أشاد معالي الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي الشيخ الدكتور عبدالرحمن بن عبدالعزيز السديس بكلمة سمو ولي العهد أثناء استقباله المهنئين بعيد الأضحى المبارك.

وذكر معاليه بإن هذه الدولة المباركة جهودها عظيمة في خدمة حجاج بيت الله الحرام وماتقدمه حكومة خادم الحرمين الشريفين من خدمات وتسخير كافة القطاعات الأمنية وغير الأمنية لخدمتهم وتقديم كافة التسهيلات لهم ليؤدوا حجهم بكل يسر وسهولة.

مبيناً معاليه بإن كلمة سمو ولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان آل سعود-حفظه الله- تؤكد اهتمام القيادة الرشيدة -أيدها الله- في العناية بالحجاج وتسخير كافة الإمكانات البشرية والألية.

وفي الختام دعى معاليه لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود وولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان آل سعود-حفظهما الله- بدوام الصحة والعافية وأن يجزيهم عن حجاج بيت الله الحرام خير الجزاء ويحفظ أمن واستقرار المملكة العربية السعودية وبلاد المسلمين.


أشاد معالي الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي الشيخ الدكتور عبدالرحمن بن عبدالعزيز السديس بالأمر السامي من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز ال سعود-حفظه الله- بتكفله نفقات الهدي لـ4951 حاجاً وحاجة من ضيوف برنامج خادم الحرمين الشريفين للحج والعمرة من 92 دولة.

وأشار معاليه إن ما قام به خادم الحرمين الشريفين أمر يدل على عظمة هذه الدولة المباركة وكرم غير مستغرب من قبل خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز ال سعود-حفظه الله- .

وأكد معاليه بأن خادم الحرمين الشريفين أستضاف عدد كبيراً من الحجاج من شتى دول العالم ليؤدوا مناسكهم وفرضياتهم مبتغياً الآجر والثواب.

وفي الختام دعى معاليه لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز ال سعود-حفظه الله- بدوام الصحة والعافية وأن يجزيه خير الجزاء على مايقدمه من خدمات وتسهيلات لحجاج بيت الله الحرام وأن يحفظ بلادنا وبلاد المسلمين ويديم علينا نعمة الأمن والأمان.
استقبل رئيس وأعضاء مجلس شباب الرئاسة التطويري حجاج بيت الله الحرام بعد رمي جمرة العقبة الكبرى بتوزيع الإهداءات لهم في ساحات المسجد الحرام أمام باب الملك عبدالعزيز رحمه الله.

وأوضح سعادة رئيس مجلس شباب الرئاسة التطويري الأستاذ فادي بن مبيريك السلمي أن هذا الاستقبال يأتي ضمن مباردة "حفاوة" التي تندرج تحت حملة الرئاسة " خدمة الحاج والزائر وسام فخر لنا " في عامها الحادي عشر، تحت شعار " من الوصول إلى الحصول ".

كما تقدم سعادته بالشكر الجزيل لجميع أعضاء مجلس شباب الرئاسة التطويري على ما قدموه خلال مشاركتهم الفعالة مع برامج وأعمال المجلس وإنجاح خطة حج هذا العام 1444 هـ لمجلس شباب الرئاسة التطويري، وتهدف هذه المشاركة في تقديم كافة سبل الراحة والتسهيلات لحجاج بيت الله الحرام لتسهم في جعل زيارتهم للحرمين الشريفين زيارة وتجربة متكاملة ومميزة.

تأتي هذه الجهود والخدمات وفقًا لتوجيهات معالي الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي الشيخ الدكتور عبد الرحمن بن عبد العزيز السديس، وبمتابعة مستمرة من قبل فضيلة وكيل الرئيس العام للشؤون الاستشارية الشيخ سلمان بن صالح المقوشي، وذلك تحقيقاً لتطلعات القيادة الرشيدة – حفظها الله – لإبراز الجهود والخدمات المقدمة لحجاج بيت الله الحرام وايصال رسالة الحرمين الشريفين للعالم أجمع.

photo 5828012540838394957 yphoto 5828012540838394959 yphoto 5827899372745112961 x

في إطار تنفيذ الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي خطتها التشغيلية لموسم حج هذا العام ١٤٤٤هـ ، وضعت من خلالها التقنيات الحديثة والرقمية والذكاء الاصطناعي في خدمة ضيوف الرحمن وقاصدي المسجد الحرام.

أجرت الإدارة العامة للذكاء الاصطناعي ممثلة بإدارة الروبوتات الذكية جولة ميدانية في المسجد الحرام وذلك لمتابعة سير عمل الروبوتات في خدمة حجاج بيت الله الحرام، وتقديم أرقى الخدمات لهم، وإثراء تجربتهم وتسهل وصولهم للخدمات المقدمة في جنبات المسجد الحرام.

وأوضح سعادة مدير إدارة الروبوتات الذكية الأستاذ عدنان المنعمي أن الرئاسة استحدثت عددًا من المنصات والخدمات الرقمية والروبوتات التي تعتمد على تقنيات الذكاء الاصطناعي عبر منظومة عمل ذكية لا تحتاج لأي تدخل بشري، منها الروبوت التقني وروبوتات توجيهية تعمل على توجيه الزوار والمعتمرين بكيفية أداء المناسك، وكذلك تقدم خدمة الإفتاء والإجابة على السائلين والتواصل مع المفتين بالمسجد الحرام عن بعد.

ولفت سعادته بأن التقنيات الحديثة والمنصات الالكترونية والتطبيقات الرقمية ووسائل الذكاء الاصطناعي تساعد في تنفيذ الخطة التشغيلية وتلبية رغبات قاصدي المسجد الحرام عند أداء مناسكهم عبر الوصول للخدمات بكل يسر وسهولة.

من جانبه بين سعادة مدير عام الإدارة العامة للذكاء الاصطناعي الأستاذ فيصل المنعمي بأن منظومة الروبوتات الذكية تهدف إلى إثراء التجربة الرقمية الدينية في الحرمين الشريفين وتجويدها بما يساهم في تكامل منظومة الخدمات الرقمية لهما، وتيسير تقديم الإرشاد والوعظ الديني، وإتاحة إمكانية التواصل المباشر مع أهل العلم والاختصاص الشرعي بكل يسر وسهولة.

واختتم سعادته بأن هذه الجهود المباركة تأتي بإشراف ومتابعة وكيل الرئيس العام لشؤون التقنية والتحولات الرقمية والذكاء الاصطناعي المهندس وسام بن محمد مقادمي، وبرعاية واهتمام من معالي الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي الشيخ الدكتور عبدالرحمن بن عبدالعزيز السديس، وفق تطلعات القيادة الرشيدة -حفظها الله- ومواكبة لرؤية الرئاسة التطويرية 2024 المنبثقة من رؤية المملكة العربية السعودية 2030 في إيصال رسالة الحرمين الشريفين لشتى بقاع العالم.
أنهت وكالة اللغات والترجمة مهام ترجمة خطبة عرفة لموسم الحج للعام ١٤٤٤هـ بعد توجيهات  معالي الرئيس العام بإيصال رسالة الهدي النبوي من مهبط الوحي بكافة اللغات العالمية، ووضعت بعين الاعتبار تقديم خدمة سهلة الوصول و الحصول ذات نطاق عالمي كبير عبر مشروع خادم الحرمين الشريفين للترجمة الفورية لخطب الحرمين وخطبة عرفة.

وبين سعادة وكيل الرئيس العام للغات والترجمة الأستاذ أحمد بن عبد العزيز الحميدي انه بتوفيق الله سبحانه نجحت الرئاسة بترجمة الخطبة بـ ٢٠ لغة عالمية للمسلمين الناطقين بغير العربية والراغبين بالاستماع إليها بكل سهولة، مراعيةً بذلك أهمية هذه الشعيرة الإسلامية في نفوسهم ومحققة رقما قياسيا لأول مرة في تاريخ الرئاسة من حيث أعداد المستفيدين بمقدار ٥٠٠ مليون مستفيد، مؤكداً ان شرف تحقيق هذا الرقم القياسي كان نِتاج عمل مستمر  بني على رؤى واضحة وقيم راسخة للمملكة العربية السعودية وقيادتها الرشيدة -رعاها الله-  بالعناية والاهتمام بحجاج بيت الله الحرام والمسلمين على الصعيد العالمي ومخاطبتهم بلغاتهم الام.

وواصل الحميدي حديثه بالإشادة بالجهود المبذولة من القائمين على المشروع واستشعارهم للأمانة العظيمة التي وكلوا بالقيام بها لنشر الرسالة باللغات المتعددة بكل دقة واحترافية ، وتقديمهم إنموذجاً ذا جودة عالية يتسم بالوسطية والاعتدال ويتميز بالفاعلية والوضوح والأثر الجلي والإيجابي خلال موسم الحج لعام ١٤٤٤هـ..

واختتم الحميدي حديثه بشكر الله على ما وفقوا فيه، وأداء الأمانة العظيمة في نشر الرسالة النبوية والمساهمة في ايصالها مستندا على توفيق الله بأن منّ علينا بخدمة المسلمين كافة من منبر المشعر الحرام بعرفات، بتوجيهات ومتابعة حثيثة من معالي الرئيس العام الشيخ الدكتور عبدالرحمن بن عبدالعزيز السديس.
photo 5823395773117742769 yphoto 5823395773117742772 yphoto 5823395773117742771 yphoto 5823395773117742774 yphoto 5823395773117742773 y
وسط أجواء مفعمة بالأمن والروحانية والسكينة والسرور، أدى جموع المصلين اليوم صلاة عيد الأضحى المبارك في المسجد النبوي، حيث أم المصلين فضيلة الشيخ الدكتور حسين بن عبدالعزيز آل الشيخ إمام وخطيب المسجد النبوي الشريف.

وبعد أن حمد الله تعالى بدأ خطبته بقوله: العيد في الإسلام ترويح للقلوب، وإسعاد للنفوس، فيا أيها المسلم حق لك أن تفرح بما من الله عليك من لذة الطاعة وأسبغ عليك من نعمة الهداية، قال تعالى (قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَٰلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِّمَّا يَجْمَعُونَ).

فيا أمة الإسلام: أدخلوا على أنفسكم في أعياد الإسلام البهجة والسرور، والسعادة والحبور وهكذا كل يوم لا يعصي الله فيه المسلم فهو بهذه المثابة. ومن مقاصد العيد تقارب القلوب، ونشر المحبة والمودة بين أبناء الإسلام فتبادلوا السلام والتهاني، وابذلوا لهم الدعاء والتهاني فقد صح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ما من مسلمين يلتقيان فيتصافحان إلا غفر لهما قبل أن يفترقا).

وأضاف: فانشروا في كل لحظة وحين لبعضكم البشاشة والطلاقة والرحابة، وأظهروا لأنفسكم الابتسامة والوضاءة، وتعارفوا بكل معنى نبيل وفعل جميل. وأكمل فضيلته: العيد مدرسة للتربية على سخاء النفس وسلامة الصدر وصفاء السريرة وعلى العفو والتسامح والصفح، فتخلقوا بهذه الأخلاق الحسنة والصفات الجميلة.

وأضاف: إن يومكم هذا يوم شريف، روى الإمام أحمد عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «أعظم الأيام يوم النحر»، فيوم العيد وأيام التشريق أيام أكل وشرب وذكر لله عز وجل، فأحمدوا الله على نعمه المترادفة واشكروه على مننه المتكاثرة بالتزام المفروضات والبعد عن القبائح والمنهيات والتقرب بأنواع الطاعات.

وبيّن فضيلته مقصد الشريعة من الأضحية فقال: إن المقصد الأسمى من مشروعية الأضاحي تعظيم الخالق سبحانه وتحقيق التوحيد له عز شأنه، قال تعالى (لَن يَنَالَ اللَّهَ لُحُومُهَا وَلَا دِمَاؤُهَا وَلَٰكِن يَنَالُهُ التَّقْوَىٰ مِنكُمْ ۚ كَذَٰلِكَ سَخَّرَهَا لَكُمْ لِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَىٰ مَا هَدَاكُمْ ۗ وَبَشِّرِ الْمُحْسِنِينَ).

ومن كان مقتدرا فالأضحية عنه وعن أهل بيته متأكدة جداً، وليست بواجبة عند عامة العلماء من الصحابة ومن بعدهم، جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم بسند جيد: «من وجد سعة فلم يضح فلا يقربن مصلانا» والأضحية الواحدة تجزئ عن الرجل وأهل بيته من الأحياء والأموات، ويجب أن تكون الأضحية سليمة من العيوب التي ورد النص بها وما كان مثلها من كل ما يؤثر على بدن الأضحية وسلامة لحمها ويجب كذلك أن يتفطن المسلم لسن الأضحية المعتبر وهو في الإبل ما تم له خمس سنين، وفي البقر سنتان، وفي الماعز سنة، والضأن نصفها؛ ويستحب الأكل منها، ويتصدق من لحمها ويهدي، والله لا يضيع أجر المحسنين، ويذبحها المضحي بنفسه إن كان يحسن ذلك، وإلا شهد ذبحها مكبراً لله سبحانه شاكراً له على نعمه؛ ومدة الذبح هذا اليوم وثلاثة بعده.

بدأ حجاج بيت الله الحرام آداء طواف الإفاضة بالحرم المكي الشريف، وذلك وسط أجواء إيمانية وروحانية مفعمة بالأمن والإيمان، ومنظومة خدمات متكاملة هيأتها حكومة خادم الحرمين الشريفين -أيدها الله-.

حيث وصل ضيوف الرحمن للمسجد الحرام لتأدية طواف الإفاضة وسط تنظيم متكامل، وبيئة صحية آمنة حيث تم تعقيم وتطهير المسجد الحرام وصحن المطاف والأروقة والساحات بأحدث الآليات والمعدات المخصصة لذلك قبل قدوم الحجيج وبعد مغادرتهم بيت الله العتيق.

وقامت الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي بتهيئة المسارات المخصصة لدخول ضيوف الرحمن بخطط وإجراءات وآليات ممنهجة لإدارة الحشود، وضعت مسبقاً لضمان سلامتهم وأمنهم وراحتهم، وذلك بالتنسيق والتواصل الفعال والدائم مع كافة الجهات المعنية في المسجد الحرام.
photo 5825647572931427741 yphoto 5825647572931427737 yphoto 5825647572931427743 yphoto 5825647572931427722 yphoto 5827748735357139636 yphoto 5827748735357139637 yphoto 5825647572931427740 y

أقامت وكالة المكتبات والشؤون الثقافية ممثلة بالإدارة العامة للبرامج والفعاليات برنامجها العلمي في موسم الحج والمقام في مكتبة المسجد الحرام بتوسعة الملك فهد.

وتناول البرنامج العديد من العناوين والموضوعات وهي: شرح حديث جابر، ومقاصد الحج، وتفسير سورة الحج، ومظاهر التوحيد في الحج.

وتم تقديم البرنامج على عدة أيام والذي استهدف ضيوف الرحمن وقاصدي المسجد الحرام وركز البرنامج على تقديم عدد من الفوائد التي تهم الحاج في نسكه وتزيد حصيلته العلمية وتثري تجربته المعرفية.

كما أن البرنامج استفاد منه العديد من ضيوف الرحمن، وقدّمه عدد من أصحاب الفضيلة وهم: فضيلة وكيل الرئيس العام للمكتبات والشؤون الثقافية الدكتور أحمد بن فهد الشويعر، وفضيلة الوكيل المساعد للمكتبات للشؤون العلمية والثقافية الدكتور حسن بن أحمد بالبيد، وفضيلة الدكتور يوسف خليفة، وفضيلة الدكتور عطية السهيمي.

وتأتي هذه البرامج النافعة وفقاً لتوجيهات معالي الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي الشيخ الدكتور عبدالرحمن بن عبدالعزيز السديس، تحقيقاً لتطلعات ولاة الأمر الميامين - حفظهم الله - في إتاحة كافة السبل والإمكانات خدمة لضيوف الرحمن وإيصال رسالة الحرمين الشريفين العلمية والمعرفية للعالم أجمع.

WhatsApp Image 2023 06 27 at 9.48.19 PM



أمّ المسلمين اليوم لصلاة عيد الأضحى في المسجد الحرام فضيلة الشيخ الدكتور ياسر الدوسري إمام وخطيب المسجد الحرام، واستهل خطبته الأولى بحمد الله وشكره وقوله: حُجَّاجَ بيتِ اللهِ الحرامِ، هنيئاً لكم يا مَنْ لبيتُم النداءَ، فأتيتُم مِنْ كلِّ فجٍّ عميقٍ، وفارقتُم الأهلَ والأوطانَ شوقاً إلى البيتِ العتيقِ، وأداءً لركنٍ من أركان الإسلامِ، وشَعيرةٍ منْ شعائرِهِ العِظامِ، مرددينَ بلسانِ الحالِ والمقالِ: لبيكَ اللهم لبيكَ.

حُجَّاجَ بيت الله الحرام، قد منَّ اللهُ عليكُم بالوقوفِ على صعيدِ عرفة، والمبيتِ بمزدلفةَ، والإفاضةِ إلى منى، وها نحنُ نرفلُ وإياكُم في هذا اليومِ العظيمِ؛ الذي عظَّمَهُ ربٌّ كريمٌ، فرفعَ قَدرَهُ، وأَبانَ فَضلَهُ، وشَرَّف ذِكرَهُ، وسمَّاهُ يومَ الحجِ الأكبر؛ لأن الحُجَّاجَ يؤدونَ فيه مُعظمَ مَناسكِ الحجِّ، مِن رمْي للجمراتِ ونحرٍ وحلقٍ وطوافٍ وسعي، فعَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ قُرْطٍ قالَ: قالَ رسولُ الله صلى اللهُ عليه وسلَّمَ: «إِنَّ أَعْظَمَ الْأَيَّامِ عِنْدَ اللَّهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى يَوْمُ النَّحْرِ، ثُمَّ يَوْمُ الْقَرِّ». رواه أبو داود بسند صحيح، وجعلَ اللهُ هذا اليومَ عيداً للمسلمينَ، فهنيئاً لكُم يا حُجَّاجَ بيتِ اللهِ الحرامِ، وهنيئاً لأمةِ الإسلامِ في هذا اليومِ الأَغرِ، بحلولِ عيدِ الأضحى المباركِ، أعادَهُ اللهُ علينَا وعليكُم وعلى المسلمينَ باليُمنِ والخيرِ والبركاتِ، فتقبلَّ اللهُ حجَّكُم، وشَكَرَ سَعيكُم، وأعطاكُم سُؤلَكُم، وأتمَّ لكُم نُسكَكُم.

حجَّاجَ بيتِ اللهِ الحَرامِ، الزموا المبيتَ بمنىً أيامَ التشريقِ، وأكثروا فيها مِنْ ذكرِ اللهِ وتكبيرِهِ امتثالاً لأمرِ ربِّكُم، واتباعاً لسنَّةِ نبيِّكُم، واقتفاءً لأثرِ سلفِكُم الصالحِ.

وأضاف: في هذه البقاعِ الشريفةِ والحُرمات المنيفةِ نستنطِقُ هذا الحدَثَ العظيمَ، متأملينَ في المقاصدِ والدَّلالاتِ، مُتفكرينَ فيما تنطوي عليهِ شعائرُهُ مِنْ عِبرٍ وعظاتٍ، ودروسٍ خالدات، تَعجزُ عنْ وصفِهَا الكلماتُ والعباراتُ فمِنْ عِظاتِ هذا الموسمِ ودَلالاتِهِ، وأجلِّ مَقاصدِهِ وتجلياتِهِ أنهُ تأصيلٌ للتوحيدِ وتخليصٌ للقلوبِ والأفعالِ والأقوالِ مِنْ كلِّ شائبةٍ للشـركِ والتنديدِ، ولذلكَ كانَ أولُ شعارِ الحجِّ هو التلبيةُ، فقد ذكرَ جابرُ رضيَ اللهُ عنهُما أنَّ النبيَّ صلى اللهُ عليه وسلمَ أَهَلَّ بِالتَّوْحِيدِ.
- ومِنْ عِظاتِ الحجِّ ومقاصدِهِ: تجديدُ العهدِ بهَدي النبيِّ صلى اللهُ عليه وسلمَ تعظيماً وتقديماً واقتداءً، وتحقيقاً للأصلِ الثاني مِنَ الشهادتين.

وقال: مِنْ عظاتِ الحجِّ ومقاصدِهِ: تجديدُ العهدِ بأركانِ الإسلامِ؛ فعنْ أبي أُمَامَةَ قال: سَمِعْتَ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَخْطُبُ فِي حَجَّةِ الوَدَاعِ فَقَالَ: «اتَّقُوا اللَّهَ رَبَّكُمْ، وَصَلُّوا خَمْسَكُمْ، وَصُومُوا شَهْرَكُمْ، وَأَدُّوا زَكَاةَ أَمْوَالِكُمْ، وَأَطِيعُوا ذَا أَمْرِكُمْ تَدْخُلُوا جَنَّةَ رَبِّكُمْ». رواه الترمذي وصححه فبدأَ صلى اللهُ عليه وسلم بالتقوى التي تتجلَّى في الحجِّ قولاً وعملاً، ثم ثنَّى بعمودِ الدينِ؛ فمِنْ مقاصدِ الحجِّ إقامةُ الصلاةِ، وقدْ قالَ إبراهيمُ عليه السلامُ حين تركَ أهلَهُ عندَ البيتِ: {رَبَّنَا لِيُقِيمُوا الصَّلَاةَ}، ثم ذكرَ الصيامَ، وعلاقتهُ بالحجِّ ظاهرةٌ؛ فأحدُ الخياراتِ في الفديةِ الصيامُ، وعَدْلُ جزاءِ الصيدِ الصيامُ، وبَديلُ الهدي الصيامُ، ومَنْ لم يقفْ بعرفة شاركَ أهلَ الموقفِ بالصيامِ، وأما الزكاةُ؛ فإنَّ الحجَّ دورةٌ للبذلِ والعطاءِ، ومدرسةٌ للصدقةِ والسخاءِ، فهو ساحةٌ لاجتماع الأغنياءِ والفقراءِ، فيُواسَى الفقيرُ، ويُعان مَنِ انقطعَ بهِ السبيل، وتُقضـى حوائجُ السائلينَ، ثمَّ ذكرَ حقَّ ولاةِ الأمرِ، فقالَ: «وَأَطِيعُوا ذَا أَمْرِكُمْ تَدْخُلُوا جَنَّةَ رَبِّكُمْ»، ففي الأركانِ الأولى تحقيقٌ للمصالحِ الدينيةِ، وفي الوصيةِ الثانيةِ تحقيقٌ للمصالحِ الدنيويةِ، وبينهما تكاملٌ وتلازمٌ وتلاحمٌ.

- ومِن دَلالاتِ الحجِّ ومقاصدِهِ: تحقيقُ الوحدةِ والمساواةِ بينَ المسلمينِ؛ فهذا الاجتماع المهيبُ للقادمينَ منْ كلِّ فجٍّ عميقٍ، على اختلافِ الألسنةِ والألوانِ والأوصافِ، وتباينِ العاداتِ والتقاليدِ والأعرافِ، يُعدُّ منْ أعظمِ معالمِ الوحدةِ والاتفاقِ، ونبذِ الفرقةِ والافتراقِ، فقد اجتمعتْ قلوبُ المسلمينَ على ربٍّ واحدٍ، ورسولٍ واحدٍ، وكتابٍ واحدٍ، وقبلةٍ واحدةٍ، وشعائرَ واحدةٍ، وتلبيةٍ واحدةٍ: {إِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاعْبُدُونِ}، وخطبَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم فِي وَسَطِ أَيَّامِ التَّشْرِيقِ فقال: «يَا أَيُّهَا النَّاسُ، أَلَا إِنَّ رَبَّكُمْ وَاحِدٌ، وَإِنَّ أَبَاكُمْ وَاحِدٌ». رواه أحمد بسند صحيح.
- ومنْ عظاتِ هذا الموسمِ ومُذكّراتِهِ: حفظُ حقوقِ الإنسانِ، وقدْ أكدَّ ذلكَ رسولُ اللهِ صلى اللهُ عليه وسلمَ في حجةِ الوداعِ، فقالَ في خُطبةِ يومِ النحرِ: «إِنَّ دِمَاءَكُمْ وَأَمْوَالَكُمْ وَأَعْرَاضَكُمْ عَلَيْكُمْ حَرَامٌ، كَحُرْمَةِ يَوْمِكُمْ هَذَا، فِي بَلَدِكُمْ هَذَا، فِي شَهْرِكُمْ هَذَا». رواه البخاري.
- ومن عظات هذا الموسمِ ودَلالاتِهِ: إكرامُ الإسلامِ للمرأةِ وحفظُ حقوقِها، فجعلَهَا درةً مصونةً، ولؤلؤةً مكنونةً، تجلى ذلك في اهتمامِ النبيِّ صلى اللهُ عليه وسلَّمَ بالمرأةِ في حجةِ الوادعِ، فقالَ صلى اللهُ عليه وسلم: «اسْتَوْصُوا بِالنِّسَاءِ خَيْراً». رواه ابن ماجه.
- ومِنْ جلائلِ العظاتِ والدَلالاتِ: أنه موسمٌ أخلاقيٌّ يَسمُو فيه المسلمُ، ويترفّعُ عنْ مسَاوئِ الأخلاقِ، وهذا مِنْ أوائلِ ما يلتفتُ إليه مَنْ عَزَمَ الحجَّ لله؛ قالَ سبحانه وتعالى: {فَمَنْ فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ فَلَا رَفَثَ وَلَا فُسُوقَ وَلَا جِدَالَ فِي الْحَجِّ}، وقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ حَجَّ للهِ فَلَمْ يَرْفُثْ وَلَمْ يَفْسُقْ رَجَعَ كَيَوْمِ وَلَدَتْهُ أُمُّهُ». رواه البخاري ومسلم.
فباستحضارِ جميعِ هذه المعاني وغيرِها في هذا اليومِ العظيمِ، وما يحصلُ فيه مِنْ مَنسكٍ جليلٍ لنْ يكونَ الحجُّ حينئذٍ مجردَ عادةٍ سنويةٍ، أو مناسبةٍ موسميةٍ، ولكنه تاريخٌ إيمانيٌّ مجيدٌ، وتأصيلٌ للتوحيدِ، ومدرسةُ اتباعٍ، وحملةٌ ضدَّ الغلو والابتداعِ، ودورةٌ خُلقيةٌ، ونظامٌ تربويٌّ، ومنهجٌ سلوكيٌّ، وحفلٌ معرفيٌّ، ومؤتمرٌ حضاريٌّ.

وقال فضيلته خلال الخطبة الثانية: إنَّ عيدَ الأضحى هو يومُ التضحيةِ والفداءِ، يومُ الفرحِ والصفاءِ، يومُ المكافأةِ مِنْ ربِّ السماءِ، فالأضحيةُ شعيرةٌ إسلاميةٌ، وملةٌ إبراهيميةٌ، وسنةٌ محمديةٌ، فعن أَنَسٍ رضي الله عنه قَالَ: ضَحَّى النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِكَبْشَيْنِ أَمْلَحَيْنِ أَقْرَنَيْنِ، ذَبَحَهُمَا بِيَدِهِ، وَسَمَّى وَكَبَّرَ. رواه الشيخان، فذبحُ الأضاحي هو منْ أفضلِ ما يُتقربُ بهِ إلى اللهِ تعالى يومَ النحرِ، ويكرَهُ تركُ الأضحية لِـمَنْ قَدرَ عليهَا، كما أنَّ ذبحَها أفضلُ مِنَ التصدقِ بثمنِهَا، وتُجزئُ الشاةُ عنْ الرجلِ وأهلِ بيتِهِ، والبدنةُ والبقرةُ عنْ سبعةٍ.

واختتم: اعلمُوا أن للأضحيةِ شروطاً: أن تبلغَ الأضحيةُ السنَّ المعتبرَ شرعاً، وأن تكونَ سالمةً منَ العيوبِ، وأن تُذبح بعدَ الفراغِ منْ صلاةِ العيدِ، وينتهي وقتها بغروبِ الشمسِ منَ اليومِ الثالث عشر، فضحوا تقبلَ اللهُ ضحاياكُم، وطِيبوا بها نفساً، تقبَّلَ اللهُ منَّا ومنكُم صالحَ الأعمالِ، وأعادَ اللهُ علينا وعليكُم هذه الأيامِ بأحسن الأحوالِ.
واحمدوا ربَّكُم، حُجَّاجَ بيتِ اللهِ، واشكرُوه على امتنانِهِ بتيسيرِ أدائِكُم للحجِّ في أمنٍ وأمانٍ، في ربوعِ البلدِ الحرامِ، وفي ظلِ خدماتٍ جليلةٍ، وجهودٍ عظيمةٍ، وفَّقَ اللهُ لها هذه الدولةَ المباركةَ؛ المملكةَ العربيةَ السعوديةَ التي سَخَّرَتْ كلَّ إمكاناتِهَا لخدمةِ ضيوفِ الرحمنِ، ووفرتْ كلِّ السُّبلِ لتسهيلِ أدائِهِم المناسكَ في راحةٍ وسكينةٍ واطمئنانٍ، وذلك بقيادةٍ حكيمةٍ ومتابعةٍ حثيثةٍ مِنْ خادمِ الحرمين الشريفين الملكِ سلمانَ بنِ عبدِ العزيزِ، وولي عهدِهِ الأمينِ الأميرِ محمدِ بنِ سلمانَ بنِ عبدِ العزيزِ، حفظَهُما اللهُ تعالى، وجزاهُما عنا وعنكُم، حُجَّاج بيتِ اللهِ، وعنِ الإسلامِ والمسلمين خيرَ الجزاءِ وأعظمَهُ وأزكاهُ وأوفَاهُ.
IMG 20230628 090014 115IMG 20230628 085947 833IMG 20230628 085939 272IMG 20230628 085943 843


تفقد معالي الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي الشيخ الدكتور عبدالرحمن بن عبدالعزيز السديس خلال أدائه طواف الإفاضة جاهزية منظومة عربات التنقل والخدمات المقدمة للحجاج داخل المسجد الحرام خلال أداءهم لطواف الإفاضة.

مؤكداً معاليه على ضرورة بذل أقصى الجهود وتقديم أرقى الخدمات لقاصدي المسجد الحرام بما يحقق تطلعات ولاة الأمر – حفظهم الله – وتطبيق الخطط الميدانية التي تلبي احتياجات ضيوف الرحمن وتعينهم على أداء عباداتهم وفق أعلى معايير الجودة الخدمية الميدانية وبما يتواءم مع الخطط التشغيلية للرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي ومستهدفاتها نحو التحسين والتطوير المتواصل لمختلف خدمات ضيوف الرحمن.

ورفع معالي الرئيس العام وافر الشكر والتقدير لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود وصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ولي العهد رئيس مجلس الوزراء على ما يقدمانه من دعم كبير ورعاية جليلة بالحرمين الشريفين وقاصديهما سائلاً الله -عز وجل- أن يجزيهما خير الجزاء إنه سميع مجيب.