برعاية معالي الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي الشيخ الدكتور عبد الرحمن بن عبد العزيز السديس، انطلقت أولى مجالس الدورة العلمية "مدخل علم الفرائض" من كتاب (التحقيقات المرضية في المباحث الفرضية).
وأبتدأ فضيلة الشيخ أحمد بن حمد المزروع المدرس بالمسجد الحرام، بعد حمد الله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم، بالإشادة بجهود الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي وما توليه من جهود واهتمام بنشر العلم الشرعي المؤصل متمثلة في رئيسها معالي الرئيس العام الشيخ الدكتور عبد الرحمن السديس وفقه الله، بتنظيم موفق من وكالة الشؤون التوجيهية والإرشادية وإشراف مباشر من الإدارة العامة للشؤون التوجيهية والإرشادية.
ثم تطرق إلى تعريف علم الفرائض وذكر أن الفرائض جمع فريضة مأخوذة من الفرض وهو لغة له عدة معان منها الحز: ومنه فرضُ القوس وأثرهُ وحَزُّهُ, والقطع إذا قيل فرض الشيء: أي قطعه, والتقدير: ومنه قوله تعالى (.. فنصف ما فرضتم..) أي ما قدرتم, والإنزال: ومنه قوله تعالى (إن الذي فرض عليك القرآن...) أي أنزله, والتبيين: ومنه قوله تعالى (قد فرض الله لكم تحلة أيمانكم..) أي بيَّن لكم تحلة الأيمان, والإحلال: أي من الحرمة إلى الحل، قال تعالى (ما كان على النبي من حرج فيما فرض الله له..) أي أحل الله له ذلك وأباحه, وتطلق على ما فُرض في السائمة من الصدقة.
أما علم الفرائض اصطلاحا: فهو علم يعرف به من يرث ومن لا يرث ومقدار ما لكل وارث.
ثم تحدث عن أهمية علم الفرائض وأنها تتضح من وجوه منها أن الله عز وجل هو الذي تولى قسمة المواريث فلم يكل ذلك إلى مَلَكٍ مقرب ولا إلى نبي مرسل, وقول النبي صلى الله عليه وسلم: (ألحقوا الفرائض بأهلها فما بقي فهو لأولى رجل ذكر) متفق عليه, وقول النبي صلى الله عليه وسلم: (تعلموا الفرائض وعلموها فإنها نصف العلم، وهو ينسى وهو أول شيء ينزع من أمتي) ,وقول النبي صلى الله عليه وسلم (العلم ثلاثة وما سوى ذلك فضل: آية محكمة أو سنة قائمة أو فريضة عادلة), وقول النبي صلى الله عليه وسلم (تعلموا القرآن وعلموه الناس، وتعلموا الفرائض وعلموها فإني امرؤ مقبوض، ويوشك أن يختلف اثنان في الفريضة فلا يجدان من يخبرهما).
ثم ذكر الفرق بين ما فرضه الله عز وجل في هذا الباب وبين ما وضعه البشر من أنظمة وقوانين لا تراعى فيها الحقوق، وقد كان الناس في الجاهلية لا يورِّثون النساء والصبيان ثم جاء الإسلام وأعطى كل ذي حق حقه.
وبين فضيلته معنى التركة وأنها ما يخلفه الميت من مال، أو دية بسبب جناية تؤخذ من الجاني، ثم تطرق إلى الحقوق التي ينبغي أن تؤخذ من التركة قبل قسمتها وهي: مؤونة التجهيز للمتوفى, والدين المتعلق بعين التركة, والدين العام المرسل, والوصية بالثلث فأقل.
وفي ختام الدرس دعا فضيلته للمسلمين بصلاح حالهم وأن يوحدهم الله على الحق، ودعا لولاة أمور المسلمين بالتوفيق والسداد، ونسأل الله أن يتقبل منا ويوفقنا ويبارك في كل شؤوننا ويجزي حكومتنا والعاملين على خدمة المسلمين خير الجزاء، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آلة وصحبه أجمعين.