الاخبار الرئيسية - AR

الاخبار الرئيسية - AR (11830)

فئات موروثة

إقامة صلاة الغائب على المغفور له أمير دولة الكويت الشقيقة بالمسجد الحرام

إقامة صلاة الغائب على المغفور له أمير دولة الكويت الشقيقة بالمسجد الحرام (0)

بتوجيه من لدن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود أقيمت صلاة الغائب على سمو الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح أمير دولة الكويت الشقيقة – رحمه الله – بالمسجد الحرام والذي وافته المنية يوم أمس الاثنين الموافق 12/2/1442هـ .
وقد أم المصلين لصلاة الغائب معالي الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي الشيخ الأستاذ الدكتور عبدالرحمن بن عبدالعزيز السديس، بحضور عدد من قيادات الرئاسة، وأوضح معالي الشيخ السديس أن إقامة صلاة الغائب على سمو الشيخ صباح الأحمد الصباح في الحرمين الشريفين تعكس عمق الترابط العميق بين دولتنا المباركة -حماها الله-ودولة الكويت الشقيقة -رعاها الله-، مؤكداً معاليه أن فقيد دولة الكويت فقيد للأمة العربية والإسلامية، داعيًا الله أن يحفظ خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين - أيدهما الله -، ويديمهما ذخرًا للوطن والمواطنين، وأن يحفظ دول الخليج من كل سوء ومكروه , وأن يرحم سمو أمير دولة الكويت وأن يسكنه فسيح جناته.

590375A9 C487 4FC7 864D 4D5693FBACDD3E7A10AC 149C 41EE 9F31 668AE8D3A458D691A152 12E5 4987 8006 8FFA9500BE46FDDFBA82 DBE1 49A5 861B 7C50D4FF21E67F87ADAE A06E 4CD2 B079 EFD3F8E1F9E6331D9F6B 4377 4620 B552 77F94AC7097B3541C52E 6DAE 49AB 9E55 BC7DE0F17A83A7FE89C2 559A 43E3 8B02 54576F25B7F5


عرض العناصر...
السلامة في المسجد الحرام تتابع سير أعمالها

السلامة في المسجد الحرام تتابع سير أعمالها (0)


عقد سعادة مساعد مدير عام السلامة مدير إدارة السلامة بالمسجد الحرام الأستاذ حسين بن حسن العسافي اجتماعاً بسعادة وكيل الإدارة الأستاذ فيصل من محمد العبدلي، ورؤساء الورديات؛ لمناقشة واستعراض الخطة التشغيلية ومهام الإدارة.

وأوضح العسافي ضرورة مواصلة ومضاعفة الجهود وتهيئة السبل لتأدية الزوار والمعتمرين نسكهم بكل ويسر وسهولة، ومتابعة استمرارية الأعمال على أكمل وجه لتحقيق السلامة في كافة أنحاء المسجد الحرام.

ويأتي الاجتماع بإشراف ومتابعة سعادة مدير عام السلامة المهندس بسام بن سعيد العبيدي وتوجهات سعادة وكيل الرئيس العام للأمن والسلامة ومواجهة الطوارئ والمخاطر الأستاذ فايز بن عبد الرحمن الحارثي؛ المبنية على توجيهات معالي الرئيس العام الشيخ الدكتور عبدالرحمن بن عبدالعزيز السديس.

عرض العناصر...
قيم الموضوع
(3 أصوات)
خطب وأم المصلين في المسجد النبوي فضيلة الشيخ الدكتور صلاح بن محمد البدير إمام وخطيب المسجد النبوي الشريف، واستهل خطبته قائلًا: مجالس العلم هي الرياض اليانعة الأنيقة، والحدائق المتهدّلة الوريقة من واظب عليها حاز أعلى المراتب وأشرف المناقب عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي ﷺ قال: «منْ سَلَكَ طَرِيقًا يَلْتَمِسُ فِيهِ عِلْمًا سهّل اللهُ لهُ بِهِ طرِيقًا إِلى الْجنّةِ».
وسلوك الطريق لالتماس العلم: يشمل المشي إلى مجالس العلم وحفظه ودراسته ومطالعته ومذاكرته والتفهم له والتفكر فيه ومجالسة أهله؛ فَجَالِسِ العُلًماءِ المُقْتَدَى بِهِمُ، تَسْتَجْلِبِ النَفْعَ أَوْ تَأمَنْ مِنَ الضَّرَرِ، هُمْ سَادَةُ النَّاسِ حَقًا وَالجُلُوسُ لَهُمْ، زِيَادَةٌ هَكَذَا قَدْ جَاءَ فِي الخَبَرِ.
وأضاف: قال صلى الله عليه وسلم: (لا يقعد قومٌ في مجلس يذكرون اللهَ فيه إلاّ حفَّتهم الملائكة، وغَشِيتهمُ الرَّحمة، ونزلت عليهم السّكينة، وذكرهم اللهُ فيمن عنده)؛ ومن فضائلها وبركاتها ما رواه أَنَسُ بْن مَالِكٍ رضي الله عنه عَنْ رَسُولِ اللهِ ﷺ قَالَ: «مَا مِنْ قَوْمٍ اجْتَمَعُوا يَذْكُرُونَ اللهَ، لَا يُرِيدُونَ بِذَلِكَ إِلَّا وَجْهَهُ، إِلَّا نَادَاهُمْ مُنَادٍ مِنَ السَّمَاءِ: أَنْ قُومُوا مَغْفُورًا لَكُمْ، قَدْ بُدِّلَتْ سَيِّئَاتُكُمْ حَسَنَاتٍ» أخرجه أحمد والبزار؛ الله أكبر، أي تكريم وأي تفضيل وأي إحسان وأي إنعام، قوموا مغفوراً لكم قد بدلت سيئاتكم حسنات؛ وقال الله عز وجل: (وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُم بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ ۖ)؛ فيا بشرى من أقبل على مجالس الذكر والعلم وجالس أهل الفضل والفقه والفهم.
واختتم فضيلته الخطبة بقوله: تنزهوا عن مجالس الغفلة والمجانة والمخازي وتباعدوا عن مراتع أهل الفسق والفجور والمعاصي فما آب واردها إلا بالجد المنعوس والحظ المنحوس والرأس المنكوس متلففاً في العاجلة بالصَّغَار متعرضاً في الآجلة للخسار؛ قال صلى الله عليه وسلم: «مَا جَلَسَ قَوْمٌ مَجْلِسًا لَمْ يَذْكُرُوا الله تَعَالَى فِيهِ، وَلَمْ يُصَلُّوا عَلَى نَبِيِّهِمْ فِيهِ، إِلاَّ كَانَ عَلَيْهِمْ تِرَةٌ؛ فَإنْ شَاءَ عَذَّبَهُمْ، وَإنْ شَاءَ غَفَرَ لَهُمْ».
قيم الموضوع
(5 أصوات)
أمّ المسلمين اليوم لصلاة الجمعة في المسجد الحرام معالي الشيخ الدكتور صالح بن عبدالله بن حميد إمام وخطيب المسجد الحرام واستهل خطبته قائلًا: أيها المسلمون: التعليم هو مفتاح التقدم ، وطريق النهضة ، وهو السبيل لاستشراف المستقبل ، بالتعليم تبنى العقول ، ويكون الإبداع .
بالتعليم تغرس العقيدة الصحيحة ، والتوحيد النقي ، بالتعليم الصحيح يفهم المتعلم الإسلام فهما صحيحاً ، متكاملاً ، وسطا ، التعليم هو الذي يزود بالقيم، والمثل العليا ، ويكسب المعارف والمهارات ، وينمي الاتجاهات ، والسلوك البناء ، بالتعليم يكون استقرار المجتمع وتطوره ، ويكون به الفرد عضواً نافعاً في أمته، والتعليم هو الذي يحدد الهوية ، ويشكل الأخلاق ، ويضبط الثقافة ، ويحقق الاندماج في المجتمع ، وهو الذي يحقق أهداف الخطط : دينية ، وسياسية ، واقتصادية ، واجتماعية ، وثقافية ، وغيرها .
معاشر الإخوة : التعليم ينجح حين يُحْكِم العلاقة بين المعلِّم والمتعلم، والتعليم ينجح حين يؤدي المعلم وظيفته ، بل رسالته بإتقان ، والتعليم ينجح حين يقتنع المعلم بدوره العظيم ، ومسؤوليته الكبرى في بناء الإنسان ، ويكون مؤمنا بالثروة البشرية التي تخرج من تحت يده .
معاشر المسلمين : المعلم هو ركن نجاح التعليم ، المعلم - بإذن الله - هو عماد الأوطان ، وكلما رسخت القيمة العالية للمعلم كانت النهضة والحضارة .
المعلم هو ذو الخبرة الذي يؤخذ منه العلم والتربية ، ولولاه لما كانت المهن ولا المهارات ، ولا الاختصاصات ، وهو الذي يمدها بالعناصر البشرية المؤهلة علميا وأخلاقيا واجتماعيا .
المعلم - بتوفيق الله - هو صانع العقول يخرج من تحت يده : العالم ، والداعية ، والقاضي ، والمهندس ، والطبيب ، والمخترع ، والمكتشف ، والعسكري ، والتاجر ، والفلاح ، والصانع ، وغيرُهم من أرباب الوظائف ، والمهن ، والحرف ، وأصحاب الفكر والقلم ، والرأي ، كل هؤلاء من صنع يده ، ومن خط قلمه، بل عظماء التاريخ ، وكبار العلماء ، ورجال السياسة ، وصناع القرار ، كل هؤلاء مروا من تحت المعلم في نظام تعليمي وتربوي طويل ومتين .
إن موطن القوة في بناء الأوطان هو المعلم ، والدول حين تخطط لبناء المصانع لإنتاج المعدات والمراكب ، والأدوات والأجهزة ، تضع في مقدمة ذلك خطتها لصانع العقول الذي من تحت يده يكون إنتاج هذا كلِّه .
معاشر الإخوة : إن إعداد المعلم صناعةٌ مستقلة بذاتها ، قائمة بأركانها، والمعلمون العظماء هم القادرون - بإذن الله - على تغيير الحياة نحو الأفضل، وهم القدوة الذين يحدثون الأثر عظيم في حياة طلابهم .
أيها المسلمون : ومن أجل هذا فإن المعلم الكفء هو المعلم المخلص ، المتمسك بدينه ، المستقيم في سلوكه ، المنضبط في تصرفاته ، الحازم ، القوي ، يقدر الظروف ، ويتفهم الدوافع ، واسع الأفق ، يهتم بالثقافة العالية ، متمكن من مادته وتخصصه ، حليم ، واسع الصدر ، مرن ، صبور ، قادر على التكيف .
المعلم الكفء هو المتميز في تخصصه ، الجاد في عمله وأدائه ، القدوة الحسنة في حسن خلقه ، المعتدل الوسط في تعامله، المعلم طاقة فياضة ، يتألق في أدائه ، يقدم العلم في أفضل صورة ، يحفز المجتهد ليزداد ، ويساعد الضعيف ليرتقي ، يحبب الطلاب في المادة ، ويشوقهم بالأسلوب ، ويجذبهم بالطريقة ، يسمعون منه كلمة الشكر والتقدير، ويتلقون منه التحفيز والتشجيع، المعلم قائد لطلابه ، فعلاقته بهم علاقة مشاركة ، وتعليم ، وتربية ، وتدريب .
وليعلم المعلم الكريم أن عيون الطلاب معقودة بعينه ، فالحسن عندهم ما يستحسنه ، والقبيح عندهم ما يكرهه ، كما يقول علماؤنا، أيها المعلم الكريم : بين يديك أثمن ما تملكه الأمة ، بين يديك ثروة تتضاءل أمامها كنوز الأرض جميعُها ، إنها الثروة البشرية .
أنت حامل رسالة العلم ، ومنشئ الأجيال - بإذن الله - ، ومربي الرجال ، ومعلم الناس الخير، أنت بإذن الله بحسن تعليمك ، وصدق توجيهك تجعل الناشئة قرة أعين لوالديهم ، وذخيرة لأوطانهم ، وبناة لحضارتهم، أنت القدوة الصالحة إذا صَلَحْتَ ، واحذر التناقض بين القولِ والعملِ ، والظاهرِ والباطنِ ، فازدواجية التوجيه مَهْلَكة، أنت تؤثر على طلابك بأقوالك وأفعالك ، ومظهرك ، وفي كل تصرفاتك وأحوالك، مهمتك هي تعليم العلم ، وتهذيب النفوس ، وتوجيه السلوك ، وبناء الحياة الصالحة .
أيها المعلمون : أنتم الوارثون والمورثون : من علَّم منكم علماً فله أجر من عمل به لا ينقص ذلك من أجر العامل شيئا ، بهذا جاء الحديث عن الصادق المصدوق صلى الله عليه وسلم، وأنتم الوارثون وأنتم المورثون : (العلماء ورثة الأنبياء ، والأنبياء لم يورثوا درهما ولا دينارا ، وإنما ورثوا العلم فمن أخذه أخذ بحظ وافر) .
أنتم الوارثون وأنتم المورثون : (إذا مات الإنسان انقطع عمله إلا من ثلاث : صدقةٍ جارية ، أو علمٍ ينتفع به بعده ، أو ولدٍ صالح يدعو له)، أنتم لكم حظ وافر من هذا الحديث الشريف بأنواعه الثلاثة ، فالمرشد إلى الصدقة ودليلها هو المعلم ، فأنتم شركاء، فما يبذل من صدقات وما ينشأ من وصايا وأوقاف أنتم فيه شركاء ، وأنتم فيه وارثون موروثون، وأما الولد الصالح فإنما هو ثمرة العلم ، والتربية والتزكية ، فما أعظم ما يخلف العالم والمعلم من أجر وما أكبر ما يحدث من أثر .
أيها المسلمون : ومع العالم المعاصر ومتغيراته ومستجداته لا بد في بناء المعلم وتكوينه أن يواكب هذه المتغيرات المتلاحقة المتسارعة فيما يحقق المصالح ، ويحافظ على الأهداف، المعلم فرد في المجتمع يؤثر فيه ويتأثر به ، وهموم المجتمع هي همومه ، فلا ينبغي أن يحصل انفصام بين مهمته السامية التعليمية وعضويته الفعالة في المجتمع ، المعلم في العالم المعاصر المتغير يدرك أثر المصادر المتجددة في المعلومات بين وسائل التواصل وغيرها ، فيتعامل معها بما يحفظ على الطلاب استقرارهم ، وحسن سلوكهم ، واستفادتهم من هذه التقنيات .
أيها الإخوة : وإن للإعلام دورا عظيما في ترسيخ مكانة المعلم ، ونشر هيبته ، وحفظ منزلته ، وبخاصة من خلال الروايات ، والقصص ، والمسلسلات ، وأدوات التواصل ، والحذر كل الحذر من أن تتضمن أيُّ مادة إعلامية الحطَّ من مكانته ، أو التقليلَ من وظيفته ، أو التنقصَ رسالته، وبعد حفظكم الله : فكل جهد كريم وعمل مبارك يبذل في سبيل تحسين التعليم منطلقه هو إعداد المعلم الجيد والأستاذ الكفء لأنه من أهم مقومات بلوغ أهداف التربية والتعليم .
إنه بصلاح المعلم تصلح الأجيال ، وباحترام المعلم ترتقي الأمة ، وبضعفه تضعف، وإذا كان وراء كل أمة عظيمة تربيةٌ عظيمة فإن وراء كل تربية عظيمة معلما عظيماً ، ولا يصلح التعليم إلا إذا صلح المعلم إعداداً وديناً ، وخلقاً وثقافة .
واستهل معاليه خطبته الثانية قائلاً: معاشر المسلمين : احترام المعلم ، ومعرفة حقه هو توفيق من الله وهداية ، ومن أهمل ذلك ، أو قصر فيه فهو من دلائل العقوق ، والخذلان ، والخسران .
أيها الطالب الموفق : من علمك حرفا فأخلص له وداً ، اكتسب من المعلم أخلاقه قبل علمه ، وأدبه قبل درسه ، اجعله قدوة فيما صلح من أمره ، ولا تتبع ما أخطأ فيه من فعله ، واحفظ له من العين ما رأت ، ومن الأذن ما سمعت ، ذب عن عرضه ، واحفظه في غيبته، وانتم أيها الآباء أيها الأمهات : قفوا مع المعلم ، وعلموا أولادكم احترامه ، وحفظ مكانته ، لا تسمحوا لهم بالتطاول عليه ، أو الحط من قدره ، علموهم أدب التعليم ، وأدب الحوار ، وأدب السؤال ، حتى يُحَصِّلوا علما ، ويحملوا أدباً ، حق المعلم أن تُظْهر مناقبه ، وتستر معايبه ، ويُعظَّم قدره ، ومن أهان المعلم يجب أن يلقى ما يردعه.

قيم الموضوع
(3 أصوات)

أقامت الهيئة العامة للعناية بشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي حفل المتقاعدين للسنة الهجرية ١٤٤٥هـ، بحضور سعادة المشرف العام على الأعمال في المسجد الحرام الدكتور سعد المحيميد، و عدد من قيادات الهيئة وذلك في مقر الهيئة العامة بمكة ، وابتدأ الحفل بأيات من الذكر الحكيم ، تلا ذلك الإشادة بخدمتهم والاحتفال بجهودهم المبذولة في خدمة الحرمين الشريفين وقاصديهم على مر العقود .

وقال المتقاعد عادل عيد جميل: أنه لشرف عظيم خدمة المسجد الحرام و المصلين والمعتمرين والحجاج وأن خدمة البيت العتيق وسام فخر لكافة المتقاعدين ، وختم برفع أسمى آيات الشكر والتقدير للقيادة الرشيدة وقيادات الهيئة و منسوبيها كافة .

ورحب سعادة المشرف العام خلال الحفل بالحضور وأكد أن الاحتفال بالزملاء المتقاعدين ، الذين قدموا الجهود الكبيرة في ميادين العز والشرف في رحاب البيت العتيق ، مؤكداً بإمكانية مشاركتهم بخبراتهم الطويلة في مجالات التطوع المتنوعة ، شاكراً لهم تفانيهم على مر السنوات الماضية .

وفي ختام الحفل جرى تقديم الهدايا التذكارية بهذه المناسبة .

msg 1001468035115 51540msg 1001468035115 51541msg 1001468035115 51542msg 1001468035115 51543msg 1001468035115 51544msg 1001468035115 51545msg 1001468035115 51546msg 1001468035115 51547msg 1001468035115 51548msg 1001468035115 51549msg 1001468035115 51560msg 1001468035115 51561msg 1001468035115 51563msg 1001468035115 51564
قيم الموضوع
(4 أصوات)
أمّ المصلين في المسجد النبوي فضيلة الشيخ الدكتور عبدالمحسن القاسم إمام وخطيب المسجد النبوي الشريف. وبعد أن حمد الله تعالى بدأ خطبته بقوله: أيها المسلمون: أوجد اللَّه الخَلْقَ وفاضل بينهم، وخيرُ النَّاس وأحبُّهم إلى اللَّه أنبياؤه، ثمَّ صحابة نبيِّنا مُحمَّد صلى الله عليه وسلم، وخير النِّساء وأكرمُهنَّ على اللَّه أزواجُه صلى الله عليه وسلم، وأحبُّ أزواجه إليه أمُّ المؤمنين عائشة رضي الله عنها. وسنَّة اللَّه القائمة أنَّ مَنْ أحبَّه اللَّه ابتلاه، وفي السَّنة السَّادسة من الهجرة، ابتُلي المسلمون ببلاء عظيم جعله اللَّه امتحاناً للأمَّة كلِّها إلى يوم القيامة؛ وذلك أنَّ النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم بعد مَرْجِعه من غزوة بني المصطلِق كانت معه عائشة رضي الله عنها، ولمَّا دَنَوْا من المدينة، آذَنَ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم ليلةً بالرَّحيل، فقامت لقضاء شأنها، فمَشَتْ حتى جاوزت الجيش، ثم أقْبَلَتْ إلى الرَّحْلِ ففَقَدَتْ عِقْداً لها، فرَجَعَتْ تلتمسه في الموضع الذي فَقَدَتْه فيه، فرفعوا هَوْدَجَها وارتحلوا، ولم يشعروا بخُلُوِّ الهودج منها؛ لخِفَّة وزنها - والهودج: مركب يُجعَل فوق البعير للمرأة -، قالت عائشة رضي الله عنها: «وَكُنْتُ جَارِيَةً حَدِيثَةَ السِّنِّ»، قال الذَّهبيُّ رحمه الله: «وَعُمُرُهَا يَوْمَئِذٍ اثْنَتَا عَشْرَةَ سَنَةً»، ثم وجدت العقد بعدما استمرَّ الجيش، فمَكَثَتْ مكانَها؛ ظنّاً منها أنَّهم سيفقدونها فيرجعون إليها، فغلبتها عينُها فنامت.

وأضاف فضيلته: كان الصَّحابي صفوانُ بن المعطَّل رضي الله عنه كثيرَ النَّوم فتخلَّف عن الجيش، فلمَّا أصبح لحق بالجيش، فرأى سَوَادَ إنسانٍ نائمٍ، فأتاه، فإذا هي عائشة رضي الله عنها، وكان رآها قبل نزول الحجاب، فأعرض بوَجْهِه عنها، فاستيقظت باسترجاعه - أي يقول: إنَّا للَّه وإنَّا إليه راجعون -، قالت: «فَخَمَّرْتُ وَجْهِي بِجِلْبَابِي، وَوَاللَّهِ مَا يُكَلِّمُنِي كَلِمَةً، وَلَا سَمِعْتُ مِنْهُ كَلِمَةً غَيْرَ اسْتِرْجَاعِهِ»، قال ابن الأثير رحمه الله: «وَكَانَ صَفْوَانُ شُجَاعاً خَيِّراً فَاضِلاً»، فأناخ بَعِيرَه حتَّى رَكِبَتْه، ثمَّ انطلق يقود بها الرَّاحلة حتَّى أدركوا الجيش في الظَّهيرة، قال شيخ الإسلام رحمه الله: «وَكَانَ سَفَرُهَا مَعَهُ خَيْراً مِنْ أَنْ تَبْقَى ضَائِعَةً».؛ ولمَّا رأى رأسُ النِّفاق عبدُ اللَّه بن أُبَيِّ ابن سلول تَأخُّرَ عائشة رضي الله عنها عن الجيش طَعَنَ في بيت النُّبوَّة الطَّاهر، ثم قَدِمَ المدينة وجَعَل يَشِيعُ الإفكَ في عِرْضِ الشَّريفة العفيفة رضي الله عنها ويَذِيعُه، ويَجمَعُه ويُفَرِّقُه؛ وكانت مقالة عامَّة المؤمنين: {سُبْحَانَكَ هَذَا بُهْتَانٌ عَظِيمٌ}؛ لأنَّ ما حَدَث لم يكن رِيبةً، وإنَّما امرأةٌ حديثةُ السِّنِّ فَقَدَتْ رُفْقَتَها، فأحسن إليها صحابيٌّ، وأعادها إليهم.

وأكمل فضيلته: وأمَّا عائشة رضي الله عنها فإنَّها لمَّا قَدِمَت المدينة اشتكت من مرض ألَمَّ بها، فمَكَثَتْ في بيتها قريباً من الشَّهر، وهي لا تعلم شيئاً عمَّا يُقال عنها، غير أنَّها فَقَدَتْ لُطْفَ النَّبيِّ بها إذا مَرِضَتْ، قالت: «وَيَرِيبُنِي فِي وَجَعِي، أَنِّي لَا أَرَى مِنَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم اللُّطْفَ الَّذِي كُنْتُ أَرَى مِنْهُ حِينَ أَمْرَضُ، إِنَّمَا يَدْخُلُ فَيُسَلِّمُ، ثُمَّ يَقُولُ - أي: لمَنْ عندها -: كَيْفَ تِيكُمْ؟ - أي: كيف هذه -».، وبعد أن أفاقت من مَرَضِها، أَخْبَرَتْها أمُّ مِسْطَحٍ رضي الله عنها بقول أَهْلِ الإِفْكِ، قالت رضي الله عنها: «فَازْدَدْتُ مَرَضاً إِلَى مَرَضِي»، فلمَّا دَخَلَ عليها رسولُ اللَّه صلى الله عليه وسلم قالت له: «أَتَأْذَنُ لِي أَنْ آتِيَ أَبَوَيَّ؟ - قَالَتْ: وَأَنَا حِينَئِذٍ أُرِيدُ أَنْ أَتَيَقَّنَ الخَبَرَ مِنْ قِبَلِهِمَا -، فَأَذِنَ لِي رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَجِئْتُ أَبَوَيَّ فَقُلْتُ لِأُمِّي: يَا أُمَّتَاهْ مَا يَتَحَدَّثُ النَّاسُ؟ فأَخْبَرَتْها بحديث النَّاس، فاشتدَّ البلاءُ على عائشة بطَعْنِها في عفافها؛ إذ أنفَسُ ما تملكه المرأة بعد دينِها عِرْضُها، فهو شَرَفُها وجمالُها، قالت: «فَبَكَيْتُ لَيْلَتَيْنِ وَيَوْماً، حَتَّى أَصْبَحْتُ لَا يَرْقَأُ – أي: لا ينقطع - لِي دَمْعٌ، وَلَا أَكْتَحِلُ بِنَوْمٍ، وَأَبَوَايَ يَظُنَّانِ أَنَّ البُكَاءَ فَالِقٌ كَبِدِي – أي: شاقُّها -».

وأشار فضيلته: ومن عظيم هذا الافتراء والبُهتان بَكَتْ نساءٌ مؤمنات، قالت عائشة رضي الله عنها: «وبينما هُمَا - أي: أبواها- جَالِسَانِ عِنْدِي وَأَنَا أَبْكِي، اسْتَأْذَنَتْ عَلَيَّ امْرَأَةٌ مِنَ الأَنْصَارِ، فَأَذِنْتُ لَهَا فَجَلَسَتْ تَبْكِي». وأمَّا نبيُّنا محمَّد صلى الله عليه وسلم فمهموم ساكتٌ لم يُكلِّم أحداً في شأن الإِفْكِ، واشتدَّ الكربُ عليه بحَبْسِ الوَحْي عَنْه شَهْراً، لَا يُوحَى إِلَيْهِ فِي ذَلِكَ شَيْءٌ، فدَعَا عَلِيَّ بن أبي طالبٍ وأسامةَ بن زيدٍ رضي الله عنهما - وهما من أعرف النَّاس بأهل بيته -، يَسْتَشِيرُهُما في فراقِ أهله، وسأل جاريةً عند عائشة رضي الله عنها فقال: «يَا بَرِيرَةُ، هَلْ رَأَيْتِ فِيهَا شَيْئاً يَرِيبُكِ؟»، وسَأَلَ أمَّ المؤمنين زينب بنت جحشٍ رضي الله عنها: «مَاذَا عَلِمْتِ، أَوْ رَأَيْتِ؟» فما عابها أحدٌ منهم بشيء.، ثم دَخَلَ على عائشة وعندها والداها، فَسَلَّمَ، ثُمَّ جَلَسَ، وظَنَّتْ أنَّه سيُبَشِّرُها بكَذَبِ أهل الإِفْكِ، قَالَتْ: «فَتَشَهَّدَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم حينَ جَلَسَ، ثُمَّ قَالَ: أَمَّا بَعْدُ يَا عَائِشَةُ، فَإِنَّهُ قَدْ بَلَغَنِي عَنْكِ كَذَا وَكَذَا، فَإِنْ كُنْتِ بَرِيئَةً فَسَيُبَرِّئُكِ اللَّهُ، وَإِنْ كُنْتِ أَلْمَمْتِ بِذَنْبٍ فَاسْتَغْفِرِي اللَّهَ وَتُوبِي إِلَيْهِ، فَإِنَّ العَبْدَ إِذَا اعْتَرَفَ بِذَنْبٍ، ثُمَّ تَابَ؛ تَابَ اللَّهُ عَلَيْهِ، قَالَتْ: فَلَمَّا قَضَى رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مَقَالَتَهُ قَلَصَ - أي: ارتفع - دَمْعِي حَتَّى مَا أُحِسُّ مِنْهُ قَطْرَةً».

وبيّن فضيلته: فلمَّا رَأَت الأمر كذلك، لَجَأَتْ لِأَبِيها ليَنْصُرَها، فقالت له: «أَجِبْ عَنِّي رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، قَالَ: وَاللَّهِ مَا أَدْرِي مَا أَقُولُ لِرَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم».، ثم طَلَبَتْ حنانَ أمِّها، فقالت لها: «أَجِيبِي عَنِّي رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فيمَا قَالَ، قَالَتْ: وَاللَّهِ مَا أَدْرِي مَا أَقُولُ لِرَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم».، فلَجَأَتْ إلى مَنْ في السَّماء، وفَوَضَّتْ أمرَها إليه، وقالت لهم: «إِنِّي وَاللَّهِ لَقَدْ عَرَفْتُ أَنَّكُمْ قَدْ سَمِعْتُمْ بِهَذَا حَتَّى اسْتَقَرَّ فِي نُفُوسِكُمْ وَصَدَّقْتُمْ بِهِ، فَإِنْ قُلْتُ لَكُمْ: إِنِّي بَرِيئَةٌ - وَاللَّهُ يَعْلَمُ أَنِّي بَرِيئَةٌ - لَا تُصَدِّقُونِي بِذَلِكَ، وَلَئِنِ اعْتَرَفْتُ لَكُمْ بِأَمْرٍ - وَاللَّهُ يَعْلَمُ أَنِّي بَرِيئَةٌ – لَتُصَدِّقُونَنِي، وَإِنِّي وَاللَّهِ مَا أَجِدُ لِي وَلَكُمْ مَثَلاً إِلَّا كَمَا قَالَ أَبُو يُوسُفَ: {فَصَبْرٌ جَمِيلٌ وَاللَّهُ المُسْتَعَانُ عَلَى مَا تَصِفُونَ}، ثُمَّ تَحَوَّلْتُ فَاضْطَجَعْتُ عَلَى فِرَاشِي».

ونوّه فضيلته: ولمَّا كانت حافظةً لدينِها، حارسةً لعفافِها، أيقنت بمدافعة اللَّه عنها، وأحسنت ظنَّها به، قَالَتْ: «وَأَنَا وَاللَّهِ حِينَئِذٍ أَعْلَمُ أَنِّي بَرِيئَةٌ، وَأَنَّ اللَّهَ مُبَرِّئِي بِبَرَاءَتِي»، فكان اللَّه عند ظنِّها، قَالَتْ: «فَوَاللهِ مَا رَامَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَجْلِسَهُ، وَلَا خَرَجَ مِنْ أَهْلِ الْبَيْتِ أَحَدٌ حَتَّى أَنْزَلَ اللهُ عز وجل عَلَى نَبِيِّهِ صلى الله عليه وسلم، فَلَمَّا سُرِّيَ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وهو يَضْحَكُ، فَكَانَ أَوَّلَ كَلِمَةٍ تَكَلَّمَ بِهَا أَنْ قَالَ: أَبْشِرِي يَا عَائِشَةُ، أَمَّا اللَّهُ فَقَدْ بَرَّأَكِ».، ولطاعتها للَّه، حَفِظَها ونَصَرَها، وخَلَّد ذِكْرَ عفافِها، قالت عائشة رضي الله عنها: «وَاللَّهِ مَا كُنْتُ أَظُنُّ أَنْ يُنْزَلَ فِي شَأْنِي وَحْيٌ يُتْلَى، وَلَشَأْنِي كَانَ أَحْقَرَ فِي نَفْسِي مِنْ أَنْ يَتَكَلَّمَ اللَّهُ عز وجل فِيَّ بِأَمْرٍ يُتْلَى»، فأظهر اللَّهُ منزلةَ رسوله وأهلِ بيته عنده، وكرامتَهم عليه، وتَوَلَّى هو بنفسه الدِّفاعَ والذَّبَّ عنهم، وظهر لأمَّته احتفاءُ ربِّهم بهم، واعتناؤه بشأنهم، وأمَّا رأس النِّفاق الذي أشاع الإِفْكَ وأذاعه فتوعَّده اللَّه بالعذاب العظيم.

واختتم فضيلته: أيَّها المسلمون: عظيمٌ عند اللَّه أن يقال في زوجةِ رسولِه ما قيل، قال تعالى: {وَتَحْسَبُونَهُ هَيِّناً وَهُوَ عِنْدَ اللَّهِ عَظِيمٌ}، والشِّدَّة يعقبها فرجٌ، والمؤمن ينال الخير بالبلاء، قال تعالى: {لَا تَحْسَبُوهُ شَرّاً لَكُمْ بَلْ هُوَ خَيْرٌ لَكُمْ}، وكذا كانت عاقبة عائشة رضي الله عنها، أنزل اللَّه فيها آيات تُتْلَى إلى يوم القيامة، وسَمَتْ على النِّساءِ بِفَضَائِلِها؛ قال النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم: «وَإِنَّ فَضْلَ عَائِشَةَ عَلَى النِّسَاءِ كَفَضْلِ الثَّرِيدِ عَلَى سَائِرِ الطَّعَامِ» ومنَحَها اللَّهُ ذَكَاءً مُتَدَفِّقاً وحِفْظاً ثَاقِباً، وعِلْماً واسعاً، والأحاديث التي روتها عن النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم أكثر ممَّا روي عن الخلفاء الرَّاشدين مجتمعين؛ لانشغالهم وتقدُّم وفاتهم، لا قلَّة سماعهم، بل نَقَلَتْ لهذه الأمَّة رُبع أحاديث الشَّريعة، قال ابنُ كثيرٍ رحمه الله: «لَمْ يَكُنْ فِي الأُمَمِ مِثْلُ عَائِشَةَ فِي حِفْظِهَا وعِلْمِهَا، وَفَصَاحَتِهَا وَعَقْلِهَا، فَاقَتْ نِسَاءَ جِنْسِهَا فِي العِلْمِ وَالحِكْمَةِ، رُزِقَتْ فِي الفِقْهِ فَهْماً، وَفِي الشِّعْرِ حِفْظاً، وَكَانَتْ لِعُلُومِ الشَّرِيعَةِ وِعَاءً».، وأوجب اللَّه مَحَبَّتها على كلِّ أحد، قال النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم لفاطمة رضي الله عنها: «أَيْ بُنَيَّةُ، أَلَسْتِ تُحِبِّينَ مَا أُحِبُّ؟ فَقَالَتْ: بَلَى، قَالَ فَأَحِبِّي هَذِهِ» - يعني: عائشة – (متَّفق عليه)، وقد تُوفِّي النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم بين سَحْرِها ونَحْرِها، وفي يومها، وفي بيتها، وهي زوجته صلى الله عليه وسلم في الدُّنيا والآخرة، فهل فوق ذلك مَفْخَرٌ.

GFU8Q8dXIAAFVF7GFU8Q8aXgAAmm4ZGFU8Q8eWUAA0t0W

قيم الموضوع
(2 أصوات)
أمّ المسلمين اليوم لصلاة الجمعة في المسجد الحرام فضيلة الشيخ الدكتور أسامة بن عبدالله خياط إمام وخطيب المسجد الحرام، واستهل خطبته الأولى قائلاً: سعادة المتقين، وفوز الفائزين، وحظوة المهتدين برضوان رب العالمين، والظفر بإكرامه وحسن مثوبته، وجميل بره وألطافه، مبتنى على القيام بالتكاليف التي أمر الله بها، وأوجبها على عباده، وفرضها على عموم خلقه، وهي التي جاءت الإشارة إليها في قوله عز اسمه: ﴿إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَن يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الْإِنسَانُ  إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولًا﴾، ظلومًا لنفسه عندما عصى ربه ومولاه، ولم يقم بما افترض عليه، جهولًا بعاقبة تفريطه وما يلحقه من عقاب، بسبب إخلاله بما التزمه وائتمن عليه، من أوامر أُمر بها، ومناهي نُهي عنها.

وأضاف فضيلته: ألا وإن من الأمانات التي أُمر العبد بأدائها، والقيام بمقتضاها: الجوارح التي خلقها الله تعالى فيه، وجعلها طيعة له، تأتمر بأمره، وتحقق له مراده، وتوصله إلى غايته، فيجب عليه أن لا يستعملها إلا في ما يرضي به ربه، بإطاعة أمره، وباجتناب نهيه، والحذر من أسباب سخطه وموجبات عقوبته؛ فإن استعمل هذه الجوارح المسخرة له في معصية الله عز وجل، وجعل منها أداة ووسيلة إلى ركوب الخطايا واجتراح الآثام، وسببًا لاستجلاب غضبه سبحانه واستنزال سخطه واستحقاق عقابه، فقد خان  -بذلك- الأمانة، وجنى الحسرة والندامة، يوم تشهد عليه جوارحه بما قدمت يداه: ﴿يَوْمَ تَشْهَدُ عَلَيْهِمْ أَلْسِنَتُهُمْ وَأَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُم بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ، يَوْمَئِذٍ يُوَفِّيهِمُ اللَّهُ دِينَهُمُ الْحَقَّ وَيَعْلَمُونَ أَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ الْمُبِينُ﴾.

وأشار فضيلته أنّه إذا كان من الأمانة: حفظ الودائع التي يستودعها بعض الناس عند بعض، وأداؤها وردها إلى أصحابها كاملة غير منقوصة، امتثالًا لأمر الله تعالى برد الأمانات وأداء الودائع إلى أصحابها، في قوله تعالى ذكره: ﴿إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَن تُؤَدُّوا الْأَمَانَاتِ إِلَىٰ أَهْلِهَا﴾ ، ولما جاء في الحديث الذي أخرجه الإمام البخاري في صحيحه عن أبي هريرة رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: "مَن أخَذَ أمْوالَ النَّاسِ يُرِيدُ أداءَها أدَّى اللَّهُ عنْه، ومَن أخَذَ يُرِيدُ إتْلافَها أتْلَفَهُ اللّه".

وبيّن فضيلته: إلا أن الأمانة – يا عباد الله- أعم من ذلك، وأجمع لمعان وأبواب كثيرة، فمنها أمانة الإنسان على نفسه، بكمال حرصه على القيام بما أسند إليه من واجبات، وما أوكل إليه من مهمات، وهو يستلزم الإخلاص في عمله، بإجادة واتقان، تستلزمان المواظبة والمتابعة والتطوير للقدرات، وحسن الاستثمار للمواهب، والتوظيف المناسب والمسؤول للموارد، والحذر من تبديدها في غير ما جعلت له، أو إضاعتها فيما لم تسخر له أو توجه إليه، وقد أثنى الله على القائمين على أماناتهم، بالرعاية والعناية والاهتمام، وكمال الإخلاص في الأداء، ووعدهم بنزول الجنة دار كرامته، فقال: ﴿وَالَّذِينَ هُمْ لِأَمَانَاتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ رَاعُونَ، وَالَّذِينَ هُم بِشَهَادَاتِهِمْ قَائِمُونَ، وَالَّذِينَ هُمْ عَلَىٰ صَلَاتِهِمْ يُحَافِظُونَ، أُولَٰئِكَ فِي جَنَّاتٍ مُّكْرَمُونَ﴾.

ووضّح فضيلته: منها يا عباد الله أن لا يستغل المرء منصبه لجر مغنم شخصي له، أو لمن يلوذ به من أقارب أو معارف أو أصدقاء بغير استحقاق، كمن يستغل منصبه في تضخيم ثروته بالطرق غير المشروعة، والوسائل المحرمة، كالرشوة وغيرها من وسائل استغلال النفوذ، فكل ذلك من خيانة الأمانة التي ائتمن عليها، وأمر بحفظها، وأوكل إليه أمر صيانتها ورعايتها، وهو من "الغلول" المحرم، المتوعد عليه بالوعيد الزاجر الوارد في الحديث الذي أخرجه أبو داود في سننه وابن خزيمة في صحيحه بإسناد صحيح عن بريدة بن الحصيب الأسلمي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "مَنِ استعملناهُ على عملٍ فَرزقناهُ رزقًا، فمَا أخذ بعدَ ذلكَ فَهوَ غلولٌ"، وقد قال الله تعالى: ﴿وَمَن يَغْلُلْ يَأْتِ بِمَا غَلَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ثُمَّ تُوَفَّىٰ كُلُّ نَفْسٍ مَّا كَسَبَتْ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ﴾.

وتابع فضيلته: وفي الصحيحين عن أبي حميد الساعدي رضي الله عنه، اسْتَعْمَلَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ رَجُلًا مِنَ الأزد، يُقَالُ له: ابنُ اللُّتْبِيَّةِ، علَى الصَّدَقَةِ، فَلَمَّا قَدِمَ قالَ: هذا لَكُمْ، وَهذا لِي، أُهْدِيَ لِي، قالَ: فَقَامَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ علَى المِنْبَرِ، فَحَمِدَ اللَّهَ، وَأَثْنَى عليه، وَقالَ: "ما بَالُ عَامِلٍ أَبْعَثُهُ، فيَقولُ: هذا لَكُمْ، وَهذا أُهْدِيَ لِي، أَفلا قَعَدَ في بَيْتِ أَبِيهِ، أَوْ في بَيْتِ أُمِّهِ، حتَّى يَنْظُرَ أَيُهْدَى إلَيْهِ أَمْ لَا؟" الحديث.

ونوّه فضيلته: ومن الأمانة التي يجب حفظها: ما يجري في المجالس من أحاديث تتضمن أسرارًا وأخبارًا وغيرها، فلا يصح إفشاء سر منها، بإخراجه من دائرة المجلس المحدودة الضيقة، إلى دائرة العلن، فيشيع بين الناس، وربما ترتب عليه ضرر بالغ وفساد كبير. ومن ذلك أيضًا: إفشاء سر من ائتمنك على سره، وفي مقدمة ذلك ما يكون بين المرء وزوجه، مما يفضي به أحدهما إلى الآخر، فإن التحدث به وإفشاؤه خيانة للأمانة، لما يترتب عليه من شرور ومفاسد عظيمة، ولذا كان من أعظم الأمانة عند الله، كما جاء في صحيح الإمام مسلم رحمه الله، عن أبي سعيد الخدري أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إنَّ مِن أَعْظَمِ الأمَانَةِ عِنْدَ اللهِ يَومَ القِيَامَةِ، الرَّجُلَ يُفْضِي إلى امْرَأَتِهِ، وَتُفْضِي إِلَيْهِ، ثُمَّ يَنْشُرُ سِرَّهَا".

وشددّ فضيلته: فاتقوا الله عباد الله، واعملوا على الحفاظ على الأمانات، وأدائها بمختلف أنواعها، سواءً منها ما كان لله تعالى مما فرضه وأوجبه، أو كان حقًا للعباد كالودائع والعقود وسائر المعاملات، فإن الحفاظ عليها وأداءها: آية إيمان العبد، ودليل صدقه، وبرهان تقواه. أعوذ بالله من الشيطان الرجيم: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَخُونُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ وَتَخُونُوا أَمَانَاتِكُمْ وَأَنتُمْ تَعْلَمُونَ ﴾. 

واستطرد فضيلته: جاء في الحديث الذي أخرجه الإمام أحمد في مسنده، بإسناد صحيح من حديث أنس بن مالك رضي الله عنه أنه قال: ما خطبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا قال: "لا إيمانَ لِمَن لا أمانةَ له، ولا دِينَ لِمن لا عهدَ له"، وإنه يا عباد الله لمصير مرعب، ومآل قبيح، وعاقبة سيئة، لمن اتصف بصفة الخيانة للأمانة، لا يصح إغماض الأجفان عنه، أو الاستهانة به، أو الإقامة عليه.

وأضاف فضيلته: ألا وإن الأمانة في الإسلام واسعة الدلالة، وتشمل جوانب حياتنا كلها، وتلازمنا في علاقاتنا بخالقنا، وعلاقاتنا بأُسرِنا، وبمجتمعنا الذي نعيش فيه، والواجب تجاهها: شعور المرء بتبعته في كل أمر يوكل إليه، وإدراكه بأنه مسؤول عنه أمام ربه، كما جاء في حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم: "كُلُّكُمْ راعٍ ومَسْئُولٌ عن رَعِيَّتِهِ، فالإِمامُ راعٍ ومَسْئُولٌ عن رَعِيَّتِهِ، والرَّجُلُ في أهْلِهِ راعٍ وهو مَسْئُولٌ عن رَعِيَّتِهِ، والمَرْأَةُ في بَيْتِ زَوْجِها راعِيَةٌ وهي مَسْئُولَةٌ عن رَعِيَّتِها، والخادِمُ في مالِ سَيِّدِهِ راعٍ وهو مَسْئُولٌ عن رَعِيَّتِهِ". أخرجه الإمام البخاري في صحيحه.

واختتم فضيلته خطبته بقوله: وإن كل ما وهبنا الله من نعم، وما أفاض علينا من منن، أمانة بأيدينا، لا ينبغي أن نفرط فيها، فحواسنا التي أنعم الله بها علينا أمانة، وما حُبينا به من أزواج وأموال وأولاد أمانة، فيجب أن نستخدم كل ذلك في قربات الله ومرضاته، وأن لا ننحرف بواحد منها عن طريقة الصحيح الذي أراده الله، وأمر به وحث عليه. فاتقوا الله عباد الله، واحرصوا على الحفاظ على أماناتكم وأدائها على الوجه الذي تحمد عاقبته، وتؤمن مغبته، وتنال به رضى الرب سبحانه ومحبته.

photo1706869960 2photo1706869960 1photo1706869960 3photo1706869960 4photo1706869961photo1706869961 1
قيم الموضوع
(2 أصوات)

أمّ المسلمين اليوم الخميس الموافق 20 من شهر رجب معالي الشيخ الدكتور عبدالرحمن بن عبدالعزيز السديس لصلاة الاستسقاء بحضور نائب أمير منطقة مكة المكرمة الأمير سعود بن مشعل بن عبدالعزيز.

IMG 4248IMG 4253IMG 4269

قيم الموضوع
(0 أصوات)
 
 
 
يتوزع 15 جهاز إنعاش قلبي في أماكن حيوية داخل المسجد الحرام، وتتواجد 5 أجهزة في الأبواب الرئيسية، و5 أجهزة في المطاف، و5 أجهزة في التوسعة السعودية الثالثة.
من ناحية أخرى، سجلت أجهزة الإنعاش القلبي داخل المسجد الحرام 19 حالة استخدام خلال العام الماضي 2023م، سواء من قبل المعتمرين أو المتطوعين أو الموظفين داخل الحرم.
وتعد أجهزة الإنعاش القلبي جزءًا حيويًا من التجهيزات الطبية المستخدمة لإنقاذ حياة الأفراد الذين يعانون من حالات طارئة، خاصةً في حالات توقف القلب أو انخفاض نشاطه؛ تتمثل وظيفة هذه الأجهزة في توفير تيار كهربائي منتظم للقلب، سعيًا لاستعادة نمط نبضه الطبيعي.
كما أن الخدمات الطبية والإسعافية داخل المسجد الحرام جزءًا من منظومة متكاملة وشاملة تقدمها الجهات المعنية في سبيل ضمان سلامة وراحة زوار بيت الله الحرام، والتعامل مع أي طارئ صحي وتقديم الرعاية اللازمة في أوقات الحاجة.

-5845803261746069730_121_1.jpg

قيم الموضوع
(2 أصوات)
أم المصلين في المسجد النبوي فضيلة الشيخ الدكتور علي بن عبدالرحمن الحذيفي إمام وخطيب المسجد النبوي الشريف. واستهل خطبته بعد أن حمد الله تعالى بقوله: عباد الله توسلوا إلى الله عز وجل بأسمائه وصفاته بطلب ما عنده من الخيرات ودفع ما قدر من الشرور والمكروهات، فمبدأ الخيرات من الله، وتقدير المخلوقات شرها وخيرها بقدر من الله فلله الحجة البالغة والحكمة التامة، قال الله تعالى : (مَّن كَانَ يُرِيدُ ثَوَابَ الدُّنْيَا فَعِندَ اللَّهِ ثَوَابُ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ)، وقال سبحانه: (فَإِنَّ الْعِزَّةَ لِلَّهِ جَمِيعًا)، وقال سبحانه: (قُلْ مَن بِيَدِهِ مَلَكُوتُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ يُجِيرُ وَلَا يُجَارُ عَلَيْهِ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ )، وقال تعالى: (وَفِي السَّمَاءِ رِزْقُكُمْ وَمَا تُوعَدُونَ)، فإذا كانت الخيرات كلها بيد الله والمقادير كلها بقضاء الله وقدره والموت والحياة بيد الله والرزق بيد الله لا بيد غيره فكيف يلتفت القلب إلى غير الخالق المدبر الرحيم، وإذ قد تبين أنه لا يأتي بالخيرات والحسنات إلا الله ولا يدفع الشرور والسيئات ولا يعيذ من النار إلا الرب جل وعلا وأنه لا يكون في هذا الكون شيء إلا بأمر الله سبحانه وبعلمه، ولكن لا ينال ما عند الله من الخير إلا بالأسباب التي شرعها وأمر بها وجوباً أو استحباباً ولا يدفع الشرور والعقوبات في الدنيا والعذاب في الآخرة إلا بترك المعاصي والمحرمات.

وأكمل: ومن رحمة الله بعباده أن فرض الفرائض عليهم ليرتقوا في درجات الكمال، وحرم على عباده الفواحش ما ظهر منها وما بطن ليتطهروا من الخبائث والنجس والرجس والأدناس فما من طاعة لله تعالى إلا وهي برحمة الله تعالى، وما من معصية نهى الله عنها إلا نهى الله عنها رحمة لعباده، فالله لا تضره معصية العاصين ولا تنفعه طاعة الطائعين.

وأضاف فضيلته: والرب جل وتقدس في أسمائه وصفاته علاقته ومعاملته لخلقه بالرحمة، فسور القرآن الكريم تبدأ ببسم الله الرحمن الرحيم وأعظم سورة هي الفاتحة اشتملت على اسم الرحمن الرحيم وعلى صفات الله العظمى والرحمة الصفة العظمى اتصف الله بها حقيقة كما يليق به جل وعلا ومن فسرها بنعمته فهو تفسير مبتدع؛ بل نعمة الله تعالى أثر من آثار رحمة الله سبحانه؛ وسيد البشر محمد صلى الله عليه وسلم أرسله الله رحمة للعالمين قال سبحانه: (وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ)، فمحمد صلى الله عليه وسلم رحمة للمؤمنين بما نالوا من العلم النافع والعمل الصالح والهدى واليقين والعز والرفعة والتمكين والحياة الطيبة في الدنيا والدرجات العلى في جنات النعيم في الآخرة والكفار والمنافقون نالتهم رحمة بعثة النبي محمد صلى الله عليه وسلم بتقليل شرهم ومحاصرة إفسادهم في الأرض وتضييق دائرة انتشاره ومنعه من غشيان الأرض بجهاد النبي محمد صلى الله عليه وسلم وأصحابه وبإقبال الأمم على تعلم القرآن وتعلم الحديث والعمل بهما؛ ولا صلاح لأمة الإسلام إلا بهما قال سبحانه: (قُلْ أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ فَإِن تَوَلَّوْا فَإِنَّمَا عَلَيْهِ مَا حُمِّلَ وَعَلَيْكُم مَّا حُمِّلْتُمْ وَإِن تُطِيعُوهُ تَهْتَدُوا وَمَا عَلَى الرَّسُولِ إِلَّا الْبَلَاغُ الْمُبِينُ).

وبيّن: أيها المسلمون آية في كتاب ربكم لو عملتم بها لجمع الله لكم بها كل الخيرات ولصرف الله عنكم كل الشرور والمكروهات هي قول الله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَابْتَغُوا إِلَيْهِ الْوَسِيلَةَ وَجَاهِدُوا فِي سَبِيلِهِ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ)، أمركم فيها بالتقوى وهي فعل أوامر الله وترك نواهيه والتقرب إلى الله بأنواع الوسيلة، قال المفسرون: الوسيلة أنواع القربات كلها، فكل طاعة وسيلة إلى الله سبحانه وكل معصية تركها العبد لربه فهي وسيلة إلى الرب تعالى، لأن الطاعة وترك المعصية توصل العبد إلى رضوان الله سبحانه وإلى سعادة الدنيا وإلى جنات النعيم، فهذه الوسيلة أسباب رحمة الله، فرحمة الله العامة للخلق كلهم في الدنيا، وفي الآخرة خاصة بالمؤمنين، ولأن الكافر لم يعمل بأسباب الرحمة وإنما عمل بأسباب غضب الله والخلود في النار، والرحمة صفة من صفات الله تبارك وتعالى يحبها الله تعالى ويثيب عليها عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (الراحمون يرحمهم الرحمن ارحموا من في الارض يرحمكم من في السماء )، وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (إن لله مائة رحمة أنزل منها رحمة واحدة بين الجن والإنس والبهائم والهوام فبها يتعاطفون وبها يتراحمون وبها تعطف الوحوش على ولدها وأخر الله تسعاً وتسعين رحمة يرحم الله بها عباده يوم القيامة).

وأوضح فضيلته: الرحمة تعاون على كل فضيلة وتسابق على كل خير وتتأكد الرحمة على الوالدين للولد برعايتهما الصحية وتعليمهما والحفاظ عليهما من قرناء الفساد وإلزامهما بالنشأة الإسلامية ليتأهل للحياة الكريمة فالأسرة بناء المجتمع، وتتأكد الرحمة على الغني للفقير لسد حاجته، وعلى القوي للضعيف برفع ضعفه، وعلى القادر للعاجز وعلى الكبير للصغير وعلى ذي الجاه لمن دونه وعلى العالم للجاهل فيما يحتاجه، وعلى الولد للوالدين ببرهما والإحسان إليهما، وعلى من يقدر على قضاء حاجة المحتاج الملهوف، وعلى ذي الرحم لرحمه بأنواع الصلة والنفع المقدور عليه، وتتأكد الرحمة بين الزوجين لقوله تعالى: (وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً)، والرحمة كالعافية للأبدان وكالغيث للأوطان ولا صلاح للحياة إلا بها؛ والرحمة في الإسلام مطلوبة حتى لأنواع الحيوان عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم (أن امرأة بغياً رأت كلباً في يوم يطيف بركية وهي: البئر الصغير قد أدلع لسانه من العطش فنزعت له خفها وسقته فغفر الله لها، فقالوا يا رسول الله إن لنا في البهائم أجراً ؟ فقال : (في كل كبد رطبة أجر).

واختتم فضيلته الخطبة بقوله: أيها المسلمون عظموا نعم الله عليكم بما رحمكم الله به وأعانكم عليه من الطاعات وصرف عنكم من السيئات فكل طاعة لله رحمة من ربكم، وكل معصية عصم الرب العبد منها رحمة، فالحسنة منة من الله من جميع الوجوه، والسيئة بسبب العبد والله قدرها عليه، فليفرح المسلم بالطاعة وترك المعصية ففي ذلك الثواب والنجاة من العقاب، والمسلم مهما تقرب إلى الله فلن يدخل الجنة بعمله، قال صلى الله عليه وسلم (لن ينجي أحداً منكم عمله) قالوا: ولا أنت يا رسول الله؟ قال: (ولا أنا، إلا أن يتغمَّدَني الله برحمة).

GEw2QlcWIAAyJ0JGEw2QlaWcAAwAmFGEw2QlTWcAA9Rbv
قيم الموضوع
(2 أصوات)
أمّ المسلمين اليوم لصلاة الجمعة في المسجد الحرام فضيلة الشيخ الدكتور بندر بليلة إمام وخطيب المسجد الحرام، واستهل خطبته الأولى قائلاً: العقلُ أصلُ المعرفة، ومادةُ الفهم، وينبوعُ العِلم، ومَرقاةُ الأدب، به تَظهرُ الحقائق، وتَلُوحُ الخَفِيات، وتُوزَنُ الأمور، وتُكتسبُ الفضائل، وهو نعمةٌ يُنعِمُ اللهُ بها على مَن أراد كرامتَه مِن عباده، وقَضى له بحُسن العاقبة في مَعاده، قال تعالى: (لآيات لقوم يعقلون) وقال تعالى: (إن في ذلك لآيات لأولي النهى) وقال تعالى: (هل في ذلك قسم لذي حجر) أي: لذي العقل والنُّهى.

وأضاف فضيلته: والعقلُ نورٌ في القلب كنور البصرِ في العين، يَنقُصُ ويزيد، ويذهبُ ويعود، يُدرِكُ به المرءُ الأشياءَ على ما هي عليه مِن ماهية مَبانيها، وصحةِ مَعانيها، ويُصيبُ الرأيَ الصواب، ويُدركُ البيان، ويمتنعُ عما لا يَجْمُل، فهو في سَداد ورَشاد وإمداد، قال عمرُ رضي اللهُ عنه: (أصلُ الرجلِ عقلُه) وقيل لعبدِالله بنِ المباركِ رحمه الله: (ما خيرُ ما أُعطيَ الرجل؟ قال: غريزةُ عقل) وقال الحسنُ البصريُّ رحمه الله: (ما تمَّ دينُ عبدٍ قطُّ حتى يَتِمَّ عقلُه).

وبيّن فضيلته: للعقل أماراتٌ على صاحبه، وصفاتٌ تدُل عليه، فأولُ صفاتِ العاقلِ العقلُ عن الله تعالى في أمره ونهيه، والإيمانُ به، والاتباعُ لرُسُله، قال تعالى: (أفمن يعلم أنما أنزل إليك من ربك الحق كمن هو أعمى) وقال تعالى عن أصحاب النار عِياذًا به منها: (وقالوا لو كنا نسمع أو نعقل ما كنا في أصحاب السعير).

ونوّه: والعاقلُ لا يُقدِّمُ عقلَه على النقل، ولا يُخضِعُ الشرعَ تبعًا لرأيه، فلا يَسلَمُ إسلامُ العبدِ إلا بالتسليمِ التامِّ لنصوص الوحيين الشريفين، والإذعانِ لهما، والعملِ بهما، قال الزُّهريُّ رحمه الله: (مِن الله الرسالة، وعلى رسول الله ﷺالبلاغ، وعلينا التسليم) وقال ابنُ القيم رحمه الله: (كلُّ مَن له مِسْكةٌ من عقل يعلمُ أن فسادَ العالمِ وخرابَه إنما نشأ من تقديم الرأي على الوحي، والهوى على العقل) انتهى كلامُه.

وأشار: والعاقلُ يتأمُّلُ في مُلك الله وملكوته، ويتدبرُ آياتِه ودلائلَ قُدرته، قال تعالى: (إن في السماوات والأرض لآيات للمؤمنين*وفي خلقكم وما يبث من دابة آيات لقوم يوقنون*واختلاف الليل والنهار وما أنزل الله من السماء من رزق فأحيا به الأرض بعد موتها وتصريف الرياح آيات لقوم يعقلون). والعاقلُ لا يُؤثِرُ اللذةَ العاجلة، ولا يُقدِّمُ المتعةَ الزائلة؛ لأنه يعلمُ أن الدنيا ظِلُّ غَمام، وحُلُمُ مَنام، لا تُبقي على حالة، ولا تخلُو من استحالة، السكونُ فيها خَطَر، والثقةُ بها غَرَر، والإخلادُ إليها مُحال، والاعتمادُ عليها ضلال، قال تعالى: (وما أوتيتم من شيء فمتاع الحياة وزينتها وما عند الله خير وأبقى أفلا تعقلون) وقال تعالى: (وما الحياة الدنيا إلا لعب ولهو وللدار خير للذين يتقون أفلا تعقلون).

وبيّن فضيلته: ومن صفات العاقل حُسْنُ السمت، وطولُ الصمت، وعدمُ الابتداءِ بالكلام إلا حينَ السؤال، وعدمُ الجوابِ إلا عند التثبُّت.والعاقلُ لا يَستحقرُ أحدا، ولا يَخفى عليه عيبُ نفسِه؛ لأن مَن خَفِي عليه عيبُه خَفِيت عليه محاسنُ غيره. والعاقلُ إذا عَلِم عَمِل، وإذا عَمِل تواضع، وإذا نظرَ اعتبر، وإذا صَمَت تفكر، وإذا تكلم ذَكر، وإذا أُعطيَ شكر، وإذا ابتُليَ صبر، وإذا جُهِل عليه حَلُم، وإذا سُئل بَذل، وإذا نطق صدق.

وذكّر فضيلته في خطبته الثانية على أنّ العقلُ نعمةٌ من الله كُبرى، ومِنحة عُظمى، حقيقةٌ بشُكرِ الله وحَمْده، ومِن شُكره سبحانه حفظُه مما يُكدِّرُ صَفوَه وصَفاءَه، ويُعكِّرُ نورَه ونقاءَه، ومِن ذلك الهوى، فهو للعقل مُضاد، وللخير صاد، وهو مَركبٌ ذميمٌ يسيرُ بالإنسان إلى ظُلُمات الفتن، ومَرْتَعٌ وخيمٌ يُقعِدُه في مواطن المحن، قال تعالى: (ومن أضل ممن اتبع هواه بغير هدى من الله إن الله لا يهدي القوم الظالمين).
وآفةُ العقلِ الهوى فمَن عَلا                     على هواهُ عقلُه فقد نجا

واختتم فضيلة الشيخ الدكتور بندر بليلة خطبته بقول عليُّ بنُ أبي طالبٍ رضي اللهُ عنه: (أخافُ عليكم اثنتين: اتباعَ الهوى وطولَ الأمل، فإن اتباعَ الهوى يَصُدُّ عن الحق، وطولَ الأملِ يُنسي الآخرة)،
واعْلَمْ بأنك لن تفوزَ ولن ترى             طُرُقَ الرشادِ إذا اتبعتَ هَواكا


photo1706266264 2photo1706266264 4photo1706266279 1photo1706266279photo1706266264 6photo1706266264 7photo1706266264 3
قيم الموضوع
(3 أصوات)
خطب وأم المصلين في المسجد النبوي فضيلة الشيخ الدكتور عبدالباري بن عواض الثبيتي إمام وخطيب المسجد النبوي الشريف، وبعد أن حمد الله تعالى بدأ خطبته قائلًا: في قصص القرآن عظة وعبرة، ودروس لا تنضب؛ يغرسها القرآن، وتتألق راسخة بفصاحته وقوة بيانه، ومن عاش في رحاب القرآن علا قدره واستبان له أمره.
احتفى القرآن بسيرة سيدة ماجدة، وامرأة فاضلة وفتاة عابدة قانتة، خلد القرآن ذكرها في سورة سميت باسمها؛ قال تعالى: (واذكر في الكتاب مريم)؛ زكيت قبل ميلادها، وبزغ فجرها في بيت صلاحه متسلسل، واصطفاؤه مستحق؛ أثنى الإله عليه بقوله: (إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَى آدَمَ وَنُوحًا وَآلَ إِبْرَاهِيمَ وَآلَ عِمْرَانَ عَلَى الْعَالَمِينَ)؛ فعمران والد مريم ابنة عمران أم عيسى ابن مريم عليه السلام ؛ ولهذا قال سبحانه: (ذُرِّيَّةً بَعْضُهَا مِنْ بَعْضٍ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ)؛ والبيت الذي يظلله الدين، ويضاء بالطاعة، ويحيا بالذكر، ويدور مع الشرع حيث دار؛ بيت كريم يُخرج نباته طيبًا ويثمر بإذن ربه ولو بعد حين.
وبيّن فضيلته: امرأة عمران وقبل الميلاد رسمت مستقبل ما في بطنها وحددت له هدفًا ساميًا في الحياة، وصف القرآن نيتها الصادقة إذ قالت: (رَبِّ إِنِّي نَذَرْتُ لَكَ مَا فِي بَطْنِي مُحَرَّرًا فَتَقَبَّلْ مِنِّي إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ)؛ أي جعلت لك يا رب نذرًا أن ذلك الذي في بطني محرر لعبادتك، وحبسته على طاعتك، وخدمة قدسك لا أشغله بشيء من الدنيا.
وأوضح: الدعاء للذرية أساس التربية، ومفتاح الصلاح والإصلاح، لا يفتر لسان الوالدين عن اللهج به، ولا يغفل قلبهما عن استحضاره في كل وقت وحين، ومن الخطورة بمكان؛ أن تخرج الأم عن طورها حال الغضب والانفعال؛ فتدعو على الذرية بالهلاك وعدم التوفيق، فيوافق ساعة إجابة.
وأكمل فضيلته: امرأة عمران أحاطت النية الصادقة بدعاء خالص أن يتقبل الله منها؛ (فَتَقَبَّلْ مِنِّىٓ ۖ إِنَّكَ أَنتَ ٱلسَّمِيعُ ٱلْعَلِيمُ)، أي السامع لدعائي، العالم بما يكون صالحًا؛ لأن الإنسان قد يسأل الشيء وليس من صالحه حصوله، فيسند الأمر إلى علم الله عز وجل.
(فَلَمَّا وَضَعَتْهَا قَالَتْ رَبِّ إِنِّي وَضَعْتُهَا أُنْثَى وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا وَضَعَتْ وَلَيْسَ الذَّكَرُ كَالأُنْثَى)، قالت ذلك اعتذار منها إلى الله أنها وضعتها أنثى لا تصلح للخدمة في البيت المقدس، ثم قالت: وليس الذكر الذي أردته للخدمة كالأنثى، الذكر أقوى على الخدمة وتحمل الأعباء وأقوم بها؛ فلا سواء بين الذكر والأنثى بل لكل واحد منهما ميزاته وخصائصه الرجل يفوق الأنثى في شيء، وللأنثى من الخصائص ما يؤهلها لأن تقوم مقامًا لا يقومه الرجال ولا يطيقونه، ومريم الصديقة أنموذج يؤكد هذا المعنى، يشيد بها القرآن، ويجعل مواقفها دروسًا تحتذى للأجيال.
وأضاف: تقبل الله دعاء امرأة عمران في مولودتها: (فَتَقَبَّلَهَا رَبُّهَا بِقَبُولٍ حَسَنٍ وَأَنْبَتَهَا نَبَاتًا حَسَنًا)، ورسم لها ولفتاتها بل ولكل فتاة مسلمة معالم الطريق في الحياة السعي لرضا الله، النبات الحسن بكمال الأدب والعفة والحشمة، والصحبة الصالحة التي تعين على الطاعة والعبادة.
(كُلَّمَا دَخَلَ عَلَيْهَا زَكَرِيَّا الْمِحْرَابَ وَجَدَ عِندَهَا رِزْقًا ۖ قَالَ يَا مَرْيَمُ أَنَّىٰ لَكِ هَٰذَا ۖ قَالَتْ هُوَ مِنْ عِندِ اللَّهِ ۖ إِنَّ اللَّهَ يَرْزُقُ مَن يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ)، فالله قد ييسر للإنسان من الرزق ما لا يكون في حسبانه؛ يرزق من يشاء من عباده بغير عوض وبغير حساب فهو الغني يرزق الرزق الكثير، والصديقة مريم تعلمنا إسناد النعمة إلى المنعم، وشكره عليها.
وأوضح فضيلته: أيتها الفتاة المسلمة؛ القنوت والسجود والركوع هو من شكر المنعم الذي وهب لك الجمال، ودثرك بالإسلام، ومتعك بالصحة والعافية، وهو حصانة من منافذ إبليس وخطوات الشيطان، وهو موطن التكريم لمن رامت الكرامة، ومحراب العزة لمن ابتغت إلى ربها سبيلاً.
وبيّن: الابتلاء سنة الحياة، وابتليت الصديقة مريم؛ فقد تنحت واعتزلت عن قومها لتتفرغ للعبادة؛ فأرسل الله إليها جبريل فتمثل لها في صورة رجل تام الخلقة، بحسن فائق، وجمال رائق؛ فظهر منها الورع والعفاف مع توفر جميع الدواعي؛ قالت إني استجير بالرحمن منك أن تنالني بسوء إن كنت تقيًا، فقال لها الملك: إنما أنا رسول ربك لأهب لك غلامًا من غير أب؛ علامة للناس تدل على قدرة الله تعالى، وتصور حال الصديقة مريم، ووقع الأمر عليها؛ حين تصبح حاملًا بلا زوج ولا مساس من رجل؛ حتى اضطرتها شدة الحال إلى تمني الموت؛ إن تمنيها الموت عند الفتنة كان من جهة الدين، وهو أمر مباح؛ إذ خافت أن يظن بها الشر، وتعير ولا تصدق في خبرها ، وما ورد من النهي عن تمني الموت؛ إنما هو لضر نزل بالبدن.
وفي أوج المواقف العصيبة والمحن يأتي الفرج ويمتد اللطف قال الله تعالى: (فَنَادَاهَا مِن تَحْتِهَا أَلَّا تَحْزَنِي قَدْ جَعَلَ رَبُّكِ تَحْتَكِ سَرِيًّا، وَهُزِّي إِلَيْكِ بِجِذْعِ النَّخْلَةِ تُسَاقِطْ عَلَيْكِ رُطَبًا جَنِيًّا، فَكُلِي وَاشْرَبِي وَقَرِّي عَيْنًا)،
ومن كان مع الله لا يحزن، ومن حفظ الله لا يقلق، ومن أقبل على الله قرت عينه ، ومن عاش في رحاب الدين حماه الله وضمن له السلامة وهناء العيش وبحبوحة الحياة؛ فلا ترهق نفسك بالتفكير، فالله عنده حسن التدبير، ولا تحمل هم المستقبل؛ فالأمر بيد الله.
وفي خضم الحيرة الشديدة يأتي التوجيه الرباني: (فَإِمَّا تَرَيِنَّ مِنَ الْبَشَرِ أَحَدًا فَقُولِي إِنِّي نَذَرْتُ لِلرَّحْمَٰنِ صَوْمًا فَلَنْ أُكَلِّمَ الْيَوْمَ إِنسِيًّا)؛ صمتت مريم البتول في موقفها العصيب لتعلمنا أن الإنسان يبلغ به الحال في بعض الأحوال مرحلة العجز حتى في الدفاع عن نفسه، فإن هو علم أن الله وليه وهو كافيه؛ كفاه الله شر كل ذي شر، ودفع عنه بأس كل ذي بأس، صمتت مريم البتول في موقفها العصيب لتعلمنا درسًا تاريخيًا أن الصمت في بعض الأحيان أبلغ من الكلام، وأن السكوت أولى من النطق، وتعلمنا كراهة مجادلة السفهاء، فالسكوت عن السفيه واجب، ومن أذل الناس؛ سفيه لم يجد مسافهاً.
واختتم فضيلته الخطبة بقوله: قال الله تعالى: (فَأَتَتْ بِهِ قَوْمَهَا تَحْمِلُهُ قَالُوا يَا مَرْيَمُ لَقَدْ جِئْتِ شَيْئًا فَرِيًّا * يَا أُخْتَ هَارُونَ مَا كَانَ أَبُوكِ امْرَأَ سَوْءٍ وَمَا كَانَتْ أُمُّكِ بَغِيًّا)؛ اتهام الناس في أعراضهم وتصدير سوء الظن وإصدار الأحكام قبل التثبت ؛ إفك بغيض، وإيذاء بالغ، وبهتان محرم؛ (فَأَشَارَتْ إِلَيْهِ ۖ قَالُوا كَيْفَ نُكَلِّمُ مَن كَانَ فِي الْمَهْدِ صَبِيًّا)، الصديقة مريم أشارت إلى طفلها في حجرها عيسى عليه السلام، فقالوا منكرين عليها: كيف نكلم طفلاً رضيعاً؟! فنطق عيسى قائلاً : إني عبد الله قضى بإعطائي الكتاب، وجعلني نبيًا، وجعلني عظيم النفع للناس، وأوصاني بالصلاة والزكاة، وجعلني بارًا بوالدتي، ولم يجعلني متكبرًا ولا شقيًا ولا عاصيًا لربي.

IMG 3519IMG 3520IMG 3521