الاخبار الرئيسية - AR

الاخبار الرئيسية - AR (11822)

فئات موروثة

إقامة صلاة الغائب على المغفور له أمير دولة الكويت الشقيقة بالمسجد الحرام

إقامة صلاة الغائب على المغفور له أمير دولة الكويت الشقيقة بالمسجد الحرام (0)

بتوجيه من لدن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود أقيمت صلاة الغائب على سمو الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح أمير دولة الكويت الشقيقة – رحمه الله – بالمسجد الحرام والذي وافته المنية يوم أمس الاثنين الموافق 12/2/1442هـ .
وقد أم المصلين لصلاة الغائب معالي الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي الشيخ الأستاذ الدكتور عبدالرحمن بن عبدالعزيز السديس، بحضور عدد من قيادات الرئاسة، وأوضح معالي الشيخ السديس أن إقامة صلاة الغائب على سمو الشيخ صباح الأحمد الصباح في الحرمين الشريفين تعكس عمق الترابط العميق بين دولتنا المباركة -حماها الله-ودولة الكويت الشقيقة -رعاها الله-، مؤكداً معاليه أن فقيد دولة الكويت فقيد للأمة العربية والإسلامية، داعيًا الله أن يحفظ خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين - أيدهما الله -، ويديمهما ذخرًا للوطن والمواطنين، وأن يحفظ دول الخليج من كل سوء ومكروه , وأن يرحم سمو أمير دولة الكويت وأن يسكنه فسيح جناته.

590375A9 C487 4FC7 864D 4D5693FBACDD3E7A10AC 149C 41EE 9F31 668AE8D3A458D691A152 12E5 4987 8006 8FFA9500BE46FDDFBA82 DBE1 49A5 861B 7C50D4FF21E67F87ADAE A06E 4CD2 B079 EFD3F8E1F9E6331D9F6B 4377 4620 B552 77F94AC7097B3541C52E 6DAE 49AB 9E55 BC7DE0F17A83A7FE89C2 559A 43E3 8B02 54576F25B7F5


عرض العناصر...
السلامة في المسجد الحرام تتابع سير أعمالها

السلامة في المسجد الحرام تتابع سير أعمالها (0)


عقد سعادة مساعد مدير عام السلامة مدير إدارة السلامة بالمسجد الحرام الأستاذ حسين بن حسن العسافي اجتماعاً بسعادة وكيل الإدارة الأستاذ فيصل من محمد العبدلي، ورؤساء الورديات؛ لمناقشة واستعراض الخطة التشغيلية ومهام الإدارة.

وأوضح العسافي ضرورة مواصلة ومضاعفة الجهود وتهيئة السبل لتأدية الزوار والمعتمرين نسكهم بكل ويسر وسهولة، ومتابعة استمرارية الأعمال على أكمل وجه لتحقيق السلامة في كافة أنحاء المسجد الحرام.

ويأتي الاجتماع بإشراف ومتابعة سعادة مدير عام السلامة المهندس بسام بن سعيد العبيدي وتوجهات سعادة وكيل الرئيس العام للأمن والسلامة ومواجهة الطوارئ والمخاطر الأستاذ فايز بن عبد الرحمن الحارثي؛ المبنية على توجيهات معالي الرئيس العام الشيخ الدكتور عبدالرحمن بن عبدالعزيز السديس.

عرض العناصر...
قيم الموضوع
(2 أصوات)
تيسيرًا على قاصدي المسجد الحرام وسعيًا لراحتهم، أطلقت الهيئة العامة للعناية بشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي مركزاً للمفقودات في الساحة الشرقية من المسجد الحرام، يتيح للقاصد تقديم البلاغات بسهولة عبر الإنترنت، بالإضافة إلى توفير قنوات اتصال مباشرة للتواصل السريع والفعال.

وتعمل الخدمة على مدار الساعة بواسطة قوة أمن المسجد الحرام، ويتلقى الفريق البلاغات بطريقة إلكترونية عبر بوابة وزارة الداخلية (أبشر)، مع إمكانية إرفاق المستندات أو الصور الداعمة للبلاغ، وعقب استلام البلاغ يتم جمع وفرز المفقودات وتوثيقها باستخدام نظام آلي مخصص للمفقودات، لتُعاد لاحقًا لأصحابها.

ويمكن للقاصد الاستفادة من الخدمة عبر التقدم ببلاغ في منصة أبشر باتباع الخطوات التالية:-
1 – ادخل بوابة وزارة الداخلية (أبشر).
2 – اختر الخدمات الإلكترونية.
3 – اختر نظام الرسائل والمعاملات الإلكترونية.
4 – اختر قوة أمن المسجد الحرام.
5 – دوّن البلاغ وأرفق المستندات أو صور المفقودات عند توفرها.
6 – عند إرسال البلاغ سيتم تزويدك برقم مرجعي للبلاغ.

يذكر أن تنفيذ الخدمة يتم عبر كادر يجيد التعامل بلغات عدة لضمان التفاعل مع ضيوف الرحمن، كما تم تخصيص أرقام اتصال خاصة لاستقبال البلاغات عن المفقودات على مدار الساعة، من خلال رقم الواتساب للتواصل المباشر 0504321147 أو الرقم الثابت 0125751204 تحويلة 106.
قيم الموضوع
(2 أصوات)

خطب وأم المصلين في المسجد النبوي فضيلة الشيخ الدكتور عبدالله بن عبدالرحمن البعيجان إمام وخطيب المسجد النبوي الشريف, 
وبعد أن حمد الله تعالى بدأ خطبته بقوله: معاشر المسلمين: رمضان شهر عبادة وتوبة، شهر تقرب وأوبه، شهر توبة ورجوع، وإخلاص وخشوع، وسجود وركوع، شهر صيام وقيام، شهر بر وإحسان، وتلاوة للقرآن؛ ألا وإنه قد آذن بالرحيل، وما بقي منه إلا القليل القليل، قد وقف على ثنية الوداع، وأوشك على الرحيل، فليت شعري من المقبول فنهنيه، ومن المردود فنعزيه؛ فالغنيمة الغنيمة عباد الله، والبدار البدار، تداركوا ما بقي منه، وبادروا بالتوبة والاستغفار، وسابقوا إلى مغفرة من ربكم وجنة عرضها السماوات والأرض أعدت للمتقين.

وأكمل: ألا وإن الأعمال بالخواتيم، فاجتهدوا فما هي إلا أيام معدودة، وساعات محدودة، ويذهب التعب والنصب، ويبقى الأجر إن شاء؛ ما هي إلا أيام يسيرة وتطوى صحفه، وتختم أعماله، فيا سعادة الفائزين، ويا ضيعة الخائبين، يا ويح المفرطين، ويا حسرة الخائبين، ويا مصيبة الغافلين؛ صعد رسول اللّه صلى الله عليه وسلم المنبر فلمّا رقي عتبةً قال: (آمين)، ثمّ رقي عتبةً أخرى فقال: (آمين)، ثمّ رقي عتبةً ثالثةً فقال: (آمين)، ثمّ قال: أتاني جبريل فقال: يا محمد من أدرك رمضان فلم يغفر له فأبعده اللّه، قلت: آمين، قال: ومن أدرك والديه أو أحدهما فدخل النار فأبعده اللّه قلت: آمين، فقال: ومن ذكرت عنده فلم يصل عليك فأبعده الله قل: آمین فقلت: آمین". رواه ابن حبان.


وأضاف فضيلته: إنكم في أيام عظيمة، وأوقات فاضلة، فلا تضيعوها في القيل والقال، وفي الغفلة والكسل واللهو واللعب، ولا تضيعوها بالاشتغال بالجوالات ووسائل التواصل؛ اغتنموا أوقاتكم، اغتنموها في الصلاة والذكر وقراءة القرآن، اغتنموها في التوبة والاستغفار والدعاء والابتهال. وأوضح: ألا وإن طرق الخيرات كثيرة فأين السالكون، وإن أبوابها المفتوحة فأين الداخلون، فخذوا عباد الله من كل طاعة بنصيب، قال تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ارْكَعُوا وَاسْجُدُوا وَاعْبُدُوا رَبَّكُمْ وَافْعَلُوا الْخَيْرَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ)


وأضاف فضيلته: أيها الصائمون ..للعبادة المقبولة أثر في الإيمان، فأثرها في القلب والجنان، إصلاح النية، وتزكية النفوس والتقوى، والإخلاص والخشوع لله الأعلى؛ وأثرها في الجوارح والأركان، الكف عن المعاصي والمحرمات، والمثابرة على فعل الخير والطاعات، وقد قال تعالى عن الصلاة، (إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَىٰ عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنكَرِ ۗ)؛ وقال عن الصوم: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ)؛ فراقبوا الله في أعمالكم، فإن الله لا ينظر إلى صوركم ولا إلى أجسامكم، ولكن ينظر إلى قلوبكم وأعمالكم، ورب صائم ليس له من صيامه إلا العطش والجوع والنصب، ورب قائم ليس له من قيامه إلا السهر والتعب، نسأل الله السلامة والعافية.


وبيّن: إن من علامات قبول الأعمال، تغير الأحوال إلى أحسن حال، والاستقامة على صالح الأعمال، والتوبة إلى الله عز وجل، فأروا الله من أنفسكم خيرًا. وأوضح فضيلته: في العشر الأواخر ليلة خير من ألف شهر، تنزل فيها الرحمات، وتستجاب فيها الدعوات، وتكفر الخطيئات، وتغفر الزلات، من قامها إيمانًا واحتسابًا غفر له ما تقدم من ذنبه، العبادة فيها خير من عبادة ألف شهر، وفيها تكتب المقادير، ويفرق كل أمر حكيم، فاحرصوا على قيامها، واجتهدوا في تحريها، وجدوا في طلبها، وتضرعوا إلى الله فيها، وحري بمن التمسها أن لا يخيب، والله ذو الفضل العظيم، وهي تلتمس في سائر ليال العشر، وخاصة في الوتر منها، وما بقي منها القليل.


ألا وإن أمامكم أرجى لياليها ليلة السابع والعشرين، فعن أبيّ بن كعبٍ رضي الله عنه أنه كان يقول في ليلة القدر: «واللّه الّذي لا إله إلّا هو، إنّها لفي رمضان، يحلف ما يستثني، وواللّه إنّي لأعلم أيّ ليلةٍ هي، هي اللّيلة الّتي أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بقيامها، هي ليلة صبيحة سبع وعشرين، وأمارتها أن تطلع الشّمس في صبيحة يومها بيضاء لا شعاع لها» رواه مسلم. وعن ابن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من كان متحريها فليتحرها ليلة سبع وعشرين"، وقال: "تحروها ليلة سبع وعشرين"، يعني ليلة القدر. رواه أحمد؛ فاحرصوا على قيامها، واجتهدوا في تحريها، وجدوا في طلبها، وتضرعوا إلى الله فيها.



واختتم الخطبة بقوله: قد شرع الله في ختام هذا الشهر الكريم زكاة الفطر، فتجب على كل مسلم تلزمه مؤنة نفسه إذا فضل عن قوته وقوت عياله يوم العيد وليلته، وتلزم الذكر والأنثى والصغير والكبير، وعلى الغني والفقير، يخرجها المسلم عن نفسه وعن من تلزمه نفقته. والمستحق لزكاة الفطر هو المستحق لزكاة المال، ومقدارها صاع من بر أو تمر أو شعير أو زبيب أو قمح أو أقط، أو ما يقوم مقام ذلك من قوت أهل البلد كالأرز والحنطة. والصاع مكيال يقاس به الحجم، وليس الوزن، فعن عبد اللّه بن عمر رضي الله عنه «أنّ رسول اللّه صلى الله عليه وسلم فرض زكاة الفطر من رمضان على كلّ نفس من المسلمين حر، أو عبد، أو رجل، أو امرأة، صغيرٍ أو كبير صاعًا من تمرٍ، أو صاعًا من شعير» رواه مسلم؛ وقد شرع الله زكاة الفطر طهرة للصائمين من اللغو والإثم، وزكاة للبدن، وطعمة للمساكين، ومواساة للفقراء يوم العيد؛ وتجب بغروب الشمس من آخر يوم من شهر رمضان، والسنة إخراجها يوم العيد قبل الصلاة، ويجوز تعجيل إخراجها قبل العيد بيوم أو يومين، ويأثم من أخرها بعد صلاة العيد من غير عذر، ويلزمه إخراجها.
قيم الموضوع
(2 أصوات)

أمّ وخطب المصلين بالمسجد الحرام معالي رئيس الشؤون الدينية بالمسجد الحرام والمسجد النبوي الشيخ الدكتور عبدالرحمن بن عبدالعزيز السديس واستهل معاليه خطبته قائلًا: أَيُّها المُسْلمون الصائِمون: في هذهِ الآونَةِ الشَّريفَةِ من الزّمانِ، أناخَتْ أُمَّتُنَا الإِسْلاَمِيَّةُ مُنذُ بِضْعةِ أيَّامٍ مَطَايَاهَا، بَيْنَ يَدَيْ عَشْرٍ عَظِيمَةٍ، مُبَجَّلَةٍ كَرِيمَةٍ، بِالخَيْرَاتِ جَمِيمَةٍ، وَبِالفَضَائِلِ عَمِيمَةٍ، تِلْكُم ياعِبادَ الله العَشْرُ الأواخِر مِن رمضان، سيِّدِ الشُّهور، يغشاكُم فيها بِرحمتِه الربُّ الغفور، وتَفيضُ أيَّامُها بالقُرُباتِ وَالسُّرُورِ، وَتُنِيرُ لَيَالِيهَا بِالآيَاتِ المَتْلُوَّاتِ وَالنُّورِ. 

معَاشِر المُسلمين: ومن فضْلِ الموْلى الكريمِ سُبحانه على هذِه الأُمَّة المحمَّديَّةِ في هذه الأوْقاتِ الشَّريفات، أنْ فضّلَها على غيرِها من الأُممِ السَّابقاتِ، بليلةٍ شريفةٍ في قدْرِها، عظيمَةٍ في أجْرِها، لاتُشابهُها في الفضْلِ والشَّرفِ والمكانةِ أيُّ ليلةٍ أٌخْرى منْ ليالي الدَّهْر، وتَتَجلَّى هذهِ الَّليلةُ المُباركة ويسْطعُ نورُها في العشْر الأخيرةِ من ليالي رمضَان، وبِها تُباهي العشْرُ غيْرَها من الَّليالي وتُفاخِِر، فهيَ غُرَّةُ هذِه الَّليالي وشامَتُها، إنّها ليلةُ القدْر؛ التي أُنْزل فيها القرآن، وفيها تكتب الأرزاقُ والأقدارُ، و الآجال، منْ لدُنِ الملكِ المُتعال، [وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ * لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ * تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِمْ مِنْ كُلِّ أَمْرٍ * سَلَامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ]. 

إِنَّهَا أيُّها القائِمون المتهجّدون: اللَّيْلَةُ الَّتِي تَتَنَزَّلُ فِيهَا المَلاَئِكَةُ حَتَّى تَكُونَ أَكْثَرَ فِي الأَرْضِ مِنْ عَدَدِ الحَصَى، إِنَّهَا اللَّيْلَةُ الَّتِي مَنْ قَامَهَا إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ، وَأَرْجَحُ الأَقْوَالِ - عباد الله - في وقْتِها أَنَّهَا فِي الوِتْرِ مِنَ العَشْرِ الأَوَاخِرِ، وَأَنَّهَا تَنْتَقِلُ، وَأَرْجَى أَوْتَارِ العَشْرِ عِنْدَ الجَمْهُورِ لَيْلَةُ سَبْعٍ وَعِشْرِينَ، كَمَا نَصَّ عَلَى ذَلِكَ الحَافِظُ ابْنُ حَجَرٍ رحمه الله. غَيْرَ أَنَّ القَوْلَ بِتَنَقُّلِهَا بَيْنَ لَيَالِي أَوْتَارِ العَشْرِ هوَ القَوْلُ الرَّاجِحُ إن شاء الله، جَمْعًا بَيْنَ الأَخْبَارِ؛ فَيَنْبَغِي عَلَى المُسْلِمِ أَنْ يَجْتَهِدَ فِي هَذِهِ العَشْرِ كُلِّهَا، قَالَ أَهْلُ العِلْمِ:وَإِنَّمَا أَخْفَى اللَّهُ مَوْعِدَ هَذِهِ اللَّيْلَةِ؛ لِيَجْتَهِدَ العِبَادُ فِي العِبَادَةِ، وَكَيْلاَ يَتَّكِلُوا عَلَى فَضْلِهَا وَيُقَصِّرُوا فِي غَيْرِهَا، فَأَرَادَ مِنْهُمْ الجِدَّ فِي العَمَلِ أَبَدًا. إِنَّهَا عِبادَ الله، لَيْلَةٌ تَجْرِي فِيهَا أَقْلاَمُ القَضَاءِ، بِإِسْعَادِ السُّعَدَاءِ، وَشَقَاءِ الأَشْقِيَاءِ:﴿فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ﴾ [الدخان:4]، فَتَحَرَّوْهَا عِبَادَ اللَّهِ فِي هَذِهِ اللَّيْلَتين الباقِيَتَيْن مِنَ الأوتارِ، لَعَلَّ اللَّهَ أَنْ يَمُنَّ عَلَيْكُمْ بِقيامهَا إيمانًا واحتِسابًا، فيَغْفِرُ لكم ما تقدّم من ذنوبِكم، ويُعْتِقَكُمْ مِنَ النَّارِ بِمَنِّهِ وَكَرَمِهِ، وَقَدْ وَرَدَ فِي السُّنَنِ عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنْها، قَالَتْ: قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ: أَرَأَيْتَ إِنْ عَلِمْتُ أَيَّ لَيْلَةٍ هِيَ لَيْلَةُ القَدْرِ، مَا أَقُولُ فِيهَا؟ قَالَ:[قُولِي: اللَّهُمَّ إِنَّكَ عَفُوٌّ تُحِبُّ العَفْوَ فَاعْفُ عَنِّي].

وأوضح الشيخ السديس أن الدُّنيا كُلّها كلَمْحةِ برقٍ أوْ غَمْضةِ عَين، فكيف بأيَّامٍ وليالٍ معدودات؟!!، وكيْفَ بالثُّلُثِ الأخيرِ منْها وما بقيَ منْه ؟!!، فالوقْتُ قصيرٌ لا يحْتملُ التقْصير، وهذِه الأيَّامُ السَّعيداتُ والَّليالي المباركاتُ، قدْ ذَهَبَ جُلُّها وأسْناها، وبقيَ خَاتِمَتُها وأَرْجَاها، فاتَ مُعْظمُها، وبقيَ أعْظَمُها، وأكْثرُ الشَّهرِ قدْ ذهبَ، وما بقيَ أغْلى من الذّهب، وَقَدْ فازَ وسَعِد - بإذنِ الله - من وُفِّق لِقِيامِها وعَمَلِ الصَّالِحاتِ فِيها والقُرُبات، ومَنْ تثاقَلَ وتَوانَى فَلْيبَادِر فيما بَقي، ولْيُحْيي ليلهُ قائِمًا ُقانِتًا، راكِعًا ساجدًا، لَعَلّه أنْ يلْحق الرّكْبَ الأُلَى، ويفوزَ بالقَبول والرِّضا.


أيُّهَا الصّائمون الأبرار: إنّ الله عزّ وجلّ كتبَ على هذه الدُّنيا الزَّوالَ والفَناء، وَتِلْكَ سُنَّةُ اللهِ فِي خَلْقِهِ، أَيَّامٌ تَنْقَضِي وَأَعْوَامٌ تَنْتَهِي إِلَى أَنْ يَرِثَ اللهُ الأَرْضَ وَمَنْ عَلَيْهَا، وما هيَ إلاّ أيَّامٌ قَليلةٌ حتّى نوَدِّع ذَلِكُمُ المَوْسِمَ الكَرِيم، شَهْر رَمَضَانَ المُبَارَكَ، فَقَدْ قُوِّضَتْ خِيَامُهُ، وَتَصَرَّمَتْ أَيَّامُهُ، وَأَزِفَ رَحِيلُهُ، وَلَمْ يَبْقَ إِلاَّ قَلِيلُهُ، وإنَّ قُلوبَ الصالحينَ ونُفوسهُم إلى هذا الشهرِ تَحِنُّ، ومِن أَلَمِ فِراقِهِ تَئِنُّ، وكيفَ لاَ؟! وقَد عاشُوا فِيه أجْملَ الأوقاتِ وأسْعَد الَّلحظاتِ، حَيْثُ  تُسْكَبُ العبَراتُ، وتُرْفعُ الدعواتُ إلى ربِّ الأرضِ والسماوات، فتُنَزَّلُ الرَّحمات، وتُمْحى الخطايا وتُبَدَّلُ السَّيئاتُ حسَنات، وتُعْتقُ الرِّقابُ من النيران والدّركات، وتُرفَعُ الدَّرجاتُ في أعالي الجنّات ؟ فكيفَ لاَ تَتأَلَّمُ قلوبُ المُحبِّينَ الْوالهين على فِراقِهِ.

وبين إمام وخطيب المسجد الحرام أن الشَّهْرُ الكَرِيمُ سينْقضي بعدَ أيَّام، وَقَدْ أَحْسَنَ فِيهِ أُنَاسٌ وَأَسَاءَ آخَرُونَ، وَهُوَ شَاهِدٌ لَنَا أَوْ عَلَيْنَا، شَاهِدٌ لِلْمُشَمِّرِ بِصَيَامِهِ وَقِيَامِهِ وَبِرِّهِ وَإِحْسَانِهِ، وَعَلَى المُقَصِّرِ بِغَفْلَتِهِ وَإِعْرَاضِهِ وَشُحِّهِ وَعِصْيَانِهِ، وَلاَ نَدْرِي هَلْ نُدْرِكُهُ مَرَّةً أُخْرَى أَمْ يَحُولُ بَيْنَنَا وَبَيْنَهُ هَادِمُ اللَّذَّاتِ وَمُفِرِّقُ الجَمَاعَاتِ، فَالسَّعِيدُ فِي هَذَا الشَّهْرِ مَنْ وُفِّقَ لإِتْمَامِ العَمَلِ وِإِخْلاَصِهِ، وَمُحَاسَبَةِ النَّفْسِ وَالاسْتِغْفَارِ وَالتَّوْبَةِ النَّصُوحِ فِي خِتَامِهِ، فَإِنَّ الأَعْمَالَ بِالخَوَاتِيِمِ.

أيّها الصَّائِمون القائِمون: إِنَّ رَبَّكُمُ الجوادُ الكريم، يُفِيضُ مِنْ جُودِهِ وَكَرَمِهِ عَلَى عِبَادِهِ الصّائمين القائِمين فِي خِتَامِ الشَّهْرِ، فَيُعْتِقُ مَنْ شَاءَ مِنْهُمْ بِمَنِّهِ وَكَرَمِهِ مِنَ النَّارِ؛ فَقَدْ وَرَدَ أَنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ لِعِبَادِهِ الصَّائِمِينَ فِي آخِرِ لَيْلَةٍ مِنْ رَمَضَانَ، فَمَا أَعْظَمَ فَضْلَ اللَّهِ عَلَى خَلْقِهِ وَمَا أَوْسَعَ رَحْمَتَهُ بِعِبَادِهِ؛ فأروا الله من أنْفُسِكم خيرا، وطوبى ثمّ طوبى لِمَن اغتُفِرتْ زَلَّتُهُ، وتُقُبِّلتْ تَوبَتُه، وأُقِيلَتْ عَثْرَتُهُ، ويا بُؤسَ مُذْنبٍ لمْ تُغفر زلّتُه، ولم تُمْحَ جريرته، فقد رَغِمَ أنْفُه وعَظُمَ جُرْمُه.

واستهل معاليه خطبته الثانية قائلاً: فَاتَّقُوا اللَّهَ -عِبَادَ اللَّهِ- وَاعْلَمُوا -رَحِمَكُمُ اللَّهُ- أَنَّ اللَّهَ شَرَعَ لَكُمْ فِي خِتَامِ شَهْرِ رمضانَ المباركِ، أَعْمَالاً عَظِيمَةً تَسُدُّ الخَلَلَ، وَتَجْبُرُ النَّقْصَ، وَتُكَمِّلُ التَّقْصِيرَ، وَتَزِيدُ فِي الأَجْرِ وَالخَيْرِ، ومِمّا شَرَعَ لَكُمْ في خِتامِ شهْركم، زَكَاةَ الفِطْرِ شُكْرًا لِلَّهِ عَلَى التَّوْفِيقِ لِلصِّيَامِ وَالقِيَامِ، وَطُهْرَةً لِلصَّائِمِ مِنَ اللَّغْوِ وَالرَّفَثِ، وَطُعْمَةً لِلْمَسَاكِينِ، وَتَحْرِيكًا لِمَشَاعِرِ الأُخُوَّةِ وَالأُلْفَةِ بَيْنَ الأَغْنِيَاءِ وَالفُقَرَاءِ، وَهِيَ صَاعٌ مِنْ طَعَامٍ مِنْ بُرٍّ أَوْ نَحْوِهِ مِنْ قُوتِ البَلَدِ كَالأرُزِّ وَنَحْوِهِ، وَيَجِبُ إِخْرَاجُهَا عَنْ الكَبِيرِ وَالصَّغِيرِ، وَالذَّكَرِ وَالأُنْثَى، وَالحُرِّ وَالعَبْدِ، وَيُسْتَحَبُّ إِخْرَاجُهَا عَنِ الحَمْلِ فِي بَطْنِ أُمِّهِ، وَالأَفْضَلُ أَنْ يُخْرِجَهَا مَا بَيْنَ صَلاَةِ الفَجْرِ وَصَلاَةِ العِيدِ، وَإِنْ أَخْرَجَهَا قَبْلَ العِيدِ بِيَوْمٍ أَوْ يَوْمَيْنِ فَلاَ حَرَجَ، وَالسُّنَّةُ أَنْ يُخْرِجَهَا طَعَامًا كَمَا هِيَ سُنَّةُ المُصْطَفَى صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَاتَّقُوا اللَّهَ -عِبَادَ اللَّهِ- وَأَدُّوا زَكَاةَ الفِطْرِ طَيِّبَةً بِهَا نُفُوسُكُمْ وَادْفَعُوهَا إِلَى مُسْتَحِقِّيهَا مِنَ الفُقَرَاءِ وَالمَسَاكِينِ وَنَحْوِهِمْ وَرَاقِبُوا اللَّهَ فِيهَا وَقْتًا وَقَدْرًا وَنَوْعًا وَمَصْرِفًا.

واعْلموا - رحِمكمُ الله-  أنَّ المولى تعالى شرَعَ لكمُ التكبيرَ عندَ إكْمالِ العِدَّةِ،  وشرعَ لكُم صلاةَ العيدِ؛ ابتهاجًا بيومِ الجوائزِ السَّعيد، فَأَقْبِلوا على صلاتِكُم، بكلِّ طيِّبٍ منَ الِّلباس وجَديد، وأظْهِروا نعْمةَ الله عليكُم بالإحسانِ والشُّكر، فالشُّكر بريدُ المزيد، واجْتهِدوا في دُعاء العزيزِ الحميد، واسألوه جلَّ جلالُهُ صلاحَ أحوالَ المسلمينَ وتوفيقهُم في أمورِ الدُّنيا والدين، إنّه جوادٌ مجيد.
photo 5801087085917093932 yphoto 5801087085917093926 yphoto 5801087085917093934 yphoto 5801087085917093935 y
قيم الموضوع
(6 أصوات)

تعلن الهيئة العامة للعناية بشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي عن إتاحة التقديم على وظائف مؤقتة للسعوديين والسعوديات، للعمل بالمسجد الحرام والمسجد النبوي، بدايةً من اليوم الخميس الموافق ٢٥-٠٩-١٤٤٥هـ، الساعة العاشرة صباحاً ولمدة يومين.

ويمكنكم التقدم للوظائف عبر الضغط هنا.

 

قيم الموضوع
(3 أصوات)



قامت الهيئة العامة للعناية بشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي وبالشراكة مع العديد من الجهات الحكومية ذات العلاقة بإنشاء وتشغيل مركزين لاستضافة الأطفال داخل المسجد الحرام، في التوسعة السعودية الثالثة بجوار مستشفى الحرم للطوارئ، تستوعب قرابة (1500) طفل في اليوم؛ تسهيلاً لقاصدي المسجد الحرام، وتحقيقا لتوفير أفضل برامج الرعاية لفئة الأطفال من القاصدين.

وتعمل المراكز طيلة شهر رمضان المبارك على مدار الساعة، وتستقبل الفتيات من عمر سنة إلى 10 سنوات، والأولاد من سنة إلى 8 سنوات، داخل عدة مناطق يتم فيها فصل الأطفال حسب نوع الجنس، والفئات العمرية، بما يراعي الخصائص النمائية، وقد استوحت هويتها من بيت الله الحرام ومكة المكرمة ليعيش بها الطفل تجربة متكاملة، ويقدم داخلها العاب وقصص تربوية وتعليمية مرتبطة بهما، وشرح للسيرة النبوية.

يتكون المركز من ثلاث مناطق حسب الفئات العمرية، الأولى من سنة إلى ثلاث سنوات، والثانية من أربع إلى ست سنوات، والثالثة من سبع إلى عشر سنوات، كما تم توفير فريق عمل نسائي داخل المراكز تم تدريبه على الأدلة والأنظمة التشغيلية والتقنية، تحت إشراف فريق متخصص من المستشارين في تصميم البرامج والأنشطة وتشغيل مراكز الطفولة.

وتوفر المراكز وجبات للأطفال وصالة طعام، ومنطقة لمشاهدة العروض المرئية، وغرف خاصة للنوم، ولتحقيق بيئة آمنة يشترط لدخول الطفل أو خروجه من المركز تقديم الهوية أو الإقامة أو الجواز، كما تتواجد كاميرات لمراقبة الأطفال، وأبواب ذكية لضمان سلامتهم.

وتفصيلاً: لا تهدف المراكز لتقديم خدمات الرعاية للأطفال فقط، بل لتوفير تجربة تربوية تساهم في غرس القيم الثقافية والتربوية للعائلة والطفل المرتبطة ببلاد الحرمين، حيث تم تصميم نموذج المراكز بمفهوم مبتكر يقدم للطفل تجربة تربوية تمزج بين المعالم المكانية لمكة المكرمة والقصص المرتبطة قديما وحديثا وتحويلها إلى العاب مبتكرة تراعي طبيعة الأطفال النمائية والمنطلقات التربوية الملائمة، وقد انعكس ذلك على التصميم التنفيذي للألعاب بالإضافة إلى ربطه بالأنشطة والبرامج.

وتحتوي كلا المركزين على عدة مساحات لكل مساحة مفهوم خاص مرتبط به، فبينما يقضي الطفل وقته في قاعة الحج فهو يمارس أنشطة حركية ممتعة مرتبطة بمناسك الحج مثل الصعود على جبل الرحمة، وعندما يتعرف على قصة الجمرات توجد مجسمات طفولية تحاكي الجمرات يقوم بالتفاعل معها، وفي مساحة أخرى يتفاعل الطفل مع بئر زمزم وقصته بشكل مترابط بين المجسم والمحتوى ويتنقل بين جبلي الصفا والمروة وغيرهما من المعالم.

كما توجد بعض المساحات الأخرى الهادئة مثل فصل التفكر الذي يحتوي على غار حراء وغار ثور، في هذه المساحات تختلف طبيعة الأنشطة حيث أنها أكثر هدوءًا من غيرها، وتروى في هذه القاعات قصص الوحي والهجرة، ويستنبط فيها الأطفال القيم والعبر، ويقوم الأطفال أيضا بتصميم مجسماتهم الخاصة بهم للمعالم والأماكن المكية باستخدام القوالب والأدوات المصممة خصيصا لهذه المراكز.

وجاءت المركزين ضمن حزمة من المشاريع المتعددة التي تسعى الهيئة لتوفيرها لقاصدي بيت الله الحرام الصغار الذين يشكلون أكثر من ١١٪؜ من إجمالي الحجاج والمعتمرين سنويا.

يذكر أن المراكز تقدم الخدمة للساعات الثلاث الأولى مجانًا، وبعد ذلك تكون هناك رسوم رمزية، ولمزيد من التفاصيل بإمكانكم التواصل مع مركز ضيافة الأطفال عبر الرقم: 0567858837
IMG 20240401 WA0025IMG 20240401 WA0028IMG 20240401 WA0029IMG 20240401 WA0030IMG 20240401 WA0032IMG 20240401 WA0024
قيم الموضوع
(2 أصوات)


تعمل الهيئة العامة للعناية بشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي من خلال وكالة الأمن والسلامة ومواجهة الطوارئ والمخاطر على التحقق من استعداد وسائل السلامة داخل المسجد الحرام.

وتؤدي دوريًا متابعة سير عمليات الأمن والسلامة، ومراقبة أنظمة المرافق العامة والكشف المبكر عن المخاطر، وفحص فعالية أنظمة الإطفاء والصيانة الدورية لصناديق الإطفاء وأجهزة الإنذار، كما تتخذ إجراءات لضمان سلامة طرق المشاة وإزالة أية عوائق تعيق حركة القاصدين.

كما يساهم الكادر في تنظيم الدخول عبر السلالم الكهربائية، وتنسيق توجيه المصلين إلى الأدوار العلوية، وتنظيم الممرات المؤدية إلى صحن الطواف والسعي، وتوجيه الزوار إلى المصلى المخصص لسنة الطواف، ويُولَى اهتمام خاص لتنظيم مصلى الجنائز واستقبال ذويهم.

الهيئة تضع خططًا لمواجهة تقلبات حالة الطقس وتحضير مداخل وممرات المسجد الحرام، وتعمل على الحفاظ على ممتلكات المعارض، وتنظيم عمليات الزيارات لها، وتتميز الفرق الميدانية بوجود مراقبين أمنيين يتحدثون بلغات أجنبية مختلفة، لتحقيق تواصل فعال مع الزوار من مختلف الجنسيات.
698A8847_copy.jpg698A8826_copy.jpg_91A8658_copy.jpg_91A8649_copy.jpg698A8850_copy.jpg
الجمعة, 22 آذار/مارس 2024 17:03

زمزم رعاية مستمرة بالبئر المباركة

قيم الموضوع
(7 أصوات)
زمزم الماء المبارك، أولته المملكة العربية السعودية عناية متتابعة في رحلة تاريخية بدأها المؤسس المغفور له بإذن الله الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود.

في عام 1345 هـ أمر جلالة الملك عبدالعزيز بإنشاء سبيل لسقيا زمزم تحت مسمى سبيل الملك عبدالعزيز، كما أمر رحمه الله في العام الذي يليه بإنشاء سبيل ثان لسقيا زمزم، وفي العام نفسه أمر أيضاً بإصلاح بئر زمزم وتنظيفها ووضع غطاء عليها.

وفي عهد الملك سعود بن عبد العزيز آل سعود أمر رحمه الله بتركيب مضخة لرفع مياه زمزم وأنشأ بناية لسقيا زمزم أمام بئر زمزم، وفي عام 1377هـ حين نفذت المملكة التوسعة الأولى للمطاف، قامت على وضع تصميم فريد لبئر زمزم وذلك لإزالة ما يضيق على الطائفين حيث تم وضع بئر زمزم تحت المطاف.

وواصل الملك فيصل رحمه الله اهتمامه ورعايته لبئر زمزم، حيث أمر في عام 1393هـ بإنشاء قبو ثان للبئر، وذلك حرصاً منه على توفير الراحة لضيوف الرحمن أثناء أدائهم لمناسكهم، كما أولى الملك خالد بن عبدالعزيز ماء زمزم بالغ اهتمامه حيث أمر رحمه الله بعملية تنظيف شامله للبئر وذلك من قبل عدد من الغواصين.

ومع انطلاق مشروع التوسعة السعودية الثانية للمسجد الحرام في عهد الملك فهد بن عبدالعزيز رحمه الله تضمن المشروع نظام مياه للشرب والتصريف، حيث تكون من وحدتين ضخمه لماء زمزم وعدة صنابير للشرب وإنشاء مضخة في دور التوسعة الثانية.

وفي عهد الملك عبدالله بن عبدالعزيز رحمه الله أمر بإنشاء محطة تنقية مياه البئر ومحطة ومصنع للتعبئة والنقل تعمل وفق نظام تحكم ومراقبة وتخزين آلي حيث سمي هذا المشروع باسم مشروع الملك عبدالله بن عبدالعزيز لسقيا زمزم، كما أمر بإطلاق مشروعين يختص الأول بتنظيف حاويات ماء زمزم آلياً، والثاني بإعادة تصميمها حماية للمياه وانسيابيتها وسهولة الحصول عليها.

وفي عام 1439هـ صدرت موافقة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود -حفظه الله- على استكمال أعمال بئر زمزم وأعمال تأهيل العبارات حيث تم إنشاء عبارات الخدمات الخاصة بزمزم وعددها خمس عبارات كما تم استكمال المرحلة الأخيرة من تعقيم وإزالة للشوائب وفحص للبيئة المحيطة ببئر زمزم.

وتمر رحلة المياه المباركة من بئر زمزم وصولاً لقاصدي المسجد الحرام والمسجد النبوي بعدة مراحل منها التنقية والتعقيم وذلك بضخ المياه الخام من بئر زمزم عن طريق مضختين عملاقتين بقدرة (360) متر مكعب بالساعة تقوم بسحب مياه زمزم من البئر وضخها الى مشروع الملك عبد الله لتطوير مياه زمزم، والذي يقوم بدوره بتخزين المياه وإجراء أعمال التعقيم ثم إرسال مياه زمزم إلى محطة خزان زمزم وإلى محطة سبيل الملك عبد العزيز ومرحلة ضخ المياه المسحوبة من المضختين يتم ضخ المياه المباركة عبر خطوط نقل المياه الخام والتي تبلغ 4 كيلو متر تقريبا وهي مصنوعة من مادة غير قابلة للصدأ (استانلس ستيل) حيث يوجد على طول الخطوط غرف هواء وغسيل وغرف تحكم موصولة بوسائط خاصة بالتحكم.
photo1711114793
قيم الموضوع
(2 أصوات)
خطب وأم المصلين في المسجد النبوي فضيلة الشيخ الدكتور عبدالمحسن بن محمد القاسم إمام وخطيب المسجد النبوي الشريف
وبعد أن حمد الله تعالى بدأ بقوله أيُّها المسلمون: فضَّلَ اللَّهُ اللَّياليَ والأيَّامَ بعضَها على بعضٍ، واصطفى من الشُّهور شهراً جعلَه غُرَّةَ شهورِ العامِ، وخصَّه بمزيدٍ من الفضل والإكرام؛ فأُنزلَ فيه القرآن، وفيه تُفتح فيه أبواب الجِنان، وتُغلق أبواب النِّيران، وتُصفَّد الشَّياطين، وتُكفَّرُ فيه الخطايا إذا اجتُنبت الكبائرُ، قال النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم: «الصَّلَوَاتُ الخَمْسُ، وَالجُمُعَةُ إِلَى الجُمُعَةِ، وَرَمَضَانُ إِلَى رَمَضَانَ؛ مُكَفِّرَاتٌ مَا بَيْنَهُنَّ إِذَا اجْتُنِبَتِ الكَبَائِرُ»؛ قال النَّوويُّ رحمه الله: «كلُّ واحد من هذه المذكورات صالحٌ للتَّكفير؛ فإن وَجَد ما يكفِّره من الصَّغائر كفَّره، وإن لم يصادف صغيرة ولا كبيرة؛ كُتِبت به حسناتٌ ورُفِعت به درجاتٌ، وإن صادَفَت كبيرةً أو كبائرَ ولم يصادف صغيرةً؛ رجَوْنا أن يخفِّف من الكبائر».

وأكمل: الصِّيام يَقِي من الآثامِ والنَّار؛ قال النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم: «الصِّيَامُ جُنَّةٌ»، وأمَّا ثوابه: فالذي يتولاه هو الرَّبُّ الكريم، قال النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم: «كُلُّ عَمَلِ ابْنِ آدَمَ لَهُ إِلَّا الصَّوْمَ؛ فَإِنَّهُ لِي وَأَنَا أَجْزِي بِهِ»، قال القرطبيُّ رحمه الله: «معناه: أنَّ الأعمال قد كُشفت مقاديرُ ثوابِها للنَّاس، وأنَّها تُضاعف من عشرةٍ، إلى سبع مئةٍ، إلى ما شاء الله؛ إلَّا الصيامَ؛ فإنَّ الله يثيب عليه بغير تقدير».
وبيّن فضيلته: العمل الصَّالح يَشرُف في الزَّمان الفاضل؛ وأفضلُ القُرُبات: توحيد الله وإخلاص العمل إليه، وبهذا أُمر جميع الخلق، قال تعالى: ﴿وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ﴾، والأعمال الصالحة لا تقبل إلا بمتابعة سُنَّةِ النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم، وطاعته صلى الله عليه وسلم موجبة للجنَّة، قال النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم: «مَنْ أَطَاعَنِي دَخَلَ الجَنَّةَ»؛ والصَّلاةُ عمُود الدِّين، وعهدٌ على الله من حافظ عليها دخل الجنَّة، ومن نامَ عن فرضِها لَمْ يَعرفْ رمضان، ومن تكاسَلَ عن سُنَنِها ورواتِبِها فقد غَفَلَ عن فضلِ رمضان؛ والقرآن الكريم ممَّا امتنَّ الله به على هذه الأمَّة، قال سبحانه: ﴿لَقَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولًا مِنْ أَنْفُسِهِمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ﴾، كثُرت أسماؤه وتعدَّدت أوصافُه، وقدَّمه في الذِّكر على كثيرٍ من نِعَمه؛ ﴿الرَّحْمَنُ* عَلَّمَ الْقُرْآنَ﴾، تلاوته تزيد في الإيمان، وآياته أبكت العظماء، امتدح الله من تلاه وعمل به، ووعده بالزِّيادة والوفاء، قال سبحانه: ﴿إِنَّ الَّذِينَ يَتْلُونَ كِتَابَ اللَّهِ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَأَنْفَقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرًّا وَعَلَانِيَةً يَرْجُونَ تِجَارَةً لَنْ تَبُورَ* لِيُوَفِّيَهُمْ أُجُورَهُمْ وَيَزِيدَهُمْ مِنْ فَضْلِهِ﴾، وأفضل ما يتلى القرآن في الشَّهر الذي نزل فيه، قال ابن عبَّاس رضي الله عنهما: «كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَجْوَدَ النَّاسِ، وَكَانَ أَجْوَدُ مَا يَكُونُ فِي رَمَضَانَ حِينَ يَلْقَاهُ جِبْرِيلُ، وَكَانَ يَلْقَاهُ فِي كُلِّ لَيْلَةٍ مِنْ رَمَضَانَ فَيُدَارِسُهُ القُرْآنَ»، قال ابن حجر رحمه الله: «بمجموع ما ذكر: من الوقت، والمنزول به، والنَّازل، والمذاكرة؛ حصل المزيد في الجود»؛ وأسعدُ النَّاس أقربُهم من كتاب الله، ومن حُجب قلبه عن الانتفاع بالقرآن فلن يهتديَ بغيره.

وأضاف: قيامُ اللَّيل من صفاتِ أهل الجنَّة، قال جلَّ وعلا: ﴿كَانُوا قَلِيلاً مِّنَ اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ﴾، وأفضلُ صلاةِ المرءِ بعد المكتوبةِ: صلاةُ اللَّيل، فحافظْ على صلاةِ التَّراويح مع الإمامِ حتَّى يَنصرفَ؛ لِتتعرَّضَ لنفحاتِ اللَّه، قال النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم:«مَنْ قَامَ مَعَ الإِمَامِ حَتَّى يَنْصَرِفَ؛ كُتِبَ لَهُ قِيَامُ لَيْلَةٍ».
وأوضح فضيلته: الدُّعاءُ يخترق السَّموات حتَّى يصل إلى الله ولا يردُّه أحد، قال سبحانه: ﴿ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ﴾، ويدا الله مبسوطتان، دائمتا الصَّبِّ بالعطاء في الليل والنَّهار، وخزائنه ملأى، فسَلِ الكريمَ ما شئت من خيري الدُّنيا والآخرة – من الهداية وصلاح الذُّرِّيَّة، والسَّعادة والفلاح، والرِّزق الحلال، ودخول الجنة -، وادْعُ ربَّك بكلِّ ما تتمنَّاه؛ يتحقَّقْ لك بإذن الله.

وبيّن: الصَّدقةُ بُرهانٌ على الإيمان، وأفضلُها: ما كان في رمضان، وإنفاق المال خيرٌ للنَّفس، قال سبحانه: ﴿وَأَنْفِقُوا خَيْرًا لِأَنْفُسِكُمْ﴾، والملائكة تدعو للمنفِق كلَّ يوم بالخُلف عمَّا أنفق.
وأوضح فضيلته: التَّوبة الصَّادقة من أفضل العبادات، قال ابن القيِّم رحمه الله: «أكثر النَّاس لا يعرفون قدر التَّوبة ولا حقيقتَها»، ولا يكمُل عبدٌ، ولا يحصل له كمال قربٍ من الله إلَّا بها، وقد أمر الله جميع المؤمنين بالتَّوبة لينالوا الفلاح؛ فقال: ﴿وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ﴾.
وبيّن: المرأة مأمورة بما يُؤمَر به الرِّجال من العبادات - من تلاوة القرآن، والصَّدقة، والدُّعاء، والاستغفار، والتَّوبة، وقيام اللَّيل - إلَّا أنَّ صلاتَها في دارِها خيرٌ لها من صلاتِها في المسجد، قال النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم: «وَبُيُوتُهُنَّ خَيْرٌ لَهُنَّ».

وأوضح فضيلته: أيَّامُ رمضان آخِذَةٌ في الانصرام، والعاقلُ من اغتنَمَها، وما الحياةُ إلَّا أنفاسٌ معدودة، وآجالٌ محدودة، والأيَّامُ مطايا إلى هذه الآجال، فاعملوا وأَمِّلوا وأَبْشِرُوا؛ والمَغبونُ مَنِ انصرفَ أو تشاغلَ بغير طاعة اللَّه، والمَحْرُومُ مَنْ حُرِمَ الخيرَ في رمضان، والعِبرةُ بكمال النِّهاياتِ لا بنَقصِ البداياتِ، والأعمالُ بالخواتِيمِ.

واختتم الخطبة بقوله: شرع اللَّه صوم رمضان، وجعله الرُّكنَ الرَّابعَ من أركان الإسلام لِتحقيق التَّقوى؛ ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ﴾، فعلى المسلم أن يتَّقي الله، ويحذَر من خَوارِق الصوم ومُفسداتِه، وليحفظ لسانَه وسمعَه وبصرَه عمَّا حرَّم اللَّه، قال النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم: «مَنْ لَمْ يَدَعْ قَوْلَ الزُّورِ وَالعَمَلَ بِهِ، والجهل – وهو فِعل الْجُهَّال، أَو السفاهة على النَّاس - فَلَيْسَ لِلَّهِ حَاجَةٌ فِي أَنْ يَدَعَ طَعَامَهُ وَشَرَابَهُ».
قيم الموضوع
(3 أصوات)

أم إمام وخطيب المسجد الحرام فضيلة الشيخ الدكتور أسامة خياط المصلين في يوم الجمعة واستهل خطبته الأولى قائلاً: أيها المسلمون: بين لهو الحياة ولغوها، وفي غمرة خطوبها وأحداثها، وفي سعير صراعها وهجير مطامحها، يشعر المرء بأنَّه في حاجةٍ إلى ملاذات يثوب إليها، ويتفيأ ظلالها، ليأخذ الأُهبة ويعد العُدَّة، لتجديد العزم، وشحذ الهمة، وتقوية الإرادة، حتى يمضي على الطريق موفور الحظ من التوفيق، سالم الخطى من العِثار.

ولقد كان من نعم الله السابغة، ومننه الوافرة، وآلائه الجليلة، أن جعل للأمة أزمانًا تسمو على أشباهها، وتعلو على أمثالها، وهيأ لعباده من فرص العمر، ومواسم الخير، وميادين البر، ما يبلغون به المراد، ويصلون به إلى الغاية، ويحققون الأمل.

وفي الطليعة من هذه الفرص والمواسم: هذا الشهر المبارك رمضان، سيد الشهور، الذي اختص منها بنزول هذا الهدى والنور، والشفاء لما في الصدور، القرآن العظيم، والذكر الحكيم ﴿شَهرُ رَمَضانَ الَّذي أُنزِلَ فيهِ القُرآنُ هُدًى لِلنّاسِ وَبَيِّناتٍ مِنَ الهُدى وَالفُرقانِ﴾.

عباد الله: لئن كانت القوة للمسلم ضرورةً وزادًا لا غناء له عنه، ورصيدًا لا مناص له منه، لأنه عونٌ على الحق، وسبيلٌ إلى التمكين، وطريقٌ إلى الظفر، وبابٌ إلى رضوان الله، وسببٌ لمحبته كما أخبر بذلك رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في الحديث الذي أخرجه مسلمٌ في صحيحه عن أبي هريرة -رضي الله عنه- أنه قال: "قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: الْمُؤْمِنُ القَوِيُّ، خَيْرٌ وَأَحَبُّ إلى اللهِ مِنَ المُؤْمِنِ الضَّعِيفِ، وفي كُلٍّ خَيْرٌ"؛ فإنَّ في فرصة الصيام في هذا الشهر المبارك، مجالًا رحبًا، ومضمارًا واسعًا، لتقوية الإرادة في نفس المسلم الصائم، فالإمساك بالنهار عن الأكل والشرب وسائر المُفطِّرات، وما يصحب ذلك من صبرٍ على الحِرمان، ومرارة الفقد لما اعتاده المرء من المشتهيات، وكذلك إحياء الليل بالقيام في صبرٍ على نصبه، يقتضي أن ينشأ في نفس المسلم شعور المقاومة لكل إحساسٍ بالضعف، ولكل رغبةٍ في الممنوع المُحرَّم خلال النهار، مهما كثرت المغريات، ومهما تبذَّلت الشهوات.

وإنه إذا اجتاز الصائم الامتحان، ونجح في اكتساب زاده من التقوى، كان ذلك عونًا له على استمرار مقاومته، وتقوية لإرادته، في مواجهة المحرم من الشهوات، والصمود أمام التحديات، فكل موقفٍ يواجه فيه نزوةً عابرة، أو رغبةً ملحة، أو بلاءً عظيمًا، هو في الواقع امتحانٌ متجددٌ لإرادته، يعظم فيه نفع التقوى التي تحققت بالصيام، فهو إذن تصويبٌ في المسلك، وتصحيحٌ في المنهج، وتغييرٌ في المسار.

وينتقل العبد الصائم المتقي من ذُل الخطيئة، إلى عزّ الطاعة، ومن مهابط العجز والكسل، إلى ذُرا الجِد والعزم والنشاط، ومن أدران العوائد المقبوحة، والسنن المرذولة، والفِعال الشائنة المحظورة، إلى طِيب العوائد القويمة، والسنن الجميلة، والفِعال الحسنة المرضيّة.

وبالجملة -يا عباد الله-: فإنَّ في الصيام الذي روعيت شروطه، واستكملت آدابه، بعثًا للقوة التي وهنت، والإرادة التي خمدت، والعزيمة التي خارت، وتلك آيةٌ بينة على بلوغ الصائم أوفر حظه من التقوى التي قال فيها سبحانه: ﴿يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنوا كُتِبَ عَلَيكُمُ الصِّيامُ كَما كُتِبَ عَلَى الَّذينَ مِن قَبلِكُم لَعَلَّكُم تَتَّقونَ ، أَيّامًا مَعدوداتٍ فَمَن كانَ مِنكُم مَريضًا أَو عَلى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِن أَيّامٍ أُخَرَ وَعَلَى الَّذينَ يُطيقونَهُ فِديَةٌ طَعامُ مِسكينٍ فَمَن تَطَوَّعَ خَيرًا فَهُوَ خَيرٌ لَهُ وَأَن تَصوموا خَيرٌ لَكُم إِن كُنتُم تَعلَمونَ﴾.

واستهل فضيلة خطبته الثانية قائلاً: أما بعد فيا عباد الله: ثبت في السنة الصحيحة الواردة عن رسول الله -صلى عليه وسلم- أنَّ عمرةً في هذا الشهر المبارك تعدل حجَّة، فقد أخرج الشيخان في صحيحيهما، وأبو داود وابن ماجه في سننهما، وأحمد في مسنده، عن ابن عباس -رضي الله عنهما- أنه قال: "قالَ رَسولُ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ- لِامْرَأَةٍ مِنَ الأنْصَارِ: ما مَنَعَكِ أنْ تَحُجِّينَ معنَا؟ قالَتْ: كانَ لَنَا نَاضِحٌ -أي البعير أو الدابة التي يستقى عليها-، فَرَكِبَهُ أبو فُلَانٍ وابنُهُ، لِزَوْجِهَا وابْنِهَا، وتَرَكَ نَاضِحًا نَنْضَحُ عليه، قالَ: فَإِذَا كانَ رَمَضَانُ اعْتَمِرِي فِيهِ، فإنَّ عُمْرَةً في رَمَضَانَ حَجَّةٌ أوْ نَحْوًا ممَّا قالَ"، وفي لفظٍ لمسلمٍ -رحمه الله-: "فإنَّ عُمْرَةً فيه تَعْدِلُ حَجَّةً".

وإنه لفضلٌ قد بلغ الغاية يا عباد الله، وحاصله أنه صلى الله عليه وسلم أعلمها أنَّ العمرة في رمضان تعدل الحجة في الثواب، لكنها لا تقوم مقامها ولا تسدُّ مسدها في إسقاط الفريضة عمَّن لم يحج حجة الإسلام، لأنَّ الإجماع قائمٌ على أنَّ الاعتمار لا يُجزئ عن حجة الفريضة، وفيه كما قال أهل العلم بالحديث: أنَّ ثواب العمل يزيد بازدياد شرف الزمان، كما يزيد بحضور القلب وإخلاص القصد.

وأما هو صلوات الله وسلامه عليه فلم يعتمر عمرةً واحدة في رمضان من عُمَرَه الأربع، ويُحتمل أن يكون سبب ذلك كما قال الإمام ابن القيم -رحمه الله-: "أنه -صلى الله عليه وسلم- كان يشتغل في رمضان من العبادة بما هو أهم من العمرة، وخشي من المشقة على أمته، إذ لو اعتمر لبادروا إلى ذلك مع ما هم عليه من المشقة بالجمع بين العمرة والصوم، وقد كان -صلى الله عليه وسلم- يترك العمل وهو يحب أن يعمله، خشية أن يُفرض على أمته، وخوفًا من المشقة عليهم" انتهى كلامه -رحمه الله-.

ألا وإنَّ هذا الأجر والجزاء الكريم، يحصل إن شاء الله، لمن اعتمر عمرةً واحدة في رمضان، ويُخطئ كثير من الناس، بتعمدهم تكرار هذه العمرة مرات ومرات خلال هذا الشهر، فيعتمر مرة كل عشرة أيام، أو مرة كل أسبوع، أو مرة كل ثلاثة أيام، فيشق على نفسه مشقةً بالغة، ويُدخل عليها الحرج، ويزداد الأمر حين يترتب على ذلك: تضييقٌ على إخوانه، أو إيذاءٌ لهم، لا سيما عند شدة الزحام وكثرة المعتمرين.

فاتقوا الله عباد الله، واعملوا على اغتنام فرص الخير في شهر الخير، مُخلصين في ذلك لله، متابعين فيه رسول الله -صلى الله عليه وسلم-.
IMG 20240322 134532 805IMG 20240322 134532 339IMG 20240322 134531 923IMG 20240322 134532 468IMG 20240322 134532 109
قيم الموضوع
(2 أصوات)
بدأت الهيئة العامة للعناية بشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي تنفيذ خدمة جديدة تهدف إلى تسهيل تنقل كبار السن وذوي الإعاقة من الطائفين، وتتمثل الخدمة في توفير 50 عربة قولف على سطح المطاف.

وتوفر الخدمة عربات قولف مجهزة بمقاعد ملاءمة لكبار السن وذوي الإعاقة، كما تعمل العربات في فترة محددة من اليوم من الساعة 4 مساءً حتى الساعة 4 صباحًا، وتتواجد في المواقع التالية:

- سلالم أجياد الكهربائية
- مصاعد باب الملك عبدالعزيز
- مصاعد باب العمرة

يذكر أن التسعيرة المعمول بها تبلغ 25 ريالًا شاملة الضريبة للاستفادة من الخدمة، وتتسع كل عربة لـ 10 ركاب.

تأتي هذه الخطوة في إطار جهود الهيئة لتقديم أفضل الخدمات للمعتمرين، وتأكيدًا على التزامها بتوفير بيئة مريحة وميسرة للقاصدين أثناء أداء مناسك العبادة والزيارة.

صورة واتساب بتاريخ 1445 09 11 في 18.58.48 4676bf0dصورة واتساب بتاريخ 1445 09 11 في 18.58.49 d097cc36صورة واتساب بتاريخ 1445 09 11 في 18.58.49 1175a087