استأنف المدرس بالمسجد الحرام فضيلة الشيخ الدكتور طلال بن محمد أبو النور درسه الأسبوعي والذي يقام مغرب كل يوم اثنين، في تفسير آيات القرآن، من تفسير الإمام البغوي -رحمه الله تعالى- (معالم التنزيل)، وهو أحد البرامج التوجيهية بالمسجد الحرام لشهر محرّم من عام (1442 للهجرة).
حيث شرح فضيلته الآيتين الكريمتين، قول الله تعالى: ﴿قُل أَطيعُوا اللَّهَ وَالرَّسولَ فَإِن تَوَلَّوا فَإِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ الكافِرينَ﴾، ﴿إِنَّ اللَّهَ اصطَفى آدَمَ وَنوحًا وَآلَ إِبراهيمَ وَآلَ عِمرانَ عَلَى العالَمينَ﴾، (سورة آل عمران الآية 32 و 33). وقال أبو النور: إن الهداية هي أعظم ما يطلبه المسلم من ربه، اهدنا الصراط المستقيم، والهدى كله في كتاب الله تعالى وفي طاعة الله وطاعة رسوله ﷺ.
وبين وجوب الإيمان بالنبي ﷺ وأهميته وأنه لا يتم الإيمان بالله بدون الإيمان به، كما لا تحصل نجاة ولا سعادة بدون الإيمان به، لأنه هو الطريق إلى الله سبحانه وتعالى.
وبين أن الطاعة تكون بما أحل الله ورسوله، وتحريم ما حرم الله ورسوله، ووجوب ما أوجبه الله ورسوله، وحب ما أحبه الله ورسوله، وكره ما كرهه الله ورسوله ، إن الله -عزَّ وجلَّ- خالق الخلق ومدبرهم، له الخلق والأمر -سبحانه-، يختار ويصطفي ما يشاء، كما اختار الأنبياء والرسل من المؤمنين، واختار من الأنبياء والرسل أولي العزم، واختار من أولي العزم الخليلين إبراهيم ومحمدًا -عليهما الصلاة والسلام-, واختار -سبحانه- من الملائكة جبريل, واختار محمدًا -صلى الله عليه وسلم- من البشر, واختار من السماوات العلا, ومن البلاد مكة, ومن الأشهر رمضان، والأيام العشر، ويوم عرفة، ويوم الجمعة.
وأن حق التفضيل هو حق الله تعالى وحده قال الله عزّ وجل (وَرَبُّكَ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَيَخْتَارُ مَا كَانَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ سُبْحَانَ اللَّهِ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ) فليس للمخلوق حق في التفضيل بدون علم الوحي.
وأن الله تبارَك وتعالَى يُخبر أنَّه اجتبَى مِن خَلْقِه واختار من عِبادِه أفرادًا وأُسرًا، امتنَّ عليهم بفضلِه, وأخلَصهم لعبادتِه, فاجتبى آدَمَ ونوحًا عليهما السَّلام فردَينِ، واختارَ إبراهيم وعِمْران وذرِّيَّتهما أُسرتين, فكان هؤلاء هم صفوة خَلْقه من العالَمين، وخِيرة عباده في الأوَّلين والآخِرين, وجعَلَ الصَّلاحَ والتَّوفيق مُتسلسلًا في ذرِّيَّاتهم؛ فالله تعالى على عِلم تامٍّ بمن يَستحقُّ الاصطفاءَ والاختيارَ من عبادِه؛ فهو السَّميع العليم.
واختتم فضيلة الشيخ الدكتور طلال بن محمد أبو النور درسه بدعاء المولى القدير أن يديم على هذه البلاد أمنها وأمانها ورخاءها واستقرارها، وأن يديم العز علينا بقيادة خادم الحرمين الشريفين، وولي عهده الأمين، إنه ولي ذلك والقادر عليه.
تجدر الإشارة إلى إمكانية إعادة الاستماع إلى الدرس من كافة أنحاء العالم عبر رابط منصة منارة الحرمين.
لمتابعة الدرس أضغط هنا