الاخبار الرئيسية - AR

الاخبار الرئيسية - AR (11830)

فئات موروثة

إقامة صلاة الغائب على المغفور له أمير دولة الكويت الشقيقة بالمسجد الحرام

إقامة صلاة الغائب على المغفور له أمير دولة الكويت الشقيقة بالمسجد الحرام (0)

بتوجيه من لدن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود أقيمت صلاة الغائب على سمو الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح أمير دولة الكويت الشقيقة – رحمه الله – بالمسجد الحرام والذي وافته المنية يوم أمس الاثنين الموافق 12/2/1442هـ .
وقد أم المصلين لصلاة الغائب معالي الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي الشيخ الأستاذ الدكتور عبدالرحمن بن عبدالعزيز السديس، بحضور عدد من قيادات الرئاسة، وأوضح معالي الشيخ السديس أن إقامة صلاة الغائب على سمو الشيخ صباح الأحمد الصباح في الحرمين الشريفين تعكس عمق الترابط العميق بين دولتنا المباركة -حماها الله-ودولة الكويت الشقيقة -رعاها الله-، مؤكداً معاليه أن فقيد دولة الكويت فقيد للأمة العربية والإسلامية، داعيًا الله أن يحفظ خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين - أيدهما الله -، ويديمهما ذخرًا للوطن والمواطنين، وأن يحفظ دول الخليج من كل سوء ومكروه , وأن يرحم سمو أمير دولة الكويت وأن يسكنه فسيح جناته.

590375A9 C487 4FC7 864D 4D5693FBACDD3E7A10AC 149C 41EE 9F31 668AE8D3A458D691A152 12E5 4987 8006 8FFA9500BE46FDDFBA82 DBE1 49A5 861B 7C50D4FF21E67F87ADAE A06E 4CD2 B079 EFD3F8E1F9E6331D9F6B 4377 4620 B552 77F94AC7097B3541C52E 6DAE 49AB 9E55 BC7DE0F17A83A7FE89C2 559A 43E3 8B02 54576F25B7F5


عرض العناصر...
السلامة في المسجد الحرام تتابع سير أعمالها

السلامة في المسجد الحرام تتابع سير أعمالها (0)


عقد سعادة مساعد مدير عام السلامة مدير إدارة السلامة بالمسجد الحرام الأستاذ حسين بن حسن العسافي اجتماعاً بسعادة وكيل الإدارة الأستاذ فيصل من محمد العبدلي، ورؤساء الورديات؛ لمناقشة واستعراض الخطة التشغيلية ومهام الإدارة.

وأوضح العسافي ضرورة مواصلة ومضاعفة الجهود وتهيئة السبل لتأدية الزوار والمعتمرين نسكهم بكل ويسر وسهولة، ومتابعة استمرارية الأعمال على أكمل وجه لتحقيق السلامة في كافة أنحاء المسجد الحرام.

ويأتي الاجتماع بإشراف ومتابعة سعادة مدير عام السلامة المهندس بسام بن سعيد العبيدي وتوجهات سعادة وكيل الرئيس العام للأمن والسلامة ومواجهة الطوارئ والمخاطر الأستاذ فايز بن عبد الرحمن الحارثي؛ المبنية على توجيهات معالي الرئيس العام الشيخ الدكتور عبدالرحمن بن عبدالعزيز السديس.

عرض العناصر...
قيم الموضوع
(2 أصوات)


أمّ المسلمين اليوم لصلاة الجمعة في المسجد الحرام معالي الشيخ الدكتور صالح بن عبدالله بن حميد إمام وخطيب المسجد الحرام، واستهل معاليه خطبته الأولى قائلاً: أوصيكم – عباد الله ونفسي – بتقوى الله ، فاتقوا الله رحمكم الله ، واعلموا أن بعض الأبواب لم تفتح لكم لأنها ليست لكم ، وما قسم لكم فهو خير لكم ، وإن كان مؤلما: ﴿فَعَسى أَن تَكرَهوا شَيئًا وَيَجعَلَ اللَّهُ فيهِ خَيرًا كَثيرًا﴾، كونوا رحمكم الله ممن يتغاضى ويتراضى ، ولا تكونوا ممن يحقق ويدقق ، والدنيا دار ممر لا دار مقر ، وخيركم من يرجى خيره ويؤمن شره ، ومن أطعم الطعام ورد السلام ، وخير الناس أنفعهم للناس ، وإذا تنازع في الفؤاد أمران فاعمدوا للأعف الأجمل : ﴿إِنَّ اللَّهَ مَعَ الَّذينَ اتَّقَوا وَالَّذينَ هُم مُحسِنونَ﴾.

معاشر المسلمين : أعظم نعم الله وأجلها توفيقه عبده للإيمان ، وما يورثه هذا الإيمان من طمأنينة في النفس ، وسكينة في القلب .

وأضاف معاليه: قد استشعر السلف من الصحابة رضوان الله عليهم ومن بعدهم هذه النعمة العظيمة ، وعبروا عن مقدار حفاوتهم ورضاهم بها ، فعن معاوية بن قرة أن سالم بن عبدالله حدثه عن ابن عمر رضي الله عنهما قال : " ما فرحت بشيء من الإسلام أشدَّ فرحًا بأن قلبي لم يدخله شيء من هذه الأهواء " ، أي الشبهات والانحرافات .

وقال أبو العالية رحمه الله : ما أدري أي الغنيمتين عليّ أعظم ؛ إذ أخرجني الله من الشرك إلى الإسلام ، أو عصمني في الإسلام أن يكون لي فيه هوى ، يعني : شبهة أو شك .

لقد كان الصحابة أشدّ تحوطًا لدينهم ، وفرارِهم من الشبهات والمشتبهات والإشكالات ، جاء رجل إلى الحسن فقال : يا أبا سعيد : تعال أخاصمْك في الدين ؟ ؛ يعني أجادْلك وأحاورْك ، فقال الحسن : أما أنا فقد أبصرت ديني ، فإن كنت أضللت دينك فالتمسه ؛ أي ابحث عنه .

ودخل رجلان من أهل الأهواء ، أي : - أهل الجدل والمراء ، وإثارة الشبهات - على محمد بن سيرين فقالا : يا أبا بكر نُحدثك بحديث ؟ قال : لا، قالا : فنقرأ عليك آية من كتاب الله، قال : لا، قال: تقومان عني وإلا قمت ، فقام الرجلان فخرجا ، فقال بعض القوم : ما كان عليك أن يقرآ آية ؟ قال : إني كرهت أن يقرآ آية فَيحرِّفانها فَيَقِرَّ ذلك في قلبي .

أيها الشباب : ليس هذا التحوطُ والفرارُ من الشُّبَه لضعف في الدين ، أو ضعفٍ في التصور ، أو ضعفٍ في الحجة – حاشا وكلا - ، بل صحةُ التصور عند هؤلاء السلف رحمهم الله مبنيةٌ على حجج وبراهين ، ومعرفةٍ للحق في كل الثوابت الشرعية ، ولكن لا مصلحة من الاستماع إلى شيء من الباطل ، بل يتمثلون قول الله عز وجل : ﴿هُوَ الَّذي أَنزَلَ عَلَيكَ الكِتابَ مِنهُ آياتٌ مُحكَماتٌ هُنَّ أُمُّ الكِتابِ وَأُخَرُ مُتَشابِهاتٌ فَأَمَّا الَّذينَ في قُلوبِهِم زَيغٌ فَيَتَّبِعونَ ما تَشابَهَ مِنهُ ابتِغاءَ الفِتنَةِ وَابتِغاءَ تَأويلِهِ وَما يَعلَمُ تَأويلَهُ إِلَّا اللَّهُ وَالرّاسِخونَ فِي العِلمِ يَقولونَ آمَنّا بِهِ كُلٌّ مِن عِندِ رَبِّنا وَما يَذَّكَّرُ إِلّا أُولُو الأَلبابِ ۝ رَبَّنا لا تُزِغ قُلوبَنا بَعدَ إِذ هَدَيتَنا وَهَب لَنا مِن لَدُنكَ رَحمَةً إِنَّكَ أَنتَ الوَهّابُ﴾.

وقال مالك بن أنس رحمه الله: الداء العضال: التنقل في الدين ، أي : الاضطراب وعدم الاستقرار ، فالسلامة لدين المرء – أيها الشباب - البعدُ عن هذه الموارد ، أما البروز لكل شبهة ، أو الدخول في كل إشكال فعرضة لكثير من الزلل والخطأ والخطل ، والاضطراب والقلق .

يقول عمر بن عبدالعزيز رحمه الله : من جعل دينه عرضة للخصومات أكثر التنقل ؛ يعني أنه يضطرب ، ولا يستقر على حال ، نسأل الله السلامة .
ومن أكل الطعام الفاسد ، أو المسموم سوف يمرض ، أو يموت ، وكذلك شأن الأفكار على العقول والقلوب .

ثم أوضح معالي الشيخ بن حميد للشباب والشابات أنّالميدان الأكبر لإثارة الشبهات ، وبثِّها ، واستقبالهِا ، ونشرِها ، والخوض فيها هو كثير من شبكات التواصل ، احذروا هذه المواقع المشبوهة ، وميزوا بين السمين النافع ، والغث الذي لا نفع فيه ، فقد هلك فيها خلق كثير ، فإياكم أن تحكموا على ما ترون ، أو تسمعون من هذه الشبكات والمواقع ، فخلفها صور زائفة وادعاءات كاذبة ، وكلمات منمقة ، وواقع كريه ، يدَّعون النصح وهم الكذَّابون ، ويزعمون الإخلاص وهم المخادعون ، في كثير منها متابعٌة لما لا ينفع ، واطلاعٌ على ما لا يفيد .

معاشر الشباب: إن القلب المنهمك في مطالعة الكتب ، وتصفح المواقع المتضمنة للتصورات الفاسدة ، والتشكيكات المضلة ، يكون عرضة لتشرب هذه المفاهيم المنحرفة ، واسمعوا نصيحة شيخ الإسلام ابن تيمية لتلميذه ابن القيم -رحمهما الله- يقول : " ‌لا ‌تجعل ‌قلبك للإيرادات والشبهات مثلَ السِّفنجة ، فيتشربها ، فلا ينضح إلا بها ، ولكن اجعله كالزجاجة المصمتة ، تمر الشبهات بظاهرها ولا تستقر فيها ، فيراها بصفائه ، ويدفعها بصلابته ، وإلا فإذا أَشْرَبتَ قلبَك كلَّ شبهة تمر عليك صار مقرًّا للشبهات " .

وبيّن معاليه قائلاً: أيّها الشباب: عليكم بالعناية بمصادر التلقي ، من أجل الوصول إلى المعلومات الصحيحة ، والحقائق الثابتة ، وضبط العلاقة بين العقل والنقل ، والتفريق بين خبر المعصوم ، وخبر غير المعصوم ، فالمعصوم هو الذي لا يصدر عنه خطأ ، وهذا هو خبر الكتاب العزيز الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ، ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد .

والسنة الصحيحة الثابتة ممن لا ينطق عن الهوى -عليه الصلاة والسلام- إن هو إلا وحي يوحى ، وإجماع الأمة الثابت .

أما ما عدا ذلك فهي مصادر محترمة يستفاد منها ، وفيها خير كثير ، ولكنها ليست معصومة مهما بلغ صاحبها من المنزلة العلمية ، والإمامة في العلم ، والدين .

وفي الخطبة الثانية تحدّث معالي الشيخ صالح بن حميد في شأن من تعرض له فتنة في دينه ، أو شبهة في قلبه حيث يقول الله عز وجل: ﴿وَمِنَ النّاسِ مَن يَعبُدُ اللَّهَ عَلى حَرفٍ فَإِن أَصابَهُ خَيرٌ اطمَأَنَّ بِهِ وَإِن أَصابَتهُ فِتنَةٌ انقَلَبَ عَلى وَجهِهِ خَسِرَ الدُّنيا وَالآخِرَةَ ذلِكَ هُوَ الخُسرانُ المُبينُ﴾.

وتأملوا – رحمكم الله - تعليق العلامة بن سعدي -رحمه الله- ، على هذه الآية: "من الناس من هو ‌ضعيف ‌الإيمان لم يدخل الإيمان قلبه ، ولم تخالطه بشاشته ، بل دخل فيه إما خوفا ، وإما عادة على وجه لا يثبت عند المحن ، {فَإِنْ أَصَابَهُ خَيْرٌ اطْمَأَنَّ بِهِ} أي : إن استمر رزقه رغدا ، ولم يحصل له من المكاره شيء ، اطمأن بذلك الخير ، لا بإيمانه ، فهذا ربما أن الله يعافيه ، ولا يقيض له من الفتن ما ينصرف به عن دينه : {وَإِنْ أَصَابَتْهُ فِتْنَةٌ} من حصول مكروه ، أو زوال محبوب : {انْقَلَبَ عَلَى وَجْهِهِ} أي : ارتد عن دينه {خَسِرَ الدُّنْيَا وَالآخِرَةَ} أما في الدنيا ، فإنه لا يحصل له بالردة ما أمله الذي جعل الردة رأسا لماله ، وعوضا عما يظن إدراكه ، فخاب سعيه ، ولم يحصل له إلا ما قسم له ، وأما الآخرة : فقد حُرِم الجنة التي عرضها السماوات والأرض ، واستحق النار ، {ذَلِكَ هُوَ الْخُسْرَانُ الْمُبِينُ} أي : " الواضح البين".

تأملوا ما يقوله ابن القيم -رحمه الله- : إن في القلب فاقةً وفراغاً، وحاجة لا يسدها شيءٌ سوى الله تعالى، وإن في القلب شعثًا لا يلمه إلا الإقبال عليه سبحانه، وفيه مرض لا يشفيه غير الإخلاصِ له، وعبادتِه وحده لا شريك له، فالقلب دائماً يضرب على صاحبه حتى يسكن ويطمئن إلى إلهه ومعبوده، وحينئذ يذوق طعم الحياة، ويصير له حياة غير حياة الغافلين المعرضين .

واختتم خطيب المسجد الحرام خطبته بالصلاة والسلام على نبينا محمد ﷺ ، ثم دعا الله بالعزة للإسلام والمسلمين، والذلّ للشرك والمشركين ، وأن يُآمنا في أوطاننا ، ويصلح أئمتنا وولاة أمورنا ، وأن يجعل ولايتنا فيمن يخاف الله ويتقيه.
اللهم وفق إمامنا وولي أمرنا بتوفيقك ، وأعزه بطاعتك ، وأعلِ به كلمتك ، واجعله نصرة للإسلام والمسلمين ، اللهم وفقه وولي عهده، وإخوانه وأعوانه لما تحب وترضى ، وخذ بنواصيهم للبر والتقوى .

اللهم من أرادنا وأراد ديننا ، وكتابنا ، ونبينا ، ومقدساتنا ، وأمننا ، واجتماع كلمتنا بسوء اللهم فاشغله بنفسه، واجعل كيده في نحره، واجعل دائرة السوء عليه، واجعل تدبيره تدميرا عليه ، اللهم إنا ندرء بك في نحورهم ، ونعوذ بك من شرورهم ، اللهم اكفناهم بما شئت يا قوي يا عزيز .

ثم اختتم معالي الشيخ صالح ابن حميد خطبته بالدعاء لأهلنا في فلسطين حيث قال: اللهم إنا نتوجه إليك ، ونرفع أكف الضراعة إليك ، وأنت القريب المجيب ، السميع العليم لا يخفى عليك شيء ، ولا يعزب عنك شيء ، أنت الحي الذي لا يموت ، والقيوم الذي لا ينام ، عز جارك ، وجل ثناؤك ، وتقدست أسماؤك ، وعظم سلطانك ، وتبارك اسمك ، وتعالى جدك ، ولا إله غيرك ، يا سامع كل نجوى ، ويا مجيب كل شكوى ، يا عالم كل خفية ، ويا كاشف كل بلية ، ندعوك دعاء من اشتدت فاقته ، وضعفت قوته ، وقلت حيلته ، يا من لا يخيب سائله ، ولا يُردُّ طالبه نسألك بفضلك ومنِّك أن تحفظ إخواننا في فلسطين ، اللهم احفظهم بحفظك ، واكلأهم بعنايتك ، واحفظهم برعايتك ، اللهم احفظهم من بين يديهم ومن خلفهم ، وعن أيمانهم وعن شمائلهم ، ونعوذ بك أن يغتالوا من تحتهم .

3B88E420 58E5 4604 B3C5 314F976FDB2ACC8257FA 5C6E 439E 97EB D3060CACD616D525F91C 67E9 4DD7 8B36 462327383F0552C09CAF BEB7 4B59 9B7F 3B8941ED38928245C670 14ED 47B8 81DF 7B000297468298F2F767 BC22 4CE4 AFA4 37EC07C0D02169C54193 F3EB 4A1B A07A 8D8A3997FDE6
قيم الموضوع
(3 أصوات)

تتيح الهيئة العامة للعناية بشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي خدمات الإرشاد المكاني فـي المسجد الحرام عبر (22) موقعًا، تشمل أيضًا تقديم خدمات إثرائية وثقافية على مدار 24 ساعة، بأكثر من (50) لغة عالمية؛ ولغير الناطقين باللغة العربية يمكن الاستفادة من خدمات الترجمة والبث المباشر للدروس والخطب بلغاتٍ عدة.

كما يمكن لقاصدي المسجد الحرام الاستفادة من خدمة إرشـاد السائلين وتوجيههم إلى أماكن الاستدلال داخل المسجد الحرام وساحاته الخارجية، والإرشاد الزماني الذي يُمكنهم من معرفة أوقات الصلوات والدروس والمحاضرات ومواعيد زيارة المتاحف والمعارض، والإرشاد الثقافي لإثراء تجربتهم بالمعلومات الثقافية والتاريخية، والأرقام المتعلقة بالمسجد الحرام، ومراكز الاستعلامات الخارجية للاستدلال الشامل عن كافة الخدمات وأماكن تقديمها.

ويضاف إلى ذلك البطاقة الإرشادية باللغات وهي بطاقة تحتوي على مجموعة من الروابط (باركودات)؛ تُسهل عملية الوصول إلى الخدمات الإلكترونية المقدمة للغات والترجمة، ومنها تطبيق منصة منارة الحرمين الشريفين، إضافة إلى خرائط تفاعلية تدل على المواقع في المسجد الحرام.

وتدعم خدمة الإرشاد المكاني في رحاب المسجد الحرام مقدمي الخدمات الأخرى بالترجمة اللفظية بواسطة (74) مترجما؛ لتمكينهم من تقديم خدماتهم بعدة لغات، ومقاطع مرئية توضح الخدمات المقدمة للزوار والمعتمرين.

‏200 "QR" إرشادية موزعة في المسجد الحرام

يُمكن للقاصد تجربة الخدمات الرقمية للإرشاد المكاني باستخدام نظام الملاحة (GPS)، للوصول إلى خدمة الخريطة التفاعلية الرقمية باستخدام 200 "QR" رقمي موزعة في كافة أنحاء المسجد الحرام.

وتهدف الخريطة التفاعلية الرقمية إلى تسهيل الوصول والتنقل على قاصدي البيت العتيق، وتحديد مواقع الشعائر الدينية، ومعالم الجذب الرئيسية، بما فيها صحن المطاف و مبنى المسعى، وكيفية الوصول إليه عبر مسارات حركة مباشرة، والتي يتمكن من خلالها ضيف الرحمن من تحديد موقعه الفعلي، وتحديد وجهته المطلوبة باستخدام الهاتف المحمول بنظامي IOS و Android.

وتتيح الخريطة التفاعلية الرقمية كافة المرافق التي تقدمها الهيئة العامة للعناية بشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي ومنها الأبواب والمكتبة ودورات المياه ومكاتب الإرشاد، وخدمة تقديم العربات اليدوية والكهربائية، والسلالم الكهربائية، والمصاعد، والمشافي الميدانية والجسور، ومناطق الصيانة والعمل، كما تراعي الخريطة التنوع الثقافي الذي يحتضنه المسجد الحرام من خلال إضافة (6) لغات وهي اللغة العربية، والإنجليزية، والفرنسية، والأردو، والإندونيسية، والتركية.

ويقدم لضيف الرحمن دليل الإرشاد "الورقي" بـ4 لغات؛ كما يعزز (نظام مكاني) دور المنظومة الإرشادية من خلال تحديد موقع المستخدم، وإمكانية تحديد مساره الخاص الذي يرغب بالتوجه إليه.

وتتوزع في أرجاء المسجد الحرام لوحات إرشادية داخلية وخارجية تدل على المواقع والخدمات، وتساهم في تنظيم حركة الحشود، وتقليل الازدحام والتدافع، مما يوفر تجربة أفضل للجميع.

msg 1001468035115 50560msg 1001468035115 50561msg 1001468035115 50562msg 1001468035115 50564msg 1001468035115 50563msg 1001468035115 50566msg 1001468035115 50567msg 1001468035115 50568msg 1001468035115 50569msg 1001468035115 50570msg 1001468035115 50571msg 1001468035115 50573msg 1001468035115 50575msg 1001468035115 50576msg 1001468035115 50578msg 1001468035115 50579
قيم الموضوع
(3 أصوات)

عملت الهيئة العامة للعناية بشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي على استكمال أعمال تثبيت هلال مأذنة منارة باب الفتح في المسجد الحرام، وهو الهلال الثالث عشر والأخير الذي يتم تركيبه على مآذن المسجد الحرام.

ويبلغ ارتفاع الهلال قرابة 9 أمتار، مع قاعدة عرضها 2 متر، وهو من مادة الكربون فايبر المتميزة بتحملها العالي.

وقد تم طلائه بلون ذهبي لإعطائه مظهرًا جميلًا، وبالنسبة للهيكل الداخلي، تم تصنيعه من هيكل حديدي يهدف إلى الحفاظ على متانته.

78926B3C 5391 43DB 83FF C11D19A3847E7BC372B0 FB5A 45DE B93F 4E96F4D4032DE13637D9 1CA7 4AA2 92AA 5825C9B65E83AC70360E E847 4E03 BDE3 ED4C3A2913F9B60EE212 3A6B 4901 ACD8 06367A0E25548AC461C4 7850 47EE B2DB 0E0BEB84619A3EDD8BEA 6EEE 407A 94BD B04346342860
قيم الموضوع
(3 أصوات)

نفذت الهيئة العامة للعناية بشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي إجراءاتها المتبعة للتعامل مع الحالات المطرية، وذلك بالتزامن مع هطول أمطار خفيفة شهدها المسجد الحرام عصر اليوم الجمعة.

وقد عُززت مسبقًا أعداد العاملين والمعدات لمباشرة أعمالها وفقًا للمتابعة الدورية للطقس بالتنسيق مع الجهات المختصة؛ لضمان سلامة القاصدين خلال أداء نُسكهم.

وفي ذات الإطار وجهت الهيئة العامة رسائل توعوية عبر حساباتها في وسائل التواصل الاجتماعية تتضمن إرشادات للزوار والمصلين للتعامل مع الحالات المطرية أثناء التواجد في المسجد الحرام.
قيم الموضوع
(1 تصويت)


خطب وأم المصلين في المسجد النبوي فضيلة الشيخ الدكتور عبدالمحسن بن محمد القاسم إمام وخطيب المسجد النبوي الشريف.
وبعد أن حمد الله تعالى بدأ خطبته بقوله: أيها المسلمون: حقيقة العبودية لله تنشأ من غاية الحب له مع غاية التذلل، والعلم بأسماء الله تعالى وصفاته أصل العلوم وأشرفها، فهو العلم الذي يقوم عليه توحيد الرب سبحانه وعبادته، وأعظم حاجة للأرواح معرفة بارئها وفاطرها، ولا سبيل إلى هذا إلا بمعرفة أوصافه واسمائه، وبقدر معرفة العبد بأسماء الله تعالى وصفاته يكون حظه من العبودية لربه والأنس به ومحبته، وإجلاله وتعظيمه، وكلما ازداد العبد معرفة بأسماء الله وصفاته، ازداد إيمانه وقوي يقينه.

وأكمل: والله ينزل العبد من نفسه حيث ينزله العبد من نفسه؛ وأسماء الرب تعالى كلها أسماء مدح؛ وقد وصفها الله سبحانه بأنها حسنى كلها؛ لدلالتها على أوصاف الكمال، ومن أسمائه سبحانه «الكبير»؛ فهو الكبير في ذاته واسمائه وصفاته، الموصوف بالجلال والكبرياء،
وتحقيق أن الله أكبر من كل شيء؛ لا تبقي لمخلوق ربانية سوى ربانية الله، فلا يستحق العبادة أحد سواه، قال سبحانه: (ذَٰلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ وَأَنَّ مَا يَدْعُونَ مِن دُونِهِ الْبَاطِلُ وَأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ).
وأضاف فضيلته: والمخلوقات لا يحصي عددها، ولا يدرك علومها وحقائقها غائبها وشاهدها، ولا يحيط بها إلا الكبير سبحانه، والله تعالى موصوف بالكلام، وكلامه موصوف بالجلال والعظمة، قال
النبي صلى الله عليه وسلم: «إذا قضى الله الأمر في السماء، ضربت الملائكة بأجنحتها خضعانًا لقوله، كانه سلسلة على صفوان، فإذا فزع عن قلوبهم، قالوا: ماذا قال ربكم؟ قالوا للذي قال: الحق، وهو العلي الكبير».

وبيّن: وربنا له الكبرياء والعظمة، حاكم في خلقه، عادل بينهم: فالحكم لله العلي الكبير، قال شيخ الإسلام رحمه الله: «في قوله: الله أكبر؛ إثبات عظمته فإن الكبرياء يتضمن العظمة ولكن الكبرياء أكمل، وامر الله عباده أن يكبروه تكبيراً؛ تبرئة له من كل نقص وعيب نسب إليه.

وأكمل فضيلته: وعبادات أهل السماوات والأرض كلها المقصود منها تكبيره وتعظيمه، وإجلاله وإكرامه، ولهذا كان التكبير شعاراً للعبادات الكبار، فالتكبير في الصلاة ذل وانكسار بين يدي كبرياء الله وعظمته، فتكبيرات الصلاة في اليوم - من الأذان إلى الفراغ من الذكر في الصلوات الخمس وسننها الراتبة - أربع مئة وإحدى وأربعون تكبيرة، فالدعاء إليها تكبير وبه يختم، والإقامة مثل ذلك، وتحريمها والانتقال بين أركانها تكبير، وبعد انقضاء الصلاة تسبيح وتحميد وتكبير.

وأوضح: الهداية نعمة عظيمة تستحق الشكر، وشكرها بالتكبير كما في ختام الصيام؛ والحج من أعلام الدين الظاهرة، شعاره التوحيد وتعظيم الله بالتكبير على
الصفا والمروة، وعند رمي الجمار.
وأعظم الأيام عند الله يستحب فيها الإكثار من التكبير، ويسن التكبير في الأفراح؛ كالعيدين، وعند المسرات وسماع البشارات، ويشرع عند رؤية آية من آيات الله كالكسوف، وعند التعجب وكل أمر مهول؛ والمسلم يأوي إلى فراشه مسلماً نفسه لله مسبحاً محمداً مكبراً، ومن دعته نفسه إلى ظلم ضعيف من زوجة وغيرها؛ فليتذكر أن الله أكبر منه، والتكبير مشروع في المواطن الكبار، والمواضع العظام، قال شيخ الإسلام رحمه الله: «شرع التكبير على الهداية والرزق والنصر؛ لأن هذه الثلاث أكبر ما يطلبه العبد وهي جماع مصالحه».

وبيّن: و «الله أكبر» كلمة عظيمة أمر الله بها؛ ليستولي كبرياؤه في القلوب، وثوابها جزيل، وبها تنال الدرجات العلا، وهي من الكلمات التي يحبها الله؛ وبالتكبير والتحميد والتسبيح تفتح أبواب السماء؛ عن ابن عمر رضي الله عنه قال: بينما نحن نصلي مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ قال رجل من القوم: الله أكبر كبيرًا، والحمد لله كثيرًا، وسبحان الله بكرةً وأصيلًا، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من القائلُ كلمة كذا وكذا؟» قال رجل من القوم: أنا، يا رسول الله. قال: «عجبتُ لها، فتحت لها أبواب السماء»؛ وقال صلى الله عليه وسلم (بخ بخ لخمس ما أثقلهن في الميزان : لا إله إلا الله، وسبحان الله، والحمد لله ، والله أكبر،…).

وأكمل فضيلته: فالله هو الكبير الأكبر، وله الكبرياء في قلوب أهل السماء والأرض، وكبرياؤه أمر تعجز العقول عن إدراك حقيقته، أو تصوره، أو معرفة كيفيته، وكل ما يخطر بنفوس العباد من التعظيم فالله أكبر منه، والمؤمن يتوكل على الرب الكبير، ويفوض أموره إليه، ويدعوه وحده ويتعلق به.

واختتم الخطبة بقوله: لا سعادة للعباد، ولا صلاح لهم، ولا نعيم إلا بأن يعرفوا ربهم ويكون وحده غاية مطلوبهم، والتعرف إليه قرة عيونهم، والكبرياء من خصائص الربوبية، وتوعد الله من اتصف به من الخلق؛ قَالَ: قَالَ رسولُ اللَّهِ ﷺ: قَالَ اللَّه عزَّ وجلَّ: (العِزُّ إِزاري، والكِبْرياءُ رِدَائِي، فَمَنْ يُنَازعُني في واحدٍ منهُما فقَدْ عذَّبتُه) رواه مسلم.


فليحذر العبد من العلو في الأرض، والتكبر على الخلق، والتعاظم عليهم وظلمهم. 

5D6583CB D649 4805 ACD4 48C42AFB136001C0CBD7 CC57 4A8A 85DE 3B9C6C1D531D1ECA5209 3A86 414A 8007 7DC3E8D09572
قيم الموضوع
(1 تصويت)

 

أمّ المسلمين اليوم لصلاة الجمعة في المسجد الحرام فضيلة الشيخ الدكتور بندر بن عبدالعزيز بليلة إمام وخطيب المسجد الحرام.

 

وبعد أن حمد الله تبارك في علاه استهل خطبته قائلاً: أوصيكم أيها الناسُ ونفسي بتقوى الله، فاتقوا الله رحمكم الله، فقد أُعدِّت للأتقياء جِنانُه، ووَجبتَ للأشقياء نيرانُه ﴿يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلتَنظُر نَفسٌ ما قَدَّمَت لِغَدٍ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبيرٌ بِما تَعمَلونَ﴾.

أيها المؤمنون: الشدائدُ والكُرَب، والمَكارهُ والنُّوَب، مصحوبةٌ بهِبات الله وألطافه، وخيراتِه وإسعافه ﴿وَعَسى أَن تَكرَهوا شَيئًا وَهُوَ خَيرٌ لَكُم وَعَسى أَن تُحِبّوا شَيئًا وَهُوَ شَرٌّ لَكُم وَاللَّهُ يَعلَمُ وَأَنتُم لا تَعلَمونَ﴾ ، وعن أبي هريرة رضي اللهُ عنه قال: قال رسولُ الله ﷺ: (من يُرِدِ الله به خيرًا يُصِبْ منه) أخرجه البخاري، وعن صهيب رضي اللهُ عنه قال: قال رسولُ الله ﷺ: (عجبًا لأمر المؤمن، إنَّ أمرَه كلَّه خير، وليس ذاك لأحد إلا للمؤمن، إن أصابته سراءُ شكرَ فكان خيرًا له، وإن أصابته ضراءُ صبرَ فكان خيرًا له) أخرجه مسلم. 

 

وأضاف فضيلته مبيناً أنّ قضاءُ الله سبحانه في عبده دائرٌ بين العدلِ والحكمة، والرحمة والنعمة، ومن دعاء النبي ﷺ: (اللهم إني عبدُك، ابنُ عبدِك، ابنُ أمتِك، ناصيتي بيدك، ماضٍ فـيَّ حُكمُك، عدلٌ فـيَّ قضاؤُك) أخرجه الإمامُ أحمدُ وصححه ابنُ حبانَ من حديث عبدِالله بنِ مسعود رضي اللهُ عنه، وقال أبو العباسِ بنُ عطاء: (الفرحُ في تدبير الله تعالى لنا، والشقاءُ في تدبيرنا). 

 

وإذا أراد اللهُ ابتلاءَ عبده بمصيبة هيَّأه لها، وأعانه على الاضطلاع بثِقَلها، ووفَّقه لصبرٍ يزداد بسببه إيمانُه، ويَقوى إيقانُه، ويَحظى بالثواب الجزيل، والأجرِ الجميل، قال تعالى: ﴿إِنَّما يُوَفَّى الصّابِرونَ أَجرَهُم بِغَيرِ حِسابٍ﴾

 وقال تعالى مُخبِرًا عن أهل دار القرآر ﴿وَالمَلائِكَةُ يَدخُلونَ عَلَيهِم مِن كُلِّ بابٍ ۝ سَلامٌ عَلَيكُم بِما صَبَرتُم فَنِعمَ عُقبَى الدّارِ﴾

وبين فضيلة الشيخ بندر بأن مِن أجَلِّ ألطاف الله في المكاره والبلايا: ما يناله المبتلى الصابرُ من منزلة الرضا، فهو رُوحُ مقاماتِ الدينِ، ومُستنَزَلُ الخيرات، ومُسْتدَرُّ البركات، ومَهْبِطُ الرحَمات، ولا يزال المُبتلى يرضى عن الله حتى يرضى اللهُ عنه، قال تعالى: ﴿رَضِيَ اللَّهُ عَنهُم وَرَضوا عَنهُ ذلِكَ لِمَن خَشِيَ رَبَّهُ﴾.

 

 كتب عمرُ ابنُ الخطابِ إلى أبي موسى الأشعريِّ رضي اللهُ عنهما: (أمابعد: فإن الخيرَ كلَّه في الرضا، فإن استطعتَ أن ترضى وإلا فاصبر) قال ابنُ القيم رحمه الله: (قال بعضُ العارفين: ارْضَ عن الله في جميع ما يفعلُه بك، فإنه ما مَنَعك إلا ليُعطيَك، ولا ابتلاك إلا ليُعافيَك، ولا أمْرضك إلا ليَشفيَك، ولا أماتك إلا ليُحييَك، فإياك أن تُفارقَ الرضا عنه طَرفةَ عين).

 

وفي الخطبة الثانية قال فضيلة إمام وخطيب المسجد الحرام: اتقوا الله تعالى وأطيعوه، وراقبوه ولا تعصوه ﴿يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكونوا مَعَ الصّادِقينَ﴾ 

يامَن أحاطت به الشدائدُ والبَلِيات، ونزلت به المصائبُ والمدلهمات: ما اشتد كربٌ إلا وهان، ولا تمَّ أمرٌ إلا وأخذ في النُّقصان. 

 

اجعلْ مولاك نُصبَ عينيك، وقِبلةَ قلبك، والطمعَ في فرجه منتهى سُولِك، وغايةَ مأمولِك، فليس على غيرِ الله مُعوَّل، ولا عنه مُنصَرف ولا مُتحوَّل.

اتخِذِ الصبرَ شعارًا لك ودِثارا، وإياك إياك القنوطَ والياس، والتسخُّطَ والتضجُّرَ والإبلاس؛ فإنه يزيدُ في البلاء والمصاب، ويُحبِطُ الأجرَ ويوجبُ العقاب. 

 

واختتم فضيلة الدكتور بليلة خطبته بالصلاة على نبينا محمدِ بنِ عبداللهِ ﷺ .

ثم دعا فضيلته بأن يعز الله الإسلام والمسلمين، وأن يفرج هم المهمومين من المسلمين، اللهم آمنا في أوطاننا، وأصلح أئمتنا وولاةَ أمورنا، وأيد بالحق والتوفيق والتسديد إمامَنا وولي أمرنا، اللهم وفقه وولي عهده لما فيه صلاح البلاد والعباد يا رب العالمين. 

 

كما دعا فضيلته بالسداد لجنودنا المرابطين على حدود وثغور هذه البلاد قائلاً: اللهم سدد جندنا المرابطين في الحدود والثغور، اللهم كن لهم معينًا ونصيرا، ومؤيدًا وظهيرا.

 

ثم اختتم الدعاء لإخواننا المؤمنين في فلسطين  بأن يلطُف الله بهم ويرحم ضَعفهم، ويجبر كسرَهم، ويتولَّ أمرَهم، ويسُدَّ خلتهم، ويشفِ مريضهم، ويداوِ جريحهم، ويسلُكْ قَتلاهم في الشُّهداء السُّعداء.



F652B31B E5E9 4591 AE0A BB430F4BFA92E27B3903 E034 4E21 B2FE 42FBFD8B922F0E2BEB35 4B3B 40E0 9FED FD1638748CAE

قيم الموضوع
(0 أصوات)

تعتبر مكتبة الحرم المكي الشريف من أهم المكتبات في المملكة العربية السعودية ومن أبرز مصادر طلاب العلم والباحثين عن الإطلاع والمعرفة؛ بقرابة 70 الف عنوان في قاعة الإطلاع.

وبإمكان المستفيدين البحث عن المصادر العلمية عن طريق نظام الفهرس الآلي في المنصة السحابية، والتي تُمكن البحث بعناصر مختلفة كالعنوان والمؤلف ورؤس الموضوعات.

IMG 20231025 082412 455
IMG 20231025 082412 549
وتجري عملية تزويد قاعة الإطلاع بالكتب عبر تسليمها إلى قسم التزويد، والذي بدوره يقوم بالإطلاع عليها ومراجعتها، وإدخالها في بيانات جرد الكتب الخاصة، ثم تذهب لقسم الفهرسة لكي يتم تصنيفها، ثم إدخالها إلى القاعة و وضعها في مكانها حسب التصنيف الخاص بها.

وتعتبر مكتبة الحرم المكي الشريف منذ نشأتها مكتبه تضم مقتنيات وقفيه، فمن أهم ركائزها ومسؤولياتها قديما وحديثا اختيار نوادر الكتب والمخطوطات، بالإضافة إلى اختيار وتزويد المكتبه بمجموعات الكتب للموضوعات والعلوم المختلفة. 

IMG 20231025 082412 968IMG 20231025 082413 022

وكونها تحوي أندر المخطوطات والمطبوعات تجري العناية بالكتب والصحف القديمة وإعادة ترميمها عن طريق إدارة الترميم والتعقيم؛ والتي تهدف إلى الحفاظ على أوعية المعلومات الموجودة في مكتبة الحرم المكي الشريف وصيانتها ليتسنى للمستفيدين الانتفاع بها.

وتضطلع إدارة الترميم والتعقيم أيضًا بصيانة الكتب الموجودة في قاعة الإطلاع و قاعة الدوريات والصحف و المحافظة عليها عبر تعقيمها باستخدام جهاز الأوزون وهو جهاز صديق للبيئة وليس له أضرار على الأنسان حيث يقوم بتحويل غاز الأكسجين إلى غاز الأوزون الذي بدورة يساعد على تعقيم الكتب والقضاء على الحشرات و الكائنات الدقيقة الموجودة فيها خلال 8 ساعات.

كما يتم إصلاح الأضرار الموجودة في الكتب بفحصها على الأرفف واستخراج ما يلزم إصلاحه عن طريق عمليات التجليد المختلفة حسب الضرر الموجود في الكتاب، وبعد الانتهاء من عمليات التعقيم و الإصلاح تتم إعادة جميع أوعية المعلومات إلى الإدارات المعنية سواء قاعة الإطلاع أو الدوريات والصحف أو الخدمات الأخرى.

IMG 20231025 082412 730
وفي سنة 2021 م تم البدء في عملية ترميم صحيفة البلاد عدد 1381-1382 هـ الموجودة في معرض المكتبة، حيث تم ترميم 462 صفحة، عبر تجميع الأجزاء الممزقة وتثبيتها في مكانها الصحيح و ترميم الشقوق باستخدام الورق الياباني و الكاوية الحرارية؛ حفاظاً عليها من التلف وفقد بعض من أجزائها، وفهرسة عدد 650 مخطوطة من مخطوطات الشيخ عبد الله بن حميد رحمه الله.
 

الثلاثاء, 24 تشرين1/أكتوير 2023 11:36

تراث صوتي عريق من المسجد الحرام

قيم الموضوع
(0 أصوات)


نشأت إدارة المكتبة الصوتية في عام ١٤٠٧هـ، وهي تحوي أرشيف للمواد الصوتية المتنوعة المسجلة من داخل المسجد الحرام، والتي يتم تحويلها إلى نسخ رقمية.

IMG 20231024 113403 538IMG 20231024 113403 352
وتعمل الإدارة المختصة على فرز الأشرطة، والتأكد من احتواءها على المادة الصوتية، وتسجيل البيانات الموجودة عليها في قاعدة البيانات، وإضافة رقم تسلسلي لها، وحفظها في الأماكن المخصصة. 
كما أن الأرشفة الصوتية الرقمية تمر بعدة مراحل تبدأ باستلام اللغات الواردة من المسجد الحرام، وفرزها وترتيبها على حسب أسم الشيخ والكتاب، وتسجيل البيانات في قاعدة الأرشيف، وإتاحة المادة الصوتية للمستفيد. 
IMG 20231024 113403 432
وتخضع المواد الصوتية للمعالجة من خلال التعرف على جودتها، باستخدام برامج الهندسة الصوتية، وإزالة الفراغات والتشويش والمشاكل الفنية في المادة الصوتية، ومعالجة الملاحظات الواردة من اللجنة العلمية للمادة الصوتية، وإخراج المادة الصوتية بعد المراحل السابقة بأعلى جودة ممكنة. 
IMG 20231024 113403 079IMG 20231024 113402 769IMG 20231024 113403 433IMG 20231024 113403 118IMG 20231024 113403 206
قيم الموضوع
(2 أصوات)

أمّ المسلمين لصلاة الجمعة في المسجد النبوي فضيلة إمام وخطيب المسجد النبوي الشيخ الدكتور عبدالله البعيجان واستهل فضيلته خطبته الأولى عن عزة الإسلام ونصرة أهله وابتلاء المومنين فقال: إن الإسلام دين العزة و النصر و التمكين، دين الرحمة والرأفة والرفق واللين، دين الحق و الصدق و العدل و اليقين، دين السعادة و الفلاح و الفوز في الدارين ختم الله به الرسالات، ونسخ به الملل والديانات، وجعله طريق العزة و النجاة، ومفتاح الجنات، ووسيلة الأمن والاستقرار والاستخلاف والتمكين في هذه الحياة.

إن الله سبحانه وتعالى هو القاهر المدبر، له الأمر من قبل ومن بعد، وإليه ترجع الأمور، {لَهُ مَقَالِيدُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ۖ }، لا مبدل لكلماته، ولا راد لقضائه، ولا معقب لحكمه، وقد كتب الغلبة والنصر لدينه وأوليائه،فقال: {كَتَبَ اللَّهُ لَأَغْلِبَنَّ أَنَا وَرُسُلِي ۚ إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ }.

ووعد أولياءه بالنصر والتمكين، فقال: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن تَنصُرُوا اللَّهَ يَنصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ، وَالَّذِينَ كَفَرُوا فَتَعْسًا لَّهُمْ وَأَضَلَّ أَعْمَالَهُمْ}.

و قد كتب الله الخزي والذلة والصغار على من حارب دينه، وظلم أولياءه، قال تعالى: {وَكَمْ قَصَمْنَا مِن قَرْيَةٍ كَانَتْ ظَالِمَةً وَأَنشَأْنَا بَعْدَهَا قَوْمًا آخَرِينَ* فَلَمَّا أَحَسُّوا بَأْسَنَا إِذَا هُم مِّنْهَا يَرْكُضُونَ * لَا تَرْكُضُوا وَارْجِعُوا إِلَىٰ مَا أُتْرِفْتُمْ فِيهِ وَمَسَاكِنِكُمْ لَعَلَّكُمْ تُسْأَلُونَ * قَالُوا يَا وَيْلَنَا إِنَّا كُنَّا ظَالِمِينَ * فَمَا زَالَت تِّلْكَ دَعْوَاهُمْ حَتَّىٰ جَعَلْنَاهُمْ حَصِيدًا خَامِدِينَ } .

إن الله تعالى يبتلي المؤمنين اختبارا وتمحيصا ثم يجعل لهم العاقبة، قال تعالى:{أَحَسِبَ النَّاسُ أَن يُتْرَكُوا أَن يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ , وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ ۖ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ }،

واختتم فضيلته خطبته الأولى عن الصراع بين الحق والباطل وتأخر النصر فقال : وفي خِضم الابتلاء و الصراع بين الحق والباطل قد يبطئ النصر على المؤمنين فيعظم الخطب، ويشتد الكرب ، ويتأخر الفرج، حتى تخيم ظنون اليأس والقنوط ثم يأتي نصر الله، قال الله تعالى: { أَمْ حَسِبْتُمْ أَن تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُم مَّثَلُ الَّذِينَ خَلَوْا مِن قَبْلِكُم ۖ مَّسَّتْهُمُ الْبَأْسَاءُ وَالضَّرَّاءُ وَزُلْزِلُوا حَتَّىٰ يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ مَتَىٰ نَصْرُ اللَّهِ ۗ أَلَا إِنَّ نَصْرَ اللَّهِ قَرِيبٌ }.

وعن صهيب بن سنان رضي الله عنه ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: [عَجَباً لأمْرِ الْمُؤْمِنِ إِنَّ أَمْرَهُ كُلَّهُ لَهُ خَيْرٌ، وَلَيْسَ ذَلِكَ لأِحَدٍ إِلاَّ للْمُؤْمِن: إِنْ أَصَابَتْهُ سَرَّاءُ شَكَرَ فَكَانَ خَيْراً لَهُ، وَإِنْ أَصَابَتْهُ ضَرَّاءُ صَبَرَ فَكَانَ خيْراً لَهُ].

وتحدث فضيلة البعيجان في خطبته الثانية عن سنة صراع الإيمان والكفر فقال : الصراع بين الإيمان والكفر سنة من سنن الله، ولن تجد لسنة الله تبديلا ، {وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَجَعَلَ النَّاسَ أُمَّةً وَاحِدَةً ۖ وَلَا يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ * إِلَّا مَن رَّحِمَ رَبُّكَ ۚ وَلِذَٰلِكَ خَلَقَهُمْ ۗ وَتَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ} و منذ بزوغ فجر الإسلام وأعداؤه الكفرة له بالمرصاد يتربصون به في كل حاضر وباد ويتحالفون عليه بالجموع والأعداد، لكن الله تكفل بحفظ دينه وأوليائه، وجعل دائرة السوء على أعدائه {وَيُرِيدُ اللَّهُ أَن يُحِقَّ الْحَقَّ بِكَلِمَاتِهِ وَيَقْطَعَ دَابِرَ الْكَافِرِينَ، لِيُحِقَّ الْحَقَّ وَيُبْطِلَ الْبَاطِلَ وَلَوْ كَرِهَ الْمُجْرِمُونَ}.

إن الله تعالى يمهل ولا يهمل، يملي للكفرة الظالمين، وينتقم للمظلومين، قال تعالى: {فَمَهِّلِ الْكَافِرِينَ أَمْهِلْهُمْ رُوَيْدًا}، وقال: {وَأُمْلِي لَهُمْ ۚ إِنَّ كَيْدِي مَتِينٌ }، وقال: {وَذَرْنِي وَالْمُكَذِّبِينَ أُولِي النَّعْمَةِ وَمَهِّلْهُمْ قَلِيلًا * إِنَّ لَدَيْنَا أَنكَالًا وَجَحِيمًا * وَطَعَامًا ذَا غُصَّةٍ وَعَذَابًا أَلِيمًا} فتأخر عقاب الله وبطشه بكفرة الظالمين لحكمة بالغة، وليس إكراما لهم أو نسيانا عنهم، {وَلَا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ غَافِلًا عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ ۚ إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الْأَبْصَارُ * مُهْطِعِينَ مُقْنِعِي رُءُوسِهِمْ لَا يَرْتَدُّ إِلَيْهِمْ طَرْفُهُمْ ۖ وَأَفْئِدَتُهُمْ هَوَاءٌ * وَأَنذِرِ النَّاسَ يَوْمَ يَأْتِيهِمُ الْعَذَابُ فَيَقُولُ الَّذِينَ ظَلَمُوا رَبَّنَا أَخِّرْنَا إِلَىٰ أَجَلٍ قَرِيبٍ نُّجِبْ دَعْوَتَكَ وَنَتَّبِعِ الرُّسُلَ ۗ أَوَلَمْ تَكُونُوا أَقْسَمْتُم مِّن قَبْلُ مَا لَكُم مِّن زَوَالٍ * وَسَكَنتُمْ فِي مَسَاكِنِ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَنفُسَهُمْ وَتَبَيَّنَ لَكُمْ كَيْفَ فَعَلْنَا بِهِمْ وَضَرَبْنَا لَكُمُ الْأَمْثَالَ * وَقَدْ مَكَرُوا مَكْرَهُمْ وَعِندَ اللَّهِ مَكْرُهُمْ وَإِن كَانَ مَكْرُهُمْ لِتَزُولَ مِنْهُ الْجِبَالُ * فَلَا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ مُخْلِفَ وَعْدِهِ رُسُلَهُ ۗ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ ذُو انتِقَامٍ}.

فأحسنوا الظن بالله، و استمسكوا بدينكم واعتصموا بوحدتكم وكونوا يدا على عدوكم واسمعوا وأطيعوا لولاة أمركم وأسالوا الله الثبات على دينكم فان لدينكم عليكم واجباً فأدوه ، ولأمتكم عليكم حقاً فوفوه، واتقوا الله واعلموا أنكم ملاقوه.

F84BabaXMAAamifF84BabbXAAAh shF84BabcWEAAvOzW
قيم الموضوع
(6 أصوات)

وسط منظومة من الخدمات المتكاملة بالمسجد الحرام أمّ المسلمين لصلاة الجمعة في المسجد الحرام فضيلة إمام وخطيب المسجد الحرام الشيخ الدكتور فيصل بن جميل غزاوي فتحدث فضيلته في خطبته الأولى عن الجهل فقال : من المعلوم أن الجَهْل نقيضُ العِلْم، لكن الجَهْلَ نَوْعانِ: عَدَمُ العِلْمِ بِالحَقِّ النّافِعِ، وعَدَمُ العَمَلِ بِمُوجَبِهِ ومُقْتَضاهُ، فَكِلاهُما جَهْلٌ، وَسُمِّيَ عَدَمُ مُراعاةِ العِلْمِ جَهْلًا، إمّا لِأنَّهُ لَمْ يُنْتَفَعْ بِهِ، فَنُزِّلَ مَنزِلَةَ الجَهْلِ، وإمّا لِجَهْلِهِ بِسُوءِ ما تَجْنِي عَواقِبُ فِعْلِهِ.

فهذا لوط عليه السلام وصف قومه بأنهم سفهاءُ جهلة بحق الله عليهم، إذ خالفوا الفطرة التي فطر الله الناس عليها قال تعالى: ﴿وَلُوطًا إذْ قَالَ لِقَوْمِهِ أَتَأْتُونَ الْفَاحِشَةَ وَأَنتُمْ تُبْصِرُونَ، أَئِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الرِّجَالَ شَهْوَةً مِّن دُونِ النِّسَاءِ بَلْ أَنتُمْ قَوْمٌ تَجْهَلُونَ﴾، وفي دعاء يوسف عليه السلام ربه ﴿وَإِلّا تَصرِف عَنّي كَيدَهُنَّ أَصبُ إِلَيهِنَّ وَأَكُن مِنَ الجاهِلينَ﴾ أي من الذين لا يعملون بما يعلمون، لأنّ‌ مَن لا جدوى لعلمه فهو ومَن لم يعلم سواء.

وتحدث فضيلته عن مخالفة العلم والعمل بضده فقال : وإذا كان طلب العلم من أعظم القربات؛ فإن مخالفة العلم والعمل بضده من أعظم المنهيات، وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يتعوذ بالله من العلم الذي لا ينفع؛ فلا بد للمرء من أن يعمل بعلمه وإلا لم ينفعه علمه، وكان ما تعلمه حجة عليه، فعن أبي الدرداء رضي الله عنه قال: "إن أخوف ما أخاف على نفسي أن يقال: لي يا عويمر هل علمت؟ فأقول: نعم، فيقال لي: فماذا عملت فيما علمت؟" وعن الفُضَيْلُ بْنُ عِيَاضٍ رحمه الله قال: "لَا يَزَالُ الْعَالِمُ جَاهِلًا بِمَا عَلِمَ حَتَّى يَعْمَلَ بِهِ، فَإِذَا عَمِلَ بِهِ كَانَ عَالِمًا"، وقال رحمه الله: "إِنَّمَا يُرَادُ مِنَ الْعِلْمِ الْعَمَلُ، وَالْعِلْمُ دَلِيلُ الْعَمَلِ"، وعن بِشْر بْنَ الْحَارِثِ رحمه الله قال: "إِنَّمَا فَضْلُ الْعِلْمِ؛ الْعَمَلُ بِهِ".

إن الجهل داء خطير وشر مستطير وهو رأس كل خطيئة، ومنشأ كل ضلال وسبب عظيم لإضاعة الدين والدنيا؛ لذا ينبغي أن يكون المرء على بصيرة من أمره وألا يقع فيما وقع فيه أهل الجهل، وأن يتأمل منهج القرآن الكريم في التحذير من أفعال أهل الجاهلية المقيتة حتى لا يشابههم في ذلك، قال ابن تيمية رحمه الله: "فالناس قبل مبعث الرسول صلى الله عليه وسلم كانوا في حال جاهلية منسوبة إلى الجهل، فإن ما كانوا عليه من الأقوال والأعمال إنَّما أحدثه لهم جهال، وإنَّما يفعله جاهل".

فمن مظاهر ذلك أيها الإخوة أنهم من جهلهم وضلالهم يظنون بالله ما لا يليق به كما قال جل وعلا: ﴿يظنون بالله غير الحق ظن الجاهلية﴾ وهو ظنهم أنَّ الإسْلامَ لَيْسَ بِحَقٍّ وأنَّ أمْرَ مُحَمَّدٍ عَلَيْهِ الصلاة والسَلامُ باطل يَضْمَحِلُّ ويَذْهَبُ، وأن الله لن يَنْصُرَ نبيه ﷺ ولا يُتِمُّ ما دَعا إلَيْهِ مِن دِينِ الحَقِّ، قال ابن كثير رحمه الله: "وَهَكَذَا هَؤُلَاءِ، اعْتَقَدُوا أَنَّ الْمُشْرِكِينَ لَمَّا ظَهَرُوا تِلْكَ السَّاعَةِ أنَّها الْفَيْصَلَةُ  وَأَنَّ الْإِسْلَامَ قَدْ بَادَ وأهلُه، هَذَا شَأْنُ أَهْلِ الرَّيْبِ وَالشَّكِّ إِذَا حَصَلَ أَمْرٌ مِنَ الْأُمُورِ الْفَظِيعَةِ، تَحْصُلُ لَهُمْ هَذِهِ الظُّنُونُ الشَّنِيعَةُ. " رحمه الله.

ولا عجب أن يكون هذا حال الجاهل بالله وصفاته، وهو بخلاف ما جاء به الإسلام في جانب الاعتقاد الذي أساسه المعرفة بالله تعالى وأنَّ ما أرادَهُ كانَ؛ ولا يَكُونُ غَيْرُهُ، وأنه جعل العاقبة للمتقين.          

واختتم فضيلته خطبته الأولى بالحديث عن مظاهر الجهل فقال : ومن مظاهر جهلهم وفساد عقيدتهم ما جاء في قوله تعالى: ﴿أَفَحُكْمَ الْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ حُكْمًا لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ﴾ والاستفهام هنا للإنكار والتوبيخ عَلَى مَنْ خَرَجَ عَنْ حُكْمِ الله المُحْكَم وَعَدَلَ إِلَى مَا سِوَاهُ مِنَ الْآرَاءِ وَالْأَهْوَاءِ وَالِاصْطِلَاحَاتِ، الَّتِي وَضَعَهَا الرِّجَالُ بِلَا مُسْتَنَدٍ مِنْ شَرِيعَةِ اللَّهِ، كَمَا كَانَ أَهْلُ الْجَاهِلِيَّةِ يَحْكُمُونَ بِهِ مِنَ الضَّلَالَاتِ وَالْجَهَالَاتِ، مِمَّا يَضَعُونَهَا بِآرَائِهِمْ وَأَهْوَائِهِمْ. وإنَّ مما علّمه الله نبيه صلى الله عليه وسلم أن يقول لأهل الجاهلية ﴿أَفَغَیۡرَ ٱللَّهِ أَبۡتَغِی حَكَمࣰا وَهُوَ ٱلَّذِیۤ أَنزَلَ إِلَیۡكُمُ ٱلۡكِتَـٰبَ مُفَصَّلࣰا﴾ أي: لقد خَص الله نبيه صلى الله عليه وسلم بِهذا الكِتابِ المُفَصّلِ الكامِلِ المعجز موضَّحا فيه الحلال والحرام، والأحكام الشرعية، وأصول الدين وفروعه، الذي لا بيان فوق بيانه، ولا برهان أجلى من برهانه، ولا أحسن منه حكما ولا أقوم قيلا، لأن أحكامه مشتملة على الحكمة والرحمة.

كما أبطل صلى الله عليه وسلم ما كان عليه أهل الجاهلية من التفاخر والتعاظم بالآباء فقال صلى الله عليه وسلم: (إنَّ اللهَ قد أذهب عنكم عُبِّيَّةَ الجاهليةِ وفخرَها بالآباءِ، إنما هو مؤمنٌ تقيٌّ، أو فاجرٌ شقيٌّ) وفي هذه النصوص الشرعية ما يبطل الأسس التي تحكم العلاقات الاجتماعية بين الأفراد عند أهل الجاهلية، والقائمة على مبدأ العصبية والحمية، ويقرر قيام العلاقات على أواصر الإيمان وأخوة الدين.

ومن مظاهر جهلهم أيضًا وقوع نسائهم فيما نهى عنه عز وجل نساء هذه الأمة بقوله: ﴿ولا تبرجن تبرج الجاهلية الأولى..﴾ أيِ المُتَقَدِّمَةِ عَلى الإسْلامِ ومَا كَانَ قَبْلَ الشَّرْعِ مِنْ سِيرَةِ الْكَفَرَةِ، لِأَنَّهُمْ كَانُوا لَا غَيْرَةَ عِنْدَهُمْ وَكَانَ أَمْرُ النِّسَاءِ دُونَ حِجَابٍ ينكشفن وتُبرز المرأة محاسنها للرجال وتبدي زينتها ولا تسترها. فهذه بعض مظاهر أهل الجهل الذين لا يعرفون الحقّ من الباطل، بينما امتن الله على نبيه أن جعله على منهاج واضح من أمر الدين ﴿ثُمَّ جَعَلْنَاكَ عَلَىٰ شَرِيعَةٍ مِّنَ الْأَمْرِ فَاتَّبِعْهَا وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَ الَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ﴾.

وتحدث فضيلته في خطبته الثانية عن علامة الساعة في رفع العلم وانتشار الجهل فقال : جاء في الحديث الصحيح عنه صلى الله عليه وسلم قوله: (إنَّ مِن أشْرَاطِ السَّاعَةِ أنْ يُرْفَعَ العِلْمُ، ويَكْثُرَ الجَهْلُ) فكل مسلم عاقل يربأ بنفسه أن يقع في الجهل بدين اللَّه والجهل بشرعه إما علماً أو عملاً، ولا يسعه إلا أن يكون وفق ما أراد الله على علم وبصيرة يحرص على أن يتعلم العلم النافع ويستزيد منه ويتفقه في الدين ولا يخالف ما يتعلمه، قَالَ سُفْيَانُ بن عيينة رَحِمَهُ الله: "إِنْ أَنَا عَمِلْتُ بِمَا أَعْلَمُ فَأَنَا أَعْلَمُ النَّاسِ، وَإِنْ لَمْ أَعْمَلْ بِمَا أَعْلَمُ فَلَيْسَ فِي الدُّنْيَا أَحَدٌ أَجْهَلَ مِنِّي"، كما عليه أن يجانب أهل الجهل ولا يشابههم في شيء، بل شعاره وهديه هو ما قرره صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: (ألَا كلُّ شَيءٍ مِن أمْرِ الجاهليَّةِ تحتَ قدَميَّ موضوعٌ) أي: باطلٌ ومُهْدَرٌ، ولا يُؤخَذُ به.

فأمور الجاهلية كلها أمور باطلة لا فائدة فيها بل إن عواقبها وخيمة تعود بالضرر على فاعلها، لذا فقد تواردت النصوص الشرعية في النهي عن التَّشبُّهِ بأهل الجاهلية، أو الاقتِداءِ بهم، فمن ذلك ما جاء عن أبي واقد الليثي رضي الله عنه قال: خَرَجْنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى حُنَيْنٍ ونحن حُدَثاءُ عَهْد بكُفْرٍ، وللمشركين سِدْرَةٌ يَعْكُفُون عندَها، ويَنُوطُون بها أسلحتهم، يُقَالُ لها: ذاتُ أَنْوَاطٍ، فمَرَرْنا بسِدْرَةٍ فقلنا: يا رسول الله، اجعل لنا ذاتَ أَنْوَاطٍ كما لهم ذاتُ أَنْواطٍ؛ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (الله أكبر، إنها السُّنَنُ! قلتم والذي نفسي بيده كما قالت بنو إسرائيل لموسى ﴿اجْعَلْ لَنَا إِلَهًا كَمَا لَهُمْ آلِهَةٌ قَالَ إِنَّكُمْ قَوْمٌ تَجْهَلُون﴾ لتَرْكَبُنَّ سَنَنَ من كان قَبْلَكم) فذم سؤالهم وأنكر عليهم بأن يتشبهوا بهم.

msg 1001468035115 50458msg 1001468035115 50459msg 1001468035115 50460msg 1001468035115 50461msg 1001468035115 50462msg 1001468035115 50463msg 1001468035115 50464msg 1001468035115 50465