الاخبار الرئيسية - AR

الاخبار الرئيسية - AR (11822)

فئات موروثة

إقامة صلاة الغائب على المغفور له أمير دولة الكويت الشقيقة بالمسجد الحرام

إقامة صلاة الغائب على المغفور له أمير دولة الكويت الشقيقة بالمسجد الحرام (0)

بتوجيه من لدن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود أقيمت صلاة الغائب على سمو الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح أمير دولة الكويت الشقيقة – رحمه الله – بالمسجد الحرام والذي وافته المنية يوم أمس الاثنين الموافق 12/2/1442هـ .
وقد أم المصلين لصلاة الغائب معالي الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي الشيخ الأستاذ الدكتور عبدالرحمن بن عبدالعزيز السديس، بحضور عدد من قيادات الرئاسة، وأوضح معالي الشيخ السديس أن إقامة صلاة الغائب على سمو الشيخ صباح الأحمد الصباح في الحرمين الشريفين تعكس عمق الترابط العميق بين دولتنا المباركة -حماها الله-ودولة الكويت الشقيقة -رعاها الله-، مؤكداً معاليه أن فقيد دولة الكويت فقيد للأمة العربية والإسلامية، داعيًا الله أن يحفظ خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين - أيدهما الله -، ويديمهما ذخرًا للوطن والمواطنين، وأن يحفظ دول الخليج من كل سوء ومكروه , وأن يرحم سمو أمير دولة الكويت وأن يسكنه فسيح جناته.

590375A9 C487 4FC7 864D 4D5693FBACDD3E7A10AC 149C 41EE 9F31 668AE8D3A458D691A152 12E5 4987 8006 8FFA9500BE46FDDFBA82 DBE1 49A5 861B 7C50D4FF21E67F87ADAE A06E 4CD2 B079 EFD3F8E1F9E6331D9F6B 4377 4620 B552 77F94AC7097B3541C52E 6DAE 49AB 9E55 BC7DE0F17A83A7FE89C2 559A 43E3 8B02 54576F25B7F5


عرض العناصر...
السلامة في المسجد الحرام تتابع سير أعمالها

السلامة في المسجد الحرام تتابع سير أعمالها (0)


عقد سعادة مساعد مدير عام السلامة مدير إدارة السلامة بالمسجد الحرام الأستاذ حسين بن حسن العسافي اجتماعاً بسعادة وكيل الإدارة الأستاذ فيصل من محمد العبدلي، ورؤساء الورديات؛ لمناقشة واستعراض الخطة التشغيلية ومهام الإدارة.

وأوضح العسافي ضرورة مواصلة ومضاعفة الجهود وتهيئة السبل لتأدية الزوار والمعتمرين نسكهم بكل ويسر وسهولة، ومتابعة استمرارية الأعمال على أكمل وجه لتحقيق السلامة في كافة أنحاء المسجد الحرام.

ويأتي الاجتماع بإشراف ومتابعة سعادة مدير عام السلامة المهندس بسام بن سعيد العبيدي وتوجهات سعادة وكيل الرئيس العام للأمن والسلامة ومواجهة الطوارئ والمخاطر الأستاذ فايز بن عبد الرحمن الحارثي؛ المبنية على توجيهات معالي الرئيس العام الشيخ الدكتور عبدالرحمن بن عبدالعزيز السديس.

عرض العناصر...
قيم الموضوع
(2 أصوات)
خطب وأم المصلين في المسجد النبوي فضيلة الشيخ أحمد بن طالب بن حميد إمام وخطيب المسجد النبوي الشريف.

وبعد أن حمد الله تعالى بدأ خطبته بقوله: أيها المؤمنون: اعلموا أنه لا أنفع للعبد من أمورٍ أَرْبَعَةِ: الاستسلام إلى الله، والتضرع إِلَيهِ، وَحُسْنِ الظن به، وَتجديد التَّوْبَة إِلَيْهِ وَلَوْ عُدْتَ إِلَى الذَّنْبِ فِي اليَوْمِ سَبْعِينَ مَرَّةً؛ ففي الاستسلام إِلَيْهِ الرَّاحَةُ مِنْ التَّدْبِيرِ مَعَهُ عَاجِلًا، وَالظَّفَرُ بِالْمُنْةِ العظمى آجلا، وَالسَّلَامَةُ مِنَ الشَّرْكِ بِالْمُنازَعَةِ، وَمِنْ أَيْنَ لَكَ أَنْ تُنَازِعَهُ فِيمَا لَا تَمْلِكُهُ مَعَهُ؟! وَأَلْقِ نَفْسَكَ فِي تملكتِهِ فَإِنَّكَ قَلِيلٌ في كثيرها، وصغير في كبيرها ، يُدَبِّرُكَ كَمَا يُدبرها، فَلَا تَخْرُجْ عَمَّا هُوَ لَكَ مِنَ العُبُودِيَّةِ، إلى ما لَيْسَ لَكَ مِن ادْعَاء وَصْفِ الربوبية، فَإِنَّ التَّدْبِيرَ وَالاخْتِيَارِ مَنْ كَبَائِرِ القُلوبِ والأسرار، وتجد ذلك في كِتَابِ اللهِ تَعَالَى، قَالَ اللهُ تعالى: (وَرَبُّكَ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَيَخْتَارُ مَا كَانَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ سُبْحَنَ اللَّهِ وَتَعلَىٰ عَمَّا يُشْرِكُونَ).

وأكمل فضيلته: وأما التضرع إلى الله تعالى ففيه نزول الزوائد، وَرَفْعُ الشَّدائِدِ، والانطواء فِي أَرْدِيَةِ المننِ، وَالسَّلَامَةُ مِنْ المحنِ، فَتُعَوضُ جَزَاء ذَلِكَ أَنْ يَتَوَلَّى مَوْلاكَ الدَّفْعَ عَنْ نَفْسِك في المضار، وَالجَلْبَ لك في المسار، وَهُوَ البَابُ الْأَعْظَمُ، وَالسَّبِيلُ الأقْوَمُ، يُؤَثِرُ مَعَ الكُفْرانِ، فَكَيْفَ لَا يُؤْثُرُ مَعَ الإيمان! أَلَمْ تَسْمَعْ قَوْلَهُ تَعَالَى : (وَإِذَا مَسَّكُمُ ٱلضُّرُّ فِى ٱلْبَحْرِ ضَلَّ مَن تَدْعُونَ إِلَّآ إِيَّاهُ ۖ فَلَمَّا نَجَّىٰكُمْ إِلَى ٱلْبَرِّ أَعْرَضْتُمْ ۚ وَكَانَ ٱلْإِنسَٰنُ كَفُورًا)؛ أَيْ: فَأَجَابَكُمْ، وَهُوَ البَابُ الَّذِي جَعَلَهُ الله تعالى بَيْنَهُ وَبَيْنَ عِبَادِهِ، تَرد وارداتُ الْأَلْطَافِ عَلَى مَنْ تَوَجَّهَ إِلَيْهِ، وَتَتَوَالَى المننُ عَلَى مَنْ وَقَفَ بِهِ عَلَيْهِ، ويصْلُ إِلَى حَقِيقَةِ العِنَايَةِ مَنْ دَخَلَ مِنْهُ إِلَيْهِ، وَمتى فَتَحَ عَلَيْكَ بِهِ فَتَحْ عَلَيْكَ مِنْ كُلِّ خَيْرَاتِهِ، وَأَوْسَعِ هِبَاتِهِ، وَتَجدُ ذلك في كِتابِ اللهِ تَعَالَى : (فَلَولَا إِذْ جَآءَهُم بَأْسُنَا تضرعوا).

وأضاف فضيلته: وَأَمَّا حُسْنُ الظَّنِّ بِاللَّهِ فَبَخ بَخٍ بِمَنْ مَنَّ اللَّهُ عَلَيْهِ بها، فَمَنْ وَجَدَها لَمْ يَفْقِدُ مِنَ الخَيْرِ شَيْئًا، وَمَنْ فَقَدَهَا لَمْ يَجِدُ مِنْهُ شَيْئًا، لا تَجِدُ لَكَ عُذْرًا عِنْدَ اللهِ أَنْفَعَ لَكَ مِنْهَا وَلَا أجدى، وَلَا تَجدُ أَدَلَّ عَلَى اللَّهِ مِنْهَا وَلَا أَهْدَى، تُعَلِّمُكَ عَنِ اللَّهِ بِمَا يُرِيدُ أَنْ يَصْنَعَهُ مَعَكَ، وَتُبَشِّرُكَ بِبَشَائِرَ لا تَقْرَأُ سُطُورَها العَيْنَانِ، وَلَا يُترجم جمُ عَنْهَا اللَّسَانُ، وَتجد ذَلِكَ فِي سُنَّةِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَاكِيًا عَنِ الله: «أَنَا عِنْدَ ظَن عَبْدِي بِي».

واختتم فضيلته الخطبة بقوله: اعلموا أن تجديد التوبة إلى الله عَيْنُ كُلِّ رُتْبَةٍ ومَقامِ، أَوَّلِهِ وَآخِرِه، بَاطِنِهِ وَظَاهِرِه، لا مَزيَّةَ لِمَنْ فَقَدَهَا، وَلَا فَقَدَ لِمَنْ وَجَدَها، مِفْتَاحُ كُلِّ خَيْرٍ ، ظَاهِرٍ وَبَاطِنِ، رُوحُ المقاماتِ وَسَبَبُ الولايات، لم يجعل الحقُّ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى رُتْبَةً دونها، إلا الظلم، فَهِيَ مَطْلُوبَةٌ مِنْ كُلِّ رَسُولٍ وَنَبِي، وَصِدِّيقٍ وَوَلِي، وَبَارٍ تَقي، وَفَاجِرٍ غَوي، وَكَافِرٍ شَقِي، وَتَجدُ ذلك في كتاب الله تعالى، قالَ اللهُ سُبْحانَهُ وَتَعَالَى: (يَأْيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ) ، فَتَقُواهُ بِالتَّوْبَةِ إِلَيْهِ، وَالنَّدَمِ بَيْنَ يَدَيْهِ، فَأَهْلُ الشَّرُورِ تَوْبَتُهُمْ بِالخُرُوجِ مِنْ شُرُورِهِمْ، وَأَهْلُ الخيورِ تَوْبَتُهُمْ بِعَدَمِ الوُقوفِ مَعَ خُيُورِهِمْ، وِرْدًا كَانَتْ أَوْ وَارِدًا، كلاهُما مَعَ عدم الوقوفِ مَعَهُما واحِدٌ، (مِّلَّةَ أَبِيكُمْ إِبْرَاهِيمَ ۚ هُوَ سَمَّاكُمُ الْمُسْلِمِينَ)، وَإِنَّ مِنْ مِلَةِ إِبْرَاهِيمَ عَدَمَ الوُقوفِ مَعَ الفانِيَاتِ، وَالانْقِطَاعَ عَنْ نَظَرِ الكَائِنَاتِ، قَالَ اللَّهُ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى مُخبرًا عَنْهُ: (لَآ أُحِبُّ الْأَفِلِينَ)؛ وبالجُمْلَةِ، مَنْ لم يَنْفَعُهُ القليل، لم يَنْفَعُهُ الكَثِيرُ، وَمَنْ لَّمْ تَنْفَعُهُ الإِشَارَةُ، لَمْ تَنْفَعُ فيه العبارة، وإذا أَفْهَمَكَ اللهُ، لَمْ يَنقَطِعُ سَمَاعُكَ، وَلَمْ يَتَحَيَّنِ انْتِفَاعُكَ.
قيم الموضوع
(3 أصوات)
يعد الحرمان الشريفان أهم وأولى اهتمامات المملكة العربية السعودية منذ عهد المؤسس -طيب الله ثراه- جلالة الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود-رحمه الله- وحتى عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، وولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان آل سعود-حفظهما الله - لما لها من مكانة عظيمة وجليلة في قلوب المسلمين؛ فسخر الله لها رجالاً يعتنون بهما وبقاصديهما يهتمون بالحجاج والمعتمرين ساعين إلى تمكين ضيوف الرحمن من أداء مناسكهم وشعائرهم على أكمل وجه في ظلال الأمن والأمان الذي تنعم به المملكة العربية السعودية ولله الحمد والمنّة. 
المشاريع في المسجد الحرام منذ عهد المؤسس
انطلقت مشاريع توسعة الحرم المكي الشريف منذ عام 1344هـ، عندما أمر الملك عبد العزيز آل سعود -رحمه الله- بصيانة شاملة للمسجد الحرام. شملت ترميم وطلاء مظلة مقام إبراهيم عليه السلام، وقبة زمزم، وشاذروان الكعبة المشرفة. وفي عام 1373 هـ أُدخلت الكهرباء وأضيء المسجد الحرام بالكامل ووُضعت فيه المراوح الكهربائية.

التوسعة السعودية الأولى
(الرواق السعودي)
ثم اتسعت مساحة الحرم المكي الشريف في عهد الملك سعود والملك فيصل والملك خالد -رحمهم الله- مع استمرار عمليات التوسعة والتطوير، لتصبح مساحة الحرم 193 ألف متر مربع، وتبلغ طاقته الاستيعابية قرابة 400 ألف مصلٍ.
التوسعة السعودية الثانية
وضع خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز -رحمه الله- في عام 1409هـ حجر الأساس لأكبر توسعة للحرم المكي في حينها، والتي شملت إضافة جزء جديد إلى المسجد من الناحية الغربية، والاستفادة من السطح العلوي للمسجد، لتصل مساحته إلى 61 ألف متر مربع، وإجمالي القدرة الاستيعابية للحرم 1.5 مليون مصلّ، كذلك بنيت مئذنتان جديدتان ليصبح إجمالي عدد المآذن وقتها 9 مآذن بارتفاع 89 مترًا للمئذنة.
التوسعة السعودية الثالثة
وبتزايد أعداد زوار بيت الله الحرام أمر خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز -رحمه الله- بالبدء في مشروع توسعة جديد يهدف إلى إحداث أكبر توسعة للحرم المكي الشريف، شملت تطوير الحرم في مختلف النواحي العمرانية والفنية والأمنية.
ثم دشَّن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز –أيده الله- خمسة مشاريع رئيسية ضمن المشروع الشامل للتوسعة السعودية الثالثة وهي: مشروع مبنى التوسعة الرئيسي، ومشروع الساحات، ومشروع أنفاق المشاة، ومشروع محطة الخدمات المركزية للمسجد الحرام، ومشروع الطريق الدائري الأول المحيط بمنطقة المسجد الحرام.

وقام ولي العهد، صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، بجولات عديدة على مستويات الإنجاز بالتوسعة السعودية الثالثة، والمشاريع المرتبطة بالخدمات المقدمة لزوار بيت الله الحرام، والمنجزات المتعلقة بزيادة الطاقة الاستيعابية بالمسجد الحرام لاستقبال الزوار والمعتمرين من ضيوف الرحمن، في إطار تحقيق أحد أهداف رؤية السعودية (2030) باستقبال أكثر من 30 مليون معتمر.

ويُعدُّ مشروع التوسعة السعودية الثالثة نقلة نوعية في تاريخ المسجد الحرام؛ إذ بلغ إجمالي مسطح المبنى (345.000م2)، ويصل أعداد المصلين إلى (300000) مُصَلٍّ، ويحوي ساحات ومسطحات وجسورًا تبلغ مساحاتها (239000م2)، وتصل قدرتها الاستيعابية إلى (566000) مُصلٍّ. أما مسطح مبنى الخدمات (المصاطب) فتبلغ مساحته (730000م2)، وقدرته الاستيعابية تقدر بـ(264000) مُصلٍّ.

وتشمل التوسعة السعودية الثالثة (4) منارات، بارتفاع (135م)، ويبلغ عدد السلالم الكهربائية بكامل المشروع (680) سُلمًا؛ لتسهيل عملية تنقل الزوار في أرجاء التوسعة. كما تقدر مساحة مسطحات كامل المشروع بـ (1371000م2).

ويصل إجمالي المصاعد الكهربائية بمشروع توسعة المسجد الحرام إلى (140) مصعدًا موزعة على (44) مصعدًا في مبنى التوسعة، و(42) مصعدًا في الساحات، و(64) مصعدًا بمبنى المصاطب، و(24) بمبنى المنارات، ومبنى الإخلاء (6) مصاعد. كما تتراوح قدرة تحملها بين (1600) كجم لمصاعد الزائرين، و(2500) كجم لمصاعد الخدمات، و(7000) كجم لبعض مصاعد خدمات مبنى التوسعة.
الرواق السعودي 
بعد أن بدأت أعداد الحجاج بالازدياد رأى الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود -رحمه الله-، الحاجة لعمل "رواق سعودي" جديد وتوسعة كبرى جديدة في المسجد الحرام تكون خلف الرواق العباسي. وقد أمر بالبدء للتخطيط لهذه التوسعة ومعرفة الحاجة للمساحات التي سيتم استخدامها لـ "الرواق السعودي".

وبدأ العمل على الرواق السعودي في عهد الملك سعود عام (1375هـ/1955م) الذي أعلن في بيان تاريخي عن تحقيق رغبة الملك عبدالعزيز بالبدء بتوسعة المسجد الحرام، واستمر بناء الرواق في عهد الملك سعود والملك فيصل والملك خالد -رحمهم الله- بين عامي (1375 / 1396هـ - 1955 / 1976م)، كما استمر تطويره حتى وقتنا الحاضر.
وتبلغ مساحة الرواق السعودي حاليًا (210) آلاف متر مربع، ويستوعب (287) آلاف مصلٍ و(107) آلاف طائف في الساعة تقريباً.

ويعد الرواق السعودي بشكله الجديد استكمالًا لعقد الرواق العباسي، ويتكون من 4 أدوار دور الصحن، والدور الأرضي، والدور الأول و"الميزانين". ويمتد الرواق السعودي من الناحية الغربية حينما أمر الملك فهد بن عبدالعزيز -رحمه الله- بإضافة جديدة للرواق السعودي، وقد بلغ عدد الأعمدة في هذه التوسعة حوالي (1500) عمود مكسو بالرخام الأبيض، إضافة إلى عدد من القباب على سطح الأروقة، وفي عهد الملك فهد بن عبدالعزيز رحمه الله أصبحت مساحتها حوالي (365) ألف متر مربع والطاقة الاستيعابية حوالي مليون مصلٍ، وتضمن الرواق السعودي بعد هذا الامتداد باباً جديداً وهو باب الملك فهد.

وامتدت مساحة الرواق السعودي من الجهة الشمالية بإضافة جديدة بدأت في عهد الملك عبدالله بن عبدالعزيز -رحمه الله- واكتملت في عهد الملك سلمان بن عبدالعزيز حفظه الله، حيث أصبحت مساحة المسجد الحرام حوالي مليون متر مربع، بطاقة استيعابية حوالي مليوني مصلٍ، وتضمن عددا كبيرا من الأعمدة وباباً يحمل اسم باب الملك عبدالله بن عبدالعزيز.

وعلى مر السنين أكمل ملوك المملكة العربية السعودية بناء الرواق السعودي الذي حول مساحة المسجد الحرام من حوالي (12) ألف متر مربع إلى أكثر من مليون متر مربع، وارتفعت الطاقة الاستيعابية أضعافاً مضاعفة مما كان عليه.
كسوة الكعبة المشرفة وعناية المملكة العربية السعودية بها
توالى الاهتمام والعناية بصناعة الكسوة منذ عهد المؤسس الملك عبد العزيز بن عبدالرحمن آل سعود -رحمه الله- وأبنائه من بعده، ففي بدايات الثمانينات الهجرية أمرَ الملك سعود بن عبد العزيز –رحمه الله- بتجهيز مصنع كسوة الكعبة المشرفة، وأسندَ هذه المهمة حينها إلى أخيه الملك فيصل، الذي كلَّفَ وزيرَ الحج والأوقاف حسين عرب فاختار مبنى تابعا لوزارة المالية في جرول حيث تم الانتهاء من أول كسوة تصنع بالمصنع الجديد بعد عمل استمر ثلاثة أشهر وكُتب عليها نص الإهداء التالي: "صُنعت هذه الكسوة في مكة المكرمة وأهداها إلى الكعبة المشرفة الملك سعود بن عبد العزيز آل سعود تقبل الله منه ".

واستمرت هذه العناية في عهد الملك فيصل بن عبدالعزيز، ثم الملك خالد، والملك فهد - رحمهم الله -، حيث انتقل مصنع كسوة الكعبة سنة (1397)هـ إلى مبناه الجديد بأم الجود وجُهّز بأحدث الماكينات المتطورة في الصناعة وظلت حتى الآن تصنع في أبهى صورها.
وصدرت موافقة الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود - رحمه الله - على تحديث وتغيير الأنظمة الإلكترونية والأجهزة الكهربائية والمعدات الميكانيكية بمصنع كسوة الكعبة المشرفة بما يوافق الأنظمة المستحدثة، وتعدُ هذه الخطوةُ نقلةً تطويريةً متقدمةً في مجال صناعة رداء الكعبة المشرفة.
وتكريماً للملك المؤسس، صَدَرَتْ موافقةُ خادمِ الحرمينِ الشريفينِ الملكِ سلمانَ بنِ عبدِ العزيزِ آل سعود - حفظه الله - يوم الثلاثاء 13 شعبان 1439 هـ بتغير مسمى مصنع كسوة الكعبة المشرفة إلى مجمع الملك عبد العزيز لكسوة الكعبة المشرفة الذي يعدُّ من أكبر مجمعات تصنيع الحرير وتطريزه ونحته، ابتداءً من تصنيع الخيوط الحريرية وحياكتها وطباعة الرموز على القماش الحريري.

ويدخلُ بعدها إلى قسم التطريز بالمذهبات ثم يحوّل لقسم التجميع ثم الحشو للحروف بالقطن لإعطاء البروز والجمال للحرف في أثناء التطريز، ثم بعد ذلك يقومون بعملية التطريز التي تكون بالأسلاك الفضية المطلية بماء الذهب والأسلاك الفضية المخالصة، ثم يكون الثوب جاهزاً للاستبدال.

وقد منَّ اللهُ على المملكة العربية السعودية باستدامة هذه الصناعة وتطويرها وإدخال كل السبل التقنية الحديثة التي أسهمت في تمكين المجمع من إنتاج الثوب، ومن أهم ما تم استحداثه في عهد خادم الحرمين الشريفين الملكِ سلمانَ بنِ عبدِالعزيز آل سعود -حفظه الله- توفير ماكينة "تاجيما"، وماكينة الجاكارد، التي تقوم بصناعة ثوب الكعبة المشرفة المنقوش بالتسبيحات والقناديل المذهبة والكلمات وهي: "يا الله، وسبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم، يا ديّان، يا منّان، ولا إله إلا الله محمد رسول الله"، وتتم هذه العملية بواسطة الفريق الفني المختص من الأيدي الوطنية المدربة المؤهلة على هذه الماكينة التي تحتوي على أكثر من 9 آلاف وتر من الحرير، والثوب تستغرق صناعته من 6 إلى 8 أشهر، ويعمل في صناعته أكثر من (200) صانع على مدار السنة.

وتمرُّ مراحلُ كسوة الكعبة المشرفة بمجموعة من الأقسام الفنية والتشغيلية، وتبدأ بمرحلة الصباغة وهي أولى مراحل إنتاج الكسوة بالمصنع حيث يزود قسم الصباغة بأفضل أنواع الحرير الطبيعي الخالص في العالم، ثم النسيج الآلي الذي يحتوي على العبارات والآيات القرآنية والمنسوخة، ثم قسم المختبر الذي يقوم بإجراء الاختبارات المتنوعة للخيوط الحريرية والقطنية؛ من أجل التأكد من مطابقتها المواصفات القياسية المطلوبة من حيث قوة شد الخيوط الحريرية ومقاومتها لعوامل التعرية، إضافةً إلى عمل بعض الأبحاث والتجارب اللازمة لذلك، يأتي بعدها مرحلة الطباعة التي يتكون منها قسم الحزام والتطريز وقسم خياطة الكسوة، ثم وحدة العناية بكسوة الكعبة المشرفة.

وكسوة الكعبة التي تزن (850) كيلوجراما، ومقسمة على (47) قطعة قماش بعرض (98) سم، وارتفاع (14)، تطرز بخيوط من الذهب والفضة، ويصل عدد قطع المذهبات إلى (54) قطعة على الكعبة، في قسم متخصص باسم "تطريز المذهبات" بالمجمع، وذلك باستخدام (120) كيلو جراما من المذهبات، و(100) كيلو جرام من الفضة المطلية بماء الذهب، و (760) كيلو جراما من الحرير.

وعند الانتهاء من جميع مراحل الإنتاج والتصنيع، وفي منتصف شهر ذي القعدة، يقامُ حفلٌ سنوي في مصنع كسوة الكعبة المشرفة وتسلَّمُ الكسوة إلى كبير سدنة بيت الله الحرام، الذي بدوره يقوم بتسليمها إلى الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام المسجد النبوي، وصدر أمر ملكي بتسليم كسوة الكعبة في العاشر من شهر ذي الحجة.

وتأتي آخر قطعة يتم تركيبها وهي "ستارة باب الكعبة المشرفة" من أصعب مراحل عملية تغيير الكسوة، وبعد الانتهاء منها يرفع ثوب الكعبة المبطن بقطع متينة من القماش الأبيض، وبارتفاع نحو ثلاثة أمتار من شاذروان (القاعدة الرخامية للكعبة) المعروفة بعملية "إحرام الكعبة" ويرفع ثوب الكعبة.
المشاريع في المسجد النبوي الشريف
جرت في عهد الملك عبد العزيز آل سعود -رحمه الله- عدة إصلاحات للمسجد النبوي الشريف، ففي سنة 1365هـ وبعد تصدّع في بعض العقود الشمالية من المسجد، وتفتت في بعض حجارة الأعمدة في تلك الجهة بشكل لافت للنظر، صدر أمر الملك بعد دراسة المشروع بإجراء العمارة والتوسعة للمسجد، وصرف ما يحتاج إليه المشروع من نفقات دون قيدٍ أو شرط مع توسيع الطرق حوله، وأعلن الملك في خطاب رسمي سنة 1368هـ عزمه توسعة المسجد النبوي الشريف وبدء المشروع، وفي سنة 1370هـ بدأت أعمال الهدم للمباني المجاورة للمسجد النبوي الشريف.

انتهت العمارة والتوسعة في سنة 1375هـ، في عهد جلالة الملك سعود بن عبد العزيز -رحمه الله- وكانت بالأسمنت المسلح، ونتج عن هذه التوسعة أن أُضيف إلى مسطح المسجد 6033 مترًا مربعًا، واحتفظ بالقسم القبلي من العمارة المجيدية كما هو، ليصبح مجمل العمارة السعودية 12 ألفًا و271 مترًا مربعًا.

وأقيمت التوسعة كمبنى هيكلي من الخرسانة المسلحة عبارة عن أعمدة تحمل عقودًا مدببة، كما قُسم السقف إلى مسطحات مربعة شُكلت على نمط الأسقف الخشبية، أما المآذن فقد بلغ ارتفاعها 72 مترًا، تتكون كل واحدة من 4 طوابق تناسقت في شكلها مع المنائر القديمة للمسجد.

كما حُليّت جدران المسجد بنوافذ جميلة وجُعل للمسجد صحنان مفصولان برواق بدلًا من واحد، وجرت تغطية أرضية المسجد بالرخام وأصبح للمسجد النبوي الشريف 10 أبواب.

أما في عهد الملك فيصل بن عبد العزيز آل سعود -رحمه الله- ولتزايد الأعداد الوافدة للمسجد النبوي خاصة في موسم الحج، فقد أصدر أمرًا بتوسعة المسجد النبوي الشريف، وكانت التوسعة من الجهة الغربية للمسجد النبوي الشريف فقط.

وتمثّلت التوسعة -سنة 1395هـ - في إضافة 35 ألف متر مربع إلى أرض المسجد النبوي الشريف، ولم تتناول عمارة المسجد نفسها بل جُهزت تلك المساحة لإقامة مصلّى كبير ومظلل يتّسع لعدد من المصلين يماثل عددهم داخل المسجد، ثم أضيفت مساحة 5550 مترًا مربعًا، وظُللت كذلك ما أتاح المجال لاسـتيعاب أعداد أكثر من المصلين.

وفي عهد الملك خالد بن عبد العزيز آل سعود -رحمه الله- نشب حريق في سوق القماشة سنة 1397هـ في الجهة الجنوبية الغربية للمسجد النبوي الشريف، وجرت إزالة المنطقة وتسوية أرضيتها، وتعويض أصحاب الدور والعقار، وإضافة المنطقة لمساحة المسجد لتبلغ 43 ألف متر مربع، وهو ميدان فسيح مظلل، أُضيف إلى أرض المسجد النبوي ولم تتناول عمارة المسجد.

واستمر الاهتمام بالمسجد النبوي في عهد الملك فهد بن عبدالعزيز آل سعود -رحمه الله- الذي أمر بإجراء دراسات لتوسعة كبرى للمسجد النبوي الشريف.
مشروع التوسعة للمسجد النبوي
في سنة 1405هـ وُضع حجر الأساس لمشروع التوسعة للمسجد النبوي، وتضمن مشروع التوسعة وعمارته إضافة مبنى جديد بجانب مبنى المسجد الحاليّ يُحيط ويتصل به من الشمال والشرق والغرب بمساحة قدرها 82 ألف متر مربع، يستوعب 167 ألف مصلٍّ.

وبذلك تصبح المساحة الإجمالية للمسجد النبوي الشريف 98 ألفًا و500 متر مربع، كما جرت تغطية سطح التوسعة بالرخام والمقدرة مساحته بـ 67 ألف متر مربع، ليستوعب 90 ألف مصلٍّ، ويسع المسجد النبوي الشريف بعد التوسعة أكثر من 257 ألف مصلٍّ ضمن مساحة إجمالية تبلغ 165 ألفًا و500 متر مربع.
وتضمَّنت أعمال التوسعة إنشاء دور سفلي بدروم بمساحة الدور الأرضي للتوسعة؛ لاستيعاب تجهيزات التكييف والتبريد والخدمات الأخرى.

واشتمل المشروع على إحاطة المسجد النبوي الشريف بساحات تبلغ مساحاتها 23 ألف متر مربع، تُغطى أرضيتها بالرخام والجرانيت وفق أشكال هندسية بطُرز إسلامية متعدّدة، خُصص منها 135 ألف متر مربع للصلاة، ويستوعب 250 ألف مصلٍّ ويمكن أن يزيد عدد المصلين إلى 400 ألف مصلٍ في حالة استخدام كامل مساحة الساحات المحيطة بالمسجد النبوي الشريف.

وجعل المشروع الطاقة الاستيعابية لكامل المسجد والساحات المحيطة به تزيد على 650 ألف مصلٍ، لتصل إلى مليون مصلٍ في أوقات الذروة، إذ تضم الساحات مداخل للمواضئ، وأماكن لاستراحة الزوار تتصل بمواقف السيارات التي توجد في دورين تحت الأرض، وخصّصت هذه الساحات للمشاة، وتضاء بوحدات إضاءة خاصة مثبتة على 120 عامود رخام.
وتضمَّن المشروع إقامة 12 مظلة ضخمة في منطقة الحصوات المكشوفة التي تقع بين المسجد القديم والتوسعة السعودية الأولى، فشيدت المظلات بنفس ارتفاع السقف لتظلل كلٌّ منها مساحة 306 أمتار مربعة، يجري فتحها وغلقها أوتوماتيكيًا، لحماية المصلين من وهج الشمس ومياه الأمطار والاستفادة من الجو الطبيعي.
أكبر توسعة للمسجد النبوي الشريف على مدى التاريخ
وفي عهد الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود -رحمه الله- دُشنت أكبر توسعة للمسجد النبوي الشريف على مدى التاريخ، إلى جانب مشروع مظلات المسجد النبوي التي أمر بها، وهي من المشاريع العملاقة، لتصل طاقة المسجد النبوي الاستيعابية بموجبها إلى مليوني مصلٍّ.

وشيّدت ضمن مشروع المظلات 436 مروحة رذاذ لتلطيف الأجواء، جرى تركيبها على 250 مظلة، في واحدة من أبهى صور العناية والخدمة التي تجسّد العناية والرعاية لمرتادي المسجد النبوي الشريف.

ويحتضن المسجد النبوي الروضة الشريفة التي تقع غربي الحجرة النبوية مباشرة، وتمتدّ إلى المنبر، وتبلغ مساحة الروضة نحو 330 مترًا مربعًا، وتبلغ أبعادها 22 مترًا من الشرق إلى الغرب، و15 مترًا من الشمال إلى الجنوب، وتضم الروضة المحراب النبوي الذي يقع في الجزء الغربي منها يفصله عن المنبر مسافة 7 أمتار تقريبًا.

ويحدّ الروضة من الجنوب سياج من النحاس يفصلها عن زيادتي عمر وعثمان -رضي الله عنهما- أما من الجهتين الشمالية والغربية فهي متصلة ببقية أجزاء المسجد.

ويميّز الروضة عن باقي مساحة المسجد أعمدتها المكسوة بالرخام الأبيض الموشّى بماء الذهب إلى ارتفاع مترين تقريبًا، وتقع إلى الناحية الشرقية من الروضة الشريفة حجرة أم المؤمنين عائشة بنت أبي بكر الصديق -رضي الله عنهما- ومن الغرب المنبر الشريف، ومن الجنوب جدار المسجد الذي به محراب النبي صلى الله عليه وسلم، ومن الشمال الخط المار شرقًا من نهاية بيت السيدة عائشة -رضي الله عنها- إلى المنبر غربًا.
قيم الموضوع
(48 أصوات)


تعتزم الهيئة العامة للعناية بشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي إتاحة التقدم بطلبات سفر الإفطار لمقدمي الخدمة في المسجد الحرام وفق اشتراطات ومعايير محددة خلال موسم رمضان ١٤٤٥هـ.

وسيتاح لمقدمي الخدمة اختيار موقع السفرة إلكترونيًا، كما يلزم التعاقد مع إحدى شركات الإعاشة المعتمدة لدى أمانة العاصمة المقدسة أو المصانع والمستودعات المعتمدة لدى هيئة الغذاء والدواء.

ويتمثل الحد الأقصى لسفر الأفراد في سفرتين، بينما يمكن للجهات الخيرية والأوقاف طلب ما يصل إلى عشرة سفر، وتكون الوجبات جافة (التمر منزوع النوى، كيك، فطيرة، عصير)، مع الالتزام بالمغلف المعتمد للوجبات وبكافة الشروط والأحكام المذكورة بالرابط الإلكتروني الذي سيعلن عنه في وقت لاحق.

وتأمل الهيئة أن تسهم الإجراءات في تحسين تجربة زوار بيت الله الحرام وتقديم خدمة متميزة تلبي تطلعاتهم واحتياجاتهم خلال شهر رمضان المبارك.
قيم الموضوع
(3 أصوات)
استقبلت الهيئة العامة للعناية بشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي عبر حساب "العناية بضيوف الحرمين" gph_care@ على منصة (X) ما يزيد عن (214) بلاغ واستفسار منذ اطلاقه في 1 سبتمبر 2023.  


ويعمل الحساب على الإجابة عن الاستفسارات واستقبال كافة الاقتراحات والملاحظات الواردة من قاصدي الحرمين الشريفين، وإيضاح سبل الوصول إلى مختلف الخدمات المقدمة داخل المسجد الحرام والمسجد النبوي بالتعاون مع كافة الإدارات المعنية، وتعزيز التواصل مع ضيوف الرحمن من مختلف أنحاء العالم.


وتمحورت غالبية الاستفسارات الواردة حول مواقع العربات الكهربائية والعادية، وكيفية الدخول والخروح من المسعى والمطاف، والوصول إلى مواقع ماء زمزم والوضوء، كذلك اشتراطات التسجيل في دفع العربات اليدوية، والاعتكاف خلال العشر الأواخر من رمضان، واشتراطات الحصول على تصريح إفطار الصائمين، والعديد من الاستفسارات والاقتراحات حيال منظومة خدمات قاصدي الحرمين الشريفين.


وأتاح الحساب للقاصد والمستفيد من خدمات الحرمين الشريفين التواصل طيلة أيام الأسبوع، للحصول على المساعدة والإرشاد، منطلقًا من رسالته وهي خدمة قاصدي الحرمين الشريفين وتقديم الدعم اللازم لهم على مدار الساعة.
قيم الموضوع
(4 أصوات)


ألقى إمام وخطيب المسجد النبوي الشيخ الدكتور عبد الله البعيجان خطبة يوم الجمعة بدأها بالحمد لله نحمده ونستعينه ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، بلغ الرسالة وأدى الأمانة ونصح الأمة وجاهد في الله حق الجهاد حتى أتاه اليقين صلى الله عليه وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان وسلم تسليماً كثيراً إلى يوم الدين.

عباد الله طاعة الله خير مغنم ومكسب، ورضاه خير مربح ومطلب والجنة حفت بالمكاره وحفت النار بالشهوات قال تعالى:(وإنما توفون أجوركم يوم القيامة فمن زحزح عن النار وأدخل الجنة فقد فاز ).

أيها الناس الصوم عبادة من أعظم العبادات، وقربة من أزكى القربات وطاعة من أجل الطاعات، وحقيقته: الإمساك عن المفطرات وترك الشهوات واتقاء المحرمات وغاية الصوم تقوى الله -عز وجل-.

وأوضح البعيجان أن تهذيب النفس وتزكيتها من النقص والخلل وحصول الأجر والثواب منه سبحانه وتعالى، والصوم عباد الله من أفضل القربات وأجمل الطاعات وأعظم المثوبات وهو عبادة الصابرين وزاد المتقين وذخر الفائزين، ويكفي أن الله قسم عمل ابن آدم إلى قسمين فجعل الصوم قسما مستقلا إضافة لنفسه، وجعل بقية أعماله قسما واحدًا، فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: كل عمل ابن آدم يضاعف الحسنة بعشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف.

الصوم جنة ووقاية من النيران وعصمة من اقتراف المعاصي واتباع الشهوات والشيطان وللصائم فرحتان وله في الجنة باب يقال له الريان.

وقال إمام وخطيب المسجد النبوي: إن الله لم يخلقكم عبثا ولن يترككم هملا وقد خلق الموت والحياة ليبلوكم أيكم أحسن عملاً، فبادروا بالأعمال قبل حلول الآجال واستعدوا للاختبار والسؤال وحسنوا الأقوال والأفعال وحاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا واستعدوا للقاء الله الكبير المتعال، فمن كان عليه قضاء من رمضان الماضي فليبادر بصيامه قبل نهاية شعبان فإنه لايجوز تأخير القضاء حتى يدخل رمضان.

وختم فضيلته وفقنا الله وإياكم لما يحبه ويرضاه وتقبل منا ومنكم صالح الأعمال وجعلنا وإياكم من الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه وأولئك هم أولو الألباب اللهم بلغنا رمضان ووفقنا فيه لكل خير وتقبل منا إنك أنت السميع العليم اللهم أغفر ذنوبنا وزلاتنا واستر عيوبا وفرج همومنا ونفس كروبنا واكلأنا بحفظك ورعايتك.

GGc7QEGWAAAe9U6GGc7QEEWAAAL IPGGc7QEEW4AAcuC
قيم الموضوع
(2 أصوات)

ألقى إمام وخطيب الجمعة بالمسجد الحرام فضيلة الشيخ الدكتور عبد الله بن عواد الجهني خطبة يوم الجمعة بدأها قائلاً: نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله.

قال تعالى: ﴿يا أيُّها الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقاتِهِ ولا تَمُوتُنَّ إلّا وأنْتُمْ مُسْلِمُونَ﴾ ﴿يا أيُّها النّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِن نَفْسٍ واحِدَةٍ وخَلَقَ مِنها زَوْجَها وبَثَّ مِنهُما رِجالًا كَثِيرًا ونِساءً واتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَساءَلُونَ بِهِ والأرْحامَ إنَّ اللَّهَ كانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا﴾.

واستكمل فضيلته إن أصدق الحديث كتاب الله، وأحسن الهدي هدي محمد ﷺ، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار, واعلموا عباد الله أن تقوى الله تبارك وتعالى نعم الزاد ونعم المتاع، وتأملوا واقع الدنيا فكم من عامر متقن يخرب بعد عماره، وكم من إنسان أعطيها فهو مغبط وعما قريب ترحل عنه أو يرحل عنها، فإذا علم العاقل ذلك سارع إلى مرضاة ربه وأحسن وزاد في إحسانه قال الله عز وجل (سارعوا إلى مغفرة من ربكم وجنة عرضها السماوات والأرض أعدت للمتقين الذين ينفقون في السراء والضراء والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس والله يحب المحسنين) وقال تبارك وتعالى (سابقوا إلى مغفرة من ربكم وجنة عرضها كعرض السماء والأرض أعدّت للذين آمنوا بالله ورسله ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم).

وإنما تكون المسارعة بسعيكم في صالح الأعمال وإن رأيتموها يسيرا، وإحجامكم عن المعاصي وإن كانت في نفوسكم حقيرة، حتى لا يتكاسل الإنسان عن فعل كل ما به أمر من امتثال الأوامر واجتناب النواهي، وعرفان ما عرف وإنكار ما أنكر، فلا تهملوا شيئا من الطاعات فلرب طاعة كانت سببا إلى النعيم السرمدي، ولا تتهاونوا بشيء من المخالفات فرب مخالفة صارت سببا إلى الشقاء الأبدي، فاستبقوا الخيرات لتنالوا جنته ورضوانه.


وأوضح الجهني: نحمد الله المنان الذي فضل ماشاء من الزمان والمكان فكما فضل بعض الساعات وبعض الأيام، واختصها بأنواع من الهبات والبركات فقد اختار من الشهور المفضلة شهر شعبان مقدمة لشهر عظيم تمحى فيه الذنوب ويتجلى فيه علام الغيوب، نزل فيه من الأحكام آيات بينات، وحصل فيه لنبينا صلى الله عليه وعلى آله وسلم تسليما كثيرا معجزات باهرات، هو شهر تشعبت فيه الخيرات وترتبت فيه أعمال صالحات، وقد حاز بذلك تفضيلاً، في الصحيحين أنه عليه الصلاة والسلام كان يصوم شعبان كله، وفي رواية إلا قليلاً، وإنَّما كان يُكثِرُ مِن الصِّيامِ في شَهرِ شَعبانَ خُصوصًا؛ لأنَّه شَهرٌ تُرفَعُ فيه الأعمالُ لربِّ العالَمِين، وكان صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يُحِبُّ أنْ يُرفَعَ عملُه وهو صائمٌ، كما أنَّه شَهرٌ يَغفُلُ عنه كَثيرٌ مِن النَّاسِ بيْن رجَبَ ورَمَضانَ، فعلى كل مسلم أن يعمل فيه ما استطاع من طاعة وإحسان ولو أن يصوم فيه ما تيسر راجياً من الله القبول والغفران من الكريم المنان.

وقد روي عن أنس رضي الله عنه أنه قال: كان المسلمون إذا دخل شعبان انكبوا على المصاحف فقرأوها وأخرجوا زكاة أموالهم تقوية للضعيف والمسكين على صيام رمضان، جاء في بعض الآثار تسمية شعبان بشهر القرآن، ومعلوم أنّ قراءة القرآن مطلوبة في كلّ زمان، ولكنّها تتأكّد في الأزمنة المباركة والأمكنة المشرفة.

وختم فضيلته بالحمد لله ذي الفضل والإحسان، أنعم علينا بمواسم الخيرات لكي نظل على طاعته في كل الأوقات، وأشهد أن سيدنا ونبينا محمدا عبده ورسوله أتقى الناس وأعبد المخلوقات صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه ذو المكرمات ومن تبعهم بإحسان وسلم تسليما كثيراً إلى يوم يبعث المخلوقات، فاتقوا الله أيها المسلمون حق التقوى وراقبوه في السر والنجوى وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان، الجئوا إليه وحده في قضاء حوائجكم واطلبوا منه المدد والنصر لا من غيره، فمن اعتمد على الله وحده كفاه، ومن اعتمد على غير الله وكل إليه، ومن وكل إلى غير الله ضاع، والزموا كتاب الله -عز وجل- يهدكم للتي هي أقوم، وتمسكوا بسنة نبيكم صلى الله عليه وعلى آله وسلم فيما لكم وعليكم تفلحوا وتسعدوا، واطيعوا ذا أمركم بالمعروف توفقوا وتسددوا وتنصروا، وما قل وكفى خير مما كثر وألهى، وإن ما توعدون لآت وما أنتم بمعجزين.

msg 1001468035115 51656msg 1001468035115 51657msg 1001468035115 51658msg 1001468035115 51659msg 1001468035115 51660msg 1001468035115 51662msg 1001468035115 51661
قيم الموضوع
(2 أصوات)
خطب وأم المصلين في المسجد النبوي فضيلة الشيخ الدكتور صلاح بن محمد البدير إمام وخطيب المسجد النبوي الشريف، واستهل خطبته قائلًا: مجالس العلم هي الرياض اليانعة الأنيقة، والحدائق المتهدّلة الوريقة من واظب عليها حاز أعلى المراتب وأشرف المناقب عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي ﷺ قال: «منْ سَلَكَ طَرِيقًا يَلْتَمِسُ فِيهِ عِلْمًا سهّل اللهُ لهُ بِهِ طرِيقًا إِلى الْجنّةِ».
وسلوك الطريق لالتماس العلم: يشمل المشي إلى مجالس العلم وحفظه ودراسته ومطالعته ومذاكرته والتفهم له والتفكر فيه ومجالسة أهله؛ فَجَالِسِ العُلًماءِ المُقْتَدَى بِهِمُ، تَسْتَجْلِبِ النَفْعَ أَوْ تَأمَنْ مِنَ الضَّرَرِ، هُمْ سَادَةُ النَّاسِ حَقًا وَالجُلُوسُ لَهُمْ، زِيَادَةٌ هَكَذَا قَدْ جَاءَ فِي الخَبَرِ.
وأضاف: قال صلى الله عليه وسلم: (لا يقعد قومٌ في مجلس يذكرون اللهَ فيه إلاّ حفَّتهم الملائكة، وغَشِيتهمُ الرَّحمة، ونزلت عليهم السّكينة، وذكرهم اللهُ فيمن عنده)؛ ومن فضائلها وبركاتها ما رواه أَنَسُ بْن مَالِكٍ رضي الله عنه عَنْ رَسُولِ اللهِ ﷺ قَالَ: «مَا مِنْ قَوْمٍ اجْتَمَعُوا يَذْكُرُونَ اللهَ، لَا يُرِيدُونَ بِذَلِكَ إِلَّا وَجْهَهُ، إِلَّا نَادَاهُمْ مُنَادٍ مِنَ السَّمَاءِ: أَنْ قُومُوا مَغْفُورًا لَكُمْ، قَدْ بُدِّلَتْ سَيِّئَاتُكُمْ حَسَنَاتٍ» أخرجه أحمد والبزار؛ الله أكبر، أي تكريم وأي تفضيل وأي إحسان وأي إنعام، قوموا مغفوراً لكم قد بدلت سيئاتكم حسنات؛ وقال الله عز وجل: (وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُم بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ ۖ)؛ فيا بشرى من أقبل على مجالس الذكر والعلم وجالس أهل الفضل والفقه والفهم.
واختتم فضيلته الخطبة بقوله: تنزهوا عن مجالس الغفلة والمجانة والمخازي وتباعدوا عن مراتع أهل الفسق والفجور والمعاصي فما آب واردها إلا بالجد المنعوس والحظ المنحوس والرأس المنكوس متلففاً في العاجلة بالصَّغَار متعرضاً في الآجلة للخسار؛ قال صلى الله عليه وسلم: «مَا جَلَسَ قَوْمٌ مَجْلِسًا لَمْ يَذْكُرُوا الله تَعَالَى فِيهِ، وَلَمْ يُصَلُّوا عَلَى نَبِيِّهِمْ فِيهِ، إِلاَّ كَانَ عَلَيْهِمْ تِرَةٌ؛ فَإنْ شَاءَ عَذَّبَهُمْ، وَإنْ شَاءَ غَفَرَ لَهُمْ».
قيم الموضوع
(5 أصوات)
أمّ المسلمين اليوم لصلاة الجمعة في المسجد الحرام معالي الشيخ الدكتور صالح بن عبدالله بن حميد إمام وخطيب المسجد الحرام واستهل خطبته قائلًا: أيها المسلمون: التعليم هو مفتاح التقدم ، وطريق النهضة ، وهو السبيل لاستشراف المستقبل ، بالتعليم تبنى العقول ، ويكون الإبداع .
بالتعليم تغرس العقيدة الصحيحة ، والتوحيد النقي ، بالتعليم الصحيح يفهم المتعلم الإسلام فهما صحيحاً ، متكاملاً ، وسطا ، التعليم هو الذي يزود بالقيم، والمثل العليا ، ويكسب المعارف والمهارات ، وينمي الاتجاهات ، والسلوك البناء ، بالتعليم يكون استقرار المجتمع وتطوره ، ويكون به الفرد عضواً نافعاً في أمته، والتعليم هو الذي يحدد الهوية ، ويشكل الأخلاق ، ويضبط الثقافة ، ويحقق الاندماج في المجتمع ، وهو الذي يحقق أهداف الخطط : دينية ، وسياسية ، واقتصادية ، واجتماعية ، وثقافية ، وغيرها .
معاشر الإخوة : التعليم ينجح حين يُحْكِم العلاقة بين المعلِّم والمتعلم، والتعليم ينجح حين يؤدي المعلم وظيفته ، بل رسالته بإتقان ، والتعليم ينجح حين يقتنع المعلم بدوره العظيم ، ومسؤوليته الكبرى في بناء الإنسان ، ويكون مؤمنا بالثروة البشرية التي تخرج من تحت يده .
معاشر المسلمين : المعلم هو ركن نجاح التعليم ، المعلم - بإذن الله - هو عماد الأوطان ، وكلما رسخت القيمة العالية للمعلم كانت النهضة والحضارة .
المعلم هو ذو الخبرة الذي يؤخذ منه العلم والتربية ، ولولاه لما كانت المهن ولا المهارات ، ولا الاختصاصات ، وهو الذي يمدها بالعناصر البشرية المؤهلة علميا وأخلاقيا واجتماعيا .
المعلم - بتوفيق الله - هو صانع العقول يخرج من تحت يده : العالم ، والداعية ، والقاضي ، والمهندس ، والطبيب ، والمخترع ، والمكتشف ، والعسكري ، والتاجر ، والفلاح ، والصانع ، وغيرُهم من أرباب الوظائف ، والمهن ، والحرف ، وأصحاب الفكر والقلم ، والرأي ، كل هؤلاء من صنع يده ، ومن خط قلمه، بل عظماء التاريخ ، وكبار العلماء ، ورجال السياسة ، وصناع القرار ، كل هؤلاء مروا من تحت المعلم في نظام تعليمي وتربوي طويل ومتين .
إن موطن القوة في بناء الأوطان هو المعلم ، والدول حين تخطط لبناء المصانع لإنتاج المعدات والمراكب ، والأدوات والأجهزة ، تضع في مقدمة ذلك خطتها لصانع العقول الذي من تحت يده يكون إنتاج هذا كلِّه .
معاشر الإخوة : إن إعداد المعلم صناعةٌ مستقلة بذاتها ، قائمة بأركانها، والمعلمون العظماء هم القادرون - بإذن الله - على تغيير الحياة نحو الأفضل، وهم القدوة الذين يحدثون الأثر عظيم في حياة طلابهم .
أيها المسلمون : ومن أجل هذا فإن المعلم الكفء هو المعلم المخلص ، المتمسك بدينه ، المستقيم في سلوكه ، المنضبط في تصرفاته ، الحازم ، القوي ، يقدر الظروف ، ويتفهم الدوافع ، واسع الأفق ، يهتم بالثقافة العالية ، متمكن من مادته وتخصصه ، حليم ، واسع الصدر ، مرن ، صبور ، قادر على التكيف .
المعلم الكفء هو المتميز في تخصصه ، الجاد في عمله وأدائه ، القدوة الحسنة في حسن خلقه ، المعتدل الوسط في تعامله، المعلم طاقة فياضة ، يتألق في أدائه ، يقدم العلم في أفضل صورة ، يحفز المجتهد ليزداد ، ويساعد الضعيف ليرتقي ، يحبب الطلاب في المادة ، ويشوقهم بالأسلوب ، ويجذبهم بالطريقة ، يسمعون منه كلمة الشكر والتقدير، ويتلقون منه التحفيز والتشجيع، المعلم قائد لطلابه ، فعلاقته بهم علاقة مشاركة ، وتعليم ، وتربية ، وتدريب .
وليعلم المعلم الكريم أن عيون الطلاب معقودة بعينه ، فالحسن عندهم ما يستحسنه ، والقبيح عندهم ما يكرهه ، كما يقول علماؤنا، أيها المعلم الكريم : بين يديك أثمن ما تملكه الأمة ، بين يديك ثروة تتضاءل أمامها كنوز الأرض جميعُها ، إنها الثروة البشرية .
أنت حامل رسالة العلم ، ومنشئ الأجيال - بإذن الله - ، ومربي الرجال ، ومعلم الناس الخير، أنت بإذن الله بحسن تعليمك ، وصدق توجيهك تجعل الناشئة قرة أعين لوالديهم ، وذخيرة لأوطانهم ، وبناة لحضارتهم، أنت القدوة الصالحة إذا صَلَحْتَ ، واحذر التناقض بين القولِ والعملِ ، والظاهرِ والباطنِ ، فازدواجية التوجيه مَهْلَكة، أنت تؤثر على طلابك بأقوالك وأفعالك ، ومظهرك ، وفي كل تصرفاتك وأحوالك، مهمتك هي تعليم العلم ، وتهذيب النفوس ، وتوجيه السلوك ، وبناء الحياة الصالحة .
أيها المعلمون : أنتم الوارثون والمورثون : من علَّم منكم علماً فله أجر من عمل به لا ينقص ذلك من أجر العامل شيئا ، بهذا جاء الحديث عن الصادق المصدوق صلى الله عليه وسلم، وأنتم الوارثون وأنتم المورثون : (العلماء ورثة الأنبياء ، والأنبياء لم يورثوا درهما ولا دينارا ، وإنما ورثوا العلم فمن أخذه أخذ بحظ وافر) .
أنتم الوارثون وأنتم المورثون : (إذا مات الإنسان انقطع عمله إلا من ثلاث : صدقةٍ جارية ، أو علمٍ ينتفع به بعده ، أو ولدٍ صالح يدعو له)، أنتم لكم حظ وافر من هذا الحديث الشريف بأنواعه الثلاثة ، فالمرشد إلى الصدقة ودليلها هو المعلم ، فأنتم شركاء، فما يبذل من صدقات وما ينشأ من وصايا وأوقاف أنتم فيه شركاء ، وأنتم فيه وارثون موروثون، وأما الولد الصالح فإنما هو ثمرة العلم ، والتربية والتزكية ، فما أعظم ما يخلف العالم والمعلم من أجر وما أكبر ما يحدث من أثر .
أيها المسلمون : ومع العالم المعاصر ومتغيراته ومستجداته لا بد في بناء المعلم وتكوينه أن يواكب هذه المتغيرات المتلاحقة المتسارعة فيما يحقق المصالح ، ويحافظ على الأهداف، المعلم فرد في المجتمع يؤثر فيه ويتأثر به ، وهموم المجتمع هي همومه ، فلا ينبغي أن يحصل انفصام بين مهمته السامية التعليمية وعضويته الفعالة في المجتمع ، المعلم في العالم المعاصر المتغير يدرك أثر المصادر المتجددة في المعلومات بين وسائل التواصل وغيرها ، فيتعامل معها بما يحفظ على الطلاب استقرارهم ، وحسن سلوكهم ، واستفادتهم من هذه التقنيات .
أيها الإخوة : وإن للإعلام دورا عظيما في ترسيخ مكانة المعلم ، ونشر هيبته ، وحفظ منزلته ، وبخاصة من خلال الروايات ، والقصص ، والمسلسلات ، وأدوات التواصل ، والحذر كل الحذر من أن تتضمن أيُّ مادة إعلامية الحطَّ من مكانته ، أو التقليلَ من وظيفته ، أو التنقصَ رسالته، وبعد حفظكم الله : فكل جهد كريم وعمل مبارك يبذل في سبيل تحسين التعليم منطلقه هو إعداد المعلم الجيد والأستاذ الكفء لأنه من أهم مقومات بلوغ أهداف التربية والتعليم .
إنه بصلاح المعلم تصلح الأجيال ، وباحترام المعلم ترتقي الأمة ، وبضعفه تضعف، وإذا كان وراء كل أمة عظيمة تربيةٌ عظيمة فإن وراء كل تربية عظيمة معلما عظيماً ، ولا يصلح التعليم إلا إذا صلح المعلم إعداداً وديناً ، وخلقاً وثقافة .
واستهل معاليه خطبته الثانية قائلاً: معاشر المسلمين : احترام المعلم ، ومعرفة حقه هو توفيق من الله وهداية ، ومن أهمل ذلك ، أو قصر فيه فهو من دلائل العقوق ، والخذلان ، والخسران .
أيها الطالب الموفق : من علمك حرفا فأخلص له وداً ، اكتسب من المعلم أخلاقه قبل علمه ، وأدبه قبل درسه ، اجعله قدوة فيما صلح من أمره ، ولا تتبع ما أخطأ فيه من فعله ، واحفظ له من العين ما رأت ، ومن الأذن ما سمعت ، ذب عن عرضه ، واحفظه في غيبته، وانتم أيها الآباء أيها الأمهات : قفوا مع المعلم ، وعلموا أولادكم احترامه ، وحفظ مكانته ، لا تسمحوا لهم بالتطاول عليه ، أو الحط من قدره ، علموهم أدب التعليم ، وأدب الحوار ، وأدب السؤال ، حتى يُحَصِّلوا علما ، ويحملوا أدباً ، حق المعلم أن تُظْهر مناقبه ، وتستر معايبه ، ويُعظَّم قدره ، ومن أهان المعلم يجب أن يلقى ما يردعه.

قيم الموضوع
(3 أصوات)

أقامت الهيئة العامة للعناية بشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي حفل المتقاعدين للسنة الهجرية ١٤٤٥هـ، بحضور سعادة المشرف العام على الأعمال في المسجد الحرام الدكتور سعد المحيميد، و عدد من قيادات الهيئة وذلك في مقر الهيئة العامة بمكة ، وابتدأ الحفل بأيات من الذكر الحكيم ، تلا ذلك الإشادة بخدمتهم والاحتفال بجهودهم المبذولة في خدمة الحرمين الشريفين وقاصديهم على مر العقود .

وقال المتقاعد عادل عيد جميل: أنه لشرف عظيم خدمة المسجد الحرام و المصلين والمعتمرين والحجاج وأن خدمة البيت العتيق وسام فخر لكافة المتقاعدين ، وختم برفع أسمى آيات الشكر والتقدير للقيادة الرشيدة وقيادات الهيئة و منسوبيها كافة .

ورحب سعادة المشرف العام خلال الحفل بالحضور وأكد أن الاحتفال بالزملاء المتقاعدين ، الذين قدموا الجهود الكبيرة في ميادين العز والشرف في رحاب البيت العتيق ، مؤكداً بإمكانية مشاركتهم بخبراتهم الطويلة في مجالات التطوع المتنوعة ، شاكراً لهم تفانيهم على مر السنوات الماضية .

وفي ختام الحفل جرى تقديم الهدايا التذكارية بهذه المناسبة .

msg 1001468035115 51540msg 1001468035115 51541msg 1001468035115 51542msg 1001468035115 51543msg 1001468035115 51544msg 1001468035115 51545msg 1001468035115 51546msg 1001468035115 51547msg 1001468035115 51548msg 1001468035115 51549msg 1001468035115 51560msg 1001468035115 51561msg 1001468035115 51563msg 1001468035115 51564
قيم الموضوع
(4 أصوات)
أمّ المصلين في المسجد النبوي فضيلة الشيخ الدكتور عبدالمحسن القاسم إمام وخطيب المسجد النبوي الشريف. وبعد أن حمد الله تعالى بدأ خطبته بقوله: أيها المسلمون: أوجد اللَّه الخَلْقَ وفاضل بينهم، وخيرُ النَّاس وأحبُّهم إلى اللَّه أنبياؤه، ثمَّ صحابة نبيِّنا مُحمَّد صلى الله عليه وسلم، وخير النِّساء وأكرمُهنَّ على اللَّه أزواجُه صلى الله عليه وسلم، وأحبُّ أزواجه إليه أمُّ المؤمنين عائشة رضي الله عنها. وسنَّة اللَّه القائمة أنَّ مَنْ أحبَّه اللَّه ابتلاه، وفي السَّنة السَّادسة من الهجرة، ابتُلي المسلمون ببلاء عظيم جعله اللَّه امتحاناً للأمَّة كلِّها إلى يوم القيامة؛ وذلك أنَّ النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم بعد مَرْجِعه من غزوة بني المصطلِق كانت معه عائشة رضي الله عنها، ولمَّا دَنَوْا من المدينة، آذَنَ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم ليلةً بالرَّحيل، فقامت لقضاء شأنها، فمَشَتْ حتى جاوزت الجيش، ثم أقْبَلَتْ إلى الرَّحْلِ ففَقَدَتْ عِقْداً لها، فرَجَعَتْ تلتمسه في الموضع الذي فَقَدَتْه فيه، فرفعوا هَوْدَجَها وارتحلوا، ولم يشعروا بخُلُوِّ الهودج منها؛ لخِفَّة وزنها - والهودج: مركب يُجعَل فوق البعير للمرأة -، قالت عائشة رضي الله عنها: «وَكُنْتُ جَارِيَةً حَدِيثَةَ السِّنِّ»، قال الذَّهبيُّ رحمه الله: «وَعُمُرُهَا يَوْمَئِذٍ اثْنَتَا عَشْرَةَ سَنَةً»، ثم وجدت العقد بعدما استمرَّ الجيش، فمَكَثَتْ مكانَها؛ ظنّاً منها أنَّهم سيفقدونها فيرجعون إليها، فغلبتها عينُها فنامت.

وأضاف فضيلته: كان الصَّحابي صفوانُ بن المعطَّل رضي الله عنه كثيرَ النَّوم فتخلَّف عن الجيش، فلمَّا أصبح لحق بالجيش، فرأى سَوَادَ إنسانٍ نائمٍ، فأتاه، فإذا هي عائشة رضي الله عنها، وكان رآها قبل نزول الحجاب، فأعرض بوَجْهِه عنها، فاستيقظت باسترجاعه - أي يقول: إنَّا للَّه وإنَّا إليه راجعون -، قالت: «فَخَمَّرْتُ وَجْهِي بِجِلْبَابِي، وَوَاللَّهِ مَا يُكَلِّمُنِي كَلِمَةً، وَلَا سَمِعْتُ مِنْهُ كَلِمَةً غَيْرَ اسْتِرْجَاعِهِ»، قال ابن الأثير رحمه الله: «وَكَانَ صَفْوَانُ شُجَاعاً خَيِّراً فَاضِلاً»، فأناخ بَعِيرَه حتَّى رَكِبَتْه، ثمَّ انطلق يقود بها الرَّاحلة حتَّى أدركوا الجيش في الظَّهيرة، قال شيخ الإسلام رحمه الله: «وَكَانَ سَفَرُهَا مَعَهُ خَيْراً مِنْ أَنْ تَبْقَى ضَائِعَةً».؛ ولمَّا رأى رأسُ النِّفاق عبدُ اللَّه بن أُبَيِّ ابن سلول تَأخُّرَ عائشة رضي الله عنها عن الجيش طَعَنَ في بيت النُّبوَّة الطَّاهر، ثم قَدِمَ المدينة وجَعَل يَشِيعُ الإفكَ في عِرْضِ الشَّريفة العفيفة رضي الله عنها ويَذِيعُه، ويَجمَعُه ويُفَرِّقُه؛ وكانت مقالة عامَّة المؤمنين: {سُبْحَانَكَ هَذَا بُهْتَانٌ عَظِيمٌ}؛ لأنَّ ما حَدَث لم يكن رِيبةً، وإنَّما امرأةٌ حديثةُ السِّنِّ فَقَدَتْ رُفْقَتَها، فأحسن إليها صحابيٌّ، وأعادها إليهم.

وأكمل فضيلته: وأمَّا عائشة رضي الله عنها فإنَّها لمَّا قَدِمَت المدينة اشتكت من مرض ألَمَّ بها، فمَكَثَتْ في بيتها قريباً من الشَّهر، وهي لا تعلم شيئاً عمَّا يُقال عنها، غير أنَّها فَقَدَتْ لُطْفَ النَّبيِّ بها إذا مَرِضَتْ، قالت: «وَيَرِيبُنِي فِي وَجَعِي، أَنِّي لَا أَرَى مِنَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم اللُّطْفَ الَّذِي كُنْتُ أَرَى مِنْهُ حِينَ أَمْرَضُ، إِنَّمَا يَدْخُلُ فَيُسَلِّمُ، ثُمَّ يَقُولُ - أي: لمَنْ عندها -: كَيْفَ تِيكُمْ؟ - أي: كيف هذه -».، وبعد أن أفاقت من مَرَضِها، أَخْبَرَتْها أمُّ مِسْطَحٍ رضي الله عنها بقول أَهْلِ الإِفْكِ، قالت رضي الله عنها: «فَازْدَدْتُ مَرَضاً إِلَى مَرَضِي»، فلمَّا دَخَلَ عليها رسولُ اللَّه صلى الله عليه وسلم قالت له: «أَتَأْذَنُ لِي أَنْ آتِيَ أَبَوَيَّ؟ - قَالَتْ: وَأَنَا حِينَئِذٍ أُرِيدُ أَنْ أَتَيَقَّنَ الخَبَرَ مِنْ قِبَلِهِمَا -، فَأَذِنَ لِي رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَجِئْتُ أَبَوَيَّ فَقُلْتُ لِأُمِّي: يَا أُمَّتَاهْ مَا يَتَحَدَّثُ النَّاسُ؟ فأَخْبَرَتْها بحديث النَّاس، فاشتدَّ البلاءُ على عائشة بطَعْنِها في عفافها؛ إذ أنفَسُ ما تملكه المرأة بعد دينِها عِرْضُها، فهو شَرَفُها وجمالُها، قالت: «فَبَكَيْتُ لَيْلَتَيْنِ وَيَوْماً، حَتَّى أَصْبَحْتُ لَا يَرْقَأُ – أي: لا ينقطع - لِي دَمْعٌ، وَلَا أَكْتَحِلُ بِنَوْمٍ، وَأَبَوَايَ يَظُنَّانِ أَنَّ البُكَاءَ فَالِقٌ كَبِدِي – أي: شاقُّها -».

وأشار فضيلته: ومن عظيم هذا الافتراء والبُهتان بَكَتْ نساءٌ مؤمنات، قالت عائشة رضي الله عنها: «وبينما هُمَا - أي: أبواها- جَالِسَانِ عِنْدِي وَأَنَا أَبْكِي، اسْتَأْذَنَتْ عَلَيَّ امْرَأَةٌ مِنَ الأَنْصَارِ، فَأَذِنْتُ لَهَا فَجَلَسَتْ تَبْكِي». وأمَّا نبيُّنا محمَّد صلى الله عليه وسلم فمهموم ساكتٌ لم يُكلِّم أحداً في شأن الإِفْكِ، واشتدَّ الكربُ عليه بحَبْسِ الوَحْي عَنْه شَهْراً، لَا يُوحَى إِلَيْهِ فِي ذَلِكَ شَيْءٌ، فدَعَا عَلِيَّ بن أبي طالبٍ وأسامةَ بن زيدٍ رضي الله عنهما - وهما من أعرف النَّاس بأهل بيته -، يَسْتَشِيرُهُما في فراقِ أهله، وسأل جاريةً عند عائشة رضي الله عنها فقال: «يَا بَرِيرَةُ، هَلْ رَأَيْتِ فِيهَا شَيْئاً يَرِيبُكِ؟»، وسَأَلَ أمَّ المؤمنين زينب بنت جحشٍ رضي الله عنها: «مَاذَا عَلِمْتِ، أَوْ رَأَيْتِ؟» فما عابها أحدٌ منهم بشيء.، ثم دَخَلَ على عائشة وعندها والداها، فَسَلَّمَ، ثُمَّ جَلَسَ، وظَنَّتْ أنَّه سيُبَشِّرُها بكَذَبِ أهل الإِفْكِ، قَالَتْ: «فَتَشَهَّدَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم حينَ جَلَسَ، ثُمَّ قَالَ: أَمَّا بَعْدُ يَا عَائِشَةُ، فَإِنَّهُ قَدْ بَلَغَنِي عَنْكِ كَذَا وَكَذَا، فَإِنْ كُنْتِ بَرِيئَةً فَسَيُبَرِّئُكِ اللَّهُ، وَإِنْ كُنْتِ أَلْمَمْتِ بِذَنْبٍ فَاسْتَغْفِرِي اللَّهَ وَتُوبِي إِلَيْهِ، فَإِنَّ العَبْدَ إِذَا اعْتَرَفَ بِذَنْبٍ، ثُمَّ تَابَ؛ تَابَ اللَّهُ عَلَيْهِ، قَالَتْ: فَلَمَّا قَضَى رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مَقَالَتَهُ قَلَصَ - أي: ارتفع - دَمْعِي حَتَّى مَا أُحِسُّ مِنْهُ قَطْرَةً».

وبيّن فضيلته: فلمَّا رَأَت الأمر كذلك، لَجَأَتْ لِأَبِيها ليَنْصُرَها، فقالت له: «أَجِبْ عَنِّي رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، قَالَ: وَاللَّهِ مَا أَدْرِي مَا أَقُولُ لِرَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم».، ثم طَلَبَتْ حنانَ أمِّها، فقالت لها: «أَجِيبِي عَنِّي رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فيمَا قَالَ، قَالَتْ: وَاللَّهِ مَا أَدْرِي مَا أَقُولُ لِرَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم».، فلَجَأَتْ إلى مَنْ في السَّماء، وفَوَضَّتْ أمرَها إليه، وقالت لهم: «إِنِّي وَاللَّهِ لَقَدْ عَرَفْتُ أَنَّكُمْ قَدْ سَمِعْتُمْ بِهَذَا حَتَّى اسْتَقَرَّ فِي نُفُوسِكُمْ وَصَدَّقْتُمْ بِهِ، فَإِنْ قُلْتُ لَكُمْ: إِنِّي بَرِيئَةٌ - وَاللَّهُ يَعْلَمُ أَنِّي بَرِيئَةٌ - لَا تُصَدِّقُونِي بِذَلِكَ، وَلَئِنِ اعْتَرَفْتُ لَكُمْ بِأَمْرٍ - وَاللَّهُ يَعْلَمُ أَنِّي بَرِيئَةٌ – لَتُصَدِّقُونَنِي، وَإِنِّي وَاللَّهِ مَا أَجِدُ لِي وَلَكُمْ مَثَلاً إِلَّا كَمَا قَالَ أَبُو يُوسُفَ: {فَصَبْرٌ جَمِيلٌ وَاللَّهُ المُسْتَعَانُ عَلَى مَا تَصِفُونَ}، ثُمَّ تَحَوَّلْتُ فَاضْطَجَعْتُ عَلَى فِرَاشِي».

ونوّه فضيلته: ولمَّا كانت حافظةً لدينِها، حارسةً لعفافِها، أيقنت بمدافعة اللَّه عنها، وأحسنت ظنَّها به، قَالَتْ: «وَأَنَا وَاللَّهِ حِينَئِذٍ أَعْلَمُ أَنِّي بَرِيئَةٌ، وَأَنَّ اللَّهَ مُبَرِّئِي بِبَرَاءَتِي»، فكان اللَّه عند ظنِّها، قَالَتْ: «فَوَاللهِ مَا رَامَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَجْلِسَهُ، وَلَا خَرَجَ مِنْ أَهْلِ الْبَيْتِ أَحَدٌ حَتَّى أَنْزَلَ اللهُ عز وجل عَلَى نَبِيِّهِ صلى الله عليه وسلم، فَلَمَّا سُرِّيَ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وهو يَضْحَكُ، فَكَانَ أَوَّلَ كَلِمَةٍ تَكَلَّمَ بِهَا أَنْ قَالَ: أَبْشِرِي يَا عَائِشَةُ، أَمَّا اللَّهُ فَقَدْ بَرَّأَكِ».، ولطاعتها للَّه، حَفِظَها ونَصَرَها، وخَلَّد ذِكْرَ عفافِها، قالت عائشة رضي الله عنها: «وَاللَّهِ مَا كُنْتُ أَظُنُّ أَنْ يُنْزَلَ فِي شَأْنِي وَحْيٌ يُتْلَى، وَلَشَأْنِي كَانَ أَحْقَرَ فِي نَفْسِي مِنْ أَنْ يَتَكَلَّمَ اللَّهُ عز وجل فِيَّ بِأَمْرٍ يُتْلَى»، فأظهر اللَّهُ منزلةَ رسوله وأهلِ بيته عنده، وكرامتَهم عليه، وتَوَلَّى هو بنفسه الدِّفاعَ والذَّبَّ عنهم، وظهر لأمَّته احتفاءُ ربِّهم بهم، واعتناؤه بشأنهم، وأمَّا رأس النِّفاق الذي أشاع الإِفْكَ وأذاعه فتوعَّده اللَّه بالعذاب العظيم.

واختتم فضيلته: أيَّها المسلمون: عظيمٌ عند اللَّه أن يقال في زوجةِ رسولِه ما قيل، قال تعالى: {وَتَحْسَبُونَهُ هَيِّناً وَهُوَ عِنْدَ اللَّهِ عَظِيمٌ}، والشِّدَّة يعقبها فرجٌ، والمؤمن ينال الخير بالبلاء، قال تعالى: {لَا تَحْسَبُوهُ شَرّاً لَكُمْ بَلْ هُوَ خَيْرٌ لَكُمْ}، وكذا كانت عاقبة عائشة رضي الله عنها، أنزل اللَّه فيها آيات تُتْلَى إلى يوم القيامة، وسَمَتْ على النِّساءِ بِفَضَائِلِها؛ قال النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم: «وَإِنَّ فَضْلَ عَائِشَةَ عَلَى النِّسَاءِ كَفَضْلِ الثَّرِيدِ عَلَى سَائِرِ الطَّعَامِ» ومنَحَها اللَّهُ ذَكَاءً مُتَدَفِّقاً وحِفْظاً ثَاقِباً، وعِلْماً واسعاً، والأحاديث التي روتها عن النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم أكثر ممَّا روي عن الخلفاء الرَّاشدين مجتمعين؛ لانشغالهم وتقدُّم وفاتهم، لا قلَّة سماعهم، بل نَقَلَتْ لهذه الأمَّة رُبع أحاديث الشَّريعة، قال ابنُ كثيرٍ رحمه الله: «لَمْ يَكُنْ فِي الأُمَمِ مِثْلُ عَائِشَةَ فِي حِفْظِهَا وعِلْمِهَا، وَفَصَاحَتِهَا وَعَقْلِهَا، فَاقَتْ نِسَاءَ جِنْسِهَا فِي العِلْمِ وَالحِكْمَةِ، رُزِقَتْ فِي الفِقْهِ فَهْماً، وَفِي الشِّعْرِ حِفْظاً، وَكَانَتْ لِعُلُومِ الشَّرِيعَةِ وِعَاءً».، وأوجب اللَّه مَحَبَّتها على كلِّ أحد، قال النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم لفاطمة رضي الله عنها: «أَيْ بُنَيَّةُ، أَلَسْتِ تُحِبِّينَ مَا أُحِبُّ؟ فَقَالَتْ: بَلَى، قَالَ فَأَحِبِّي هَذِهِ» - يعني: عائشة – (متَّفق عليه)، وقد تُوفِّي النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم بين سَحْرِها ونَحْرِها، وفي يومها، وفي بيتها، وهي زوجته صلى الله عليه وسلم في الدُّنيا والآخرة، فهل فوق ذلك مَفْخَرٌ.

GFU8Q8dXIAAFVF7GFU8Q8aXgAAmm4ZGFU8Q8eWUAA0t0W