يعد الحرمان الشريفان أهم وأولى اهتمامات المملكة العربية السعودية منذ عهد المؤسس -طيب الله ثراه- جلالة الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود-رحمه الله- وحتى عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، وولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان آل سعود-حفظهما الله - لما لها من مكانة عظيمة وجليلة في قلوب المسلمين؛ فسخر الله لها رجالاً يعتنون بهما وبقاصديهما يهتمون بالحجاج والمعتمرين ساعين إلى تمكين ضيوف الرحمن من أداء مناسكهم وشعائرهم على أكمل وجه في ظلال الأمن والأمان الذي تنعم به المملكة العربية السعودية ولله الحمد والمنّة.
المشاريع في المسجد الحرام منذ عهد المؤسس
انطلقت مشاريع توسعة الحرم المكي الشريف منذ عام 1344هـ، عندما أمر الملك عبد العزيز آل سعود -رحمه الله- بصيانة شاملة للمسجد الحرام. شملت ترميم وطلاء مظلة مقام إبراهيم عليه السلام، وقبة زمزم، وشاذروان الكعبة المشرفة. وفي عام 1373 هـ أُدخلت الكهرباء وأضيء المسجد الحرام بالكامل ووُضعت فيه المراوح الكهربائية.
التوسعة السعودية الأولى
(الرواق السعودي)
ثم اتسعت مساحة الحرم المكي الشريف في عهد الملك سعود والملك فيصل والملك خالد -رحمهم الله- مع استمرار عمليات التوسعة والتطوير، لتصبح مساحة الحرم 193 ألف متر مربع، وتبلغ طاقته الاستيعابية قرابة 400 ألف مصلٍ.
التوسعة السعودية الثانية
وضع خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز -رحمه الله- في عام 1409هـ حجر الأساس لأكبر توسعة للحرم المكي في حينها، والتي شملت إضافة جزء جديد إلى المسجد من الناحية الغربية، والاستفادة من السطح العلوي للمسجد، لتصل مساحته إلى 61 ألف متر مربع، وإجمالي القدرة الاستيعابية للحرم 1.5 مليون مصلّ، كذلك بنيت مئذنتان جديدتان ليصبح إجمالي عدد المآذن وقتها 9 مآذن بارتفاع 89 مترًا للمئذنة.
التوسعة السعودية الثالثة
وبتزايد أعداد زوار بيت الله الحرام أمر خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز -رحمه الله- بالبدء في مشروع توسعة جديد يهدف إلى إحداث أكبر توسعة للحرم المكي الشريف، شملت تطوير الحرم في مختلف النواحي العمرانية والفنية والأمنية.
ثم دشَّن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز –أيده الله- خمسة مشاريع رئيسية ضمن المشروع الشامل للتوسعة السعودية الثالثة وهي: مشروع مبنى التوسعة الرئيسي، ومشروع الساحات، ومشروع أنفاق المشاة، ومشروع محطة الخدمات المركزية للمسجد الحرام، ومشروع الطريق الدائري الأول المحيط بمنطقة المسجد الحرام.
وقام ولي العهد، صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، بجولات عديدة على مستويات الإنجاز بالتوسعة السعودية الثالثة، والمشاريع المرتبطة بالخدمات المقدمة لزوار بيت الله الحرام، والمنجزات المتعلقة بزيادة الطاقة الاستيعابية بالمسجد الحرام لاستقبال الزوار والمعتمرين من ضيوف الرحمن، في إطار تحقيق أحد أهداف رؤية السعودية (2030) باستقبال أكثر من 30 مليون معتمر.
ويُعدُّ مشروع التوسعة السعودية الثالثة نقلة نوعية في تاريخ المسجد الحرام؛ إذ بلغ إجمالي مسطح المبنى (345.000م2)، ويصل أعداد المصلين إلى (300000) مُصَلٍّ، ويحوي ساحات ومسطحات وجسورًا تبلغ مساحاتها (239000م2)، وتصل قدرتها الاستيعابية إلى (566000) مُصلٍّ. أما مسطح مبنى الخدمات (المصاطب) فتبلغ مساحته (730000م2)، وقدرته الاستيعابية تقدر بـ(264000) مُصلٍّ.
وتشمل التوسعة السعودية الثالثة (4) منارات، بارتفاع (135م)، ويبلغ عدد السلالم الكهربائية بكامل المشروع (680) سُلمًا؛ لتسهيل عملية تنقل الزوار في أرجاء التوسعة. كما تقدر مساحة مسطحات كامل المشروع بـ (1371000م2).
ويصل إجمالي المصاعد الكهربائية بمشروع توسعة المسجد الحرام إلى (140) مصعدًا موزعة على (44) مصعدًا في مبنى التوسعة، و(42) مصعدًا في الساحات، و(64) مصعدًا بمبنى المصاطب، و(24) بمبنى المنارات، ومبنى الإخلاء (6) مصاعد. كما تتراوح قدرة تحملها بين (1600) كجم لمصاعد الزائرين، و(2500) كجم لمصاعد الخدمات، و(7000) كجم لبعض مصاعد خدمات مبنى التوسعة.
الرواق السعودي
بعد أن بدأت أعداد الحجاج بالازدياد رأى الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود -رحمه الله-، الحاجة لعمل "رواق سعودي" جديد وتوسعة كبرى جديدة في المسجد الحرام تكون خلف الرواق العباسي. وقد أمر بالبدء للتخطيط لهذه التوسعة ومعرفة الحاجة للمساحات التي سيتم استخدامها لـ "الرواق السعودي".
وبدأ العمل على الرواق السعودي في عهد الملك سعود عام (1375هـ/1955م) الذي أعلن في بيان تاريخي عن تحقيق رغبة الملك عبدالعزيز بالبدء بتوسعة المسجد الحرام، واستمر بناء الرواق في عهد الملك سعود والملك فيصل والملك خالد -رحمهم الله- بين عامي (1375 / 1396هـ - 1955 / 1976م)، كما استمر تطويره حتى وقتنا الحاضر.
وتبلغ مساحة الرواق السعودي حاليًا (210) آلاف متر مربع، ويستوعب (287) آلاف مصلٍ و(107) آلاف طائف في الساعة تقريباً.
ويعد الرواق السعودي بشكله الجديد استكمالًا لعقد الرواق العباسي، ويتكون من 4 أدوار دور الصحن، والدور الأرضي، والدور الأول و"الميزانين". ويمتد الرواق السعودي من الناحية الغربية حينما أمر الملك فهد بن عبدالعزيز -رحمه الله- بإضافة جديدة للرواق السعودي، وقد بلغ عدد الأعمدة في هذه التوسعة حوالي (1500) عمود مكسو بالرخام الأبيض، إضافة إلى عدد من القباب على سطح الأروقة، وفي عهد الملك فهد بن عبدالعزيز رحمه الله أصبحت مساحتها حوالي (365) ألف متر مربع والطاقة الاستيعابية حوالي مليون مصلٍ، وتضمن الرواق السعودي بعد هذا الامتداد باباً جديداً وهو باب الملك فهد.
وامتدت مساحة الرواق السعودي من الجهة الشمالية بإضافة جديدة بدأت في عهد الملك عبدالله بن عبدالعزيز -رحمه الله- واكتملت في عهد الملك سلمان بن عبدالعزيز حفظه الله، حيث أصبحت مساحة المسجد الحرام حوالي مليون متر مربع، بطاقة استيعابية حوالي مليوني مصلٍ، وتضمن عددا كبيرا من الأعمدة وباباً يحمل اسم باب الملك عبدالله بن عبدالعزيز.
وعلى مر السنين أكمل ملوك المملكة العربية السعودية بناء الرواق السعودي الذي حول مساحة المسجد الحرام من حوالي (12) ألف متر مربع إلى أكثر من مليون متر مربع، وارتفعت الطاقة الاستيعابية أضعافاً مضاعفة مما كان عليه.
كسوة الكعبة المشرفة وعناية المملكة العربية السعودية بها
توالى الاهتمام والعناية بصناعة الكسوة منذ عهد المؤسس الملك عبد العزيز بن عبدالرحمن آل سعود -رحمه الله- وأبنائه من بعده، ففي بدايات الثمانينات الهجرية أمرَ الملك سعود بن عبد العزيز –رحمه الله- بتجهيز مصنع كسوة الكعبة المشرفة، وأسندَ هذه المهمة حينها إلى أخيه الملك فيصل، الذي كلَّفَ وزيرَ الحج والأوقاف حسين عرب فاختار مبنى تابعا لوزارة المالية في جرول حيث تم الانتهاء من أول كسوة تصنع بالمصنع الجديد بعد عمل استمر ثلاثة أشهر وكُتب عليها نص الإهداء التالي: "صُنعت هذه الكسوة في مكة المكرمة وأهداها إلى الكعبة المشرفة الملك سعود بن عبد العزيز آل سعود تقبل الله منه ".
واستمرت هذه العناية في عهد الملك فيصل بن عبدالعزيز، ثم الملك خالد، والملك فهد - رحمهم الله -، حيث انتقل مصنع كسوة الكعبة سنة (1397)هـ إلى مبناه الجديد بأم الجود وجُهّز بأحدث الماكينات المتطورة في الصناعة وظلت حتى الآن تصنع في أبهى صورها.
وصدرت موافقة الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود - رحمه الله - على تحديث وتغيير الأنظمة الإلكترونية والأجهزة الكهربائية والمعدات الميكانيكية بمصنع كسوة الكعبة المشرفة بما يوافق الأنظمة المستحدثة، وتعدُ هذه الخطوةُ نقلةً تطويريةً متقدمةً في مجال صناعة رداء الكعبة المشرفة.
وتكريماً للملك المؤسس، صَدَرَتْ موافقةُ خادمِ الحرمينِ الشريفينِ الملكِ سلمانَ بنِ عبدِ العزيزِ آل سعود - حفظه الله - يوم الثلاثاء 13 شعبان 1439 هـ بتغير مسمى مصنع كسوة الكعبة المشرفة إلى مجمع الملك عبد العزيز لكسوة الكعبة المشرفة الذي يعدُّ من أكبر مجمعات تصنيع الحرير وتطريزه ونحته، ابتداءً من تصنيع الخيوط الحريرية وحياكتها وطباعة الرموز على القماش الحريري.
ويدخلُ بعدها إلى قسم التطريز بالمذهبات ثم يحوّل لقسم التجميع ثم الحشو للحروف بالقطن لإعطاء البروز والجمال للحرف في أثناء التطريز، ثم بعد ذلك يقومون بعملية التطريز التي تكون بالأسلاك الفضية المطلية بماء الذهب والأسلاك الفضية المخالصة، ثم يكون الثوب جاهزاً للاستبدال.
وقد منَّ اللهُ على المملكة العربية السعودية باستدامة هذه الصناعة وتطويرها وإدخال كل السبل التقنية الحديثة التي أسهمت في تمكين المجمع من إنتاج الثوب، ومن أهم ما تم استحداثه في عهد خادم الحرمين الشريفين الملكِ سلمانَ بنِ عبدِالعزيز آل سعود -حفظه الله- توفير ماكينة "تاجيما"، وماكينة الجاكارد، التي تقوم بصناعة ثوب الكعبة المشرفة المنقوش بالتسبيحات والقناديل المذهبة والكلمات وهي: "يا الله، وسبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم، يا ديّان، يا منّان، ولا إله إلا الله محمد رسول الله"، وتتم هذه العملية بواسطة الفريق الفني المختص من الأيدي الوطنية المدربة المؤهلة على هذه الماكينة التي تحتوي على أكثر من 9 آلاف وتر من الحرير، والثوب تستغرق صناعته من 6 إلى 8 أشهر، ويعمل في صناعته أكثر من (200) صانع على مدار السنة.
وتمرُّ مراحلُ كسوة الكعبة المشرفة بمجموعة من الأقسام الفنية والتشغيلية، وتبدأ بمرحلة الصباغة وهي أولى مراحل إنتاج الكسوة بالمصنع حيث يزود قسم الصباغة بأفضل أنواع الحرير الطبيعي الخالص في العالم، ثم النسيج الآلي الذي يحتوي على العبارات والآيات القرآنية والمنسوخة، ثم قسم المختبر الذي يقوم بإجراء الاختبارات المتنوعة للخيوط الحريرية والقطنية؛ من أجل التأكد من مطابقتها المواصفات القياسية المطلوبة من حيث قوة شد الخيوط الحريرية ومقاومتها لعوامل التعرية، إضافةً إلى عمل بعض الأبحاث والتجارب اللازمة لذلك، يأتي بعدها مرحلة الطباعة التي يتكون منها قسم الحزام والتطريز وقسم خياطة الكسوة، ثم وحدة العناية بكسوة الكعبة المشرفة.
وكسوة الكعبة التي تزن (850) كيلوجراما، ومقسمة على (47) قطعة قماش بعرض (98) سم، وارتفاع (14)، تطرز بخيوط من الذهب والفضة، ويصل عدد قطع المذهبات إلى (54) قطعة على الكعبة، في قسم متخصص باسم "تطريز المذهبات" بالمجمع، وذلك باستخدام (120) كيلو جراما من المذهبات، و(100) كيلو جرام من الفضة المطلية بماء الذهب، و (760) كيلو جراما من الحرير.
وعند الانتهاء من جميع مراحل الإنتاج والتصنيع، وفي منتصف شهر ذي القعدة، يقامُ حفلٌ سنوي في مصنع كسوة الكعبة المشرفة وتسلَّمُ الكسوة إلى كبير سدنة بيت الله الحرام، الذي بدوره يقوم بتسليمها إلى الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام المسجد النبوي، وصدر أمر ملكي بتسليم كسوة الكعبة في العاشر من شهر ذي الحجة.
وتأتي آخر قطعة يتم تركيبها وهي "ستارة باب الكعبة المشرفة" من أصعب مراحل عملية تغيير الكسوة، وبعد الانتهاء منها يرفع ثوب الكعبة المبطن بقطع متينة من القماش الأبيض، وبارتفاع نحو ثلاثة أمتار من شاذروان (القاعدة الرخامية للكعبة) المعروفة بعملية "إحرام الكعبة" ويرفع ثوب الكعبة.
المشاريع في المسجد النبوي الشريف
جرت في عهد الملك عبد العزيز آل سعود -رحمه الله- عدة إصلاحات للمسجد النبوي الشريف، ففي سنة 1365هـ وبعد تصدّع في بعض العقود الشمالية من المسجد، وتفتت في بعض حجارة الأعمدة في تلك الجهة بشكل لافت للنظر، صدر أمر الملك بعد دراسة المشروع بإجراء العمارة والتوسعة للمسجد، وصرف ما يحتاج إليه المشروع من نفقات دون قيدٍ أو شرط مع توسيع الطرق حوله، وأعلن الملك في خطاب رسمي سنة 1368هـ عزمه توسعة المسجد النبوي الشريف وبدء المشروع، وفي سنة 1370هـ بدأت أعمال الهدم للمباني المجاورة للمسجد النبوي الشريف.
انتهت العمارة والتوسعة في سنة 1375هـ، في عهد جلالة الملك سعود بن عبد العزيز -رحمه الله- وكانت بالأسمنت المسلح، ونتج عن هذه التوسعة أن أُضيف إلى مسطح المسجد 6033 مترًا مربعًا، واحتفظ بالقسم القبلي من العمارة المجيدية كما هو، ليصبح مجمل العمارة السعودية 12 ألفًا و271 مترًا مربعًا.
وأقيمت التوسعة كمبنى هيكلي من الخرسانة المسلحة عبارة عن أعمدة تحمل عقودًا مدببة، كما قُسم السقف إلى مسطحات مربعة شُكلت على نمط الأسقف الخشبية، أما المآذن فقد بلغ ارتفاعها 72 مترًا، تتكون كل واحدة من 4 طوابق تناسقت في شكلها مع المنائر القديمة للمسجد.
كما حُليّت جدران المسجد بنوافذ جميلة وجُعل للمسجد صحنان مفصولان برواق بدلًا من واحد، وجرت تغطية أرضية المسجد بالرخام وأصبح للمسجد النبوي الشريف 10 أبواب.
أما في عهد الملك فيصل بن عبد العزيز آل سعود -رحمه الله- ولتزايد الأعداد الوافدة للمسجد النبوي خاصة في موسم الحج، فقد أصدر أمرًا بتوسعة المسجد النبوي الشريف، وكانت التوسعة من الجهة الغربية للمسجد النبوي الشريف فقط.
وتمثّلت التوسعة -سنة 1395هـ - في إضافة 35 ألف متر مربع إلى أرض المسجد النبوي الشريف، ولم تتناول عمارة المسجد نفسها بل جُهزت تلك المساحة لإقامة مصلّى كبير ومظلل يتّسع لعدد من المصلين يماثل عددهم داخل المسجد، ثم أضيفت مساحة 5550 مترًا مربعًا، وظُللت كذلك ما أتاح المجال لاسـتيعاب أعداد أكثر من المصلين.
وفي عهد الملك خالد بن عبد العزيز آل سعود -رحمه الله- نشب حريق في سوق القماشة سنة 1397هـ في الجهة الجنوبية الغربية للمسجد النبوي الشريف، وجرت إزالة المنطقة وتسوية أرضيتها، وتعويض أصحاب الدور والعقار، وإضافة المنطقة لمساحة المسجد لتبلغ 43 ألف متر مربع، وهو ميدان فسيح مظلل، أُضيف إلى أرض المسجد النبوي ولم تتناول عمارة المسجد.
واستمر الاهتمام بالمسجد النبوي في عهد الملك فهد بن عبدالعزيز آل سعود -رحمه الله- الذي أمر بإجراء دراسات لتوسعة كبرى للمسجد النبوي الشريف.
مشروع التوسعة للمسجد النبوي
في سنة 1405هـ وُضع حجر الأساس لمشروع التوسعة للمسجد النبوي، وتضمن مشروع التوسعة وعمارته إضافة مبنى جديد بجانب مبنى المسجد الحاليّ يُحيط ويتصل به من الشمال والشرق والغرب بمساحة قدرها 82 ألف متر مربع، يستوعب 167 ألف مصلٍّ.
وبذلك تصبح المساحة الإجمالية للمسجد النبوي الشريف 98 ألفًا و500 متر مربع، كما جرت تغطية سطح التوسعة بالرخام والمقدرة مساحته بـ 67 ألف متر مربع، ليستوعب 90 ألف مصلٍّ، ويسع المسجد النبوي الشريف بعد التوسعة أكثر من 257 ألف مصلٍّ ضمن مساحة إجمالية تبلغ 165 ألفًا و500 متر مربع.
وتضمَّنت أعمال التوسعة إنشاء دور سفلي بدروم بمساحة الدور الأرضي للتوسعة؛ لاستيعاب تجهيزات التكييف والتبريد والخدمات الأخرى.
واشتمل المشروع على إحاطة المسجد النبوي الشريف بساحات تبلغ مساحاتها 23 ألف متر مربع، تُغطى أرضيتها بالرخام والجرانيت وفق أشكال هندسية بطُرز إسلامية متعدّدة، خُصص منها 135 ألف متر مربع للصلاة، ويستوعب 250 ألف مصلٍّ ويمكن أن يزيد عدد المصلين إلى 400 ألف مصلٍ في حالة استخدام كامل مساحة الساحات المحيطة بالمسجد النبوي الشريف.
وجعل المشروع الطاقة الاستيعابية لكامل المسجد والساحات المحيطة به تزيد على 650 ألف مصلٍ، لتصل إلى مليون مصلٍ في أوقات الذروة، إذ تضم الساحات مداخل للمواضئ، وأماكن لاستراحة الزوار تتصل بمواقف السيارات التي توجد في دورين تحت الأرض، وخصّصت هذه الساحات للمشاة، وتضاء بوحدات إضاءة خاصة مثبتة على 120 عامود رخام.
وتضمَّن المشروع إقامة 12 مظلة ضخمة في منطقة الحصوات المكشوفة التي تقع بين المسجد القديم والتوسعة السعودية الأولى، فشيدت المظلات بنفس ارتفاع السقف لتظلل كلٌّ منها مساحة 306 أمتار مربعة، يجري فتحها وغلقها أوتوماتيكيًا، لحماية المصلين من وهج الشمس ومياه الأمطار والاستفادة من الجو الطبيعي.
أكبر توسعة للمسجد النبوي الشريف على مدى التاريخ
وفي عهد الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود -رحمه الله- دُشنت أكبر توسعة للمسجد النبوي الشريف على مدى التاريخ، إلى جانب مشروع مظلات المسجد النبوي التي أمر بها، وهي من المشاريع العملاقة، لتصل طاقة المسجد النبوي الاستيعابية بموجبها إلى مليوني مصلٍّ.
وشيّدت ضمن مشروع المظلات 436 مروحة رذاذ لتلطيف الأجواء، جرى تركيبها على 250 مظلة، في واحدة من أبهى صور العناية والخدمة التي تجسّد العناية والرعاية لمرتادي المسجد النبوي الشريف.
ويحتضن المسجد النبوي الروضة الشريفة التي تقع غربي الحجرة النبوية مباشرة، وتمتدّ إلى المنبر، وتبلغ مساحة الروضة نحو 330 مترًا مربعًا، وتبلغ أبعادها 22 مترًا من الشرق إلى الغرب، و15 مترًا من الشمال إلى الجنوب، وتضم الروضة المحراب النبوي الذي يقع في الجزء الغربي منها يفصله عن المنبر مسافة 7 أمتار تقريبًا.
ويحدّ الروضة من الجنوب سياج من النحاس يفصلها عن زيادتي عمر وعثمان -رضي الله عنهما- أما من الجهتين الشمالية والغربية فهي متصلة ببقية أجزاء المسجد.
ويميّز الروضة عن باقي مساحة المسجد أعمدتها المكسوة بالرخام الأبيض الموشّى بماء الذهب إلى ارتفاع مترين تقريبًا، وتقع إلى الناحية الشرقية من الروضة الشريفة حجرة أم المؤمنين عائشة بنت أبي بكر الصديق -رضي الله عنهما- ومن الغرب المنبر الشريف، ومن الجنوب جدار المسجد الذي به محراب النبي صلى الله عليه وسلم، ومن الشمال الخط المار شرقًا من نهاية بيت السيدة عائشة -رضي الله عنها- إلى المنبر غربًا.