الاخبار الرئيسية - AR

الاخبار الرئيسية - AR (11738)

فئات موروثة

إقامة صلاة الغائب على المغفور له أمير دولة الكويت الشقيقة بالمسجد الحرام

إقامة صلاة الغائب على المغفور له أمير دولة الكويت الشقيقة بالمسجد الحرام (0)

بتوجيه من لدن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود أقيمت صلاة الغائب على سمو الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح أمير دولة الكويت الشقيقة – رحمه الله – بالمسجد الحرام والذي وافته المنية يوم أمس الاثنين الموافق 12/2/1442هـ .
وقد أم المصلين لصلاة الغائب معالي الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي الشيخ الأستاذ الدكتور عبدالرحمن بن عبدالعزيز السديس، بحضور عدد من قيادات الرئاسة، وأوضح معالي الشيخ السديس أن إقامة صلاة الغائب على سمو الشيخ صباح الأحمد الصباح في الحرمين الشريفين تعكس عمق الترابط العميق بين دولتنا المباركة -حماها الله-ودولة الكويت الشقيقة -رعاها الله-، مؤكداً معاليه أن فقيد دولة الكويت فقيد للأمة العربية والإسلامية، داعيًا الله أن يحفظ خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين - أيدهما الله -، ويديمهما ذخرًا للوطن والمواطنين، وأن يحفظ دول الخليج من كل سوء ومكروه , وأن يرحم سمو أمير دولة الكويت وأن يسكنه فسيح جناته.

590375A9 C487 4FC7 864D 4D5693FBACDD3E7A10AC 149C 41EE 9F31 668AE8D3A458D691A152 12E5 4987 8006 8FFA9500BE46FDDFBA82 DBE1 49A5 861B 7C50D4FF21E67F87ADAE A06E 4CD2 B079 EFD3F8E1F9E6331D9F6B 4377 4620 B552 77F94AC7097B3541C52E 6DAE 49AB 9E55 BC7DE0F17A83A7FE89C2 559A 43E3 8B02 54576F25B7F5


عرض العناصر...
السلامة في المسجد الحرام تتابع سير أعمالها

السلامة في المسجد الحرام تتابع سير أعمالها (0)


عقد سعادة مساعد مدير عام السلامة مدير إدارة السلامة بالمسجد الحرام الأستاذ حسين بن حسن العسافي اجتماعاً بسعادة وكيل الإدارة الأستاذ فيصل من محمد العبدلي، ورؤساء الورديات؛ لمناقشة واستعراض الخطة التشغيلية ومهام الإدارة.

وأوضح العسافي ضرورة مواصلة ومضاعفة الجهود وتهيئة السبل لتأدية الزوار والمعتمرين نسكهم بكل ويسر وسهولة، ومتابعة استمرارية الأعمال على أكمل وجه لتحقيق السلامة في كافة أنحاء المسجد الحرام.

ويأتي الاجتماع بإشراف ومتابعة سعادة مدير عام السلامة المهندس بسام بن سعيد العبيدي وتوجهات سعادة وكيل الرئيس العام للأمن والسلامة ومواجهة الطوارئ والمخاطر الأستاذ فايز بن عبد الرحمن الحارثي؛ المبنية على توجيهات معالي الرئيس العام الشيخ الدكتور عبدالرحمن بن عبدالعزيز السديس.

عرض العناصر...
قيم الموضوع
(1 تصويت)

أمّ المسلمين اليوم لصلاة الجمعة في المسجد الحرام فضيلة الشيخ الدكتور بندر بن عبدالعزيز بليلة إمام وخطيب المسجد الحرام.

وبعد أن حمد الله تبارك في علاه استهل خطبته قائلاً: أوصيكم أيها الناسُ ونفسي بتقوى الله، فاتقوا الله رحمكم الله، فالتقوى أفضلُ المكاسب، وأجزلُ المواهب.

أيها المؤمنون:
معرفةُ اللهِ تعالى أصلُ الدين، وسُلَّمُ اليقين، واللهُ سبحانه له من الأسماءِ أكرمُها، ومن الصفاتِ أعظمُها، ومن أسمائه سبحانه الرحمنُ والرحيم، ومِن صفاتِه الرحمة، وهي صفةُ كمالٍ لائقةٍ به سبحانه، لا نقصَ فيها بوجه من الوجوه، قال تعالى: ﴿هُوَ اللَّهُ الَّذي لا إِلهَ إِلّا هُوَ عالِمُ الغَيبِ وَالشَّهادَةِ هُوَ الرَّحمنُ الرَّحيمُ﴾ ، وقال تعالى: ﴿قُل لِمَن ما فِي السَّماواتِ وَالأَرضِ قُل لِلَّهِ كَتَبَ عَلى نَفسِهِ الرَّحمَةَ﴾.
 
عبادَ الله:
إنَّ رحمةَ ربِّنا سبحانه عامةٌ شاملة، عَمَّت الكونَ ومَن فيه، قال تعالى: ﴿وَرَحمَتي وَسِعَت كُلَّ شَيءٍ﴾
وقال سبحانه عن دعاء الملائكة للمؤمنين: ﴿رَبَّنا وَسِعتَ كُلَّ شَيءٍ رَحمَةً وَعِلمًا﴾.
وآثارُ رحمته سبحانه ظاهرةٌ للعَيان، واضحةٌ للأنام، فبرحمته خلق الإنسان في أحسن تقويم، وسوَّى جِسمَه وأحيا روحَه، وأمدَّه بالعقل، وغَذَاه بالنِّعم
﴿الرَّحمنُ ۝ عَلَّمَ القُرآنَ ۝ خَلَقَ الإِنسانَ ۝ عَلَّمَهُ البَيانَ﴾.

وأضاف فضيلته أنّ من آثار بحمته سبحانه أنْ خَلَقَ الشمسَ والقمر، وجَعَل الليلَ والنهار، وبَسَط الأرض، وجعلها مِهادًا وفِراشًا وقرارا، وكِفاتًا للأحياء والأموات، قال تعالى: ﴿تَبارَكَ الَّذي جَعَلَ فِي السَّماءِ بُروجًا وَجَعَلَ فيها سِراجًا وَقَمَرًا مُنيرًا ۝ وَهُوَ الَّذي جَعَلَ اللَّيلَ وَالنَّهارَ خِلفَةً لِمَن أَرادَ أَن يَذَّكَّرَ أَو أَرادَ شُكورًا﴾.

وبرحمته سبحانه أرسلَ الرُّسُل، وأنزلَ الكتب؛ هُدىً للخَلْق بعد ضلالة، وتعليمًا بعد جَهالة، وتبصيرًا مِن عَمى، ورُشدًا مِن غَي، قال تعالى: ﴿لَقَد مَنَّ اللَّهُ عَلَى المُؤمِنينَ إِذ بَعَثَ فيهِم رَسولًا مِن أَنفُسِهِم يَتلو عَلَيهِم آياتِهِ وَيُزَكّيهِم وَيُعَلِّمُهُمُ الكِتابَ وَالحِكمَةَ وَإِن كانوا مِن قَبلُ لَفي ضَلالٍ مُبينٍ﴾، وقال تعالى: ﴿وَما أَرسَلناكَ إِلّا رَحمَةً لِلعالَمينَ﴾، وقال تعالى: ﴿وَنَزَّلنا عَلَيكَ الكِتابَ تِبيانًا لِكُلِّ شَيءٍ وَهُدًى وَرَحمَةً وَبُشرى لِلمُسلِمينَ﴾.

ونوّه فضيلة إمام المسجد الحرام بأنّ من دلائل رحمةِ الله سبحانه: إنشاءُ السحاب، وإنزالُ الغيث، وإحياءُ الأرضِ بعد موتها، فمنها يأكلُ الخلقُ ويقتاتون ويدَّخرون، قال تعالى: ﴿فَانظُر إِلى آثارِ رَحمَتِ اللَّهِ كَيفَ يُحيِي الأَرضَ بَعدَ مَوتِها إِنَّ ذلِكَ لَمُحيِي المَوتى وَهُوَ عَلى كُلِّ شَيءٍ قَديرٌ﴾.

ثم بيّن فضيلة الدكتور بندر بليلة أنّ الله سبحانه وضعَ الرحمةَ بين عباده وبين الحيوان ليتراحموا، فما رحمةُ الأمُّ بأولادها، وما رحمةُ القلوبِ البشريةِ بالضعفاء، وما رحمةُ الطيرِ والوحشِ بعضها ببعض، إلا فيضُ رحمةٍ من رَحَمات الرحيم سبحانه، عن أبي هريرة رضي اللهُ عنه عن النبي ﷺ قال: (إن لله مائةَ رحمة، أنزل منها رحمةً واحدةً بين الجن والإنس والبهائم والهوام، فبها يتعاطفون، وبها يتراحمون، وبها تَعطِفُ الوحشُ على ولدها، وأخَّرَ اللهُ تسعًا وتسعين رحمة، يرحمُ بها عبادَه يوم القيامة) أخرجه مسلم، قال ابنُ القيم رحمه الله: (وأنت لو تأملتَ العالمَ بعَينِ البصيرةِ لرأيتَه مُمتلئا بهذه الرحمةِ الواحدة، كامتلاء البحرِ بمائه، والجوِّ بهوائه).

واختتم فضيلته خطبته الأولى موضحاً أنه من رحمة الله سبحانه بعباده فَتْحُ بابِ التوبة لهم، ومغفرةُ ذنوبِهم، وسَترُ عيوبِهم؛ إذْ حِلمُه سبق غضبَه، وعفوُه سبقَ مؤاخذتَه، ثم يُدخِلُهُم جنتَه برحمته لا بأعمالهم فحسْب ﴿قُل يا عِبادِيَ الَّذينَ أَسرَفوا عَلى أَنفُسِهِم لا تَقنَطوا مِن رَحمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغفِرُ الذُّنوبَ جَميعًا إِنَّهُ هُوَ الغَفورُ الرَّحيمُ﴾، عن أبي هريرة رضي اللهُ عنه أن رسول الله ﷺ قال: (لما قضى اللهُ الخلقَ كتب عنده فوق عرشه: إن رحمتي سَبَقتْ غضبي) وفي رواية: (غَلبتْ غضبي) أخرجه البخاريُّ ومسلم.

 وفي الخطبة الثانية أكّد فضيلة الشيخ بندر بليلة أنَّ أسعدَ الناسِ برحمة اللهِ مَن جانبَ المعاصي والمحرمات، وأقبل على الطاعات والقُرُبات، قال تعالى: ﴿إِنَّ رَحمَتَ اللَّهِ قَريبٌ مِنَ المُحسِنينَ﴾ .
وقال تعالى: ﴿وَرَحمَتي وَسِعَت كُلَّ شَيءٍ فَسَأَكتُبُها لِلَّذينَ يَتَّقونَ وَيُؤتونَ الزَّكاةَ وَالَّذينَ هُم بِآياتِنا يُؤمِنونَ﴾.

والاستغفارُ جالبٌ للرحمة، دافع للنِّقمة، قال تعالى: ﴿لَولا تَستَغفِرونَ اللَّهَ لَعَلَّكُم تُرحَمونَ﴾.
ومَن رَحِم عبادَ اللهِ رحمهُ الله، وفي الحديث: (إنما يَرحمُ اللهُ مِن عباده الرحماء).
3213A7A2 4034 4141 B14D 8B9F27C2EFA6C592F35A 5003 403B A1D9 4914F1227EBDE5D83BD2 F0B8 475A 9201 0D54599F082EA4FB8FCF 23AA 4450 9EE9 D38D2E6AB767F4F22E4A 7497 48B1 A53D 288F68E549C109AB7610 C035 49E1 8769 97287E7787FC0A9187AD 55E5 4F98 804A AD1AEBF13169468F4090 4113 4569 8A06 5C78F63B6AD7
الأربعاء, 13 أيلول/سبتمبر 2023 09:29

وسائل مساندة لذوي الإعاقة في المسجد الحرام

قيم الموضوع
(8 أصوات)
تستمر الهيئة العامة للعناية بشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي في تقديم الخدمات المساندة لذوي الإعاقة في مختلف أرجاء المسجد الحرام من خلال عدة مواقع مجهزة بوسائل مخصصة لهم؛ كون المسجد الحرام قبلة المسلمين الأولى ومهوى الأفئدة، ويفد إليه القاصدون من شتى أصقاع المعمورة على مختلف أحوالهم الصحية، لذا يجري العمل على تهيئة المواقع وأنستنها لتتناسب مع كافة أوضاع القاصدين بما يراعي أداء النُسك بيسر وسهولة ويحقق لهم الطمأنينة التي قدموا من أجلها.

مصليات مجهزة بوسائل مساندة

يتمكن القاصدون للمسجد الحرام من ذوي الإعاقة من أداء فروضهم في المصليات المهيئة لهم والمجهزة بأدوات ووسائل مساندة، حيث خُصصت مصليات داخل المسجد الحرام تتواجد بالقرب من الأبواب تسهيلًا لوصولهم، وتتم أعمال تنظيف وتعقيم المصليات دوريًا قبل وبعد كل صلاة، كما تزود المصليات بماء زمزم بمشربيات خاصة.

f4fda9d1 46cb 4db1 b531 56227bc1aa48

وبإمكان القاصد من ذوي الإعاقة التوجه إلى أي من المصليات الثلاثة الخاصة بالرجال الواقعة في توسعة الملك فهد -رحمه الله- الدور الأول مقابل باب (91)، والدور الأول مقابل جسر الشبيكة باب (68)، والدور الأرضي باب (68) بجوار سلالم الشبيكة، كما أن القاصدات خصص لهن (3) مصليات تقع في توسعة الملك فهد -رحمه الله- باب (88) الأرضي وباب (65) الدور الأول "الشبيكة"، وتوسعة الملك فهد بمصلى (15) المطل على صحن المطاف.

المصليات تتوفر فيها وسائل مساندة لذوي الإعاقة كأدوات التيمم، والمصحف المزود بقلم قارئ لكبار السن، والمصحف بلغة (برايل) وعدد من الكتب القيمة، والعصا المخصصة لفاقدي البصر، بالإضافة إلى تواجد عدد من مترجمي ومترجمات لغة الإشارة المؤهلين لترجمة الخطب والدروس المقامة وحلقات الذكر.
  
97937e61 e4b3 4d6b 942e d35dc2b54a22838fc0e0 9497 46a1 8a3b 3ae580b09a1e

مسارات لدخول العربات

خُصص للعربات اليدوية القادمة إلى المسجد الحرام عبر ساحاته مسارات رئيسية، أولها جسر أجياد وهو جسر يقع في الساحة الغربية مؤدي إلى الدور الأول من المطاف، والمسار الثاني عبر جسر الشبيكة جوار باب (64)، إضافة إلى مسار يتجه إلى المروة عبر الساحات الشرقية، وهناك عدد من السلالم الكهربائية والمصاعد المزودة برموز وعلامات واضحة للتسهيل عليهم إضافة إلى وجود مسارات إلى المصليات الخاصة.

90c06355 af4a 469c b409 ebd1f076e8f6

أبواب مهيأة بمنحدرات للعربات

تقع هذه الأبواب في مختلف أنحاء المسجد الحرام، بما في ذلك الأبواب الرئيسية والأبواب الداخلية، وهي مزودة بعلامات إرشادية واضحة بلغة برايل، وذلك لمساعدة ذوي الإعاقة البصرية، وتهدف هذه الخطوة إلى تسهيل عملية الدخول والخروج لذوي الإعاقة في المسجد الحرام، وذلك من خلال توفير منحدرات ومزلقانات آمنة وسهلة الاستخدام.

حيثُ تم تهيئة 8 أبواب مزودة بمنحدرات لتسهيل عملية الدخول والخروج من وإلى المسجد الحرام وهي (68 - 74 - 79 - 84 - 89 - 90 - 93 - 94)، كذلك عدة جسور وهي (جسر أجياد، والشبيكة، والمروة، والأرقم).

de9f9b80 fcbe 4dd9 a869 8ffa195e56a0

نقل ترددي عبر الساحات الشرقية للمسجد الحرام

وفرت الهيئة العامة للعناية بشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي نقلا تردديا للأشخاص ذوي الإعاقة وكبار السن وذلك عبر عربات ترددية متواجدة في الساحات الشرقية للمسجد الحرام، يستطيع القاصد الاستفادة منها عبر نقله من وإلى أبواب المسجد الحرام.

0c9032da 14d0 4357 ab8f e58a3ebca4c9ab3b5e83 06c8 4517 af48 1dfd6e308fbd

5 نقاط للعربات الكهربائية

وعبر تطبيق تنقل أتاحت الهيئة العامة للعناية بشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي إمكانية حجز عربة كهربائية، يستطيع القاصد الوصول إليها عبر نقاط عدة وهي (مدخل جسر المروة باب 25، مدخل سلم الأرقم باب 16، مدخل جسر أجياد باب 5، مدخل جسر الشبيكة باب 66، مدخل سلم أجياد الكهربائي باب 5)، كما أن العربات اليدوية توجد في موقعين هما (مدخل الساحة الشرقية باب السلام 19، ومدخل الساحة الغربية جسر أجياد).

وتتوفر كذلك خدمة دفع العربات المجانية تطوعًا بلا مقابل لكبار السن والأشخاص ذوي الإعاقة في موقعين، الأول عند مدخل أجياد من الداخل للدور الأرضي والذي يخدم المعتمرين في المطاف الأرضي، والموقع الثاني في الصفا الدور الثاني ويخدم المعتمرين في المسعى.

قيم الموضوع
(3 أصوات)


خطب وأم المصلين في المسجد النبوي فضيلة الشيخ الدكتور عبدالله بن عبدالرحمن البعيجان إمام وخطيب المسجد النبوي الشريف.

وبعد أن حمد الله تعالى بدأ خطبته بقوله: عباد الله... إن الصلة والمودة، وحسن العشرة والمحبة، والعهد والوفاء والأخوة، عبادة وقربة وحق أوجبه الله تعالى على المسلمين، ورتب عليه الأجر والثواب، وعلى مخالفته الوزر والعقاب، بدأ ببر الوالدين، وحق الزوجين، إلى صلة الرحم والأقرباء، إلى حقوق الجيران والأصدقاء، إلى حقوق المسلمين الغرباء، قال تعالى: (إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ ۚ وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ).
وقال صلى الله عليه وسلم قال: «لا يؤمن أحدكم، حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه»، وقال صلى الله عليه وسلم: "مثل المؤمنين في توادهم، وتراحمهم، وتعاطفهم مثل الجسد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى".

وأكمل: آلا وإن من أولى الناس بهذا التواد والتراحم والتعاطف هم الأقربون ومن يجمعهم رحم واحد، فقد حرص الإسلام على وحدهم وألفتهم ولم شملهم، قال تعالى: (فَـَٔاتِ ذَا ٱلْقُرْبَىٰ حَقَّهُۥ وَٱلْمِسْكِينَ وَٱبْنَ ٱلسَّبِيلِ ۚ ذَٰلِكَ خَيْرٌ لِّلَّذِينَ يُرِيدُونَ وَجْهَ ٱللَّهِ ۖ وَأُوْلَٰٓئِكَ هُمُ ٱلْمُفْلِحُونَ)؛ وقال صلى الله عليه وسلم قال: «من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليصل رحمه».

وبيّن فضيلته: إن الخلاف والشقاق والتنافر، والتقاطع والهجر والتدابر، والحقد والحسد والشحناء، والعداوة والبغضاء، وكل ما يوغر الصدور من ضغائن وأحقاد، يعتبر أساس الخراب والفساد، به تقطع صلة الأرحام والأقرباء، ويفرق بين الزوجين والأحباء، وتفسد مودة الإخوان، والأصدقاء والجيران،
وإن ما يندى له الجبين، ويتفطر له القلب، ما يرى ويسمع من تقاطع وهجر بين أفراد الأسرة الواحدة، دخل الشيطان بينهم فشتت شملهم، وفرق وحدتهم، و«ما من ذنب أحرى أن يعجل الله العقوبة لصاحبه في الدنيا، مع ما يدخر له في الآخرة، من البغي، وقطيعة الرحم».

وأضاف: ألا وإن الزهد في التواصل وتجديد العهد قطيعة تفسد الألفة والمودة، وتؤثر في تربية الناشئة، فجددوا العهد عباد الله، وبادروا بالتواصل والتزاور، وترك التقاطع وأحيوا مشاعر المحبة والمودة.

وأوضح فضيلته: إن الصفح والعفو عن الناس، وكظم الغيظ وتحمل الأذى منهم، من أعظم القربات إلى الله، وأحق الناس بذلك الأقرباء، فأطنوا أنفسكم على الصفح والعفو، واحتسبوا الأجر، وتواصوا بالصبر وتواصوا بالمرحمة، واتقوا الله وأصلحوا ذات بينكم وأطيعوا الله ورسوله إن كنتم مؤمنين.

وبيّن: الصلح خير، ومن أعظم العبادات، فكم عصم الله به من أرواح وأموال وأعراض، وكم عصم به من فتن، وكم فصل به من خصومة، وكم أنهى به من مقاطعة ومشاحنة؛ ولقد أمركم الله بإصلاح ذات البين، بإخماد نيران الفتن والخصام والمنازعات، ورأب الصدع ودفن الأحقاد والضغائن والمشاحنات، فأعظم الأجر والقربات، وأزكى الأعمال والصدقات، إصلاح ذات البين، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أفضل الصدقة إصلاح ذات البين».

وأضاف: وبإصلاح ذات البين تتم وحدة الأمة وتماسكها، وتصفو النفوس، ويؤلف الله بين القلوب، وبه يدفع الله عنها شر الافتراق والنزاع والتفكك، وما ينتابها من الخطوب، وبه تكون الأمة كالبنيان المرصوص، والجسد الواحد، إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى.

واختتم فضيلته الخطبة بقوله: اتقوا الله وأدوا الحقوق إلى أهلها، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لتؤدن الحقوق إلى أهلها يوم القيامة، حتى يقاد للشاة الجلحاء، من الشاة القرناء»؛ فحاسبوا أنفسكم عباد الله قبل أن تحاسبوا، وأبرءوا ذممكم قبل الموت، وتحللوا من أصحاب الحقوق، وردوا المظالم إلى أهلها، وآتوا كل ذي حق حقه.
قيم الموضوع
(4 أصوات)


أمّ المسلمين اليوم لصلاة الجمعة في المسجد الحرام معالي الشيخ الدكتور صالح بن عبدالله بن حميد إمام وخطيب المسجد الحرام، واستهل معاليه خطبته الأولى قائلاً: خلق اللهُ العباد ، وأرسل إليهم الرسل ، وأنزل عليهم الكتب لبيان الإيمان وصحيح الاعتقاد ، وحذرهم من دروب الكفر ، وطرق الإلحاد.

أما بعد : فاتقوا الله عباد الله ، واعلموا أن هذه الدار خداعة غرارة ، والنفسَ بالسوء أمارة ، والشيطانَ يأمر بالسوء والفحشاء ، ويدعو إلى الخسارة ، أمل ابن آدم في هذه الدنيا طويل ، وعمره فيها قصير ، من تم أجله انقطع عمله ، وأسلمه إلى الله أهله ، وانقطعت عنه المعاذير ، الأعمال جزاء ، فاحذروا العواقب ، والدهر تارات فكونوا على حذر ، من لم يكن يومه خيراً من أمسه فهو مغبون ، ومن لم يكن في زيادة فهو في نقصان ، ﴿قُل مَتاعُ الدُّنيا قَليلٌ وَالآخِرَةُ خَيرٌ لِمَنِ اتَّقى وَلا تُظلَمونَ فَتيلًا﴾

وأوضح معاليه قائلاً : الإنسان بفطرته التي فطره الله عليها ، وبخلقه من الروح والجسد لا يقنعه علم ، ولا يكفيه متعة ، بل فيه قلق واضطراب وخوف ، وفيه حاجة إلى الطمأنينةِ بعد القلق ، والسكنِ بعد الاضطراب ، والأمنِ بعد الخوف .
الإنسان وحده من بين جميع المخلوقات يحتاج إلى سند يعتمد عليه إذا ألمت به شدة، أو حلت به كارثه ، أو واجه ما يكره ، أو خاب ما يرجو ، أو وقع ما يحذر.
الإنسان وحده هو الذي يفكر في المبدأ ، ويتأمل في المصير ، وينظر في الكون ، ويعلل الأحداث ، الإنسان وحده هو الذي يتخذ مواقف بحسب هذه النظرات والمدركات، والأسباب والمسببات ، هذه هي الغريزة الدينية المشتركة بين كل أجناس البشر مهما كان تعليمهم ، ومهما كانت أُمّيتهم .

وأضاف معاليهِ مبيناً أنّ جوهر الدين ثابت في النفوس لأنه مرتبط بجوهر الطبيعة البشرية، ومن هنا فلم توجد أمة من أمم أهل الأرض بغير دين .
بل إن حاجة الإنسان إلى الدين أعظم من حاجته إلى الغذاء والدواء ، إنها حاجة تتصل بجوهر الحياة ، وترتبط بسر الوجود .
هل يكون في نظر العاقل أن هذه الحياة ليست إلا أرحاماً تدفع ، وأرضاً تبلع ، والمصير التراب .
يقول فيلسوف ملحد : تشير المعابد ، والكنائس ، والمساجد في جميع الأعصار والأمصار ، تشير ببنيانها وعظمتها وبهائها إلى أن حاجة الإنسان للدين حاجة قوية راسخة .
ويقول ملحد آخر : لقد وُجِدت في التاريخ مدن بلا حصون، وَوُجِدت مدن بلا قصور، ووجدت مدن بلا مدارس، ولكن لم توجد مدن بلا دور للعبادة .
أيها المسلمون: الدين فطرة مستقرة في قلوب كل البشر ، لا تحتاج في إثباتها إلى كبير جدل ، أو طويل حوار ، لأنها من البدهيات .

وبيّن الشيخ صالح بن حميد أنّ الإنسان مفطور على العبادة ، والاعتقاد ، والإيمان: ( كل مولود يولد على فطرة ) ، حتى الملحد يبحث عن اليقين ، والطمأنينة ، ويبحث عن الغايات العليا ، وهذا كله لا يكون إلا في العقيدة الصحيحة ، والدين الحق ، والإيمان الصادق .
الدين الحق - بفضل الله - ومنته هو الذي يمنح القوة عند الضعف ، والأمل حين اليأس ، والرجاء وقت الخوف ، والطمأنينة عند القلق ، والصبر في البأساء والضراء وحين البأس .
لا يكون للحياة طعم ، ولا يكون فيها أهداف سامية إذا كان في القلب فراغ روحي .
الدين الصحيح هو مصدر القيم ، والأخلاقِ ، والمثلِ العليا ، والحياةِ المطمئنة.

وأكّد خلالَ خطبته بأنّ حيرة بعض العقول في الإيمان بالخالق ليس عن برهان ، ولا علم ، بل هذه الحيرة - كما يقول أهل التحقيق والنظر-: هي عرض مرضي ، ووسوسة نفسية ، وليست ظاهرة فكرية علمية ، وفي التنزيل العزيز : ﴿وَإِن تَدعوهُم إِلَى الهُدى لا يَسمَعوا وَتَراهُم يَنظُرونَ إِلَيكَ وَهُم لا يُبصِرونَ﴾
فالحيرة عند هذه العقول آفة نفسية وليست شبهة عقلية .

معاشر الإخوة : الإلحاد ليس إيمانًا بل هو فقد للإيمان ، فالملحد ملحد لأنه لم يستوعب أدلة الإيمان ، وليس لأنه يملك أدلة على نفي الإيمان ، فالذي في قلب الملحد هو غياب الإيمان بالله ، وليس الإيمان بأنه لا إله .
المنكر والمشكك لا يستند إلى علم صحيح ، ولا إلى عقل صريح ، بل هو سلبي ، فهو لم يستوعب الأدلة ، كما أنه لا يستطيع أن يدلل على ما يعتقد ، ولهذا قال بعض فلاسفتهم : ( لا يوجد ملحد حقيقي ) .

معاشر الإخوة : الملحد لم يرتح ضميره؛ لأنه لم يوافق الفطرة ، ولم تطمئن سريرته؛ لأنه لم يوافق العقل ، لقد طلب الدليل على الواضحات ، فهو كمن يريد أن ينير ضوء الشمس بشمعة .
اضطربت المعايير عنده فتاه في الواضحات عقله ، ينطلق من وهم معدوم ، ويطمع في عدمٍ موهوم .
وتأملوا ما قاله شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: ( كثير من العلوم الضرورية فطرية ، فإذا طلب المستدل أن يستدل عليها خفيت ووقع في الشك).
معاشر المسلمين : القلوب ضعيفة ، والشُّبَه خَطَّافة ، والأهواء مضلة ، والشهوات والأهواء تسهل مرور الشبهات ، فالشهوات والأهواء هي صابون الشبهات.

أيها المسلمون : الإلحاد مكون من الشك القلبي ، والتشتت الفكري ، فتراهم يقولون : ننطلق من الشك حتى نصل إلى اليقين ، وهذا كمن يقول : نشربْ السمَّ لنجرِّبَ بعده الدواء .
معاشر الإخوة : إن وجود الرب سبحانه أظهر للعقول والفطر من ظهور الشمس وضياء النهار ، ومن لم ير ذلك في عقله وفطرته فليتهم عقله وفطرته .
إن كل ما تراه بعينك ، أو تسمعُهُ بأذنك ، أو تعقِلُهُ بقلبك ، هو دليلك إلى ربك ، ﴿أَم خُلِقوا مِن غَيرِ شَيءٍ أَم هُمُ الخالِقونَ﴾.

طريق العلم بالله أمر ضروري ليس فيه أي شك ، ولهذا قالت الرسل لأقوامهم :﴿أَفِي اللَّهِ شَكٌّ فاطِرِ السَّماواتِ وَالأَرضِ﴾

سبحان الله كيف يُطلب الدليل على من هو على كل شيء دليل ، إن لله طرائقَ بعدد أنفاس الخلائق ، ( له في كل شيء آية تدل على أنه الواحد ) .

أيها الإخوة :
الملحد ترك ربه وعبد الطبيعة ، وعصى الله وأطاع البشر ، وهجر الشرع واتبع الوهم ، وعاب على المتدينين الاتباع ، وهو متعلق بما يقوله أهل الإلحاد ، واستنكر في الدين مخاطبة القلب ، وهو حائر فيمن يخاطب قلبه ، وادَّعى الثقة والجزعُ يملأ قلبه ، وظَنَّ اليقين والحيرةُ تملأ جوانحه .

أيها المسلمون : الجهل بالدين هو التربة الخصبة لنشأة الإلحاد في أي مكان، وأي زمان ، وكلما كان الدين الصحيح راسخاً كان الضلال أبعد .

واختتم الشيخ خطبته الأولى قائلاً: إن قبول الحق ليس رهين قوة الحجة ، ولا وضوحِ المحجة ، ولكنه رهينُ الصدق في طلب الحقيقة والحرصِ عليها ، ولهذا فإن الحديث عن الحقائق لمن لا يصدق في طلبها جهد ضائع .

وبعد أيها المنكرون والمتشككون والملحدون: ﴿إِن تَكفُروا فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنكُم وَلا يَرضى لِعِبادِهِ الكُفرَ وَإِن تَشكُروا يَرضَهُ لَكُم وَلا تَزِرُ وازِرَةٌ وِزرَ أُخرى ثُمَّ إِلى رَبِّكُم مَرجِعُكُم فَيُنَبِّئُكُم بِما كُنتُم تَعمَلونَ إِنَّهُ عَليمٌ بِذاتِ الصُّدورِ﴾


وفي الخطبة الثانية أوضح معالي الشيخ صالح بن حميد أنّ ليس لله خلقٌ هو أحسنَ من الإنسان ، فإن الله خلقه حيًّا، عالمًا قادرًا، متكلمًا، سميعًا، بصيرًا ، حكيمًا .

أما الملاحدة فقد أسقطوا الإنسان من عز التكريم الرباني إلى درك الحيوان، وما هو أدنى من الحيوان، وسلبوه خصيصة العقل، فهو بعقله يرتقي فوق جميع المخلوقات، في وعي وإرادة حرة، وليس غريزة جبلية ظاهرة ، سلبوه فضيله تسخير الكون له ، هو عندهم منحط من خلية ثم حشرة وما فوقها ، فهم لا يرونه إلا ذرة في مجرة، قال سبحانه: ﴿وَلَقَد كَرَّمنا بَني آدَمَ وَحَمَلناهُم فِي البَرِّ وَالبَحرِ وَرَزَقناهُم مِنَ الطَّيِّباتِ وَفَضَّلناهُم عَلى كَثيرٍ مِمَّن خَلَقنا تَفضيلًا﴾
527475A9 5552 4E7C 8495 0D667A119571D5936B2E DB82 46CF AB08 189FBC2AFCB711298EE3 7AA1 49A2 8C68 1518AFA8EA2AE5AAC63D BDF4 4472 B5BF B7B5520027540FD5875E 6266 4E62 84D9 7891375378A8
قيم الموضوع
(3 أصوات)

أمّ المسلمين اليوم لصلاة الجمعة في المسجد الحرام فضيلة الشيخ الدكتور فيصل بن جميل غزاوي إمام وخطيب المسجد الحرام، واستهل فضيلته خطبته قائلاً: الحمد لله جامع الناس ليوم لا ريب فيه، ﴿إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ﴾، ﴿مَا خَلْقُكُمْ وَلَا بَعْثُكُمْ إِلَّا كَنَفْسٍ وَاحِدَةٍ إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ﴾، وأشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له، وهو اللطيف الخبير، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، البشير النذير، والسراج المنير، صلى الله وسلم عليه، وعلى آله وأصحابه وسلم تسليما كثيرا. أما بعد: فاتقوا الله عباد الله وراقبوه ﴿وَاعْلَمُوا أَنَّكُم مُّلَاقُوهُ﴾، واعملوا لدار البقاء، وآثروها على دار الفناء، ولا تغرنكم الفانية، ولا تشغلنكم عن الباقية.


أيها المسلمون: من مشاهد القيامة العظيمة ومن الأمور الغيبية التي جاءت بها النصوص الشرعية: الميزان، قال تعالى: ﴿وَنَضَعُ ٱلْمَوَٰزِينَ ٱلْقِسْطَ لِيَوْمِ ٱلْقِيَٰمَةِ فَلَا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْـًٔا وَإِن كَانَ مِثْقَالَ حَبَّةٍۢ مِّنْ خَرْدَلٍ أَتَيْنَا بِهَا ۗ وَكَفَىٰ بِنَا حَٰسِبِينَ﴾ وقال سبحانه: ﴿وَالْوَزْنُ يَوْمَئِذٍ الْحَقُّ فَمَنْ ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ * وَمَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ فَأُولَئِكَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ بِمَا كَانُوا بِآيَاتِنَا يَظْلِمُونَ﴾ وقال عز من قائل: ﴿فَأَمَّا مَنْ ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ * فَهُوَ فِي عِيشَةٍ رَاضِيَةٍ * وَأَمَّا مَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ * فَأُمُّهُ هَاوِيَةٌ * وَمَا أَدْرَاكَ مَا هِيَهْ * نَارٌ حَامِيَةٌ﴾، فهذه النصوص تدل على أن هذا الميزان دقيق لا يزيد ولا يَنقص، وبناء على وزنه يتميز الناس، فمن مفلحٍ ناجٍ في جنات النعيم، ومن خاسرٍ هالكٍ في أصحاب الجحيم.


أيها الإخوة: إن هذا الميزان الذي ينصب يوم القيامة ميزان حقيقي له كفتان ولا يعلم قدره إلا الله تعالى، وقد دلت النصوص الشرعية على أن الذي يوزن هو أعمال العباد وكذلك أنفسهم وكذا صحائف أعمالهم، فمما يدل على وزن الأعمال قوله صلى الله عليه وسلم: (كَلِمَتَانِ حَبِيبَتَانِ إِلَى الرَّحْمَنِ، خَفِيفَتَانِ عَلَى اللِّسَانِ، ثَقِيلَتَانِ فِي الْمِيزَانِ: سُبْحَانَ اللَّهِ وَبِحَمْدِهِ، سُبْحَانَ اللَّهِ الْعَظِيمِ) ومما يدل على أن العباد أنفسهم يوزنون يوم القيامة فيَثْقُلون أو يَخِفُّون بمقدار إيمانهم، قوله صلى الله عليه وسلم (إنَّه لَيَأْتي الرَّجُلُ العَظِيمُ السَّمِينُ يَومَ القِيامَةِ، لا يَزِنُ عِنْدَ اللهِ جَناحَ بَعُوضَةٍ، اقْرَؤُوا ﴿فَلا نُقِيمُ لهمْ يَومَ القِيامَةِ وزْنًا﴾) وفي المقابل -أيها الإخوة- فإنه يؤتى بالرجل ضعيفِ البنية قويِّ الإيمان فإذا به يزن الجبال فعنِ ابنِ مسعودٍ رَضِيَ اللهُ عنه، أنَّه كان دَقيقَ السَّاقَيْنِ؛ فجعَلَتِ الرِّيحُ تُلْقيهِ؛ فضحِكَ القومُ منه، فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: مِمَّ تضحكونَ؟ قالوا: يا نَبيَّ اللهِ، مِن دِقَّةِ ساقَيْهِ، قال: والذي نَفْسي بيدِهِ، لهما أثقَلُ في الميزانِ مِن أُحُدٍ). ومما يدل على أن صحائف أعمال العباد توزن أيضًا قوله صلى الله عليه وسلم: (إِنَّ اللَّهَ سَيُخَلِّصُ رَجُلًا مِنْ أُمَّتِي عَلَى رُءُوسِ الخَلَائِقِ يَوْمَ القِيَامَةِ فَيَنْشُرُ عَلَيْهِ تِسْعَةً وَتِسْعِينَ سِجِلًّا كُلُّ سِجِلٍّ مِثْلُ مَدِّ البَصَرِ، ثُمَّ يَقُولُ: أَتُنْكِرُ مِنْ هَذَا شَيْئًا؟ أَظَلَمَكَ كَتَبَتِي الحَافِظُونَ؟ فَيَقُولُ: لَا يَا رَبِّ، فَيَقُولُ: أَفَلَكَ عُذْرٌ؟ فَيَقُولُ: لَا يَا رَبِّ، فَيَقُولُ: بَلَى إِنَّ لَكَ عِنْدَنَا حَسَنَةً، فَإِنَّهُ لَا ظُلْمَ عَلَيْكَ اليَوْمَ، فَتَخْرُجُ بِطَاقَةٌ فِيهَا: أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، فَيَقُولُ: احْضُرْ وَزْنَكَ، فَيَقُولُ: يَا رَبِّ مَا هَذِهِ البِطَاقَةُ مَعَ هَذِهِ السِّجِلَّاتِ، فَقَالَ: إِنَّكَ لَا تُظْلَمُ، قَالَ: فَتُوضَعُ السِّجِلَّاتُ فِي كَفَّةٍ وَالبِطَاقَةُ فِي كَفَّةٍ، فَطَاشَتِ السِّجِلَّاتُ وَثَقُلَتِ البِطَاقَةُ، فَلَا يَثْقُلُ مَعَ اسْمِ اللَّهِ شَيْءٌ)


عباد الله: فإذا وقفنا على هذه الحقائق العظيمة لهذا الميزان فهلا وَقَفْنَا مع أنفسنا وقفةً نراجع فيها أعمالنا التي ستُوزن في موازيننا؟! وهل أيقنَّا أن خيرنا وشرنا وصالح أعمالنا وسيئَها؛ كلَّ ذلك سيُوضع في هذا الميزان الدقيق الجليل، فعن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال "حاسِبوا أنفسَكم قبل أن تُحاسَبوا، وزِنوا أنفسَكم قبل أن تُوزنوا، فإنَّه أخفُّ عليكم في الحسابِ غدًا أن تُحاسِبوا أنفسَكم اليومَ وتزيَّنوا للعَرضِ الأكبرِ، ﴿يَوْمَئِذٍ تُعْرَضُونَ لَا تَخْفَى مِنْكُمْ خَافِيَةٌ﴾"، وعن أبي الأحْوَصِ رحمه الله قال: "تَدْرِي مِنْ أيِّ شَيْءٍ يُخَافُ؟ إذا ثقُلَتْ مِيزَانُ عَبْدٍ نُودِيَ في مَجْمَعٍ فيهِ الأوَّلُونَ والآخِرُونَ: ألا إنَّ فُلانَ ابنَ فُلانٍ قدْ سَعِدَ سَعَادَةً لا يَشْقَى بعْدَهَا أبَداً، وإذا خَفَّتْ ميزَانُهُ نُودِيَ على رُؤوسِ الخلائِقِ: ألا إنَّ فُلانَ ابْنَ فُلانٍ قَدْ شَقِيَ شَقَاوَةً لا يَسْعَدُ بَعْدَها أبداً"


أيها الإخوة: إن رجلا قد يبلغ بإيمانه وصلاحه وتقواه وأعماله وما وقر في قلبه مبلغاً عظيما ومكانة جليلة حتى يكون رجلا بأمة، رجلاً وزنه يرجح على وزن أمة.

إن الأمة المسلمة لها وزنها وثقلها وقيمتها ومكانتها، ومن رجالها العظماء من يزن أمة، فهذا أبو بكر الصديق رضي الله عنه الذي قال عنه عمر بن الخطاب رضي الله عنه: "لوْ وُزِنَ إيمانُ أبي بكرٍ وإيمانُ الناسِ لرجحَ إيمانُ أبي بكرٍ". إنه رجل بأمة وقف مواقف الرجال في وقت الشدائد، وقد أعز الله به الدين ونصره وثبته به، قام يخطب في أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم بعد وفاته ويقول: "مَن كانَ مِنكُم يَعْبُدُ مُحَمَّدًا صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فإنَّ مُحَمَّدًا قدْ مَاتَ، ومَن كانَ مِنكُم يَعْبُدُ اللَّهَ فإنَّ اللَّهَ حَيٌّ لا يَمُوتُ" حتى عادت الأمة وآبت إلى رشدها بعد شدة الغمة بموت نبي الأمة صلى الله عليه وسلم. فرضي الله عن أبي بكر وأرضاه.


وهكذا فإن الإسلام يزن المرء بالميزان الحق، بمعدنه الأصيل الذي يرتفع بارتفاع عقيدته ومبادئه وقيمه وأخلاقه، وإن حرية الإنسان تكون في كمال عبوديته لربه؛ وأساسَ تفاضله عن غيره إنما هو بالتقوى والإيمان والعمل الصالح. أعوذ بالله من الشيطان الرجيم ﴿إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ يَهْدِيهِمْ رَبُّهُم بِإِيمَانِهِمْ تَجْرِي مِن تَحْتِهِمُ الْأَنْهَارُ فِي جَنَّاتِ النَّعِيمِ﴾، اللهم ثقل موازيننا بالحسنات، واجعلنا من المسارعين في الخيرات وأستغفر الله لي ولكم ولجميع المسلمين والمسلمات.

الحمد لله وكفى، والصلاة والسلام على النبي المصطفى وعلى آله وصحبه ومن سار على نهجه واقتفى، أما بعد: فينبغي أن يحرص كل منا على أن يكون ميزانه ثقيلاً يوم القيامة؛ فقد كان ﷺ إِذَا أَخَذَ مَضْجَعَهُ مِنَ اللَّيْلِ يقول: "بسمِ اللهِ وضعتُ جنبي اللَّهمَّ اغفر لي ذنبي وأخسئ شيطاني ، وفُكَّ رِهاني وثقِّل ميزاني واجعَلني في النَّديِّ الأعلَى" وهذا كما ذكر بعض العلماء دعاء من أجَلِّ الأدعية التي تجمع خير الدنيا والآخرة، فتتأكد المواظبة عليه كلما أُريد النوم وينبغي أن يحرص العبد كذلك على الأعمال التي يَثقُل بها ميزانه وترجح كفته: ومن ذلك ما جاء في قوله صلى الله عليه وسلم: (ما من شيءٍ أثقلُ في ميزانِ المؤمنِ يومَ القيامةِ من خُلقٍ حسنٍ) وقوله صلى الله عليه وسلم: (كَلِمَتَانِ حَبِيبَتَانِ إِلَى الرَّحْمَنِ، خَفِيفَتَانِ عَلَى اللِّسَانِ، ثَقِيلَتَانِ فِي الْمِيزَانِ: سُبْحَانَ اللَّهِ وَبِحَمْدِهِ، سُبْحَانَ اللَّهِ الْعَظِيمِ) وقوله صلى الله عليه وسلم: (والحمدُ للهِ تملأُ الميزانَ) فدلت هذه الأحاديث على أن هناك أعمالا صالحة وطاعات تُثَقِّل ميزانَ العبد يوم القيامة، وأعظم هذه الأعمال: هي كلمة التوحيد، شهادة أن لا إله إلا الله، وأن محمدًا رسول الله، كما ورد في حديث البطاقة المشهور.


أيها الأخوة حافظوا على أوامر الله واعملوا بمرضاته وأحسنوا تجدوا نتيجة ذلك فعن سلمان الفارسي رضي الله عنه قال: "الصَّلاَةُ مِكْيَالٌ، فَمَنْ أَوْفَى أُوفِيَ لَهُ، وَمَنْ طَفَّفَ فَقَدْ عَلِمْتُمْ مَا قَالَ اللَّهُ فِي الْمُطَفِّفِين".

معاشر المسلمين: وللإيمان بالميزان ثمرات عديدة منها: إقامة الحجة على الناس وإظهار عدل الله تعالى وأنه سبحانه لا يظلم مثقال ذرة، ومنها: قرة أعين الفائزين عند رؤية المبشرات المعجلة قبل دخول الجنة، ومنها: تهوين ما يلقاهُ المظلوم في الدنيا بأن الله سيقتصُّ له ممن ظلمه يومَ القيامة، مما يبثُّ في نفسه الطَّمأنينة والرضا وراحة البال، ومنها: استقامة العبد على دينِ اللهِ لأنه يعلمُ أنه موقوف للحساب والجزاء يوم القيامة؛ فيدعوه ذلك إلى مراقبة رب البريات والمسارعة في الخيرات، وترك الذنوب ومعاصي الخلوات.


واختتم بقوله: ألا وصلوا وسلموا عباد الله على خيرة خلق الله ومصطفاه كما أمركم ربكم جل في علاه ﴿إن الله وملائكته يصلون على النبي يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما﴾ اللهم صلِّ على محمد وعلى آله وأزواجه أمهات المؤمنين والصحابة أجمعين .اللهم أعز الإسلام والمسلمين، وأذل الكفر والكافرين، اللَّهُمَّ إنا نَسْأَلُكَ نصرا مِنْ عِنْدِكَ لِإِخْوَانِنَا الْمُسْتَضْعَفِينَ والمجاهدين في سبيلك والمرابطين على الثغور وحماة الحدود، اللهم كن لهم معينا ومؤيدا وظهيرا، اللهم عليك بأعداء الدين فإنهم لا يعجزونك اللهم فرق جمعهم وشتت شملهم اللهم اجعل بلدنا هذا آمنا مطمئنا رخاء وسعة وسائر بلاد المسلمين، اللهم آمنا في الأوطان والدور وأصلح الأئمة وولاة الأمور، اللهم وفق ولي أمرنا لما تحب وترضى من الأقوال والأفعال، اللهم وفقه وولي عهده لهداك والعمل برضاك. اللَّهمَّ إنّا نسالُك فِعلَ الخيراتِ وتركَ المنكراتِ وحبَّ المساكينِ وأن تغفرَ لنا وترحَمَنا وإذا أردتَ فتنةً في قومٍ فتوفَّنا غيرَ مفتونين ونسألك حبَّكَ وحبَّ من يحبُّكَ وحبَّ عملٍ يقرِّبُنا إلى حُبِّكَ، سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ وَسَلَامٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ.
 
IMG 0369IMG 0373IMG 0370IMG 0371IMG 0372
قيم الموضوع
(5 أصوات)
خطب وأم المصلين في المسجد النبوي فضيلة الشيخ الدكتور عبدالمحسن بن محمد القاسم إمام وخطيب المسجد النبوي الشريف.
وبعد أن حمد الله تعالى بدأ خطبته بقوله: أيها المسلمون: أسبغ الله على عباده نعمة ظاهرة وباطنة؛ فالظاهرة ما تُرى بالأبصار من المتاع والتوفيق للطاعات، والباطنة ما يجده المرء في نفسه من العلم بالله وما يدفعه الله عنه من الآفات؛ والله بحكمته حجب علم الغيب عن الخلق، ولا سبيل إلى معرفة الغيب إلا بما يطلعه الله على رسله، قال سبحانه: (عَالِمُ الْغَيْبِ فَلا يُظْهِرُ عَلَى غَيْبِهِ أَحَدًا (٢٦) إِلا مَنِ ارْتَضَى مِنْ رَسُولٍ فَإِنَّهُ يَسْلُكُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ رَصَدًا)؛ ومن نعم الله الباطنة وعجائب صنعه الباهرة؛ أن أبقى جزءاً من النبوة لمعرفة بعض الغيب بما يطلع عليه من نعم يشاء من عباده في منامهم، قال النبي صلى الله عليه وسلم: «لم يبق من النبوة إلا المبشرات قالوا: وما المبشرات؟ قال: الرؤيا الصالحة)؛ ففيها من بديع الله ولطفه ما تزيد المؤمن في إيمانه، فتنبؤه عن الماضى والحال والمستقبل بما يغنيه عن كذب الكهان ونحوهم، وفيها حث على الخير، وتحذير
من الشر، وبشارة ونذارة؛ ولشأن الرؤيا في حياة الناس، وكثرة وقوعها، وانقسامهم فيها ما بين غال ومفرط بينت النصوص حالها.
وأكمل: وللرؤيا مع الأنبياء شأن في أشد المحن والأحداث، وهي وحي لهم دون غيرهم؛ قال إبراهيم لإسماعيل عليهما السلام: (يا بني إني أرى في المنام أني أذبحك)، فرفع الله مقام إبراهيم بتصديقه للرؤيا وامتثاله لأمر ربه، فأبقى له ثناء صادقاً جيلاً بعد جيل، وفي غزوة بدر أرى الله نبيه النصر في المنام، فكانت تثبيتاً للمؤمنين، قال تعالى: (إِذْ يُرِيكَهُمُ اللَّهُ فِي مَنَامِكَ قَلِيلًا ۖ وَلَوْ أَرَاكَهُمْ كَثِيرًا لَّفَشِلْتُمْ وَلَتَنَازَعْتُمْ فِي الْأَمْرِ وَلَٰكِنَّ اللَّهَ سَلَّمَ)؛ وفي غزوة الحديبية أرى الله نبيه فتح مكة فكانت بشارة لهم قال تعالى (لَّقَدْ صَدَقَ اللَّهُ رَسُولَهُ الرُّؤْيَا بِالْحَقِّ ۖ لَتَدْخُلُنَّ الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ إِن شَاءَ اللَّهُ آمِنِينَ مُحَلِّقِينَ رُءُوسَكُمْ وَمُقَصِّرِينَ لَا تَخَافُونَ ۖ).
وأضاف فضيلته: وأول الخير والنور لهذه الأمة كان بالرؤيا؛ قالت عائشة رضى الله عنها: (كان أول ما بدئ به رسول الله صلى الله عليه وسلم من الوحي: الرؤيا الصادقة في النوم، فكان لا يرى رؤيا إلا جاءت مثل فلق الصبح).
وبيّن: وكان النبي صلى الله عليه وسلم يهتم بالرؤى وتفسيرها، فكان إذا صلى الصبح أقبل على أصحابه بوجهه ويسألهم: «هل رأى أحد منكم البارحة رؤيا؟).
ورؤيا المؤمن تسره ولا تغره، وهي جزء من النبوة، قال صلى الله عليه وسلم: (رؤيا المؤمن جزء من ستة وأربعين جزءاً من النبوة)؛ ، وهى من المبشرات الباقية بعد النبوة، وسئل النبي صلى الله عليه وسلم عن قوله تعالى: (لهم البشرى في الحياة الدنيا وفي الآخرة فقال: (هي الرؤيا الصالحة يراها المسلم، أو تُرى له)؛ قال ابن عبد البر رحمه الله: (أجمع أئمة الهدى من الصحابة والتابعين ومن بعدهم من علماء المسلمين أهل السنة والجماعة على الإيمان بها).
وأكمل فضيلته: والرؤى أنواع؛ واحدة منهن حق لا بد من وقوعها، واثنتان باطلة، قال النبي صلى الله عليه وسلم: (الرؤيا ثلاثة: فرؤيا الصالحة بشرى من الله، ورؤيا تحزين من الشيطان، ورؤيا مما يحدث المرء نفسه)، قال الإمام أحمد رحمه الله: (الرؤيا من الله عز وجل، وهي حق إذا رأى صاحبها شيئا في منامه ما ليس هو ضغث؛ فقصها على عالم وصدق فيها، وأولها العالم على أصل تأويلها الصحيح ولم يحرف).
وأضاف: والله حفظ نبينا محمداً صلى الله عليه وسلم من تمثل الشيطان به، فمن رآه في المنام فقد رآه حقا، ومن رأى النبي في المنام لا يدل على أنه خير من غيره، ومن رآه على غير صفته الواردة في السنة والسيرة، أو رآه يأمره بباطل؛ فهى أضغاث أحلام - وهى ما يشبه الرؤيا الصادقة وليس منها - والرؤيا الصادقة جزء من النبوة، والنبوة وحي، والكاذب في نومه كاذب على الله انه أراه ما لم يره،
قال صلى الله عليه وسلم: (إن من أفرى الفرى - أي: أكذب الكذب -: أن يُري عينيه ما لم ترَ)؛ وقال النبي صلى الله عليه وسلم: (من تحلم بحلم لم يره؛ كُلف أن يعقد بين شعيرتين، ولن يفعل).
وبيّن: وتأويل الرؤيا من علوم الأنبياء وأهل الإيمان، وهو علم عزيز يجمع بين الموهبة والاكتساب، ونعمة يمن الله بها على من يشاء، والتعبير فتوى لا يجوز لأحد الخوض فيه بغير علم، وهي مبنية على القياس والتمثيل واعتبار المعقول بالمحسوس، قال ابن القيم رحمه الله: (أمثال القرآن كلها أصول وقواعد لعلم التعبير لمن أحسن الاستدلال بها، وكذلك من فهم الفرآن فإنه يعبر به الرؤيا أحسن تعبير، واصول التعبير الصحيحة إنما أخذت من مشكاة القرآن).
وأوضح فضيلته: الرؤيا لا يثبث بها شيء من الأحكام، فالدين تم بموت النبي صلى الله عليه وسلم؛ وأصدق الناس رؤيا أصدقهم حديثاً في اليقظة.
واختتم فضيلته الخطبة بقوله: الرؤيا الصادقة واقعة لا محالة سواء عبرت أم لا، وأما زمن وقوعها فقد تقع حالاً، وقد يتأخر وقوعها قليلاً أو كثيراً، قال عبدالله بن شداد رحمه الله: (وقعت رؤيا يوسف عليه السلام بعد أربعين سنة، وإليها ينتهى أقصى الرؤيا).
قيم الموضوع
(5 أصوات)

يشهد الحرمان الشريفان توافد أعداد كبيرة من الزائرين والمصلين والمعتمرين ومعهم أطفالهم ترغيبًا لهم في رؤية الكعبة المشرفة عن قرب، حتى تمتلئ أعينهم وتتشبّع حواسهم بالروحانية منذ نعومة أظفارهم، ومن هذا المنطلق اعتنت الهيئة العامة للعناية بالمسجد الحرام والمسجد النبوي بالطفل وساهمت في إثراء تجربته الروحانية بالحفاوة الطيبة والاستقبال الودود منذ دخولهم إلى ساحات المسجد الحرام وحتى خروجهم.

الأمان أولًا: سوار خاص لحماية الأطفال في الحرمين الشريفين

وفر للطفل قاصد الحرمين (إسورة) توضع في معصم اليد لكتابة تفاصيل هوية الطفل وبياناته ورقم للتواصل، على أن يتم وضعه للأطفال كوقاية في حال فقدان الطفل، لضمان سلامته وسرعة وصوله لذويه، كما تحتوي هذه الـ(إسورة) على "باركود" يضم عدّة لغات أهمها (الأوردية، البنغالية، الملاوية، الفارسية، التركية، الهوساوية، الإنجليزية، الفرنسية) لسهولة التعامل والتواصل مع مختلف الجاليات الوافدة، ويتم تكثيف هذه الخدمة والعناية بها على مدار الساعة خلال المواسم كشهر رمضان المبارك وذي الحجة وأشهر العمرة نظرًا للإقبال الكبير من المعتمرين والمعتمرات، وحاجتهم الماسة إلى حماية أطفالهم من الضياع داخل أورقة المسجد الحرام والمسجد النبوي.

a208151e 5367 4f3e ba66 d73173b666e0

المعرفة والإبداع: مكتبة للأطفال في الحرمين الشريفين

تقام بمكتبة الحرم في قسمها النسائي برامج وفعاليات ومبادرات تتوائم مع سنّ الطفل لتغرس فيهم حبّ المعرفة وتنمّي مهاراتهم الإبداعية وتقوّي ملكاتهم اللغوية وتثري شغفهم بالعلوم والمعارف المتنوعة في أكثر من (2400) كتاب يتناسب مع الفئات العمرية للأطفال من بينها قصص مصوّرة تساعدهم في تبسيط المعلومة وفهمها بالطريقة الصحيحة، كما تضم المكتبة كذلك مسابقات هادفة، وألعاب تفاعليّة كالقصاصات والرسومات التشكيلية المستوحاة من معالم المسجد الحرام.

10728ffb 9187 4fb4 8549 93b21f07d245

وبين مراتب العلم والمعرفة تتنوع أساليب التلقي لدى الطفل فتخوض معهم كوادر المكتبة تجربة الرسم والكتابة بالخطّ العربي وأساليبه فضلًا عن القراءة التي هي ركن المعرفة الأول، وتأخذهم في جولة من البرامج التقنية التي تواكب الزمن الرقمي، والبرامج الدينية والتوعوية والأخلاقية التي تساعدهم على تشرّب العلم بمنهجية تغرس المبادئ والقيم الصحيحة للطفل وفق منهج الوسطية والاعتدال، كل ذلك حتى (12) سنة، وتقوم على هذه البرامج والخدمات والفعاليات كفاءات نسائية على دراية بأحدث عوامل الجذب والتشويق لدى الأطفال.


9c77b652 fbee 4e00 accd f7a4369ff80b

وأيضاً خصصت مكتبة خاصة بالطفل داخل الحرم النبوي بالقسم النسائي لراحة الزائرات والقاصدات في أداء مناسكهم وعباداتهم بخشوع وطمأنينة وإضفاء الهدوء على أروقة المسجد النبوي؛ تضم عدة أنشطة وفعاليات وأركان تتنوع بين الفقه والترتيل، وبين والرسم والأعمال الفنية والتلوين، وأيضا أركان للقراءة والاطلاع وأنشطة ذهنية مثل الفك والتركيب للمكعبات والمجسمات والأنشطة البسيطة على الحاسب الآلي، والتوعية التثقيفية في ركن الطبيب.


قيم الموضوع
(2 أصوات)

تقوم الهيئة العامة للعناية بشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي، بفحص (80) عينة يوميًا، يتم أخذها من داحل المسجد الحرام، للتأكد من جودة الهواء، ونظافة الأسطح، وسلامة ماء زمزم، والتمور والأغذية التي يتم توزيعها على القاصدين والزوار، للمحافظة على سلامتهم، وتوفير بيئة صحية آمنة.
حيث يتم أخذ العينات، وعمل الفحوصات المخبرية (الكيمياء التحليلية، والأحياء الدقيقة، والفيزيائية)، داخل مختبر الأوبئة بالمسجد الحرام، ويتم تحليل (50) عينة من ماء زمزم، و(20) عينة للتمور والمواد الغذائية، و(10) عينات للأسطح، إضافة إلى التحقق من جودة الهواء.

وأوضح سعادة مدير الإدارة العامة للوقاية والرعاية الصحية بالمسجد الحرام الأستاذ حسن السويهري، بأن المختبر يعتمد على ثلاثة أنواع تحليلية لتحقيق أعلى معايير الجودة، و يتم مراقبة ماء زمزم، وجودة التمور والأغذية، التي يتم توزيعها في المسجد الحرام، وأعمال تنظيف وتعقيم السجاد، وفاعلية مواد النظافة والمطهرات المستخدمة في تنظيف الأسطح والأرضيات.

وبين السويهري بأنه يتم أخذ مسحات من السجاد، وأسطح المشربيات، والسلالم الكهربائية، ودواليب وأرفف المصاحف، والحواجز البلاستيكية، والأبواب، وغيرها من الأسطح، وعينات من جميع مصادر مياه زمزم ( المشربيات، ونقاط التعبئة، والخزانات، ومحطات تبريد زمزم ).

كما ذكر السويهري بأن الفحص الميكروبي يتم باستخدام جهاز قياس نسبة التلوث (المسح الفوري)، وأن المختبر يحقق من خلال أعماله، وبجانب ما يقدم من خدمات وبرامج دينية داخل المسجد الحرام أجواء تعبدية لا مثيل لها، تحقيقًا لتطلعات قيادتنا الرشيدة -حفظهم الله- وتوفيرا لأفضل وأرقى الخدمات لضيوف الرحمن.

IMG 2566IMG 2567IMG 2568IMG 2569IMG 2571
قيم الموضوع
(5 أصوات)
خطب وأم المصلين في المسجد النبوي فضيلة الشيخ الدكتور صلاح بن محمد البدير إمام وخطيب المسجد النبوي الشريف. وبعد أن حمد الله تعالى بدأ خطبته بقوله: الماء هبة البارئ الكريم أنزله وجعله سقياً للخلق، يتخللُ ويتسلسل وينهمر وينصب، فتخضرّ بغدرانه الأرض، ويضحك بتهتانه الروض، يروي الهضاب والآكام، ويحي النبات والسّوام، ويسقي الخلق والأنام، يبوح بأسراره صفاؤه، ويلوح بإعجازه نقاؤه، وينطق بآيته سهولته وعذوبته وإرواؤه؛ وكل شراب وإن رقّ وصفا وعذب وحلا فليس يعوّض منه ولا ينوب عنه ولما كان الماء حياة الأنفس كانت العرب تستعير في كلامها الماء لكل ما يحسن منظره وموقعه ويعظم قدره ومحله فتقول ماء الوجه وماء الشباب وماء النعيم، وصدق الله ومن أصدق من الله قيلًا (وَجَعَلْنَا مِنَ ٱلْمَآءِ كُلَّ شَىْءٍ حَىٍّ ۖ أَفَلَا يُؤْمِنُونَ).

وأكمل فضيلته: سقي الماء عنوان الرحمة وآية الإحسان وصدقة مباركة طيَّب الأرواح ريها وأحيا النفوس قطرها وكانت سقاية الحاج مأثرة من مآثر العرب ومفخرة من مفاخرهم فعن عبدالله بن عمرو رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال (ألا إن كل مأثرة كانت في الجاهلية من دم أو مال تذكر وتدعى تحت قدمي، إلا ما كان من سقاية الحاج، وسدانة البيت).

وأضاف: وقد وردت الأحاديث الصحاح في فضل السقاية وتفخيم شأنها وتعظيم قدرها، فعن ابن عباس رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أتى زمزم وهم يسقون ويعملون فيها فقال اعملوا فإنكم على عمل صالح، ثم قال لولا أن تغلبوا لنزلت حتى أضع الحبل على هذه يعني على عاتقه، وأشار إلى عاتقه.

وبين فضيلته: ويندب سقيا الماء في كل زمان صيفاً وشتاء، ولكنه في صفحة الحر وصمخته آكد استحباباً، وسقاية الماء والصدقة به وتبريد الأكباد الحرَّى وإرواء الصدور العطشى التي أصابها سعار العطش والتهابه وإنقاذ الأكباد الصادية في البيداء الخالية وأسعاف النفوس الظامئة في وهج الأيام القائظة من أفضل الصدقات وأجل القربات, قال صلى الله عليه وسلم (ليس صدقةٌ أعظم أجرًا ماء).

وأضاف: وإذا شربتم الماء النقي الهني الروي فتذكروا فقراء المسلمين الذين يسكنون المعطشة تذكروا من لا يجدون إلا الماء الآسن الآجن الذي لا يشربه أحد من نتنه وتغير لونه ورائحته وإذا فتحتم الصنابير في بيوتكم فانثج الماء الزلال السلسال ثجًا فتذكروا من يسيرون يوماً وليلة وأكثر يبحثون عن الماء، تذكروا من أجبرهم الجفاف ونضوب الآبار على ترك منازلهم وقراهم قد أصابهم من العيش ضفف وجفف وشظف وتلف وهم يستسقون فضل المحسنين فاستنقذوهم وأعينوهم.

واختتم فضيلته الخطبة بقوله: عن ابن هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (ثَلَاثَةٌ لا يَنْظُرُ اللَّهُ إِلَيْهِمْ يَومَ القِيَامَةِ، وَلَا يُزَكِّيهِمْ، وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ: رَجُلٌ كانَ له فَضْلُ مَاءٍ بالطَّرِيقِ، فَمَنَعَهُ مِنَ ابْنِ السَّبِيلِ، وَرَجُلٌ بَايَعَ إِمَامًا لا يُبَايِعُهُ إِلَّا لِدُنْيَا، فإنْ أَعْطَاهُ منها رَضِيَ، وإنْ لَمْ يُعْطِهِ منها سَخِطَ، وَرَجُلٌ أَقَامَ سِلْعَتَهُ بَعْدَ العَصْرِ، فَقالَ: وَاللَّهِ الَّذي لا إِلَهَ غَيْرُهُ، لقَدْ أَعْطَيْتُ بهَا كَذَا وَكَذَا، فَصَدَّقَهُ رَجُلٌ).

قيم الموضوع
(5 أصوات)
أمّ إمام وخطيب المسجد الحرام الشيخ الدكتور عبدالله الجهني المصلين في يوم الجمعة واستهل فضيلته خطبته قائلاً: فَإِن (الْمُسلم من سلم النَّاس من يَده وَلسَانه وَالْمُؤمن من أَمن النَّاس بوائقه) قَالَ خليفة رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم تسليما أَبُو بكر الصّديق رضي الله عنه: اتَّقِ الله بِطَاعَتِهِ وأطع الله بتقواه ولتخف يداك من دِمَاء الْمُسلمين وبطنك من أَمْوَالهم وَلِسَانك من أعراضهم وحاسب نَفسك فِي كل خطرة.

وتابع فضيلته: راقب الله في كل نفس وخف الله في دينك وأرجه في جميع أمورك وأصبر على ما أصابك فإن الصبر من الْإِيمَان بِمَنْزِلَة الرَّأْس من الْجَسَد فَإِذا قطع الرَّأْس ذهب الْجَسَد وَإِذا سَمِعت كلمة تغضبك فِي عرضك فَاعْفُ وَاصْفَحْ فَإِن ذَلِك من عزم الْأُمُور. قال تعالى ( وَلَمَن صَبَرَ وَغَفَرَ إِنَّ ذَٰلِكَ لَمِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ ) 

وقال فضيلته: واعْمَلْ كَأَنَّك ترى الله، وعد نَفسك فِي الْمَوْتَى وَاعْلَم أَن الشَّرّ لَا ينسى وَالْخَيْر لَا يفنى وَاعْلَم أَن قَلِيلا يُغْنِيك خير من كثير يُلْهِيك وَإِيَّاك ودعوة الْمَظْلُوم، وما أقبل عبد بِقَلْبِه إِلَى الله عزوجل إِلَّا جعل الله قُلُوب الْمُؤمنِينَ تنقاد إِلَيْهِ بِالرَّحْمَةِ والمودة، وَاحْذَرْ مَوَاطِن الْغَفْلَة ومخاتل الْعَدو وطربات الْهوى وضراوة الشَّهْوَة وأماني النَّفس فَإِن رَسُول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم تسليما قَالَ (أعدى أعدائك نَفسك الَّتِي بَين جنبيك) أخرجه البيهقي. وَإِنَّمَا صَارَت أعدى أعدائك لطاعتك لَهَا وكل أَمر لَاحَ لَك ضوءه بمنهاج الْحق فاعرضه على الْكتاب وَالسّنة والآداب الصَّالِحَة فَإِن خَفِي عَلَيْك أَمر فَخذ فِيهِ رَأْي من ترْضى دينه وعقله وَاعْلَم أَن على الْحق شَاهدا بِقبُول النَّفس لَهُ أَلا ترى لقَوْل رَسُول الله ﷺ (استفت قَلْبك وَإِن أَفْتَاك الْمفْتُون) رواه احمد وإسناده جيد.

واستكمل فضيلته: فالذي يستفتي قلبه ويعمل بما أفتاه به هو صاحب القلب السليم ، لا القلب المريض ، فإن صاحب القلب المريض لو استفتى قلبه عن الموبقات والكبائر لأفتاه أنها حلال لا شبهة فيها. قال شيخ الإسلام ابن تيمية "رحمه الله": فالقلب لا يصلح ولا يفلح ولا يلتذ ولا يسر ولا يطيب ولا يسكن ولا يطمئن إلا بعبادة ربه، وحبه، والإنابة إليه، ولو حصل له كل ما يلتذ به من المخلوقات؛ لم يطمئن ولم يسكن، إذ فيه فقرٌ ذاتيٌ إلى ربه. واحم الْقلب عَن سوء الظَّن بِحسن التَّأْوِيل وادفع الْحَسَد بقصر الأمل وانف الْكبر باستبطان الْعِزّ واترك كل فعل يضطرك إِلَى اعتذار وجانب كل حَال يرميك فِي التَّكَلُّف وصن دينك بالاقتداء واحفظ أمانتك بِطَلَب الْعلم وحصن عقلك بآداب أهل الْحلم، واستعن بِاللَّه فِي كل أَمر واستخر الله فِي كل حَال وَمَا أرادك الله لَهُ فاترك الِاعْتِرَاض فِيهِ وكل عمل تحب أَن تلقى الله بِهِ فألزمه نَفسك وكل أَمر تكرههُ لغيرك فاعتزله من أخلاقك وكل صَاحب لَا تزداد بِهِ خيرا فِي كل يَوْم فانبذ عَنْك صحبته وَخذ بحظك من الْعَفو.

وأهاب الجهني: قيد الْجَوَارِح رعاك الله بإحكام الْعلم وراع همك بِمَعْرِفَة قرب الله مِنْك وقم بَين يَدَيْهِ مقَام العَبْد المستجير تَجدهُ رؤوفا رحِيما قَالَ رَسُول الله  ( من كان يحب أن يعرف منزلته عند الله فلينظر كيف منزلة الله عنده فإِن الله عزوَجل ينزل العَبْد منه حيث أنزله من نفسه) رواه الحاكم ، وَذَلِكَ على قدر الخشية لله وَالْعلم بِهِ والمعرفة لَهُ.

وأشار فضيلته: وَاعْلَم رحمك الله أَنه من آثر الله آثره وَمن أطاعه فقد أحبه وَمن ترك لَهُ شَيْئا لم يعذبه بِهِ كَمَا قَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم للحسن بن علي بن ابي طالب رضي الله عنه (دع مَا يريبك إِلَى مَا لَا يريبك) خرجه الترمذي وأحمد ، فَإنَّك ياعبدالله لن تَجِد فقد شَيْء تركته لله.

وتابع: وَاعْلَم اخي المسلم أَن كتاب الله تعالى ما أنزل إلا للعَمَل بِحكمِهِ من الْأَمر وَالنَّهْي وَالْخَوْف والرجاء لوعده ووعيده وَالْإِيمَان بمتشابهه وَالِاعْتِبَار بقصصه وَأَمْثَاله فَإِذا أتيت بذلك فقد خرجت من ظلمات الْجَهْل إِلَى نور الْعلم وَمن عَذَاب الشَّك إِلَى روح الْيَقِين قَالَ الله جلّ ذكره (الله ولي الَّذين آمنُوا يخرجهم من الظُّلُمَات إِلَى النُّور).

واختتم فضيلة خطبة الجمعة : فما أحوج المسلمين في هذا الزمن المملوء بالفتن والمحن والمصائب المملوء بالحقد والحسد والضغائن المحفوف بالعقوبات والأخطار، ما أحوجهم إلى العمل بنظام الإسلام من مكارم الأخلاق التي حث عليها القران الكريم والسنة المطهرة فيتحلى المسلم بها وبآدابها، ويكون على عقيدة ومنهج قويم بها يدعو غير المسلمين للإسلام فإنكم لن تسعوا الناس بأموالكم ولكن تسعوهم بأخلاقكم 
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم (إِنّ هَذَا الْقُرْآنَ يِهْدِي لِلّتِي هِيَ أَقْوَمُ وَيُبَشّرُ الْمُؤْمِنِينَ الّذِينَ يَعْمَلُونَ الصّالِحَاتِ أَنّ لَهُمْ أَجْراً كَبِيراً).

photo1692961369photo1692961369 2photo1692961369 4photo1692961369 5photo1692961369 3photo1692961657photo1692961568