الاخبار الرئيسية - AR

الاخبار الرئيسية - AR (11830)

فئات موروثة

إقامة صلاة الغائب على المغفور له أمير دولة الكويت الشقيقة بالمسجد الحرام

إقامة صلاة الغائب على المغفور له أمير دولة الكويت الشقيقة بالمسجد الحرام (0)

بتوجيه من لدن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود أقيمت صلاة الغائب على سمو الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح أمير دولة الكويت الشقيقة – رحمه الله – بالمسجد الحرام والذي وافته المنية يوم أمس الاثنين الموافق 12/2/1442هـ .
وقد أم المصلين لصلاة الغائب معالي الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي الشيخ الأستاذ الدكتور عبدالرحمن بن عبدالعزيز السديس، بحضور عدد من قيادات الرئاسة، وأوضح معالي الشيخ السديس أن إقامة صلاة الغائب على سمو الشيخ صباح الأحمد الصباح في الحرمين الشريفين تعكس عمق الترابط العميق بين دولتنا المباركة -حماها الله-ودولة الكويت الشقيقة -رعاها الله-، مؤكداً معاليه أن فقيد دولة الكويت فقيد للأمة العربية والإسلامية، داعيًا الله أن يحفظ خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين - أيدهما الله -، ويديمهما ذخرًا للوطن والمواطنين، وأن يحفظ دول الخليج من كل سوء ومكروه , وأن يرحم سمو أمير دولة الكويت وأن يسكنه فسيح جناته.

590375A9 C487 4FC7 864D 4D5693FBACDD3E7A10AC 149C 41EE 9F31 668AE8D3A458D691A152 12E5 4987 8006 8FFA9500BE46FDDFBA82 DBE1 49A5 861B 7C50D4FF21E67F87ADAE A06E 4CD2 B079 EFD3F8E1F9E6331D9F6B 4377 4620 B552 77F94AC7097B3541C52E 6DAE 49AB 9E55 BC7DE0F17A83A7FE89C2 559A 43E3 8B02 54576F25B7F5


عرض العناصر...
السلامة في المسجد الحرام تتابع سير أعمالها

السلامة في المسجد الحرام تتابع سير أعمالها (0)


عقد سعادة مساعد مدير عام السلامة مدير إدارة السلامة بالمسجد الحرام الأستاذ حسين بن حسن العسافي اجتماعاً بسعادة وكيل الإدارة الأستاذ فيصل من محمد العبدلي، ورؤساء الورديات؛ لمناقشة واستعراض الخطة التشغيلية ومهام الإدارة.

وأوضح العسافي ضرورة مواصلة ومضاعفة الجهود وتهيئة السبل لتأدية الزوار والمعتمرين نسكهم بكل ويسر وسهولة، ومتابعة استمرارية الأعمال على أكمل وجه لتحقيق السلامة في كافة أنحاء المسجد الحرام.

ويأتي الاجتماع بإشراف ومتابعة سعادة مدير عام السلامة المهندس بسام بن سعيد العبيدي وتوجهات سعادة وكيل الرئيس العام للأمن والسلامة ومواجهة الطوارئ والمخاطر الأستاذ فايز بن عبد الرحمن الحارثي؛ المبنية على توجيهات معالي الرئيس العام الشيخ الدكتور عبدالرحمن بن عبدالعزيز السديس.

عرض العناصر...
قيم الموضوع
(1 تصويت)
قامت الهيئة العامة للعناية بشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي، برفع الجزء السفلي من كسوة الكعبة المشرفة وفق الخطة المعتمدة استعدادًا لموسم حج هذا العام 1445 هـ.

ويأتي ذلك جرياً على العادة السنوية برفع الكسوة بارتفاع 3م من أسفل الكعبة المشرفة، ويغطى الجزء المرفوع بقماش قطني أبيض بعرض 2.5م وطول 54م من الجهات الأربع للكعبة المشرفة، حيث باشر فريق من المختصين والفنيين بالهيئة هذا الإجراء للحفاظ على نظافة وسلامة الكسوة.

وتم رفع كسوة الكعبة المشرفة على 8 مراحل تبدأ من فك أسفل الكسوة من جميع الجوانب، ومن ثم فصل أركانها وفك الحبل السفلي وإخراجه من حلقات تثبيت الكسوة، ولف الكسوة بارتفاع 3م وموازاتها على ارتفاع واحد وتثبيتها من الجهات جميعها، وفك 3 من القناديل ثم تثبيت القماش الأبيض على جميع الجهات كلٌ على حدة، وتركيب القناديل على القماش الأبيض وصولاً إلى المرحلة الأخيرة وهي لف الجزء السفلي من ستارة باب الكعبة المشرفة.
photo1716413514photo1716417969photo1716417961
photo1716413501photo1716413439photo1716413469photo1716413530photo1716417947photo1716417943photo1716417558
قيم الموضوع
(1 تصويت)
أقامت الهيئة العامة للعناية بشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي، بالشراكة مع جامعة أم القرى، ووادي مكة للاستثمار، بمقر الجامعة اليوم الحفل الختامي لتحدي تحسين تجربة التنقل لأداء الطواف والسعي، بحضور سعادة الرئيس التنفيذي للهيئة العامة للعناية بشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي الأستاذ غازي بن ظافر الشهراني وسعادة رئيس جامعة ام القرى الاستاذ الدكتور معدي بن محمد ال مذهب ، والذي تضمن مسارات (الكراسي اليدوية، والعربات الكهربائية، وعربات الغولف، والمقطورات، والأفكار الإبداعية للتنقل).

وقبل بداية فقرات الحفل تم زيارة المعرض المصاحب للفعالية المتضمن مشاركة الجهات المنظمة والفرق المشاركة في التحدي ، حيث تم استعراض أفكار الفرق المشاركة في التحدي وشرح آلية تطبيقها في الواقع.

وألقى سعادة المستشار في الهيئة العامة للعناية بشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي الدكتور عمار عطار كلمة قال فيها: نتشرفُ في هيئةِ العنايةِ بالحرمينِ الشريفين بِسَعيِنَا في بناءُ شراكاتٍ نوعيةٍ، كانت جامعةُ أمِّ القرى مِن أوائلها، حيثُ تُشكِّلُ بيتَ خبرةٍ محليٍ وعالميٍ في علوم وتقنيات الحجِّ والعمرةِ، وتعتبرُ المبادرةُ المشتركةُ تحدي تحسينِ تجربةِ التنقلِ لأداءِ الطوافِ والسعيِ في المسجدِ الحرامِ، من أوائلِ ثمار هذه الشراكةِ المباركة.

من جهته قال سعادة الرئيس التنفيذي لشركة وادي مكة للتقنية الدكتور علي الشاعري: نحتفي اليوم بنتائج وثمار تحدي تحسين تجربة التنقل لأداء الطواف والسعي؛ والذي شارك فيه 50 فريق ، بواقع 190 مشارك ،و 19 مرشد ،و 10 محكمين ، و 118 جلسة إرشادية في 6 أيام عمل متواصلة، والمنظم ضمن برنامج توظيف الإبتكار الجامعي في تحسين تجربة ضيوف الرحمن بالشراكة الفاعلة والرائدة مع الهيئة العامة للعناية بشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي⁩.

عقب ذلك ألقى سعادة الأمين العام للمجلس الوطني للسلامة والصحة المهنية المهندس ماجد الفويز كلمة قال فيها: يفخر المجلس الوطني للسلامة والصحة المهنية التابع لوزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية أن يكون شريكًا ابتكاريًّا لجامعة أمِّ القرى والهيئة العامة للعناية بشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي في تحدي تحسين تجربة التنقل لأداء الطواف والسعي؛ والذي يعد أحد المسابقات الرائدة في دعم الابتكار لتحقيق بيئة عمل جاذبة وآمنة ومراعية لمواصفات السلامة المحلية والعالمية للعاملين في خدمة ضيوف الرحمن.

يذكر أن التحدي يستهدف طلاب الدراسات العليا وطلاب الجامعة وأعضاء هيئة التدريس والطلبة الوافدين وأعضاء هيئة التدريس ورواد الأعمال وذلك لتحسين تجربة التنقل لأداء الطواف والسعي، وقد أُتيح للمشاركين التعرف على التحدي بشكل أكبر وذلك بتوصيفه ومعاينته على أرض الميدان والالتقاء بمقدمي الخدمة، و تم أخذ الأفكار المقترحة وتطبيقها على أرض الواقع بما يخلق استدامة للقطاع وخلق بيئة تعين القاصدين على أداء مناسكهم بكل يسر وسهولة.

وتم تكريم الفائزين بالمسابقة المركز الأول مساري​ في تطوير نظام مسارات ذكية للعربات الكهربائية، المركز الثاني مَسِير في تطوير عربات تعمل بالذكاء الاصطناعي وتراعي الأرجونميكس، المركز الثالث ناقلون​ في مقطورات الطواف بمواصفات خاصة تتناسب مع طبيعة المكان، المركز الرابع تريث​ في جهاز حماية المعتمرين في الحرم باستخدام مستشعر مدى، المركز الخامس مُعين​ في تطبيق لربط المعتمرين بدافعي العربات داخل الحرمين.


وقامت جامعة أم القرى ممثلة في سعادة رئيس جامعة ام القرى الأستاذ الدكتور معدي بن محمد آل مذهب بتكريم الهيئة العامة للعناية بشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي ممثلة في سعادة الرئيس التنفيذي للهيئة العامة للعناية بشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي الاستاذ غازي بن ظافر الشهراني





msg 1001468035115 52908msg 1001468035115 52912msg 1001468035115 52911msg 1001468035115 52915msg 1001468035115 52924msg 1001468035115 52925msg 1001468035115 52936msg 1001468035115 52941msg 1001468035115 52942msg 1001468035115 52943msg 1001468035115 52944msg 1001468035115 52945msg 1001468035115 52946msg 1001468035115 52947
قيم الموضوع
(3 أصوات)

أشاد مفتي عام المملكة، رئيس هيئة كبار العلماء، الرئيس العام للبحوث العلمية والإفتاء سماحة الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله بن محمد آل الشيخ، بجهود الكليات والمعاهد العلمية داخل الحرمين الشريفين، التابعة للهيئة العامة للعناية بشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي، ودورهما في نشر العلم الشرعي والعقيدة الصحيحة.

جاء ذلك خلال استقبال سماحته، لوكيل الرئيس للشؤون العلمية والأكاديمية بالهيئة العامة للعناية بشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي، عميد كلية الحرم المكي الشريف الدكتور عبدالرحمن بن سعد الشهري، ومنسوبي المعهد، في مكتبه اليوم.

وأوضح الدكتور الشهري لسماحته الدور الريادي الذي تقدمه الكلية والمعهد من خلال برامجها التعليمية، لإعداد جيل نافع لوطن، وللأمة الإسلامية، في إطار ما تقوم به الهيئة العامة للعناية بشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي من تطوير لمسارات الأعمال، وتوسيع دائرة التعليم في الحرمين الشريفين، وتحديث البنية التقنية والتعليمية والأكاديمية؛ بما يحقق تطلعات القيادة الرشيدة -حفظها الله-.

2cd1aa66 a3e6 4b67 8799 1607b96c98f0
قيم الموضوع
(1 تصويت)
أم المصلين في المسجد النبوي فضيلة الشيخ الدكتور حسين آل الشيخ واستهل خطبته بقوله: أجلّ المقاصد وأنفع العلوم وأشرفها وأعلاها، العلم بأسماء الله الحسنى الدالة على أحسن المعان، وأكمل الصفات، وأجلها وأعظمها وأمجدها؛ وإن أعظم ما يستنير به القلب وينشرح به الصدر، معرفة أسماء الله الحسنى وصفاته العلا من مشكاة الوحي، فمن تلقاها بالقبول والرضا والتسليم، وأذعن لها بالانقياد واطمأنت إليها نفسه، وسكن إليها قلبه، وقويت بها معرفته، متعبداً لله بها، ازداد بها إيماناً بالله عز شأنه، وتعظيماً لربه جل جلاله، واشتدت محبته وإجلاله لخالقه تبارك وتعالى، ففلاح العبد وسعادته في إقراره بأسماء الله الحسنى وصفاته العظمى، بل وليست حاجة القلوب إلى شيء أعظم منها إلى معرفة بارئها وفاطرها، ومحبته وذكره والابتهاج به، وطلب الوسيلة إليه، والزلفى عنده، ولا سبيل إلى هذا إلا بمعرفة أسمائه وأوصافه الواردة في القرآن الكريم والسنة المطهرة، وكلما كان العبد بها أعلم كان بالله أعرف، وله أطلب، وإليه أقرب.


وأكمل: أسماء الله العظيم، المجيد، المتكبر، المتعال، الحي القيوم، ذو الجلال والإكرام، والإله، القاهر، القادر فوق عباده، العلي الأعلى، على عرشه استوى، الأحد، الصمد، كل ذلك يملئ القلب تعظيماً له سبحانه، وإجلالاً، ورهبة منه، وخوفاً، وأنه سبحانه لا ملجأ منه إلا إليه، فلا يصمد العبد في حاجاته ودعائه إلا إليه وأسماء الله الخبير، العليم، اللطيف، الشهيد، الرقيب، السميع، البصير، تملأ القلب مراقبته عز شأنه مراقبة تامة في الحركات والسكنات، وتقود العبد إلى التقرب إليه بالمسارعة إلى الطاعات، والبعد عن المنهيات؛وأسماء الله الرحمن، الرحيم، البر، الكريم، الجواد، الرزاق، تملا القلب محبة له، وشوقاً إليه وطمعا في رزقه، ورحمته وحمدا له وشكرا.


وأضاف فضيلته: هكذا كلما ازداد الإنسان معرفة بأسماء الله وصفاته، ازداد إيماناً به، وعبودية، وهيبة وإجلالاً، وخضوعاً، وتذللاً، ورغبة، وطلباً؛ قال تعالى: (وَلِلَّهِ الأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا)، وقال صلى الله عليه وسلم: (إن لله تسعة وتسعين إسماً، من أحصاها دخل الجنة)؛ ومعنى أحصاها حفظها ألفاظاً، وفهم معانيها ومدلولاتها، وعمل بمقتضاها وأحكامها؛ والمعنى أن يثبت العبد لله سبحانه ما أثبتته نصوص القرآن والسنة من الأسماء والصفات على ظاهرها اللائق بكمال الله سبحانه، من غير تحريف، ولا تعطيل، ولا تمثيل، ولا تكييف بكيف يعقله البشر، إذا لا يعلم كيفية ذاته وصفاته إلا هو سبحانه، فهو مما استأثر الله بعلمه، فلا سبيل إلى الوصول إليه، قال تعالى: (لَيۡسَ كَمِثۡلِهِۦ شَيۡءٞۖ وَهُوَ ٱلسَّمِيعُ ٱلۡبَصِيرُ)، وقال سبحانه: (هَلْ تَعْلَمُ لَهُۥ سَمِيًّا)، وقال عز شانه: (وَلَمۡ يَكُن لَّهُۥ كُفُوًا أَحَدُۢ)؛فهو الإله الجامع للأسماء الحسنى، ولصفات الكمال والجمال، ونعوت العظمة والجلال.


واختتم فضيلته الخطبة بقوله: ينفي العبد عن ربه ما ورد نفيه في النصوص، مع إثبات كمال ضده، فمثلاً نفي الظلم عنه، يتضمن كمال عدله، ونفي العجز عنه، يتضمن كمال علمه وقدرته، فلا بد من معرفة أسماءه سبحانه لفظاً ومعنى، ومدلولا، وتعبد له عز شأنه بمقتضاها، ودعاء الله بها دعاء الثناء والعبادة، ودعاء المسألة والطلب، ففي دعاء العبادة إذا علم أن الله هو القوي، المتين، العزيز، الحكيم، توكل على ربه، وركن إلى خالقه، وقطع الالتفات إلى غيره من المخلوقات، ممن ليس له من نفسه كمال، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم؛ هكذا متى علم أن ربه تواب، رحيم، غفور، حليم، سارع بالتوبة إلى ربه والإنابة إلى خالقه؛ ومن علم أنه الرقيب، الشهيد، السميع، البصير، اللطيف، الخبير، أوجب له ذلك الخوف من معصية ربه والخشية من إلهه؛ وأما دعاء المسألة والطلب فيدعو ربه بما يناسب حاجته كأن يقول يا رحمن ارحمني، ويا غفور اغفر لي، يا تواب توب علي، يا رزاق أرزقني، وكان أكثر دعاء الأنبياء (ربنا)؛ لأن إجابة الداعين وإعطاء السائلين وغياث المستغيثين كل ذلك من معاني الربوبية، وهو سبحانه المتصرف القادر المدبر الرازق المعطي، الإله الذي لا يسأل إلا هو ولا يستغاث إلا به.

GNxjgQCWYAIbDznGNxjgP9WsAAl JbGNxjgP WUAArgNd
قيم الموضوع
(2 أصوات)
أم المسلمين لصلاة الجمعة في المسجد الحرام فضيلة الشيخ الدكتور بندر بن عبدالعزيز بليلة واستهل خطبته بـ: الحمدُ لله يخلقُ ما يشاءُ ويختارُ، أحمدُهُ سبحانَهُ خلقَ الخلْقَ وقدَّرَ الأقدارَ، وفاضَلَ بيْنَ الأزمنةِ والأمكنةِ والأعصارِ، فجعلَ مكَّةَ قِبلَةَ سائِرِ الأوطانِ والأمصارِ، إليها تَهْوِي أفئدةُ العُبَّادِ والزُّوَارِ، وإليها تَشْدُوا قوافِلُ الحُجَّاجِ والعُمَّارِ.


ثم بيّن فضيلته: إنَّ اللهَ اصطفى من أيَّامِهِ أوقاتاً وأزماناً، واختارَ من أكوانِهِ بُقعةً ومكاناً، فشاءَ سبحانه بعلمِهِ وأرادَ بحكمتِهِ أن يجعلَ مكَّة المكرمةَ خيرَ البقاعِ عندَهُ، وأكرمَهَا عليهِ، وأحَبَّها إليهِ، فعن عبدِ الله بنِ عَدِيٍّ بنِ حَمْرَاءَ t ، قال: رأيتُ رسولَ الله r واقفًا على الحَزْوَرَةِ (هو اسمُ مَوضعٍ بمكَّةَ كان به سُوقٌ )، فقال: «واللهِ إنَّكِ لـخَيرُ أرضِ اللهِ، ‌وأحبُّ ‌أرضِ ‌اللهِ إلى اللهِ، ولولا أَنِّي أُخرِجتُ منكِ ما خرجتُ» أخرجه الترمذيُّ وصحَّحهُ.


وأضاف فضيلته: مكَّةُ المكرمةُ، تاريخٌ وذِكرَى، سِيرةٌ ومَسيرَةٌ، جعلَ اللهُ فيها أوَّلَ بيتٍ وُضعَ للنّاسِ في هذا الوجودِ، يَؤُمُّونهُ للعبادةِ والنُّسُكِ من شتّى بقاعِ الأرضِ. فتحصَّلَ فيه من الفضائلِ مجتمعةً ما لا يُوجدُ في غيرهِ إلّا مُفرَّقاً: البركةُ، والهدايةُ، والآياتُ، والأمنُ، والأمانُ، والإيمانُ، فتبارك اللهُ ربُّنا الرحمنُ.


وتابع الشيخ بليلة: لقدْ عَظَّم اللهُ بلدَهُ الحرامَ، ورفعَ ذِكرَهُ وأَسمى لهُ المقامَ، هِيَ أمُّ القُرَى، ومَقْصِدُ وُجوهِ الوَرَى، حرّمَ جلّ وعلا الاقتتالَ فيه إلَا على البادِي الباغِي. ذلكَ أنّهُ مَوطنُ العبادةِ، وموئِلُ البِشْرِ والسعادةِ، إليه يثوبُ الناسُ، وحولَ كعبتَهِ يطوفونَ، وعندَهُ يركعونَ، وبهِ يسجدونَ، فيه يأمنونَ على أرواحهِمْ، ودمائهِمْ، وأموالـهِمْ، وأعراضهِمْ.


وأشار فضيلته: فالأمنُ والأمانُ من أعظمِ سِماتِهِ، وأشرفِ مِيزاتِهِ، يُساقُ إليهِ الرّزقُ اِنسِياقاً، وَيَنْصَبُّ عَليهِ الخيرُ اِنْصِبَاباً، في مكَّةَ بئرُ زمزمَ، وغارُ حراءَ، وغارُ ثورٍ، بها نزلَ القرآنُ، فخاطبَ اللهُ به القلوبَ قبلَ الآذانِ، وأحيا به الأرواحَ قبلَ الأبدانِ.


وأضاف فضيلته: مكَّةُ بلدُ حرامٌ، شرَّفَ اللهُ قدرَهُ، وأعلَى سبحانهُ ذِكرَهُ، وخصَّهُ بفضائِلَ وأحكامَ تُصانُ بها هذهِ المكانَةُ، وتُحفظُ بها حُرمَةُ البيتِ ومكانُهُ، فألزمَ قاصدِيهِ بِعُمرَةٍ أو حَجٍّ بالإحرامِ لَـهُ، والتجرُّدِ من الثيابِ والزّينةِ للدُّخُولِ إليهِ، عندَ مواقيتَ مَكانيَّةٍ، على بُعْدِ أميالٍ منهُ، نَصَبَها جلَّ وعلا على لسانِ رسولِهِ r، تهيئَةً واستعدادًا، وتشريفًا لهُ وانقِيادًا، ولا يحِلُّ استقبالُه بغائِطٍ ولا بولٍ، ولا يُقطعُ نبتُهُ الذي نبتَ فيهِ بنفسِهِ، ولا يُنَفَّرُ صيدُهُ، ولا يُختلَى خلَاهُ، فعن ‌ابنِ عباسٍ رضي اللهُ عنهما: أنَّ النبيَّ r قالَ عامَ الفتحِ: «إِنَّ اللهَ حرَمَ مكّةَ، فلم تحِلَّ لأحدٍ قبْلي، ولا تحِلُّ لأحدٍ بعدِي، وإنّما أُحلَّتْ لي ساعةً من نهارٍ، لا يُختلى خلاهَا، ولا يُعضَدُ شجَرُها، ولا يُنَفَّرُ صيدُها، ولا تُلتقَطُ لُقطتُها إلّا لِمُعرّفٍ. وقال العباسُ: يا رسولَ الله، ‌إلّا ‌الإذخِرَ، لِصاغَتِنَا وقُبورِنا؟ فقال: ‌إلّا ‌الإذخِرَ». قال البخاريُّ رحمهُ اللهُ: وعن خالدٍ، عن عكرمةَ، قال: هل تدري ما: «لا يُنَفَّرُ صَيْدُها»؟ هو أن يُنَحِّيَهُ من الظِّلِّ ينزِلُ مكانهُ. يريد: أن يُزِيحَ الصيْدَ عن مكانِ الظِّلِ؛ ليستظِلَّ بِهِ العبدُ مكانهُ.


ونوّه فضيلته: وإذا كانَ هذا حَظُّ البهائمِ من الأمنِ في بلدِ اللهِ الحرامِ، فكيفَ بالإنسانِ الّذي كرَّمهُ اللُه وفضَلهُ على سائرِ الحيوانِ؟!. الصّلاةُ فيه بمائةِ أَلْفِ، والثّوابُ فِيه مضاعَفٌ، فعن جابرِ بنِ عبدِ اللهِ رضي اللهُ عنهما، قال: قال رسولُ الله r: «‌صلاةٌ ‌في ‌مسجدِي هذا أفضلُ من ألفِ صلاةٍ فيما سواهُ، إلّا المسجدَ الحرامَ، وصلاةٌ في المسجدِ الحرامِ أفضلُ من مائةِ ألفِ صلاةٍ فيما سواهُ » أخرجَهُ أحمدُ وغيرُهُ وأصلُهُ في الصَّحيحَيْنِ. فيا من أكرمهُمْ اللهُ بسُكناهُ، ووفقهُمْ لزيارتهِ ورُؤياهُ، اِعرِفُوا لـهذا التَكريمِ فضلَهُ وقيمتَهُ، واستشعرُوا لهذا الاصطفاءِ عظمتَهُ ومِنَّتَهُ، واشكرُوا اللهَ على ما خصَّكُمْ بهِ دونَ غيركُمْ من العبادِ، فبالشُّكْرِ تدومُ النِّعمُ وتزدادُ. طُوبَى لمن استحضرَ شرفَ مكَّةَ، وحفِظَ فيها جوارِحَهُ وصانَ لسانَهُ وفَكَّهُ، وبُشرى لمن أَوْفَى لهذا الحرَمِ حرمتَهُ، وقدَّرَهُ حقَّ قدرِهِ، وحفِظَ مكانَتَهُ، وانتهى فيه عن كُلِّ مَأثَمٍ، ولم يظلِمْ فيه ولم يُؤْذِ ولم يُخاصِمْ.


وشدّد فضيلته: واعلمْ أيُّها المكِّيُّ أنَّه اجتمعَ لكَ حُرمَةُ الشهرِ مع حُرمَةِ البلدِ الحرامِ، فإيَّاكَ إيَّاكَ أن تنتهِكَ هذهِ الحُرُماتِ، فَتَعْظُمَ في حَقِّكَ العقوبةُ، وأَقبِلْ على ربِّكَ وجانِبِ المعاصيَ والآثامَ، وتُبْ واتَّقِ مُوجِبَ الملامِ. فإنّ ما نراهُ اليومَ للعَيانِ ظاهرٌ، ولا يجحدُهُ إلا حاسدٌ أو مكابرٌ، من نعمَةِ الأمنِ والأمانِ، والخيرِ والاستقرارِ، الّذي تنعَمُ بهِ بلادُ الحرمينِ الشريفينِ ـ حرسها اللهُ ـ لَـهُو دليلٌ لِـما اختصَّه اللهُ جلَّ وعلا به ـ لتكونَ قبلةً للمسلمينَ، ومَهبِطَ الوَحيِ، ومَنْبَعَ الرسالةِ ـ ومن ذلكَ أنْ جعلَها تحتَ قيادةٍ رشيدَةٍ، وحكومةٍ سديدةٍ، تَقْضِي بالحَقِّ وبهِ تَعْدِلُ، وتحكُمُ بِشَرْعِ اللهِ وبهِ تَفْصِلُ، وبما سخَّرهُ لـها مِن رجالِ أمنٍ أشدّاءَ، أقوياءَ أُمناءَ ، يُحمونَ حِماها، ويذُودُونَ عن أرضِها وسماها، وكذلكَ ستبقَى بإذن الله تعالى، بقيادتِها وسيادتِها وريادتِها ولُـحْمَتِها، رُغْمَ أُنوفِ أعدائهاِ، فمنْ حاولَ النَّيلَ منهَا، كانَ السُّوءُ بهِ أعجلَ، والشَّرُ إليه ألـحقَ وأَمْيَلَ.


واختتم فضيلة الشيخ بندر بليلة خطبة الجمعة بالحديث عن جهود الدولة رعاها الله في موسم الحج قائلًا: ومعَ اقترابِ موْسمِ الحجِّ، والَّذِي هُو ركنٌ من أعظمِ أركانِ الإسلامِ، وشَعِيرةٌ من شعائِرِ اللهِ العظامِ، فإنَّ الدَّولةَ ـ رعاها الله ـ تَعْملُ جاهدةً على تنظيمِهِ وتَسْيِيرِهِ، بما يُحقِّقُ أهدافَه الشَّرعِيَّةَ ومقاصِدَهُ المَرْعِيَّةَ، من عبادَةِ اللهِ وحدَهُ لا شريكَ لهُ في أَمنٍ وأَمانٍ، ومن ذلكَ ما وضعَتْهُ من اشتراطِ التَّصْريحِ لأدائِهِ، إِعمالًا لمقاصِدِ الشَّريعَةِ الإسلاميَّةِ، لتحقيقِ المصالحِ وتكثيرِهَا، ودَرْءِ المفاسِدِ وتقلِيلِهَا، مِن حِفْظٍ للأرواحِ والأَموالِ والمرافِقِ، وتسهِيلِ السَّبِيلِ وتَذْلِيلِهِ، وفي الحجِّ بلا تَصرِيحٍ مُخالفَةٌ ظاهِرَةٌ لِوَليِّ الأمْرِ، ومعارضةٌ صريحِةٌ لِنصُوصِ الكتابِ والسُّنةِ، الَّتي تأمْرُ بطاعَتِهِ، فمن خالفَ أمرَهُ، فهو آثِمٌ، وعليهِ تَبِعَتُهُ، ويُؤاخَذُ بِجريرَتِهِ؛ لـما يترتَّبُ علَى ذلكَ مِن أَذِيَّةٍ وضَرَرٍ لِلمسلمينَ، وأَمَا مَن تَعَذَّرَ عليهِ استخراجُ التَّصريحِ، فإنَّهُ فِي حُكمِ غيرِ المُستطيعِ.

photo1715942639
photo1715942642 3photo1715942639 1photo1715942639 2photo1715942642 4
قيم الموضوع
(1 تصويت)


خطب وأم المصلين في المسجد النبوي فضيلة الشيخ الدكتور عبدالباري بن عواض الثبيتي إمام وخطيب المسجد النبوي الشريف واستهل فضيلته خطبته قائلًا :على ثرى طيبة الطيبة وفي عهد المصطفى صلى الله عليه وسلم جرت مواقف خالدة، سطرها القرآن ونقلها الرواة، إنها سيرة الأوس والخزرج الذين استحقوا التتويج بوسام الشرف، سماهم الله الأنصار، وهم الذين كانوا في عهد النبي صلى الله عليه وسلم، وهو اسم يبقى مجده، ولا ينقطع رسمه، وتلك منقبة عظيمة، ومرتبة سامية في الإسلام؛ أحب الأنصار رسول الله صلى الله عليه وسلم بصدق، وعزروه بقوة، ونصروه بثبات في كل مراحل الرسالة بعد الهجرة، ومن صور محبة الأنصار للنبي صلى الله عليه وسلم، حفاوتهم بمقدمه، فحين دخل النبي صلى الله عليه وسلم المدينة خرج أهلها يهللون فرحًا وابتهاجًا، فكان ذلك اليوم يوم فرح وابتهاج لم تر المدينة يومًا مثله قط، إذ حباهم الله هذا الشرف، أن غدت بلدهم موطنًا لإيواء رسول الله صلى الله عليه وسلم وصحابته من المهاجرين، ثم نصرة الإسلام.

وأكمل: وامتدادًا لهذه المفاخر السامقة خلد التاريخ حب الأنصار لمن هاجر إليهم، حبًا مفعمًا بمعان الوفاء والعطاء والإيثار، قدم المهاجرون على الأنصار فقراء لا مال لديهم، ولا مأوى يؤويهم، فواسوهم بأموالهم وأنفسهم، وشاطروهم مساكنهم، أثمر بينهم المؤاخاة الصادقة، ونزل فيهم قرآن يتلى: (وَٱلَّذِينَ تَبَوَّءُو ٱلدَّارَ وَٱلْإِيمَٰنَ مِن قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلَا يَجِدُونَ فِى صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِّمَّآ أُوتُواْ وَيُؤْثِرُونَ عَلَىٰٓ أَنفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ ۚ وَمَن يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِۦ فَأُوْلَٰٓئِكَ هُمُ ٱلْمُفْلِحُونَ).

وأضاف فضيلته: آخى الرسول صلى الله عليه وسلم بين عبد الرحمن بن عوف وسعد بن ربيع، فقال سعد لعبد الرحمن إني أكثر الأنصار مالًا، فأقسم مالي نصفين ولي امرأتان، فانظر أعجبهما إليك، فسمها لي أطلقها، فإذا نقضت عدتها فتزوجها، قال: بارك الله لك في أهلك ومالك أين سوقكم، فدلوه على السوق.
أخوة لم يشهد التاريخ لها مثيلًا، أسست نهضة أمة، وحضارة دولة، نشرت السلم والسلام والعدل، يعرض الأنصاري على أخيه المهاجر أن يقسم ماله بينهم نصفين، هذا الموقف الأشم قابله سمو أجلّ، فعفة النفس المرصعة بالعز والإباء، جعلته يقول: بارك الله لك في أهلك ومالك، دلني على السوق.

وبيّن: أخوة الدين تصنع العجائب، فهي معلم من معالم الدين، أكد عليها القرآن واشادت بها السنة، قال صلى الله عليه وسلم : «وكونوا عباد الله إخوانًا المسلم أخو المسلم، لا يظلمه، ولا يخذله، ولا يحقره».

وأوضح فضيلته: في عرصات يوم القيامة حين تدنو الشمس من الخلائق، ترتقي الأخوة بأهلها وتحصنهم إلى ظل ظليل، وحفظ الرحمن، يقول الله تعالى في الحديث القدسي: «أين المتحابون بجلالي؟ اليوم أظلهم في ظلي، يوم لا ظل إلا ظلي» رواه مسلم.
ولا يشك عاقل أن هذه الأخوة قد أصيبت في زماننا هذا في مقتل، حيث طغت المسالك المادية فيما نشاهده من التنافس على متاع الدنيا، وضعف الصلات، وتردي العلاقات، وتصدع الروابط.

وبيّن: وإحياء معاني الأخوة الصادقة مطلب ديني ودنيوي، ففي أفياء الأخوة يطمئن المسلم إلى أخيه، وتسكن نفسه مع نفسه، ويأنس إلى حديثه، ويشتاق إلى رؤيته، يشاطره آلامه، ويواسيه في أحزانه، فتضفي على الحياة جمالًا، وعلى الروح انشراحًا.

وأضاف فضيلته: من مواقف الأنصار إخبار الرسول صلى الله عليه وسلم عن رجل منهم يمشي على الأرض وهو من أهل الجنة، نعم، رجل بشر بالجنة، وتبوأ مقعدًا من الجنة، نال هذا الفضل بعبادة قلبية، سلامة صدر، ونقاء سيرة، وطهارة سريرة، لا يقول إلا خيرًا، ولا يجد في نفسه لأحد من المسلمين غلًا ولا حسدًا على خير أعطاه الله إياه، طهَّر الإيمان قلبه، وهذَّبت التقوى نفسه، وليس بالأمر اليسير مقاومة نوازع الشيطان، وغلبة سوء الظن، ومشاعر الانتقام، ونظرات الاحتقار، وكلمات جارحة مظلمة من أخ، وتعد من جار، وإساءة من قريب، ولا تخلو الحياة من نماذج مشرقة يصيبها ما يصيب الإنسان من تجاوز وظلم وتنازع الحقوق، ثم يبيت سليم الصدر، قد مسح كل نقطة سوداء، ناسيًا كل موقف مؤلم مر به.

وأكد: ما أجمل أن تكون سلامة الصدر سجية العبد الملازمة له، يصبح وكأن شيئًا لم يكن، وقد عفا وصفح عمن ظلمه وأساء إليه، راجيًا ما عند الله، وإذا فشت هذه المعاني في المجتمع، وتطلَّع أفراده لبلوغها، سما وارتقى و اشتد بنيانه، وقوي أمنه، وغلبت عليه روح الألفة والمحبة والرحمة، واندحرت الخصومات، وتقلصت النزاعات، وسد باب الظنون والوساوس؛ ومما لا شك فيه أن سليم الصدر يبيت مرتاح البال، هاني الحال، وغيره يتقلب على فراشه كمدًا، ويئن غيظًا، تؤججه مشاعر الانتقام والحسد والحقد لا يهنأ بليل، ولا يسعد في نهار.

وأكمل: من مواقف الأنصار الخالدة في نصرة للدين موقفهم يوم بدر، تمثل في قول حامل لوائهم سعد بن معاذ رضي الله عنه للرسول صلى الله عليه وسلم: فقد آمنا بك، فصدقناك، وشهدنا أن ما جئت به هو الحق، وأعطيناك على ذلك عهودنا ومواثيقنا على السمع والطاعة، فامض يا رسول الله لما أردت فو الذي بعثك بالحق لو استعرضت بنا هذا البحر، فخضته لخضناه معك، ما تخلف منا رجل واحد، فسر بنا على بركة الله، فسر رسول الله صلى الله عليه وسلم بقول سعد؛ ونصرة الدين واجب على كل مسلم، باتباعه، والاستقامة عليه، وترك محارمه، وإقامة حدوده وتفنيد الشبه، والدعوة إليه بالحكمة والموعظة الحسنة.

واختتم فضيلته: الخطبة بقوله أحب الأنصار الرسول صلى الله عليه وسلم حبًا جعلهم يفدونه بأنفسهم وأرواحهم، فعن أنس بن مالك رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أُفرِد يوم أحد في سبعة من الأنصار ورجلين من قريش، قال: «من يردهم عنا وله الجنة، أو هو رفيقي في الجنة فتقدم رجل من الأنصار، فقاتل حتى قتل، ثم رهقوه أيضًا، فقال: من يردهم عنا وله الجنة، أو هو رفيقي في الجنة؟ فتقدم رجل من الأنصار، فقاتل حتى قتل، فلم يزل كذلك حتى قتل السبعة، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لصاحبيه: ما أنصفنا أصحابنا» رواه مسلم.
ويكفي الأنصار فخرًا أن آووا رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم أخرجه قومه، فكان معدودًا في مفاخرهم إلى يوم الدين؛ فلا عجب بعد ذلك أن يحظى الأنصار بوسام الشرف الذي شرفهم به نبيهم صلى الله عليه وسلم بقوله: «آية الإيمان حب الأنصار، وآية النفاق بغض الأنصار»، وقوله صلى الله عليه وسلم: «اللهم اغفر للأنصار ولأبناء الأنصار وابناء أبناء الأنصار».
قيم الموضوع
(1 تصويت)
 
 
أمّ معالي الشيخ الدكتور صالح بن عبدالله بن حميد إمام وخطيب المسجد الحرام المصلين في يوم الجمعة واستهل معاليه خطبته قائلًا: معاشر المسلمين : الإنسان مدني بطبعه ، لا يعيش منعزلاً ، بل يعيش متفاعلاً إيجابيا ، يصادق هذا ، ويصاحب هذا ، ويقضي حاجة هذا ، ويصنع معروفاً لهذا ، ويسدى نصحاً لهذا ، ويفعل ما يستوجب الشكر لهذا. 
 وإذا كان ذلك كذلك – أيها الإخوة - فهناك سلوك أخلاقي ، وأسلوب اجتماعي ، خلق جليل ، فيه صلاحُ المجتمع ، وتقويةُ روابطه ، ونشرُ الألفةِ والمحبةِ في أوساطه ، سجيةٌ من سجايا الكرام ، خلقٌ يدل على سلامةِ القلب ، وطهارةِ النفس ، ونقاءِ السريرة . 
وهذا الخلق الكريم يتحلى به أناس كرام ، اصطفاهم المولى عز وجل للجميل وللمعروف ، همهم الإسعادُ والمساعدَة ، لا يريدون جزاء ولا شكورا ، إنه خلق حفظِ المعروف ، وردِّ الجميل ، ومقابلةِ الإحسان بالإحسان. 
أيها المسلمون : والقدوة الأولى والأسوة العظمى في ذلك نبينا محمد صلى الله عليه وسلم ، فسيرته كلها جمال ، وحفظ للجميل ، مع القريب ومع البعيد ، ومع المسلم والكافر .
وهذا قبس من هذه السيرة النبوية الشريفة المباركة : 
تقول عائشة رضي الله عنها : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يكاد يخرج من البيت حتى يذكر خديجة رضي الله عنها ، فيحسن عليها الثناء ، فذكرها يوما من الأيام فأدركتني الغيرة ، فقلت : هل كانت إلا عجوزاً ، فقد أبدلك الله خيراً منها ، فغضب حتى اهتز مقدم شعره من الغضب ، ثم قال : لا والله ما أخلف الله خيراً منها : وقد آمنت بي وكفرني الناس ، وصدقتني وكذبني الناس ، وواستني من مالها إذ حرمني الناس ، ورزقني الله منها الأولاد إذ حرمني أولاد النساء ، قالت عائشة : فقلت بيني وبين نفسي : لا أذكرها بسوء أبدا، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا ذبح شاة يقول : أرسلوا إلى أصدقاء خديجة.
وجاءت عجوز إلى النبي صلى الله عليه وسلم ، وهو عند عائشة رضي الله عنها فقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم : من أنت ؟ فقالت : أنا جثامة المزنية ، فقال : بل أنت حسانة المزنية ، كيف أنتم ؟ كيف حالكم ؟ كيف أنتم بعدها ؟ فقالت بخير بأبي أنت وأمي يا رسول الله ، فلما خرجت قلت يا رسول الله : تقبل على هذه العجوز هذا الإقبال ، قال : إنها كانت تأتينا زمن خديجة ، وإن حسن العهد من الإيمان ، أخرجه الحاكم ، وقال : صحيح الإسناد على شرط الشيخين . 
ومن حسن سيرته عليه الصلاة والسلام ، وحفظه للجميل ما ذَكَر من فضل أبي بكر رضي الله عنه إذ يقول عليه الصلاة والسلام : ما لأحد عندنا يد إلا وقد كافيناه ما خلا أبا بكر فإن له عندنا يداً يكافئه الله بها يوم القيامة ، وما نفعني مالٌ أحد قط ما نفعني مالُ أبي بكر ، ولو كنت متخذا خليلاً لاتخذت أبا بكر خليلاً ، إلا أن صاحبكم خليل الله . أخرجه الترمذي من حديث أبي هريرة رضي الله عنه . 
كما حفظ النبي صلى الله عليه وسلم للأنصار رضوان الله عليهم جميلهم حين نصروه وآووه ، وبذلوا الغالي والنفيس في سبيل دعوته ونصره ، وآخوا إخوانهم المهاجرين ، وواسوهم بأموالهم ، وآثروهم على انفسهم ، فقال عليه الصلاة والسلام " لولا الهجرة لكنت امرءاً من الأنصار ، ولو سلك الناس واديا أو شعباً لسلكت وادي الأنصار وشعبها ، الأنصار شعار والناس دثار ) . 
وقال : أوصيكم بالأنصار فإنهم كِرْشِي وعيبي - أي موضع سري وأمانتَي ، قد قضوا الذي عليهم ، وبقي الذي لهم ، فاقبلوا محسنهم ، وتجاوزا عن مسيئهم .
كما حفظ عليه الصلاة والسلام جميل الصحابة كلِّهم رضوان الله عليهم فقال : لا تسبوا أصحابي ، فلو أن أحدكم أنفق مثل أحد ذهباً ، ما بلغ مُدَّ أحدهم ولا نصيفه. 
بل لقد حفظ عليه الصلاة والسلام جميل المشركين ، فهذا المطعم بن عدي ، سعي في نقض الصحيفة التي علقتها قريشِ في الكعبة لمقاطعة بني هاشم وبني المطلب لأنهم نصروا النبي صلى الله عليه وسلم ، كما أنه – أي المطعم بن عدي - أجار النبَّي صلى الله عليه وسلم حين منصرفه من الطائف ، فتسلح المطعم هو وأهله وبنوه ، وخرجوا حتى أتوا المسجد ، ثم بعث إلى رسول الله صلى عليه وسلم أن ادخل ، فدخل رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وطاف بالبيت وصلى ، ثم انصرف إلى منزله، من أجل هذا كله قال النبي صلى الله عليه وسلم في أسارى بدر : لو كان المطعم بن عدي حيا ثم كلمني في هؤلاء النتنى لتركتهم له، وفي رواية : لو كان المطعم حيا فكلمني في هؤلاء النتنى لأطلقتهم له . أي أُسارى بدر ، أخرجه أحمد والبخاري . 
ومثل المطعم أبو البختري فقد كان في صف قريش يوم بدر ، فنهى النبي صلى الله عليه وسلم عن قتله ، لأنه كان أكفَّ القوم عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو بمكة ، وكان لا يؤذيه ، ولا يبلغه عنه شيء يكرهه ، وكان ممن قام بنقض الصحيفة.
معاشر المسلمين : حفظ المعروف والاعتراف بالجميل يكون لكل الناس يكون للوالدين ، وللزوجين ، وللمعلمين ، وللناس أجمعين . 
أما الوالدان فهما اللذان يسهران لينام أولادهما ، ويجوعان ليشبع أولادهما ، ويمتنعان عن الأكل ليطعم أولادهما ، وهما في كل ذلك مغتبطان مسروران . 
والاعتراف بجميلهما يكون ببرهما ، والإحسان إليهما ، وتوقيرهما ، والأدبِ معهما ، والبعدِ عن كل ما يكدرهما. 
 أما الحياة بين الزوجين : فهي حياة سكنٍ وطمأنينةٍ ، وعيشٍ كريم ، وقد يقع ما ينغص العيش ، ويكدر المعيشة ، ويزعزع الاستقرار ، وحينئذ يأتي الاعتراف بالجميل ، وحفظ الفضل والمعروف ليعيد السكينة ، وينشر الطمأنينة ، ويحفظ السعادة . 
فالزوج هو الذي يكد ويكدح ليوفر العيش الكريم ، والزوجة هي التي تحفظ الزوج في غيبته ، وتربي الأولاد ، وتحفظ المال ، وتوفر الهدوء والاستقرار في البيت ، فإذا ما أدرك الزوجان جميل كل واحد ، ومقام صاحبه ظللتهما السعادة ، وغشيتهما السكينة. 
أما المعلم فهو الذي يبذل الجهد في التعليم ، والمتابعة ، والتربية ، وسروره حين يرى التفوق في طلابه ، والنجابة في تلاميذه، وحفظ جميله بالاعتراف بفضله ، واحترامه ، وتوقيره ، والدعاء له ، والحذر من إيذائه ، والإساءة إليه . 
يقول أبو حنيفة رحمه الله : ما صليت منذ مات شيخي حماد إلا استغفرت له مع والدي ، وإني لأستغفر لمن تعلمت منه علما أو علمته علما . 
ويقول أبو يوسف : إني لأدعو لأبي حنيفة قبل أبوي . 
ويقول الإمام أحمد : ما بت منذ ثلاثين سنة إلا وأنا أدعو للشافعي واستغفر له. 
وبعد حفظكم الله : فرد الجميل ينبغي أن يكون بأدب وكرامة ، من غير منة ولا إهانة ، والكريم أسيرُ صاحبِ الجميل ، وإذا صنعت جميلاً فاستره ، وإن صُنِع لك جميل فانشره .
واستهل معاليه خطبته الثانية قائلاً: معاشر المسلمين : اصنعوا المعروف لأهله ، ولغير أهله ، فإن كان من أَهْلِه فبها ونعمت ، وإن لم يكن من أهله فأنتم أهله ، وإذا صنعتم المعروف فلا تنتظروا الجميل ، بل اصنعوا المعروف لأنه خلق لكم ، والنبيل لا ينتظر الاعتراف بالجميل ، ولا أن يُقَابَلَ إحسانه بإحسان مثله ، ولا يريد جزاء ولا شكورا . 
والتربية على الفضائل تحمي بإذن الله من الرذائل . 
ألا فاتقوا الله رحمكم الله ، واعلموا أن مما يشق على النفوس أن يقابل الجميل بالنكران ، ويقابلَ المعروف بالأذى ، والتنكرُ للمعروف يدل على لؤم الطبع ، عافانا الله وإياكم من كل خلق ذميم.
IMG 20240510 133347 689IMG 20240510 133347 335IMG 20240510 133347 224IMG 20240510 133347 101IMG 20240510 133346 939IMG 20240510 133347 694
قيم الموضوع
(3 أصوات)

وسط منظومة من الخدمات المتكاملة التي تقدمها الهيئة العام للعناية بشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي أم المسلمين لصلاة الجمعة في المسجد الحرام فضيلة إمام وخطيب المسجد الحرام الشيخ الدكتور فيصل بن جميل غزاوي فتحدث فضيلته في خطبته الأولى عن تحقيق العبودية لله فقال : قد بَيَّنَ رَبُّنَا عَزَّ وَجَلَّ الغَايَةَ العظمى والهَدَفَ الأسمى الذي من أجله خُلِقْنا، فقال جل شأنه: ﴿وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون﴾.

 وعبادة الله تعالى تتضمن كمالَ المحبةِ والإجلالِ له تعالى مع كمالِ الذُّلِّ والخُضوع، فمتى أحبَّ العبدُ ربَّه ولم يخضع له فليس بعابد،ومتى خضع له بلا محبة فليس بعابد كذلك، فلا بد من أن يكون العبد محبًا خاضعا لله حتى يصدُقَ عليه وصفُ العابد.

وأكد فضيلته يجب على المؤمن أن ينقاد انقيادًا تامًا لأمر الله تعالى ليُحقق العبوديةَ الكاملةَ قال سبحانه: ﴿وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَنْ يَكُونَ لَهُمْ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلالًا مُبِينًا﴾ عن زيد بن أسلم قال: وكان ابن عمر يحدث أن النبي ﷺ رآه وعليه إزار يتقعقعُ فقال من هذا؟ فقلت: أنا عبدُالله،فقال: إن كنت عبد الله فارفع إزارك قال: فرفعته.. الحديث، فقد حث النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ عبدَ اللهِ بنَ عمرَ بمُقْتَضى العُبوديةِ المَشْمولةِ في اسْمِهِ أنْ يَمْتَثِلَ لأوامِرِ ونَواهي اللهِ عزَّ وجلَّ، ومنها: جعْلُ الإزارِ فوقَ الكَعْبَين، فامتثل وأجاب رضي الله عنه وأرضاه.

مضيفاً: يجب أن تكون حياةُ المؤمن كلُّها لله تعالى كما قال سبحانه: ﴿قُلْ إِنَّ صَلاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَاي وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ﴾ فالعبادةِ تشمل شؤونَ الإنسان كلَّها وتستوعبُ حياتَه جميعاً ولا تكونُ إلا بالتزام شرعِ الله أمراً ونهياً وتحليلاً وتحريماً، فعبدُ الله مَن يُرضيه ما يُرضي الله، ويُسخطه ما يُسخط الله، ويحب ما أحب الله ورسوله، ويبغض ما أبغضه الله ورسوله، ويوالي من والى الله ورسوله ويُعادي من عادى الله ورسوله.  

وتحدث إمام وخطيب المسجد الحرام عن عدم سقوط العبادة لله في التكليف فقال : ولا تسقط العبادة عن أحد من العبيد في دار التكليف مهما بلغت منزلته، وأما قوله تعالى: ﴿واعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ﴾ فالمراد به الموت بإجماع المفسرين، وهو المعنى الذي في قوله تعالى: ﴿حَتَّى أَتَانَا الْيَقِينُ﴾ وهذا أشرفُ الخلق وأكملُهم عبوديةً، ظل يعبد ربه حتى وافته المنية، وخرج على الصحابة في مرض موته وهم يصلون فصلى بهم صلى الله عليه وسلم.

وبين الشيخ غزاوي أن العبودية لله عِزٌّ وشرف يستحقه كلُّ من أتى بها على وجه التمام والكمال، وليس شيء أشرف ولا أتمّ للمؤمن من الوصف بالعبودية فقد وصف الله بها نبيه ﷺ فِي أَشْرَفِ أَحْوَالِهِ، وَهِيَ لَيْلَةُ الْإِسْرَاءِ، فَقَالَ: ﴿سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلا﴾، والأصفياء الأخيار من عباد الله لا يَأْنَفُونَ ولا يترفعون أَنْ يَكُونُوا عَبِيدًا له تعالى،بل عبوديتهم لربهم أقْصى مَراتِبِ الشَّرَفِ ﴿لَّن یَسۡتَنكِفَ ٱلۡمَسِیحُ أَن یَكُونَ عَبۡدࣰا لِّلَّهِ وَلَا ٱلۡمَلَـٰۤىِٕكَةُ ٱلۡمُقَرَّبُونَ وَمَن یَسۡتَنكِفۡ عَنۡ عِبَادَتِهِ وَیَسۡتَكۡبِرۡ فَسَیَحۡشُرُهُمۡ إِلَیۡهِ جَمِیعࣰا﴾

وحذر فضيلته من المستكبرين عبادة الله فقال : وَقَدْ ذَمَّ اللهُ الْمُسْتَكْبِرِينَ عَنْ عِبَادَتِهِ فَقَال: ﴿إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ﴾ وكلُّ من استكبر عَنْ عِبَادَةِ اللهِ فلَا بُدَّ أَنْ يَخْضَعَ وَيَذِلَّ لِغَيْرِهِ، وَهَذَا أَمْرٌ مُلَاحَظٌ، كَيْفَ ذَلَّ عِبَادٌ لِعِبَادٍ مثلِهم وَأَنْزَلُوهُمْ مَنْزِلَةَ رَبِّ الْعِبَادِ، وَكَانَتِ النَّتِيجَةُ أن وقعوا في الرق والعبودية لهم،  وشتان بين حياة الإنسان عابدا لله وعابدا لغيره: ﴿أَفَمَن يَمْشِي مُكِبًّا عَلَىٰ وَجْهِهِ أَهْدَىٰ أَمَّن يَمْشِي سَوِيًّا عَلَىٰ صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ﴾، فمن الناس من يعبد هواه، كما قال تعالى: ﴿أَفَرَأَيْتَ مَنْ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ وَأَضَلَّهُ اللَّهُ عَلَى عِلْمٍ وَخَتَمَ عَلَى سَمْعِهِ وَقَلْبِهِ وَجَعَلَ عَلَى بَصَرِهِ غِشَاوَةً فَمَنْ يَهْدِيهِ مِنْ بَعْدِ اللَّهِ أَفَلا تَذَكَّرُونَ﴾ فهذا العبد الذي يأتمر بأمر هواه فما رآه حسنا فعله وما رآه قبيحا تركه، فهو مطيع لهوى نفسِه يتبع ما تَدعُو إليه، فكأنه يعبده كما يعبدُ الرجلُ إلهَه.

ومن الناس من تعلق قلبه بالدنيا ومتاعِها الفاني، فالدنيا أعظم في قلبه من الدين، أصبحت الدنيا أكبرَ همه، ومبلغَ علمه، فإن أُعْطِيَ منها رَضِيَ، وإن لم يُعْطَ منها سخط، يُوالي ويُعادي من أجلها قال صلى الله عليه وسلم: (تعِس عبدُ الدينارِ، تعِس عبدُ الدرهمِ، تعس عبدُ الخميصةِ، تعس عبدُ الخميلةِ،تعِس وانتكَس وإذا شيكَ فلا انتقشَ)، وهذه أمثلة ذكرها النبي صلى الله عليه وسلم، وهكذا كل من تعلق قلبه بشيء غيرِ الله من أهواء نفسه، فهو عبدُ ما يهواه، رقيق له؛ إذ الرق والعبودية في الحقيقة هو رق القلب وعبوديته.

وتحدث فضيلته في ختام خطبته الاولى عن الحرية في عبادة الله فقال : وحقيقة العبودية تستلزم أن يشعر الإنسان بالعبودية والرق لله عز وجل، وهذا الشعور معناه التحرر من عبادة المخلوق، كما قال ربعي بن عامر رضي الله عنه لرستم حين قدم عليه: "الله ابتعثنا، والله جاء بنا، لنخرج من شاء من عبادة العباد، إلى عبادة الله ."إذاً فليست هناك حرية مطلقة أبدا، بل كل إنسان عابد بفطرته، مجبول على العبادة، فإما أن يكون عابدا لله وحده لا شريك له، وإما أن يكون عابدا لشيء آخر غيرِ الله وهذا ما حذر الله منه عبادَه قال الله جل في علاه: ﴿ألم أعهد إليكم يا بني آدم ألا تعبدوا الشيطان إنه لكم عدو مبين وأن اعبدوني هذا صراط مستقيم﴾ قال ابن القيم رحمه الله: "فَما عَبَدَ أحَدٌ مِن بَنِي آدَمَ غَيْرَ اللَّهِ كائِنًا مَن كانَ إلّا وقَعَتْ عِبادَتُهُ لِلشَّيْطانِ"

إن العبودية الخالصة لله هي عين الحرية والكرامة؛ فهي وحدها التي تُعتِق القلب من رِقِّ المخلوقين، وتُحرره من الذُّل والخضوع لكل ما سِوى الله، فمن عبد الله وحده، لم يُستَعبَد إلا لله خالقه ومالكه والمتصرف فيه، والعزةُ والكرامةُ والرفعةُ كلُّها في عبادة الله، والذلةُ والمهانةُ والخسارةُ كلها في عبادة غيرِ الله.

 وإن من المُهِمَّات المُتَحَتِّمَات أن يلتزم المرء عبودية ربه من الذل والخضوع والإنابة، وامتثال أمر خالقه، واجتناب نهيه، ودوام الافتقار إليه، واللجأ إليه، والاستعانة به، والتوكل عليه، وعِياذ العبد به، ولِياذه به، وأن لا يتعلق قلبه بغيره محبة وخوفا ورجاء، ولنعلم أن من غفل عن هذه المهمة في حياته فقد غفل عن كل شيء. وأن أعظم الناس ضلالاً وخساراً مَن تعلّق قلبه بغير الله تعالى.

 والعبودية الحقة -عباد الله- هي عبودية القلب، قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: "فكلما ازداد القلب حبّاً لله: ازداد له عبودية، وكلما ازداد له عبودية: ازداد له حبّاً، وفضَّله عما سواه، والقلب لا يصلح ولا يفلح ولا ينعم ولا يسر ولا يلتذ ولا يطيب ولا يسكن ولا يطمئن، إلا بعبادة ربه وحبه  والإنابة إليه، ولو حصل له كل ما يلتذ به من المخلوقات لم يطمئن ولم يسكن؛ إذ فيه فقر ذاتي إلى ربه، من حيث هو معبوده ومحبوبه ومطلوبه، وبذلك يحصل له الفرح والسرور واللذة والنعمة والسكون والطمأنينة .

وهذا لا يحصل له إلا بإعانة الله له؛ فإنه لا يَقدرُ على تَحصيلِ ذلك له إلا الله، فهو دائماً مفتقرٌ إلى حقيقة إياك نعبد وإياك نستعين". نسأل تعالى أن يمن علينا جميعا بكمال العبودية له، وأن يجعلنا من عباده المخلَصين وأوليائه المقربين، أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم ولجميع المسلمين.

وتحدث فضيلته في خطبته الثانية عن إحسان الظن بالله فقال : وَمِنَ الْعُبُودِيَّةِ لِلَّهِ أَنْ يُحْسِنَ الْعَبْدُ الظَّنَّ بِاللهِ وَيَثِقَ بِأَقْدَارِهِ، وَأَنْ يَأْمَلَ فِي رَحْمَتهِ وَأَلْطَافِهِ، وكلما قوي طمعُ العبد في فضل الله ورحمته ورجائه لقضاء حاجته ودفع ضَرُورَتِه قَوِيت عبوديتُه له، وحُرِّيَّتُه مِمَّا سِواه. 

إن من الأحوال التي تتجلى فيها لدى العبد حقيقةُ عبوديته لربه ودلائلُ صدق إيمانه ما يبتليه الله به من المصائب والابتلاءاتقال ابن القيم رحمه الله: " فإن الله سبحانه وتعالى لم يبتل العبدليهلكه، وإنما ابتلاه ليمتحن صبره وعبوديته، فإن لله تعالى على العبد عبودية في الضراء، كما له عليه عبودية في السراء، وإن له عليه عبودية فيما يكره، كما له عليه عبودية فيما يحب، وأكثر الخلق إنما يعطون العبودية فيما يحبون، والشأن في إعطاء العبودية في المكاره"، فعلينا عباد الله أن نتدرع بالصبر الجميل عند الشدائد والمحن، وأن نحذر التسخط والجزع والاعتراض على أقدار الله، ولا نكن ممن إذا أصابتهم مصيبة يئسوا وفقدوا الأمل وقعدوا عن العمل وأصبحوا لا هم لهم إلا ما شغل بالهم، وغيّر حالهم، مع أنهم لو تفكروا ونظروا إلى الدنيا بعين البصيرة وأنها بُلغة فانية، ومُتعة زائلة لم يفرحوا فيها بموجود ولم يحزنوا لمفقود، ولنعتبر بحال أولي النهى والبصائر في الدين، الذين حققوا العبودية لرب العالمين وبادروا آجالهم بأعمالهم،وابتاعوا ما يبقى لهم بما يزول عنهم.

msg 1001468035115 52776msg 1001468035115 52777msg 1001468035115 52775msg 1001468035115 52779msg 1001468035115 52780msg 1001468035115 52781msg 1001468035115 52782msg 1001468035115 52783msg 1001468035115 52784msg 1001468035115 52785msg 1001468035115 52786msg 1001468035115 52787
قيم الموضوع
(1 تصويت)


وقعت الهيئة العامة للعناية بشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي والمركز الوطني للتعليم الإلكتروني مذكرة تفاهم مشتركة، تتضمن مجموعة من البنود الهادفة إلى تطوير وتحسين الأنشطة التعليمية والتدريبية في الحرمين الشريفين، وتعزيز التعاون في مجالات التعليم والتدريب الإلكتروني.


وتهدف المذكرة إلى تطوير وتحسين الأنشطة التعليمية في الحرمين الشريفين، وقد تضمنت عدة بنود تُسهم في تنمية القدرات البشرية عن طريق تمكين التعليم والتدريب الإلكتروني، دعماً لمستهدفات رؤية المملكة 2030، أبرزها تأهيل العاملين بالحرمين الشريفين في مجالات التعليم والتدريب الإلكتروني، ومنحهم شهادات احترافية، بالإضافة إلى استخدام التقنيات الحديثة في عمليات التعليم بالحرمين الشريفين، وتعزيز مشاريع التعليم الموجهة للزوار والحجاج، وتعزيز مشروع التعليم الإلكتروني بمعهد الحرم المكي، بما في ذلك عقد ورش عمل تطويرية ومساندة في بناء خطط التعليم الإلكتروني، والربط بالجهات المعتمدة والمنصات التدريبية لتبادل المعلومات، ومشاركة الموارد التعليمية المفتوحة لتعزيز المحتوى التعليمي الموثوق وإثرائه، بالإضافة إلى التعاون في مجال الدراسات والأبحاث، وتبادل البيانات بين الطرفين عبر منظومة التعليم والتدريب الرقمي (FutureX).


ومن المقرر أن يستمر التعاون بين الجهتين لمدة ثلاث سنوات، يتم خلالها وضع أسس للمشاريع التعليمية والتدريبية، وتأهيل الكوادر البشرية، وبناء مبادرات مشتركة تعزز التعليم والتدريب الإلكتروني بالحرمين الشريفين؛ بما يُسهم في تحقيق مستهدفات برنامج خدمة ضيوف الرحمن ويثري تجربة القاصد التعبدية.
قيم الموضوع
(3 أصوات)


خطب وأم المصلين في المسجد النبوي فضيلة الشيخ الدكتور علي بن عبدالرحمن الحذيفي إمام وخطيب المسجد النبوي الشريف.
وبعد أن حمد الله تعالى بدأ خطبته بقوله: عباد الله ما أعظم البشرى للمؤمنين من الرب الرحيم ذي الكلمات التامات الذي لا يخلف الميعاد، وتتحقق البشرى إذا تحققت شروطها فاستبشروا بوعد العظيم الجليل القائل: ﴿ إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةُ أَلَّا تَخَافُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنتُمْ تُوعَدُونَ ۝ نَحْنُ أَوْلِيَاؤُكُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ ۖ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَشْتَهِي أَنفُسُكُمْ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَدَّعُونَ ۝ نُزُلًا مِّنْ غَفُورٍ رَّحِيمٍ ﴾.، إن الذي قالوا ربنا الله ثم استقاموا، تمام الكلام: تتنزل عليهم الملائكة، وقول المؤمنين: ربنا الله، إقرار باللسان واعتقاد بالقلب وهو الجنان، كما قال تعالى: ﴿رَّبَّنَا إِنَّنَا سَمِعْنَا مُنَادِيًا يُنَادِي لِلْإِيمَانِ أَنْ آمِنُوا بِرَبِّكُمْ فَآمَنَّا﴾، ومع القول والاعتقاد؛ استقامة عمل صالح؛ ثم استقاموا، فالإيمان قول واعتقاد وعمل، والاستقامة أمر عظيم وأعلاها هي القيام بالفرائض والواجبات والمستحبات ومجانبة المحرمات والمكروهات والثبات على ذلك، كما أمر الله بذلك رسوله ﷺ بقوله: ﴿ فَٱسْتَقِمْ كَمَآ أُمِرْتَ وَمَن تَابَ مَعَكَ وَلَا تَطْغَوْاْ ۚ إِنَّهُۥ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ ﴾؛ والمؤمنون في الاستقامة درجات كما قال سبحانه: ﴿ فَمِنْهُمْ ظَالِمٌ لِّنَفْسِهِ وَمِنْهُم مُّقْتَصِدٌ وَمِنْهُمْ سَابِقٌ بِالْخَيْرَاتِ بِإِذْنِ اللَّهِ ۚ ذَٰلِكَ هُوَ الْفَضْلُ الْكَبِيرُ ۝ جَنَّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَهَا يُحَلَّوْنَ فِيهَا مِنْ أَسَاوِرَ مِن ذَهَبٍ وَلُؤْلُؤًا ۖ وَلِبَاسُهُمْ فِيهَا حَرِيرٌ ﴾.
وقول الملائكة ألا تخافوا ولا تحزنوا وقت قولهم ذلك عند انقطاع الدنيا والدخول في الآخرة، تقول للمؤمنين جزاءً لهم على الاستقامة لا تخافوا، والخوف لا يكون إلا من مستقبل، أي: لا تخافوا على من خلفتم وراءكم من الذرية فالله يتولاهم وهو يتولى الصالحين؛ ولا تحزنوا؛ والحزن لا يكون إلا على الماضي، أي: لا تحزنوا على ما مضى فقد انتهى الحزن ولن يعود، وهذه بشرى على الاستقامة بالأمن من المستقبل وأن الحزن لن يعود؛ وتقول لهم الملائكة وأبشروا بالجنة التي كنتم توعدون، قال تعالى: ﴿ إِنَّ اللَّهَ لَا يُخْلِفُ الْمِيعَادَ ﴾ والجنة فيها ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر. [رواه البخاري]؛ نحن أولياؤكم في الحياة الدنيا وفي الآخرة؛ فالملائكة أولياء المؤمنين في الدنيا بالنصرة والتأييد، قال تعالى: ﴿ إِذْ يُوحِي رَبُّكَ إِلَى الْمَلَائِكَةِ أَنِّي مَعَكُمْ فَثَبِّتُوا الَّذِينَ آمَنُوا ﴾؛ والملائكة تطمئن المؤمن ليصدق بوعد الله وتطرد وساوس الشيطان عن المسلم، عن عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه - عن النبي ﷺ قال: «إن للشَّيطانِ للمَّةً بابنِ آدمَ، ولِلمَلك لَمَّةٌ، فأمَّا لمَّةُ الشَّيطانِ فإيعادٌ بالشَّرِّ وتَكْذيبٌ بالحقِّ، وأمَّا لمَّةُ الملَكِ فإيعادٌ بالخيرِ وتصديقٌ بالحقِّ».

وأكمل: والملائكة أولياء المؤمنين بالحفظ في الدنيا من الشياطين، قال تعالى: ﴿لَهُ مُعَقِّبَاتٌ مِّن بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ يَحْفَظُونَهُ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ﴾. والملائكة أولياء المؤمنين في الدنيا بالصحبة الدائمة بكل خير وبر، والملائكة أولياء المؤمنين في الآخرة، قال تعالى:﴿ وَالْمَلَائِكَةُ يَدْخُلُونَ عَلَيْهِم مِّن كُلِّ بَابٍ ۝ سَلَامٌ عَلَيْكُم بِمَا صَبَرْتُمْ ۚ فَنِعْمَ عُقْبَى الدَّارِ ﴾. والبشائر من الملائكة للمؤمنين بأمر الله تتوالى، وكل بشارة أعظم من الأخرى وآخر بشارة لهم في هذه الآية قولهم: ﴿وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَشْتَهِي أَنفُسُكُمْ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَدَّعُونَ﴾، لكم في الجنة كل ما تتمنون وفوق الأماني ولكم كل طلب تدعون به، نزلاً من غفور للذنوب، رحيم رحمة بالمؤمن، والنزل في لغة العرب ما يعد للضيف، وهذا كقول الله تعالى : ﴿ إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ ۝ أُولَٰئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ خَالِدِينَ فِيهَا جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ﴾.

وأضاف فضيلته: ومن أعظم وصايا النبي ﷺ التي تجمع الدين كله، قوله عليه الصلاة والسلام لسفيان بن عبد الله - رضي الله عنه - : «قل آمنت بالله ثم استقم» [رواه مسلم]؛ وما أحسن أن يتذكر المسلم هذه الآيات العظيمة بعد أن يقوم بصالحات الأعمال راغباً راجياً لله تعالى، راهباً خائفاً من ربه ليرحمه ويجيره من عذابه؛ والمسلمون بالعمل بالاستقامة درجات، فأعلاهم درجة وأحسنهم حالاً هم الذين يتبعون الحسنات بالحسنات ويتركون المحرمات فأولئك السابقون، قال تعالى: ﴿ وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ ۝ أُولَٰئِكَ الْمُقَرَّبُونَ ۝ فِي جَنَّاتِ النَّعِيمِ ﴾، ودون هذه الدرجة درجة قوم عملوا الحسنات وقارفوا بعض السيئات، وأتبعوا السيئات الحسنات، قال تعالى: ﴿ وَأَقِمِ الصَّلَاةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفًا مِّنَ اللَّيْلِ ۚ إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ۚ ذَٰلِكَ ذِكْرَىٰ لِلذَّاكِرِينَ ﴾، وإذا نزل المسلم عن هذه الدرجة الثانية خلط عملاً صالحاً وآخر سيئاً وهو لما غلب عليه منهما، وهو تحت رحمة الله ومشيئته، قال تعالى: ﴿ وَأَنِيبُوا إِلَىٰ رَبِّكُمْ وَأَسْلِمُوا لَهُ مِن قَبْلِ أَن يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ ثُمَّ لَا تُنصَرُونَ ﴾.

واختتم فضيلته الخطبة بقوله: فاتقوا الله بالعمل بمرضاته، ومجانبة محرماته، تفوزوا برضوانه وجناته، قال تعالى: ﴿ مَن جَاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا وَمَن جَاءَ بِالسَّيِّئَةِ فَلَا يُجْزَىٰ إِلَّا مِثْلَهَا وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ﴾ وتفيد الآية أن من جاء بالحسنة محافظاً عليها من المبطلات فله عشر أمثالها، فاعمل الخيرات وجانب المحرمات، واعمل بوصية الرسول ﷺ اتق الله حيثما كنت وأتبع السيئة الحسنة تمحها وخالق الناس بخلق حسن.