تقوم الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي، اليوم الجمعة، بتجهيز كافة الإمكانات لترجمة، تدشين خطة الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي لموسم رمضان المبارك (1442هـ)
وسوف تبث الخطة عبر منصة "منارة الحرمين" بمخس لغات من خلال الرابط التالي: اضغط هنا
وجه معالي الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي الشيخ الأستاذ الدكتور عبدالرحمن بن عبدالعزيز السديس بمبادرة ساحات الحرم الخضراء، وذلك بزرع عدد من الأشجار في المنطقة المحيطة بالمسجد الحرام ذلك تفعيلا لمبادرتي سمو ولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود - حفظه الله - باطلاق مبادرة السعودية الخضراء ومبادرة الشرق الأوسط الأخضر.
وقال معاليه إن هاتين المبادرتين تعكس اهتمام المملكة العربية السعودية وقيادتها الحكيمة بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود وسمو ولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان - حفظهما الله-في المحافظة على المناطق الخضراء في بلادنا الحبيبة، وكذلك حماية الأرض والطبيعة.
وأردف معاليه إن رؤية المملكة العربية السعودية ٢٠٣٠ من أهدافها المحافظة على المناطق الخضراء، وزيادة المناطق الخضراء، ورفعَ نسبة المحميات، وكل ذلك يعكس اهتمام القيادة الرشيدة بمقدرات دولتنا المباركة.
وفي الختام دعا معاليه أن يديم على هذه البلاد قيادتها وأن يبارك في الجهود التي تقدمها للإسلام والمسلمين، وأن يديم على هذه البلاد أمنها وأمانها واستقرارها ورخائها وتطورها.
‏وجه ‏معالي الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي الشيخ الأستاذ الدكتور عبدالرحمن بن عبدالعزيز السديس معهدي وكليتي المسجد الحرام والمسجد النبوي بشقيهما الرجالي والنسائي، بالالتزام بمواعيد الاختبارات، وذلك على ضوء الموافقة السامية من لدن مقام خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود -حفظه الله- بتقديم موعد الاختبارات حرصاً منه على صحة وسلامة الطلاب والطالبات.
وأكد معاليه على الجيع الالتزام بالتوجيهات الكريمة التي تضمنت الحفاظ على صحة وسلامة الطلاب والطالبات بما يعنيهم ويسهل وييسر عليهم دراستهم وطلبهم للعلم في ظل هذه الظروف الاستثنائية، رافعاً شكره للقيادة الرشيدة -أيدها الله- الحرص والاهتمام غير المستغرب بصحة وسلامة ابناءهم الطلاب والطالبات.
كما حرّص معاليه على الطلاب والطالبات بالجد والاجتهاد واستغلال الوقت في طلب العلم والمدارسة وبما يعود عليهم بالنفع والفائدة ، سائلاً الله العلي القدير للجميع دوام التوفيق والسداد.
رفع معالي الرئيس العام ‏لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي الشيخ الاستاذ الدكتور عبدالرحمن بن عبدالعزيز السديس شكره لمقام خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود -حفظه الله- على المكرمة الملكية حرصًا منه على صحة طلابنا وسلامتهم.
وقال معاليه من غير المستغرب على قادة هذه البلاد المباركة منذ عهد الملك المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن -طيب الله ثراه- وأبناءه البررة من بعده -رحمهم الله- وحتى هذا العهد الزاهر عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي عهده الأمين الأمير محمد بن سلمان -حفظهما الله- الحرص على سلامة وأمن الوطن والمواطن والسهر على مصالحهم وتقديم المصلحة العامة في كل شيء، وما جاء من مكرمة ملكية في ظل ظروف هذه الجائحة الاستنثائية، بتقديم موعد الاختبار خير دليل على حرص ولاة الامر ودرايتهم بكل شيء يعين المواطنين على قضاء شؤون حياتهم في رفاهية وتيسير، سائلاً الله العلي القدير ان يديم على هذه البلاد المباركة نعمة الامن والأمان وان يسبغ على الجميع نعمتي الصحة والعافية انه ولي ذلك والقادر عليه.
أمّ المسلمين اليوم الجمعة في المسجد النبوي فضيلة إمام وخطيب المسجد النبوي الشيخ الدكتور عبدالمحسن القاسم فتحدث فضيلته في خطبته الأولى عن أسماء الله الحسنى فقال : الله سبحانه متصف بالكمال في ذاته وأسمائه وصفاته وأفعاله وقدره وشرعه، متنزه عن العيوب والنقائص مما لا يليق بجلاله وكماله وعظمته وجده وحكمته، وربنا سبحانه لا يليق به إلا الشرف الرفيع والكمال التام، فأثبت لنفسه الأسماء الحسنى، والصفات العلى وقرن ذلك بالتسبيح {لَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَىٰ ۚ يُسَبِّحُ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ۖ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ } .

من أسمائه سبحانه: «السبوح» أي: المنزه عن كل سوء، و«سبحان الله» كلمة يعظم بها الرب ويحاشى بها من السؤ، تعني أن الله منزه عن كل عيب من الصاحبة والوالد والولد وغير ذلك ،
ومن كل نقص من العجز والنوم والموت وغيرها، وكل ما ينافي أسماءه وصفاته فهو مسبح عنه وسبح الله نفسه في مواطن تعظيمه وإجلاله وتنزيهه، ونفي عن نفسه ما نسبه إليه المشركون من الشركاء واتخاذ الولد، فقال{ سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ}.

وتحدث فضيلته عن فضل التسبيح الذي أمر به نبينا محمد صلى الله عليه وسلم فقال: والله أمر نبينا صلى الله عليه وسلم أن يسبحه أول النهار و آخره {وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ غُرُوبِهَا} وأول الليل وأخره {وَمِنْ آنَاءِ اللَّيْلِ فَسَبِّحْ وَأَطْرَافَ النَّهَارِ لَعَلَّكَ تَرْضَىٰ } ومن حكمة إرسال نبينا صلى الله عليه وسلم لأمته أن تسبح أمته ربها .

قال أبن عباس رضي الله عنهما: «أمثالكم يعرفون الله ويوحدونه ويسبحونه».

واختتم فضيلته خطبته الأولى عن أن الله سبحانه يحب من يسبح له فقال : فالله سبوح قدوس، حميد عظيم يحب من يعظمه ويحمده ويسبحه ويقدسه، جمع المحامد والمحاسن كلها، وهو أهل لها، وأرى خلقه آياته لينزهوه عن كل عيب ونقص ويحمدوه على الكمال، ومن تنزيهه الإكثار من تسبيحه، والبعد عما يغضبه أو يبغضه، ومن حمده كثرة تحميده وفعل الطاعات والثناء عليه في كل حين.

أعوذ بالله من الشيطان الرجيم {وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَٱلسَّمَٰوَٰتُ مَطْوِيَّٰتٌۢ بِيَمِينِهِۦ ۚ سُبْحَٰنَهُۥ وَتَعَٰلَىٰ عَمَّا يُشْرِكُونَ}.

وتحدث فضيلته في خطبته الثانية عن حق التسبيح فقال : التسبيح حق لله وحده، لا تنبغي إلا له ومن حكمة الله أن خلق أسباب التسبيح ودواعيه، وعرفها إلى عباده لتظهر حكمته، ويستكمل أولياؤه أنواع العبودية له؛ فظهر لهم من صنيع من تنقص الله بالصاحبة والولد وغيرهما، ما يستحق الرب التنزيه عنه، فسبحوه بقلوبهم وألسنتهم قياما بحقه.

ومن سبح الله متدبرا ما يقول يواطئ قلبه لسانه، عدل تسبيحه أعمال المجتهدين من العباد
خرج النبي صلى الله عليه وسلم من عند جويرية حين صلى الصبح، وهي في مسجدها، ثم رجع بعد أن أضحى، وهي جالسة، فقال: «ما زلتِ على الحال التي فارقتك عليها؟ قالت: نعم، قال النبي صلى الله عليه وسلم: لقد قلت بعدك أربع كلمات، ثلاث مرات، لو وزنت بما قلت منذ اليوم لوزنتهن: سبحان الله وبحمده، عدد خلقه ورضا نفسه وزنة عرشه ومداد كلماته» رواه مسلم، فالسعيد من أكثر من تسبيح الله، و إفراده بالعبودية .
أمّ المسلمين اليوم الجمعة في المسجد حرام فضيلة إمام وخطيب المسجد الحرام الشيخ الدكتور ماهر بن حمد المعيقلي فتحدث فضيلته في خطبته الأولى عن باب الشفاعة فقال : إن من توفيق الله تعالى لعبده، أن يسخره لنفع خلقه، وإن من أبواب النفع العظيمة، باب الشفاعة، قال الله تعالى: ﴿مَّن يَشْفَعْ شَفَاعَةً حَسَنَةً يَكُن لَّهُ نَصِيبٌ مِّنْهَا ۖ وَمَن يَشْفَعْ شَفَاعَةً سَيِّئَةً يَكُن لَّهُ كِفْلٌ مِّنْهَا ۗ وَكَانَ اللَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ مُّقِيتًا﴾، والشفاعة الحسنة، تكون إما بجلب خير للمشفوع له، أو بدفع ضر عنه، مما يكون في استطاعة الشافع، وقدرته عليه، ولقد كان صلى الله عليه وسلم، يسعى بنفسه بالشفاعة الحسنة ، ويحث أصحابه عليها ، ففي صحيح البخاري، كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا جَاءَهُ السَّائِلُ، أَوْ طُلِبَتْ إِلَيْهِ حَاجَةٌ قَالَ: ((اشْفَعُوا تُؤْجَرُوا، وَيَقْضِي اللَّهُ عَلَى لِسَانِ نَبِيِّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَا شَاءَ))، وفي الصحيحين: تَقَاضَى كَعْبُ بْنُ مَالِكٍ، دَيْنًا لَهُ عَلَى ابْنِ أَبِي حَدْرَد، رضي الله عنهما جميعا، وذلك فِي مسْجِدِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَارْتَفَعَتْ أَصْوَاتُهُمَا، حَتَّى سَمِعَهَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ فِي بَيْتِهِ، فَخَرَجَ إِلَيْهِمَا ونادى: ((يَا كَعْبُ))، قَالَ: لَبَّيْكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ، فَأَشَارَ بِيَدِهِ، أَنْ ضَعِ الشَّطْرَ مِنْ دَيْنِكَ، قَالَ كَعْبٌ: قَدْ فَعَلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ، فقَالَ النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لابن أبي حدرد: ((قُمْ فَاقْضِهِ))، وهذه بريرة رضي الله عنها وأرضاها، كانت أمة فعتقت، وزوجها لا يزال في الرق، ففسخت نكاحها منه، فَشُغِفَ قلبه بحبها، فكان يطوف خلفها في سكك المدينة، ودموعه تسيل على خديه، يريدها أن ترجعَ إليه، فرق له رسول الله صلى الله عليه وسلم، وشفع له عند بريرة، فقال: ((لَوْ رَاجَعْتِهِ)) قَالَتْ: يَا رَسُولَ اللَّهِ تَأْمُرُنِي؟ قَالَ: ((إِنَّمَا أَنَا أَشْفَعُ))، قَالَتْ: لاَ حَاجَةَ لِي فِيهِ.

وأكمل فضيلته عن فضل الشفاعة يوم القيامة فقال : وأما في الآخرة، فما أحوج الناس للشفاعة، في يوم يشيب فيه الصغير، ويذهل فيه الكبير، يوم يقف المرء وحيدا فريدا، لا مال ولا جاه، ولا أصحاب ولا أبناء، كل امرئ بما كسب رهين، ينظر ما قدمت يداه، وهو واقف بين يدي مولاه، يجادل عن نفسه، مقرا بذنوبه وآثامه، منتظرا ما يقضى به عليه، ﴿يَوْمَ يَفِرُّ الْمَرْءُ مِنْ أَخِيهِ * وَأُمِّهِ وَأَبِيهِ * وَصَاحِبَتِهِ وَبَنِيهِ * لِكُلِّ امْرِئٍ مِنْهُمْ يَوْمَئِذٍ شَأْنٌ يُغْنِيهِ﴾، فجعل سبحانه الشفاعة يوم القيامة، رحمة بالمشفوع، وإكراما للشافع، فالملائكة والأنبياء يشفعون، والشهداء والصالحون يشفعون، والصيام والقرآن يشفعان، يقول الصيام: أي رب منعته الطعام والشهوات بالنهار، فشفعني فيه، ويقول القرآن: منعته النوم بالليل، فشفعني فيه، قال النبي صلى الله عليه وسلم: ((فَيُشَفَّعَانِ))، رواه الإمام أحمد.

والشفاعة يا عباد الله، ملك لله وحده، ﴿قُلْ لِلَّهِ الشَّفَاعَةُ جَمِيعًا﴾، فلا تطلب من نبي مرسل، ولا ملك مقرب، فضلا عن غيرهما، وإنما تطلب من الله وحده، والله يكرم بها من شاء من عباده، فمن عظمة الله جلّ جلاله، وعزته وكمال سلطانه، لا يتجاسر أحد على الشفاعة إلا بإذنه، ورضاه سبحانه عن المشفوع له، ﴿وَكَم مِّن مَّلَكٍ فِي السَّمَاوَاتِ لَا تُغْنِي شَفَاعَتُهُمْ شَيْئًا إِلَّا مِن بَعْدِ أَن يَأْذَنَ اللَّهُ لِمَن يَشَاء وَيَرْضَى﴾.

أيها المؤمنون بالله ورسوله: لكل نبي دعوة قد دعا بها في الدنيا فاستجيب له، ونبينا صلى الله عليه وسلم، جعل دعوته شفاعة لأمته يوم القيامة، وهو أعظم الشفعاء جاها، وأعلاهم مقاما ومنزلا، وقد خصه الله تعالى، بعدة شفاعات يوم القيامة، أجلها الشفاعة العظمى، وهي المقام المحمود، الذي يحمده عليه الأولون والآخرون، ففي الصحيحين من حديث أبي هريرة رضي الله عنه، أنه إذا كان يوم القيامة، جمع الله الأولين والآخرين في صعيد واحد، والشمس فوق رؤوسهم قدر ميل، حفاةً عراةً غرلا، فيلحق العباد من الشدة والكرب، ما لا يطيقون ولا يحتملون، في يوم كان مقداره خمسين ألف سنة، فيلهم الله تعالى بعض عباده، للبحث عن الرسل والأنبياء، ليشفعوا لهم عند الله لفصل القضاء، فمن هول المطلع، وشدة الموقف، وغضب الواحد القهار، لا يأتون نبيا إلا ويحيلهم إلى نبي آخر، حتى ينتهون إلى خاتم الأنبياء والمرسلين، وسيد ولد آدم أجمعين، فَيَقُولُونَ: يَا مُحَمَّدُ، أَنْتَ رَسُولُ اللَّهِ، وَخَاتِمُ الأَنْبِيَاءِ، وَقَدْ غَفَرَ اللَّهُ لَكَ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ، اشْفَعْ لَنَا إِلَى رَبِّكَ، أَلاَ تَرَى إِلَى مَا نَحْنُ فِيهِ، قال صلى الله عليه وسلم: ((فَأَنْطَلِقُ فَآتِي تَحْتَ العَرْشِ، فَأَقَعُ سَاجِدًا لِرَبِّي عَزَّ وَجَلَّ، ثُمَّ يَفْتَحُ اللَّهُ عَلَيَّ مِنْ مَحَامِدِهِ، وَحُسْنِ الثَّنَاءِ عَلَيْهِ، شَيْئًا لَمْ يَفْتَحْهُ عَلَى أَحَدٍ قَبْلِي، ثُمَّ يُقَالُ: يَا مُحَمَّدُ، ارْفَعْ رَأْسَكَ، سَلْ تُعْطَهْ، وَاشْفَعْ تُشَفَّعْ، فَأَرْفَعُ رَأْسِي فَأَقُولُ: أُمَّتِي يَا  رَبِّ، أُمَّتِي يَا رَبِّ، أُمَّتِي يَا رَبِّ، فَيُقَالُ: يَا مُحَمَّدُ، أَدْخِلْ مِنْ أُمَّتِكَ مَنْ لاَ حِسَابَ عَلَيْهِمْ، مِنَ البَابِ الأَيْمَنِ مِنْ أَبْوَابِ الجَنَّةِ، وَهُمْ شُرَكَاءُ النَّاسِ، فِيمَا سِوَى ذَلِكَ مِنَ الأَبْوَابِ))، فبشفاعة النبي صلى الله عليه وسلم، يدخل أقوام الجنة، بلا حساب ولا عذاب، وفي سنن الترمذي، قَالَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((وَعَدَنِي رَبِّي، أَنْ يُدْخِلَ الجَنَّةَ مِنْ أُمَّتِي، سَبْعِينَ أَلْفًا لَا حِسَابَ عَلَيْهِمْ وَلَا عَذَابَ، مَعَ كُلِّ أَلْفٍ سَبْعُونَ أَلْفًا، وَثَلَاثُ حَثَيَاتٍ مِنْ حَثَيَاتِهِ))، وفضل الله عظيم، وهو الرحيم الكريم.

واختتم فضيلته خطبته الأولى عن شفاعة الله يوم القيامة ورحمته فقال : إذا تمت الشفاعات يوم القيامة، وقد بقي في النار بقية، من أهل لا إله إلا الله، يَقُولُ جل جلاله وتقدست أسماؤه، كما في صحيح مسلم: ((شَفَعَتِ الْمَلَائِكَةُ، وَشَفَعَ النَّبِيُّونَ، وَشَفَعَ الْمُؤْمِنُونَ، وَلَمْ يَبْقَ إِلَّا أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ، فَيَقْبِضُ قَبْضَةً مِنَ النَّارِ، فَيُخْرِجُ مِنْهَا قَوْمًا لَمْ يَعْمَلُوا خَيْرًا قَطُّ، قَدْ عَادُوا حُمَمًا، فَيُلْقِيهِمْ فِي نَهَرٍ فِي أَفْوَاهِ الْجَنَّةِ، يُقَالُ لَهُ: نَهَرُ الْحَيَاةِ، فَيَخْرُجُونَ كَمَا تَخْرُجُ الْحِبَّةُ فِي حَمِيلِ السَّيْلِ، فَيَخْرُجُونَ كَاللُّؤْلُؤِ فِي رِقَابِهِمُ الْخَوَاتِمُ، يَعْرِفُهُمْ أَهْلُ الْجَنَّةِ، هَؤُلَاءِ عُتَقَاءُ اللهِ، الَّذِينَ أَدْخَلَهُمُ اللهُ الْجَنَّةَ، بِغَيْرِ عَمَلٍ عَمِلُوهُ، وَلَا خَيْرٍ قَدَّمُوهُ، ثُمَّ يَقُولُ: ادْخُلُوا الْجَنَّةَ، فَمَا رَأَيْتُمُوهُ فَهُوَ لَكُمْ، فَيَقُولُونَ: رَبَّنَا، أَعْطَيْتَنَا مَا لَمْ تُعْطِ أَحَدًا مِنَ الْعَالَمِينَ، فَيَقُولُ: لَكُمْ عِنْدِي أَفْضَلُ مِنْ هَذَا، فَيَقُولُونَ: يَا رَبَّنَا، أَيُّ شَيْءٍ أَفْضَلُ مِنْ هَذَا؟ فَيَقُولُ: رِضَايَ، فَلَا أَسْخَطُ عَلَيْكُمْ بَعْدَهُ أَبَدًا))، فسبحانك ربنا ما أرحمك، وما أحلمك وما أكرمك.

أعوذ بالله من الشيطان الرجيم: ﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ وَاخْشَوْا يَوْمًا لَا يَجْزِي وَالِدٌ عَنْ وَلَدِهِ وَلَا مَوْلُودٌ هُوَ جَازٍ عَنْ وَالِدِهِ شَيْئًا إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ فَلَا تَغُرَّنَّكُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَلَا يَغُرَّنَّكُمْ بِاللَّهِ الْغَرُورُ﴾.
وتحدث فضيلته في خطبته الثانية عن شفاعة أهل التوحيد فقال : إن الشفاعة يوم القيامة، لا تكون إلا لأهل التوحيد والإخلاص، قال تبارك وتعالى في خطابه للمشركين: ﴿ قُلِ ادْعُوا الَّذِينَ زَعَمْتُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ لَا يَمْلِكُونَ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ فِي السموات وَلَا فِي الْأَرْضِ وَمَا لَهُمْ فِيهِمَا مِنْ شِرْكٍ وَمَا لَهُ مِنْهُمْ مِنْ ظَهِيرٍ * وَلَا تَنْفَعُ الشَّفَاعَةُ عِنْدَهُ إِلَّا لِمَنْ أَذِنَ لَهُ﴾، فنفى سبحانه أن يكون لغيره ملك، أو يكون له معين أو شريك، من خير أو شر، أو نفع أو ضر، فلم يبق إلا الشفاعة، فبيَّن جل جلاله، أنها لا تنفع إلا لمن أذن له، وفي صحيح ابن حبان، قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((إِنَّهُ أَتَانِيَ اللَّيْلَةَ آتٍ، فَخَيَّرَنِي بَيْنَ أَنْ يَدْخُلَ نِصْفُ أُمَّتِي الْجَنَّةَ، وَبَيْنَ الشَّفَاعَةِ، وَإِنِّي اخْتَرْتُ الشَّفَاعَةَ))، فَقَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، نَنْشُدُكَ اللَّهَ، لَمَا جَعَلْتَنَا مِنْ أَهْلِ شَفَاعَتِكَ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ: ((إِنِّي أُشْهِدُ مَنْ حَضَرَ، أَنَّ شَفَاعَتِيَ، لِمَنْ مَاتَ لَا يُشْرِكُ بِاللَّهِ شَيْئًا مِنْ أُمَّتِي))، فأسعد الناس بشفاعة النبي صلى الله عليه وسلم يوم القيامة، من قال لا إله إلا الله، خالصا من قلبه، وكان من المصلين، فلا حظ في الإسلام لمن ترك الصلاة، ففي صحيح مسلم، قال صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((بَيْنَ الرَّجُلِ وَبَيْنَ الشِّرْكِ وَالْكُفْرِ تَرْكُ الصَّلَاةِ))، فمن أشرك بالله العظيم، أو لم يكن من المصلين، حُرِمَ من شفاعة الشافعين، قال تبارك وتعالى: ﴿ كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ رَهِينَةٌ (38) إِلاَّ أَصْحابَ الْيَمِينِ (39) فِي جَنَّاتٍ يَتَساءَلُونَ (40) عَنِ الْمُجْرِمِينَ (41) مَا سَلَكَكُمْ فِي سَقَرَ (42) قالُوا لَمْ نَكُ مِنَ الْمُصَلِّينَ (43) وَلَمْ نَكُ نُطْعِمُ الْمِسْكِينَ (44) وَكُنَّا نَخُوضُ مَعَ الْخائِضِينَ (45) وَكُنَّا نُكَذِّبُ بِيَوْمِ الدِّينِ (46) حَتَّى أَتانَا الْيَقِينُ (47) فَما تَنْفَعُهُمْ شَفاعَةُ الشَّافِعِينَ ﴾.

واختتم فضيلته خطبته الثانية عن فضل الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم فقال : وأولى الناس بالنبي صلى الله عليه وسلم يوم التناد، هم أكثرهم عليه صلاة في الدنيا، وفي صحيح مسلم، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((إِذَا سَمِعْتُمُ الْمُؤَذِّنَ، فَقُولُوا مِثْلَ مَا يَقُولُ، ثُمَّ صَلُّوا عَلَيَّ، فَإِنَّهُ مَنْ صَلَّى عَلَيَّ صَلَاةً، صَلَّى الله عَلَيْهِ بِهَا عَشْرًا، ثُمَّ سَلُوا اللهَ لِيَ الْوَسِيلَةَ، فَإِنَّهَا مَنْزِلَةٌ فِي الْجَنَّةِ، لَا تَنْبَغِي إِلَّا لِعَبْدٍ مِنْ عِبَادِ اللهِ، وَأَرْجُو أَنْ أَكُونَ أَنَا هُوَ، فَمَنْ سَأَلَ لِي الْوَسِيلَةَ، حَلَّتْ لَهُ الشَّفَاعَةُ)).

 
وإن من أسباب شفاعة النبي صلى الله عليه وسلم يوم القيامة، كثرة الأعمال الصالحة، ففي مسند الإمام أحمد، أن النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ قال لْخَادِم له: ((أَلَكَ حَاجَةٌ؟))، قَالَ: حَاجَتِي، أَنْ تَشْفَعَ لِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ، فقَالَ صلى الله عليه وسلم: ((فَأَعِنِّي بِكَثْرَةِ السُّجُودِ)).

وفي مسند الإمام أحمد، عن ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما، أَنَّ نَبِيَّ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: ((مَنِ اسْتَطَاعَ أَنْ يَمُوتَ بِالْمَدِينَةِ فَلْيَفْعَلْ، فَإِنِّي أَشْفَعُ لِمَنْ مَاتَ بِهَا))، فهنيئا لمن سكن المدينة، ويا سعادة من لزم الإقامة فيها، حتى جاءته المنية في أراضيها، فنال بذلك شفاعة، من شفاعات النبي صلى الله عليه وسلم.






عقد وكيل الرئيس العام للمشاريع والدراسات الهندسية سعادة المهندس سلطان بن عاطي القرشي، والوكيل المساعد سعادة المهندس محمد الوقداني، اجتماعاً بمجلس وكالة المشاريع والدراسات الهندسية لاستعراض الاستعدادات والخطط التشغيلية الرئيسية خلال شهر رمضان المبارك، ومناقشة آليات رفع مستوى جودة الخدمات الهندسية والفنية المقدمة لمرتادي بيت الله الحرام طيلة الشهر الفضيل.
وناقش وكيل الرئيس العام للمشاريع والدراسات الهندسية خلال الاجتماع أهمية تسخير كافة السبل والإمكانات البشرية والتقنية من أجل إثراء التجربة الروحانية وتهيئة البيئة التعبدية الملائمة عبر تهيئة المواقع وضمان عدم تعارضها مع مشروعات التوسعة القائمة بالمسجد الحرام وساحاته واستكمال منظومة الدليل الإرشادي المكاني والتأكيد على تبني آليات العمل الملائمة ومعالجة الملحوظات التشغيلية العاجلة وإصدار تراخيص الأعمال ومتابعتها.
وأكد القرشي للحضور توجيهات معالي الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي الشيخ الأستاذ الدكتور عبدالرحمن بن عبدالعزيز السديس والتي تعكس في مضامينها ما توليه القيادة الرشيدة -حفظها الله- من اهتمام بالغ بالحرمين الشريفين ومنظومة خدمات قاصديهما مقدماً في الوقت ذاته شكره لمنسوبي الوكالة على ما قدموه من جهود خلال الفترة الماضية مع تأكيده على بذل المزيد من الجهد في سبيل مواصلة تطبيق أفضل الممارسات الفنية الهندسية المتبعة عالمياً.
613A56BB A873 4B7B 979B 0BDD05512116
AEB76DB3 DD02 46B3 BC8A A7552612FAAE
تستعرض الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي خططها لموسم شهر رمضان المبارك للعام الحالي 1442هـ، وذلك خلال مؤتمر صحفي عن بُعد، يوم الأحد القادم الموافق ١٤٤٢/٨/١٥هـ -بمشيئة الله- بحضور معالي الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي الشيخ الأستاذ الدكتور عبدالرحمن بن عبدالعزيز السديس، ومعالي وزير الإعلام المكلف الدكتور ماجد بن عبدالله القصبي.
تقوم الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي، اليوم الجمعة، بتجهيز كافة الإمكانات لترجمة خطبة صلاة الجمعة، في المسجد الحرام. حيث سيكون الخطيب معالي إمام وخطيب المسجد الحرام الشيخ ماهر بن حمد المعيقلي.
وسوف تبث الخطبة عبر عدة موجات إذاعية، ومن خلال تطبيقات أجهزة الجوال ومنصة "منارة الحرمين" من خلال الرابط التالي:رابط البث
وقع معالي الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام و المسجد النبوي الشيخ الأستاذ الدكتور عبدالرحمن بن عبد العزيز السديس ومعالي الأمين العام المكلف لدارة الملك عبدالعزيز الدكتور فهد السماري، اتفاقية تعاون بين الجهتين في إطار تنمية سُبل التعاون و تبادل الخبرات. 

و تهدف هذه الاتفاقية إلى تطوير معرض عمارة الحرمين الشريفين من خلال التعاون بين القطاعات الحكومية، وإشراك القطاع الخاص ممثلًا في مصرف الإنماء بما يحقق تطلعات الدولة في خدمة الزوار بشكل عام والحجاج والمعتمرين بشكل خاص والعناية بتاريخ وإرث الحرمين الشريفين المعماري و الجمالي، والتعريف بعمارة المسجد الحرام منذ القرون الأولى و حتى وقتنا الحالي. حيث يتولى بنك الإنماء تمويل هذه الجهود حسب الاتفاق. 

كما تشتمل بنود الاتفاقية على تنفيذ المحتوى و تطوير المعروض و تنفيذ التصاميم المتحفية و الإصدارات و المنشورات، و إقامة دورات و ورش عمل تدريبية لمنسوبي المعرض لتنمية المهارات و نقل الخبرة. إلى جانب تقديم الاستشارات التطويرية في تنفيذ مشاريع المعرض. 

و قد قام منسوبو الرئاسة بزيارة لدارة الملك عبدالعزيز ممثلة في الوكيل المساعد لشؤون المعارض والمتاحف المهندس ماهر الزهراني، و مدير الشراكات والاتفاقيات بالرئاسة الأستاذ عبدالرحمن الوابل، حيث التقيا بمستشار الأمين العام للدارة الأستاذ أيمن الحنيحن للتعرف عن كثب بالجهود التي تقدمها الدارة و ما تقوم به من أعمال. حيث تمت زيارة المعارض التابعة للدارة و مناقشة سبل تطوير و تنمية التعاون إلى جانب تفعيل الاتفاقية للبدء في تنفيذ الأعمال. و اختتم هذا اللقاء بتقديم درع تكريمي من الرئاسة و عدد من الإصدارات الخاصة بمعرض عمارة الحرمين. 

الجدير بالذكر أنه قد تم إنشاء دارة الملك عبد العزيز بموجب مرسوم ملكي في الخامس من شعبان عام 1392 هـ. لخدمة تاريخ المملكة العربية السعودية ولتكون مرجعًا عالميًا للمملكة وجغرافيتها وآدابها الفكرية والعمرانية خاصة، والجزيرة العربية وبلاد العرب والإسلام عامة، ولجمع المصادر التاريخية المتعددة من وثائق وغيرها مما له علاقة بالمملكة العربية السعودية وتصنيفها.