي بعدَ أيَّام، وَقَدْ أَحْسَنَ فِيهِ أُنَاسٌ وَأَسَاءَ آخَرُونَ، وَهُوَ شَاهِدٌ لَنَا أَوْ عَلَيْنَا، شَاهِدٌ لِلْمُشَمِّرِ بِصَيَامِهِ وَقِيَامِهِ وَبِرِّهِ وَإِحْسَانِهِ، وَعَلَى المُقَصِّرِ بِغَفْلَتِهِ وَإِعْرَاضِهِ وَشُحِّهِ وَعِصْيَانِهِ، وَلاَ نَدْرِي هَلْ نُدْرِكُهُ مَرَّةً أُخْرَى أَمْ يَحُولُ بَيْنَنَا وَبَيْنَهُ هَادِمُ اللَّذَّاتِ وَمُفِرِّقُ الجَمَاعَاتِ، فَالسَّعِيدُ فِي هَذَا الشَّهْرِ مَنْ وُفِّقَ لإِتْمَامِ العَمَلِ وِإِخْلاَصِهِ، وَمُحَاسَبَةِ النَّفْسِ وَالاسْتِغْفَارِ وَالتَّوْبَةِ النَّصُوحِ فِي خِتَامِهِ، فَإِنَّ الأَعْمَالَ بِالخَوَاتِيِمِ.

أيّها الصَّائِمون القائِمون: إِنَّ رَبَّكُمُ الجوادُ الكريم، يُفِيضُ مِنْ جُودِهِ وَكَرَمِهِ عَلَى عِبَادِهِ الصّائمين القائِمين فِي خِتَامِ الشَّهْرِ، فَيُعْتِقُ مَنْ شَاءَ مِنْهُمْ بِمَنِّهِ وَكَرَمِهِ مِنَ النَّارِ؛ فَقَدْ وَرَدَ أَنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ لِعِبَادِهِ الصَّائِمِينَ فِي آخِرِ لَيْلَةٍ مِنْ رَمَضَانَ، فَمَا أَعْظَمَ فَضْلَ اللَّهِ عَلَى خَلْقِهِ وَمَا أَوْسَعَ رَحْمَتَهُ بِعِبَادِهِ؛ فأروا الله من أنْفُسِكم خيرا، وطوبى ثمّ طوبى لِمَن اغتُفِرتْ زَلَّتُهُ، وتُقُبِّلتْ تَوبَتُه، وأُقِيلَتْ عَثْرَتُهُ، ويا بُؤسَ مُذْنبٍ لمْ تُغفر زلّتُه، ولم تُمْحَ جريرته، فقد رَغِمَ أنْفُه وعَظُمَ جُرْمُه.

واستهل معاليه خطبته الثانية قائلاً: فَاتَّقُوا اللَّهَ -عِبَادَ اللَّهِ- وَاعْلَمُوا -رَحِمَكُمُ اللَّهُ- أَنَّ اللَّهَ شَرَعَ لَكُمْ فِي خِتَامِ شَهْرِ رمضانَ المباركِ، أَعْمَالاً عَظِيمَةً تَسُدُّ الخَلَلَ، وَتَجْبُرُ النَّقْصَ، وَتُكَمِّلُ التَّقْصِيرَ، وَتَزِيدُ فِي الأَجْرِ وَالخَيْرِ، ومِمّا شَرَعَ لَكُمْ في خِتامِ شهْركم، زَكَاةَ الفِطْرِ شُكْرًا لِلَّهِ عَلَى التَّوْفِيقِ لِلصِّيَامِ وَالقِيَامِ، وَطُهْرَةً لِلصَّائِمِ مِنَ اللَّغْوِ وَالرَّفَثِ، وَطُعْمَةً لِلْمَسَاكِينِ، وَتَحْرِيكًا لِمَشَاعِرِ الأُخُوَّةِ وَالأُلْفَةِ بَيْنَ الأَغْنِيَاءِ وَالفُقَرَاءِ، وَهِيَ صَاعٌ مِنْ طَعَامٍ مِنْ بُرٍّ أَوْ نَحْوِهِ مِنْ قُوتِ البَلَدِ كَالأرُزِّ وَنَحْوِهِ، وَيَجِبُ إِخْرَاجُهَا عَنْ الكَبِيرِ وَالصَّغِيرِ، وَالذَّكَرِ وَالأُنْثَى، وَالحُرِّ وَالعَبْدِ، وَيُسْتَحَبُّ إِخْرَاجُهَا عَنِ الحَمْلِ فِي بَطْنِ أُمِّهِ، وَالأَفْضَلُ أَنْ يُخْرِجَهَا مَا بَيْنَ صَلاَةِ الفَجْرِ وَصَلاَةِ العِيدِ، وَإِنْ أَخْرَجَهَا قَبْلَ العِيدِ بِيَوْمٍ أَوْ يَوْمَيْنِ فَلاَ حَرَجَ، وَالسُّنَّةُ أَنْ يُخْرِجَهَا طَعَامًا كَمَا هِيَ سُنَّةُ المُصْطَفَى صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَاتَّقُوا اللَّهَ -عِبَادَ اللَّهِ- وَأَدُّوا زَكَاةَ الفِطْرِ طَيِّبَةً بِهَا نُفُوسُكُمْ وَادْفَعُوهَا إِلَى مُسْتَحِقِّيهَا مِنَ الفُقَرَاءِ وَالمَسَاكِينِ وَنَحْوِهِمْ وَرَاقِبُوا اللَّهَ فِيهَا وَقْتًا وَقَدْرًا وَنَوْعًا وَمَصْرِفًا.

واعْلموا - رحِمكمُ الله-  أنَّ المولى تعالى شرَعَ لكمُ التكبيرَ عندَ إكْمالِ العِدَّةِ،  وشرعَ لكُم صلاةَ العيدِ؛ ابتهاجًا بيومِ الجوائزِ السَّعيد، فَأَقْبِلوا على صلاتِكُم، بكلِّ طيِّبٍ منَ الِّلباس وجَديد، وأظْهِروا نعْمةَ الله عليكُم بالإحسانِ والشُّكر، فالشُّكر بريدُ المزيد، واجْتهِدوا في دُعاء العزيزِ الحميد، واسألوه جلَّ جلالُهُ صلاحَ أحوالَ المسلمينَ وتوفيقهُم في أمورِ الدُّنيا والدين، إنّه جوادٌ مجيد.
photo 5801087085917093932 yphoto 5801087085917093926 yphoto 5801087085917093934 yphoto 5801087085917093935 y

تعلن الهيئة العامة للعناية بشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي عن إتاحة التقديم على وظائف مؤقتة للسعوديين والسعوديات، للعمل بالمسجد الحرام والمسجد النبوي، بدايةً من اليوم الخميس الموافق ٢٥-٠٩-١٤٤٥هـ، الساعة العاشرة صباحاً ولمدة يومين.

ويمكنكم التقدم للوظائف عبر الضغط هنا.

 




قامت الهيئة العامة للعناية بشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي وبالشراكة مع العديد من الجهات الحكومية ذات العلاقة بإنشاء وتشغيل مركزين لاستضافة الأطفال داخل المسجد الحرام، في التوسعة السعودية الثالثة بجوار مستشفى الحرم للطوارئ، تستوعب قرابة (1500) طفل في اليوم؛ تسهيلاً لقاصدي المسجد الحرام، وتحقيقا لتوفير أفضل برامج الرعاية لفئة الأطفال من القاصدين.

وتعمل المراكز طيلة شهر رمضان المبارك على مدار الساعة، وتستقبل الفتيات من عمر سنة إلى 10 سنوات، والأولاد من سنة إلى 8 سنوات، داخل عدة مناطق يتم فيها فصل الأطفال حسب نوع الجنس، والفئات العمرية، بما يراعي الخصائص النمائية، وقد استوحت هويتها من بيت الله الحرام ومكة المكرمة ليعيش بها الطفل تجربة متكاملة، ويقدم داخلها العاب وقصص تربوية وتعليمية مرتبطة بهما، وشرح للسيرة النبوية.

يتكون المركز من ثلاث مناطق حسب الفئات العمرية، الأولى من سنة إلى ثلاث سنوات، والثانية من أربع إلى ست سنوات، والثالثة من سبع إلى عشر سنوات، كما تم توفير فريق عمل نسائي داخل المراكز تم تدريبه على الأدلة والأنظمة التشغيلية والتقنية، تحت إشراف فريق متخصص من المستشارين في تصميم البرامج والأنشطة وتشغيل مراكز الطفولة.

وتوفر المراكز وجبات للأطفال وصالة طعام، ومنطقة لمشاهدة العروض المرئية، وغرف خاصة للنوم، ولتحقيق بيئة آمنة يشترط لدخول الطفل أو خروجه من المركز تقديم الهوية أو الإقامة أو الجواز، كما تتواجد كاميرات لمراقبة الأطفال، وأبواب ذكية لضمان سلامتهم.

وتفصيلاً: لا تهدف المراكز لتقديم خدمات الرعاية للأطفال فقط، بل لتوفير تجربة تربوية تساهم في غرس القيم الثقافية والتربوية للعائلة والطفل المرتبطة ببلاد الحرمين، حيث تم تصميم نموذج المراكز بمفهوم مبتكر يقدم للطفل تجربة تربوية تمزج بين المعالم المكانية لمكة المكرمة والقصص المرتبطة قديما وحديثا وتحويلها إلى العاب مبتكرة تراعي طبيعة الأطفال النمائية والمنطلقات التربوية الملائمة، وقد انعكس ذلك على التصميم التنفيذي للألعاب بالإضافة إلى ربطه بالأنشطة والبرامج.

وتحتوي كلا المركزين على عدة مساحات لكل مساحة مفهوم خاص مرتبط به، فبينما يقضي الطفل وقته في قاعة الحج فهو يمارس أنشطة حركية ممتعة مرتبطة بمناسك الحج مثل الصعود على جبل الرحمة، وعندما يتعرف على قصة الجمرات توجد مجسمات طفولية تحاكي الجمرات يقوم بالتفاعل معها، وفي مساحة أخرى يتفاعل الطفل مع بئر زمزم وقصته بشكل مترابط بين المجسم والمحتوى ويتنقل بين جبلي الصفا والمروة وغيرهما من المعالم.

كما توجد بعض المساحات الأخرى الهادئة مثل فصل التفكر الذي يحتوي على غار حراء وغار ثور، في هذه المساحات تختلف طبيعة الأنشطة حيث أنها أكثر هدوءًا من غيرها، وتروى في هذه القاعات قصص الوحي والهجرة، ويستنبط فيها الأطفال القيم والعبر، ويقوم الأطفال أيضا بتصميم مجسماتهم الخاصة بهم للمعالم والأماكن المكية باستخدام القوالب والأدوات المصممة خصيصا لهذه المراكز.

وجاءت المركزين ضمن حزمة من المشاريع المتعددة التي تسعى الهيئة لتوفيرها لقاصدي بيت الله الحرام الصغار الذين يشكلون أكثر من ١١٪؜ من إجمالي الحجاج والمعتمرين سنويا.

يذكر أن المراكز تقدم الخدمة للساعات الثلاث الأولى مجانًا، وبعد ذلك تكون هناك رسوم رمزية، ولمزيد من التفاصيل بإمكانكم التواصل مع مركز ضيافة الأطفال عبر الرقم: 0567858837
IMG 20240401 WA0025IMG 20240401 WA0028IMG 20240401 WA0029IMG 20240401 WA0030IMG 20240401 WA0032IMG 20240401 WA0024
الصفحة 2 من 2