الاخبار الرئيسية - AR

الاخبار الرئيسية - AR (11803)

فئات موروثة

إقامة صلاة الغائب على المغفور له أمير دولة الكويت الشقيقة بالمسجد الحرام

إقامة صلاة الغائب على المغفور له أمير دولة الكويت الشقيقة بالمسجد الحرام (0)

بتوجيه من لدن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود أقيمت صلاة الغائب على سمو الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح أمير دولة الكويت الشقيقة – رحمه الله – بالمسجد الحرام والذي وافته المنية يوم أمس الاثنين الموافق 12/2/1442هـ .
وقد أم المصلين لصلاة الغائب معالي الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي الشيخ الأستاذ الدكتور عبدالرحمن بن عبدالعزيز السديس، بحضور عدد من قيادات الرئاسة، وأوضح معالي الشيخ السديس أن إقامة صلاة الغائب على سمو الشيخ صباح الأحمد الصباح في الحرمين الشريفين تعكس عمق الترابط العميق بين دولتنا المباركة -حماها الله-ودولة الكويت الشقيقة -رعاها الله-، مؤكداً معاليه أن فقيد دولة الكويت فقيد للأمة العربية والإسلامية، داعيًا الله أن يحفظ خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين - أيدهما الله -، ويديمهما ذخرًا للوطن والمواطنين، وأن يحفظ دول الخليج من كل سوء ومكروه , وأن يرحم سمو أمير دولة الكويت وأن يسكنه فسيح جناته.

590375A9 C487 4FC7 864D 4D5693FBACDD3E7A10AC 149C 41EE 9F31 668AE8D3A458D691A152 12E5 4987 8006 8FFA9500BE46FDDFBA82 DBE1 49A5 861B 7C50D4FF21E67F87ADAE A06E 4CD2 B079 EFD3F8E1F9E6331D9F6B 4377 4620 B552 77F94AC7097B3541C52E 6DAE 49AB 9E55 BC7DE0F17A83A7FE89C2 559A 43E3 8B02 54576F25B7F5


عرض العناصر...
السلامة في المسجد الحرام تتابع سير أعمالها

السلامة في المسجد الحرام تتابع سير أعمالها (0)


عقد سعادة مساعد مدير عام السلامة مدير إدارة السلامة بالمسجد الحرام الأستاذ حسين بن حسن العسافي اجتماعاً بسعادة وكيل الإدارة الأستاذ فيصل من محمد العبدلي، ورؤساء الورديات؛ لمناقشة واستعراض الخطة التشغيلية ومهام الإدارة.

وأوضح العسافي ضرورة مواصلة ومضاعفة الجهود وتهيئة السبل لتأدية الزوار والمعتمرين نسكهم بكل ويسر وسهولة، ومتابعة استمرارية الأعمال على أكمل وجه لتحقيق السلامة في كافة أنحاء المسجد الحرام.

ويأتي الاجتماع بإشراف ومتابعة سعادة مدير عام السلامة المهندس بسام بن سعيد العبيدي وتوجهات سعادة وكيل الرئيس العام للأمن والسلامة ومواجهة الطوارئ والمخاطر الأستاذ فايز بن عبد الرحمن الحارثي؛ المبنية على توجيهات معالي الرئيس العام الشيخ الدكتور عبدالرحمن بن عبدالعزيز السديس.

عرض العناصر...
قيم الموضوع
(7 أصوات)

وضعت الإدارة العامة لتنسيق الأعمال التطوعية بالمسجد الحرام خلال موسم رمضان عدد من المراحل والخطوات وآليات العمل التطوعي بالمسجد الحرام ومنها حصر الفرص التطوعية وتحديد احتياجات العمل التطوعي كذلك استقبال الطلبات الجهات التطوعية وطلب موافقة الجهات الإشرافية وتراخيص الجمعيات ساري المفعول، وطلب البيانات الرئيسية للميثاق وإعداد ميثاق العمل التطوعي وإعداد واستخراج التصاريح اللازمة من الجهات الحكومية ذات العلاقة، وإعداد تراخيص العمل التطوعي والاستقطاب والفرز للمتطوعين، ودعم إدارات الهيئة بالمتطوعين، والإشراف والمتابعة الميدانية وتقييم أداء الأعمال التطوعية، واحتساب الساعات التطوعية للمتطوعين، وأوضحت الإدارة بأنها صنفت مستويات العمل التطوعي ثلاثة مستويات أولها المستوى العام ويتطلب مستوى بسيط من المهارات المحددة في وصف المهام، والمستوى الثاني المستوى المهاري ويعتمد على تنفيذ المهام التطوعية بناءً على المهارات المكتسبة من الممارسات والخبرة، والمستوى الثالث الاحترافي وهو تنفيذ مهام تطوعية في مجالات مهنية وتخصصية محددة يكون منفذ المهام مؤهلا لذلك بخبرته أو بدرجته العلمية ويناط بالمتطوعين تقديم الخدمة التطوعية في جميع أرجاء المسجد الحرام وساحاته والتي من خلالها تعمل على تحقيق المستهدف من الأفراد بــ 2500 متطوع بحلول نهاية شهر رمضان المبارك.

وأشارت الإدارة العامة للتنسيق الأعمال التطوعية بالمسجد الحرام بأن الجهات المعنية بالمشاركة في الأعمال التطوعية الجهات الحكومية والوزارات والهيئات، والجمعيات الخيرية والأهلية المرخصة، والأوقاف الأهلية والفرق التطوعية بالإضافة إلى الجامعات والمعاهد.

كما نوهت بأن (15) مجال تطوعي متاح وهي المجال التنظيمي والمجال الخدمي والمجال الاجتماعي والمجال التوعوي والمجال الإغاثي والمجال الصحي والمجال التعليمي والمجال التدريبي والمجال التأهيلي والمجال العام, وكذلك مجال الأمن والسلامة والمجال التقني والمهني، ومجال الإعلام والتوعية ومجال الإفطار والضيافة.
msg763478420 20586 copymsg763478420 20588 copymsg763478420 20589 copymsg763478420 20594 copymsg763478420 20592 copymsg763478420 20590 copy
قيم الموضوع
(1 تصويت)
تعلن الهيئة العامة للعناية بشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي عن تشغيل شبكة الجيل الرابع لتغطية بئر زمزم ودور القبو في بدروم توسعة الملك فهد، وذلك بدعم من وزارة المالية، ووزارة الاتصالات وتقنية المعلومات، والهيئة الملكية لمنطقة مكة المكرمة والمشاعر المقدسة، في إطار الاستعدادات لشهر رمضان المبارك وتكامل جهود الجهات في خدمة ضيوف الرحمن.

وتهدف هذه الخطوة إلى تعزيز كفاءة إنتاج مياه زمزم من خلال مراقبة منسوب المياه داخل البئر وإرسال البيانات مباشرة إلى مشروع الملك عبد الله بن عبد العزيز لسقيا زمزم، كما ستساهم الشبكة في تحسين جودة نقل الدروس الدينية وبثها مباشرة على منصة منارة الحرمين، ليصل محتواها إلى مختلف أنحاء العالم.

IMG 20240301 150039 395msg 1001468035115 51718
قيم الموضوع
(1 تصويت)
خطب وأم المصلين في المسجد النبوي فضيلة الشيخ الدكتور علي بن عبدالرحمن الحذيفي إمام وخطيب المسجد النبوي الشريف.

وبعد أن حمد الله تعالى بدأ خطبته بقوله: أيها المسلمون؛ أظلكم شهر مبارك كريم بسط الله فيه الرحمة الواسعة، وجمع الله فيه من العبادات والطاعات ما لم يجتمع في غيره ليستكثر المسلمون فيه من الفضائل والحسنات، وليبتعدوا عن الرذائل والمحرمات، فإن حقيقة العبادات فعل ما أمر الله به وجوباً أو استحباباً رجاء ثواب الله ورضوانه، وترك ما نهى الله عنه خوفاً من عقابه، قال الله تعالى: ﴿ وَمَن يَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحَاتِ مِن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَىٰ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولَٰئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ وَلَا يُظْلَمُونَ نَقِيرًا ﴾، وقال تعالى: ﴿ فَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ ۝ وَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ ﴾، فاجتمع في رمضان الصلوات فروضاً ونوافل، والزكاة على من وجبت عليه، والحج الأصغر وهو العمرة، لقوله ﷺ: «عُمرَةٌ في رمَضَانَ تَعدِلُ حجة أَوْ حَجَّةً مَعِي».

وأكمل: واجتمع فيه أنواع البر والإحسان والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وأنواع الذكر وأعظم الذكر وأفضله تلاوة القرآن، وكل المسلمين يفرحون ويستبشرون ببشارة رسول الله ﷺ برمضان، عن سلمان - رضي الله عنه - قال: خَطَبَنا رسول الله ﷺ في آخر يوم من شعبان، فقال: «أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ أَظَلَّكُمْ شَهْرٌ عَظِيمٌ، شَهْرٌ مُبَارَكٌ، شَهْرٌ فِيهِ لَيْلَةٌ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ، جَعَلَ اللَّهُ صِيَامَهُ فَرِيضَةً، وَقِيَامَ لَيْلِهِ تَطَوُّعًا، مَنْ تَقَرَّبَ فِيهِ بِخَصْلَةٍ مِنَ الْخَيْرِ، كَانَ كَمَنْ أَدَّى فَرِيضَةً فِيمَا سِوَاهُ، وَمَنْ أَدَّى فِيهِ فَرِيضَةً كَانَ كَمَنْ أَدَّى سَبْعِينَ فَرِيضَةً فِيمَا سِوَاهُ، وَهُوَ شَهْرُ الصَّبْرِ، وَالصَّبْرُ ثَوَابُهُ الْجَنَّةُ، وَشَهْرُ الْمُوَاسَاةِ، وَشَهْرٌ يَزْدَادُ فِيهِ رِزْقُ الْمُؤْمِنِ، مَنْ فَطَّرَ فِيهِ صَائِمًا كَانَ مَغْفِرَةً لِذُنُوبِهِ وَعِتْقَ رَقَبَتِهِ مِنَ النَّارِ، وَكَانَ لَهُ مِثْلُ أَجْرِهِ مِنْ غَيْرِ أَنْ يَنْتَقِصَ مِنْ أَجْرِهِ شَيْءٌ» [رواه ابن خزيمة في صحيحه].

وأضاف فضيلته: تتهيأ السماء والأرض لرمضان وتستعد القلوب المستقيمة والنفوس الزكية لتلقي القرآن وقبول بركاته والانتفاع بأنواره، والتطهر بتزكيته واسترواح نسماته الشذية، والتدرج في معارج كماله والفوز بكمال تربيته التي لم يبلغها كتاب قبله، فهو يدخل إلى مسارب النفوس من كل باب بالرغبة والرهبة والعقل والعاطفة، والحجج الدامغة وبالبرهان الذي لا يبلغه بشر وبأنواع الهدى الذي لا تزيغ به الأهواء، لأن القرآن الكريم المعجزة العظمى لسيد البشر محمد صلى الله عليه وسلم.

وبيّن: شهر رمضان شهر القرآن العظيم نزل فيه القرآن الكريم، وللقرآن في هذا الشهر سلطان وسطوة وتأثير على القلوب، لأن نوازع الشر ودواعي الشهوات والمعاصي تضعف بالصوم، فتضعف رغبات البدن وتقوى رغبات الروح وتستعلي وتتغلب نوازع الخير على الإنسان، فيقبل على الخير الذي خلق له ويقصر عن الشر الذي حذر منه، فاستكثروا من تلاوة القرآن.

وأكمل فضيلته: أيها المسلمون تفكروا في سعة جود الله وكرمه كيف يحدث لأهل الجنة نعيماً وقرة عين في كل وقت في مدة هذه الدنيا وقبل أن يدخلوها، عن ابن عباس - رضي الله عنه- عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «إنَّ الجنَّةَ لَتَزَّيَّنُ مِن السَّنةِ إلى السَّنةِ لشهرِ رمَضانَ»؛ وقال صلى الله عليه وسلم: «إِذَا دَخَلَ رَمَضَانُ فُتِّحَتْ أبْوَابُ الجَنَّةِ، وغُلِّقَتْ أبْوَابُ جَهَنَّمَ، وسُلْسِلَتِ الشَّيَاطِينُ».

وأضاف: استقبلوا شهركم رحمكم الله بالتوبة من كل ذنب فكم من مدرك لهذا الشهر ولم يدرك ما بعده، وأدوا زكاة أموالكم التي بأيديكم تجدوها وقاية لكم من النار قبل أن تنقل إلى غيركم من الوارثين وتصبحوا بها من المعذبين، فإن من لم يؤدِ زكاة ماله إن كان نقداً مثل له شجاعاً، أي: ثعباناً أقرع؛ يأخذ بشدقيه يمصه ويفرغ فيه سمه، وإن كان ماله من بهيمة الأنعام سلطت عليه تطؤه بأرجلها وتنطحه بقرونها في يوم كان مقداره خمسين ألف سنة، كما هو ثابت في البخاري وثابت في مسلم، عياذاً بالله من عذابه.

واختتم فضيلته الخطبة بقوله: إن ما يفرح به الإنسان أشياء كثيرة من متع الحياة الدنيا ولذاتها لا تعد ولا تحصى، ذكر الله في كتابه أنواعاً منها فقال تعالى: ﴿ زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ مِنَ النِّسَاءِ وَالْبَنِينَ وَالْقَنَاطِيرِ الْمُقَنطَرَةِ مِنَ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ وَالْخَيْلِ الْمُسَوَّمَةِ وَالْأَنْعَامِ وَالْحَرْثِ ۗ ذَٰلِكَ مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ۖ وَاللَّهُ عِندَهُ حُسْنُ الْمَآبِ ﴾، لكن نعيم الدنيا زائل وحائل ومضمحل، أما ما يستحق أن يفرح به حقاً فهو ما بسط الله لكم من الرحمة في هذا الشهر من أنواع الطاعات، قال تعالى : ﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَتْكُم مَّوْعِظَةٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَشِفَاءٌ لِّمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ ۝ قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَٰلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِّمَّا يَجْمَعُونَ ﴾ ، فكونوا عباد الله من المحسنين، وفي الحديث: «ابغوني في الضُّعفاءَ، إنَّما تُرزَقونَ وتُنصَرونَ بضُعفائِكُم».

GHlF SaWgAAZv40GHlF ScWYAA1fBVGHlF SVW0AAW we
قيم الموضوع
(3 أصوات)

وسط منظومة من الخدمات المتكاملة التي تقدمها الهيئة العام للعناية بشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي أم المسلمين لصلاة الجمعة في المسجد الحرام فضيلة إمام وخطيب المسجد الحرام الشيخ الدكتور ماهر بن حمد المعيقلي فتحدث فضيلته في خطبته الأولى عن حسن انفاق المال فقال : المال قوام الحياة، وهو إما أن يكون نعمة على صاحبه، يستعين بها على طاعة ربه، وتصريف أمور حياته، والتمتع به في حدود ما أباح الله له، وإما أن يكون وبالاً ونقمة عليه، وليس أجلب للنقم، من كفران النعم، وجحود المنعم، والاغترار بفتنة المال، وإنفاقه فيما يغضب الكبير المتعال، وليس مال المرء ما جمعه،ليقتسمه ورثته من بعده، بل حقيقة مال المرء، هو ما قدمه لنفسه، ذخراً له بين يدي خالقه، ففي صحيح البخاري: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((أَيُّكُمْ مَالُ وَارِثِهِ أَحَبُّ إِلَيْهِ مِنْ مَالِهِ؟))، قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، مَا مِنَّا أَحَدٌ إِلَّا مَالُهُ أَحَبُّ إِلَيْهِ، قَالَ: ((فَإِنَّ مَالَهُ مَا قَدَّمَ، وَمَالُ وَارِثِهِ مَا أَخَّرَ))، فما أحسنَ أن يكونَ للمؤمنِ أثرٌ يَبقى له بعدَ موتِه، وذخرٌ له عندَ ربِّه، فأهل القبور في قبورهم مرتهنون، وعن الأعمال منقطعون، وعلى ما قدَّموا في حياتهم محاسبون، فالموفَّق من يموت ويبقى عملُه، ويرحلُ ويدومُ أثرُه، فالنفقة الدائمة، خير من المقطوعة ، والله تعالى يقول: ﴿إِنَّا نَحْنُ نُحْيِ الْمَوْتَى وَنَكْتُبُ مَا قَدَّمُوا وَآثَارَهُمْ وَكُلَّ شَيْءٍ أَحْصَيْنَاهُ فِي إِمَامٍ مُبِينٍ﴾، فلنستبق يا عباد الله إلى الخيرات، وجنة عرضها الأرض والسموات، وإن من الأعمال التي يدوم أثرها، ويتوالى أجرها وثوابها الوقف، فالوقف من أفضل أبواب الخير وأنفعها، وذلك لتحبيس أصله، وتسبيل منفعته، فهو أصل قائم، وأجر دائم، إذا انقطع بالموْقِفِ العمر، فلا ينقطع عنه بإذن الله الأجر، وهو من خصائص أهل الإسلام، كما أشار إلى ذلك الأئمة الأعلام، وفي صحيح مسلم: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: ((إِذَا مَاتَ الْإِنْسَانُ انْقَطَعَ عَنْهُ عَمَلُهُ إِلَّا مِنْ ثَلَاثَةٍ: إِلَّا مِنْ صَدَقَةٍ جَارِيَةٍ، أَوْ عِلْمٍ يُنْتَفَعُ بِهِ، أَوْ وَلَدٍ صَالِحٍ يَدْعُو لَهُ)).

ثم تحدث فضيلته عن الوقف وأثره في الإسلام فقال: لقد كانت الأوقاف من أولى اهتمامات النبي صلى الله عليه وسلم، ففي أول أيام هجرته إلى المدينة المنورة، أمر ببناء مسجده، في الموضع الذي بركت فيه ناقته، فكان بناء مسجد قباء والمسجد النبوي، أول وقف عملي، بعد هجرته صلى الله عليه وسلم، وكان يحث أصحابه على الصدقة الجارية، فلما قْدَم للْمَدِينَةِ، لم يكنْ بها مَاءٌ يُسْتَعْذَبُ غير بِئْرِ رُومَةَ، فقال صلى الله عليه وسلم: ((مَنْ يَشْتَرِي بِئْرَ رُومَةَ، فَيَجْعَلَ دَلْوَهُ مَعَ دِلَاءِ المُسْلِمِينَ، بِخَيْرٍ لَهُ مِنْهَا فِي الْجَنَّةِ؟))، فاشْتراها عثمان رضِي الله عنه من صُلْب ماله، فجعل دَلْوَه فيها مع دلَاء الْمسلِمين، فكانوا رضي الله عنهم، يحرصون على أن يوقفوا أنفس أموالهم، وأحبها إليهم، فلما نزلت: ﴿لَنْ تَنَالُوا الْبِرَّ حَتَّى تُنْفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ﴾، قَامَ أَبُو طَلْحَةَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّ اللَّهَ تَعَالَى يَقُولُ فِي كِتَابِهِ: ﴿لَنْ تَنَالُوا الْبِرَّ حَتَّى تُنْفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ﴾، وَإِنَّ أَحَبَّ أَمْوَالِي إِلَيَّ بَيْرُحَاءَ، - وبيرحاء: حَدِيقَة كَانَتْ أمام مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَدْخُلُهَا، وَيَسْتَظِلُّ بِهَا، وَيَشْرَبُ مِنْ مَائِهَا -، قال أبو طلحة رضي الله عنه: فَهِيَ إِلَى اللَّهِ وَإِلَى رَسُولِهِ، أَرْجُو بِرَّهَا وَذُخْرَهَا عِنْدَ اللَّهِ، فَضَعْهَا يَا رَسُولَ اللَّهِ حَيْثُ أَرَاكَ اللَّهُ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((بَخْ يَا أَبَا طَلْحَةَ، ذَلِكَ مَالٌ رَابِحٌ، قَبِلْنَاهُ مِنْكَ، وَرَدَدْنَاهُ عَلَيْكَ، فَاجْعَلْهُ فِي الأَقْرَبِينَ))، فالآية حثت على الإنفاق من المحبوب، ولكن أبا طلحة رضي الله عنه، ترقى إلى إنفاق أحب المحبوب، فشكر له النبي صلى الله عليه وسلم فعله، وأمره أن يخص بها أهله، وهذا الفاروق عمر رضي الله عنه، أصاب أرضا بخيبر، فَأَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: أَصَبْتُ أَرْضًا لَمْ أُصِبْ مَالًا قَطُّ أَنْفَسَ مِنْهُ، فَكَيْفَ تَأْمُرُنِي بِهِ؟ قَالَ: إِنْ شِئْتَ حَبَّسْتَ أَصْلَهَا وَتَصَدَّقْتَ بِهَا، فَتَصَدَّقَ عُمَرُ أَنَّهُ لاَ يُبَاعُ أَصْلُهَا وَلاَ يُوهَبُ وَلاَ يُورَثُ فِي الفُقَرَاءِ وَالقُرْبَى وَالرِّقَابِ وَفِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالضَّيْفِ وَابْنِ السَّبِيلِ))، فكان هذا الحديث، نبراسا للوقف، حيث تقررت فيه أحكامه، وحددت فيه مصارفه، وتأصل فيه نظامه، ومن سعة فضل الله ورحمته، صحة إيقاف المرء لميته، فيصل الأجر للميت وهو في قبره، ففي صحيح البخاري: عَن ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُمَا : "أنَّ سَعْدَ بْنَ عُبَادَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ تُوُفِّيَتْ أمُّهُ وَهُوَ غَائِبٌ عَنْهَا، فَقالَ: يَا رَسُولَ الله، إِنَّ أمِّي تُوُفِّيَتْ وَأنَا غَائِبٌ عَنْهَا، أيَنْفَعُهَا شَيْءٌ إِنْ تَصَدَّقْتُ بِهِ عَنْهَا؟ قَالَ: ((نَعَمْ)). قَالَ: فَإِنِّي أُشْهِدُكَ أنَّ حَائِطِيَ المِخْرَافَ صَدَقَةٌ عَلَيْهَا"، وفي سنن أبي داود: قال: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّ أُمَّ سَعْدٍ مَاتَتْ، فَأَيُّ الصَّدَقَةِ أَفْضَلُ؟، قَالَ: ((الْمَاءُ))، قَالَ: فَحَفَرَ بِئْرًا، وَقَالَ: هَذِهِ لِأُمِّ سَعْدٍ، فما من أحد من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، له مقدرة إلا أوقف في سبيل الله، قَالَ جَابِرٌ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ : "مَا أَعْلَمُ أَحَدًا كَانَ لَهُ مَالٌ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالأَنْصَارِ ، إِلا حَبَسَ مَالا مِنْ صَدَقَةٍ مُؤَبَّدَةٍ، لا تُشْتَرَى أَبَدًا وَلا تُوهَبُ، وَلا تُورثُ".

واختتم فضيلته خطبته الاولى عن فضل استدامة الوقف فقال : مع ما في الوقف من رجاء ما عند الله، وطلب جنته ورضاه، فإن فيه نشر روح التعاون والمحبة، وتحقيق أواصر القربى والأخوة، وهذا التعاطف والتراحم والتواد، يجعل الأفراد كالجسد الواحد، كما يضمن الوقف الاستدامة وبقاء المال وحمايته، ودوام الانتفاع به، والمحافظة عليه، من أن يعبث به من لا يحسن التصرف فيه، فالوقف من أعظم الطاعات، ومن أجلِّ القربات، ونفعه يشمل الأحياء والأموات، قال زيد بن ثابت رضي الله عنه: "لم نر خيراً للميت ولا للحي من هذه الحُبُس الموقوفة؛ أما الميت فيجري أجرها عليه، وأما الحي فتحتبس عليه ولا توهب ولا تورث ولا يقدر على استهلاكه".

وتحدث فضيلته في خطبته الثانية عن دور المملكة العربية السعودية في إقامة الاوقاف والعناية بها فقال : الوقف صورة حضارية مشرقة، لبذل المسلم وعطائه، وسعْيه واهتمامه، في أبواب متفرقة، ينفع بها مجتمعه، ويُسهم بها في رفعته، وفي الوقف تربية المسلم على التكافل الاجتماعي، وتأكيد دوره في التنمية والرقي، كالإسهام في بناء المساجد والمستشفيات، والمراكز البحثية في الجامعات، وأوقاف للأرامل والأيتام، وغيرها من المرافق التي ينتفع بها الأنام، فالوقف يشمل جهات خيرية عدة، ومنافع للمجتمع متعددة، وقد كان ولاة أمر هذه البلاد المباركة، المملكة العربية السعودية، مضرباً للأمثال الحسنة، في تشييد الأوقاف ورعايتها، وتيسير سبلها لأصحاب البذل والعطاء، فنسأل الله أن يجعل ذلك في موازين الحسنات، ويضاعف لهم الأجر والمثوبات، وها نحن يا عباد الله: على مشارف شهر رمضان المبارك، الذي تضاعف فيه الأعمال الصالحة، فقدموا لأنفسكم خيرا، ولا تخشوا من ذي العرش إقلالا، وكل بحسب استطاعته وقدرته، وتحرّوا أن يكون ذلك عن طريق الجهات الموثوقة والمعتمدة، سواء مشاركة في وقف أو استقلالا، فمن شارك في وقف يعد واقفا، لا ينقص ذلك من أجره شيئا، ولو أسهم بالقليل، فالقليل عند الكريم كثير، فَفِي الصَّحِيحَيْنِ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((مَنْ تَصَدَّقَ بِعَدْلِ تَمْرَةٍ، مِنْ كَسْبٍ طَيِّبٍ، وَلاَ يَصْعَدُ إِلَى اللَّهِ إِلَّا الطَّيِّبُ، فَإِنَّ اللَّهَ يَتَقَبَّلُهَا بِيَمِينِهِ، ثُمَّ يُرَبِّيهَا لِصَاحِبِهِ، كَمَا يُرَبِّي أَحَدُكُمْ فُلُوَّهُ، حَتَّى تَكُونَ مِثْلَ الجَبَلِ))، وكل ذلك يدخل في مقتضى قوله صلى الله عليه وسلم: ((إِنَّ مِمَّا يَلْحَقُ الْمُؤْمِنَ، مِنْ عَمَلِهِ وَحَسَنَاتِهِ بَعْدَ مَوْتِهِ: عِلْمًا عَلَّمَهُ وَنَشَرَهُ، وَوَلَدًا صَالِحًا تَرَكَهُ، وَمُصْحَفًا وَرَّثَهُ، أَوْ مَسْجِدًا بَنَاهُ، أَوْ بَيْتًا لِاْبْنِ السَّبِيلِ بَنَاهُ، أَوْ نَهْرًا أَجْرَاهُ، أَوْ صَدَقَةً أَخْرَجَهَا مِنْ مَالِهِ، فِي صِحَّتِهِ وَحَيَاتِهِ، يَلْحَقُهُ مِنْ بَعْدِ مَوْتِهِ))، رواه ابن ماجه.

 HIM7273 HIM7279 HIM7293 HIM7302 HIM7308 HIM7314 HIM7319 HIM7324 HIM7332 HIM7333 HIM7335
قيم الموضوع
(1 تصويت)
حددت الهيئة العامة للعناية بالمسجد الحرام والمسجد النبوي (10) مواقع لخدمة العربات داخل المسجد الحرام خلال شهر رمضان المبارك، ثلاثة مواقع داخل الساحات (الساحة الشرقية، باب علي رضي الله عنه، والساحة الجنوبية، أجياد، والساحة الغربية، جسر الشبيكة).  
كما وفّرت خدمة دافعي العربات المصرح لهم؛ على مدار الساعة، عند مدخل أجياد، باب الملك عبدالعزيز –رحمه الله-، والدور الأرضي للحرم، باب الملك فهد -رحمه الله-، والدور الأول بالمسعى).
إضافة إلى توفير خدمة العربات المجانية لكبار السن والأشخاص ذوي الإعاقة داخل المطاف.

المواقع المحددة
العربات اليدوية

الساحة الشرقية: ساحة باب علي رضي الله عنه.
الساحة الجنوبية : ساحة أجياد.
⁠الساحة الغربية : جسر الشبيكة.

مواقع دافعي العربات المصرح لهم

الساحة الشرقية: ساحة باب علي رضي الله عنه.
الساحة الشرقية: مدخل الرواسي.
الساحة الجنوبية : ساحة أجياد، ومدخل كدي أسفل برج الساعة.
⁠الساحة الغربية : جسر أجياد.
⁠المسعى الدور الأرضي، والأول.
⁠الطواف الدور الأرضي، والأول.

مواقع العربات الكهربائية
الساحة الشرقية: ساحة باب علي -رضي الله عنه-، ومدخل الرواسي.
⁠الساحة الشرقية: جسر عثمان -رضي الله عنه-
⁠الساحة الجنوبية: ساحة أجياد، ومدخل كدي أسفل برج الساعة، وجسر أجياد الداخلي.
⁠الساحة الغربية: جسر الشبيكة.


IMG_20240229_100108_904.jpg
IMG_20240229_100110_836.jpg

IMG_20240229_100106_987.jpg
IMG_20240229_100104_039.jpg

الإثنين, 26 شباط/فبراير 2024 18:00

منصات رقمية تخدم المسلمين غير القاصدين

قيم الموضوع
(2 أصوات)
من هنا.. من بيت الله الحرام انطلقت منصتي منارة الحرمين الشريفين الرقمية ومقرأة الحرمين الشريفين الإلكترونية، الأولى تنقل على الهواء مباشرة خطب الحرمين الشريفين والدروس العلمية المقامة في جنبات المسجد الحرام آناء الليل وأطراف النهار بعدة لغات عالمية، والثانية تعلّم القرآن الكريم وتدرّسه تلاوةً وتجويدًا وتصحيحًا للجنسين رجالًا ونساءً على مدار الساعة بلغات عدةّ ساهمت في ذيوع رسالة الحرمين الشريفين السامية والنبيلة لتتجاوز عالمنا العربي وتمتد إلى مسلمي شرق آسيا وقارة أوروبا وقارة أمريكا، ليصل صداها إلى العالم أجمع.


ولم يتوقف عطاء هذه الرسالة عند حدّ، فقد أتاحت الهيئة العامة للعناية بشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي للمستفيد من خارج المملكة العربية السعودية إمكانية الحصول على جميع الخطب والدروس المترجمة داخل هذه المنصة؛ لأنّ عملية الأرشفة مستمرة ومواكبة لكل جديد من خطب الحرمين الشريفين الأسبوعية والدروس العلمية المستمرة على مدار اليوم، بالإضافة إلى خدمات بث الكتب الصوتية.


وفي منصة مقرأة الحرمين الشريفين الإلكترونية يتم تعليم القرآن الكريم على مدى ٢٤ ساعة بقسمين للرجال وآخر للنساء؛ هادفة إلى العناية بالقرآن الكريم تعلمًا وتعليمًا وحفظًا وتدبرًا على يد ذوي الخبرة من المختصين في علوم القرآن الكريم.


ولمزيد من الاعتناء المتواصل بمقرأة الحرمين الشريفين الإلكترونية أتاحت وسائل اتصال متنوعة منها (الإسكايب - والإيمو - وزوم) كما تدعم هذه المنصات جميع الأجهزة الذكية التي تعمل بنظامي (آبل، وأندرويد).
قيم الموضوع
(1 تصويت)

تستعد الهيئة العامة للعناية بشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي لاستقبال المصلين والمعتمرين قاصدي المسجد الحرام خلال موسم رمضان لعام ١٤٤٥هـ، كما تأمل أن تسهم الجهود في تسهيل تجربة العمرة وتوفير بيئة مريحة ومناسبة للعبادة والزيارة.

وتعمل التوسعة السعودية الثالثة في المسجد الحرام في تحسين تجربة الزوار والمصلين من خلال إضافة مساحات وتسهيلات مختلفة، والتي تشمل ساحات ومسطحات واسعة، كما تقدم مجموعة من الخدمات المصممة لتسهيل تجربة الزوار والمصلين وإثرائهم، من بينها المعرض الإثرائي الميداني.

وتتوفر في المسجد الحرام خدمة إرشاد التائهين، التي تهدف إلى توجيه الزوار والمصلين، وتشمل الخدمة توجيه الزوار إلى الأماكن المختلفة داخل المسجد بلغات متعددة وباستخدام تقنيات حديثة مثل الخرائط التفاعلية.

كما تقدم مجموعة من الخدمات للأشخاص ذوي الإعاقة لتسهيل تجربتهم داخل المسجد الحرام. تشمل هذه الخدمات مصليات مخصصة، وخدمات توجيه وإرشاد بلغة الإشارة، بالإضافة إلى مسارات مخصصة لعربات ذوي الإعاقة وكبار السن.

وفي الجانب الرقمي والذي يستهدف القاصد وغيره من المسلمين في أنحاء العالم تأتي منارة الحرمين الشريفين وهي منصة رقمية لبث الخطب والدروس والمحاضرات من المسجد الحرام، تتيح للمسلمين حول العالم بمتابعة هذه الخدمات عبر الإنترنت. تتضمن المنصة خدمات متنوعة مثل الإجابة عن الاستفسارات الشرعية وتصفح القرآن الكريم بعدة لغات، مما يوفر للمسلمين وسيلة مريحة للاستفادة من الخدمات الدينية.

وتعتبر منصة المقرأة الحرمين الشريفين مشروعًا عالميًا لتعليم القرآن الكريم للمسلمين في جميع أنحاء العالم، وتقدم هذه المنصة أحدث التقنيات لتسهيل عملية تعلم القرآن الكريم وتحسين التجويد والحفظ.
قيم الموضوع
(3 أصوات)
تسهم التوسعة السعودية الثالثة بالمسجد الحرام في التيسير على المصلين، ويبلغ إجمالي مسطح المبنى (345000م2)، وتحوي ساحات ومسطحات وجسورا تبلغ مساحاتها (239000م2)، أما مسطح مبنى الخدمات فتبلغ مساحته (730000م2).
ويمكن الاستفادة من خدمات التوسعة الثالثة خلال موسم شهر رمضان المبارك للعام الحالي 1445هـ، والتي من ضمنها المعرض الميداني الذي يتضمن معالم المسجد الحرام ومعلومات تثري القاصد.
 _HIM6776.jpg_HIM6807.jpg
_HIM6772.jpg


_HIM6795.jpg
قيم الموضوع
(1 تصويت)
خطب وأمّ المسلمين اليوم لصلاة الجمعة في المسجد الحرام معالي الشيخ الدكتور عبدالرحمن بن عبدالعزيز السديس إمام وخطيب المسجد الحرام، واستهل خطبته الأولى قائلاً: فاتقوا الله -عباد الله- فتقواه جلَّ جلاله هي الملاذُ الأوقى، والمعتَصَمُ الأقوى، والزّادُ الأبْقى والخُلَّة الأرْقى،{وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْرًا}[الطلاق: 4].

إخْوةَ الإيمان: دُونَ سَبْرٍ لِمَجْلُوِّ الحقائِق، أَوْ قدْحٍ لِزِنَاِد النَّظَر في الدّقائِق، يُدْركُ أولو النُّهى والبصائِر أنَّ نِعمَ الله تعالى تَتوالى على الخلائقِ أفْواجا: فُرادى وأزْواجا، ذاتِ موارِدَ عذْبةٍ ومناهل، يرْتَشِفُها العالُّ والنَّاهِل،{أَلَمْ تَرَوْا أَنَّ اللَّهَ سَخَّرَ لَكُمْ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَأَسْبَغَ عَلَيْكُمْ نِعَمَهُ ظَاهِرَةً وَبَاطِنَةً}[لقمان: 20]، ولكن قدْ أهْدرَ أقْوامٌ هاتِيكَ النِّعَمَ الوسِيعةَ، وخالفوا أمْر الشَّريعة، وامْتَطوا لِزوالِ الخيرَاتِ أسْرعَ ذرِيعة، نسْأل الله أن يوزِعنا شُكْر نعمه.

أُمَّة الإسلام: ودُرَّةُ النِّعمِ العِظامِ، والمِنَنِ الفِخامِ؛ شَريعةُ الإسلام، دينُ الله المُبين، الذي ارْتضاهُ للعالمَين، فهو الخالدُ في مقاصِدهِ ومعانيه، البَديعُ في أحكامه ومَبَانيه، قال الإمام الحافظ ابن قيِّم الجوزية " أعْظم النِّعم الإقبالُ على الله والتعبُّد له، والانقطاعُ إليه، ولا نِعمة أعْظم من هذه النِّعمة".

 أيُّها المؤمنون: ومن الآلاءِ الرّبَّانيةِ العظيمة، الّتي جلَّت عن كُلِّ مِقْدارٍ وقيمة، نِعمةُ الإيمانِ الراسخِ المتين، المُتوَّجِ بِكمال ِاليقين، المتلأْلِئِ في أعْماقِ الرّوحِ والفُؤاد، ومعَ ذلِك يأْبى أَقْوامٌ إِلّا تدْنِيسهُ بِالشكِّ والإلحاد، والاستكبارِ والعِناد،{أَفِي اللَّهِ شَكٌّ فَاطِرِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ} [إبراهيم: 10]، فَقَتادُ الإِلْحادِ يُسَمِّمُ كُلَّ شَيْءٍ، وَبواترُ الإلحاد تُهْدِرُ أَيَّ شَيْءٍ، وَلَأَنْ يَكْسِفَ القَمْرانِ، وَيُمْحَى المَلَوانِ أَهْوَنُ مِنْ ظُهُورِ الإِلْحادِ (قُلْ أَغَيْرَ اللَّهِ أَبْغِي رَبًّا وَهُوَ رَبُّ كُلِّ شَيْءٍ )[الأنعام:164]، وَما أَحْوَجَ العالَمَ اليَوْمَ إِلَى أَنْوارِ الإِيمانِ الَّتِي تَصِلُهُ بِخالِقِهِ، فَيَحْيَا حَياةَ الأَمْنِ وَالسَلامِ وَالتَراحُمِ وَالوِئامِ.

أُمَّةَ التَوْحِيدِ وَالعَقِيدَةِ: وَمِنْ النِعَمِ الجُلَّى الَّتِي أَهْدَرَها فِئامٌ، وَانْتَقَصَ عَظِيمُ حَقِّها أَقْوام: نِعْمُةُ التَوْحِيدِ؛ حَقُّ اللّٰهُ عَلَى العَبِيدِ، حَيْثُ عَطَّلُوها بِالشِرْكِ وَالتَنْدِيدِ، وَاعْتَقَدُوا النََّفْعَ وَالضُرَّ فِي الرُفّاتِ وَالعَبِيدِ، تَعالَى اللّٰهُ عَن ذٰلِكَ عُلُوّاً كَبِيراً، قال سبحانه (إِنَّهُ مَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنْصَارٍ) [المائدة:72]، فَاللّٰه اللّٰه فِي حِفظِ جَنابِ التَوْحِيدِ، كُونُوا مِنْ حُماتِهِ وَأَنْصارِهِ، وَاِجْتَهِدُوا فِي الذَوْدِ عَنْ حِياضِه وذِمارِه.

إِخْوَةَ الإِسْلامِ: وَمِنْ أَزْكَى المِنْنَ، التي تُبلِّغُنا أقْوى المِكن، اقْتِفاءُ أَهْدَى سَنَن، فَالسُنَّةُ ولُزومُ منهج السَّلفِ الصَّالح، مَناطُ العِزِّ وَالنَصْرِ حيال مُدْلَهِمّاتِ هٰذا العَصْر، قالَ صلى الله عليه وسلم في الحديث الذي أخرجه أبو داود في سننه، عنِ العِرْباضِ بِنِ سارِيةَ (عَلَيْكُمْ بِسُنَتِي، وَسُنَّةُ الخُلَفاءِ الراشِدِينَ المَهْدِيِّينَ مِنْ بَعْدِي عَضّوا عَلَيْها بِالنَواجِذِ)، يُؤَكِّدُ صَلَواتُ رَبِّي وَسَلامُهُ عَلَيْهِ التَمَسُّكَ بِالسُنَّةِ؛ لِأَنَّ الحيادَ عنْها بِالمُحْدَثاتِ وَالبِدَعِ مَضَرَّةٌ عَلَى الدِينِ وَالمُجْتَمَع، بَلْ هِيَ طَعْنٌ فِي السْنُّة وَإِهْدار، وَمَوْرِدٌ عَكِرٌ يَرِدهُ ضَحَلَةُ العِلْمِ الأَغْمار، فـ (مَنْ أَحْدَثَ فِي أَمْرِنا هٰذا ما لَيْسَ مِنْهُ فَهُوَ رَدّ) أخرجه البخاري ومسلم، ومنها الحِفاظُ على منهج الوسطِ والاعتدال، وعدمِ هدْرِها بالغُلوِّ والتنطُّعِ، أو الجفاء والانْحِلال.

أَيُّها المُؤْمِنُونَ: وَما ظَنُّكُمْ بِنِعْمَةِ الأَمْنِ وَالأَمانِ وَالسَلامَةِ وَالاِطْمِئْنانِ!؟ فَبِالأَمْنِ يَتَحَقَّقُ بِإِذْنِ اللّٰهِ تَعالَى العِزُّ وَالهَناءُ، وَالنَّماءُ وَالرَخاءُ، وَيَمْتَدُّ لِلشَرِيعَةِ رُواقُها، وَتَبْتَسِمُ مِنْ البَرِّيَّةِ أحْداقُها، وَتَرْنُو إِلَى البَرَكاتِ وَالخَيْراتِ أَراضِيها وآفاقُها، أَلا فَاحْذَرُوا يَرْعاكُمْ اللّٰهُ أَنْ تُقابِلُوا هٰذِهِ النِعْمَةَ السَنِيَّةَ بِالفَوْضَى والجرائِم وَالشُرُورِ مِنْ ذَوِي الطَيْشِ وَالغُرُورِ، وَكَمْ لِذٰلِكَ - وَالحَسِيبُ اللّٰه - مِنْ النُّزَّاعِ وَالأمْزاعِ، وَذٰلِكَ بَرِيدُ الغِيَرِ وَالمِحَنْ، وَالزَعَازِعِ وَالإِحْنِ، (أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا جَعَلْنَا حَرَمًا آمِنًا وَيُتَخَطَّفُ النَّاسُ مِنْ حَوْلِهِمْ) [العنكبوت:67].

 أُمَّةَ الإِسْلامِ: وَمَن أَبْهَجِ المَباهِجِ وَأحْكمْ السُبُلِ وَالمَناهِجِ الَّتِي قَصَدتْ إِلَيْها شَرِيعَتُنا الغَراءَ لِإِصْلاحِ الأُمَمِ وَالمُجْتَمَعاتِ، وَإِسْعادِ الأَفْرادِ وَالجَماعاتِ، وَاِسْتِحْكامِ الأَمْنِ وَاِسْتِدْرارِ البَرَكاتِ، تَحْقِيقُ شَعِيرَةِ الاِئْتِلافِ وَالجَماعَةِ، وَالسَّمْعِ وَالطاعَةِ، وَتَمْكِينُ فِقْهِ الاِتِّحادِ وَالاِتِّفاقِ، وَالتَلاحُمِ وَالوِفاقِ، وَالتَراحُمِ والإشْفاق، وَلٰكِنْ مِن أَسَفٍ مُمِضٍّ أَنْ أَهْدَرَ هٰذِهِ النِعْمَةَ فِئامٌ بِالتَجاوُزِ وَالاِخْتِلافِ، وَالتَنازُع وَالاِعْتِسافِ، وَالتَأْلِيبِ وَالإِرْجافِ، وَتِلْكَ لِعَمْرُو اللّٰهِ مِن الأَعاصِيرِ وَالفَواقِرِ، وَالزَعازِعِ البَواقِرِ، الَّتِي ما انْفَكَّتْ أُمَّتُنا الكَلِيمَةُ تَرْزَحُ تَحْتَ أثقالها، وَتُبْهَضُ الغُيُرَ بِأَوْجالِها، قالَ جَلَّ اِسْمُهُ (وَلَا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ) [الأنفال:46]، فَاِجْتَنَبُوا عِبادَ اللّٰهِ الإِلْمامَ بِهٰذِهِ القَواصِمِ وَالآثامِ، وَلُوذُوا بِالتَآلُفِ وَالتَرابُطِ وَالوِئامِ؛ تفُوزوا بِصفاء البيْن وسعادة الداريْن.

 عِبادَ الرَحْمٰن: وَمِنْ نِعَمِ المَوْلَى الَّتِي لا تُعَدُّ وَلا تُحْصَى نِعْمَةُ حِفْظِ النَفْسِ وَالبَدَنِ، وَصَوْنِها عَنْ كُلِّ مَكْرُوهٍ وأَفَن، كَيْفَ وَحِفْظُها ضَرُورَةٌ دِينِيَّةٌ، وَمَصْلَحَةٌ شَرْعِيَّة، فَإِزْهاقُها -بِغَيْرِ حَقٍّ- بِالقَتْلِ وَالتَفْجِيرِ مِنْ أَعْظَمِ الكَبائِرِ، وَأَكْبَرِ الجَرائِرِ، وَكَذا إِفْناؤُها بِالمُخَدِّراتِ وَالمُسْكِراتِ، قالَ تَعالَى (مَنْ قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الْأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا) [المائدة:32].

وكذا نعْمة الصِّحّة والعافية، والسّلامة من الأمْراضِ والعدْوى، والفَراغِ، ففي الحديث الصحيح الذي أخرجه الشيخان من حديث ابن عبَّاس" نِعْمتان مغبون فيهما كثيرٌ من النّاس، الصِّحَّةُ والفراغ"، وكانَ الله في عوْنِ وشِفاء المرْضى والزّمْنى والمُبتليْن.

ومنْها، نِعمةُ الأسرة وحِفظُها برعايتها، وكذا الوالديْنِ بِبِرِّهما، والأولاد بحُسْن تربيتهم.

إخْوةَ الإيمان: وثَمَّةَ نِعْمةٌ أُخْرى ظاهرةٌ لِكُلِّ شَكُورٍ أوّاب، فهي منْ أجلِّ نِعمِ الرَّبِّ الوهّاب، إنَّها نعمة الغذاء من الطعامِ والشَّراب، التي لا تستقيم أبدانُ البشرِ ولا تصِحُّ أجسادهم إلا بها، وبِفقْدِها يُفْقدُ الأَملُ المعقود، والطُّموحُ المنْشود، وقد امتنَّ الله على عباده بهذه النعمة العظيمة، في قوله سبحانه: ﴿فَلْيَنْظُرِ الْأِنْسَانُ إِلَى طَعَامِهِ﴾[عبس:24]، وقال تعالى {وَسَخَّرَ لَكُمْ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا مِنْهُ}[الجاثية: 13].

وليحذر العباد مغبة كفر نعم الله بالتَّخَوُّض فيها بغير حق، وصرْفِها فيما يُسْخِط الله جلَّ وعلا، وإهْدارِها بالتبذير والإسراف، وعدَمِ الحِفْظِ والإتلاف، ويظْهرُ ذلك في الولائِم والأعْراس، والسِّلَعِ والبضائِع والإنتاج، وأنواع الاستهلاك والكماليات؛ فإنَّ ذلك مُنْكرٌ وذميم، ومرْتعُه وبيلٌ ووخِيم، خطيرُ النتائج دنيًا وأخرى {وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلَا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ} [الأعراف: 31]، {وَلَا تُبَذِّرْ تَبْذِيرًا (26) إِنَّ الْمُبَذِّرِينَ كَانُوا إِخْوَانَ الشَّيَاطِينِ وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِرَبِّهِ كَفُورًا} [الإسراء: 26، 27].

أيُّها المؤمنون: وإزاء هذا الفضل والإحسان، الذي تفضّل به الكريم المنّان، فإنَّه يتّحتّم على الجميع، حمدُ الله وشُكْرهُ على الدوام، لتتابع إحسانه وإنعامه، فَكم أغْدق وأسْدى من ألوان الأرزاق والنِّعمِ، والخيراتِ والبركاتِ، التي زاحمتِ الأنجُم في مداها، وأخْجلت البهاء، إذ البهاء رآها: مآكِلُ فاخرة، وأطايبُ زاخرة، ومراكِبُ خلاّبة، وآلاء سكَّابة، ومسارٍّ مُنسابة، {وَآتَاكُمْ مِنْ كُلِّ مَا سَأَلْتُمُوهُ وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَتَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا}[إبراهيم: 34].

فيا أيّها التُجّارُ والأثْرياء، اتقوا الله في النِّعم، واحذروا المباهاة والبطَر والتفاخُر، والمُغالاة في الأسعار، فكم من أُناسٍ يتضوَّرون جوعًا، وآخرين يعيشون التّخْمة والمراءاة، بل لربّما يعمِد بعضُهم إلى تصوير الحفلات والموائد، في مواقع التواصل؛ لِكسْر قلوب المحتاجين، والتعالي على الآخرين، فالحذر من هدْر النِّعم. وهُنا يُشاد بجهود جمعيات حفظ النعمة وإكرامها والحذر من هدرها، وينبغي التّعاون معهم في حفظ النعمة ودوامها.

إخوة العقيدة: ولِدوام النِّعم واستقْرارها، ورُبُوِّها في مقَارِّها، عليكم بالشُّكر، فإنّه مؤذِنٌ بالمزيد، وكفيل للنعم بالتقييد، ففي الكتاب المجيد {لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ}[إبراهيم: 7]، ولْيكن منكم بِحُسْبان، أنَّ الشكر ليس بمُجرّد اللسان والجنان، بل بالجوارح والأركان، فيما يُرضي المنَّان، قال سبحانه: ﴿اعْمَلُوا آلَ دَاوُدَ شُكْراً وَقَلِيلٌ مِنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ﴾ [سبأ:13]. وَفَّقَ اللّٰهُ الجَمِيعَ لِلعَمَلِ الصالِحِ الرَشِيدِ، وَسَلَكَ بِنا سُبُلَ التَقْوَى وَالتَّسْدِيدِ، وَأَدامَ عَلَيْنا العَيْشَ البَهِيَّ الرَغِيدَ. أَقُولُ قَوْلِي هٰذا وَأَسْتَغْفِرُ اللّٰهَ لِي وَلَكُمْ وَلِكافَّةِ المُسْلِمِينَ مِنْ كُلِّ خَطِيئَةٍ وَإثم فَاِسْتَغْفِرُوهُ وَتُوبُوا إِلَيْهِ إِنَّهُ كانَ للأوابين غَفُورا.

الخطبة الثانية:
الحمدُ لله الكبيرِ المُتعال، ذو الجودِ والنَّوال، وأشهدُ أن لا إله إلَّا الله، وحْدهٌ لا شريكَ له، تَأَذَّنَ بالشُّكرِ، وَوَعدَ بالنِّعَمِ الجِزال، وأشهدُ أنَّ نبيَّنا محمدًا عبدُ الله ورَسولُه صلى الله وسلم وبارك عليه وعلى آلهِ وصحْبهِ، أَعْظِمْ بِهم خيرَ صحْبٍ وآل، والتَّابعين ومن تبعهم بإحسانٍ إلى يومِ المآل.

 أمَّا بعد: فاتَّقوا الله يا عباد الله، فليْس لكُم بغيرِ التَّقوى حبْلٌ يقوى.

 عباد الله: وإنَّ من الَّلهَجِ بشكْرِ نِعمِ الله سبحانه ما مَنَّ بهِ على بِلادِ الحرمينِ الشريفَينِ -حرسَها المولى تعالى- مِن النِّعمِ الغَامِرَةِ، والآلاءِ الهَامِرةِ، مِن دعْوةٍ اصْلاحِيَّةٍ رائِدة، وجَماعةٍ شرْعِيَّةٍ واحدة، على منهج الكتاب والسنة، منذ يوم التأسيس، وما شَهِده هَذا الوَطنُ الفَيَّاضُ بالبَذْلِ والعَطاءِ، مِن نَهضَاتٍ تنْمويّةٍ في شتّى المجالات من خِلال رؤيةٍ مستقبليَّةٍ طموحةٍ.

 فالَّلهٌمَّ يا ذا الجلال والاكرام، يا كريمُ ويا منَّان نَسألُك أَنْ تُديمَ عليْنا وعَلى بِلادِنا وسائرِ بِلاد المسلمين سَوابِغَ نِعْمتكَ الّتي لا تُعدُّ، ونَوابِغَ قِسَمِكَ التي تجَاوَزتِ الحدّ، ولا عزاء لِخَونة الدين والأوطان، ودُعاة الفتنة من المارقين الذين لا للإسلام نصروا، ولا للكفر كسروا.

إخوة الايمان: ومن النِّعم ما نعيشُهُ من مواسمَ العامِ المعْهودَة، وما يفيضُ فيها الرحمن من فَضْلهُ وجُودَه، ومنها هذا الشّهر، شهرُ شعبان، فاعْمروهُ بالقُرباتِ والصَّالحاتِ والإحْسان، وبادِروا إلى صِيامِ بعضِ أيَّامهِ مُتَعرِّضين لِكرمِ الله المُعطي المنّان، وصَومُ أْكثرهِ هَدْيُ خيرِ الأنامِ عليه أَفضلُ الصلاةِ والسَّلام، واجْبُروا أعمالكُم فيه بالتَّوبةِ والاستغفار لمحْوِ الآثامِ والأَوْزار، وليْس لبعْضِ لياليه مزيّةٌ على غيْرها، على قول المحقِّقين من أهل العلم، واستعِدُّوا -وفَّقكم اللهُ- لأداءِ أجَلِّ مِنَّةٍ، وأجَنِّ جُنَّة، فريضةِ الصِّيامِ، فالشَّهر الكريمِ والضَّيْفُ العظيمُ على المشارِفِ والأبْواب، اللهم بلِّغنا شهرَ رمضان وَوَفِّقنا لقيامه وصيامه في صحَّةٍ وعافية، ونِعْمةٍ غير عافية، ثمَّ اعلموا -رحمكم الله- أنَّ من خير أعمالكم وأزكاها عند مليككم وأرفعها في درجاتكم كثرة صلاتكم وسلامكم على نبيِّكم محمد بن عبدالله، كما أمركم المولى في محكم تنزيله وهو الصادق في قيله: ﴿إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا﴾.
1f64a86b d92d 493a aaf6 d6af4bcb92a30a8600d9 8f4e 43bf 9c36 b1941ab86eac94763de4 0f5b 4ccd a42d 2c7f94d7fac0d7f0a8e8 0613 485b a124 7064be00b3fc
قيم الموضوع
(2 أصوات)
خطب وأم المصلين في المسجد النبوي فضيلة الشيخ أحمد بن طالب بن حميد إمام وخطيب المسجد النبوي الشريف.

وبعد أن حمد الله تعالى بدأ خطبته بقوله: أيها المؤمنون: اعلموا أنه لا أنفع للعبد من أمورٍ أَرْبَعَةِ: الاستسلام إلى الله، والتضرع إِلَيهِ، وَحُسْنِ الظن به، وَتجديد التَّوْبَة إِلَيْهِ وَلَوْ عُدْتَ إِلَى الذَّنْبِ فِي اليَوْمِ سَبْعِينَ مَرَّةً؛ ففي الاستسلام إِلَيْهِ الرَّاحَةُ مِنْ التَّدْبِيرِ مَعَهُ عَاجِلًا، وَالظَّفَرُ بِالْمُنْةِ العظمى آجلا، وَالسَّلَامَةُ مِنَ الشَّرْكِ بِالْمُنازَعَةِ، وَمِنْ أَيْنَ لَكَ أَنْ تُنَازِعَهُ فِيمَا لَا تَمْلِكُهُ مَعَهُ؟! وَأَلْقِ نَفْسَكَ فِي تملكتِهِ فَإِنَّكَ قَلِيلٌ في كثيرها، وصغير في كبيرها ، يُدَبِّرُكَ كَمَا يُدبرها، فَلَا تَخْرُجْ عَمَّا هُوَ لَكَ مِنَ العُبُودِيَّةِ، إلى ما لَيْسَ لَكَ مِن ادْعَاء وَصْفِ الربوبية، فَإِنَّ التَّدْبِيرَ وَالاخْتِيَارِ مَنْ كَبَائِرِ القُلوبِ والأسرار، وتجد ذلك في كِتَابِ اللهِ تَعَالَى، قَالَ اللهُ تعالى: (وَرَبُّكَ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَيَخْتَارُ مَا كَانَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ سُبْحَنَ اللَّهِ وَتَعلَىٰ عَمَّا يُشْرِكُونَ).

وأكمل فضيلته: وأما التضرع إلى الله تعالى ففيه نزول الزوائد، وَرَفْعُ الشَّدائِدِ، والانطواء فِي أَرْدِيَةِ المننِ، وَالسَّلَامَةُ مِنْ المحنِ، فَتُعَوضُ جَزَاء ذَلِكَ أَنْ يَتَوَلَّى مَوْلاكَ الدَّفْعَ عَنْ نَفْسِك في المضار، وَالجَلْبَ لك في المسار، وَهُوَ البَابُ الْأَعْظَمُ، وَالسَّبِيلُ الأقْوَمُ، يُؤَثِرُ مَعَ الكُفْرانِ، فَكَيْفَ لَا يُؤْثُرُ مَعَ الإيمان! أَلَمْ تَسْمَعْ قَوْلَهُ تَعَالَى : (وَإِذَا مَسَّكُمُ ٱلضُّرُّ فِى ٱلْبَحْرِ ضَلَّ مَن تَدْعُونَ إِلَّآ إِيَّاهُ ۖ فَلَمَّا نَجَّىٰكُمْ إِلَى ٱلْبَرِّ أَعْرَضْتُمْ ۚ وَكَانَ ٱلْإِنسَٰنُ كَفُورًا)؛ أَيْ: فَأَجَابَكُمْ، وَهُوَ البَابُ الَّذِي جَعَلَهُ الله تعالى بَيْنَهُ وَبَيْنَ عِبَادِهِ، تَرد وارداتُ الْأَلْطَافِ عَلَى مَنْ تَوَجَّهَ إِلَيْهِ، وَتَتَوَالَى المننُ عَلَى مَنْ وَقَفَ بِهِ عَلَيْهِ، ويصْلُ إِلَى حَقِيقَةِ العِنَايَةِ مَنْ دَخَلَ مِنْهُ إِلَيْهِ، وَمتى فَتَحَ عَلَيْكَ بِهِ فَتَحْ عَلَيْكَ مِنْ كُلِّ خَيْرَاتِهِ، وَأَوْسَعِ هِبَاتِهِ، وَتَجدُ ذلك في كِتابِ اللهِ تَعَالَى : (فَلَولَا إِذْ جَآءَهُم بَأْسُنَا تضرعوا).

وأضاف فضيلته: وَأَمَّا حُسْنُ الظَّنِّ بِاللَّهِ فَبَخ بَخٍ بِمَنْ مَنَّ اللَّهُ عَلَيْهِ بها، فَمَنْ وَجَدَها لَمْ يَفْقِدُ مِنَ الخَيْرِ شَيْئًا، وَمَنْ فَقَدَهَا لَمْ يَجِدُ مِنْهُ شَيْئًا، لا تَجِدُ لَكَ عُذْرًا عِنْدَ اللهِ أَنْفَعَ لَكَ مِنْهَا وَلَا أجدى، وَلَا تَجدُ أَدَلَّ عَلَى اللَّهِ مِنْهَا وَلَا أَهْدَى، تُعَلِّمُكَ عَنِ اللَّهِ بِمَا يُرِيدُ أَنْ يَصْنَعَهُ مَعَكَ، وَتُبَشِّرُكَ بِبَشَائِرَ لا تَقْرَأُ سُطُورَها العَيْنَانِ، وَلَا يُترجم جمُ عَنْهَا اللَّسَانُ، وَتجد ذَلِكَ فِي سُنَّةِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَاكِيًا عَنِ الله: «أَنَا عِنْدَ ظَن عَبْدِي بِي».

واختتم فضيلته الخطبة بقوله: اعلموا أن تجديد التوبة إلى الله عَيْنُ كُلِّ رُتْبَةٍ ومَقامِ، أَوَّلِهِ وَآخِرِه، بَاطِنِهِ وَظَاهِرِه، لا مَزيَّةَ لِمَنْ فَقَدَهَا، وَلَا فَقَدَ لِمَنْ وَجَدَها، مِفْتَاحُ كُلِّ خَيْرٍ ، ظَاهِرٍ وَبَاطِنِ، رُوحُ المقاماتِ وَسَبَبُ الولايات، لم يجعل الحقُّ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى رُتْبَةً دونها، إلا الظلم، فَهِيَ مَطْلُوبَةٌ مِنْ كُلِّ رَسُولٍ وَنَبِي، وَصِدِّيقٍ وَوَلِي، وَبَارٍ تَقي، وَفَاجِرٍ غَوي، وَكَافِرٍ شَقِي، وَتَجدُ ذلك في كتاب الله تعالى، قالَ اللهُ سُبْحانَهُ وَتَعَالَى: (يَأْيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ) ، فَتَقُواهُ بِالتَّوْبَةِ إِلَيْهِ، وَالنَّدَمِ بَيْنَ يَدَيْهِ، فَأَهْلُ الشَّرُورِ تَوْبَتُهُمْ بِالخُرُوجِ مِنْ شُرُورِهِمْ، وَأَهْلُ الخيورِ تَوْبَتُهُمْ بِعَدَمِ الوُقوفِ مَعَ خُيُورِهِمْ، وِرْدًا كَانَتْ أَوْ وَارِدًا، كلاهُما مَعَ عدم الوقوفِ مَعَهُما واحِدٌ، (مِّلَّةَ أَبِيكُمْ إِبْرَاهِيمَ ۚ هُوَ سَمَّاكُمُ الْمُسْلِمِينَ)، وَإِنَّ مِنْ مِلَةِ إِبْرَاهِيمَ عَدَمَ الوُقوفِ مَعَ الفانِيَاتِ، وَالانْقِطَاعَ عَنْ نَظَرِ الكَائِنَاتِ، قَالَ اللَّهُ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى مُخبرًا عَنْهُ: (لَآ أُحِبُّ الْأَفِلِينَ)؛ وبالجُمْلَةِ، مَنْ لم يَنْفَعُهُ القليل، لم يَنْفَعُهُ الكَثِيرُ، وَمَنْ لَّمْ تَنْفَعُهُ الإِشَارَةُ، لَمْ تَنْفَعُ فيه العبارة، وإذا أَفْهَمَكَ اللهُ، لَمْ يَنقَطِعُ سَمَاعُكَ، وَلَمْ يَتَحَيَّنِ انْتِفَاعُكَ.