ضمن مبادرة "إشارة" توفر وكالة الخدمات الاجتماعية والتطوعية والإنسانية ممثلة في الإدارة العامة لشؤون الأشخاص ذوي الإعاقة خدمة ترجمة خطبة الجمعة بلغة الإشارة لذوي الإعاقة السمعية، وتقدم الخدمة في المصلى المخصص للأشخاص ذوي الإعاقة بالمسجد الحرام في توسعة الملك فهد بالدور الأول، ومترجم لغة الإشارة سعادة الأستاذ يحيى بن محمد اللهيبي، أوضح ذلك سعادة مدير الإدارة العامة لشؤون الأشخاص ذوي الإعاقة الأستاذ ماهر بن سعيد السويهري.

وأشار سعادة الوكيل المساعد للشؤون الاجتماعية والإنسانية الأستاذ عمر بن سليمان المحمادي على إستمرارية العمل لتقديم أفضل وأرقى الخدمات الاجتماعية والتطوعية والإنسانية لقاصدي الحرمين الشريفين وللفئة الغالية الأشخاص ذوي الإعاقة وإثراء تجربتهم والاحتفاء بهم وتهيئة المواقع المخصصة لهم وفق منظومة متكاملة من الخدمات الميدانية بتعاون وتظافر الجهود لتحقيق رؤية الرئاسة التطويرية (2024) المنبثقة من رؤية المملكة الطموحة (2030)، ويأتي ذلك ضمن حملة الرئاسة "خدمة معتمرينا شرفًا لمنسوبينا" تحت شعار "من الوصول إلى الحصول" للتميز في تقديم العمل الإنساني والاجتماعي لتقديم أفضل الخدمات للأشخاص ذوي الإعاقة بالمسجد الحرام، وتحقيق أعلى معايير الجودة والتميز في الخدمات المقدمة وفق تطلعات القيادة الرشيدة -أيداها الله- في خدمة ضيوف الرحمن في الحرمين الشريفين.

ويأتي ذلك إنفاذًا لتوجيهات معالي الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي الشيخ الدكتور عبدالرحمن بن عبدالعزيز السديس وبمتابعة من قبل سعادة مساعد الرئيس العام للخدمات والشؤون الميدانية الأستاذ محمد بن مصلح الجابري وسعادة وكيل الرئيس العام للخدمات الاجتماعية والتطوعية والإنسانية الأستاذ خالد بن فهد الشلوي.

IMG 5088IMG 5090IMG 5092IMG 5095

فعلت الوكالة المساعدة للغات والترجمة النسائية ممثلة في الإدارة العامة للغات والترجمة النسائية ( المنصة التفاعلية باللغات ) في موسمها الثاني تعزيزًا لقيم الشهر الفضيل لقاصدات بيت الله الحرام.

وأبانت مديرة الإدارة العامة للغات والترجمة النسائية الأستاذة شذى بنت عبدالمنعم الأنصاري، أن المنصة تحتوي على القرآن الكريم، وإمساكية شهر رمضان، وكتيب صِفة العمرة المكتبة الرقمية وأهم أرقام التواصل مترجمة بعدة لغات وهي  (الإنجليزية - الأوردية -الفرنسية - الصينية - لغة الملايو) بالتعاون مع الإدارة العامة للغات والترجمة " الرجال".

ومن جانبها رفعت سعادة الوكيل المساعد للغات والترجمة النسائية الأستاذة دلال بنت عبد العزيز فلاته، الشكر والتقدير لسعادة وكيل الرئيس العام للشؤون النسائية الدكتورة نورة بنت هليل الذويبي، على دعمها المتواصل ومتابعتها المستمرة للبرامج التقنية المقدمة لقاصدات بيت الله الحرام، والتي تأتي تنفيذًا للتوجيهات الحكيمة من قِبل مستشار ومساعد الرئيس العام للشؤون التطويرية النسائية بالمسجد الحرام الدكتورة العنود بنت خالد العبود، لتجويد المنظومة النسائية والارتقاء بها بما يتواكب مع تطلعات القيادة الرشيدة-أيدها الله- في إيصال رسالة الحرمين المباركة للعالم أجمع.

msg 1468035115 42929

 

 

أطلقت وكالة الخدمات الاجتماعية والتطوعية والإنسانية ممثلةً في الإدارة العامة لتنسيق الأعمال التطوعية مبادرة "مظلة معتمر" لتوزيع المظلات على المعتمرين للوقاية من أشعة الشمس، بحضور سعادة وكيل إدارة الرخص والميثاق الأستاذ فارس بن إبراهيم الحارثي, أوضح ذلك سعادة الوكيل المساعد للشؤون التطوعية مدير الإدارة العامة لتنسيق الأعمال التطوعية الأستاذ عادل بن رجا الله الجهني.

 

وأكد سعادة وكيل الرئيس العام للخدمات الاجتماعية والتطوعية الأستاذ خالد بن فهد الشلوي على الإدارة العامة لتنسيق الأعمال التطوعية ببذل المزيد من الجهود التطوعية لخدمة ضيوف الرحمن وتوفير كافة الخدمات والتسهيلات التي تعين القاصدين من أداء مناسكهم بكل يسر وسهولة وطمأنينة.

 

وتأتي تلك الجهود إنفاذًا لتوجيهات معالي الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي الشيخ الدكتور عبدالرحمن بن عبدالعزيز السديس وبمتابعة من قبل سعادة وكيل الرئيس العام للخدمات الاجتماعية والتطوعية والإنسانية الأستاذ خالد بن فهد الشلوي.

IMG 5085IMG 5083

 

 

فعلت الوكالة المساعدة للغات والترجمة النسائية ممثلة في الإدارة العامة للغات والترجمة النسائية مبادرة (تواصل) في موسمها الثاني لقاصدات بيت الله الحرام مع بداية موسم شهر رمضان المبارك. 

 

وأبانت مديرة الإدارة العامة للغات والترجمة النسائية الأستاذة شذى بنت عبدالمنعم الأنصاري أن المبادرة تستهدف استقبال القاصدات بالحفاوة والترحيب منذُ لحظة دخولهن للمسجد الحرام باللغات المختلفة والإجابة على استفساراتهن وتوزيع دليل الإرشاد المكاني للمسجد الحرام والكتب الرقمية المترجمة والباركودات على القاصدات وتعريفهن بالخدمات والمبادرات المقدمة باللغات المختلفة. 

 

من جانبها أشارت سعادة الوكيل المساعد للغات والترجمة النسائية الأستاذة دلال بنت عبد العزيز فلاته أن تفعيل المبادرات باللغات المختلفة خلال شهر رمضان المبارك يأتي بدعم من سعادة وكيل الرئيس العام للشؤون الدكتورة نورة بنت هليل الذويبي وتوجيهات من سعادة المستشار مساعد الرئيس العام للشؤون التطويرية النسائية بالمسجد الحرام الدكتورة العنود بنت خالد العبود لتقديم أرقى الخدمات النسائية لقاصدات بيت الله الحرام.

IMG 5080




فعل مجلس فتيات الرئاسة التطويري ركن معرض فتيات الرئاسة التطويري، في وقف الملك عبدالعزيز، بالتعاون مع وكالة المعارض والمتاحف بالرئاسة، لاستعراض الخدمات النسائية المقدمة بالمسجد الحرام.


حيثُ أشارت سعادة وكيل الرئيس العام لتمكين المرأة والمبادرات وتحقيق الرؤية النسائية ورئيسة مجلس فتيات الرئاسة التطويري الأستاذة مرام بنت عبدالكريم المعطاني، أن تفعيل الركن يأتي لتحقيق نهضة طموحة تنبع من فتيات الرئاسة، ويستهدف الوصول إلى أكبر عدد من المسلمين في كافة أنحاء العالم، من خلال مسح باركود الدليل الشامل الذي أعدته الوكالة المساعدة للتخطيط الاستراتيجي وتحقيق الجودة النسائية، الذي يوضح أبرز الخدمات وطريقة الوصول إليها ومنها: التعريف بالخريطة التفاعلية والتي تُعنى بتحديد أهم المرافق بالمسجد الحرام بعدة لغات، والتعريف بخدمات الحلقات التصحيحية المقدمة بلغات مختلفة، ومواقع ومواعيد تقديم الخدمة، وتعريفهم بمواقع تقديم خدمة الإفتاء وإجابة السائلين داخل المسجد الحرام وغيرها من الخدمات.

كما تقدمت المعطاني بالشكر والتقدير لمعالي الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي الشيخ الدكتور عبدالرحمن بن عبدالعزيز السديس، على دعمه الذي ساهم في حصاد المرأة السعودية للنجاحات المبهرة في خدمتها لضيوف الرحمن، والدعم والمتابعة المستمرة من قِبل مستشار ومساعد الرئيس العام للشؤون التطويرية النسائية بالمسجد الحرام الدكتورة العنود بنت خالد العبود، للقيادات النسائية للارتقاء بمستوى الخدمات المقدمة بشهر رمضان المبارك لعام ١٤٤٤هـ.

IMG 5064IMG 5065

حرصاً لإيصال الرسالة الدعوية وتعزيز أثرهما الدعوي وضمن مبادرة (الهيئة صديقة القاصدين) فعلت الإدارة العامة لشؤون هيئة المسجد الحرام، ممثلة في إدارة اللجان الميدانية برنامج (رفق) الذي يهدف إلى الرفق وزيادة الرقي في التعامل مع الزوار والمعتمرين والقاصدين للمسجد الحرام.

وأوضح سعادة مساعد مدير عام الإدارة العامة لشؤون هيئة المسجد الحرام ومدير إدارة اللجان الميدانية الأستاذ تركي جرادان الذبياني، أن برنامج ( رفق ) يأتي ضمن مبادرة (الهيئة صديقة القاصدين) ، وقد منّ الله علينا بخدمة ضيوف الرحمن ومن الواجب علينا أن نبذل قصارى جهدنا في خدمتهم وتذليل جميع الصعوبات لأدائهم مناسكهم في أجواء روحانية بكل يسر وسهولة.

وهذا منهج نبينا - محمد صلى الله عليه وسلم - منحه ذلك ربه فقال تعالى {فبما رحمة من الله لنت لهم}كما أتى في السنة أكثر من أثر.

وعن عائشة رضي الله عنها: أَن النبيَّ ﷺ قَالَ (إِنَّ الرِّفقَ لا يَكُونُ في شيءٍ إِلَّا زَانَهُ، وَلا يُنْزَعُ مِنْ شَيءٍ إِلَّا شَانَهُ) رواه مسلم.

يأتي ذلك تنفيذا لتوجيهات معالي الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي الشيخ الدكتور عبدالرحمن بن عبدالعزيز السديس ، وبمتابعة دائمة من قِبل فضيلة وكيل الرئيس العام لشؤون التوعية الميدانية الشيخ الدكتور ماجد بن صالح السعيدي ، سعياً في بذل المزيد من الجهود في تقديم أرقى الخدمات لقاصدي المسجد الحرام ، تحقيقاً لتطلعات ولاة الأمر - وفقهم الله لمرضاته - .

msg 1468035115 42843msg 1468035115 42844

شارك معالي الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي الشيخ الدكتور عبدالرحمن بن عبدالعزيز السديس، في توزيع الهدايا على ضيوف الرحمن في محطة قطار الحرمين بمكة المكرمة، وذلك ضمن حملة خدمة معتمرينا شرف ⁩لمنسوبينا في موسمها الثامن (من الوصول إلى الحصول).

وأكد معاليه أن هذه الخدمات المميزة التي تقدم لضيوف الرحمن والتسهيلات الممكنة التي توفرها القيادة الرشيدة-حفظها الله- وتسخير كافة طاقات وأجهزة الدولة، دليل على عناية خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، وولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان آل سعود-حفظهما الله- بالحرمين الشريفين وقاصديهما.

وفي الختام دعا معاليه لخادم الحرمين الشريفين، وولي عهده الأمين، بدوام الصحة والعافية، وأن يجزيهم خير الجزاء على مايولونه من اهتمام بالغ بالحرمين الشريفين وقاصديهما.

msg 1468035115 42914msg 1468035115 42915msg 1468035115 42916

أعلنت كلية الحرم المكي الشريف عن إقامتها لحزمة نوعية من البرامج والمبادرات خلال شهر رمضان المبارك، تعزيزا لريادتها في نشر العلم الشرعي، وإبرازا لدورها الفعال في المشاركة المجتمعية، أوضح ذلك فضيلة وكيل الرئيس العام للشؤون العلمية والأكاديمية وعميد كلية الحرم المكي الشريف الدكتور عبد الرحمن بن سعد الشهري.
وبين فضيلته أن من أبرز البرامج والمبادرات التي أعلنت عنها كلية الحرم المكي الشريف: لقاءات علمية في شرح آيات وأحاديث الصيام، ولقاءات علمية في نوازل ومستجدات الصيام، والدورة الرمضانية الأولى في غريب القرآن، والتغريدات والمقالات الرمضانية، ومجالس التفسير، ومجالس إقراء السنة، والبرنامج التطوعي لطلاب الكلية في خدمة ضيوف الرحمن.
كما رفع فضيلته أسمى عبارات الشكر والعرفان لمعالي الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي الشيخ الدكتور عبد الرحمن بن عبدالعزيز السديس، على ما يوليه لكلية الحرم المكي الشريف من رعاية واهتمام، وتشجيعه الدائم للبرامج والمبادرات التي تقدمها، مما يجسد حرص معاليه على كل ما من شأنه خدمة طلاب العلم، وفق منهج وسطي معتدل متوافق مع تطلعات القيادة الرشيدة -أيدها الله- ورؤية المملكة (2030).
IMG 20230331 WA0029

خطب وأم المصلين في المسجد النبوي فضيلة الشيخ الدكتور علي بن عبدالرحن الحذيفي إمام وخطيب المسجد النبوي الشريف وبعد أن حمد الله تعالى وبدأ خطبته قائلًا: أيها المسلمون: اعلموا أن خير الساعات ما فضله الله من الساعات وخير الأيام ما فضله الله من الأيام، وخير الشهور ما فضله الله من الشهور، وخير الأعمال ما شرعه الله في تلك الساعات والأيام والشهور، وقد علمنا الله تعالى نحن المسلمين تلك الساعات والأيام والشهور، وشرع لنا فيها الأعمال الصالحات، وحذرنا فيها وفي غيرها من الأعمال السيئات، لنجتهد في القربات، ولنحفظ صحائفنا من المحرمات والمهلكات، فلربنا الحمد والشكر على أن علمنا ما ينفعنا وحذرنا مما يضرنا، قال الله تعالى(كَمَا أَرْسَلْنَا فِيكُمْ رَسُولًا مِّنكُمْ يَتْلُو عَلَيْكُمْ آيَاتِنَا وَيُزَكِّيكُمْ وَيُعَلِّمُكُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُعَلِّمُكُم مَّا لَمْ تَكُونُوا تَعْلَمُونَ).، وقال سبحانه لسيد البشر(وَأَنزَلَ اللَّهُ عَلَيْكَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَعَلَّمَكَ مَا لَمْ تَكُن تَعْلَمُ ۚ وَكَانَ فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكَ عَظِيمًا).


وأكمل: فالفضل مبدؤه من الله ومنتهاه إلى الله، قال تعالى(وَأَنَّ إِلَىٰ رَبِّكَ الْمُنتَهَىٰ).، فلله الحمد والشكر وإذا كان حال من لا يؤمن بالله ولا باليوم الآخر يفرحون بلعاعة الدنيا وزخرف متاعها الحائل الزائل كما بين الله ذلك في كتابه (اللَّهُ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَن يَشَاءُ وَيَقْدِرُ ۚ وَفَرِحُوا بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا فِي الْآخِرَةِ إِلَّا مَتَاعٌ).، وإذا كان المؤثرون للدنيا على الآخرة فرحين بدنياهم ناسيين للآخرة فليتفكروا في عاد وثمود والأمم الخالية ممن عصوا الرسل عليهم الصلاة والسلام كيف ذهبت الملذات والشهوات وبقيت الحسرات والتبعات والأوزار والسيئات.


وأضاف فضيلته فقال: قد رحمكم الله بخير الشهور، وجمع الله لكم فيه من العبادات والبركات ما لم يجتمع في غيره، وضاعف فيه من الأجور ما زاد على الثواب فيما سواه، وحفظ المسلمين فيه من الموانع عن الطاعات وصرف الله فيه الشياطين عن أمة محمد صلى الله عليه وسلم من أن تصدهم عن طرق الخير كما قال النبي صلى الله عليه وسلم (إذا دخل رمضان فتحت أبواب الجنة وأغلقت أبواب جهنم وسلسلت الشياطين)، ففي هذا الشهر المبارك إحسان الصلاة ونورها وفيه الزكاة لمن أراد أن يجعل رمضان زمانًا لأدائها ولمن يحب الإحسان فطوبى لمن أداها لأهلها، وويل لمن خلطها بماله كيف تفسده وتذهب بركته وتكون عذابًا له في قبره على هيئة ثعبان يأخذ بشدقيه يفرغ فيه سمة، وفيه النفقات الواجبات والمستحبات التي تقي صاحبها من النار وتظله يوم يكون المرء في ظل صدقته وفي هذا الشهر أنواع الذكر المنجيات وفيه كثرة التلاوة للقرآن الذي يرفع الله به الدرجات ويحط به السيئات ويقيم به القلوب على أحسن الصفات، وفيه الحج الأصغر العمرة التي ثوابها كحجة مع النبي صلى الله عليه وسلم، أوكحجة وفيه أنواع البر والإحسان للمحتاجين والوالدين والأقرباء وفي الحديث: الصدقة تدفع ميتة السوء، وتدفع البلاء، وفي الصيام الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وفي الصيام لمن تفكر فيه كل طاعة وترك كل معصية وما استصلحت النفوس إلا بالصوم مع الصلاة قال تعالى (فاستبقوا الخيرات أين ما تكونوا يأت بكم الله جميعا إن الله على كل شيء قدير).


أمّ المسلمين اليوم لصلاة الجمعة في المسجد الحرام فضيلة الشيخ الدكتور ياسر الدوسري إمام وخطيب المسجد الحرام، واستهل فضيلته خطبته الأولى قائلاً: أمة الإسلام: ها قد شارَف الثُّلُث الأول مِن شهرِكم على انقضائِه، والحصيفُ العاقِل مَن شدَّ العزْم في إدراكِه، فقد بقِيَ الثُّلُثَان، لِـمَن أرادَ المنافسَةَ في الجِنان، والترقيَ في مدارِج الرّضوان، والفوزَ بمغفرةِ الرَّحمن، والعِتقَ من النِّيران، فاغتنِمُوا ما تبقَّى من شهرِكم بأفعالِ الخير، وأفرِدُوها عن الخطَايا لتكُون وحدها لا غيْر، وبادِرُوا بالأعمالِ الصالحةِ وتسابقُوا في السَّيْر، فيا لهناءِ من استغلَّ أيامه ولياليَه بالأعمالِ الصالحة، فجَدَّ وشَد، وبالصيام والقيام جسَده اشتَد، وبالصَّدَقات يده تمتَد، فنالَ الخيْر والسَّعْد، ويالسعادةِ من عرَفَ فضْل زمانِه، ومحَا بدُمُوعه وخُضُوعه صحائِف عِصيانِه، وعظم خوفه ورجاؤه، فأقبل طائعًا تائبًا يرجُو عِتْق رقبَته وفكّ رِهانِه، عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: «الصِّيَامُ جُنَّةٌ، وَإِذَا كَانَ يَوْمُ صَوْمِ أَحَدِكُمْ فَلاَ يَرْفُثْ وَلاَ يَصْخَبْ، فَإِنْ سَابَّهُ أَحَدٌ أَوْ قَاتَلَهُ، فَلْيَقُلْ إِنِّي امْرُؤٌ صَائِمٌ» (رواه البخاري ومسلم)، فزِنُوا أفعالكم في هذا الشهر بمِيزان، واشتروا خلاصَكم بما عزَّ وهَان، فإن عجزتم فسَلُوا المعين والله خيرُ مُستعان.
أيها المؤمنون: إنَّ من أعظم خصائص رمضان من بين سائِر الشهور، وأجْلَى شاماته على جبينِ الزَّمان على مَرِّ الدهور: هو ذلك الحدثُ العظيم، الذي به شرَّف الله هذا الشهر الكريم، ألا وهو نزول الذكر الحكيم: )شَهۡرُ رَمَضَانَ ٱلَّذِيٓ أُنزِلَ فِيهِ ٱلۡقُرۡآنُ هُدٗى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَٰتٖ مِّنَ ٱلۡهُدَىٰ وَٱلۡفُرۡقَانِۚ( (سورة البقرة، من الآية: 185)، وقد جاء البيان القرآني بأنه أُنزِل ليلًا، فقال تعالى: )إِنَّآ أَنزَلۡنَٰهُ فِي لَيۡلَةٖ مُّبَٰرَكَةٍۚ( (سورة الدخان، من الآية: 3)، ثم زاد الله البيانَ فعيّن تلك الليلة فقال: )إِنَّآ أَنزَلۡنَٰهُ فِي لَيۡلَةِ ٱلۡقَدۡرِ ١( (سورة القدر)، فكان هذا التنزيل غايةً في البيان، وبراعةً في التِّبيان، ثم أبْهم الله عيْن تلك الليلة ليجتهد أهل الحِجَا والأفهام، في تحصيلِ فضلها بتوفيقٍ من ذي الفضلِ والإنعام، هيْبة وجلال، مِنَّة عظيمة وجمال، حبْل من السماء قد مُد، ونور عمَّ الأرض ليهدي الناس وعن الضلال يصُدّ، إنها آية من آيات الربوبية، وهداية وبيِّنات للبشرية، تشرَّف بها شهركم الكريم ليكون ظرفًا لنزولها، ومحطًّا لاستقبالها، مناسبة عظيم أمرها، عزيز قدْرها، أرشَدَنا الله إليها لنعيَ ونفْهم، ونتعرَّض لآثارها ونغْنم، فتفكَّروا يا عباد الله في دلائلها، وأيقظُوا القلوب لفهْمِ مقاصدها؛ لأن القلوب إذا وَعَت الحِكَم والغايات أحسَنَت وسارَعَت وسابَقَت، ومتى ما غابَت عنها قصَّرت وتقاعسَت وتخاذَلت.

عباد الله: إن الله تعالى عندما خصَّ هذا الشهر بإنزال القرآن الكريم، فقد خصَّه -أيضًا- بنوع عظيم من أنواع العبودية وهو الصيام، لتتهيَّأ القلوب لقراءتِه، ففي الصيام حسن تلقٍّ لآياته، وتيسير لتلاوته وتدبُّر بيناته، وتضييق لمجاري الشيطان، وتهيئة لاستقبالِ كلام الرحمن، فرمضان والقرآن قرينان متلازمان لا ينفكَّان، فإذا ذُكِر رمضان ذُكِر القرآن، فهما يشتركان في تحقيق معالم التقوى، فقال تعالى عن الصيام: )يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ كُتِبَ عَلَيۡكُمُ ٱلصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى ٱلَّذِينَ مِن قَبۡلِكُمۡ لَعَلَّكُمۡ تَتَّقُونَ ١٨٣( (سورة البقرة)، وقال عن القرآن: )ذَٰلِكَ ٱلۡكِتَٰبُ لَا رَيۡبَۛ فِيهِۛ هُدٗى لِّلۡمُتَّقِينَ ٢( (سورة البقرة)، والتقوى من أجل مقاصد الصيام وأعظم غاياتِه، ففي الصوم تطهيرٌ للنفس من علائق الدنيا، وتزكية لها مما يشُوبها، فإذا طابَت القلوب وزكَت، وإلى مدارِج التقوى ارْتقَت، انتفعت بكلامِ ربِّها وسَمَت، قال عثمان رضي الله عنه: «لَوْ طَهُرَتْ قُلُوبُكُمْ مَا شَبِعْتُمْ مِنْ كَلَامِ الله عَزَّ وَجَلَّ» (أخرجه أحمد في الزهد، وأبو نعيم في الحلية).

معاشر المؤمنين: إن ميزان الهدى والفلاح، والتُّقى والصلاح، هو ما كان عليه نبيّـكم -عليه الصلاة والسلام- فقد كانت يداه تسابق في الجودِ الرِّياح؛ ففي الصحيحين عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه قَالَ: «كَانَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَجْوَدَ النَّاسِ، وَكَانَ أَجْوَدُ مَا يَكُونُ فِي رَمَضَانَ حِينَ يَلْقَاهُ جِبْرِيلُ، وَكَانَ يَلْقَاهُ فِي كُلِّ لَيْلَةٍ مِنْ رَمَضَانَ فَيُدَارِسُهُ القُرْآنَ، فَلَرَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَجْوَدُ بِالخَيْرِ مِنَ الرِّيحِ المرسَلَةِ»، وهذا مما يدلُّ على عِظَم هذه المناسبة بين رمضان والقرآن، أنْ جعل الله رمضان موْسمًا لمدراسةِ كلامِه بين سيِّد البشر وسيِّد الملائكة عليهما السلام، فقد دلَّ الحديث على استحبابِ دِراسة القرآن في رمضان والاجتماع على ذلك.

إخوة الإيمان: لقد عرَفَ سلف هذه الأمة عظَمة هذه المناسبة وأدركوها أيّما إدراك، فكانوا إذا دخل رمضان يعكفون وينكبُّون على القرآن، يتدارسُونه ويتلُونه آناء الليل وأطراف النهار، خاشِعة قلُوبهم، مُقشعِرَّة جلُودهم، يزدادون إيمانًا مع إيمانِهم، وكان لهم مُجاهدات في كثرَة الختمات، روَاها الأئِمَّة الثِّقَات الأَثْبات رحمهم الله، فقد ثبت عن عثمان -رضي الله عنه- أنه كان يحيي الليل ويختم القرآن في ركعة (أخرجه عبد الرزاق في مصنفه، وابن أبي شيبة في مصنفه)، وهذا ابن مسعود رضي الله عنه كان يقرأ القرآن في كل أسبوع، فإذا دخل رمضان ختمه في كل ثلاث ليال مرة (أخرجه البيهقي في سننه)، وكان قتادة -رحمه الله- في رمضان يختم القرآن في كل ثلاث ليال مرة، فإذا جاءت العشر ختم في كل ليلة مرة (أخرجه أبو نعيم في الحلية)، وكان الشافعي -رحمه الله- يختم ختمتَيْن في اليوم والليلة من شهر رمضان (أخرجه أبو نعيم في الحلية)، قال النووي رحمه الله: (وأما الذين خَتَموا القرآن في رَكعة، فلا يحصون لكثرتِهم)، وأخبار السلَف في ذلك تطُول؛ فقد تسابقُوا إلى المعالي، وكان لهم في ميادينها الكعبُ العالي.

فاقتدوا بهم يا عباد الله، وعيشُوا مع القُرآن كما عاشُوا في رمضان، وفي سائر الأزمان، واجتهدوا في ذلك كلٌّ قدْر طاقتِه وحالِه، فقد قال الإمام النووي رحمه الله: (وأكثر العلماء على أنه لا تقدير في عدَد الختمات، وإنما هو بحسب النشاط والقوة، ويختلف ذلك باختلاف الأحوال والأشخاص).

فاعمروا به المساكِن والدُّور، واملؤُوا به القلوب والصُّدور، وعلِّموه أبناءكم وأهليكم لِتُضيء حياتكم وحياتهم بالنور، وتظْفَرُوا بالتوفيق والهدى والحبور، والنجاح والفلاح يوم البعثِ والنُّشور، قال أبو هريرة رضي الله عنه: «إِنَّ الْبَيْتَ لَيَتَّسِعُ عَلَى أَهْلِهِ وَتَحْضُرُهُ الْمَلَائِكَةُ وَتَهْجُرُهُ الشَّيَاطِينُ، وَيَكْثُرُ خَيْرُهُ أَنْ يُقْرَأَ فِيهِ الْقُرْآنُ، وَإِنَّ الْبَيْتَ لَيَضِيقُ عَلَى أَهْلِهِ وَتَهْجُرُهُ الْمَلَائِكَةُ، وَتَحْضُرُهُ الشَّيَاطِينُ، وَيَقِلُّ خَيْرُهُ أَنْ لَا يُقْرَأَ فِيهِ الْقُرْآنُ» (أخرجه الدارمي في سننه، وهو موقوف على أبي هريرة رضي الله عنه كما قال ابن حجر في الإتحاف).

واستهل فضيلته خطبته الثانية قائلاً: إنَّ هذا القرآن لا يخفى أمرُه على من يُريد الهدى، ويلتمِس طريق النجاةِ بالتُّقى، إذْ لا هدى إلا منه، ولا نجاة إلا بالتعلُّق به، وإنه لواضح المنهجِ لا غُمُوض فيه ولا إِبهام، حيثُ يشتمل على البيانِ الكامل والتوضيح الشامل لمعالم الشريعة التي يحتاجها الناس في دُنياهم وأُخراهم، في سِلسِلة من التوجيهات الربانية العمِيقة، ومنظُومة من الأحكام الجامعِة الدقِيقة، كما يتضمّن صادق الأخبار والغيبيَّات، وبليغ الأمثال والعِظات، وأحسن القَصَص والمثُلات، قال ربُّ الأرض والسماوات: )يَٰٓأَيُّهَا ٱلنَّاسُ قَدۡ جَآءَتۡكُم مَّوۡعِظَةٞ مِّن رَّبِّكُمۡ وَشِفَآءٞ لِّمَا فِي ٱلصُّدُورِ وَهُدٗى وَرَحۡمَةٞ لِّلۡمُؤۡمِنِينَ ٥٧( (سورة يونس).

إخوة الإيمان: ولا شيء أنفع للقلب من قراءة القرآن بالتدبُّر والتفكُّر، فمن أراد زيادة الإيمان والِانْتِفَاع بِالقرآن: فليجْمع قَلْبه عِنْد تِلَاوَته، ولْيُلْقِ سَمعه، وليحضُر حُضُور من يخاطبه بِهِ من تكلّم بِهِ سبحانه، فإذا حصل المؤثِّر وهو القرآن، والمحل القابل وهو القلب الحي، ووُجِد الشرط وهو الإصغاء، وانتفى المانع وهو اشتغال القلب وذُهوله عن معنى الخطاب وانصرافه عنه إلى غيره، حصل الأثر وهو الانتفاع والتذكّر، قَالَ تعالى: )إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَذِكۡرَىٰ لِمَن كَانَ لَهُۥ قَلۡبٌ أَوۡ أَلۡقَى ٱلسَّمۡعَ وَهُوَ شَهِيدٞ ٣٧( (سورة ق)، فمن تدبَّر كلام الله: عَرَفَ الربَّ، وعَرَفَ عظيمَ سلطانِهِ وقدْرتِه، وعَرَفَ عظيمَ تفضُّلِه على المؤمنين، وعَرَفَ ما عليه من فَرْضِ عبادتِه، فأَلْزمَ نفسَهُ بما ألْزمه مولاه، وحَذِرَ مما حذَّرَهُ منه، ورَغِبَ فيما رَغَّبَهُ فيه.

أيها المؤمنون: في رمضان يجتمع الصيام والقرآن، فيجتمع على العبد جِهادان: جهاد بالنهار على الصيام، وجهاد بالليل على القيام، فيفُوز المؤمن يوم القيامة بشفاعتين: شفاعة القرآن له على قيامه، وشفاعة الصيام له على صيامه، فقد قال النبي عليه الصلاة والسلام: «الصِّيَامُ وَالْقُرْآنُ يَشْفَعَانِ لِلْعَبْدِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، يَقُولُ الصِّيَامُ: أَيْ رَبِّ، مَنَعْتُهُ الطَّعَامَ وَالشَّهَوَاتِ بِالنَّهَارِ، فَشَفِّعْنِي فِيهِ، وَيَقُولُ الْقُرْآنُ: مَنَعْتُهُ النَّوْمَ بِاللَّيْلِ، فَشَفِّعْنِي فِيهِ، قَالَ: (فَيُشَفَّعَانِ)». (أخرجه أحمد وصحَّحه الحاكم).

فالله الله يا عباد الله، كُونوا في صِيامِكم مُحسنين، وعلى كتابِ ربِّكم مُقبِلين، وعن الملهياتِ مُعرِضين، وإلى الطاعات مُشمِّرِين مُسابِقين، في شهرٍ شرَّفه ربّ العالمين، فأحسِنوا استضافة ضيفكم بالكرامة، واحرِصُوا على سلوكِ طريقِ الاستقامة، لِتظفروا بالنجاةِ من هوْلِ يوم القيامة، وتفُوزُوا بالجنةِ دار ِالخلْد والمقامة.
IMG 20230331 141512 031IMG 20230331 141512 975IMG 20230331 141512 039IMG 20230331 141512 618IMG 20230331 141512 430