الاخبار الرئيسية - AR

الاخبار الرئيسية - AR (11803)

فئات موروثة

إقامة صلاة الغائب على المغفور له أمير دولة الكويت الشقيقة بالمسجد الحرام

إقامة صلاة الغائب على المغفور له أمير دولة الكويت الشقيقة بالمسجد الحرام (0)

بتوجيه من لدن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود أقيمت صلاة الغائب على سمو الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح أمير دولة الكويت الشقيقة – رحمه الله – بالمسجد الحرام والذي وافته المنية يوم أمس الاثنين الموافق 12/2/1442هـ .
وقد أم المصلين لصلاة الغائب معالي الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي الشيخ الأستاذ الدكتور عبدالرحمن بن عبدالعزيز السديس، بحضور عدد من قيادات الرئاسة، وأوضح معالي الشيخ السديس أن إقامة صلاة الغائب على سمو الشيخ صباح الأحمد الصباح في الحرمين الشريفين تعكس عمق الترابط العميق بين دولتنا المباركة -حماها الله-ودولة الكويت الشقيقة -رعاها الله-، مؤكداً معاليه أن فقيد دولة الكويت فقيد للأمة العربية والإسلامية، داعيًا الله أن يحفظ خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين - أيدهما الله -، ويديمهما ذخرًا للوطن والمواطنين، وأن يحفظ دول الخليج من كل سوء ومكروه , وأن يرحم سمو أمير دولة الكويت وأن يسكنه فسيح جناته.

590375A9 C487 4FC7 864D 4D5693FBACDD3E7A10AC 149C 41EE 9F31 668AE8D3A458D691A152 12E5 4987 8006 8FFA9500BE46FDDFBA82 DBE1 49A5 861B 7C50D4FF21E67F87ADAE A06E 4CD2 B079 EFD3F8E1F9E6331D9F6B 4377 4620 B552 77F94AC7097B3541C52E 6DAE 49AB 9E55 BC7DE0F17A83A7FE89C2 559A 43E3 8B02 54576F25B7F5


عرض العناصر...
السلامة في المسجد الحرام تتابع سير أعمالها

السلامة في المسجد الحرام تتابع سير أعمالها (0)


عقد سعادة مساعد مدير عام السلامة مدير إدارة السلامة بالمسجد الحرام الأستاذ حسين بن حسن العسافي اجتماعاً بسعادة وكيل الإدارة الأستاذ فيصل من محمد العبدلي، ورؤساء الورديات؛ لمناقشة واستعراض الخطة التشغيلية ومهام الإدارة.

وأوضح العسافي ضرورة مواصلة ومضاعفة الجهود وتهيئة السبل لتأدية الزوار والمعتمرين نسكهم بكل ويسر وسهولة، ومتابعة استمرارية الأعمال على أكمل وجه لتحقيق السلامة في كافة أنحاء المسجد الحرام.

ويأتي الاجتماع بإشراف ومتابعة سعادة مدير عام السلامة المهندس بسام بن سعيد العبيدي وتوجهات سعادة وكيل الرئيس العام للأمن والسلامة ومواجهة الطوارئ والمخاطر الأستاذ فايز بن عبد الرحمن الحارثي؛ المبنية على توجيهات معالي الرئيس العام الشيخ الدكتور عبدالرحمن بن عبدالعزيز السديس.

عرض العناصر...
قيم الموضوع
(3 أصوات)
أمّ وخطب المصلين بالمسجد الحرام فضيلة الشيخ الدكتور ماهر بن حمد المعيقلي واستهل فضيلته خطبته قائلًا: معاشر المؤمنين، فأوصي نفسي وإياكم بتقوى الله وعبادته، فإن العبادة حياة القلوب وربيعها، وأنس النفوس وبهجتها، ﴿وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى وَاتَّقُونِ يَا أُولِي الْأَلْبَابِ﴾. أمة الإسلام: إن الله تبارك وتعالى، لم يخلق الخلقَ ليتعزز بهم من ذلة، ولا ليستكثر بهم من قلة، فهو الكبير المتعال، وهو المنعم المتفضل،﴿ وَهُوَ الْقاهِرُ فَوْقَ عِبادِهِ وَهُوَ الْحَكِيمُ الْخَبِيرُ﴾، وفي صحيح مسلم: يقول الله تعالى في الحديث القدسي: ((يَا عِبَادِي إِنَّكُمْ لَنْ تَبْلُغُوا ضَرِّي فَتَضُرُّونِي وَلَنْ تَبْلُغُوا نَفْعِي، فَتَنْفَعُونِي، يَا عِبَادِي لَوْ أَنَّ أَوَّلَكُمْ وَآخِرَكُمْ وَإِنْسَكُمْ وَجِنَّكُمْ كَانُوا عَلَى أَتْقَى قَلْبِ رَجُلٍ وَاحِدٍ مِنْكُمْ، مَا زَادَ ذَلِكَ فِي مُلْكِي شَيْئًا، يَا عِبَادِي لَوْ أَنَّ أَوَّلَكُمْ وَآخِرَكُمْ وَإِنْسَكُمْ وَجِنَّكُمْ كَانُوا عَلَى أَفْجَرِ قَلْبِ رَجُلٍ وَاحِدٍ، مَا نَقَصَ ذَلِكَ مِنْ مُلْكِي شَيْئًا))، فالله تعالى خلق الخلق لعبادته، وحده لا شريك له، وهذه هي الغاية، التي خلق الله الجن والإنس لها، قال جل وعلا: ﴿وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ﴾، وأرسل رسله عليهم السلام، وأنزل عليهم كتبه العظام، فقال جل شأنه: ﴿ وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ﴾، فعبادة الله، حق واجب له على عباده، فمن أجلها نصبت الموازين، ونشرت الدواوين، وقام سوق الجنة والنار، وانقسم الناس فيها الى مؤمنين وكفار، ومتقين وفجار، وأصل العبادة، توحيد الرب جل جلاله، ولقد أفاض الله في كتابه، بذكر الأدلة، وضرب الأمثلة، وبيان دلائل الوحدانية، وبراهين التفرد باستحقاق العبادة، فقال جل وعلا: ﴿ قُلْ مَنْ رَبُّ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ قُلِ اللَّهُ قُلْ أَفَاتَّخَذْتُمْ مِنْ دُونِهِ أَوْلِياءَ لا يَمْلِكُونَ لِأَنْفُسِهِمْ نَفْعاً وَلا ضَرًّا قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الْأَعْمى وَالْبَصِيرُ أَمْ هَلْ تَسْتَوِي الظُّلُماتُ وَالنُّورُ أَمْ جَعَلُوا لِلَّهِ شُرَكاءَ خَلَقُوا كَخَلْقِهِ فَتَشابَهَ الْخَلْقُ عَلَيْهِمْ قُلِ اللَّهُ خالِقُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ الْواحِدُ الْقَهَّارُ﴾.


وأضاف فضيلته: إن العبد إذا أخلص في عبادة ربه، صَلُح أمره، وانشرح صدره، واطمأن قلبه، وأنار وجهه، ﴿ الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ﴾، وسُئل الحسن البصري: ما بال المتهجدين أحسن الناس وجوهًا؟! فقال: "لأنهم خلوا بالرحمن فألبسهم نورًا من نوره"، ويقول سعيد بن المسيب -رحمه الله-: "إن الرجل ليصلي بالليل، فيجعل الله في وجه نورًا يحبه عليه كل مسلم، فيراه من لم يره قط فيقول: إني لأحب هذا الرجل"، فمن آثار العبادة، حلاوة الإيمان والطاعة، فلا يزال العبد في أداء العبادات، والإكثارِ من الأعمال الصالحات، حتى يصير الذكر أنيسه، والقرآن جليسه، والصلاة قرة عينه، والصيام متعته، فيحييه الله حياة طيبة، فيكون من أطيب الناس عيشا ، وأشرحهم صدراً، وأقواهم قلبا، وأسَرهِّم نفسا، فتراه في أشد الكروب والخطوب، وعند حلول الهموم والغموم، يفزع إلى الصلاة، فيناجي فيها ربه، ويبثُّ إليه شكواه وهمه، يتذكر قول الرب جل في علاه: ﴿أَمْ مَنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاءَ الْأَرْضِ أَإِلَهٌ مَعَ اللَّهِ قَلِيلًا مَا تَذَكَّرُونَ﴾، فهذا رسولنا الكريم، صلى الله عليه وسلم، بشر يعتريه ما يعتري البشر، من حزن وهم وكدر، فيُعلِّمنا بفعله ومقاله كيف يزال الهم، ويدفع القلق والغم، فكان إذا حزبه أمر، فزع إلى الصلاة، وفي سنن أبي داود: قال صلى الله عليه وسلم: ((يا بلالُ، أقم الصلاةَ، أَرِحْنَا بها))، وقال علي رضي الله عنه: " لَقَدْ رَأَيْتُنَا لَيْلَةَ بَدْرٍ، وَمَا مِنَّا إِنْسَانٌ إِلا نَائِمٌ، إِلا رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَإِنَّهُ كَانَ يُصَلِّي إِلَى شَجَرَةٍ، وَيَدْعُو حَتَّى أَصْبَحَ"، رواه الإمام أحمد في مسنده، قال ابن القيم رحمه الله في شأن الصلاة: "فلها تأثيرٌ عجيب في حفظ صحَّة البدن والقلب، وقُواهما، ودفع الموادِّ الرديئة عنهما، وما ابتُلي رجلان بعاهةٍ أو داءٍ أو محنة أو بليَّة، إلا كان حظُّ المصلِّي منهما أقلَّ، وعاقبته أسلَمَ، وللصلاة تأثيرٌ عجيب في دفع شرور الدنيا، ولا سيما إذا أُعطِيَت حقَّها من التكميل ظاهرًا وباطنًا، فما استُدفعت شرورُ الدنيا والآخرة، ولا استُجلِبت مصالحُهما بمثلِ الصلاة". انتهى كلامه رحمه الله.


وتابع فضيلته: ومن آثار العبادة: تكفير الذنوب والخطايا؛ والعفو عن الزلات والرزايا؛ ففي صحيح مسلم: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ إِنِّي عَالَجْتُ امْرَأَةً فِي أَقْصَى الْمَدِينَةِ، وَإِنِّي أَصَبْتُ مِنْهَا مَا دُونَ أَنْ أَمَسَّهَا، - أي: استمتع بها دون الجماع -، قال: فَأَنَا هَذَا، فَاقْضِ فِيَّ مَا شِئْتَ، فَقَالَ لَهُ عُمَرُ: لَقَدْ سَتَرَكَ اللهُ، لَوْ سَتَرْتَ نَفْسَكَ، قَالَ: فَلَمْ يَرُدَّ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ شَيْئًا، فَقَامَ الرَّجُلُ فَانْطَلَقَ، فَأَتْبَعَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَجُلًا دَعَاهُ، وَتَلَا عَلَيْهِ هَذِهِ الْآيَةَ: ﴿أَقِمِ الصَّلَاةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفًا مِنَ اللَّيْلِ، إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ذَلِكَ ذِكْرَى لِلذَّاكِرِينَ﴾، فَقَالَ رَجُلٌ مِنَ الْقَوْمِ: يَا نَبِيَّ اللهِ هَذَا لَهُ خَاصَّةً؟ قَالَ: «بَلْ لِلنَّاسِ كَافَّةً»، وفي مستدرك الحاكم: قَالَ صلى الله عليه وسلم للرجل: ((أَصَلَّيْتَ مَعَنَا الصَّلَاةَ؟))، قَالَ: نَعَمْ. قَالَ: ((قَدْ غُفِرَ لَكَ)).


وأستكمل فضيلته: وبالعبادة تتهذب الأخلاق، وتزكو النفوس، فالعبادة لا تؤتى ثمرتها المرجُوّة، إلا إذا ظهر أثرها في سلوك المرء وأخلاقه، فالدين كله خُلُق، فمن زاد عليك في الخُلُق؛ زاد عليك في الدين، وأصول العبادات، كالصلاة والزكاة، والحج والصيام، هي متباينة في جوهرها ومظهرها، ولكنها تلتقي عند الغاية التي بينها رسول الله صلى الله عليه وسلم بقوله: ((إِنَّمَا بُعِثْتُ لِأُتَمِّمَ صَالِحَ الْأَخْلَاقِ))، رواه الإمام أحمد في مسنده، فالغاية من بعثة النبي صلى الله عليه وسلم، لإكمال الأخلاق بعد نقصانها، وجمعها بعد تفرقها، وإن حسن الخلق يبلغ بالعبد درجة الصائم القائم، وفي مسند الإمام أحمد: قَالَ رَجُلٌ: "يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ فُلَانَةَ يُذْكَرُ مِنْ كَثْرَةِ صَلَاتِهَا وَصِيَامِهَا وَصَدَقَتِهَا غَيْرَ أَنَّهَا تُؤْذِي جِيرَانَهَا بِلِسَانِهَا. قَالَ: ((هِيَ فِي النَّارِ))، قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ فَإِنَّ فُلَانَةَ يُذْكَرُ مِنْ قِلَّةِ صِيَامِهَا وَصَدَقَتِهَا وَصَلَاتِهَا وَإِنَّهَا تَصَدَّقُ بِالْأَثْوَارِ مِنْ الْأَقِطِ وَلَا تُؤْذِي جِيرَانَهَا بِلِسَانِهَا، قَالَ: ((هِيَ فِي الْجَنَّةِ)).


وبيّن المعيقلي: ليست العبادةُ منحصرة في أركان الإسلام، بل العبادة أشمل من ذلك وأعم، فهي اسم جامع لكل ما يحبه الله ويرضاه، من الأقوال والأعمال، الباطنة والظاهرة، فيدخل فيها عبادة القلب واللسان، والجوارح والأركان، كمحبة الله وخشيته، والصبر لحكمه، والتوكل عليه، والرضا عنه وبه، وخوفه ورجائه، والإنابة إليه، والحياء منه، ونحو ذلك من العبادات القلبية، وكذلك عبادات الجوارح والأركان، من الصلاة والزكاة، والحج والصيام، وبر الوالدين وصلة الأرحام، وصدق الحديث وأداء الأمانة، ويندرِج تحت العبادات، أبواب كثيرة من الخيرات؛ ففي سنن الترمذي: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((تَبَسُّمُكَ فِي وَجْهِ أَخِيكَ لَكَ صَدَقَةٌ، وَأَمْرُكَ بِالمَعْرُوفِ وَنَهْيُكَ عَنِ المُنْكَرِ صَدَقَةٌ، وَإِرْشَادُكَ الرَّجُلَ فِي أَرْضِ الضَّلَالِ لَكَ صَدَقَةٌ، وَبَصَرُكَ لِلرَّجُلِ الرَّدِيءِ البَصَرِ لَكَ صَدَقَةٌ، وَإِمَاطَتُكَ الحَجَرَ وَالشَّوْكَةَ وَالعَظْمَ عَنِ الطَّرِيقِ لَكَ صَدَقَةٌ، وَإِفْرَاغُكَ مِنْ دَلْوِكَ فِي دَلْوِ أَخِيكَ لَكَ صَدَقَةٌ))، بل إن طلَبَ الرِّزقِ والكَسبِ عبادة، وسعيَ المرء على مصلحة من يعول عبادة، والأعمال المباحة، تُصبِحُ بالنيَّة الصالحة عبادة، ففي صحيح مسلم: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم : ((وَفِي بُضْعِ أَحَدِكُمْ صَدَقَةٌ))، قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ، أَيَأتِي أَحَدُنَا شَهْوَتَهُ وَيَكُونُ لَهُ فِيهَا أَجْرٌ؟ قَالَ: ((أَرَأَيْتُمْ لَوْ وَضَعَهَا فِي حَرَامٍ أَكَانَ عَلَيْهِ فِيهَا وِزْرٌ؟ فَكَذَلِكَ إِذَا وَضَعَهَا فِي الْحَلَالِ كَانَ لَهُ أَجْرٌ))، ولما سئل مُعاذ رضي الله عنه عن صلاته في الليل، قال: "أما أنا فأنامُ وأقومُ فأحتَسِبُ نومَتي كما أحتَسِبُ قَومَتي"، رواه البخاري، فكان رضي الله عنه يحتَسِبُ الأجرَ في النوم، كما يحتَسِبُه في قيامِ الليل؛ لأنه أراد بالنوم التقَوِّي على العبادة والطاعة، وإن من فضل الله وكرمه، وجوده ومنته، أن من ترك الحرام، وابتعد عن الآثام، خوفاً من الله، ورجاءً ثوابِ الله، عُدَّ ذلك من طاعاته، وكُتِبَت له في ميزان حسناته، فتصبح حياة المسلم كلها عبادة، كما قال الله جل في علاه: ﴿ قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (162) لَا شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ﴾.


وأهاب فضيلته: إن الواجب على المسلم، أن يهتم بأمر عبادته، ويحسنها ويعظمها، ﴿ذَلِكَ وَمَن يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِن تَقْوَى القُلُوبِ﴾، فمن كان يرجو لقاء ربه، ويطمع في جنته، ويستجير به من ناره، حري به أن يسعى لإحسان عبادته، فالعبادة لا يقبلها الله من العامل، إلا بشرطين عظيمين، وأصلين متينين: الإخلاص للمعبود ، والمتابعة للرسول صلى الله عليه وسلم ، وقد جمع الله بينهما في قوله: ﴿فَمَنْ كَانَ يَرْجُو لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا ﴾، وذلكم هو مقتضى الشهادتين، شهادة أن لا إله إلا الله، وأن محمدا رسول الله، فتكون العبادة، خالصة لله وحده، سالمة من الرياء، ففي صحيح مسلم: قال الله تعالى في الحديث القدسي: ((أَنَا أَغْنَى الشُّرَكَاءِ عَنِ الشِّرْكِ، مَنْ عَمِلَ عَمَلًا أَشْرَكَ فِيهِ مَعِي غَيْرِي، تَرَكْتُهُ وَشِرْكَهُ))، فالشرك من أعظم الظلم، ولا ينفع معه عمل، فمن صرف شيئا من العبادات لغير الله، فقد حبط عمله، وهو في الآخرة من الخاسرين، الخالدين المخلدين في نار جهنم والعياذ بالله، لا يقبل منه فرض ولا نفل، ولا ينفعه شفاعة الشافعين، ولا دعاء الصالحين، فقد قال الله لرسوله الكريم: ﴿وَلَقَدْ أُوحِيَ إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكَ لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الخَاسِرِينَ * بَلِ اللَّهَ فَاعْبُدْ وَكُن مِّنَ الشَّاكِرِينَ﴾.


واختتم فضيلته خطبته قائلًا: وأما الشرط الثاني من شروط قبول العبادة، فهو متابعة الرسول صلى الله عليه وسلم، والمراد بها، تأدية العبادة، على الصفة التي جاءت عن النبي صلى الله عليه وسلم، من غير زيادة ولا نقصان، ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيِ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ﴾، فلا يجوز لأحد، أن يعبد الله الواحد الأحد، إلا بما شرعه رسوله صلى الله عليه وسلم، فهو المبلغ عن ربه، فيكون التعبد بما شرعه، ففي الصحيحين: قال صلى الله عليه وسلم: ((مَنْ أَحْدَثَ فِي أَمْرِنَا هَذَا مَا لَيْسَ مِنْهُ، فَهُوَ رَدٌّ))، - أي: فهو باطل مردود غير معتد به -، فالعبادة بكل متعلقاتها، من جنس العبادة وسببها، وصفتها  ومقدارها، وزمانها ومكانها ، متوقف على الدليل، فلا يجوز لأحد أن يحدث عبادة في دين الله، إلا بدليل من كتاب الله، أو سنة رسوله صلى الله عليه وسلم، كما قال سبحانه: ﴿أَمْ لَهُمْ شُرَكَاءُ شَرَعُوا لَهُم مِّنَ الدِّينِ مَا لَمْ يَأْذَنْ بِهِ اللَّهُ﴾.

photo1713522178 4photo1713522178 3photo1713522179
قيم الموضوع
(2 أصوات)
أمّ وخطب المصلين بالمسجد الحرام فضيلة الشيخ الدكتور عبدالله بن عوّاد الجهني واستهل فضيلته خطبته قائلًا: اتقوا الله تعالى عباد الله وأطيعوه فيما أمر، واجتنبوا ما نهى عنه وزجر، واشكروا نعمة الله عليكم، وما ساقه من فيض جوده اليكم، حيث وفقكم لصيام رمضان وقيامه، وبلغكم المنى بكمال عدته وختامه، وهنيئا لمن صام وقام رمضان إيماناً واحتسابا، وهنيئا لمن أتحفهم المولى بكرامة الأنس وحلاوة مناجاته، وهنيئا لمن تخلى عن الأوزار وتطهر من السيئات واجتنب القيل والقال والإثم المبين، وهنيئا للذين أطاعوا ربهم وعظموا شهرهم، وأخلصوا العمل لخالقهم.

وتابع فضيلته: فاستقيموا رحمكم الله على طاعته في كل زمان ومكان، ولا تكدروا بعد رمضان ما صفي لكم من أعمال صالحة في رمضان من الخير والإحسان، وتعودوا من بعد إلى الإساءة وطاعة الشيطان، وملابسة الفسوق والعصيان، فإفساد الأعمال بعد إصلاحها دليل على مفسدها بالطرد والحرمان والرد والخذلان، فإن رب رمضان هو رب شوال وسائر الشهور وهو يكره أن يعصى في أي زمان كان فاستحيوا من الله وراقبوه، فإنه يراكم ويعلم سركم وجهركم (ألا حين يستغشون ثيابهم يعلم ما يسرون وما يعلنون إنه عليم بذات الصدور).

وقال فضيلته: ألا وإن من هدي النبي صلى الله عليه وسلم المداومة على الأعمال الصالحة فعن أمّ المؤمنين عائشة رضي الله عنها قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا عمل عملا أثبته، وكان إذا نام من الليل أو مرض صلى من النهار اثنتي عشرة ركعة. رواه مسلم، وعن مسروق قال: سألت عائشة رضي الله عنها، أي العمل كان أحب إلى رسول الله صلّى الله عليه وسلم، قالت: الدائم. متفق عليه، وكانت أمّ المؤمنين عائشة رضي الله عنها تصلي الضحى ثماني ركعات ثم تقول (لو نشرني أبواي ما تركتهما) أخرجه مالك. بذلك ينال العبد محبة الله تعالى وولايته قال الله تبارك وتعالى: (إن الله يحب التوابين ويحب المتطهرين) قال العلامة السعدي رحمه الله: إن الله يحب التوابين من ذنوبهم على الدوام ويحب المتطهرين أي المتنزهين عن الآثام.

وبيّن الجهني: فاتقوا الله عباد الله واعلموا أن هذه الليالي والأيام وهذه الشهور والأعوام كلها مقادير للآجال، ومواقيت للأعمال، تسير بكم إلى الآجال سيرًا حثيثا، وتستودع من أعمالكم ما كان طيبًا وخبيثًا فهي خزائن أعمالكم، فأودعوها ما يشهد لكم. أعوذ بالله من الشيطان الرجيم بسم الله الرحمن الرحيم (واعبد ربك حتى يأتيك اليقين).

واختتم فضيلته خطبته بقوله: فاتقوا الله تعالى حق التقوى واستمسكوا من الإسلام بالعروة الوثقى، واعلموا أن من عظيم فضل الله على هذه الأمة ورفع درجاتهم وتعظيم شأنهم بين الأمم أن من عليهم بتتابع الخيرات والحسنات ومن ذلك عباد الله أن شرع لهم صيام ست من شوال قال صلى الله عليه وسلم: من صام رمضان ثم اتبعه ستًا من شوال كان كصيام الدهر، والمبادرة بصيامها من المسارعة إلى الخير والمسابقة إلى الطاعة.
photo 5823223184151920675 wphoto 5823223184151920680 wphoto 5823223184151920679 wphoto 5823223184151920677 wphoto 5823223184151920676 wphoto 5823223184151920678 w
قيم الموضوع
(1 تصويت)

خطب وأم المصلين في المسجد النبوي فضيلة الشيخ أحمد بن طالب بن حميد إمام وخطيب المسجد النبوي الشريف.
وبعد أن حمد الله تعالى بدأ خطبته بقوله: أيها المسلمون: إذا كمل الصائمون صيام رمضان وقيامه، فقد وفوا ما عليهم من العمل، فبقي ما لهم من الأجر وهو المغفرة، فإذا خرجوا يوم عيد الفطر إلى الصلاة، قُسمت عليهم أجورهم، فرجعوا إلى منازلهم وقد استوفوا الأجر واستكملوه، فمن وفى وفيَ له، ومن سلم ما عليه موفرًا تسلم ما له نقدًا لا مؤخرًا، ومن نقص نُقص منه، ومن طفف فقد علمتم ما قيل في المطففين، أما يستحي من يستوفي مكيال شهوته، ويطفف مكيال صيامه وصلاته، ذلك أسوأ الناس سرقة، (فَوَيۡلٞ لِّلۡمُصَلِّينَ (4) ٱلَّذِينَ هُمۡ عَن صَلَاتِهِمۡ سَاهُونَ).

وأكمل: كان السلف الصالح يجتهدون في إتمام العمل، وإكماله وإتقانه، ثم يتهمون بعد ذلك بقبوله ويخافون من رده، قال الله عز وجل: (إِنَّ ٱلَّذِينَ هُم مِّنۡ خَشۡيَةِ رَبِّهِم مُّشۡفِقُونَ (57) وَٱلَّذِينَ هُم بِـَٔايَٰتِ رَبِّهِمۡ يُؤۡمِنُونَ (58) وَٱلَّذِينَ هُم بِرَبِّهِمۡ لَا يُشۡرِكُونَ (59) وَٱلَّذِينَ يُؤۡتُونَ مَآ ءَاتَواْ وَّقُلُوبُهُمۡ وَجِلَةٌ أَنَّهُمۡ إِلَىٰ رَبِّهِمۡ رَٰجِعُونَ (60) أُوْلَٰٓئِكَ يُسَٰرِعُونَ فِي ٱلۡخَيۡرَٰتِ وَهُمۡ لَهَا سَٰبِقُونَ)؛ وكانوا لقبول العمل أشد اهتمامًا منهم بالعمل، قال الله تبارك وتعالى: (إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ)؛ فلقبول مثقال حبة من خردل، أحب إليهم من الدنيا وما فيها؛ فالحذر في العمل ألا يكون لله، والخوف على العمل ألا يتقبل، وكان السلف يدعون الله ستة أشهر أن يبلغهم رمضان، ثم يدعون ستة أشهر أن يتقبل منهم، فالله جعل شهر رمضان لخلقه مضمارًا يتسابقون فيه بطاعته إلى مرضاته، فسبق قوم ففازوا، وتخلف آخرون فخابوا، فالعجب من اللاعب الضاحك في اليوم الذي يفوز فيه المحسنون ويخسر فيه المبطلون، فمن هذا المقبول منا فنهنيه ومن هذا المحروم منا فنعزيه، ويا أيها المقبول هنيئاً لك، ويا أيها المردود جبر الله مصابك، فكم بين من حظه فيه القبول والغفران ومن كان حظه فيه الخيبة والخسران، ومن أعتقه مولاه من النار إياك أن تعود بعد أن صرت حرًا إلى رق الأوزار، أيبعدك مولاك عن النار وأنت تقترب منها، وينقذك منها وأنت توقع نفسك فيها ولا تحيد عنها.

وبيّن فضيلته: إن كانت الرحمة للمحسنين، فالمسيء لا ييأس منها، وإن تكن المغفرة مكتوبة للمتقين، فالظالم لنفسه غير محجوب عنها، فأحسن الظن بمولاك وتم إليه، فإنه لا يهلك على الله إلا هالك , والاستغفار ختام الأعمال الصالحة كلها، فتختم به الصلاة، والحج، وقيام الليل، والمجالس، فإن كانت ذكرًا كان كالطابع عليها، وإن كانت لغواً كان كفارة لها، وكما أن صدقة الفطر طهرة للصائم من اللغو والرفث، فالاستغفار يرقع ما تخرق من الصيام باللغو والرفث، وصدقة الفطر للصائم كسجدتي السهو للصلاة، وصيامنا يحتاج إلى استغفار نافع، وعمل صالح له شافع، وقد اتسع الخرق على الراقع، فكم نرقع الخروق بمخيط الحسنات ثم نقطعها بحسام السيئات، كان بعض السلف إذا صلى صلاة استغفر من تقصيره فيها، كما يستغفر المذنب من ذنبه، فرحم اللهم من حسناته سيئات، ومن طاعته كلها غفلات , وأوضح: أنفع الاستغفار ما قارنته التوبة وهي حل عقدة الإسرار، فمن استغفر بلسانه، وقلبه على المعصية معقود، وعزمه أن يرجع إلى المعاصي بعد الشهر ويعود، حري أن يكون صومه عليه مردود، وباب القبول عنه مسدود، وروي النهي عن قول المرء صمت رمضان كله، أو قمت رمضان كله، قال أبو بكرة رضي الله عنه: فلا أدري أكره التزكية؟ أم لا بد من غفلة.

واختتم فضيلته الخطبة بقوله: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من صام رمضان، ثم أتبعه ستًامن شوال؛ كان كصيام الدهر). رواه مسلم، الأولى أن يكون ذلك بعد قضاء صيام الفرض، ولا فرق في ذلك بين متابعتها وتفريقها من الشهر كله، والمتابعة أولى مسارعة في الخيرات، ومبادرة للعائقات، ولو آنس أهله وقرابته بالفطر أول الشهر، ثم استأنف الصيام فهو حسن، وروي عن بعض السلف صيام شهر شوال أو أكثره فهو وشعبان حريم لشهر رمضان، وإنما كان صيام ست من شوال مع صيام رمضان يعدل صيام الدهر لأن الحسنة بعشر أمثالها فرمضان بعشرة أشهر والأيام الستة بشهرين فذلك صيام سنة كما صح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهذا الفضل حاصل ولو كان الشهر تسعًا وعشرين لقوله صلى الله عليه وسلم: (شَهرا عيدٍ لا ينقصانِ رمضانُ وذو الحِجَّةِ)، والمراد كمال الأجر، وكره إسحاق أن يقال لشهر رمضان أنه ناقص وإن كان تسعا وعشرين يومًا لهذا المعنى، واختصاص الست من شوال بأن يكون له أجر صيام الدهر فرضًا بخلاف ما لو صام ستة من غير شوال، وهي كالراتبة البعدية يكمل بها ما حصل في الفرض من خلل ونقص، ومعاودة الصيام والطاعات بعد رمضان علامة على القبول، فثواب الحسنة الحسنة بعدها، وعلامة رد الحسنة السيئة بعدها، وهو من شكر الله على نعمة الغفران أفلا أكون عبدًا شكورا قال الله تعالى: (وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَىٰ مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ)؛ وحقيقة الشكر الاعتراف بالعجز عن الشكر؛ والأعمال الصالحة لا تنقطع بانقضاء رمضان، بل هي باقية ما دام العبد حي، فهو عمره كالحال المرتحل، وبئس القوم قوم لا يعرفون لله حقًا إلا في شهر رمضان، فكن عبدًا ربانيًا لا رمضانيًا.

قيم الموضوع
(1 تصويت)

أم المصلين فضيلة الشيخ الدكتور أحمد بن علي الحذيفي إمام وخطيب المسجد النبوي الشريف، وبدأ خطبته بقوله: هنيئاً لكم - معشر المؤمنين والمؤمنات- عيدكم الذي تختالون في حدائقه ورياضه، وتنهلون من عذب معينه وحياضه، وافيتم من إبان الزمان ربيعه وشبابه، وقطفتم من جنى العام ثمرته ولبابه، فلا زالت أيامكم أعيادًا، ولا انبت سروركم آمادًا، عرفكم الله يمن هذا العيد وبركته، وضاعف لكم سروره وسعادته، وأحياكم لأمثاله في أسبغ النعم وأكملها، وأفسح المدد وأطولها.

وأكمل: هذه مواكب العيد المجيد تتدفق في هذه البطاح الزاهرة والبقاع الطاهرة تدفق الغيث من السماء، يغمر الناس في هذا اليوم الأغر من مشاعر البهجة والأنس والسرور ما يغمر الروض الجديب حين يتندى بماء السماء، وما يغمر المشتاق حين يستقبل الغائب المحبوب، إنه يوم ينضح في النفوس رواء السرور، وينفح في القلوب عبق الصفاء والحبور، بعد موسم عظيم من مواسم العبادة، تجلت فيه منة الله وبركاته، وانهمرت فيه آلاؤه ورحماته، بعد أن ارتوت الأرواح من معين العبادة في شهر الصيام.

وأضاف فضيلته: إن يوم العيد في الإسلام مع قصر ساعاته يشبه لحظات السرور في الزمن الممتد، سريعة ساعات انقضائها، طويلة آثار بقائها، يعلق في القلوب من مشاعر حبورها ومظاهر سرورها علوق الطيب بصاحبه حينًا، حتى يعاودها الشوق للعيد الذي يعقبه حنينًا، فتتشوق إليه تشوق الضاحي إلى الظل الفينان وقت الهجير، وتتحرق إليه تحرق الظامئ إلى العذب النمير.

وبيّن: إن هذا الدين العظيم دين التوحيد والشريعة والعبودية الخالصة لله وحده، كما أنه دين الحياة ودين الدنيا، ودين العمران والبناء، ودين الأخلاق والقيم، فهو دين متوازن متكامل البناء، يتجلى ذلك الكمال في معالم الجمال المنطبع في مناحي الحياة جميعها، لأن شارعه -تعالى وتقدس- جميل يحب الجمال: جمال الظاهر وجمال الباطن، فهو سبحانه جميل في ذاته وجميل في صفاته وجميل في أفعاله، حتى فاض ذلك الجمال الرباني في كونه وخلقه، وفي تشريعه وأحكامه.

وأوضح فضيلته: ليست ديانة الإسلام بالرهبانية الخرساء التي تنطوي خلف أستار الطقوس العبادية وحدها، ولا بالمادية الجوفاء التي تهرع خلف سراب المظاهر البائدة فحسب، ولكنه دين الحياة المتدفقة التي تضج بصمت في عروق الوجود، وتهدر هدير السيل في التهائم والنجود، ويتزين به الكون جمالاً وجلالاً، وبناء وعطاء، وأخلاقاً وقيماً، إنه دين جامع بين جمال الظاهر والباطن، وبهاء التعامل وصفاء القلوب، وغضارة المحيا البسام، وتدفق البشر في جنبات الحياة، فهو كالنهر العذب يرتوي منه المسلم لينطلق في هذا الكون الفسيح محققًا مراد الله في خلق هذا الإنسان حيث يقول سبحانه: (هُوَ أَنشَأَكُم مِّنَ ٱلْأَرْضِ وَٱسْتَعْمَرَكُمْ فِيهَا)؛ وعن أنس رضي الله عنه قال: قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة ولهم يومان يلعبون فيهما في الجاهلية، فقال: (إن الله قد أبدلكم بهما خيرًا منهما: يوم الفطر، ويوم النحر)، يشرع العيد في الإسلام بعد أداء عبادتين عظيمتين وانقضاء موسمين جليلين من مواسم العبادات الكبرى، ليجمع الشارع الحكيم سبحانه بين ثنائية التهذيب الروحي والإرواء الإيماني، وبين الاستمتاع بمباهج الحياة الضاحكة للنفس الإنسانية، في ازدواجية بديعة تجلي كمال ذلك التشريع الرباني الذي يريد منه الشارع السمو بالنفس الإنسانية والارتقاء بها من مجرد المظاهر المادية أو العبادية إلى يفاع من التكامل الإنساني، تساوقًا مع متطلبات هذا المخلوق الإنساني البديع في تكوينه الظاهر والباطن.

وأكمل: لا تنزعوا ما تحليتم به من لباس التقوى وتزينتم به من حلل الطاعات في شهر الصيام، فإن لباس التقوى وحلل المكارم وأردية الشمائل إذا اكتسى صاحبها زينة الظاهر، وتزين بمحاسن المظاهر، فقد أشرقت شمس كمالاته واستنارت، واستتمت بدور محاسنه واستدارت.

وأضاف فضيلته: إن بعثة سيد الأنام وهجرته إلى هذا المقام كان على الحقيقة هو يوم الدنيا وإشراقة شمس التاريخ، حين أطلت شمس هذه الملة الخاتمة على حين فترة من الرسل وظلام من الدنيا، فانبعثت شمسها من هذه البلاد الطيبة المباركة هداية للعالمين وحضارة للدنيا وإنسانية للإنسان في كل مكان؛ كان ما قبل ذلك التاريخ المجيد ظلامًا حالكًا لا يعرف منه التاريخ إلا مزقًا من الأخبار المتناثرة، حتى اطرد التاريخ وتتابعت أحداثه بتلكم الإشراقة الربانية في تلكم الرسالة المحمدية، فتتابعت سلاسل التاريخ المجيد للحضارة الإنسانية من حلقة البعثة النبوية والهجرية المدنية المحمدية لذلك النبي الأكرم صلى الله عليه وسلم نورًا وهداية وحضارة وإشراقًا ورحمة في الأخلاق والتشريع والسلوك والبناء والحياة، انطلقت تلك السلسلة من هذه البطاح الزاهرة والبقاع الطاهرة؛ فهو صلى الله عليه وسلم دعوة أبيه إبراهيم عليه السلام، وذلك أنه لما أخذ في بناء البيت العتيق دعا الله كما حكى الله في تنزيله حيث قال سبحانه: ؟وَإِذۡ يَرۡفَعُ إِبۡرَٰهِـۧمُ ٱلۡقَوَاعِدَ مِنَ ٱلۡبَيۡتِ وَإِسۡمَٰعِيلُ رَبَّنَا تَقَبَّلۡ مِنَّآۖ إِنَّكَ أَنتَ ٱلسَّمِيعُ ٱلۡعَلِيمُ (127) رَبَّنَا وَٱجۡعَلۡنَا مُسۡلِمَيۡنِ لَكَ وَمِن ذُرِّيَّتِنَآ أُمَّةٗ مُّسۡلِمَةٗ لَّكَ وَأَرِنَا مَنَاسِكَنَا وَتُبۡ عَلَيۡنَآۖ إِنَّكَ أَنتَ ٱلتَّوَّابُ ٱلرَّحِيمُ (128) رَبَّنَا وَٱبۡعَثۡ فِيهِمۡ رَسُولٗا مِّنۡهُمۡ يَتۡلُواْ عَلَيۡهِمۡ ءَايَٰتِكَ وَيُعَلِّمُهُمُ ٱلۡكِتَٰبَ وَٱلۡحِكۡمَةَ وَيُزَكِّيهِمۡۖ إِنَّكَ أَنتَ ٱلۡعَزِيزُ ٱلۡحَكِيمُ)؛ ثم ما أرق دعاء إبراهيم عليه السلام وأدقه حين عبر بالأفئدة في قوله: (رَّبَّنَا إِنِّي أَسْكَنتُ مِن ذُرِّيَّتِي بِوَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ عِندَ بَيْتِكَ الْمُحَرَّمِ رَبَّنَا لِيُقِيمُوا الصَّلَاةَ فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِّنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ وَارْزُقْهُم مِّنَ الثَّمَرَاتِ لَعَلَّهُمْ يَشْكُرُونَ)؛ فهذه مواكب الزائرين والقاصدين تتدفق عليها وكأنها تقدم عليها وتأوي إليها بقلوبها لا بأقدامها، كالمحب المشوق إذا طار قلبه إلى المعشوق.

واختتم فضيلته الخطبة بقوله: إن خدمة قاصدي الحرمين الشريفين ورعاية المسجدين المقدسين والقيام على خدمتهما والعناية بقاصديهما من أسمى المفاخر وأسنى المآثر، وهي من منن الله الجليلة على ولاة أمر هذه البلاد المباركة، أولتهما قيادة هذه البلاد عنايتها، وجعلتها موضع رعايتها، ولقد جمع الله بفضله ومنته لولاة أمر هذه البلاد هذا الشرف المديد، وهيأ لهم هذا المجد الفريد، فهي من أعظم المنن المستوجبة منا شكر الله المزيد، والدعاء لهم بعظيم الأجر وكمال التسديد.
قيم الموضوع
(1 تصويت)

احتفاءً بعيد الفطر المبارك تتقدم الهيئة العامة للعناية بشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي بالتهنئة والمعايدة لقاصدي المسجد الحرام بمناسبة عيد الفطر المبارك، معبرةً عن تمنياتها لهم بأيام سعيدة ومباركة، سائلين الله -عز وجل- أن يتقبل منهم صالح الأعمال والطاعات.

وفي ذات الشأن قدمت الهيئة صبيحة أول أيام عيد الفطر المبارك معايدة لقاصدي المسجد الحرام، انطلاقًا من مشاركة المسلمين فرحتهم في هذه المناسبة المباركة، وتعزيز روح الأخوة والتآلف بينهم وبين العاملين على خدمتهم، امتثالاً لتعاليم الشريعة الإسلامية التي تحث على تعظيم شعائر الله، وإظهار الفرح والسرور في مثل هذه المناسبات السعيدة.
IMG 20240410 072720 213IMG 20240410 072719 707IMG 20240410 072719 800IMG 20240410 072720 361IMG 20240410 074421 379IMG 20240410 074428 696
قيم الموضوع
(0 أصوات)

أمّ وخطب المصلين في صلاة عيد الفطر المبارك بالمسجد الحرام معالي الشيخ الدكتور صالح بن حميد المستشار بالديوان الملكي عضو هيئة كبار العلماء واستهل خطبته الأولى قائلاً: أما بعد فأوصيكم أيها الناس ونفسي بتقوى الله ، فاتقوا الله رحمكم الله ، واعلموا أن الودَّ بين الأخوة نعمة ، والتواصلَ بينهم رحمة ، والنعمة يزيدها الشكر ، والبلاء يخففه الصبر ، والذنب يمحوه الاستغفار.

الله أكبر الله أكبر ، لا إله إلا الله ، الله أكبر الله أكبر ، ولله الحمد.

عيدكم مبارك ، كتب الله لكم سعادة إهلاله، ورزقكم بركة كماله ، وزادكم من فضله ونواله ، ووفقكم لفرضه ونفله ، وصالح أعماله ، وقرن عيدكم بالقبولِ ، وإدراكِ المسؤول ، والفوز بالمأمول ، وقبل الله بالقبول صيامكم ، وبعظيم المثوبة قيامكم .

الله أكبر على ما حبى ، والله أكبر على ما أنعم وأولى .

عيد مبارك لولاة أمرنا لمقام خادم الحرمين الشريفين ، وسموه ولي العهد الأمين ، وعيد مبارك لأهلنا وبلادنا وللمسلمين أجمعين ، وعيد مبارك للطائفين والقائمين ، والعاكفين ، والزائرين ، وجميع قاصدي الحرمين الشريفين.

فها هي - ولله الحمد - صورُ المكرمات من هذه البلاد تتوالى ، وأنواعُ الفضائل تتسابق وتتعالى ، في كل حين ، وفي كل مرفق ، رعايةً ، وخدمةً ، واهتمامًا ، وجدًا واجتهادًا ، وتفانيًا وإتقاناً ، فالمستهدف هو قاصدو الحرمين الشريفين ، وخدمتُهم ، وتيسيرُ أمورهم ، في حلهم وترحالهم ، تسابقٌ كريم في ميادين الخير تحوزه هذه البلاد المباركة ، وقيادتهُا الصالحة.

بلاد كريمة مباركة ، قد من الله عليها بالأمن والإيمان ، والعيش الكريم ، فهي تطعم الجائع ، وتغيث الملهوف ، وتؤي اللاجئ ، وتمسح رأس اليتيم.

أما ضيوف الرحمن فخدمتهم شرف ، وتيسير مناسكهم هدف ، والبذل من أجلهم قربة .

الله أكبر الله أكبر ، ، اطَّلعَ فستر ، وعَلِم فغفر ، وقَصَم من تجبر وكفر .

العيد – حفظكم الله – مناسبة كريمة لتصافي القلوب ، ومصالحة النفوس ، والتحببِّ إلى الأخوة ، وزيادةِ الصلة في القربى.

وبين أيديكم خلق عظيم ، وفن من فنون التعامل لا يتقنه إلا الحليم ، وأدبٌ رفيع لا يحسنه إلا الأفاضلُ من القوم ، والكرامُ من الناس ، خلق من أرقى شيم ذوي الهمم ، يحفظ الكرامة ، ويكسو المهابة ، ويرفع المكانة ، خلق به تعلو المنازل، إنه خلق التغافل والتسامح.

معاشر الإخوة : التغافل أقوم الطرق وأحسنها للتعامل مع الناس إذا صدر منهم ما يغيظ ، أو بدر منهم ما يسوء.

معاشر الإخوة : التغافل – حفظكم الله – هو ترك ما لا يعنى ، والحرص على ما ينفع ، وتحمل الأذى الصغير من أجل دفع الأذى الكبير.

التغافل إعراض عما لا يستحسن من القول والفعل ، والتصرف ، وغض الطرف عن الهفوات ، والترفعُ عن الصغائر.

معاشر المسلمين : المتغافل النبيل يتعمد الغفلة عن الأخطاء والعيوب التي يراها ، وهو مدرك لها عالم بها ، ولكنه يغض عنها تكرما وترفعاً ، وفضلا ونبلاً.

و المتسامح ذو إرادة قوية ، ونفسٍ راقية ، يقدر الشعور الإنساني ، يجبر الخاطر ، ويحافظ على الحياء ، تقوده الحكمة ، ويحكمه العقل ، ولا يجره هوى ، ولا تغلبه شهوة.

معاشر الأحبة : من صلة الرحم نشر التغافل ، ومن دعائم الاستقرار في البيوت التغافل ، ومن المعاشرة بالمعروف التغافل ، وذو الرحم لا يستقصي من رحمه ، فإن الاستقصاء فُرقة.

بلغ الإمامَ أحمد رحمه الله أن عثمان بن زائدة قال: العافية عشر أجزاء تسعة منها في التغافل ، فقال الإمام أحمد : العافية عشرة أجزاء كلها في التغافل.

ومن جميل ما قيل: من سوء خلقك وقوع بصرك على سوء خلق غيرك، ومن تمسك بزمام التغافل ملك زمام المروءة ، وما الفاضل إلا الفطن المتغافل.

واستهل معاليه خطبته الثانية قائلاً: أيها المسلمون : العيد مناسبة جليلة لمزيد من الترابط والتآلف : أفشوا السلام ، وتبادلوا التهاني ، وتصالحوا ، وتسامحوا ، وتغافلوا .

أيها المسلمون : التمسوا بهجة العيد في رضا ربكم ، والإقلاع عن ذنبكم ، والازدياد من صالح أعمالكم.

واعلموا إن من مظاهر الإحسان بعد رمضان استدامةَ العبد على الطاعة ، وإتباعَ الحسنة الحسنة ، وقد ندبكم نبيكم محمد صلى الله عليه وسلم ، بأن تُتْبِعوا رمضان بست من شوال ، فمن فعل ذلك فكأنما صام الدهر كله، تقبل الله منا ومنكم وأعاننا على ذكره ، وشكره ، وحسن عبادته.
IMG 20240410 071919 443
قيم الموضوع
(0 أصوات)
أعلن سعادة الرئيس التنفيذي لهيئة العناية بشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي المهندس غازي بن ظافر الشهراني عن نجاح الخطة التشغيلية لموسم رمضان 1445هـ، وتحقيقها لأهدافها، وإنجاز المؤشرات والمستهدفات لكافة الأصول والخدمات بالحرمين الشريفين، وذلك لتمكين ضيوف الرحمن من أداء مناسكهم بيسر وسهولة. 

وأكد الرئيس التنفيذي أن خطة هذا العام بنيت على عدد من الركائز من أهمها: صياغة نموذج تشغيلي للخدمات الرئيسية، ووضع مستهدف لكل أصل وخدمة تقدمها الهيئة، وتعزيز الإشراف الميداني والجولات الرقابية، وحوكمة الأعمال والخدمات لرفع جودتها والطاقة التشغيلية لها، وتحفيز الموظفين والموظفات الميدانيين المتميزين؛ وذلك لتحسين تجربة القاصد الكريم، وعكس الصورة الإيجابية لمستوى الخدمات المتميز الذي تقدمه الدولة "رعاها الله" لخدمة ضيوف الرحمن.

كما عملت الهيئة على تعزيز التكامل والمواءمة مع مختلف الشركاء العاملين في خدمة الحرمين الشريفين وتمكينهم من أداء أدوارهم بشكل فعال.

وفي ختام تصريحه رفع سعادة المهندس غازي بن ظافر الشهراني، الشكر والامتنان إلى خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود "حفظه الله" وولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز آل سعود "حفظه الله" على ما يوليانه من عناية ورعاية لخدمة الحرمين الشريفين وقاصديهما.
قيم الموضوع
(0 أصوات)
أعلن المتحدث الرسمي للهيئة العامة للعناية بشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي المهندس ماهر بن منسي الزهراني أبرز الإحصائيات لموسم رمضان المبارك لعام 1445هـ، والذي شهد تنوع في الخدمات المقدمة لضيوف الرحمن من زائرين ومعتمرين في عدة مجالات.

وأوضح سعادته أنّ من أبرز الخدمات النوعية والحديثة في موسم هذا العام 1445هـ إنشاء وتشغيل مركزين لضيافة الأطفال في التوسعة السعودية الثالثة بجوار مستشفى الحرم للطوارئ، تستوعب قرابة (2000) طفل يومياً، ومركزًا للمفقودات في الساحة الشرقية من المسجد الحرام، يتيح للقاصد تقديم البلاغات بسهولة عبر الإنترنت، وأيضًا توفير (101) عربة كهربائية تتسع لـ 6 الى 10 أشخاص خُصصت لنقل كبار السن وذوي الإعاقة في سطح المطاف، و(2700) عربة كهربائية صغيرة تتسع لشخص او شخصين تسهل على المعتمرين أداءهم للطواف والسعي بكل يسر وسهولة.

وأضاف الزهراني أنّ أعمال النظافة للمسجد الحرام والمطاف بمعدل 10 مرات يوميا، حيث قام أكثر من (6434) عامل في تنظيف المسجد الحرام باستخدام (5633) معدة و (63) ألف لتر من المطهرات، وتوفير مياه زمزم المبارك داخل المسجد الحرام وفي صحن المطاف كانت من أولويات الخدمات المقدمة لضيوف الرحمن في هذا الموسم، حيث تم استهلاك ( 35 ) الف م3 من ماء زمزم المبارك، وتوزيع مليون عبوة زمزم و استخدام (70) مليون كاسة بلاستيكية من قبل ضيوف الرحمن خلال هذا الموسم المبارك.

وأبان أنّ في المسجد الحرام أعمال الكتروميكانيكية وفنية تتابعها الهيئة بحرص شديد على مدار اليوم والليلة؛ كأعمال الإنارة بالمسجد الحرام والصوتيات والتهوية والتكييف ومتابعة عمل المصاعد والسلالم الكهربائية؛ لكي تهيئ لضيوف الرحمن أجواء تعبدية وروحانية تعينهم على أداء نسكهم وعبادتهم.

وأشار إلى دور السلامة والأمن في المسجد الحرام الذي يُعنى بسلامة ضيوف الرحمن كمراقبة أنظمة المرافق العامة والكشف المبكر عن المخاطر، وفحص فعالية أنظمة الإطفاء والصيانة الدورية لصناديق الإطفاء وأجهزة الإنذار، وإزالة أية عوائق تعيق حركة القاصدين، والمساهمة في تنظيم الدخول عبر السلالم الكهربائية، وتنسيق توجيه المصلين إلى الأدوار العلوية، وتنظيم الممرات المؤدية إلى صحن الطواف والسعي، وتوجيه الزوار إلى المصلى المخصص لسنة الطواف، مع اهتمام خاص لتنظيم مصلى الجنائز واستقبال ذويهم.

ونوّه سعادته بالدور الرقمي والذي يستهدف المسلمين غير القاصدين في أنحاء العالم، فتنقل لهم عبر الأثير خطب المسجد الحرام وصلاتي التراويح والقيام عبر تطبيق منارة الحرمين، حيث بلغت احصائيات منصة منارة الحرمين خلال شهر رمضان المبارك لعام 1445هـ (4.3) مليون مستفيد من الخطب والدروس المباشرة والمسجلة وأكثر من نصف مليون مستفيد من البث المباشر لخطب الجمعة، كما يوفر لهم خدمات متنوعة منها الإجابة عن الاستفسارات الشرعية وتصفح القرآن الكريم بعدة لغات.

وفي الجانب الإعلامي حققت الرسائل التوعوية الإعلامية متابعات ولاقت صدى في جميع وسائل التواصل الاجتماعي ومن أبرز هذه الجهود إطلاق فيلم " أنا الفريدة " السينمائي عبر الشاشات والقنوات الإعلامية والإخبارية والتواصل الاجتماعي والذي حصد أكثر من (12) مليون مشاهدة، ويحكي الفيلم عن الكعبة المشرفة كما لم ترها من قبل، في مشاهد تلامس الوجدان وتحبس الأنفاس وتأخذ المشاهد في جولة روحانية فريدة بالقرب من الكعبة المشرقة.

وعرّج على الجانب الإثرائي الذي يُعنى بإثراء تجربة ضيوف الرحمن والتعريف بالخدمات المقدمة للقاصدين، فقد أُقيمت معارض بالتوسعة السعودية الثالثة في المسجد الحرام؛ وهي (المعرض التوعوي الرقمي، ومعرض معالم الكعبة المشرفة) لتعرفّ بالخدمات المقدمة في المسجد الحرام وطرق الاستفادة القصوى منها، مما يعزز من توعية ضيوف الرحمن بما تقدمه الهيئة لهم في المسجد الحرام، وكذلك استقبال الزوار لمجمع الملك عبدالعزيز لكسوة الكعبة المشرفة والتعرف على مراحل تصنيع الكسوة وآلية انتاجها، وأيضا اتاحة الفرصة لطلاب العلم والباحثين بزيارة مكتبة المسجد الحرام على مدار الساعة.

واختتم سعادة المهندس ماهر بن منسي الزهراني تصريحه بشكر الله عزّ وجل ثم لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وسمو ولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان حفظهم الله على حرصهم وعنايتهم، والشكر موصول لرئيس مجلس إدارة الهيئة العامة للعناية بشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي معالي الدكتور توفيق الربيعة على حرصه لإنجاح هذا الموسم المبارك، سائلاً المولى عزوجل أن يؤيدنا بتوفيقه وامتنانه حتى نحقق أسمى أهداف رؤية المملكة العربية السعودية 2030 ليصل عدد المعتمرين والزائرين في المسجد الحرام إلى 30 مليون زائر في ظل عناية ولاة الأمر -حفظهم الله- بالحرمين الشريفين وقاصديهما.
photo1712678400 7photo1712678400 10photo1712678400 9photo1712678400 4photo1712678400 2msg233677939 18283photo1712678400 15
قيم الموضوع
(2 أصوات)

تعمل الهيئة العامة للعناية بشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي خلال شهر رمضان على تحقيق راحة القاصدين، من خلال توفير كافة الخدمات والتسهيلات اللازمة التي تساعدهم على أداء النُسك بيسر وطمأنينة، وتحرص على تعزيز سلامتهم وضمان وصولهم بسهولة، لتجربة دينية مريحة.


النظافة والتطهير:

تعمل الفرق الميدانية على نظافة المسجد الحرام بشكل مستمر، حيث يتم غسله 10 مرات يومياً من خلال 4000 عامل وعاملة، مع استخدام 2500 لتر من المعطرات، و120 ألف لتر من المطهرات يومياً، كما يتم غسل صحن المطاف بعد صلاة المغرب في 20 دقيقة فقط بمساعدة 200 عامل و2000 لتر من المياه.


خدمات المعتكفين:

تهيئ للمعتكفين أماكن مخصصة تتوفر من خلالها خدمات تُعينهم مثل: خدمات السقيا، وتقديم وجبات الإفطار والسحور، وخدمات النظافة، والطيب والبخور، وحقيبة هدية "مصحف"، كما تتوفر عيادات طبية متكاملة للمحافظة على صحة المعتكفين وسلامتهم، بالإضافة إلى تقديم سلسلة من المحاضرات العلمية والإرشادية.


مراكز رعاية للطفل وعربات للطواف:

تتوفر للقاصد خدمات متنوعة أخرى تشمل: العربات اليدوية والكهربائية والجولف التي تسهل التنقل داخل المسجد الحرام، ومركزان لضيافة الأطفال يقدمان خدمات تناسب أعمارهم واحتياجاتهم.


مركز للمفقودات:

اتيح للقاصد خلال شهر رمضان المبارك الاستفادة من مركز المفقودات والذي يقع في الساحة الشرقية من المسجد الحرام، والذي يُمكنه من تقديم البلاغات بسهولة عبر الإنترنت عبر منصة (أبشر).


آراء المستفيدين:

أعرب العديد من قاصدي المسجد الحرام عن سعادتهم بالخدمات المقدمة خلال موسم رمضان، حيث أفادوا أن من ضمن الخدمات التي سهلت عليهم أداء عبادتهم إلحاق أبنائهم في مراكز الضيافة دون قلق على سلامتهم، كما أشاد مستفيدو خدمة العربات الكهربائية "القولف" المستحدثة في سطح المسجد الحرام والمسعى بجودتها وفعاليتها في تسهيل أداء مناسكهم.
قيم الموضوع
(2 أصوات)
تيسيرًا على قاصدي المسجد الحرام وسعيًا لراحتهم، أطلقت الهيئة العامة للعناية بشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي مركزاً للمفقودات في الساحة الشرقية من المسجد الحرام، يتيح للقاصد تقديم البلاغات بسهولة عبر الإنترنت، بالإضافة إلى توفير قنوات اتصال مباشرة للتواصل السريع والفعال.

وتعمل الخدمة على مدار الساعة بواسطة قوة أمن المسجد الحرام، ويتلقى الفريق البلاغات بطريقة إلكترونية عبر بوابة وزارة الداخلية (أبشر)، مع إمكانية إرفاق المستندات أو الصور الداعمة للبلاغ، وعقب استلام البلاغ يتم جمع وفرز المفقودات وتوثيقها باستخدام نظام آلي مخصص للمفقودات، لتُعاد لاحقًا لأصحابها.

ويمكن للقاصد الاستفادة من الخدمة عبر التقدم ببلاغ في منصة أبشر باتباع الخطوات التالية:-
1 – ادخل بوابة وزارة الداخلية (أبشر).
2 – اختر الخدمات الإلكترونية.
3 – اختر نظام الرسائل والمعاملات الإلكترونية.
4 – اختر قوة أمن المسجد الحرام.
5 – دوّن البلاغ وأرفق المستندات أو صور المفقودات عند توفرها.
6 – عند إرسال البلاغ سيتم تزويدك برقم مرجعي للبلاغ.

يذكر أن تنفيذ الخدمة يتم عبر كادر يجيد التعامل بلغات عدة لضمان التفاعل مع ضيوف الرحمن، كما تم تخصيص أرقام اتصال خاصة لاستقبال البلاغات عن المفقودات على مدار الساعة، من خلال رقم الواتساب للتواصل المباشر 0504321147 أو الرقم الثابت 0125751204 تحويلة 106.