الاخبار الرئيسية - AR

الاخبار الرئيسية - AR (11830)

فئات موروثة

إقامة صلاة الغائب على المغفور له أمير دولة الكويت الشقيقة بالمسجد الحرام

إقامة صلاة الغائب على المغفور له أمير دولة الكويت الشقيقة بالمسجد الحرام (0)

بتوجيه من لدن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود أقيمت صلاة الغائب على سمو الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح أمير دولة الكويت الشقيقة – رحمه الله – بالمسجد الحرام والذي وافته المنية يوم أمس الاثنين الموافق 12/2/1442هـ .
وقد أم المصلين لصلاة الغائب معالي الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي الشيخ الأستاذ الدكتور عبدالرحمن بن عبدالعزيز السديس، بحضور عدد من قيادات الرئاسة، وأوضح معالي الشيخ السديس أن إقامة صلاة الغائب على سمو الشيخ صباح الأحمد الصباح في الحرمين الشريفين تعكس عمق الترابط العميق بين دولتنا المباركة -حماها الله-ودولة الكويت الشقيقة -رعاها الله-، مؤكداً معاليه أن فقيد دولة الكويت فقيد للأمة العربية والإسلامية، داعيًا الله أن يحفظ خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين - أيدهما الله -، ويديمهما ذخرًا للوطن والمواطنين، وأن يحفظ دول الخليج من كل سوء ومكروه , وأن يرحم سمو أمير دولة الكويت وأن يسكنه فسيح جناته.

590375A9 C487 4FC7 864D 4D5693FBACDD3E7A10AC 149C 41EE 9F31 668AE8D3A458D691A152 12E5 4987 8006 8FFA9500BE46FDDFBA82 DBE1 49A5 861B 7C50D4FF21E67F87ADAE A06E 4CD2 B079 EFD3F8E1F9E6331D9F6B 4377 4620 B552 77F94AC7097B3541C52E 6DAE 49AB 9E55 BC7DE0F17A83A7FE89C2 559A 43E3 8B02 54576F25B7F5


عرض العناصر...
السلامة في المسجد الحرام تتابع سير أعمالها

السلامة في المسجد الحرام تتابع سير أعمالها (0)


عقد سعادة مساعد مدير عام السلامة مدير إدارة السلامة بالمسجد الحرام الأستاذ حسين بن حسن العسافي اجتماعاً بسعادة وكيل الإدارة الأستاذ فيصل من محمد العبدلي، ورؤساء الورديات؛ لمناقشة واستعراض الخطة التشغيلية ومهام الإدارة.

وأوضح العسافي ضرورة مواصلة ومضاعفة الجهود وتهيئة السبل لتأدية الزوار والمعتمرين نسكهم بكل ويسر وسهولة، ومتابعة استمرارية الأعمال على أكمل وجه لتحقيق السلامة في كافة أنحاء المسجد الحرام.

ويأتي الاجتماع بإشراف ومتابعة سعادة مدير عام السلامة المهندس بسام بن سعيد العبيدي وتوجهات سعادة وكيل الرئيس العام للأمن والسلامة ومواجهة الطوارئ والمخاطر الأستاذ فايز بن عبد الرحمن الحارثي؛ المبنية على توجيهات معالي الرئيس العام الشيخ الدكتور عبدالرحمن بن عبدالعزيز السديس.

عرض العناصر...
قيم الموضوع
(4 أصوات)

خطب وأم المصلين في المسجد النبوي فضيلة الشيخ أحمد بن طالب بن حميد إمام وخطيب المسجد النبوي الشريف، وبدأ خطبته قائلًا: عباد الله: أصلحوا قلوبكم بما يصلح القلوب، وراقبوها من الواردات عليها المُفسدة للقلوب فالقلب ملِكُ الجوارح، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: (ألا وإنَّ في الجَسَدِ مُضْغَةً، إذا صَلَحَتْ، صَلَحَ الجَسَدُ كُلُّهُ، وإذا فَسَدَتْ، فَسَدَ الجَسَدُ كُلُّهُ، ألا وهي القَلْبُ).وهل تعلمون أعظم أمراض القلوب التي يحرم من ابتلي بها من الخير كله؟ أو يحرم من ابتلي بها من كثير من أبواب الخير؟ ألا إن أعظم أمراض القلوب: هي الغفلة، فالغفلة المستحكمة هي التي شقي بها الكفار والمنافقون، وهي التي أوجبت لهم الخلود في النار، قال الله تعالى: (مَن كَفَرَ بِٱللَّهِ مِنۢ بَعۡدِ إِيمَٰنِهِۦٓ إِلَّا مَنۡ أُكۡرِهَ وَقَلۡبُهُۥ مُطۡمَئِنُّۢ بِٱلۡإِيمَٰنِ وَلَٰكِن مَّن شَرَحَ بِٱلۡكُفۡرِ صَدۡرٗا فَعَلَيۡهِمۡ غَضَبٞ مِّنَ ٱللَّهِ وَلَهُمۡ عَذَابٌ عَظِيمٞ (106) ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمُ ٱسۡتَحَبُّواْ ٱلۡحَيَوٰةَ ٱلدُّنۡيَا عَلَى ٱلۡأٓخِرَةِ وَأَنَّ ٱللَّهَ لَا يَهۡدِي ٱلۡقَوۡمَ ٱلۡكَٰفِرِينَ (107) أُوْلَٰٓئِكَ ٱلَّذِينَ طَبَعَ ٱللَّهُ عَلَىٰ قُلُوبِهِمۡ وَسَمۡعِهِمۡ وَأَبۡصَٰرِهِمۡۖ وَأُوْلَٰٓئِكَ هُمُ ٱلۡغَٰفِلُونَ ).

وأكمل: قد تكون الغفلة من المسلم عن بعض أعمال الخير، وعن الأخذ بأسباب المنافع والنجاة من الشرور، فيفوته من ثواب الخير بقدر ما أصابه من الغفلة، ويعاقب بالمكروهات والشر بقدر غفلته بترك أسباب النجاة؛ قال تعالى: (وَلِكُلٍّ دَرَجَاتٌ مِّمَّا عَمِلُوا ۖ وَلِيُوَفِّيَهُمْ أَعْمَالَهُمْ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ)؛ وقال تعالى في عقوبة الغفلة عن الأخذ بأسباب النجاة: (أَوَلَمَّا أَصَابَتْكُم مُّصِيبَةٌ قَدْ أَصَبْتُم مِّثْلَيْهَا قُلْتُمْ أَنَّىٰ هَٰذَا ۖ قُلْ هُوَ مِنْ عِندِ أَنفُسِكُمْ ۗ إِنَّ اللَّهَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ).

وبيّن فضيلته: الغفلة هي: عدم إرادة الخير قصدًا، وعدم محبته مع خلو القلب من العلم النافع، والعمل الصالح، وهذه هي الغفلة التامة المهلكة، وهي غفلة الكفار والمنافقين، التي لا يفلح المرة معها إلا بالتوبة إلى الله؛ ولا يتّبع الإنسان - إذا استولت عليه - إلا الظن وما تهواه نفسه، ويزينه له شيطانه، ويحبه هواه من الشهوات، وهذه الغفلة هي التي عاقب الله بها الكفار والمنافقين في الدنيا والآخرة، فغفلة الكفار والمنافقين غفلة مستحكمة تامة، تخلد صاحبها في النار، وهي عدم إرادة الخير قصدًا، وعدم محبته، وخلو القلب من العلم النافع والعمل الصالح، مع اتباع الهوى، قال الله تعالى: (وَلَا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَن ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطًا).

وأوضح فضيلته: أما غفلة المسلم، فهي غفلة عن بعض الأعمال الصالحة التي لا يضاد تركها إسلامه، أو الوقوع في بعض المعاصي التي لا تكفر، والغفلة عن عقوباتها؛ والغفلة من المسلم شر عليه كبير، وضرر خطير، تورده المهالك، وتسد عليه من الخير مسالك.
وللغفلة مضار كثيرة، وشرور مستطيرة، قال الله تعالى: (وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ نَسُوا اللَّهَ فَأَنسَاهُمْ أَنفُسَهُمْ ۚ أُولَٰئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ).

وبيّن: الغفلة عن معرفة كمال التوحيد يقع المسلم في نقص كمال التوحيد، قال الله تعالى: (وَمَا يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُمْ بِاللَّهِ إِلا وَهُمْ مُشْرِكُونَ).
وبالغفلة عن تعلم أركان الصلاة وواجباتها يقع الخلل في الصلاة، وبالغفلة عن تذكر صلاة الجماعة، يجر إلى التساهل في الجماعة، وبالغفلة عن ثواب الزكاة، والغفلة عن عقوبة مانعها، يكون التفريط في أدائها، وبالغفلة عن تذكر عقوبات عقوق الوالدين، يقترف الولد العقوق، فيحق عليه ما قال عليه النبي صلى الله عليه وسلم: ( وثلاثة لا يدخلون الجنة: العاق لوالديه، والديوث، والرجلة من النساء)؛ وبالغفلة عن عقوبة قطيعة الرحم، يقع الوعيد على القاطع، قال النبي صلى الله عليه وسلم قال: (لا يدخل الجنة قاطع)، وبالغفلة عن عقوبات الظلم، يكثر الظلم في الأرض، فيسفك الدم، ويؤخذ مال الغير، ويعتدى على الأعراض، ويصير العمران خرابًا، والأرض يبابًا، ويهلك الحرث والنسل، وينتشر الخوف، ثم تنزل العقوبة بالظالم، كما قال تعالى: (وَكَذَٰلِكَ أَخْذُ رَبِّكَ إِذَا أَخَذَ الْقُرَىٰ وَهِيَ ظَالِمَةٌ ۚ إِنَّ أَخْذَهُ أَلِيمٌ شَدِيدٌ)؛ فالغفلة مفتاح شرور، ويُحرم بها المسلم من كثير من الأجور، وما يدخل النقص على المسلم إلا من بابها، فالنجاة منها هي السعادة، والبعد عنها رقي في درجات العبادة، والحذر منها حصن من العقوبات في هذه الدنيا، وفوز بالنعيم بعد الممات.

وأوضح فضيلته: لا يكون الاعتصام من الغفلة والنجاة منها، إلا بالابتعاد عن أسبابها، وعدم الركون إلى الدنيا، التي تغر المرء عن آخرته؛ ومما يعين المسلم على تجنب الغفلة: المحافظة على الصلوات جماعة، بخشوع وحضور قلب، فالصلاة تتضمن حياة القلوب، لما فيها من المعان العظيمة؛ ومما ينجي من الغفلة: ذكر الله على كل حال؛ فالذكر يحيي القلوب، ويطرد الشيطان، ويزكي الروح، ويقوي البدن على الطاعات، ويوقظ من نوم النسيان، ودوامه يحفظ العبد من المعاصي؛ ومما يحفظ العبد من الغفلة: تلاوة القرآن؛ ففيه العجائب، وفيه الرغائب، وفيه شفاء القلوب، وفيه الحث على كل خير، والزجر عن كل شر،
ومما يحفظ العبد من الغفلة: مجالسة العلماء والصالحين؛ لأنهم يُذكّرون بالله، ويُعلّمون العلم الشرعي، ومما ينجي من الغفلة: الابتعاد عن مجالس اللهو والفسق وجليس السوء، ومما ينجي من الغفلة: معرفة حقارة الدنيا وزوالها، وعدم الاغترار بزخرفها عن الآخرة؛ فهي التي صدت أكثر الناس عن الآخرة، واتباع الهدى؛ ومما ينجي من الغفلة: مجانبة الذنوب والمعاصي؛ فكل معصية وقع فيها العبد كان ذلك بسبب الغفلة.

واختتم فضيلته الخطبة بقوله: إن من أعظم ما ينقذ المسلم من الغفلة وآثارها الضارة: ذكر الموت وما بعده، فهو واعظ بليغ، مُشاهد مسموع، يقين طعمه، قريب لقاؤه، واقع أمره، ومن أكثر من ذكر الموت صلح قلبه، وزكا عمله، وسلم من الغفلة، وعند الموت يفرح المؤمن، ويندم الفاجر ويتمنى الرجعة، وهيهات أن يستجاب له.

 ٢٠٢٤٠١١٢ ١٤٣٣٣٢٢٠٢٤٠١١٢ ١٤٣٣٣٤٢٠٢٤٠١١٢ ١٤٣٣٣٦
قيم الموضوع
(3 أصوات)


أم المصلين في يوم الجمعة فضيلة الشيخ الدكتور ماهر المعيقلي واستهل فضيلته خطبته قائلًا: أمة الإسلام: خلق الله هذا الكون بجَمال وجلال، وإتقان وكمال، بزينة تسترعي النظر، وجمال يستدعي التفكر، لا تنقضي عجائبُه، ولا تنتهي أسرارُه، ﴿أَفَلَمْ يَنْظُرُوا إِلَى السَّماءِ فَوْقَهُمْ كَيْفَ بَنَيْناها وَزَيَّنَّاها وَما لَها مِنْ فُرُوجٍ (6) وَالْأَرْضَ مَدَدْناها وَأَلْقَيْنا فِيها رَواسِيَ وَأَنْبَتْنا فِيها مِنْ كُلِّ زَوْجٍ بَهِيجٍ (7) تَبْصِرَةً وَذِكْرى لِكُلِّ عَبْدٍ مُنِيبٍ (8) وَنَزَّلْنا مِنَ السَّماءِ مَاءً مُبارَكاً فَأَنْبَتْنا بِهِ جَنَّاتٍ وَحَبَّ الْحَصِيدِ (9) وَالنَّخْلَ باسِقاتٍ لَها طَلْعٌ نَضِيدٌ﴾، فالكون بسمائه وأرضه، وكواكبه ونجومه، ونهاره وليله، وشمسه وقمره، آيات بينات على إتقان الخالق جل وعلا: ﴿ وَآيَةٌ لَهُمُ اللَّيْلُ نَسْلَخُ مِنْهُ النَّهَارَ فَإِذَا هُمْ مُظْلِمُونَ * وَالشَّمْسُ تَجْرِي لِمُسْتَقَرٍّ لَهَا ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ * وَالْقَمَرَ قَدَّرْنَاهُ مَنَازِلَ حَتَّى عَادَ كَالْعُرْجُونِ الْقَدِيمِ * لَا الشَّمْسُ يَنْبَغِي لَهَا أَنْ تُدْرِكَ الْقَمَرَ وَلَا اللَّيْلُ سَابِقُ النَّهَارِ وَكُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ ﴾، وكلما تدبرنا آثار خلقه، نرى التقدير بميزان، والحساب بإتقان، وصدق الله إذ يقول: ﴿إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ﴾، فأحسن سبحانه خلقه، وجوده وأتقنه، وجعله بديعاً في هيئته ووظيفته، وأعطى كل شيء خلقه ثم هدى، بما تقتضيه حكمة العلي الأعلى، ولو اجتهد الباحث المدقق، ليجد خللا في صنعة الخالق، لرجع إليه جهده صاغرا ذليلا، كليلا ضعيفا، ف﴿تَبارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ وَهُوَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (1) الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَياةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً وَهُوَ الْعَزِيزُ الْغَفُورُ (2)الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ طِبَاقًا مَا تَرَى فِي خَلْقِ الرَّحْمَنِ مِنْ تَفَاوُتٍ فَارْجِعِ الْبَصَرَ هَلْ تَرَى مِنْ فُطُورٍ (3) ثُمَّ ارْجِعِ الْبَصَرَ كَرَّتَيْنِ يَنْقَلِبْ إِلَيْكَ الْبَصَرُ خَاسِئًا وَهُوَ حَسِيرٌ ﴾، وكل ذلك -يا عباد الله-، ظاهرُ إتقان ما نراه، فكيف بباطن ما لا نراه، من عجائب صنعة الخالق جل في علاه، ﴿وَتَرَى الْجِبَالَ تَحْسَبُهَا جَامِدَةً وَهِيَ تَمُرُّ مَرَّ السَّحَابِ صُنْعَ اللَّهِ الَّذِي أَتْقَنَ كُلَّ شَيْءٍ إِنَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَفْعَلُون﴾، وما يزال الحقُّ سبحانه، يكشِف للناس شيئًا من أسرار هذا الكون وآياته، وباهرِ صَنعَتِه وإتقانه، قال عز شأنه: ﴿سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنفُسِهِمْ حَتَّىٰ يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ ۗ أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ﴾، ولما كان أقرب الأشياء إلى الإنسان نفسَه، دعاه خالقه وبارئه، ومصوره وفاطره، إلى التبصر والتفكر في نفسه، ليجد آثار التدبير فيه قائمات، وأدلة إتقان خالقه ناطقات، شاهدة لمدبره، دالةً عليه، مرشدةً إليه، فقال: ﴿وَفِي أَنْفُسِكُمْ أَفَلَا تُبْصِرُونَ﴾، فبعد أن كان الإنسان قبل خلقته لم يكن شيئا مذكورا، أصبح خلقا متقنا مستويا إبداعا وجمالا: ﴿وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ مِن سُلَالَةٍ مِّن طِينٍ ثُمَّ جَعَلْنَاهُ نُطْفَةً فِي قَرَارٍ مَّكِينٍ ثُمَّ خَلَقْنَا النُّطْفَةَ عَلَقَةً فَخَلَقْنَا الْعَلَقَةَ مُضْغَةً فَخَلَقْنَا الْمُضْغَةَ عِظَاماً فَكَسَوْنَا الْعِظَامَ لَحْماً ثُمَّ أَنشَأْنَاهُ خَلْقاً آخَرَ فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ﴾.
إخوة الإيمان: إذا كان الله سبحانه قد أتقن خلقه غاية الإتقان، وأحكمه غاية الإحكام، فلأن تكون شريعته في غاية الإتقان والإحكام أولى وأحرى، فالقرآن والسنة، كل منهما محكم متقن، ﴿كِتَابٌ أُحْكِمَتْ آيَاتُهُ ثُمَّ فُصِّلَتْ مِنْ لَدُنْ حَكِيمٍ خَبِيرٍ﴾، وقال سبحانه لنبيه: ﴿وَأَنْزَلَ اللَّهُ عَلَيْكَ الْكِتابَ وَالْحِكْمَةَ وَعَلَّمَكَ مَا لَمْ تَكُنْ تَعْلَمُ وَكانَ فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكَ عَظِيماً﴾، ولذا أمر عباده بالإتقان وأحبه، والإتقان هو عمل الشيء على أكمل وجه وأحسنه، قال ابن القيم رحمه الله: "والرب تعالى يحب أسماءه وصفاته ويحب مقتضى صفاته وظهور آثارها في العبد فإنه جميل يحب الجمال عفو يحب أهل العفو كريم يحب أهل الكرم عليم يحب أهل العلم وتر يحب أهل الوتر قوى والمؤمن القوى أحب إليه من المؤمن الضعيف صبور يحب الصابرين شكور يحب الشاكرين واذا كان سبحانه يحب المتصفين بآثار صفاته فهو معهم -أي: معية خاصة- بحسب نصيبهم من هذا الاتصاف"، انتهى كلامه رحمه الله، وفي هذا يقول الله تعالى: ﴿وَأَحْسِنُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ﴾، فمن معاني الإحسان: الإتقان والإحكام، فتجويد الشيء وإحسانه وإتقانه، من المطالب الشرعية العظيمة، التي يحبها الله ورسوله، وأول ما ينبغي للعبد أن يسعى في إتقانه وإحسانه، هو توحيد الرب جل جلاله، وإفراده بالعبادة، فمن أجل التوحيد؛ خلق الله السماوات والأرض، والجنة والنار، ولأجله أرسل الله رسله، وأنزل كتبه، وهو أصل الدين وأساسه، وأوَّل أركانه، وأول ما أمر الله به في كتابه؛ وهو أعلى شعب الإيمان، وأثقل شيءٍ في الميزان، وأول ما يُسأل عنه العبد في قبره، ويوم حشره ونشره، والموحد أرجَى من يحظَى بمغفرةِ ربه وعفوه، ففي الحديث القدسي، يقول الله تعالى: ((وَمَنْ لَقِيَنِي بِقُرَابِ الْأَرْضِ خَطِيئَةً، لَا يُشْرِكُ بِي شَيْئًا، لَقِيتُهُ بِمِثْلِهَا مَغْفِرَةً))، رواه مسلم، فمن حقق التوحيد، فاز بشفاعة النبي صلى الله عليه وسلم، وجنة عرضها السموات والأرض، ومن أخل بتوحيده، فأشرك مع الله غيره، لن تُقبَل منه عبادتُه، فالله غنيٌّ عزيز، لا يقبل عملاً لم يُرَد به وجهه، قال الله عز وجل في الحديث القدسي: ((أَنَا أَغْنَى الشُّرَكَاءِ عَنِ الشِّرْكِ، مَنْ عَمِلَ عَمَلًا أَشْرَكَ فِيهِ مَعِي غَيْرِي، تَرَكْتُهُ وَشِرْكَهُ))، رواه مسلم.
إخوة الإيمان: وأولى الأعمال بالإتقان بعد التوحيد، ما افترضه الله تعالى على عباده، فالوضوء رغَّب النبي صلى الله عليه وسلم في إتقانه ، حتى في المكاره، من برد ونحوه، فقال صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((أَلَا أَدُلُّكُمْ عَلَى مَا يَمْحُو اللهُ بِهِ الْخَطَايَا، وَيَرْفَعُ بِهِ الدَّرَجَاتِ؟))، قَالُوا بَلَى يَا رَسُولَ اللهِ، قَالَ: ((إِسْبَاغُ الْوُضُوءِ عَلَى الْمَكَارِهِ))، رواه مسلم، وحذَّر صلى الله عليه وسلم من الإخلال به، ففي صحيح مسلم: عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو رضي الله عنهما قَالَ: رَجَعْنَا مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ مَكَّةَ إِلَى الْمَدِينَةِ حَتَّى إِذَا كُنَّا بِمَاءٍ بِالطَّرِيقِ تَعَجَّلَ قَوْمٌ عِنْدَ الْعَصْرِ، فَتَوَضَّؤوْا وَهُمْ عِجَالٌ فَانْتَهَيْنَا إِلَيْهِمْ وَأَعْقَابُهُمْ تَلُوحُ لَمْ يَمَسَّهَا الْمَاءُ فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((وَيْلٌ لِلْأَعْقَابِ مِنَ النَّارِ، أَسْبِغُوا الْوُضُوءَ))، والصلاة التي هي أعظم الشعائر بعد التوحيد، حذر النبي صلى الله عليه وسلم من عدم إتقانها، بل عدّ من لم يتقنها، فأخل بأركانها، أنه لم يُصَلِّ، ففي الصحيحين: قال لرجل لم يتقن أداء صلاته: ((ارْجِعْ فَصَلِّ، فَإِنَّكَ لَمْ تُصَلِّ))، رواه البخاري ومسلم، فتربى الصحابة رضي الله عنهم على الإتقان، فكان أحدهم إذا حفظ شيئا من آي القرآن، لم ينتقل لغيرها، حتى يتقنها فقها وعملا.
أمة الإسلام: لم تكن قضية الإتقان في الشريعة، خاصة بالشعائر التعبدية، ولا بالعلوم الشرعية، بل حتى في الأعمال الدنيوية، لأن الإتقان سنة كونية، ومنهج حياة، وسمة حضارة، ولذا نجد النبي صلى الله عليه وسلم، عُنِيَ بالإتقان في كل شيء، فقال: ((إِنَّ اللهَ كَتَبَ الْإِحْسَانَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ، فَإِذَا قَتَلْتُمْ فَأَحْسِنُوا الْقِتْلَةَ، وَإِذَا ذَبَحْتُمْ فَأَحْسِنُوا الذَّبْحَ، وَلْيُحِدَّ أَحَدُكُمْ شَفْرَتَهُ، فَلْيُرِحْ ذَبِيحَتَهُ))، رواه مسلم، فأراد صلى الله عليه وسلم، أن يكتسب المسلم عادة الإتقان في العمل، حتى ولو لم يكن للعمل آثارا اجتماعية، كذبح البهيمة، الذي ينتهي بإتمام العمل كيفما كان، ولكن قصد صلى الله عليه وسلم، إتقان العمل في شتى المجالات، فكان يشيد بالمبدعين والمتقنين من أصحاب الحرف، ويُوكلهم إلى ما يتقنونه من الحرف، فهذا طلق بن علي الحنفي رضي الله عنه، جاء إلى المدينة، والنبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه يبنون المسجد النبوي، فأراد أن ينقل معهم الحجارة، فوجهه النبي صلى الله عليه وسلم لخلط الطين، لمهارته فيه، ففي مسند الإمام أحمد: عن طلق بن علي رضي الله عنه قال: "جِئْتُ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَصْحَابُهُ يَبْنُونَ الْمَسْجِدَ، قَالَ: فَكَأَنَّهُ لَمْ يُعْجِبْهُ عَمَلُهُمْ، قَالَ: فَأَخَذْتُ الْمِسْحَاةَ، فَخَلَطْتُ بِهَا الطِّينَ، فَكَأَنَّهُ أَعْجَبَهُ أَخْذِي الْمِسْحَاة وَعَمَلِي، فَقَالَ: ((دَعُوا الْحَنَفِيَّ وَالطِّينَ، فَإِنَّهُ أَضْبَطُكُمْ لِلطِّينِ))، بل ذهب النبي صلى الله عليه وسلم، في قضية الإتقان إلى أسمى من ذلك، ففي صحيح مسلم: قال صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((إِذَا كَفَّنَ أَحَدُكُمْ أَخَاهُ، فَلْيُحَسِّنْ كَفَنَهُ))، وفي شعب الإيمان للبيهقي: شهد النبي صلى الله عليه وسلم جنازة، فترك الصحابة رضي الله عنهم فرجة في القبر، فَجَعَلَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: ((سَوُّوا لَحْدَ هَذَا))، حَتَّى ظَنَّ النَّاسُ أَنَّهُ سُنَّةٌ، فَالْتَفَتَ إِلَيْهِمْ، فَقَالَ: ((أَمَا إِنَّ هَذَا لَا يَنْفَعُ الْمَيِّتَ وَلَا يَضُرُّهُ، وَلَكِنَّ اللهَ يُحِبُّ مِنَ الْعَامِلِ إِذَا عَمِلَ أَنْ يُحْسِنَ))، فانظروا - حفظكم الله - كيف أمر صلى الله عليه وسلم بالإتقان، حتى في هذا الموضع الذي لا يضرُّ الميت ولا ينفعه، ولكنه التوجيهُ بالإتقان وتنميته، ليكون دافعًا للدعوة إلى إحسان العمل وإجادته، فإذا كان الأمر بالإتقان في الكفن، وتسوية القبر، ففيما هو أكبر منهما أولَى وأحرى، فالحياة لا تنموا ولا تزدهر، والأوطان لا تبنى ولا تتقدم، إلا بالإتقان، سواء في الأعمال التعبدية، أو السلوكية أو المعاشية، فكل عمل يقوم به المسلم بنيّة العبادة، فهو مأجور عليه.
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم: ﴿قُلْ إِنَّ صَلاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيايَ وَمَماتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ (162) لا شَرِيكَ لَهُ وَبِذلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ﴾.
الخطبة الثانية: الحمد لله الذي خلق فسوى، وقدر فهدى، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له العليّ الأعلى، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، صلى الله وسلم وبارك عليه، وعلى آله وصحبه ومن اهتدى.
أما بعد معاشر المؤمنين: إن الإتقان هدف يسمو به المسلم، ليرقى به في مرضاة ربه، والإخلاص له، لأن الله تعالى لا يقبل من العمل إلا ما كان خالصاً لوجهه، وإخلاص العمل، لا يكون إلا بإتقانه، قال سبحانه: ﴿لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً﴾، أي: أخلصه وأصوبه، فالخالصُ أُخرويٌّ، والصوابُ دنيوي، وهو الإتقان.
إخوة الإيمان: ويتأكد الإتقان، في حياتنا العملية، فيسعى المرء للتفوق في كل جوانب حياته؛ ليكون الإتقان سمة أساسية في شخصيته، ليكون الإتقان ظاهرة سلوكية له، تلازم المرء في عطائه، والمجتمع في تفاعله وإنتاجه، بل ونسعى في تربية أبنائنا على قيمة الإتقان، ليعيشوا حياةً مثمرة، ويفوزوا برضى الرحمن في الآخرة، إن تربية الأبناء على الإتقان -يا عباد الله- يعزز فيهم قوة الإرادة، فتكون لهم أنفسا تواقة، يحققون بها معالي الأمور، ويبتعدون عن سفسافها، فينفعون أنفسهم، ويعمرون أوطانهم، وإن مما يعين الوالدين، في تربية أبنائهم على قيمة الإتقان، التزامهم بأوامر الشريعة، فالصلاة على سبيل المثال، يؤمر بها الابن في السابعة، ويضرب عليها في العاشرة، فإذا وصل مرحلة تكليفه، كان متقناً لصلاته، مجوداً لها، محسناً في أدائها، فالأبناء إذا تربوا على الصلاة، يتقنون عدة مهارات، من إقامة الصلاة على وقتها، واستحضار مقابلة الله فيها، وفعلها خمس مرات في اليوم والليلة، مع طمأنينة الجوارح والأركان، وتسوية الصفوف ومتابعة الإمام، كل هذه الأعمال، تتطلب التعود على الإتقان، حتى ينتقل هذا الإتقان من الصلاة، إلى سائر الأعمال، دنيوية أو أخروية، وصدق صلى الله عليه وسلم إذ يقول: ((أَرَأَيْتُمْ لَوْ أَنَّ نَهْرًا بِبَابِ أَحَدِكُمْ يَغْتَسِلُ مِنْهُ كُلَّ يَوْمٍ خَمْسَ مَرَّاتٍ، هَلْ يَبْقَى مِنْ دَرَنِهِ شَيْءٌ؟)) قَالُوا: لَا يَبْقَى مِنْ دَرَنِهِ شَيْءٌ، قَالَ: ((فَذَلِكَ مَثَلُ الصَّلَوَاتِ الْخَمْسِ، يَمْحُو اللهُ بِهِنَّ الْخَطَايَا))، رواه البخاري ومسلم.
٢٠٢٤٠١١٢ ١٤٢٠٥٣٢٠٢٤٠١١٢ ١٤٢٠٥٨٢٠٢٤٠١١٢ ١٤٢١٠٠
قيم الموضوع
(1 تصويت)

تفقد معالي رئيس مجلس إدارة الهيئة العامة للعناية بشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي الدكتور توفيق بن فوزان الربيعة، ركن الهيئة ضمن مؤتمر ومعرض خدمات الحج والعمرة 2024 المقام بمدينة جدة.

واطلع معاليه على مجموعة من المحتويات التوعوية التي تهدف إلى إثراء تجربة زوار المسجد الحرام والمسجد النبوي، والخدمات الرائدة التي تقدمها المملكة العربية السعودية في خدمة ضيوف الرحمن.

ويقدم المؤتمر فرصًا نوعية لرواد الأعمال في منظومة الحج والعمرة، كما تُسهم المعارض المصاحبة في إثراء الزائر بمعلومات عن الحج والعمرة، وابتكار أفكار تُسهم في تحسين تجربة القاصدين الإيمانيّة في الحرمين الشريفين.

6J1A00526J1A0058 HIM4689 (1)
قيم الموضوع
(1 تصويت)

وقعت الهيئة العامة للعناية بشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي مذكرة تفاهم مع الشركة السعودية للخدمات البريدية واللوجستية (سبل)، على هامش مؤتمر ومعرض خدمات الحج والعمرة ٢٠٢٤.

وتهدف الاتفاقية إلى دراسة تقسيم المسجد الحرام وساحاته إلى مناطق وعناصر مُرمَزة لتحديد المواقع الجغرافية بدقة، وسهولة الوصف المكاني للقاصدين والعاملين بالمسجد الحرام.

كما ستسهم في قياس مؤشرات الأداء وتوزيع الكوادر العاملة حسب الطاقة الاستيعابية والتشغيلية مما يحقق أعلى معايير الجودة في الخدمات المقدمة في المسجد الحرام.
قيم الموضوع
(3 أصوات)

زار عدد من المسؤولين والوفود الرسمية جناح الهيئة العامة للعناية بشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي المشارك في المعرض المصاحب لمؤتمر خدمات الحج والعمرة 2024م والذي يتم فيه التعريف بالخدمات المقدمة لضيوف الرحمن.

ويتضمن الجناح على العديد من المحتويات التوعوية والخدمات التي تقدمها الهيئة في سبيل إثراء تجربة ورحلة الزائر والمعتمر والحاج وتعريفهم بالجهود التي تقدمها المملكة العربية السعودية في خدمة ضيوف الرحمن.

يذكر أن مؤتمر ومعرض خدمات الحج والعمرة 2024م يقدم الفرص النوعية لرواد الأعمال في منظومة الحج والعمرة، وبناء وتطوير الخدمات المبتكرة التي تثري تجربة ضيوف الرحمن خلال رحلتهم الإيمانية بالمملكة العربية السعودية.
photo 5828029338455490086 w 2photo 5828029338455490087 wphoto 5828029338455490082 wphoto 5828029338455490084 wphoto 5827905128001291351 w
قيم الموضوع
(1 تصويت)

إثراءً للتجربة الدينية لزوار المسجد الحرام وتوفير البيئة الروحانية المطمئنة تحرص الهيئة العامة للعناية بشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي على تقديم كافة الخدمات التوجيهية والإرشادية لضيف الرحمن, من خلال العديد من الإدارات المختصة داخل البيت العتيق لتعينهم في أمور العقيدة والمناسك وبلغات عدة.

إجابة السائلين
يقوم على إجابة وإرشاد السائلين (71) من أصحاب الفضيلة والعلماء مع وجود المترجمين في المواقع المخصصة لإرشاد السائلين مع أصحاب الفضيلة المشاركين، حيث يتم الرد على الاستفسارات والأسئلة الواردة باللغة المناسبة للزائر والمعتمر، عبر ما يقارب (7) مواقع داخل المسجد الحرام، كما يوجد (4) مكاتب للرد على السائلين هاتفياً عبر رقمين مجانيين للإجابة عن المسائل الشرعية الثابت أو الجوال وهما (8001222400)،(8001222100).

بث رقمي للدروس والمحاضرات من المسجد الحرام
وتبث الدروس والمحاضرات والدورات العلمية من المسجد الحرام للزوار وطلبة العلم في أنحاء العالم وتستثمر جميع وسائل الإعلام في البث والنشر لتصل لأكبر فئة مستهدفة من طلاب العلم والباحثين وعموم المسلمين في مختلف انحاء العالم, ولإيصال الرسالة العلمية بالمسجد الحرام لأكبر شريحة من المستفيدين يتم تسجيل الدروس وتوثيقها على نسخ إلكترونية رقمية ومن ثم حفظها على أقراص مدمجة أو أجهزة (يو إس بي) وغيرها من وسائل حفظ المعلومات الإلكترونية الحديثة وترفع عبر منصة منارة الحرمين، ومنصة يوتيوب الخاصة بالإدارة‏(https://youtube.com/twjehDM)  أو عن طريق رابط البث المباشر الصوتي مكسلر (http://mixlr.com/twjeh) .

منصات رقمية
خصصت الهيئة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي عددا من المنصات التوجيهية الرقمية للاطلاع والاستفادة من جديد الدروس والمحاضرات والدورات العلمية المقامة بالمسجد الحرام وهي:
منارة الحرمين: ‏https://manaratalharamain.gov.sa
يوتيوب: ‏https://www.youtube.com/twjehDM
مكسلر للبث المباشر الصوتي: ‏http://mixlr.com/twjehdm
ساوند كلاود المنصة الصوتية: ‏https://soundcloud.com/twjehdm

منارة الحرمين الشريفين
وللتقنية الحديثة دور كبير ورائد في نقل العلوم والمعارف العلمية والشرعية خاصة فيما يتعلّق بالقرآن الكريم وتدريسه تلاوةً وتجويدًا وتصحيحًا، ونقل الدروس العلمية والمحاضرات الفقهية وخطب الحرمين وخطبة عرفة لتعمّ الفائدة ويستمر العلم النافع ليمتدّ أثرها إلى أصقاع العالم فأنشأت (منارة الحرمين الشريفين) قبل خمسة أعوام. وهدفها الرئيسي بث الخطب في الحرمين الشريفين وخطبة عرفة ونقل الدروس العلمية والمحاضرات الشرعية والندوات والكلمات الوعظة عبر منصّة رقمية سلسة الاستخدام وفائقة الجودة لها رابط إلكتروني فعّال وأثير موجات راديو FM، مدعومة باللغات العالمية (الإنجليزية والفرنسية والأردية والفارسية والملاوية والتركية والهوسا والصينية والروسية) وكذلك لغة الإشارة لذوي الإعاقة السمعية؛ وإيصالها إلى أكبر عدد ممكن من المستفيدين. وهنالك خدمات ذكية متنوعة تقدّمها المنصة منها الإجابة على فتاوى السائلين عن أحكام الشريعة المتعلقة بالعبادات والنسك، وإمكانية التواصل المباشر مع أهل العلم والاختصاص الشرعي، وتصفح القرآن الكريم بعدة لغات لتخدم غير الناطقين باللغة العربية وتسهّل عليهم تلاوة القرآن في كل زمان ومكان، وجدول زمني للخطب والدروس والمحاضرات والحلقات، ونوافذ للبث المباشر لقناة القرآن الكريم التابعة لهيئة الإذاعة والتلفزيون. ويتم الدخول للمنصة عبر الرابط الإلكتروني أو مسح الباركود بالأجهزة الذكية (آبل، أندرويد) أو أثير موجات راديو FM.

مقرأة الحرمين
وفيما يتعلق بتعليم القران الكريم تعد مقرأة الحرمين الشريفين مشروعًا عالميًا لتعليم كتاب الله عز وجل للمسلمين في شتى أنحاء العالم عبر أحدث تقنية تتيح للمستفيد تصحيح التلاوة وإتقان التجويد وإتمام الحفظ والمراجعة ما بعد الحفظ بـ (6) لغات وهي (العربية والإنجليزية والأوردية والإندونيسية والملاوية والهوساوية)، والحصول على شهادات وإجازات بالسند المتصل على أيدي معلمين مجازين في علم القراءات العشر المتواترة على مدار الساعة عبر تطبيقهم الموحد (مقرأة الحرمين). وتتضمن المقرأة العديد من برامج المواد التعليمية المتاحة ومنها تصحيح التلاوة، والحفظ، والمراجعة، وشرح أحكام التجويد، ومبادئ على القراءات، وجلسات التلاوة، والمتابعة التعليمية، وحلقات البث المباشر. ويمكن التسجيل في المقرأة عن طريق الموقع الالكتروني: maqraa.gph.gov.sa.

شاشات إلكترونية لنشر المحتوى التوجيهي والإرشادي
ومن داخل المسجد الحرام وفرت الهيئة (52) شاشة إلكترونية لنشر المحتوى التوجيهي والإرشادي لزوار وقاصدي البيت العتيق، يقوم بالإشراف عليها فريق مختص في الجانب الشرعي والتوجيهي من أصحاب المعالي والفضيلة، وتترجم إلى عدة لغات من خلال كادر مخصص للترجمة واللغات. وتتواجد الشاشات على مداخل ومخارج المسجد الحرام وساحاته والطرق المؤدية إليه ويتم تغيير محتويات الشاشات من خلال غرفة تحكم، كما يتم متابعة جميع الشاشات الإلكترونية وملحقاتها والارتقاء بجودتها للوصول إلى أفضل المواصفات والمعايير العالمية.
قيم الموضوع
(2 أصوات)

خطب وأم المصلين في المسجد النبوي فضيلة الشيخ الدكتور حسين بن عبدالعزيز آل الشيخ إمام وخطيب المسجد النبوي الشريف.


وبعد أن حمد الله عز وجل بدأ خطبته بقوله: معاشر المسلمين: في ظل مشاغل هذا العصر، وضغوط الحياة، وتجدد مطالبها، يشتكي كثير من نزع البركة، التي هي من المطالب الضرورية في متع الحياة الدنيا، لتنمو وتزداد وتظهر ثمارها الخيرة، ولذا فما نزعت البركة من شيء إلا فاتت ثماره الطيبة، ومنافعه اليانعة؛ بل ما نزعت من أمر إلا وحلّ به العناء والشقاء، قال صلى الله عليه وسلم: (ليس السَّنَةُ بأنْ لا تُمطَروا ، ولكِنَّ السَّنَةَ بأنْ تُمطَروا وتُمطروا ؛ ولا تُنْبِتُ الأرضُ شيئًا)، رواه مسلم؛ والسَّنَةُ هي الجدب والقحط.

وأكمل: ولهذا فالموفق يبحث عن أسباب حلول البركة ووقوعها، ويسعى لتحقيقها في أمور حياته كلها، لتنمو منافعها، وتزداد خيراتها، وتتحقق الحياة الطيبة بها؛ فالبركة فيما أعطي الإنسان، تزول بها أخطار القلاقل النفسية، والمخاوف المتوقعة، مما تحصل به طمأنينة النفس وراحتها ورضى القلوب وسعادتها.

وأوضح فضيلته: ألا وإن أعظم أسباب استجلاب البركات، وحصول الخيرات والمسرات، هو الاستقامة على طاعة الله تبارك وتعالى، ولزوم شرعه، والوقوف عند حدوده، قال تعالى: (وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَىٰ آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِم بَرَكَاتٍ مِّنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ).

وأكمل: كما أن أعظم أسباب نزع البركة، فشو المحرمات والتمادي في المعاصي والسيئات، قال تعالى: (ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُم بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ).

وبيّن فضيلته: إن من آثار نزع البركات ما يعانيه العالم اليوم من مشاكل اقتصادية كبرى، وتحديات مالية عظمى، مع توافر المقدرات الهائلة، والأموال الطائلة، ومع هذا يعاني العالم من التضخمات الخطيرة، والغلاء الفاحش، وتراكم الديون الطائلة، وكل ذلك بسبب بعد كثير من الخلق عن المنهج الرباني، الذي رضيه خالقه لهم، وجعله السبيل لسعادتهم في معاشهم و في معادهم؛ ومن ذلك انتشار المعاملات الربوية، التي يبنى عليها اقتصاد العالم اليوم، مما أحلّ بهم النكبات الاقتصادية، والمشاكل الاجتماعية المتعددة، قال تعالى: (يَمْحَقُ اللَّهُ الرِّبَا وَيُرْبِي الصَّدَقَاتِ).

وأوضح: لقد كثر وتنوع في عالم اليوم الغش التجاري بصور لا نهاية لأنواعها، ولا حد لأشكالها، مما كان سبب في حلول المخاطر المالية المختلفة، ومما عاد ذلك على التعاملات المالية بالكساد والخراب، قال صلى الله عليه وسلم: (الْبَيِّعانِ بالخِيارِ ما لَمْ يَتَفَرَّقا، فإنْ صَدَقا وبَيَّنا بُورِكَ لهما في بَيْعِهِما، وإنْ كَذَبا وكَتَما مُحِقَ بَرَكَةُ بَيْعِهِما).

وأضاف فصيلته: من أسباب نزع البركة في الأموال، انتشار الأيمان الكاذبة لترويج السلع، ويلحق بذلك كل ماكان في هذا المعنى، من الإعلانات التجارية التي تحمل تزوير الصفات، والخداع بالناس كما هو منتشر اليوم في وسائل التواصل، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: (الحَلِفُ مُنَفِّقَةٌ لِلسِّلْعَةِ، مُمْحِقَةٌ لِلْبَرَكَةِ).

وبيّن: من أسباب نزع البركات الخاصة والعامة، التسلط على الأموال العامة، بالنهب، والسلب، والتلاعب والخيانة، آثارها مدمرة على الآخذ وعلى المجتمع ككل، وهذا قال صلى الله عليه وسلم: (إنَّ هذا المَالَ خَضِرَةٌ حُلْوَةٌ، فمَن أَخَذَهُ بسَخَاوَةِ نَفْسٍ بُورِكَ له فِيهِ، ومَن أَخَذَهُ بإشْرَافِ نَفْسٍ لَمْ يُبَارَكْ له فِيهِ، كَالَّذِي يَأْكُلُ ولَا يَشْبَعُ).
وإذا كان هذا حال من يأخذ المال العام بلهف وتطلع وطمع وشره، فكيف بمن يأخذه على وجهٍ محرم.

وأكمل فضيلته: من أسباب نزع البركة، ووقوع الكوارث الاقتصادية في المجتمع، التلاعب بأموال الخلق من عدم الوفاء بثمن مبيع، أو رد قرض، أو أجرة ونحو ذلك، قال صلى الله عليه وسلم: (مَن أخَذَ أمْوالَ النَّاسِ يُرِيدُ أداءَها أدَّى اللَّهُ عنْه، ومَن أخَذَ يُرِيدُ إتْلافَها أتْلَفَهُ اللَّهُ)؛ فاتقوا الله عباد الله، والتزموا بالمنهج الإلهي، والهدي النبوي، في جميع تعاملاتكم وشؤون حياتكم، تنزل بكم البركات، وتعم الخيرات، ويفتح لكم من ثمار الدنيا اليانعات النافعات.

واختتم فضيلته الخطبة بقوله: إن أرادت الأمة وقوع البركات المتناهية، والخيرات المتكاثرة، فعلينا جميعاً التوبة الصادقة، والأوبة الجادة، وإصلاح ما فسد بمنهج الإسلام، وأوامر القرآن، وسنة ولد عدنان، عليه أفضل الصلاة والسلام، قال تعالى: (فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا (10) يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُم مِّدْرَارًا (11) وَيُمْدِدْكُم بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَل لَّكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَل لَّكُمْ أَنْهَارًا).

WhatsApp Image 2024 01 05 at 1.56.53 PMWhatsApp Image 2024 01 05 at 1.57.01 PMWhatsApp Image 2024 01 05 at 1.57.10 PM
قيم الموضوع
(1 تصويت)

أمّ المسلمين اليوم لصلاة الجمعة بالمسجد الحرام معالي الشيخ الأستاذ الدكتور عبدالرحمن بن عبدالعزيز السديس إمام وخطيب المسجد الحرام ابتدأها قائلاً: الحَمْدُ لِلَّه تفَرَّدَ بالألوهية توحيداً واعظاما، نحمده -سُبْحَانه- أظْهر بَدِيع حكمته حقيقةً لا أوْهاما، فاتَّقوا الله –عِبَاد الله- واعلموا أنَّ تَقْوَاه هي السِّرَاجُ المُنيرُ في حُلَكِ الدُّجَا، والمُعْتصَمُ الوثيق لِذَوي الحِجَا، والمِعْرَاجُ السَّنِيِّ عِنْدَ الضَّرَاعَة والالتجاء، وبها الظَّفر وأيم الله - بالرَّغَائِب والرَّجَا، فالقدر محتوم، والرزق مقسوم، ومن لم يتزود التقوى فهو المغبون المحروم ﴿ وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ ﴾.

وأضاف معاليه: في عالمٍ يموج بالتحديات والأزمات، وفي عصر كثرت فيه الأوهام والخيالات، تأتي أهمية استجلاء الحقائق والموقف الحق مما يشاع ويذاع مما يخالفها، وإنَّ الحقيقة الكبرى التي لا تخالجها الخيالات والاوهام، توحيد الملك العلام، فلقد بعث الله نبيه محمدًا صلى الله عليه وسلم، بعقيدة التوحيد الصَّافية الخالصة {أَلَا لِلَّهِ الدِّينُ الْخَالِصُ} [الزمر: 3]؛ ليُحرِّرَ العقول والقلوبَ من رِقّ العُبوديَّةِ لغيرِ الله، ويُثبت فيها أن لا إله إلا الله، كلمة، الإخلاص، ومُفردة الاختصاص، وعنْوان الفوْزِ والخلاص، ولِيرفعَ النفوسَ إلى قِمَمِ العزِّ والشَرفِ والإباء، ويسموَ بِها عن بُؤرِ الالحاد والشِّركِ والوثنيَّة والشّقاء، والخُرافَةِ والشعوذة والأرْزاء، وإنّ أول أركان الإسلام الحميدة، وأوثقِ عُرى الإيمان المجيدة، وأرسخ ثوابت عقيدة السلف الصالح العتيدة، شهادة أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأنّه سبحانه الذي يملك النفْع والضُّر وحده، {وان يمسسك الله بضر فلا كاشف له الا هو وان يمسسك بخير فهو على كل شيء قدير}، وهو المستحق للعبادة وحده دون سواه.

مؤكداً أن تلك هي عقيدةَ المسلمِ الصحيحة، وهي أعزُّ شيءٍ عليهِ وأغْلى ما لديه، فلا مُساومةَ عليها مهما كانت المتغيرات، ولا تنازل عنها مهما كانت التحديات، فالمؤمن الحقّ ديْدنُه التوكُّل على ربّه، فلا يدعو ولا يرغب ولا يرجو إلا خالقهُ عزّ وجلّ، ولا يخاف و لا يرهب إلا منه وحده تبارك وتعالى، {قل ان صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب لا شريك له وبذلك امرت وانا اول المسلمين}، ومن أجلِ ذلك أيُّها المؤمنون جاء النهي صريحًا في الكتاب العزيز والسنَّة النبوية المطهّرة، عن كلّ ما يخالفُ هذِه الحقيقة الثابتة ويُضادُّها من الأوهام والانحرافات العقدية، كالتعلّق بغير الله سبحانه، واعتقاد النفع والضرّ بيد غيره عزّ وجلّ، ويأتي في الطليعة من ذلك؛ التّعلّق بأوهام السّحرة والمشعوذين والكهنة والعرّافين، سماسرة الخرافة والدجل والتضليل، الّذين أرْدَوْا كثيرًا من المسلمين إلى حضيض الشّرك الدّامس، والجهْل الطّامس، ومنها التعلّق بالأضرحة والمقامات، والأبراج والطوالعِ والنجوم، واعتقاد تأثيرها في حياة الإنسانِ فرحًا وترحًا، خُمولاً ونشاطًا، كدَرًا واغتباطًا، وأنَّ منْ وُلِدَ في برج كذا، فهو السعيد المحروس، ومن وُلِدَ في برج كذا، فهو التعيس المنحوس، في سردٍ للفضائح وإعلانٍ بالقبائح لا يُقرُّها شرعٌ ولا عقلٌ ولا منطق! فسبحان الله عباد الله! كيف تفْتِك الْخرافات والأوهام بعقيدة أولي الحجا والأفهام، فاحرصوا على أخذ الحقيقة، والعمل بها على ضوءِ الكتابِ والسنَّة ومنهج سلف الأمة، واحذروا من المتاجرين بالأوهام.

وأوضح الشيخ السديس أن من القواصم الفاقرات لأزكى الاعتقادات، تعاطي السحر والشعوذة وإتيان السحرة والساحرات، وإنّه – لعمر الحق- لجمعٌ بين الكُفرِ بالله، والإضرارِ بالناس، والإفساد في الأرض بوَبيلِ الأرْجاس، قال صلى الله عليه وسلم محذّرًا من الذهاب إلى السحرة والكهّان وتصديقهم في الأوهام والبهتان: "من أتى عرافًا أو كاهنًا فصدقه بما يقول فقد كفر بما أُنزل على محمد"، أخرجه الحاكم وأهل السنن من حديث أبي هريرة رضي الله عنه، وقدْ عدَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم السحر من السبع الموبقات، كما في الصحيحين من حديث أبي هريرة رضي الله عنه.

محذراً من أنّ هؤلاء الدجاجلة الأفّاكين منتشرون في بعضِ الوسائل الإلكترونية الحديثة، من القنوات، والمواقع، والشبكات، فلهم معرِّفاتٌ ودعايات، تروج الأباطيل مع الأسف اللاهب على العامة والدّهماء من الفتيان والفتيات، - ولا نكتم الخجل- تتاجر ببضاعتها على بعض الموهومين والمتعالمين، ولهم أسماء وبرامج للحظ زعموا، مِمَّا يفتِن الجُهال والأغرار، بل ربَّما يتصدى للفتوى كل متعالم مأفون، أو يتطبَّب من ليس في الطبِّ من قليل ولا كثير، وتَتكلَّم الرويبضةُ في كلِّ فنٍّ، والمُتلقّون لهذه الأوهامِ يرْتعون بكلِّ وخمٍ وزخَم دون تمييزٍ بين الغثِّ والسمين, وعلى من يهمه الامر من الآباء والأمهات والمربين والمربيات، والعلماء والدعاة، ورجال الحسبة وفّقهم الله وأيّدهم، أن يبادروا بالتحصين الإيماني لمجتمعاتهم، ضدَّ هذه المزالق الوهمية، والأعمال الشيطانية، والتكاتف والتعاضد للقضاءِ على هذه الاوهام؛ لما تمثّله من خطرٍ على الأمة، وإخلالٍ بأمن المجتمع، وإفسادٍ لعقيدة المسلمين، واستهانةٍ بعقولهم، وابتزازٍ لأموالهم، وتثبيطٍ لهممهم، في متاجرة خاسرة وصفقات بائرة، والنصيحة مبذولةٌ لكل من ابتُلي بهذه الأمور المزرية الشنيعة، أن يتوب إلى الله ويؤوب، ويستغفره من هذه الشركيات الجاهلية، والوضاعات الخرافيّة؛ طاعةً لله ولرسوله صلى الله عليه وسلم، وحفاظًا على دينه، وعقيدته، ومن الأوهام المتعلقة بالعقيدة.

وبين السديس أن من مضلات الأوهام، واستلابات الأفهام، التي بلي بها فئام من الناس، اللهاث الماديّ خلف تجار الكسب السريع، دون تثبُّت من مصادر هذه الأموال، وهل هي من حلال أم حرام، ودون نظرٍ إلى عواقب الأمور ومالاتها، وذلك الذي أودى بكثير ممّن سلكوا هذه المسالك الموبوءة، والطرق الملتوية المشبوهة، إلى المصير المحتوم؛ ألا وهو الإفلاس والعيش المُدقع المأزوم، أو الوقوع في الفساد وغَسْل الأموال أو الكساد، ويلحق بهؤلاء الأَفْدام الأغرار، أقوام غدوا في رقِّ وبيلِ الأوطار، فبحثوا عن الكمال في صحَّة القامات وقوّة العضلات، وجمال القسمات، وذلك عن طريق تعاطي بعض المنشطات، والخلطات، مجهولة المصادر والهويّات، التي يروجها ويبيعها أشخاصٌ مجهولون، وأفرادٌ منكرون، من أهل الابتزاز والإفساد، مروِّجو المفتِّرات والمخدِّرات، للمتاجرة بأوهام القوة والفتوّة، والنشاط والاسعاد، وفي نهاية المطاف يكون هؤلاء المساكينُ رهْن المستشفيات والمصحّات؛ للتخلّص من إدمان المخدِّرات الذي سلب عقولهم وصحتهم، وأموالهم وقيمهم، ودمّر نفسياتهم، وأشقى أسرهم ومجتمعاتهم.

وفي ختام خطبته أوصى إمام وخطيب المسجد الحرام قائلاً: في هذه الأيام الباردة والليالي الشتائية القارسة، بأنَّ لنا إخوانًا في الدين من المحتاجين والمتضررين والنازحين واللاجئين ولا سيما في فلسطين، يفترشون الأرض ويلتحفون السماء، في مخيمات لا تتوفر فيها أدنى مقومات الحياة، ولا يجدون ما يقيهم عواصف الشتاء الباردة، من لباسٍ ودواء، وغذاءٍ وكساء، إلا ما تجود به أيدي إخوانهم في العقيدة. فالله الله عباد الله، وأنتم تعيشون الأمن والرخاء: أسهموا في تخفيف آثار هذا الشتاء القارس على إخوانكم، وذلك بغوثهم عن طريق المؤسسات الموثوقة، والمظلاّت المأمونة، لتنالوا الأجر العظيم من المولى الكريم سبحانه، ونسأل الله ان ينزل من لطفه ودفئه على المستضعفين والمتضررين إنه جواد كريم.

msg 1001468035115 51272msg 1001468035115 51270msg 1001468035115 51273msg 1001468035115 51274msg 1001468035115 51275msg 1001468035115 51276msg 1001468035115 51266msg 1001468035115 51267msg 1001468035115 51268msg 1001468035115 51269
قيم الموضوع
(1 تصويت)

حصدت الهيئة العامة للعناية بشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي جائزة وسام الاستحقاق الذهبي في مشروع التحول المحاسبي بفئة الرئاسات والمجالس والمراكز، وذلك خلال ملتقى قيادات التحول إلى أساس الاستحقاق المحاسبي والذي نظمته وزارة المالية .

وقد كرم معالي مستشار وزير المالية ورئيس اللجنة التوجيهية ورئيس اللجنة المركزية الأستاذ عبدالعزيز بن صالح الفريح الهيئة العامة للعناية بشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي بجائزة وسام الاستحقاق المحاسبي الذهبي فيما يخص تميزها في التحول لأساس الاستحقاق والتعاون والتميز بإدارة المشروع طبقاً للخطة .

الجدير بالذكر أنهُ تسلم الجائزة رئيس اللجنة التنفيذية ومدير مشروع التحول بالهيئة العامة للعناية بشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي سعادة الأستاذ حسين الجعيد، وسفير التحول سعادة الأستاذ علي الزهراني، وذلك بمشاركة وحضور سعادة وكيل الرئيس العام للشؤون المالية والتنموية والخدمات المساندة الأستاذ فهد الشيخ.
قيم الموضوع
(1 تصويت)

ساهمت التقنية الحديثة في نقل العلوم والمعارف الإنسانية والعلمية والشرعية خاصة فيما يتعلّق بالقرآن الكريم وتدريسه تلاوةً وتجويدًا وتصحيحًا، ونقل الدروس العلمية والمحاضرات الفقهية وخطب الحرمين وخطبة عرفة لتعمّ الفائدة ويستمر العلم النافع ويمتد أثره إلى شتى بقاع العالم.

وتتيح منصة منارة الحرمين عبر موقعها الإلكتروني متابعة الخطب في الحرمين الشريفين وخطبة عرفة، والاستفادة من الدروس العلمية والمحاضرات الشرعية والندوات الشرعية، عبر منصّة رقمية سهلة الاستخدام وذات جودة، تبث أيضًا عبر أثير موجات راديو FM، مدعومة ب10 لغات عالمية وهي: (الإنجليزية والفرنسية والأردية والفارسية والملاوية والتركية والهوسا والصينية والروسية) وكذلك لغة الإشارة للأشخاص ذوي الإعاقة السمعية؛ كما تقدّم خدمات متنوعة منها: الإجابة على فتاوى السائلين عن أحكام الشريعة المتعلقة بالعبادات النسك، وإمكانية التواصل المباشر مع أهل العلم والاختصاص الشرعي، وتصفح القرآن الكريم بعدة لغات لتخدم غير الناطقين باللغة العربية وتسهّل عليهم تلاوة القرآن في كل زمان ومكان في العالم.

وتزود المنصة المتابعين دوريًا بجدول زمني للخطب والدروس والمحاضرات والحلقات، ونوافذ للبث المباشر لقناة القرآن الكريم، كما تحوي مكتبة خاصة لأرشفة ما يتم بثه من محتوى رقمي (خطب، دروس، محاضرات، حلقات، وغيرها) متاح للزوار للاطلاع والبحث.

ومن الخدمات المُثرية للمسلمين في شتى أنحاء العالم مقرأة الحرمين الشريفين الإلكترونية وهو مشروع لتعليم القرآن الكريم عبر أحدث تقنية تتيح للمستفيد تصحيح التلاوة وإتقان التجويد وإتمام الحفظ والمراجعة ما بعد الحفظ بـ (6) لغات، والحصول على شهادات وإجازات بالسند المتصل على أيدي معلمين مجازين في علم القراءات العشر المتواترة على مدار الساعة عبر تطبيقهم الموحد، وتعليم كتاب الله لكل راغب في أي زمان وأي مكان باستخدام التقنية الحديثة، ومنحهم الشهادات والإجازات من قبل المقرئين المجازين، وتطبيق أفضل أساليب تعليم كتاب الله تعالى على يد ذوي الخبرة من المتخصصين.